(مجالس الطيبين ) قيام وصيام ليلة النصف من شعبان | أ.د. على جمعة

(مجالس الطيبين )  قيام وصيام ليلة النصف من شعبان | أ.د. على جمعة - مجالس الطيبين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من حلقات مجالس الطيبين في هذه الحلقة نستمر في الإجابة على أسئلتكم التي تلقيناها والتي تمثل ما يشغل البال السؤال الأول كان حول هل يجوز إخراج القيمة عن زكاة الفطر في رمضان بدلا
من الحبوب التي ورد بشأنها النص الحقيقة أن هذا مذهب السادة الحنفية ومذهب كثير جدا من العلماء من التابعين ومن بعدهم، بعض الناس يظنون أن هذا مذهب الحنفية فقط وأن مذهب جماهير العلماء عكس ذلك، كلا، الحقيقة أن إخراج القيمة كان من شأن السلف الصالح وليس مذهب الحنفية وحسب، لو كان مذهبا للحنفية وحسب لفعلناه ولأفتينا به وكفى بالحنفية كمذهب معتمد عليه أكثر المسلمين من أهل السنة، يكفينا أنه يذهب إلى ذلك الأحناف عبر القرون، فيرى السادة الحنفية أن الواجب في صدقة الفطر نصف
صاع من القمح، أو من الدقيق الذي يصنع من هذا القمح، أو من الزبيب وهكذا، ويمكن أن نخرج بدلا منه ما ينفع من النقود من أوراق البنكنوت قيمة هذا نصف الصاع هذا نصف الصاع عن كل إنسان الصاع عبارة عن كيلوين ونصف كيلوين ونصف هذا الصاع وزنه بالضبط كيلوان وأربعة من عشرة الصاع هذا أربعة أمداد ربع الصاع يعني يسمى مدا ولذلك في حدود الستمائة غرام هذه هو عبارة عن المد نصف
الصاع أي كيلو ومائتا غرام هذا عند الحنفية ولذلك الشافعي يقول أخرج صاعا والحنفي يقول لك لا يكفي نصف صاع لا بأس عليه ولكن قيمة هذا المقدار هو الحد الأدنى لزكاة الفطر من العلماء وهذا أيضا بعض الشباب الذي يتعلق بأنه يريد أن يخرج حسنا تريد أن تخرج حبا لمن ستخرج حبا لمن يعني الفقير ماذا سيفعل بالقمح الذي أعطيته له بالليل مثلا إذا كان لا يملك الطاحونة التي يطحن بها ولا يملك الفرن الذي يخبز فيه ولا يملك أي إمكانيات فالذي يحدث أنني حتى لو أعطيته القمح فإنه يذهب مسكينا ليبيعه كي يحصل على الثلاثة
أربعة جنيهات التي تخرج منه، فلماذا هكذا هذه الخسارة؟ يعني أنا أشتري القيمة بخمسة جنيهات وأتركه هو يبيعها بثلاثة جنيهات، وإن وافق أحد على شرائها لأنه طبعا في هذا الموسم موسم العطاء الفطرة أو زكاة الفطر الناس لديها كثير من هذه الحبوب، فعندما يأتي ليعرضها في السوق تنخفض جدا بقانون العرض والطلب، لا نحن لا نفعل ذلك، نحن نخرج القيمة للفقير. بعض الناس يحب أن يطمئن فيقول حسنا غير أبي حنيفة من معنا؟ قل له ذهب جماعة من التابعين، انظر من البداية تماما يعني كذلك قبل أبي حنيفة منهم الحسن البصري، الحسن البصري هذا تربى في بيت سلمة الحسن البصري يروي
عن سيدنا علي، الحسن البصري بعض الناس تشكك في روايته عن سيدنا علي، فواحد ألف كتاب سماه القول الحسن في سماع الحسن، يعني الحسن البصري رأى سيدنا علي ورأى السيدة أم سلمة وروى عن الصحابة وكان من كبار الأتقياء الأنقياء العلماء، كان يذهب هذا المذهب فقال لا بأس أن تعطي الدراهم في زكاة الفطر، كلام واضح وجلي. الحسن البصري الذي هو قبل سيدنا أبي حنيفة يقول رضي الله تعالى عنه: لا بأس أن تعطي الدراهم، يبقى القيمة يعني في زكاة الفطر، لا بأس، افعل ذلك إذا كان هذا أنفع للفقير. ومنهم
أبو إسحاق السبيعي أبو إسحاق السبيعي هذا أيضا من القدماء قال زهير واحد من تلاميذهم سمعت أبا إسحاق يقول أدركتهم أدرك الصحابة ما هو أبو إسحاق السبيعي من التابعين أدركتهم وهم يعطون في صدقة الفطر الدراهم بقيمة الطعام هذا كلام هذا واضح أنه ليس أبو حنيفة فقط بل هذا كثير جدا من السلف الصالح وعمر عبد العزيز عمر بن عبد العزيز مات سنة مائة وواحدة، سيدنا أبو حنيفة مات سنة كم؟ مائة وخمسين، يعني عمر بن عبد العزيز تولى الخلافة سنة تسع وتسعين ومات سنة مائة وواحدة، جلس ثلاث سنوات في الخلافة وكان
من كبار الفقهاء المجتهدين، حتى سمي بالخليفة الراشد الخامس، إذن الخلفاء الراشدون الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وهؤلاء صحابة، ثم يأتي بعدهم في نهاية القرن عمر بن عبد العزيز مائة وواحد، مائة، ولكنه كان خامس الخلفاء الراشدين كما يقال عنه. عن وكيع، ووكيع هو وكيع بن الجراح أستاذ الشافعي، عن قرة قال: جاءنا كتاب عمر بن عبد العزيز في زكاة الفطر أرسل إليهم كتابا وهو الوالي على مكان معين فأرسل له كتابا: نصف صاع عن كل إنسان تخرج نصف الصاع عن كل بني آدم من الذين تحت
رعايتك وعنايتك ونفقتك أو قيمته نصف درهم أو قيمته نصف درهم كان النصف صاع بنصف درهم ويكون الصاع بدرهم فقال له يخرج هذا يخرج القيمة الخاصة به خيار خيرهم ما فكرة أبي حنيفة والشافعي وعمر بن عبد العزيز والصحابة الذين كانوا يفعلون ذلك وقضية الحسن البصري من أين جاؤوا بهذا الكلام أن هدف زكاة الفطر إغناء الفقير حسنا إذن أنا أغنيه ها هنا بأن أعطيه الذي يغنيه أو في هذا اليوم كان النبي صلى الله عليه وسلم في الفطر يقول أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم أعطوهم
حتى لا يسألوا لأنهم يريدون أن يشتروا شيئا جديدا للأولاد يريدون أن يفرحوهم يريدون أن يقوموا بشأن الطعام والأكل وما إلى ذلك من الملابس أعطوهم وكل هذه الآثار واحد يقول لي في مصنف ابن أبي شيبة، أبو بكر بن أبي شيبة ألف مصنفا جمع فيه كثيرا من أقوال الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، فسيدنا ابن أبي شيبة له مصنف، هذا المصنف مطبوع موجود طبع مرات عديدة، فتكون إذن هذه الأقوال المنسوبة إلى الحسن البصري المنسوبة إلى عمر بن عبد العزيز المنسوبة إلى إسحاق السبيعي المنسوبة إلى غيرهم من العلماء سنجدها مصنفة فيها
وجامعها ابن أبي شيبة رضي الله تعالى عنه في مصنفه وكذلك أجاز هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وأجازه النووي وأورد هذا النووي فالذي نختاره للفتوى هو جواز إخراج القيمة، نهاية الفتوى هي جواز إخراج القيمة لزكاة الفطر ويحددها مجمع البحوث. كل سنة وطبقا لقواعد معينة ثم يعلن هذه السنة كذا، وهذه السنة كذا، وهذه السنة خمسة جنيهات، وهذه السنة أربعة جنيهات حسب أسعار القمح فيعلن. حسنا أنا الآن قالوا إن أربعة جنيهات أو خمسة جنيهات أو ستة جنيهات طبقا لحسابات القمح، فهل يجوز
أن أخرج أكثر؟ نعم، هذا هو الأقل. شيء يخرجه ولكن واحد الله فتح عليه ويريد أن يخرج عن كل منفعة عنده مائة جنيه يخرج مائة جنيه عنده خمسة فيكون خمسمائة يعطيها للفقراء في حين أننا لو قلنا خمسة في خمسة بخمسة وعشرين جنيها هو يريد أن يخرج خمسمائة جنيه ألف جنيه فليكن وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، فلنفترض أن هذا الغني لم تكن لديه خشية من الله وأخرج الخمسة والعشرين فقط كما هو مطلوب منه، أفلا يحاسب يوم القيامة؟ لقد فعل فعلا غير صحيح إلى حد ما بأنه لم يخرج بقدر ما أعطاه الله له، ولكن بالرغم من هكذا ما دام التزم بالحد الأدنى فهذا مثل الآية، الشخص الذي يكون لديه صحة يصلي الفريضة فقط وانتهى،
الله لن يحاسبه على السنن مثلا، يصوم رمضان فقط، وكما يقول سيدنا البوصيري "ولم أصل سوى فرض ولم أصم" يعني أنا مقصر يا ربي وأنا بالكاد أؤدي فرض الصلاة. والصيام هو الذي أنا متمسك به فقط، ربنا لا يحاسبه، وكذلك هذا الغني الذي معه مليارات ويخرج الخمسة والعشرين جنيها لأن عنده خمسة تحت رعايته لا يضره شيء، ولكن لو أحب أن يخرج خمسة آلاف أيضا يقبل إن شاء الله ولا يضره شيء. سؤال آخر عن حكم الصلاة والدعاء ليلة من شعبان والصيام نهارها ليلة النصف من شعبان هل وهي ليلة مباركة نقوم ليلها ونصوم نهارها الحقيقة
أن هناك أحاديث واردة في فضل ليلة النصف من شعبان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نائمين في الفراش قامت بتلمس هكذا بجانبها لم تجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أي قالت أين ذهب الله فخرجت تطلبه خرجت خارج البيت بالليل قلقت عليه قلقت عليه أين ذهب رأته في المسجد لم تجده فإذا هو بالبقيع البقيع بجوار الحجرات نظرت هكذا وجدت خيال سيدنا رسول الله من بعيد هكذا فرحت إليه عند البقيع رافعا
رأسه إلى السماء فوجدته عند البقيع وهو رافع رأسه فقال يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله فقلت وما ذاك ولكنني ظننت أنك أتيت بعض نسائك يعني أنا كنت خائفة تمزح معه في ود ورحمة وأنا والله ظننت أنك ذهبت إلى إحدى نسائك رسول الله فوجدته يدعو عند البقيع فقال إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وهذه قبيلة مشهورة بعدد أغنامها
عندها غنم كثيرة جدا قوم ربنا يغفر للناس في هذه الليلة هذا الحديث يبقى إذا هذه ليلة مباركة فيها يفرق كل أمر حكيم وهي ليلة من الليالي التي فيها منح ربانية وبعد الفاصل نكمل هذا المعنى بسم الله الرحمن الرحيم في حديث عائشة التي تصف ليلة النصف من شعبان على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما سمعت منه حيث يقول إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم قبيلة كلب
لها غنم كثير، هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجه والإمام أحمد في مسنده ويبين فضل ليلة النصف من شعبان وأنها ليلة فيها مغفرة وفيها استجابة للدعاء، وعن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه وأرضاه معاذ بن جبل من أساطير العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا المشرك أو المشاحن،
رواه الطبراني وصححه ابن حبان. في هذا الحديث حديث عجيب غريب، أي كان الله سبحانه وتعالى يتجلى بواسع فضله على عباده جميعا بالرحمة والمغفرة وبدء صفحة جديدة مع الله سبحانه وتعالى وهو يعطينا الفرصة تلو الفرصة فيقول إن الله يطلع في ليلة النصف من شعبان إلى جميع خلقه فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك فإنه لا
يغفر له لأن المشرك في الحقيقة قد أفسد الدنيا أي أفسد الدنيا المشرك أو المشاحن، والمشاحن يعني بينه وبين إخوانه شحناء وبغضاء وجدل وخصام وصدام، يعني هو موجود من أجل هذا الصدام، لا توجد فيه مسامحة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "رحم الله امرأ سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا تقاضى"، ينبغي أن تكون عنده مسامحة، ولكن بعض الناس عندهم من العنف ما الله يا بني، السماحة والكرم، ويريدون أن يدخلوا دائما في نزاع وفي خصام وفي مشاحنة، هذه أخلاق لا يرضى
عنها الله سبحانه وتعالى. إذا هناك صفتان حذر منهما المصطفى صلى الله عليه وسلم، أولاهما الشرك والثانية المشاحنة والبغضاء، وهناك ما ورد عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي عليه وسلم قال إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ألا مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى
يطلع الفجر رواه ابن ماجه فهناك روايات أخرى أيضا أن الله سبحانه وتعالى يغفر في هذا اليوم إلا لمدمن الخمر، إذا فهناك صفة بالإضافة إلى الشرك والتي الشحناء هي قضية مدمن الخمر. في حديث علي رضي الله تعالى عنه أوضح لنا الوظائف التي يمكن أن نفعلها في النصف من شعبان، هذه الوظائف تتمثل في أولا أن نصوم يومها، ويومها معناه اليوم السابق لها وهو يوم اليوم
التالي لها يعني هو يوم الخامس عشر إن نصوم يومها لأن الليل سابق على اليوم نقوم ليلها ثم إذا أذن الفجر يؤذن هذا الفجر فجر الخامس عشر ونحن في الصيام يبقى إذن هي ليلة الخامس عشر هي الليلة التي تبدأ بغروب شمس الرابع عشر لأن دخلت ليلة النصف من شعبان غدا خمسة عشر سنقوم ليلتها أولا ثم عندما نصبح في الصباح نكون صائمين فنصوم يوم خمسة عشر الليل قبل النهار فقوموا ليلتها وصوموا يومها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا وعلى ذلك فنزول الرب
سبحانه وتعالى ينزل في ثلث الليل الأخير هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه، هل من مبتلى فأعافيه، هل كذا وكذا إلى طلوع الفجر من رحمة ربنا. كل عام وأنتم بخير وإلى لقاء آخر، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شكرا