كلمة فضيلة أ.د علي جمعة لمؤتمر المخطوطات بالحرف العربي في إفريقيا

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحباً بكم جميعاً في هذا اللقاء والمؤتمر الذي تفضلت به علينا مكتبة الإسكندرية تحت قيادة ذلك العالم الجليل الدكتور مصطفى الفقي، فله منا كل الشكر والعرفان لهذا العلم الفياض. ولهذه الإدارة الحكيمة ولهذه الرؤية الواضحة، هذا المؤتمر إنما هو عن المخطوط العربي والحرف العربي عندما بدأ في بلاد العرب، ثم بعد ذلك جاء الإسلام فجعل هذا الحرف يمتلك أكبر المخطوطات وأطولها عمراً وأكثرها انتشاراً. هذا
الحرف العربي أصبحت تُكتب به لغات أخرى كالفارسية والأردية ونحوها ممن دخلوا الإسلام ودخلوا. دين الله أفواجاً، كثير من المسلمين لا يعرفون ما ترك لهم أسلافهم من تلك الكنوز، لكن هذه الكنوز تعرضت في الحقيقة إلى السرقات وإلى التشتيت بل وإلى الدمار كما حدث عبر السنين. وبالرغم من ذلك نحن نمتلك أكبر مجموعة من المخطوطات وأطولها عمراً في عمق الزمان. جمعية المكنز الإسلامي لها. نشاط واسع جعلها نافعة ومعمرة للأرض وفاعلة للخير، عندها مشروع السنة المشرفة التي جمعت فيها وأعادت الطباعة
بناءً على مخطوطات ترجع إلى القرن السادس الهجري، بعد وضع معايير دقيقة للعمل من كبار العلماء، وبعد تحقيق وبذل مجهود كبير عبر السنين حتى أخرجت الكتب السبعة ومعهم مسند الإمام أحمد في غاية. الإتقان ومعها كتب أخرى أيضاً. مشروع آخر وهي هيئة المخطوطات الإسلامية (تيما) التي تنظم هذا المؤتمر بالشراكة مع مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية العامرة. مشروع ثالث تقوم به جمعية المكنز الإسلامي ودار الكتب المصرية تحاول فيه الجمعية أداء بعض الخدمات لقضايا الترميم وقضايا
التطوير وقضايا التنمية المتعلقة بمقتنيات دار الكتب المصرية. هناك مشروع رابع وهو استوديو إديتسيو إلكتروم للتصميم، أُسس لإحياء الفنون التقليدية الإسلامية مع تطويرها عن طريق الحاسوب وعن طريق التداخلات التي يمكن أن تُنتج، فتكون من أصل هذه المادة وفي نفس الوقت هي مبدعة ومتطورة بشكل يستفيد من التقنيات العصرية. أيضاً هناك مشروع خامس وهو شبكة الفن الإسلامي التي تهتم بدارس الفنون والعمارة الإسلامية ويضم الموقع الخاص بها على الإنترنت أكثر من خمسة آلاف صورة لما
يقرب من مائة وثلاثة وثمانين أثراً من آثار القاهرة الإسلامية. هناك مشروع سادس أيضاً وهو تراث واحد، وهذا المشروع يهدف إلى نشر عدد من الإصدارات الصوفية والميتافيزيقية لأهم المدارس التراثية الدينية المنتشرة في. العالم خاصة في شرق آسيا، المشروع السابع هو مشروع قِراب، ويهدف مشروع قِراب إلى دعم عملية حفظ المخطوطات في المجال الثقافي الإسلامي من خلال تبادل المعرفة والتكنولوجيا المفتوحة. الحقيقة، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل جلستنا هذه ولقاءنا هذا في ميزان حسناتنا يوم القيامة، وأن يجعله من مجالس العلم. التي تحفها الملائكة،
وكما بدأنا بتقديم الشكر الوفير العميم الذي قد يعجز اللسان عنه إلى الأستاذ الدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية ومديرها، ننقل الكلمة الآن إلى الأستاذ الدكتور أيمن فؤاد سيد رئيس هيئة المخطوطات الإسلامية وأستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقه فهو يرقص الجمعية التاريخية أيضاً التي ننتمي إليها جميعاً، شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.