ليلة القدر | مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة

ليلة القدر | مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة - مجالس الطيبين
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه كل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونحن في مجالس طيبة في الثلث الأخير من رمضان وقد أفلت منا وكاد أن ينتهي والنبي صلى الله عليه وسلم يقول أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعتق رقابنا من النار وهذه الأيام الأخيرة في رمضان هي أيام خير وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما دخلت عليه هذه العشر الأواخر من رمضان شد المئزر واعتزل
أهله واعتكف في المسجد وفيها تقع ليلة القدر التي الله فيها القرآن إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إن هذه الليلة المباركة تقع في الأواخر من شهر رمضان أو في العشر الأواخر من شهر رمضان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان وكان هناك من يحاول أن يلتمس ليلة القدر وأن يعرف أين هي بالضبط ولكن الله أخفاها كما أخفى أشياء في أشياء من أجل أن نتشوق لطلبها في كل العشر
الأواخر من رمضان فيحق فعلا أن نسميها إنها العشر التي فيها تعتق رقابنا من النار أخفى الله سبحانه وتعالى اسمه الأعظم في سائر الأسماء الحسنى، وربنا يقول ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة. وردت أسماء الله الحسنى كثيرة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا عما أسماه بالاسم الأعظم وهذا الاسم الأعظم يقول في شأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعوتم الله به كان حقا عليه أن يجيب فما هو هذا الاسم أخفاه الله سبحانه وتعالى في أسمائه الحسنى لكي نذكر الأسماء كلها
عسى أن نصادف الاسم الأعظم تشويقا وتشوقا لكي نذكر بالجميع أخفى الله سبحان الله وتعالى أخفى الصلاة الوسطى في سائر الصلوات حتى نحافظ على الصلاة كلها، وأخفى الله سبحانه وتعالى ساعة الإجابة في يوم الجمعة في الفترة ما بين الفجر إلى المغرب، وكان سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه يقول إن صاحب الحاجة يجلس من الفجر إلى المغرب فإن هذه الساعة في يوافقها عبد يصلي ويصلي هنا قد يكون معناها يدعو إلا استجاب الله له أخفى سبحانه وتعالى ساعة الإجابة في ثلث الليل الأخير وهو الذي يقول
ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأخير فيقول هل من سائل فأعطيه هكذا رواية البخاري فأعطيه ورواية غيره فأعطيه لأن جعل الفاء سببية تنصف لكن في البخاري فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له بالضم هكذا فأغفر له فهذه الساعة في الثلث الأخير أين هي في ثلث الليل الأخير أخفى الله سبحانه وتعالى أولياء الله في سائر الناس حتى تحترم كل الناس لا تقابل أحدا إلا وقد يكون وليا من أولياء الله الصالحين يغضب لغضبه وينصره إذا دعاه وأنت قد تكون متكبرا عليه بطاعتك وأنك أكثر منه طاعة والله عليم بالسرائر وعليم بما هنالك أخفى الله سبحانه وتعالى
الكبائر في سائر الذنوب بحيث إنك لا بد أن تترك كل الذنوب وأن تخشى من كل الذنوب ليس هناك تقسيم بأن هناك كبائر وصغائر وأن الصغائر لا بأس أن نفعلها والكبائر هي التي نحذر منها، لا، هناك ذنوب قد تفعل أنت شيئا وتظنه صغيرا ويكون عند الله كبيرا لأنه سيقلدك فيه آخرون ولأنه سيترتب عليه من الفساد في الأرض ما الله به عليم، ولذلك فقد أخفى الذنب الصغير والذنب الكبير في سائر الذنوب حتى تتنزه عن كل الذنوب دع الذنوب صغيرها وكبيرها ذلك التقوى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحتقرن صغيرة إن الجبال من الحصى لا تقل هذه تافهة وهذه تافهة وتفعلها عود نفسك على أن
تكون ربانيا حتى تدعو الله سبحانه وتعالى فيستجيب لك إذا أخفى أشياء في أشياء منها أنه أخفى ليلة القدر في سائر العشر الأواخر من رمضان بعضهم وقد نزل في شأنها سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر هناك من يقف عند سلام هي حتى مطلع الفجر وكأنه يصفها إلا أنها تنتهي عند الفجر سلام هي سلام هي حتى مطلع الفجر وبعضهم لا يقف عند السلام والقضية أن أحدهم وهو
منهم الإمام النحاس يروي أثرا عن الصحابة عد كلمات هذه السورة فوجدها ثلاثين كلمة إنا أنزلناه في ليلة القدر عدهم لهم ثلاثين ووجد كلمة هي رقم سبعة وعشرين هي بعدها حتى ثمانية وعشرين مطلع تسعة وعشرين أهو تسعة وعشرين كلمة الفجر ثلاثين كلمة فقال هي إذن يوم السابع والعشرين وكان جابر بن عبد الله يقسم بالله على ذلك، بعضهم يرى أنها تتنقل وتختلف وبعضهم يرى أنها ثابتة يعني مثلا. إنها يوم خمسة وعشرين أو ليلة خمسة وعشرين، بعضهم يقول بل ليلة أربعة وعشرين
نزل القرآن كما في حديث آخر. المهم كل من حاول أن يصل إلى ليلة القدر فإنه يجد أن القاعدة تضطرب معه، وضعوا قواعد كثيرة جدا وكلها قواعد منطقية وكلها قواعد قد توصل إلى المقصود إلا أننا في النهاية توصلنا إلى أن هذه القواعد لما تعددت وإن كان كل واحد معتزا بالقاعدة التي توصل إليها وفتح الله عليه وله بها فإنه في النهاية يجعلنا نحتار مرة أخرى ونعود إلى الخفاء مرة أخرى من أجل أن نقوم الليل كله، فليلة القدر لها علامات في صباح اليوم التالي.
نصبح في الصباح فنجد قرص الشمس ضعيفا فبعضهم قام بمحاولة وهي أنه يأتي فيرصد قرص الشمس كل يوم ويصوره ويأخذ صورة كل يوم في العشر الأواخر من رمضان ويقارن بين هذه الصور فإذا به فعلا في يوم من الأيام تكون الشمس ضعيفة إذن فهذه علامة من العلامات التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونراها فإذا جئنا بعض الناس يقول لك هي آخر ليلة جمعة وترية فالجمعة يمكن أن يكون آخر وتر واحدا وعشرين والجمعة التي بعدها ثمانية وعشرين فتبقى واحد وعشرون هذه ليلتها هي ليلة
القدر قاعدة كذلك قد تكون الجمعة خمسة وعشرين قد تكون سبعة وعشرين تكون تسعة وعشرين، والمهم عندما تأتي آخر جمعة وتكون وترية، آخر جمعة وترية سواء جاء بعدها جمعة أم لا، فإن هذه هي ليلة القدر. عندما تتبع هذه القاعدة تجدها غير متوازنة مع التقاط الصور. عندما تتبع قاعدة السنوات الثماني يقول لك إن في ثماني سنوات تصنع دورة وأن هذه الدورة يمكن من خلالها أن نصطاد ليلة القدر ونعرف ليلة القدر قم فتجد هذه الصور مختلفة مع هذه القاعدة عندما تسير على أنها السابعة والعشرون تجد فيها اختلافا وعندما تسير على أنها الخامسة والعشرون تجد فيها اختلافا فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد جعلنا ندرك ليلة القدر أيضا بعد حصولها
حتى تظل في خفاء، هذا الخفاء يؤدي إلى استمرار العبادة بكل معانيها. معاني القواعد كثيرة، ولكن من وفق لليلة القدر فعليه أن يدعو بما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، فربنا عفو غفور، والعافية كلمة العافية هنا ففي عافية الأبدان وفي عافية القلوب وفي عافية الأرزاق وفي عافية كلمة شاملة كاملة
اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة يعني يمكن أن نكتبها وندعو الله بها يا عائشة إذا صادفت ليلة القدر فقولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني العفو إذا ما اللهم أدخلنا في دائرة العفو فهو دعاء جامع جميل نحصل به على الدنيا والآخرة، كلمات بسيطة يتعلق بها القلب تشمل كل شيء الصحة والأولاد والأرزاق والدين والدنيا والآخرة، والله سبحانه وتعالى لا يجعلنا ننسى نصيبنا من
الدنيا ولا يجعلنا ننسى نصيبنا من الآخرة، وكل عام وأنتم بخير وإلى لقاء آخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته