قواعد السير إلى الله | الرسالة القشيرية | المجلس الثاني | أ.د علي جمعة

قواعد السير إلى الله | الرسالة القشيرية |  المجلس الثاني | أ.د علي جمعة - الرسالة القشيرية, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، هذه هي المحاضرة الثانية. اتفقنا على أن يكون الكتاب هو الرسالة القشيرية، أمرنا لله. فعرفنا الرسالة القشيرية، فاحصلوا عليها إذن لأن المرة القادمة سنعمل فيها. أكدنا على معان معينة: التصوف لحماية مرتبة الإحسان، وأن يعلمنا كيف نصل إليها، وأنه مقيد بالكتاب والسنة، ولذلك فأي شيء يخالف على ما فهمه العلماء العاملون فإنه يكون مردودا، قال الجنيد سيد الطائفة: طريقنا هذا مقيد بالكتاب
والسنة، ونحن نعمل على الكتاب والسنة تحدث لنا أشياء بعضها يسمى بالأحوال وبعضها يسمى بالمقامات وبعضها تسمى بانكشاف الأسرار وبعضها تسمى بتنزل الأنوار وبعضها تسمى بمكاشفة القلوب وهكذا، عندما تقيدت بالكتاب والسنة حدث لي هذا في العمل ونحن مأمورون أن نخلص النية لله، ولذلك قالوا لنا أهل ذلك الطريق إن المنشغل لا يصل وأنه لا ينبغي عليك أن
تلتفت إلى الأنوار ولا إلى الأسرار ولا إلى المكاشفات ولا إلى غير ذلك من الأمور التي تصرفك عن الله، فإن الله مقصود الكل ويجب عليك أن تخلي قلبك من كل قبيح وأن تحليه بكل صحيح حتى يتم التجلي والوصول إلى الرب المعبود سبحانه وتعالى لما حدث هذا دخل الشيطان في أثناء التجربة البشرية فقام علم التصوف يحمي العابدين من دخول الشيطان ودسائسه ومحاولاته للتخليط والتلبيس وجعل مع العابد مفتاحا يستطيع به أن يفتح الخزائن ومعيارا ومقياسا
كالمتر يستطيع به أن يقيس الأمور وأن يعرف الصالح من الطالح وما الذي يؤدي به إلى الانحراف عن الطريق وما الذي يؤدي به إلى السير في ذلك الطريق ولذلك فإن العبادة على غير علم بالتصوف تكون في خطر لأنك تحرمه من أن يدرك هذه الأداة التي يستطيع بها أن يستمر على الكتاب والسنة، التصوف هو الأداة، هو المعيار، هو المقياس الذي يرشدك إلى الطريق ويرسمه لك وينبهك عندما تنحرف عنه يمنة أو يسرى حتى لا تتعطل في طريق الله في الوصول إليه الذي
حدث كذلك، ولذلك قلنا أن مصادر التصوف القرآن والسنة والوجد لأن كثيرا من غير المتخصصين لا يدركون هذه الحقيقة وأنتم من المتخصصين الآن تدرسون علما أكاديميا يسمى علم التصوف أن مصادر التصوف قد أخذت من الكتاب والسنة ومن الوجد هذه الكلمة غابت عن كثير من الناس فاعترضوا وقالوا هذه الأحوال التي ذكرتموها في كتبكم لم تكن عند الصحابة حسنا وماذا نفعل أنا رجل التزمت بالكتاب والسنة
فحدثت لي أشياء لم تحدث للصحابة الكرام، لعل ذلك أن يكون من قلة بضاعتي وقلة حيلتي. أنا صغير هكذا قلت هكذا، الصحابة حفظت بنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، هذا النبي نظر إليهم هكذا. يقول ابن حجر العسقلاني في تعريفه للصحابي وهو أنه الذي رأى النبي، ما هو في تعريف يقول الذي رأى النبي ستأتي مشكلة في عبد الله بن أم مكتوم أعمى لم ير النبي من الصحابة لا صحابي لماذا لأن النبي رآه وهو يتحدث عن عدالة الصحابة
جميعهم عدول لماذا ما معنى أي ليسوا بشرا هل يصدر منهم الخطأ أو الخطيئة يصدر منهم الخطأ والخطيئة منهم من سرق ومنهم من زنى ومنهم من كذا وكذا يعني يصدر بشر ما فيه عصمة فلماذا هذا الفضل الكبير للصحابة قال لأن ابن حجر يقول لأن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليهم فأحدث فيهم ما أوجب عدالتهم سيد البشر بنظرته هكذا ذهب فغسلهم كلهم فأصبحوا مغسولين من الداخل بنظرة النبي هو سيدنا عمر ما الذي يميزه عني يعني ألست لي عينان ويدان ووجه
ورجلان نعم أنت هكذا نعم جسدك نعم مثل جسده أم حتى مثل جسده ذاك كان طوله ثلاثة أمتار ما عليه نعم أنت إنسان وهو إنسان فما معنى الفرق إذن يعني النظرة النبوية عليه الصلاة والسلام عندما نظر إليه هكذا اغتسل وحدث فيه ما حدث من الداخل حدث الشيء الذي يوجب عدالته يوجب عدالة هذا الرجل يوجب عدالته فلا يستطيع أن يكذب على رسول الله يوجب عدالته فهو مستعد أن يضحي بحياته في سبيل رسول الله يحميه بجسده بروحه ولذلك
عندما جاء سعد يحتضر أرسل الله صلى الله عليه وسلم وقال كيف تجدك يا سعد قال بلغ عني رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام وقل له يا رسول الله أشم رائحة الجنة وهو يموت شهيدا شاما رائحة الجنة يا إخواننا وكان سعد بن أبي وقاص يقول وهو أول من جمع بين الأب والأم سيدنا رسول الله جمع قال ارم فداك أبي وأمي أول من جمع بين فداء الأب والأم لشخص هو سعد فكان سعد يحب رسول الله أم سليم بنت ملحان وزوجها أبو طلحة كانوا يحمونه بأجسادهم في أحد وهو الذي
كانت الصحابة تقول إذا اشتد بنا الوطيس احتمينا برسول الله صلى الله عليه وسلم كالأسد الهصور ما رأوه مثله، المهم أن هذه النظرة تحدث في الإنسان هذا ما يوجب عدالته وهذا الذي أخذه بعد ذلك أهل التصوف فقالوا التربية بالنظرة وليس بكثرة الكلام، ومما أوتي هذا الحال التربية بالنظرة السيد أحمد البدوي كان يربي بالنظرة وليس فيها كثرة كلام تذهب إليه هكذا ينظر إليك فتجد روحك قد تغيرت، قالوا فمن أين جاء بهذا؟ فماذا سنفعل؟ الواقع هكذا، أنت منتبه الآن أن واحدا يقول لك أنا لا أصدق، أهذا في الكتاب والسنة؟ فأين مكان الكتاب والسنة؟ هذا مكان الوجود، الشيخ عبد القادر يروى
عنه أشياء، عبد القادر الجيلاني. وصل إلى مرتبة عظيمة في الولاية، كان يأتيه الفتى مريدا فيقول له: يا بني قلل من أربعة: من مخالطة الناس، ومن كثرة الطعام، ومن كثرة الكلام، ومن كثرة النوم. قلل من أربعة، الناس يعني لا تخالط الناس كثيرا، قلة الناس وقلة الطعام وقلة الكلام وقلة
النوم، فإذا كان في الليل سيكون لنا حصة ذكر قرآن صلاة وإلى آخره وأنتم تعرفون قيام الليل وأحواله في القرآن الكريم وفي سنة النبي المصطفى والذكر نعم هذا فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفروا والذاكرين الله كثيرا والذاكرات واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون كله ذكر حتى أنه سمى القرآن ذكرا إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون وهكذا إذا فالقضية هنا أربعة فالولد أصبح شابا وأصبح مطبقا هذا هكذا هو بالقوة هكذا وهمه الشباب وقوته شاب هكذا قوي جسديا ربنا يحفظ عليكم قوتكم ستعرفون أنكم أنتم
أقوياء عندما تبلغون من السن ما بلغناه ستفرقون بدلا من أن تقفزوا على السلم مكان واحدة وبعد ذلك العصا وهكذا واحدة تلو الأخرى وتستمر بهذا حتى لا تستطيع أن تصلي وأنت واقف فتصلي وأنت جالس وهكذا وستكون سعيدا أيضا فالله يسعد كل إنسان في عمره ولكن مع حماس الشباب وقوته ذهب لينفذ كل هذا فقلقت أمه عليه فذهبت إلى سيدي عبد القادر كما يروى فوجدته جالسا كان جالسا جلسة مريحة وأمامه بطة مشوية لذيذة هكذا وجلس يأكل، فقالت له: يا أخي والله العظيم إنني سأجن من هؤلاء الناس،
أنت تحرم الوالد وقلة الطعام وقلة النوم وقلة الكلام وتأكل بطة، فقال لها: عندما يكون ابنك مثل هذا قومي بإذن الله فقامت البطة حية بقدرة الله على يد الأولياء والأنبياء وارد في القرآن فإن جرت على يد نبي فمعجزة سيدنا عيسى وإن جرت على يد ولي فهي كرامة معجزة لنبيه عليه الصلاة والسلام فلما قامت الولية ماذا فهمت أنه ابنك ما زال في الطريق وما زال في بدايته والصحابة كانت تفعل ذلك لا حول ولا قوة وكان للصحابة رضوان الله عليهم
أسئلة حول ما تركه النبي عليه الصلاة والسلام من طب، وهو الطب النبوي والفوائد النبوية المصطفوية التي أرشدنا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجال الطب. فهل توقف الطب؟ ما هو هذا الطب؟ مرجعه إلى ما كان موجودا مع سيدنا رسول الله صلى بعلم الله له أن هذا النبات جيد وأن له شاة أعرابية تذهب بعرق النسا وكذلك وبعد ذلك اليوم أبحث عن شاة عربية فلم أجدها تكون قد أكلت العرفج نوع من أنواع النبات وأكلت في البراري ولا توجد براري فآتي وأحضر أي
معزة أسترالية وكلها أكل الدهن الخاص بها أصابها الكوليسترول قال سيدنا رسول الله إن هذا يؤدي، نعم هذا يؤدي. يأتون بالعسل ليذهبوا فيغشونه بالجلوكوز وبعد ذلك يقول لك سيخففني، كيف يخففك؟ نحن نريد العسل الجبلي الذي كان موجودا الذي لا يوجد فيه غش، هو هذا فيه شفاء للناس قطعا. إذا كان الوجود مصدرا من مصادر المعرفة، فقد غفل كثير هذه جميع الاعتراضات التي تجدها عند الشيخ ابن القيم في مدارج السالكين وعند شيخ الإسلام ابن تيمية وعند ابن الجوزي رحمه الله في تلبيس إبليس، كلها راجعة إلى فقدان فهمهم لأن الوجود مصدر. الشيخ عبد
القادر رجل عالم كبير في التصوف يسبح في خلوته، حدث له حال. قال فإذا بالخلوة تمتلئ نورا ما رأيت ألذ منه، هو النور فيه لذيذ آه هو شعر في جسده بلذة نور غريب هكذا أمواج أنارت الخلوة وشعر أنه يسبح فيها في الأمواج وهو جالس لكن شاعر أن روحه تطير هكذا ثم سمع صوتا ما سمع أحلى منه قط في حياته وقال يا عبد القادر قلت
لبيك نعم أي لبيك كذلك ما لبيك هذه للاستجابة أي أنا هنا لبيك قال لقد أحببناك قال فذبت كما يذوب الملح في الماء بدأ يشعر أن هذا ملك أن هذا ربنا يكلمه كما كلم موسى في شيء وأحببناك قال ذبت كما يذوب الملح في الماء وعندما اقتربنا منك قال فاقشعر جلدي أنا ربك يا
عبد القادر قال لبيك ربي لبيك قال أحللنا لك الحرام أحللنا لك الحرام هذا يخرب بيتك الله قال قلت اذهب يا لعين آه يعني لم يستسلم للأنوار ولا للذة ولا للشهوات ولا لعلو الدرجة ولا للوساوس التي الشيطان قد قال فانطفأ النور وشعرت ببرد وظلمة وسمعت صوتا ما سمعت أقبح منه قط وهو يقول علمك نجاك يا عبد القادر والله أخرجت سبعين وليا من ديوان الولاية
بها لما تأتيني قصة مثل هذه في العلم هذا هو بتعترف بأمور أن الواقع لا يرتفع قاعدة الأولى ما أن الواقع لا يرتفع قاعدة الثانية أن هناك قواعد للإيمان لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ليس كمثله شيء أنه وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء وأنه قد ختم الوحي بختم النبوة صلى الله عليه وسلم رسول الله وخاتم النبيين انتهوا وأنه وأننا لا يمكن ألا يسقط التكليف عن نبي قط فكيف يسقط عن حتى ولي، كل هذه
القواعد هي المكونة لروح ونفس وعقل وقلب عبد القادر ولذلك عرف كيف ينجو من الاختبار الصعب هذا فيأتي إلي أحدهم ليقول أيعقل أن يحدث هكذا، يا الله أمر غريب، الرجل يقول ما الذي جعلك تقول إن هذا لم يحدث؟ إن الرجل يعلمك أنه عندما يحدث هكذا تكون منتبها لنفسك ولربك وقواعد دينك وشريعتك، وإياك وهذه المغريات ولو كانت ملبسة ومحكمة هذه الأحكام أن تضلك عن الطريق. هذا هو علم التصور، وليس أن هذه الأمور لا تحدث، وأن يقول أحد: حسنا وقد ولا الصحابة أيضا عرفوا علم
الأدوية الذي هو علم الأدوية، عندما تدخل الصيدلية ففيها كم نوع، الصيدلية وصلت الآن إلى نحو عشرين ألف نوع، عشرين ألف اسم، الصيدلي يحفظها، تذهب بالوصفة الطبية فيأتي بها لك، هل الصحابة يعرفون هكذا؟ لا، ولكن هذا نافع، هذا الكلام كله هذا نقض وألغى الطب النبوي ضروري وأنا عندما أعمل به أعمله بشروطه حتى يأتي بأثر لأنه أيضا كان مصدره مع الوحي الإلهي ولذلك عندما قال الرجل له يا رسول الله أعطيت العسل لأخي وكذا إلى آخره فلم يشف ولا شيء قال صدق الله وكذب بطن أخيك ما هو في يقين الولد يأخذه
بالطريقة شراب كذلك لا هذا يتعقد في الماء ولا يعرف ما يوضع عليه من ليمون وما شابه ذلك وبعد ذلك يشربه في حالته هذه إن لم تفعل ذلك ستبقى بطنك مضطربة لن ترضى أن تهدأ ولذلك الوجود مصدر من المصادر المهمة في التصور المقيد بالكتاب والسنة إذ مقيد بالكتاب والسنة إذا غاية الأهمية لماذا، لأن عليه جل اعتراض المعترضين، ليسوا منتبهين هل قالت
الصحابة حال ومقام وكشف وسر؟ لا، لم تقل، كما أنها لم تقل كل مصطلحات الفقه من أولها إلى آخرها، ولا كل مصطلحات التوحيد من أولها إلى آخرها، ولا كل مصطلحات اللغة حتى الفاعل والمفعول والإضافة وما إلى ذلك آخره إلى آخره لم تقل كلها وإنما هذه العلوم نشأت لحماية الدين ولتنظيمه ولجعله قابلا للتعلم وقابلا للنقل جيلا بعد جيل فمن هنا نهتم جدا بمصدر التصوف والوجود وهو وما دام مصدر التصوف الذي هو مقيد بالكتاب والسنة سيخضع لتعليمات الكتاب والسنة ومن هنا
فقد أجمع علماء التصوف أن الشريعة والحقيقة وجهان لعملة واحدة وأن من تشرع دون أن يتحقق فقد فسق، ومن تحقق دون أن يتشرع فقد زندق. ثانيا إن الشريعة والحقيقة وجهان لعملة واحدة فمن تشرع دون أن يتحقق فقد فسق، ومن تحقق دون أن يتشرع فقد زندق. الشريعة
تقول لك صل، الحقيقة تقول لك كن خاضعا. مخلصا خاشعا في صلاتك اجعلها لوجه الله لا تجعلها لأي شيء آخر قال له ماذا تعني ألا نجعلها لأي شيء آخر يعني أنا الآن أصلي لكي ينجحني الله في الامتحان قال إذن أنت في الدرجة الدنيا ما رأيك لو صليت لوجه الله خالصا لله لا لغرض تتوخاه ثم تدعوه سبحانه وتعال بما تريد ما رأيك عندما تقدر هكذا لست أعرف كلما أتيت لأصلي كلما جاءني الامتحان أريد أن أنجح كلما أتيت لأصلي كلما جاءتني مسألة الأرزاق أريدها أن تحل قليلا كلما
أتيت لأصلي تأتيني هموم الدنيا أريد ربي أن يرفع عني وهو أنا عندما أحب أن ربنا يزيل عني ما لا يجري، شيء لا، بل أنت كذلك في آخر درجة هي درجات قال والله من ناحية الوجود الناس ثلاث درجات عوام يصلون يصومون كل شيء تمام وخواص الخواص ثلاث درجات وأنت يمكن أن تكون في هذا المكان من العوام في مكان آخر تكون من هذه المرحلة أنت من الخاصة، وفي مرحلة أخرى أنت من خاصة الخاصة. ما قصة العامة والخاصة وخاصة الخاصة؟ علمونا قالوا: بالتتبع
والاستقراء والرصد عرفنا أن هناك من يصلي لأن الصلاة واجبة، حسن، نعم هذا حسن، ولأن الله يغضب إن لم تصل، جميل، ويحذركم الله نفسه، نعم هذا صحيح. ولأن هذه الصلاة فريضة عليك واجبة أي أن فيها إثما إذا تركتها، ولأن الصلاة أيضا بركة في الدنيا، ولأنه يشعر بالاطمئنان هكذا وبالحلاوة، ألا بذكر الله تطمئن القلوب. أهذا الكلام كلام سيء أي مخالف للشريعة؟ لا، هذا كلام جميل قاله. لكن هناك آخر يصلي وهو مستحضر منة ربه.
عليه أن يوفقه أنه يصلي وهو يصلي يقول له يا رب يا رب أنا ضعيف ومتغلب علي شهوات والله أقسم بذاتك يا ربي إنك أنت الذي وفقتني أن أصلي هكذا وهذه منة كبيرة ونعمة عظيمة تستوجب الشكر وأنا أتصور هكذا أنني لو لم أصل لكانت بلوى فحسب أنت الذي خلقت الكون ولا يكون في كونك إلا ما أردت فكونك كتبت علي الطاعة يستوجب ذلك مني الحمد والشكر
والثناء الجميل عليك بما أنت أهل له والمصيبة لو كنت كتبت علي المعصية لكانت ستكون مصيبة كبيرة جدا وهو واقف الآن لا يفكر في طمأنينة ولا يفكر في ثوابه ولا يفكر في عقاب ولا يفكر في فرضية، هذا هو متملكته فكرة هي فكرة أن الله من عليه ووفقه ولم يخذله بأن أجرى الطاعة عليه، فكأنه يقول له يا رب هذه الصلاة لك لكنها في الحقيقة منك إليك، فالخواص هؤلاء عازلون أنفسهم ويتفرجون على الدنيا يتفرجون
عليها على أحداثها كأنه خارج منها بالرغم من أنه طرف فيها فأي شيء يحدث ينظرون إليه من الخارج يقولون ربنا صلى عليه أو صلتني عليه أو كذا أنا جندي من جنود الله وهكذا خواص الخواص وهو مقام الأنبياء يرجع مرة أخرى مثل العوام من أنه يفهم مقتضيات الأمور في ذاتها مع تعلق قلبه بالله يبقى العوام يرى الأكوان والخواص يرى الرحمن وخواص الخواص يرى الرحمن والأكوان الاثنين معا إن لم نفهم انظر كيف
هذا علم هذا يسجل إذن بدايته من التجربة هل يوجد شيء من هذا يخالف الكتاب والسنة لا يوجد هذا يقول لك أن يوجد من يفهم أكثر من الآخر، قال تعالى وفوق كل ذي علم عليم، قال تعالى واتقوا الله ويعلمكم الله، قال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، قال تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء، والعلماء جمع عليم وليس جمع عالم، وكذلك شهداء جمع شهيد وليس جمع شاهد. وهكذا فقهاء جمع فقيه وليس جمع فاقه، إذن هذا الترتيب سيكون له أثره فيما بعد في إنزال
الأحكام الشرعية. يقول لك عندما يأتي إليك المريد وتعرف من أي نوع هو، فتجد أن هذا من الخواص فيجب أن ترسم له البرنامج حتى يصبح من خواص الخواص. وتراه من العوام فلا تثقل وتأتي حكم ابن عطاء الله السكندري لتشرح لك أنه ينبغي عليك أن تتحقق بما أنت فيه ولا تحاول أن تنقل نفسك نقلة ليست من شأنك فتتشكك عندما تأتي لتنقل نفسك وأنت لست من أهل هذه الطبقة فتتشكك فتعود مرة أخرى إلى درجتك أسوأ مما كنت، يا الله ماذا يفعل هؤلاء تضع خطة للتربية تماما مثل الولد الذي في المرحلة الابتدائية الذي أعطيناه منهجا
سنويا، أتفهم التعليم؟ أنا لا أفهم. الشيخ محمد عبده عندما جاء من القرية إلى الأزهر جلس افتحه يا ولد بسم الله الرحمن الرحيم، ما الباء هنا للمصاحبة أم للاستعانة أم للتبرك أم هي زائدة تعلقت بفعل أم تعلقت بمصدر عام أو خاص مقدم أو مؤخر ففيها ثمانية احتمالات للباء فما فهم هو لا يزال قادما من البلد لا يعرف عاما أو خاصا ولا يعرف مطلقا ومقيدا ولا يعرف ابتداء مقدما ومؤخرا ولا هو يعرف استعانة وكذلك وبعد ذلك ابتدأ
يشرح إذا كانت للاستعانة تستلزم الآلة واسم الله الآلية لو كانت للمصاحبة فإنها تستلزم الاتساق، واسم الله منزه عن الاتساق، ولو كانت متعلقة بالمقدم فإن هذا ضعيف لأنها لو تعلقت بالمؤخر لكان قبله مقدم وما هو المؤخر، هو يريد أن يقول اقرأ باسم ربي باسم الله الرحمن الرحيم أم ابدأ، هذا هو العام باسم الله الرحمن الرحيم اقرأ قراءتي أم ابتدائي اسم وفعل يعني مقدما هكذا أم نقول بسم الله الرحمن الرحيم
اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قراءتي بسم الله الرحمن الرحيم ابتدائي أو أبدأ أجعلها في الأول أم أجعلها في الآخر حسنا ما باله هذا شاب صغير جاء فلما تكسرت المعلومات هرب ذهب إلى خالد فخاله رسمها على الأرض هذا هو الابتداء وهذا هو التأخير واعمل قال طيب لماذا لا يصلح هكذا أفهمت قال له هذا هو رجع ثانية فالمقصود أن التصوف يرسم لي منهجا للتربية إذا افتقدته تخبطت ولم أعرف ما هو البرنامج تماما كما لو أمسكنا منهج الصف الأول ونعطيه لطلاب المرحلة الابتدائية أو نمسك حسنا، أتقرأ الكتاب كله الآن هكذا وتقول انتهيت وعرفته لأنك
عرفت فعلا منهج الصف الأول الابتدائي، والله إنكم تقرؤون هكذا وتقولون انتهينا وعرفناه، في حين أن الولد ينبغي أن يقضي سنة كاملة حتى يستوعب ذهنه هذه المعلومات، فهكذا يكون المنهج أو القضية: الوجود من عند الله خلقا، والشريعة القرآن تحديدا من عند الله أمرا إلا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين، الفرض الذي يسير عليه المسلمون أنه لا يمكن وتحد أن يكون هناك فارق بين القرآن والأكوان لأن القرآن من عند الله أمرا
والكون من عند الله خلقا فكلاهما من مصدر واحد هو الله جل جلاله فلا يمكن أن تناقض، ولكن هذا الوجود له ظاهر وله باطن. هذا الأمر كالماء، فالماء سائل شفاف، وهو من أعظم ما يحتاج إليه الإنسان، وأفضل المذيبات، ومطهر يحدث الري عند الإنسان، كل هذا متوفر في الماء، ولكن عندما أدخلناه إلى المختبر
اكتشفنا أنه مركب مكون من الهيدروجين والأكسجين، والهيدروجين هذا غاز موجود في هكذا والأكسجين غاز موجود في الهواء، ما خصائص الهيدروجين؟ إنه يشتعل، هو نفسه يشتعل ولا يشتعل هنا لماذا؟ لأنه مركب ولأن نسبته ضئيلة، لكن الأكسجين يساعد على الاشتعال، هو نفسه لا يشتعل لكن يساعد على الاشتعال بحيث إنه لو أحضرت زجاجة وأفرغتها من الهواء فإن الشمعة تنطفئ ولا تستطيع أن لأنه لا يوجد وسط حولها يساعدها على الاشتعال، الهيدروجين
يشتعل، والأكسجين يساعد على الاشتعال، فتكون نار الله الموقدة هذه نار الله الموقدة. لماذا؟ لا هذه تطفئ النار، أليس هذا تناقضا؟ لا هذه دوائر متداخلة. خذ إذن هذا المفصل الذي لم يفهمه منتقدو التصوف، الدوائر المتداخلة، الدائرة الأولى هي مياه تريد إذا حللناها ستخرج هيدروجين وأكسجين، سبحان الله المبدع، إذا أردنا أن ندخل أكثر سنجد الهيدروجين ذرة حولها
إلكترون واحد والأكسجين ذرة حولها اثنان وثلاثون إلكترون، وإذا دخلنا في نواة هذه الذرة وقسمناها هكذا فتحدث القنبلة الذرية وتتحول إلى طاقة مدمرة أو طاقة سلمية إذا عرفنا أن نسيطر عليها ونجعلها تسير وبدلا من ذلك إلى آخره، ما هذا؟ هناك شيء متناقض، لا هذه دوائر متداخلة. على هذا المثال يأتي الصوفي مثلا أي فتنكشف له الحقيقة أن هذه نار، قوم أهل الشريعة يقولون له أنت كاذب
لأنها ليست نارا، يقول لهم لكنني أراها نارا ويتخاصمون مع بعضهم البعض، العالم يفعل ماذا إذن؟ له ماش هذه نار وبعد ذلك ما هذه نار ماذا تريد قال أريد أن أقول إن أنا لم أتوضأ قال له ابتدأنا نكفر إذن تريد أن تقول إن هذه حقيقتها نار ولذلك أنا لن أتوضأ بها ولذلك أنا لن أتوضأ بها هذه إذن التي ابتدأت تخالف الشريعة قال له نعم لي أنها نار، ماش، هي نار، تقول إلى النار يعني، لكن لا تتوضأ بها، آه، هنا سندخل في الآية، في المخالفة، يمكن
أن يكون واحد ليس عالما في التصوف، يكون سالكا، يفعل كذلك، وهو هذا الذي أفسد سمعة التصوف عند كثير من الناس، القول بسقوط التكاليف، القول بأنه يتوضأ مرة واحدة في اليوم أو ألا يتوضأ، هذا ليس الشأن النبوي كذلك. فقد كان على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك. وبين لنا أحكام الوضوء، وأحكام الصلاة، وأحكام الصيام، وهكذا. أما هذه الزيادة من الفلسفة فهي اضطراب، إنها نار. فأنا لن أتوضأ، بدأنا إذن نهذي. لقد بدأنا ننقض الكتاب والسنة وهذا ممنوع، انظروا إلى خطورة علم التصوف وانظروا إلى خطورة
عدم دراسته. لا مياه، نعم أنا لا أنكر أن الحقيقة مكوناتها نار، نعم أنا لا أنكر أن الحقيقة تشتمل على ما لو قسمناه لدمرت الدنيا، نعم أنا لا أنكر الحقيقة. هل تدرك ما الذي أقوم في الوجود اكتشفها حسنا هذا إنكار للحقيقة ولكن لا تكرر هذه الدوائر على الدائرة الأولى الشرعية بالبطلان فإذا خلطت بين الإدراك وهو محمود كلما ازداد علمك كلما بقي محمودا لأنك عندما يزداد علمك تقول ماذا سبحان الله نعم هذا هو الإيمان يا للروعة هيدروجين
وأكسجين سبحان الله يا ما أنت كريم يا رب هيدروجين وأكسجين يشتعل هذا نار يا من تكريم يا رب هذا مدمر وهو كم احتاج الله الماء يعني أكثر الحاجات إليه يا من تكريم يا رب وهكذا فأنت بزيادة العلم يزيد إيمانك وإنما تتخبط فتكون العلة في التخبط فيأتي إذن الطرف الثاني يقول لا هذا كلام كفار، ليس هيدروجين وأكسجين. آه بدأنا الخلط أيضا، هي ما أنت تنكر الحقيقة، لا الأرض ليست كرة، ليست كرة كيف لا تدور؟ رؤوسهم هي التي تدور، الشمس هي التي تجري يا
أخانا. عيب اخجل، عيب والله العظيم عيب. والشمس تجري لمستقر لها ذلك. تقدير العزيز العليم، نعم إن الشمس تجري حركة ظاهرية أو تجري فعلا نحو نجم فيجا بسرعة اثني عشر ميلا في الثانية. أنت جهلت هذه الحقيقة، فاصمت، ولا تخلط الأمور، ولا تدخل الشريعة في امتحان كونها مخالفة للمعلومات الكونية المتيقنة. كلا، الشريعة لا يمكن أن تكون كذلك، فهذه الشريعة صدرت من صدر منه جل جلاله ولذلك لا تناقض بينهما أبدا ولا يكون أنت الذي ناقص علم أنت الذي تقرأ خطأ اعتبر لنفسك من ذا الذي ما ساء قط
ومن له الحسنى فقط محمد الهادي الذي عليه جبريل نزل عليه الصلاة والسلام فأنت اعتز بانتسابك لذلك النبي الأمي العالم سيد العالمين نعم هذا نعم دع خليل من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط محمد الهادي الذي عليه جبريل هبط ومما زادني شرفا وتيها وكدت بأصابعي
أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا يعني نحن مؤمنون بالله هو رب الأكوان لا إله إلا الله ومؤمنون نبينا هو سيد هذه الأكوان صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم ولا فخر ليس فخرا وإنما إقرار بالواقع الواقع هكذا أنه سيد الأكوان صلى الله عليه وسلم
أهمية علم التصوف تظهر بأنه لا فرق ولا تناقض ولا اختلاف بين الظاهر والباطن وإنما هي على حد نظرية الدوائر المتداخلة دائرة قبلها دائرة ندخل قليلا نجد دائرة نجد داخل دائرة وهكذا فلا تناقض لأنك إذا وضعت يدك في الدائرة الصغرى الداخلية فقد وضعت يدك في كل الدوائر انظر كيف أن مثال الماء هذا ينفتح لك به عقل متفتح عندما يروى عن الحسن رضي الله تعالى عنه الحسن البصري أن تحت البحر نار تفهم
ما يقصده بالنار وهذا عن طريق كشف الوجود وعندما تقرأ لمحيي الدين بن عربي تجد أشياء غريبة انكشفت له منها دوران القمر حول الأرض وذكر هذا في المجلد الأول من الفتوحات وأنه قد شاهده بعينيه إذن هذه المشاهدات والتجربة الإنسانية سنأخذها بشرط ألا تؤثر على الشريعة بالبطلان فإذا فكرت لماذا أبطلناها؟ لأننا فهمنا أن حدثا فيه خطأ وخلط تسبب في هذا اللبس وهذا الفكر، فأكون قد أخطأت فلا
بد علي أن أتوقف. اكتشاف الوجود مستمر لم ينته، ولذلك كم واحد ترك الأول للآخر ليقولوا هكذا، كان واحد يقول ما ترك الأول للآخر يعني الحمد لله ما هي وصلت إلى نهايتها قالوا لا، العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة. لو ذهبنا إلى القرآن فسنجده واقفا مع أي الفريقين "وفوق كل ذي علم عليم" و"قل رب زدني علما". زدني أنت وأنت تقول زدني علما تقولها كل يوم، إذن يعني أن كل يوم فيه زيادة عند الاستجابة ومعنى هذا أن إنه قابل للمزيد ومعنى هذا أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة ومعنى هذا أن اكتشاف
الوجود مستمر وأن الله قد يفتح عليك بما قد أخفاه لك عن سائر الأولياء طيب وتتعامل مع الزاد بالقواعد التي وضعوها ملتفت لا يصل الله مقصود الكل كنا نستحي من الكرامة كاستحياء البكر من دمها سيكون طريقنا هذا مقيدا بالكتاب والسنة، طريقنا هذا مقيد بالذكر والفكر كذلك، طريقنا مقيد بالتحلي والتخلي للتجلي، طريقنا كذلك القواعد كلها التي نحن جالسون نقولها التي ستربي عقلك عليها، هي هذه التي ستقيس بها، فإذا جاءتك الأنوار القادرية هذه على الفور تفعل مثل عبد القادر تقول
له اذهب يا لعين. تضحك عليها نعم ولكن هذه جميلة جدا في الواقع استجاب يحيى عنهم ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ويقول ومنهم من يظهر له عرش انظر الرجل لم ينكر الوجود ها انتبه لا يقول إذن لماذا العرش هذا لم يظهر لسيدنا أبو بكر يقول لك ظهر لي، أنا أقول لك سيدنا أبو بكر ما ظهر لسيدنا أبو بكر لأن سيدنا أبو بكر مؤدب وأنا ضعيف الحال يخدعني الشيطان ومنهم انظر إلى كلام العلماء، من يظهر له عرش في السماء ويقول عرش نوراني شيء قبة
أي في السماء ويقول له أنا ربك فاسجد لي فإن سجد كفر فاسجد لي فإن سجد كفر تخيل إذن واحدا لا يعرف هذه المعلومة وتعبد وذكر وعمل وقال ربنا سبحانه وتعالى واذكروا الله كثيرا فأكثر من الذكر وبعد ذلك بعد أن أكثر من الذكر حدثت له هذه الحالة فسجد فكفر فأبطل عمله من الجهل وبعد ذلك معك ومتكبر عليك لأن هو رأى ربنا أمس وسره غير راض أن يقوله لك لئلا تذهب منه بلوى، كبيرة. لا بد من العلم ولا بد من التعلم وكانت الرسالة القشيرية
إحدى هذه الوسائل لهذا التعلم. لا تقل قد ذهب أربابه، كل من سار على الطريق وصل. إذا لا بد نحرر مفهوم البدعة لأن كثيرا من الناس يتهمون أهل هذه الطائفة، يتهمون أهل هذه الطائفة بالبدعة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال حديثا عده الأئمة الأعلام ومنهم الإمام الشافعي من الأصول التي بني عليها الدين: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو مردود". قال العلماء: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، ولم يقل
من أحدث في أمرنا هذا شيئا فهو رد. الشريعة جاءت لتعليم المناهج وبيان القواعد التي يبنى عليها الأمر متسعا، فمن أراد أن يحصرها في الوارد فقد ضيق موسعه، وهذا هو البدعة. رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع أسسا لكيفية التعامل مع الحياة بنسق منفتح، فمن أراد أن يجعل النسق ضيقا ويجر الماضي على الحاضر من غير اتساع فهو مبتدع. قال "ما ليس منه" ولم يقل "من أحدث شيئا". لو قال شيئا لأغلق
الأمر كما أرادوا أن يغلقوه على أنفسهم، لكن لا، قال "ما ليس منه". أخرج الإمام النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما انتهى من الصلاة قال: "من الذي قال ما قال حينما رفع من الركوع؟" فخاف الصحابة ولم يتكلم أحد. قال: "من قال ما قال فإنه لم يقل إلا خيرا." قال: "أنا يا رسول الله." قال: "ماذا قلت؟" قال: "قلت: ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء، قال: رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يصعد بها إلى السماء، قال
العلماء: وذلك التصعيد قبل إقرار النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمنا ما البدعة وما الزيادة التي ليست ببدعة، فلما كان الكلام جميلا فيه توحيد الله سبحانه وتعالى فيه إخلاص واعتراف بالمنة له سبحانه وتعالى كان وإن لم يسمعه من النبي وإن كان قد زاده في الصلاة مقبولا وعندما سمع النبي في التلبية أعرابا يقولون لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك أوقفه
وعلمهم وأنكر عليهم لأن هذا مخالف لما جاءت بهذه الشريعة من أفراد التوحيد لله فأنكرها استدل العلماء بحديث بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم قام من ليلته فقال يا بلال سمعت خشخشة نعليك قبلي في الجنة فبم هذا قال والله يا رسول الله لا أعلم ففكر قليلا هكذا قال إلا أنني كلما توضأت صليت ركعتين فرأى النبي مقام بلال من أجل الركعتين قبل أن يقرهما وهو لم يعلمها بلالا
بل إن بلالا قد وفق بين الشريعة فرأى الوضوء شيئا حسنا والصلاة شيئا حسنا فجمع بين هذا وذاك من غير استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ومن غير توقف فعله على إقرار النبي وذلك ليعلمنا كيف نعيش بنسق مفتوح في عالمنا حيث نفتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحيه وفضله المعروف العميم، كيف نفعل؟ إذا أحدثت شيئا فلا بد أن يكون من الشريعة لا ضد الله. لما دخل الإمام الشافعي مصر وجدهم يكبرون بذلك التكبير الكبير: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا، ويكبرون بها في العيد وتكبير العيد لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغاية ما ورد أن سلمان الفارسي كان يكبر بالمقطع الأول هذا دون بقية ذلك. التكبير الذي أنشأه المصريون لأن الذكر على السعة
ومن هنا قال الإمام الشافعي عندما سمع هذا الذكر الجميل الذي لا يخالف شيئا في الشريعة وإن كبر بما يكبر عليه الناس فحسن فالإمام الشافعي يعطي لنا قاعدة أن الأذكار والدعاء إنما هو على السعة وعليها صارت الأمة فترى أذكارا لكل طائفة من طوافات الكعبة ولكل سعي بين الصفا والمروة ولم يرد شيء من هذا عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا القليل اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم أو آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، لكن هذا الكلام الطويل اللهم استرنا. فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض لم يرد
بهذا الأسلوب بهذه الكيفية وإنما ورد عباده الصالحين اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا هذا كلام الصالحين وهو كلام طيب فلا بأس أن نفعله هكذا معونة لنا لأن الأمر على السعة فإن جئت فضيقت وقلت لا ذكر إلا بكلام رسول الله ودعوته فقد ضيقت واسعا، والمصيبة السوداء هنا أنك تخالف المنهج وأنت لا تنتبه، أردت شيئا حسنا فجاءك بالبطلان، وما البطلان؟ إنك نقضت ما أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم من التوسعة والتيسير وضيقت، إنك مصيبة كبرى لم يقع
فيها الأئمة الفقهاء العلماء الأتقياء تركوا الأمر على السعة كما كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين، كيف هذا إذا كان كل شيء محدث بدعة؟ لا، ليس هكذا. اتهام أهل الله بالبدعة اتهام جائر ظهر عند بعضهم وهو مخلص. لعدم إدراكه بعض المقررات مثل قضية الوجود أو مثل قضية أنه لم يبلغه الحديث أو شيء من هذا القبيل، ولذلك فكثير
من البدعة لها أصول، لها أصول. هو يصفها بالبدعة، يقول هذه بدعة، نقول له ولكن هذا له أصل في الشريعة وله مثل التراويح، النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلي التراويح بهذه الهيئة، إنما الذي فعلها عمر، وأصل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور. هل سيدنا عمر مشرع؟ لا، لكنه موفق، لكنه عالم، لكنه أخذ من الشريعة فأعطى. ومن الذي قال عشرين ركعة؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وكان يعرض القرآن على جبريل مرة واحدة في
كل عام، فمن محبتنا له نريد أن ننتهي من القرآن في رمضان، إلا في العام الأخير والعرض الأخير فقد عرضه مرتين، فالمجتهد منا في العبادة يختمه مرتين، فقسموا القرآن على ستمائة وعشرين صفحة في ثلاثين كأنه ستمائة صفحة وعليه المصحف الشريف مصحف الملك فهد، والصفحة فيها خمسة عشر سطرا والصفحة تنتهي بآية فالبداية تكون بداية أخرى، وهذا يعني في الإطار أي كل إطار كهذا تجده ستمائة صفحة كل جزء عشرون صفحة
صفحة تقرأ صفحة في الركعة مصنوعة لذلك تقرأ صفحة في الركعة لتأتي وتنهي الختمة في التراويح قوم جماعة مكة كل أربع ركعات يقومون يطوفون بالبيت سبعة عبادة جائزة قوم يسمعونهم جماعة المدينة في أيام مالك بن أنس إمام الأئمة فيصلون التراويح ستة وثلاثين ركعة العشرون الخاصة بسيدنا عمر وأربع ركعات لكل طوافة من الطوافات التي هناك ستة عشر وعشرون ستة وثلاثون، صاحبنا يقول بدعة، لا
ليس بدعة هذا فهم صحيح للشريعة. التصوف ينقسم إلى تصوف سني وتصوف سلفي وتصوف فلسفي، فالسلفي هو ما كان عليه أمر مالك والشافعي وأبي حنيفة وأمثال هؤلاء الأئمة السابقين المتبوعين ومنهم الفضيل ابن عياض وسفيان الثوري والحسن البصري والاهتمام بالحسن البصري بالذات لأنه كان من التابعين ولأن سلسلة الطريقة امتدت إليه ففي كل سلاسل الطريقة الحسن البصري عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وتربى الحسن البصري في بيت أم سلمة أم المؤمنين وأدرك
عليا وأخذ عنه الطريقة وآداب الطريقة وشكك بعضهم في سماع الحسن عن علي، وألف المؤلفون في هذا القول الحسن في سماع الحسن يعني الحسن البصري عن علي حتى يتصل الطريق، فالحسن البصري سمع من علي وألف الشيخ أحمد بن الصديق عن علي بن أبي طالب إمام العارفين، إذن فهذه مقدمة لا بد منها في هذا الطريق السني
فالذي عليه القشيري والغزالي وأبو طالب المكي في قوت القلوب ونحو ذلك فهم بينوا الصلة بين الشريعة وبين الطريقة الموصلة إلى الحقيقة ولذلك سمي بالسني وهناك تصوف آخر ناقش الفلاسفة مثل محيي الدين بن عربي ذكر ذلك في شعره مثل ابن الفارض أو في نثره مثل العفيف التلمساني أو الجيلي وأمثاله منهم من كتب بالعربية ومنهم من كتب بالفارسية ومنهم
من كتب بالتركية مثل السعدي في الفارسية ومثل جلال الدين الرومي في التركية، لكن كل هؤلاء مقيدون بالشريعة فجلال الدين اهتم بقيمة الحب وظل يبين كيف يحب الإنسان ربه ورسوله وشيخه وجاره وكيف حتى يحب نفسه فلا يوردها موارد المهالك ولا تكون في دائرة يغضب الله سبحانه وتعالى عليه فيها لأن أصل الحب عنده هو حب الله هناك من خاطبهم بالشعر وهناك من خاطبهم بالنثر وخاطبوهم بكل لسان إلا أن الجامع المشترك بين كل أولئك هو التقيد
بالكتاب والسنة السلفية والسنية والفلسفية هي اختلاف المجالات وليست التضاد فالسلفية تهتم بالعمل والسني يهتم بالربط بين الكتاب والسنة وبين السلوك، والفيلسوف يهتم بالأفكار التي ترد على أذهان البشر وكيفية معالجتها في ظل هذا الطريق. يسأل سائل وكأنه قد خطرت بباله قضية أسماء الله الحسنى ويقول: نرجو أن تلخص الخلاف الدائر في هذه الأيام
حول أسماء الله الحسنى، فهناك بعضهم من كتبها بعضهم يخطئ فينطقون "حوالي" وهذا خطأ، وإنما نقول "نحو" لأن "حوالي" تعني حواليها هكذا، واحد وعشرون اسما من أسماء الله، النصر سلام على الدهر سلام على مصر، إذا ارتفع السنور وانخفض النثر فقد أضاع الله ما جمعت من أدب، بين الحمير وبين الشاة والبقر لا يفهمون القول ولا يسمعون القول قد
آتي به وكيف تسمع الأنعام للبشر إذا اجتمعت بهم ضجوا كأنهم صوت الضفادع بين الماء والشجر يا أخي يبقى يأخذونها من أي مكان عجيب غريب أن يتصدر للكلام كل مهووس على حد قول الشاعر تصدر للتدريس كل مهووس بليد يسمى بالفقيه المدرس فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ببيت قديم شاع في كل مجلس لقد هزل حتى بدا منه فتركنا له اجتهاده وقال
أنا سآخذ أسماء الله الحسنى من الكتاب الكريم قل ما شئت فأخذها على قاعدة وضعها واخترعها في ذهنه فلم نتعرض له باعتبار أن الأمر سهل وفوجئنا وقد غره عدم تعرضنا له ومحا كلامه بالكلية من الديوان العلم ينكر الوارد المستقر الشائع المجمع عليه في الأمة، يعني نحن ظننا أنه سيأتي بقول يكتفي فيه لنفسه ويكون قولا من الأقوال خاصة وأنه قد أراد أن يلتزم بما في ذهنه وظنه من أسماء لله قد وردت
في القرآن فلا بأس عندنا، لكن الغريب العجيب أن ينكر سواها وأن ينكر القواعد التي أجمع عليها العلماء أو يجهلها وأن يثور على المستقر بين الأمة لأجل الفتنة والمال وهو خارج الهيئة غره في ذلك شيطانه هذا من ناحية الظاهر ومن ناحية الحقيقة أن العلماء عندما تكلموا وقيدوا كلامهم بالكتاب والسنة أما السنة فقد روى الإمام الترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه حديث إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا
واحدا من أحصاها دخل الجنة وفي رواية هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور إلى آخر الأسماء كل هذه الأسماء درسها العلماء وقالوا إن الاسم يختلف عن الصفة والاسم دالان على الذات والصفة معنى قائم بالذات وعلى ذلك فالاسم هو الله وهذه الأسماء وإن كانت في جملتها صفات إلا أنها لما بلغت الغاية العظمى في معناها
عني بها الله فالرحمن غاية ونهاية في الرحمة ولا يكون ذلك إلا لله والقوي غاية ونهاية في القوة فلا يكون ذلك إلا لله، ولذلك عندما تطلق تلك الصفات تدخل في دائرة الأسماء، فميزوا أولا بين الاسم والصفة، ثم نقلوا الصفة على سبيل النقل المعروف في لغة العرب من دائرة الصفة إلى دائرة الاسم لتمام المعنى فيه، فلا يستحقه إلا الله، وقالوا إن هذه الصفات ينبغي أن ترد مادتها
في الشريعة ثانيا ألا توهم نقصا، ثالثا أن تنشأ في الصفات ثم تنتقل إلى الأسماء ولذلك غرض ومعنى. ثلاثة شروط تحدث عنها الرازي وتحدث عنها الغزالي وتحدثت الأمة عنها. الحديث الوارد من رواية الوليد بن مسلم من طريق أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في الترمذي وهو المحفوظ الشائع الذي حفظتها الأمة عبر الأجيال كلها موجودة في القرآن إلا الاسم أو الاسمين فهي
موجودة بالمعنى موجودة في القرآن إما بلفظها مثل هذه الستة عشر الموجودة التي تلوناها أو بفعلها قال إن هذه الأسماء أسماء للجمال وأسماء للجلال وأسماء للكمال أسماء الجمال كالرحمن الرحيم العفو والغفور الرؤوف الودود وأسماء الجلال كالمنتقم ذو الجلال والإكرام القوي وأسماء الكمال أن
تذكر الأسماء المزدوجة معا فتقول المعز المذل المحيي المميت النافع الضار الأول الآخر الظاهر الباطن وهكذا فمن الأدب كما نصوا عليه أن تذكر الأسماء المزدوجة وسموها الأسماء المزدوجة معا غفل المسكين عن كل هذا والله أعلم أنه لا يعلم ونبتت في ذهنه فكرة مبنية على أن هذا إدراج في حديث أبي هريرة يعني أنه إدراج في حديث أبي هريرة والأمر ليس كذلك والله أعلم بما هنالك
وأن أبا هريرة هو الذي أتى بها فكأنه يرد على صحابي جليل مقدم وذلك من أجل الفتنة ومن أجل أمور أخرى خفية تتعلق بسيدنا أبي هريرة وبالسنة في حكاياتها وبفرق سياسية تلعب في الملعب فماذا يعني نقص المشاكل ومشكلات حتى نفكر فيما هو المستقر هذه بدعة ولدت من أجل شغلنا ومن أجل شغل بال المسكين ومن أجل أن نقتطع جزءا من وقتنا للرد عليه ما هو ناجح هكذا خمسة مجلدات هذا عمل خمسة مجلدات يثبت فيها باطلا ولكن
غاب عنه الاسم المزدوج وغاب عنه أن النافع الضار المحيي المميت المعز المذل تذكر معا وأنها غاب عنه أنه من باب أسماء الكمال وغاب عنه وغاب عنه وغاب عنه وجاء يخرج مثل الخارجي ليملأ الأرض رائحة كريهة فتجاوزوا عن هذا ولتدمجوا معكم بعض القواعد والأسس الفرق بين الاسم والصفة شروط وصف الله سبحانه وتعالى بصفته من صفاته نقل المسألة من دائرة الصفات إلى دائرة الأسماء لكمال وعلو المعنى فيها تقسيم الأسماء التي منها الصفات طبعا إلى
جمال وجلال وكمال نتخلق بالجمال ونتعلق بالجلال ونصدق بالكمال أصل هذه المسألة رواية واضحة عن التلمذة وحديثها صحيح وهم يتهمون الآن الوليد بن مسلم بأنه هو الذي وضعه وما إلى ذلك، وهذا ضرب عشوائي وكلام سخيف لا يرقى إلى مستوى الرد عليه. والحقيقة أن مقصدهم هو إثارة الفتنة المستمرة بين المسلمين وإظهار الخلافات وأن علماء قد ضلوا وأنهم هم الذين اكتشفوا الحق وأنهم في حال أفضل من الصحابة، فلعنة الظالمين يقول الشيخ حسنين مخلوف في كتابه أسماء الله الحسنى وهو مفتي الديار
المصرية ألف هذا الكتاب سنة ألف وتسعمائة وأربعة وسبعين ثم أعاد النظر فيه لمزيد من الأدلة وقد أتى بكل اسم من هذه الأسماء في القرآن الكريم يقول وأجمع المسلمون أن أسماءه توقيفية