كيف نستغل فترة الحجر المنزلي في التقرب إلى الله وختم القرآن؟ | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يسأل كثير من الناس ما إذا كان لا بد أن نختم القرآن في صلاة التراويح، ويرى الإمام مالك إمام أهل الهجرة والمدينة أن ذلك لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة التراويح بالذات، وأنه يمكن للإنسان أن يصليها ولو بسورة واحدة ويُحسب له الأجر والثواب الكامل، وأن ختم القرآن
متعلق برمضان حيث إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يختم القرآن على جبريل مرة كل سنة، حتى ما أتى في السنة الأخيرة التي انتقل إلى الرفيق الأعلى فيها ختمه عليه مرتين، ومن هنا أخذ المسلمون. من ذلك قراءة القرآن في رمضان لأن شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وعليه فإن التراويح يمكن أن تكون ولو بصورة مكررة ويُحسب لك الأجر كله، وأنت في خارج الصلاة اقرأ كما شئت، بل إنه يجوز لك أن تقرأ من المصحف وأنت داخل الصلاة. سواء كانت هذه الصلاة
فرضاً أو كانت نفلاً فيجوز لك أن تقرأ القرآن خارج الصلاة، ويجوز لمن لم يُحسن قراءة القرآن أن يستمع إلى القرآن ويكرر هذا الاستماع، ويُتم ختمة أو أكثر في رمضان. ويسأل كثير من الناس هل الحفظ أولى أم القراءة أولى؟ والأولى في رمضان هو القراءة، فإن لك بكل حرف في رمضان وفي غيره تقرؤه من القرآن عشر ثواب، عشر حسنات، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا أقول لكم ألم حرف، بل ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف". قال
العلماء: ذلك إذا سمع أحد الحفاظ القرآن فتلاه بلسانه، أما إذا أضفت إلى اللسان... النظر كان لك عشرين حسنة، أما إذا أضفت إلى ذلك السمع فكان لك ثلاثون حسنة في كل حرف من حروف القرآن. فالقرآن نختمه في رمضان، ولكن ليس من الضرورة أن نختمه في التراويح. القرآن نختمه في شهر القرآن، ولكن لا نحزن ونعتقد أن الثواب قد فاتنا أو ضاع علينا عندما... لا نختمه في التراويح، ولذلك الأمر يسير والثواب جزيل، والحمد لله رب العالمين. فهذا
ما يتعلق بقضية ختم القرآن في رمضان، وهو أحد مناحي البرنامج الذي ينبغي على المسلم أن يتمسك به قراءة وسماعاً. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.