كلمة فضيلة أ.د علي جمعة بالمؤتمر العام للتصوف | 18 - 09 - 2019

كلمة فضيلة أ.د علي جمعة بالمؤتمر العام للتصوف | 18 - 09 - 2019 - تصوف, ندوات ومحاضرات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. اللهم يا ربنا اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر غيوبنا وعلمنا العلم النافع، وارزقنا من لدنك رزقاً واسعاً وعلماً نافعاً وقلباً خاشعاً وشفاءً من كل داء. اهدنا واهد بنا وافتح علينا فتوح العارفين بك وانفع. بنا الأرض يا أرحم الراحمين، هذا الاجتماع الحاشد يبين
مدى انتشار الصوفية في البلاد ومدى تحقق العباد بهذه الأخلاق الكريمة التي أوصى بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأساس، هو القدوة، لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن
كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. علمنا لما جاء جبريل يعلمنا، قال: "أتدرون من هذا؟ إنه جبريل جاء يعلمكم أمر دينكم". فعلمنا ما الإيمان وما الإسلام وما الإحسان، وعلمنا علامات الزمان. علمنا هذه الأربع، فقام علماء لحفظ الإيمان وآخرون لحفظ. الفقه والإسلام وآخرون قاموا لحفظ الإحسان وهم طائفة أهل الصوفية الأبرار رضي الله تعالى عنهم
وأرضاهم علمًا وعملًا فعلًا وسلوكًا عقيدةً وحياةً حتى سُمي بعض أكابرهم بذي الجناحين: جناح الشريعة وجناح الطريقة، كسيدي خالد النقشبندي رضي الله تعالى عنه. كل أولئك الأكابر، سيدي عبد القادر وسيدي جنيد، يقولون: طريقنا هذا. مقيّد بالكتاب والسنة، فما دور هذا التصوف وهو يبحث في مرتبة الإحسان في إصلاح المجتمع؟ سؤال أطرحه عليك. ما الذي نحتاجه؟
نحتاج إلى بناء الإنسان. وما معنى بناء الإنسان؟ معناه هذه الأخلاق المحمدية المصطفوية، معناه هذه المنظومة التي تركها لنا سيدنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا ولا يحافظ عليها غير أهلها. لا معناها أن نحول أخلاق سيدنا صلى الله عليه وسلم إلى برامج عملية نعيشها ونحياها وندعو إليها. نرسل رسالة إلى الدولة المصرية: التصوف
منسوب سنده إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من صحابته الكرام، من علي بن أبي طالب، من أم سلمة. أم المؤمنين من أبي بكر الصديق من سلمان الفارسي ومن بعدهم كالحسن البصري والحسن بن علي عليه السلام، نعم بالسند المتصل يرسل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم من ناحية والبركة من ناحية أخرى، فمن غير أهل الله لا بركة حتى لو كان هناك علم، نعم
نحن نصلح. المجتمع والناس، ونرسل رسالة إلى الدولة المصرية التي هي جزء لا يتجزأ من مصر، ونقول لها أن تاريخ التصوف عريق وعميق، وأن الصوفية لهم تاريخهم ومواقفهم، وكلها تصب في نصرة من يستحق النصرة، وفي القضاء على كل فتنة، وفي نقل هذا الدين لمن بعدنا بصورة لافتة للنظر، ونرسل إلى الشعب. الكريم حتى من لم ينتمِ
إلى التصوف أو وضع أذنه عند أولئك الذين يريدون فساداً في الأرض ولا يريدون أن يصلحوا، لا يريدون الإصلاح بل يريدون الإفساد، فيتكلمون على مرتبة الإحسان التي هي جوهر الدين ولُبُّه بكلامٍ يندى منه الجبين وكذبٍ محضٍ لا أساس له لا في الدنيا ولا في الدين نرسل للشعب الكريم سواء أكان من المتصوفة الكرام أو لم يكن منهم، نرسل لهم ونقول: نحن أهل إصلاح، وإصلاحنا منطلق من سيدنا
صلى الله عليه وآله وسلم، ذلك النبي المؤيد من عند ربه، وهو يقول فيما أخرجه الترمذي عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه، ينظم لنا علاقاتنا كلها. اتقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. فأقر العلاقة بيني وبين ربي بالتقوى، وأقر العلاقة بيني وبين نفسي بالفرار والمبادرة، فكلما وقعت في خطيئة أو في خطأ بادرت بطاعة لله. ثم العلاقة
بيني وبين غيري، بيني وبين مجتمعي وعالمي، فجعلها على حسن الخلق وروى. الإمام الحسن في الحديث المسلسل بالحسن عن أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه عن جد الحسن أحسن الحسن الخلق الحسن من الذي يدعو إلى القيم والأخلاق في هذه المنظومة بحالها إنهم أهل التصوف من الذي يلبي حاجة الإنسانية ومنها المجتمع المصري ومنها العصر الذي نعيشه ببناء الإنسان
يبني القيم والأخلاق. إنهم أهل التصوف، نرسل إلى هذا الوطن العزيز الذي خلقنا الله فيه، تربينا تحت سمائه وفوق أرضه، ونقول له: لقد أوصى الله بك ونحن لا نفرط في وصية ربنا أبدًا، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. أيها المتصوفة الكرام ومن... وراءكم المجتمع المصري شعباً وجيشاً وشرطةً، ومن وراء ذلك الدولة المصرية في مؤسساتها
ورئاساتها وقياداتها. نقول لكم: سيروا على بركة الله وأصلحوا من حولكم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بلّغوا عني ولو آية".
بسم الله. توكلنا على الله