كلمة أ.د علي جمعة في حفل المولد النبوي 1446هـ في مسجد فاضل

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. احتفال طيب يظهر الحب لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحبه ركن الإيمان. نحبه بقلوبنا وبعقولنا وبأرواحنا وبنفوسنا وبكلنا. أرسله الله سبحانه وتعالى هدى للعالمين ورحمة للعالمين وخاتماً للمرسلين وسيداً للنبيين وإماماً للمتقين. صلى الله وسلم وبارك على
سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد. في هذه الليلة الغرّاء يشرفنا ضيوف كرام نرحب بهم في مكانهم. نرحب بسماحة الشيخ ضمير ركيف، وينطقونها في بلادهم زمير، وهي من الضمير، يعني من الضمير الحي، فهو ضميره حي ونفسه طيبة. راكيف كان مفتياً لديار قرقزية أو قرقستان. وكلمة
"استان" تعني الأرض الممهدة. ثم بعد ذلك، بعدما أجاد في إفتائه والقيام بمهمته وأنهى هذا المقام، ترأس مجلس علماء المسلمين هناك من إخواننا من خريجي الأزهر الذين جاؤوا فنهلوا من رحاب ذلك المسجد العظيم والجامعة التي ملأت الدنيا أنوارًا وذكرًا لله وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسلم في عقيدة صحيحة وسلوك مستقيم كرَّمه
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا اليوم في الصباح ونحن نحتفل بسيدنا صلى الله عليه وآله وسلم فكان نِعمَ التكريم وهو يستحقه. نرحب كذلك بمعالي وزير الأوقاف السابق للصومال السيد عبد القادر شيخ علي وهو مَن هو في سعيه لمقاومة الفكر المتطرف. المنحرف وهو من هو في جهاده ضد النابتة وضد خوارج العصر يشرفنا الآن هذان الضيفان ليكون الأمر نوراً
على نور، ليكون الأمر نوراً لا نورا، لأننا نؤكد هكذا على المسألة، نورٌ على نور، وهم في صحبة الوزير الهمام فخر الإسلام السيد الدكتور أو الأستاذ الدكتور، يمنحون الأستاذية للمدرسين في العِلم وهو أستاذٌ كبيرٌ في الأزهرِ في الحديثِ الشريفِ الأستاذُ الدكتورُ أسامةُ الأزهريُّ والذي نرجو اللهَ سبحانه وتعالى أن يفتحَ
به القلوبَ ويفتحَ به العقولَ وأن يوفقَه إلى ما يحبُ ربُّنا ويرضى وأن يتمَّ عليه بالخيرِ ظاهراً وباطناً اللهمَّ آمين في صحبةِ مشايخَ أجلاءَ من علماءِ الطريقةِ الصديقيةِ الشاذليةِ رضي الله عنهم أجمعين في صحبة أولئك الذين تلهج ألسنتهم بذكر الله بالليل والنهار لعله يرضى وبالصلاة والسلام على النور الأتم ومعنا فرقة نور النبي فصلوا على النبي معنا فرقة نور النبي للإنشاد يا جمال
النبي لكن لا تغيروا اسمكم من نور النبي نعم لا يصح إلى جمال النبي لئلا تقولوا الشيخ نطق ومنطوق الشيخ حجة، لا، دعنا من ذلك، دعنا في نور النبي وفي حب النبي وفي بحبوحة وسعة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم. في هذه الليلة الغراء نُظهر فيها حبنا بكل وسيلة لسيدنا النبي. نعم، هو جدير بهذا الحب. نعم، جعله الله سبحانه وتعالى أسوة حسنة. لقد كان... لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا. جَعَلَهُ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
هُدًى لِلْمُتَّقِينَ وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَمِثَالًا يُحْتَذَى قِبَلَهُ بِمَا هُوَ عَلَيْهِ وَبِمَا أَقَامَهُ فِيهِ، وَجَعَلَهُ إِمَامًا لِلْمُتَّقِينَ. قَبْلَ الْبَعْثَةِ كَانَ سَيِّدُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِنْسَانًا كَامِلًا لَمْ تَصْدُرْ مِنْهُ الْمَعْصِيَةُ. وعند الأصوليين قبل البعثة، هل هم معصومون أو غير معصومين؟ سيدنا كان معصوماً، يعني النبي صلى الله عليه وسلم رفع الله درجته. هم درجات عند الله، لهم درجات عند ربهم. تلك
الرسل فضلنا بعضهم على بعض. رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا شأنه، وكان يقول: "إنما أنا ابن..." امرأة تأكل القديد في مكة تواضعًا لله، وكان سيد المتواضعين، لكن ربنا رفعه "ورفعنا لك ذكرك". لكن الله قدَّمه، وماذا نفعل فيما قدَّمه الله؟ لكن الله قَبِلَه واصطفاه واختاره، فهو المصطفى المختار. لكن الله سبحانه وتعالى منَّ عليه بمنن كثيرة. بعد البعثة تحول إلى عبد رباني اتصل بالوحي واتصل بالمعجزات. واتصل بأمر
رب العالمين عليه الصلاة والسلام ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ماذا يقول لكم ربكم فوق هذا في شأن ذلك النبي العظيم كيف لم تحرك هذه الآيات قلوب الذين يصفون حب المسلمين لرسول الله بالشرك، كيف لم تحرك عقولهم؟ كيف لم تفتح أنفسهم؟
عجب عجاب والأمر مستراب! ما هذا؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الإسراء والمعراج ترقى إلى درجة النور، وإذا حسبتها بانتقال الضوء من مكان إلى مكان فإنه حتى يبلغ سدرة. المنتهى يأخذ مليارات السنين ومليارات السنين. هذا قُدِّر بخمس مائة وواحد وسبعين سنة ضوئية حتى ينتقل إلى سدرة المنتهى، طرف الكون، منتهى هذه الأكوان، العرش وما تحته من جنان. خمس مائة
وواحد وسبعين مليار سنة وأنت ذاهب، وخمس مائة مثلها وواحد وسبعين وأنت عائد، يعني تريليون وكسر سنة ضوئية إذاً. فالأمر إنما كان متعلقاً بكن، كن في السماء الأولى فكان، كن في السماء الثانية فكان، كن في السماء، وليست نقلة جسدية حركية من نقطة إلى نقطة تأخذ تلك المسافات التي خلقها الله سبحانه وتعالى، "والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون"، كل حين الكون يزداد اتساعاً، فرسول الله انتقل معراجاً بكن. الأرض ليس عليها
من مكة إلى البيت الأقصى أو القدس يعني قريبة يعني بجانبنا هي، ويمر على الطور وينزل مصر فيشرفها ويصلي فيها ركعتين، وصححه ابن حجر في الفتح. سيدنا النبي انتقل بعد تلك الرحلة إلى مرحلة النور، يهدي الله لنوره من يشاء، اللهم صلِّ وسلم عليه، لكن ترك لنا. كتاباً معجزاً كلما فتّشنا فيه استخرجنا منه العجائب والفوائد. بحثوا كم مرة تكلم ربنا عن سيدنا في القرآن: ألفين وستمائة واثنين وسبعين مرة، ألفين وستمائة
واثنين وسبعين مرة. وهو يقول له "قلْ"، أي "قلْ" لوحدها هذه أكثر من خمسمائة وقليل، "قلْ" يعني يخاطبه أو يتكلم عنه أو. تكلم معه أو انزل له فضلاً أو نبه الناس إليه ألفين وستمائة واثنين وسبعين في ألف واثنين وسبعين آية يتكلم فيها ربنا سبحانه وتعالى عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولم تخلُ سورة في القرآن عن الكلام عنه إلا نحو عشرة، يقول أربعة عشر لكي يتفضل مائة مائة.
تتحدث عن سيدنا وأربعة عشر لم تتحدث، كلما تألفت في القرآن وتعيش في القرآن. هم فعلوا ذلك لماذا؟ كان بعض المشايخ الكبار يقرؤون القرآن قراءة أحمدية محمدية. ماذا تعني قراءة أحمدية محمدية هذه؟ تعني كلما مر بذكره أو الإشارة إليه صلى عليه، يصلي عليه، فوجد نفسه هو يشعر هكذا. أنه صلى عليه ألفين وستمائة واثنتين وسبعين مرة، ولذلك أيده الله أيده الله بما ليس
في طاقة البشر أن يؤيدوه. أهلك كل أبنائه حتى نعلم أنه بعد قليل سيهلك الناس للشريف وهو يقول: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وعترة أهل بيتي ومن". علي زين العابدين والحسن المثنى وزيد الأبلج أولاد سيدنا الحسن وعلي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهم أجمعين، من الثلاثة أصبحنا ثلاثة ملايين. "إنا أعطيناك الكوثر"، بعض الناس يقول لك إنه نهر في الجنة وغير ذلك، لا أعرف ماذا. الكوثر هم أهل
البيت، "إنا أعطيناك الكوثر"، أمتهم اثنان مليار بعد أن. كانوا مائتي شخص في مكة ولا يعرفون هل يؤيدوه هكذا أم لا يؤيدوه. أنا يعني أبحث هكذا والله، هل أؤيده وأكون من بيته أم أهلكه؟ لا، أبقيه وأكون من كتابه أم لا أبقيه؟ أكون من شريعته، أكون من أمته، أكون من أهله، أكون من أهل قبلته، أكون من أهل دينه. أي والله أبقيه، فيكون إذاً درجة المؤيد بما لا في. يد البشر تحافظ على كتابه، أنا "نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، لا يقولها سيدنا النبي لأنه لا يعرف ما حدث في الأمم كلها، لكن هذا قول الله وليس
من مقولته. وإذ نحن نحتفل اليوم بسيد الكائنات صلى الله عليه وسلم في فرح غامر، فرح بمولده، سنفرح. بكل الوسائل سنحضر الحلوى ونوزعها، نعم وسنأكل ونستمتع، وسنعلم أولادنا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفرح بهذا الجامع الشريف، والفرح بقدوم الضيوف الذين يشرفوننا في هذا الوقت الجميل، والفرح بمعالي الوزير جزاه الله عنا خيراً.