لقاء الجمعة | الحلقة 6 | أ.د. علي جمعة

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على سيدنا رسولِ اللهِ وآلِه وصحبِه ومن والاهُ. معَ الأحكامِ الشرعيةِ المرعيةِ المأخوذةِ من الكتابِ والسنةِ نعيشُ هذه اللحظاتِ عسى أن تتنزلَ علينا الرحماتُ والسكينةُ من عندِ ربِ العالمينَ بذكرِ الأكابرِ من أهلِ السنةِ والجماعةِ إلى منتهاهم سيدنا رسولُ اللهِ صلى اللهُ. عليه وآله وسلم يسأل بعضهم عن
أحكام الأضحية والأضحية كأمنية وأذفية. لها نطقان في اللغة العربية بالتخفيف والتشديد: أضحية، أمنية، أذفية. وأحد يقول لي: حسنًا، أنا أعرف أضحية وأعرف أمنية، ما هي الأذفية هذه؟ هذه الأذفية لا تعرفها لأننا أصبحنا بعيدين قليلًا عن الطبيعة والخلق وما إلى ذلك. فكانوا يحضرون... حجرٌ وحجرٌ ثانٍ ليضعوا عليهما القدر، وقالوا إن القدر لا يُنصب إلا على ثلاثة، أي أنه يحتاج إلى ثلاث أثافٍ. فلماذا يحضرون حجرين؟
لأن الثالث يكون الجبل. يبحثون عن تلة أو جبل هكذا، ثم يضعون حجراً هنا وحجراً هناك ويسندون القدر على الجبل. فعندما يسندون القدر على الجبل يقولون... على الجبل ماذا؟ إنه ثالثة الأثافي. يُقصد بثالثة الأثافي تلك الصخرة الكبيرة على الجبل. فأصبح المثل يُقال: "يا أخي، لقد جلبت ثالثة الأثافي". والناس لا تفهم ما معنى ثالثة الأثافي هذه، وهي الصخرة الكبيرة. يعني أنا ارتكبتُ ذنباً صغيراً أو خطأً بسيطاً، وأنت ارتكبت خطأً صغيراً هو... صار عمل ثالثة الأثافي وهي الخطأ الكبير الذي
هو الجبل والأثفية والأضحية والأمنية، هذه الأشياء فقط. يقال لك: أماني، أضاحي، أثافي ثلاثة، قم بحفظها. وعرفنا هذه. حسناً، والأضحية مشتقة من ماذا؟ من أنني أضحي، أي أتنازل، أضحي يعني أبذل شيئاً وأضحي في سبيل الله. يعني هذا الشيء في سبيل الله سأضحي من أجلك، فأكون قد تنازلت عن شيء من أجلك. فأنت تتنازل عن مالك الذي نشتري به الخروف، أو عن
مالك الذي نشتري به سهماً في البقرة التي تكفي عن سبعة، والجمل الذي يكفي عن سبعة، والجاموسة التي تكفي عن سبعة، من أجل الفقراء، هذه هي التضحية. هي عبارة عن التنازل والتبرع والترك. فالأضحية تنازل من ملكك لوجه الله سبحانه وتعالى، تنازل من ملكك لوجه الله. يعني هذه الأضحية ذاهبة إلى ربنا، نعم في النهاية هي ذاهبة إلى ربنا، ولذلك يجب أن نختارها أحسن
ما يكون. إنك ستقدمها هدية لربنا، وهي في الحقيقة يا إخواننا، الذي موجود في الفقه الإسلامي، أتعرفون ماذا فعلوا به الآن؟ المجتمع - انتبهوا لكلامي - كل شيء فيه كلمة "حق الله"، ماذا فعلوا به الآن؟ أصبح "حق المجتمع" في أدبياتنا الحديثة هذه. ماذا يعني هذا؟ يعني أنك ستعطي هذا الشيء ليس لنفسك، بل ستعطيه لوجه الله تعالى، فيجب سليمةٌ وليست معيبة، لا ينقصها عين من عينيها، لا تكون هزيلة، ولا تكون مريضة، لا يُؤكل لحمها،
لأنك تُقدمها هدية لله، فيجب عليك أن تُنفق من خير ما رزقك الله سبحانه وتعالى، لأن المُلك الحقيقي إنما هو لله، فأنت تُخرج شيئاً لله من ملكك وتتنازل عنه، فتكون بذلك قد ضحّيت أواجبة أم سنة؟ قال: لا، سنة. بعض الناس يقولون عن الأضحية: لا، هذه واجبة. يقول لك: لكن أنا ليس معي مال هذا العام. نقول له: إنها في الأصل سنة، إذا لم يكن معك مال فلا تستدن، وإذا كان معك فلا تبخل، وإذا لم يكن معك فلا تستدن. انظر كيف يكون لا تبخل، وإن لم يكن معك
مال فلا تتردد في الاستدانة. فعندما يأتيك شخص يطلب منك قرضاً بخمسة آلاف جنيه، انظر في جيبك؛ فإذا كان المبلغ موجوداً ومدخراً، فلا تبخل، وساعده في أزمته وأعطه القرض. وقد جعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القرض الحسن كنصف الزكاة، أي إذا كأنك تصدقت بألفين وخمسمائة جنيه بقيت عنده سنتين، فكأنك تصدقت بخمسة آلاف جنيه. إذا جاء بعد السنتين وأعطاها لك، فكأنك تصدقت بخمسة آلاف جنيه. القرض على النصف من الزكاة، فهل تخرج عليهم زكاة أم لا؟ طبعاً هذا هو الأجر والثواب، فلابد عندما يردها لك أن
تخرج عليها الزكاة. الاثنان ونصف في المائة للسنة الأولى والسنة الثانية، يصبح خمسة في المائة، أي ما يعادل مائتين وخمسين جنيهاً من الخمسة آلاف. أليس ذلك ثواباً أعطاني الله إياه؟ نعم، أعطاك ثواباً، لكن هذا شيء، والفرائض التي فرضها عليك شيء آخر. الأمر كما لو ذهبت إلى مكة المكرمة وصليت ركعتين لله. هل بمائتي ألف ركعة، حسناً، فليؤدوا الصلوات المفروضة عليّ. لا، هذا لا يصح، فالثواب شيء والفروض المطلوبة منا شيء آخر. فالأضحية نؤديها لله، ويُشترط فيها السلامة من كل عيب، لأنها في الأساس تأتي كسنة وليست
فرضاً، وهي مخصصة للفقراء والمساكين، فيمكننا أن نتصدق بها كاملة، فهذا هو الأصل، فأذهب أنا. أُخرِج الخروف أو السهم الخاص بي في البقرة، فأنا أُخرِجُه الوجه الذي أنا كله، فيكون الثواب كبيراً جداً. لكن نفسي ليست مسامحة. قال لك: ثلثها لك، وثلث لأصدقائك وجيرانك وقريبك، وثلث للفقراء. قال: حسناً، أنا ضحّيت ولا أريد أن أُخرِج شيئاً للفقراء. سآكل هكذا وأُفرِح العائلة. قال: لا مانع. ولكن أنت ضيعت على نفسك فرصة، فالقضية كلها هي التعامل مع
الله. الذي يتعامل مع الله ويريد أن يهدي له هكذا، يمكنه أن يخرجها كلها للفقراء، ويمكن أن يأكلها كلها. حسناً، كيف يخرجها؟ هل يخرجها لحماً أم يخرجها مطهية؟ قال لك: هي البيت ليس لديه الأدوات التي تمكنه من خروف أصبح لحماً بالفعل، ويريد أن يقيم به وليمة ويجمع عليها الفقراء، وما المانع من ذلك؟ لا يحدث شيء. حسناً، فليفعل ذلك، أو يرسلها طيبة كهدية، لا مانع من ذلك. إذاً، يمكن التصرف فيها كيفما اتفق. ماذا يعني "كيفما اتفق"؟ يعني حسب إمكانياتك، حيث إن بيت
السيدة فارغ، والمطبخ جاهز، موجودة وفي بيت ضيق وليس هناك، والسيدة غير قادرة، وهكذا كل الكلام الذي نقوله هذا في الأضحية سنقوله نفسه في العقيقة. خذ القاعدة الآن لكي عندما نحفظ القواعد نعرف ألا نسأل كثيراً. العقيقة كالأضحية، فقط انتهى الأمر، احفظ هكذا: العقيقة كالأضحية في ماذا؟ في السلامة، في التوزيع، في... الأحكام التي تخص العقيقة كلها مثل الأضحية، فكل ما ستعرفه في الأضحية هو نفسه في العقيقة. وقد يأتي سؤال يقول لي:
أنا الآن الخرفان موجودة في السوق وأمامي وكل شيء، وأنا عليّ عقيقة، لكنني لن أستطيع أن أضحي، فهل أشتري خروفاً لأجعله عقيقة أم أجعله أضحية؟ نقول أولاً: العقيقة هذه لميلاد الولد أو البنت، لكن الأضحية هذه سُنَّة كل سنة، فلتبدأ بالعقيقة لأنها مرة واحدة في العمر، وما كان مقدماً على ما فيه تكرار فلتبدأ به، أي بالعقيقة. قال لي: حسناً، أنا سمعت أن الولد نذبح له كبشين والبنت نذبح لها كبشاً واحداً، وأنا ليس معي المال، أنا أنجبت ولداً،
معي كبش واحد، وقلت له في حديث أنه كبش واحد يصلح لأن نجعل العقيقة كبشاً واحداً. غالبية الفقهاء أخذوا برواية الكبشين، وأن الذكر له كبشان، والبنت لها كبش. لكن هناك حديث بأن هذا كبش وهذا كبش. قال لي: طيب، أنت تقول أنه عندما أشتري خروفاً يمكنني أن آكله كله. قلت له: نعم، ما دام غير مرئي، يمكنك أن تأكله كله. قال: أريد أن أفهم هاتين النقطتين، عندما يمكنني أكل الأضحية كلها مع عائلتي وأقاربي وجيراني وغيرهم، فأين يكون ثوابها؟ أي لماذا نقوم بها أصلاً؟ أهي
من أجل الدم؟ من أجل فكرة إراقة الدم لوجه الله، وأننا لا نعتدي على كما يقول بعض الحقوقيين، إننا نفعل ذلك ابتغاء وجه الله فقط، مرة لإغناء الفقير ومرة لإسعاد الخلق. فنحن لا نعتدي على الحيوان، هذا الحيوان نحبه ونربت عليه ونريح الذبيحة ونكبر عليها "بسم الله". ما معنى "بسم الله"؟ يعني أنني لست أفعل ذلك عدواناً عليكِ أيتها الذبيحة، أنا... أفعل ذلك لأجل الله لأنه خلقك لوظيفة هي وظيفة الغذاء، ونحن الآن باسم الله نذبحك. هي العلاقة بين الرجل
والمرأة، العلاقة بين الرجل والمرأة - والعياذ بالله - لو كانت خارج النكاح تكون زنا، إنه كان مقتاً وساء سبيلاً، إنه كان فاحشة وساء سبيلاً، لكن لو أنها تحت اسم الله. زَوَّجْتُك نفسي، قال: قَبِلْتُ على سُنَّة الله ورسوله، فأصبَحَتْ حَلالاً. ونظام الزواج أصبح فيه حقوق وواجبات وميراث ونَسَب وما إلى ذلك. ما الفرق إذاً بين ما قبل الكلمة وما بعدها؟ الفرق هو أنني لا أفعل هذا من قبيل الفحش، ولا أفعل هذا من قبيل الفساد والعدوان وانتهاك الأعراض. إنما أنا أفعل هذا في نطاق
اسم الله، أعني أفعله للعمارة ولأداء الوظائف والخصائص والمراكز القانونية. وهكذا أبدأ في كل شيء؛ أنا أعمل هكذا وأنا أبتغي عبادة الله، وأبتغي الصلاح في الأرض، وأبتغي عمارة الدنيا، وأبتغي تزكية النفس. ففي فرق، فأنا حين أذبح القطط لا أذهب لصيد الفيلة، ولا أذهب في الأرض وأغير
سنة الله في كونه، وإنما أنا داخل على هذا من خلال اسم الله وبوابة اسم الله وليس من خلال شيء آخر. سؤال في الأضحية أيضاً عن السن، يقول لك مثلاً: البقرة لازم يكون عندها سنتان، والماعز أو الخروف لازم يكون عنده ستة أشهر أو سنة أو... لماذا قالوا هكذا؟ لماذا قالوا هكذا؟ لأن اللحم يصبح جيداً هكذا، يصلح للتوزيع ويصلح لأمور أخرى. ثم إن وسائل التغذية اختلفت ووسائل التربية الحيوانية اختلفت تماماً.
لم يعودوا يتركون الحيوانات تأكل كما تريد وفي الوقت الذي تريده. فالذي يحدث أنه قبل السنتين تكون البقرة قد بلغت فوق الأربع. مائة كيلوجرام قديماً لم يكن هكذا، قبل السنتين من المستحيل تماماً أن ترمي لحماً اليوم. قبل السنتين كان يكون هناك أربعمائة كيلوجرام، أربعمائة وثلاثين. أتذبحها أم لا؟ نعم، لأن العبرة والعلة في العمر كثرة اللحم وليس العمر ذاته. هذه أشياء تتغير بتغير الزمان عندما أنا... أعنني عليه كثرة اللحم عندي. البقرة الآن كثيرة اللحم أم لا؟ طبعاً. حسناً، افترض
أنني تركتها حتى بلغت سنتين، شيء غريب جداً! ستنحف وستنزل من أربعمائة أو ستمائة. كل شيء له خصوصيته. يعني بدأت بأربعمائة وثلاثين، هذه الأربعمائة والثلاثون إذا لم أذبحها الآن ستنحف وتصبح... ثلاثمائة وثمانين ويضيع علي خمسين كيلومتراً لأجل أن أحضر السن الخاصة بها النصفية، يقول لك: أنا ليس لي شأن، سنتان تعني سنتين. لقد علّمنا الفقهاء أن نبحث عن المعاني المعقولة وراء الأوامر. يا سيدي يا رسول الله، قلت في الحديث ليس... لا تضيع وقتك، ابحث. أما أنا فهذا لازم
من إغناء الفقير إذا وزعناها أو انكسار السعادة إذا لم نوزعها. حسناً، إذا كان الآن سعر اللحم سينخفض بخمسين، نعم الحكم يدور وجوداً وعدماً مع علته. ما دامت العلة هي اللحم، فينبغي علي أن أشتري أجود أنواع اللحم القطعي حتى ولو لم يصل إلى الزمن المذكور في الكتب. هذا حكم مهم لماذا أصبح مهماً؟ لأنه هكذا سيجعلك كأنك تفهم الدنيا وتفهم الدين. فهناك أنت تفهم الكتب فقط، لكنك لا تفهم الواقع. الذي يريد أن يراه هكذا ويُحرِّم ويتنطط ويفعل هذا، لا يتعلم. الفقهاء يعلموننا أن نبحث عن معقول
المعنى، وأن الحكم يدور وجوداً وعدماً مع المعنى المناسب بعد آية. احفظ أن الحكم يدور وجوداً وعدماً مع علته، تعلم هذا الجزء واحفظه، لن تنساه بعد ذلك. والمثال هو: إذا جاء حكم بالسجن سنتين، نسأل أنفسنا: لماذا سنتين؟ لأن تفكيري سيوصلني إلى هذا الاستنتاج. فقال لي شخص: هذا تفكيرك الذي أوصلك إلى هذا الاستنتاج، افترض يوم القيامة أنه تبين أن الله له أجرٌ. أخذ ماذا؟ أجرٌ. مَن اجتهد فأخطأ فله أجر. افترض الآن أنه قد أصاب، يا عزيزي، سآخذ أجرين.
والدارقطني يقول لك إذا أخطأت تأخذ أجرين في الحديث الذي رواه الدارقطني. وإذا أصبت، قال: تأخذ عشرة. نحن نتبع الدارقطني في هذا الأمر حتى إذا أخطأنا نأخذ. أجران، وإذا لم نُخطئ وأصبنا، نأخذ عشرة. فضل الله واسع وحسن. تصبح هذه مسألة مهمة للغاية لأنها توضح كيف تتعامل مع النصوص ليس خروجاً عنها ولا مخالفة لها، بل تحقيقاً لمرادها. هذه هي الأزمة التي نحن فيها؛ النابتة تتعامل مع النصوص بغض النظر عن مآلاتها ومعانيها وعللها، وتلوم الناس أنها... خرجتُ
عن هذا النص في حين أن الفقهاء العظام بحثوا في النص وعرفوا معناه ومآله وحكمته وعلته وأرادوا تحقيق مراد الشارع الكريم، وليس تمسُّك هذا. واحد منهم أخطأ وواحد منهم أصاب، لكن الاثنان سيُثابان، الاثنان سيُثابان. المخطئ سيأخذ أجراً، أو النابتة المخطئة هنا في هذا الموضع ستأخذ أجراً يا مسكين. انظر هكذا، وجد سنتين ويتبع، فسيأخذ أجره، فإذا اجتهد خارج عن هذا وأصاب
سيأخذ أجرين. ليس هنا أجرين وهنا عشرة أجور يا رب. حدث هذا الكلام عندما قال سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام لهم: "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة". انظر إلى النص، فقد أذّن العصر وبعدها اقتربت نصلي يا أبنائي، نحن لم نصل بعد إلى بني قريظة ولا يزال أمامنا عدة كيلومترات. هل نصلي العصر الآن إدراكاً لأصل الشريعة، أم ننتظر ونصلي العصر إن شاء الله بعد العشاء؟ بعض الناس صلَّت وبعض الناس أجَّلت، والنبي عليه الصلاة والسلام تركهم جميعاً لكي يعلمنا ما هو الفهم الصحيح، وكيف قال لي: "حسناً، أنت ذكرت كلمة في الوسط هكذا سؤالاً،
تقول إن الأضحية إذا كانت منذورة، ونحن ما زلنا نقول إن الأضحية سنة، الأضحية سنة، الأضحية سنة، لكن أنت هنا ماذا تقول؟ لا، واجبة في حالة واحدة فقط، وهي أن تقول نذرت لله الأضحية، هذا العبد، فيصبح النذر كأنه قسم إخواننا احفظوا هذه القاعدة: النذر يمين. أنا أجلب لكم أشياء سهلة هكذا وتُحفَظ حفظاً هكذا وتقول هكذا. النذر يمين، يعني ماذا؟ يعني كأنك قلت: والله لأذبحن أضحية لوجه الله تعالى مثلاً، كأنك قلت هكذا. أنت كلمة
"والله" لم تخرج من فمك، فالذي خرج من فمك ماذا؟ نذرت لله. قال: مثل يعني اليمين كأنك قلت والله لا أذبح أضحية هذا العام، فيصبح النذر يميناً. اليمين يجب أن ينفذ أم لا؟ نعم بالطبع. هل أنت منتبه؟ اليمين لا بد أن تبر فيه. حسناً، افترض أنك لم تبر به، فقلت: "والله لن أسافر إلى الإسكندرية اليوم"، ثم جاءك خبر يلزمك بالسفر، ماذا إذن ستطعم عشرة مساكين، إن لم يكن لديك مال فصيام ثلاثة أيام، واذهب "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا".
حسناً، النذر الذي لم تستطع أداءه، قال إذن تصوم ثلاثة أيام إذا لم يكن لديك مال، أو تطعم عشرة مساكين تخلصاً من إثم مخالفة اليمين الذي أقسمته وألزمت نفسك بالواجب لم توجب عليك صلاة الضحى، لكن أنت، تخيل لو قال: نذرت لله أن أصلي ركعتين، فيجب عليه أن يصلي ركعتين. هل تنتبه؟ ولو افترضنا أنه مات قبل أن يصلي الركعتين، قال: يصليها عندي (في الآخرة) لأن هذا نذر. أما صلاة الظهر التي لم يصلها، فلا يصليها ابنه. الصلاة لا تُؤدى يُعاد والصوم يُعاد لأن فيهما أحاديث، لكن الصلاة لا. هذا الأمر فرضه الناس على
أنفسهم، فإذا لم تفعله تُخرج من التركة، تُخرج ماذا؟ كفارة فقط. أما أنت إذا تركت الصلاة مثلاً، فهي أصلاً ليس فيها كفارة، هذا إثم يجب عليك أن تصلي، لا يمكن التهاون في ذلك. هذا الأمر يختلف يأتي ليقول ما هذا؟ الشافعية تقول إن الذي لا يصلي لا يصلي عن وليه أبداً هذا الكلام في حالة واحدة فقط وهي النذر. حسناً، لقد عرفنا الآن بشكل عام حكاية الأضحية أنها يجب أن تكون سليمة، وأنها سنة، وأنها لا تجب إلا بالنذر، وأن السنة أننا... أديتها ثلاثة أثلاث لكن لو دفعناها كلها لله المنظورة هذه نقسمها أيضاً أبداً.
المنظورة عند الشافعية وعند غيرهم تُخرج كلها لله حتى إنهم يحرمون أن تعطي الجلد للجزار كأجرة له، لكن لو كان الجزار فقيراً وطمع في الجلد فقط، يجب أن تعطيه أجره ولا تقل له خذ الجلد وهو بعشرة. جنيهاً وخذ العشرة جنيهات التي لك، ها هي. لا، هو عشرون جنيهاً، فليأخذ عشرين جنيهاً وليأخذ الفروة هكذا من أجل العيد. كل سنة وهذا النطاق شيء آخر، لا مانع، وليأخذ كيلو لحم لأولاده، لا مانع. لكن لا يصح أن تعطي الأجر من هذه الأضحية. حسناً، جاءني شخص يقول لي: حسناً، فعلاً اشتريت الخروف وأريد
أن أجمع بين نية العقيقة وبين نية الأضحية. ماذا يجمع بينهما؟ هل يصح ذلك؟ لا، يصح. اجعلها نية العقيقة فقط. قال لي: لكنني ذبحته يوم العيد. قلت له: لا يصح الجمع أو التشريك هنا بين نية الأضحية ونية العقيقة، لا يصح ذلك حتى لو ذبحته فإنها تكون للعقيقة، وإن شاء الله ربنا يمكنك أو لا يمكنك من الأضحية السنة القادمة، فتقوم بهذه السنة الحسنة الجميلة. شخص يقول: أنا لدي أسرة ومعنا ألفان
ومائتا جنيه، وعلمنا أن الجمعيات التابعة للمجتمع المدني هذه والمؤسسات لديها صكوك للأضحية بهذا المبلغ أو قريب منه، لكننا عائلة كبيرة، أنا... وأولادي وكل واحد في بيته لكن نجتمع جميعًا في العيد لنفطر معًا ونتغدى معًا وما إلى ذلك، فهل يمكننا جميعًا أن نخرج سهمًا واحدًا؟ نعم يمكن، قال لي: حسنًا، هل يمكن أن أخرج سهمًا في بقرة؟ نعم يمكن. قال: حسنًا، هل يمكن أن أخرج صكًا في شركة؟ في بقرة
يصلح أن تكون هنا. كل الصور الخاصة بهذه المشاركة تصلح. يقول الناظم: وأضحية من أهل بيت تعددوا - فهذه يسمونها سنة الكفاية. يسميها الفقهاء هكذا، احفظ ما يسمون الأضحية التي خرجت عن العائلة الكبيرة هذه: سنة الكفاية. ما معنى سنة الكفاية؟ يعني الأضحية سنة قام بها واحد فسقطت هل تعم ثواب السنة على كل العائلة الذين يسكنون في بيت العائلة، مدخلهم واحد ومشربهم وما إلى ذلك، ساكنين هكذا في البيت هكذا؟ هو أن يقوم بأضحية من أهل بيت تعددوا، فهذه تسمى سنة الكفاية. سنة الكفاية مثل
السلام، نحن داخلون خمسة عليكم، من السنة أن نسلم قولاً واحداً. لماذا تكفي "السلام عليكم"؟ ليس من الضروري مثلاً أن يقول الأول "السلام عليكم" وبعد أن ينتهي يقول الثاني "السلام عليكم" وبعد أن ينتهي يقول الثالث "السلام عليكم". إنه ليس وقتها، فهي سنة واحدة، ولكن عندما تكون من متعددين تصبح سنة كافية. إذاً، عندما يقول لي: "طيب، سك الأضحية هذا أفضل أذهب لأشتري الخروف أفضل حسب إمكانياتك وحاجتك. هناك أناس الآن ليس لديهم مكان لكي يذبحوا وينظفوا ويخزنوا.
فصك الأضحية يجعلني على علاقة بالشريعة، على علاقة بالسنة، وعلى أن أقوم بالتضحية. إذن إذا كان شخص ما، لا تقل له ما الذي ينفع أو لا ينفع، ولا تقل هكذا، بل اسأل: ما الأرياف وعندنا دائماً أمام البيت نصنع المشجب ونعلق الذبيحة وكل شيء في أمان الله، فتكون الأمور سهلة. والآخر يقول لي: "لا، أنا أسكن في المنطقة الفلانية، ولو فعلنا هكذا ربما يعلقونني مكان الذبيحة. وهي تُسيل دماً وتسبب تلوثاً". فيقول: "لا لا، خلاص"، فيكون الخيار الثالث يقول له... ماذا يقول له؟ لا، تدفع صك الأضحية إن شاء الله حتى نفعل السنة. آه، هذا هو
الخطأ. لا، نؤدي صلاة العيد ثم نقوم بذبح الأضحية. وَرَدَ أن سيدنا بلال كان يضحي بديك في عيد الأضحى، فهل يجوز التضحية بالديك؟ لا، المذاهب الأربعة وغيرهم يرون أن الأضحية لا بد أن جملُ الخراف الشاة المعزى وما شابه، لكن حكاية الديك الرومي هذه والديك لا يصح أن يُضحى به باعتبار أنه قهّار دم، يُذبح دمه وانتهى. مفهوم سيدنا بلال هكذا، ولكن هذه المذاهب لم تعمل بها الأمة. قال
لي: حسناً، أنا قرأت هذا الكلام وعملت به، فذهبت وذبحت ديكاً بنية الأضحية. قلت... له خلاص تقليداً لسيدنا بلال، وسيدنا بلال كان بسيطاً، يعني هذا مؤذن الرسول عليه الصلاة والسلام. سيدنا بلال بعد وفاة الرسول لم يرضَ أن يؤذن، قال: "دعوني"، وذهب مسافراً إلى الشام. جاء مرة في زيارة للمدينة، فقالوا له: "لا، يجب أن تقوم لتؤذن، أنت تحن هكذا"، فقام وأذّن، فبكى أهل بكى الجميع وتذكروا أيام
وجود سيدنا صلى الله عليه وسلم بيننا. فسيدنا بلال ليس شخصاً عادياً، أتفهم ذلك؟ إنه من كبار المتقدمين والسابقين. قال لي: أين أذهب؟ أهذا بحسب تقديرك أم بحسب تلك؟ هل هذا مناسب؟ فقلت له: إنما الأعمال بالنيات، لكن ما ننقله من العلم، وهذه نقطة مهمة جداً. هو ما استقرت عليه الأمة واختارته فكان خير مثال، ففي جماعة فرق ما بين رأي الإسلام ورأي إسلامي. احفظوا يا جماعة والله القواعد هذه تفيدكم كثيراً. هناك فرق في ماهية رأي الإسلام. رأي الإسلام هو أن الخمر حرام، والزنا حرام، والكذب حرام،
وسفك الدماء حرام. هذا هو رأي الإسلام الذي الصلاة واجبة، الزكاة واجبة، الحج واجب مرة في العمر، هكذا البيع حلال، الزواج حلال، هكذا يكون إذا كان الرأي الإسلامي هذا متفقًا عليه، لم يختلف أحد، لن يأتي أحد ليقول لك إن الخنزير يجوز أكله، لا يوجد، لن يكون ممكنًا، لأن هذه نصوص قطعية مُجمَع عليها. وهناك رأي إسلامي، أي أئمة المسلمين اختلفوا: قبلتني امرأة مدت يدها فسلمت عليها، هل يجوز أم لا يجوز؟ فبعضهم قالوا لا يجوز، وبعضهم قالوا يجوز.
الاثنان صحيحان. حسناً، أنا لمستها وكنت متوضئاً، هل أتوضأ مرة أخرى أم لا؟ فهذا قال يجوز أن تتوضأ أو يجب أن تتوضأ كاحتياط، وذاك قال يمكن ألا تتوضأ. فهذا لا تختلطوا؛ القضية أننا نرى ما اعتدنا عليه وما اخترناه في مصر الذي يجعل الحياة أسعد وأجمل وأرقى، فنقوم بفعله ما دام في حدود رأي الإسلام ولا نخالف رأي الإسلام. هذا الرأي الإسلامي مستقر ومُجمع عليه، ولا أحد يختلف فيه. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله والسلام عليكم. ورحمة الله وبركاته