مداخلة فضيلة أ.د علي جمعة في الملتقى العالمي لعلماء أهل السنة والجماعة لعام 2022

مداخلة فضيلة أ.د علي جمعة في الملتقى العالمي لعلماء أهل السنة والجماعة لعام 2022 - ندوات ومحاضرات
شكراً كثيراً لك يا فضيلة الدكتور. أستأذن
من حضرتكم أن أوضح للمشاهدين لهذا البرنامج نبذة تاريخية عن حياتكم. (يبدو أن هناك كلمات غير واضحة في النص الأصلي) الشيخ البروفيسور الدكتور علي جمعة محمد بن عبد الوهاب. مبارك ولادته في مصر، ومفتي مصر السابق، تولى الفتوى في دار الإفتاء. المصرية مغنطيشن، الشيخ أحمد طيب هو مفتي منذ سنة ثمانمئة وثمانية عشر إلى عام ألف وتسعمئة وثلاثين. تفضل يا فضيلة الشيخ، بمناسبة هذا الملتقى، معنا موضوع يحتاج إلى التوضيح والبيان، ألا وهو موضوع "جامعة الأزهر أساس قوة عقيدة الأمة: دراسة مقارنة بين الأشاعرة والماتريدية
وبين الوهابية". تفضل. يا فضيلة الشيخ، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أحييكم بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأقدم الشكر للمنظمين لهذا اللقاء عبر هذه الوسيلة لنلتقي سوياً على الخير، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتنا. جميعًا يوم القيامة وأن ينفع به المسلمين يا رب العالمين آمين. الأزهر عبر
تاريخه يُدرِّس مذهب أهل السنة والجماعة، وهو هذا المذهب الذي عليه جماهير أمة الإسلام والحمد لله رب العالمين. هذا المذهب الذي عليه الإمام البيهقي والإمام العز بن عبد السلام والإمام النووي والإمام الرافعي والإمام ابن حجر. العسقلاني وابن حجر الهيتمي والإمام الرملي، وكل أئمة الإسلام: الإمام الجويني، الإمام الغزالي، كل هؤلاء على مذهب الأشاعرة وعلى مذهب أبي منصور الماتريدي، وهما لا
يختلفان إلا في بعض المسائل القليلة جداً، فالخلاف الحقيقي بينهما لا يتجاوز ثماني مسائل من أكثر من ألف وخمسمائة مسألة في العقيدة، ولذلك عُدَّ... الأشاعرة والماتريدية كالشيء الواحد والخلاف بينهما يحدث في مذهب واحد، ولكن هناك من أراد أن يفهم النصوص فهماً مخالفاً لما عليه الأمة، وهؤلاء سُموا مرة بالمجسمة ومرة بالمشبهة ومرة بالمعطلة، وسُموا بأسماء كثيرة تخالف منهج أهل السنة والجماعة. الأزهر تمسك بما عليه
العلماء الذين درسوا اللغة العربية واختاروا. منها ما يستطيعون به أن يفسروا النصوص تفسيراً واضحاً جلياً، تفسيراً يتوافق مع العقل ومع النقل، تفسيراً نستطيع به أن نجيب على جميع أسئلة العالمين من الفلسفات والأديان والمذاهب الأخلاقية المختلفة التي تشيع في الأرض، ابتغاء الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وابتغاء إزالة الحيرة عن الناس، وابتغاء توضيح مراد الله. سبحانه وتعالى توضيح مراد الله سبحانه وتعالى من العالمين ومن عبادته
ومن عمارة الكون ومن تزكية النفس ومن كل ذلك، فهذا المذهب مذهب علمي ومذهب واقعي ومذهب يجيب على جميع الأسئلة سواء الأسئلة الكلية أو الأسئلة الجزئية، وبذلك استطاع الأزهر أن يسهم في تكوين الروح الدينية الوسطية واستطاع أن يكون. هو المنبر الأول في انتشار الدين الإسلامي في ربوع العالم، واستطاع أن يكون حصناً للأمة من الأفكار المنحرفة، واستطاع أن يحمي الدين والحمد لله رب العالمين، وأن يكون
كل ذلك في سلسلة مباركة ممتدة إلى العلماء الأجلاء، ثم إلى الصحابة الكرام، فإلى سيدنا صلى الله عليه وسلم، فإلى سيدنا صلى. الله عليه وآله وسلم، هذا هو ما عليه الأزهر فعلاً الآن. ظهرت جماعة أنكروا المجاز في اللغة وأرادوا حمل النصوص على ظاهرها، وأصبحت مسائل الصفات الخبرية مشكلة عندهم. ومالوا إلى عدم الالتزام بالمذاهب الفقهية، ومالوا إلى الأخذ من القرآن والحديث من
غير الرجوع إلى كلام الأئمة، ومالوا إلى الاختيار الفقهي الذي يوافق أهواءهم. وليس الذي يوافق تحقيق المقاصد الشرعية والمصالح المرعية والمآلات المعتمدة المعتبرة هؤلاء الناس الذين ضلوا وأضلوا وسموا أنفسهم بالسلفية، ونحن نقر بما عليه الأشاعرة والماتريدية، ونقر باتخاذ المذاهب الفقهية، ونقر بأن عقيدة التوحيد الخالص هي عقيدة المسلمين، ونقر بما عليه أعلام الأمة ونقلة الكتاب
والسنة في خدمة دين الله سبحانه وتعالى. وذلك على النحو الثاني، أولاً في باب العقيدة: "الرحمن على العرش استوى"، كيف نفهم هذه الكلمة؟ وكلمة "استوى" لها أكثر من معنى في لغة العرب، حتى عدّوا لها خمسة عشر معنى في لغة العرب، منها: جلس، ومنها: قعد، ومنها: قفز، ومنها: استولى، ومنها: قهر، ومنها: نضج، وهكذا. المنهج
الأشعري أن... نختار من هذه المعاني معنى يليق بجلال الله سبحانه وتعالى. ربنا سبحانه وتعالى وصف نفسه في القرآن الكريم بنحو مائة وخمسين صفة، ووصفه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأكثر من مائة وستين صفة، وهذه الصفات عند جمعها تربو على مائتين وأربعين صفة. هذه الصفات له سبحانه وتعالى ذكرها لنا. من أجل أن نعرفه حتى إذا ما عرفناه ذكرناه، وإذا ما ذكرناه عبدناه عن يقين وعن علم، وهذا هو مراد الله سبحانه وتعالى.
هذه الصفات وضَّحها ربنا سبحانه وتعالى بأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ووضَّح ربنا سبحانه وتعالى وقال: ﴿لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار﴾، وعندما طلب كليم. عندما سأل موسى الله أن يراه، قال له: "لن تراني". الله سبحانه وتعالى وضّح لنا كل هذا وجعل الأمر واضحاً أن الرب رب والعبد عبد، وهناك فارق بين المخلوق والخالق. إذاً فلا بد أن نفهم صفات الله سبحانه وتعالى بأنه مخالف
للمخلوقات، وأن كلما خطر على بالك فالله بخلاف ذلك، ومن هنا يأتي... الأشاعرة واقفون عند ذلك النص على طريقين: إما أن يفوضوا معناه وينكروا ظاهره فيقولون: الاستواء هنا لا يمكن أن يكون معناه الجلوس، لأن الجلوس من صفات الأجسام، والله سبحانه وتعالى منزه عن الجسمية ومنزه عن العرضية، إذًا فهذا الإله استوى معناها نفوضه له سبحانه وتعالى. فإذا كان المقابل السامع لا... يرضى بهذا التفويض ويقول: "أريد أن أعرف ما معنى
الاستواء". فيقول له: "استوى أي استولى وقهر، فالله سبحانه وتعالى هو القاهر فوق عباده". ولذلك الاستواء معناها القهر. قال للسماء والأرض: "ائتيا طوعا أو كرها". قالتا: "أتينا طائعين". فهو سبحانه وتعالى استوى على العرش أي استولى عليه قهرا. لقد استوى بشر. على العراق من غير سيف أو دم مهراقِ، فهذا البيت يدل على أن الشاعر استعمل كلمة "استوى" بمعنى "استولى". استولى بِشْر على العراق من غير حرب
ومن غير دم مُهراق. الآخرون من أولئك المشبهة يصرون على أنه بمعنى جلس، ونقول لهم: أبداً، هو بمعنى استولى. فيقولون: وهل هناك من ينازع ربنا؟ سبحانه وتعالى حتى يقهره، هذا نصف كلام ربنا "ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين"، "الرحمن على العرش استوى" يعني استولى وقهر، وهذا وصف الله به نفسه في شأن السماء والأرض. هذا منهج الأشاعرة، وكل نص أوهم تشبيهًا
أوَّله بأن تقول استولى، أو فوّض بأن تقف بتأويل إجمالي أو فوّض. ورم تنزيهاً، وهذا كلام الجوهرة للقادر الذي يعبر عن الأشاعرة الأكارم، والذي شرحه شيخ الإسلام في شرح الجوهرة البرهان إبراهيم الباجوري شيخ الجامع الأزهر في منتصف القرن التاسع عشر، توفي سنة ألف ومائتين وسبعة وسبعين هجرياً، أي في أواسط أو بعد الثلث الأخير من القرن الثالث عشر الهجري، إذاً
هؤلاء الناس. ينكرون كل ما عليه الأئمة دفاعًا عن الدين وشرحًا له ويتمسكون بأمور يلزم منها قطعًا تجسيم الله، وهذا أمر مردود عليهم ونرفضه لأنه يترتب عليه سوء اعتقاد، ويترتب عليه أمر آخر وهو الفتنة بين المسلمين وعدم احترام العلماء. وكل أهل البدعة عبر القرون إما أن يشككوا في المصادر وإما أن... التشكيك في العلماء، ولذلك فمن يفعل ذلك فهو مبتدع. هذا مثال نأخذه في قضية
"يد الله فوق أيديهم" و"ولتصنع على عيني" إلى آخر تلك الصفات الخبرية التي تصوروا أن الله سبحانه وتعالى فيها كالبشر، حتى قال قائلهم إن الفرق بين صفات الله وصفات المخلوقين كالفرق بين لبن الدنيا ولبن الآخرة. وهذه مصيبة كبرى لأن لبن الدنيا مخلوق، ولبن الآخرة وإن كانوا أتوا به متشابهاً وأنه مختلف في صفاته وطعمه، مخلوق أيضاً. فهذا تشبيه مخلوق بمخلوق، قاس عليه أن يشبه الخالق بالمخلوق
والعياذ بالله تعالى. وهذا منهج يؤدي إلى مصائب في العقيدة وفي الفقه وفي الأخلاق، ومن هنا استدرجوا إلى تكفير. استُدرج المسلمون إلى القول بأن هناك ما يُسمى بتوحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الصفات، حتى يكون ذلك مدخلاً يستطيعون معه تكفير المسلمين. عفواً، إذا هذا هو الحاصل في باب العقيدة. وفي باب الفقه أيضاً، الأزهر مبني على دراسة المذاهب لأن كل مذهب له كتبه
المعتمدة وله درجات مختلفة. من المستويات ولكل مذهب المصطلحات الخاصة به وله القواعد الفقهية الضابطة له وله المعتمد والأقل اعتمادًا سواء في الكتب أو في الاصطلاح أو في الأحكام إلى غير ذلك. إذًا علينا أن نعلم أن التمذهب إنما هو شأن الدراسة، يجب علينا حينما نتعلم وحتى نتعلم تعلمًا صحيحًا يجب... علينا أن نتخذ مذهباً، لكن بعد ذلك نرى هؤلاء، كل جيل منهم
ينكر على من كان قبله ويبتعد شيئاً فشيئاً. أجدادهم وأسلافهم كانوا يتمسكون بالمذهب، والآن هم ينكرون المذهبية ويأخذون ما يحلو لهم دون دراسة ودون قواعد للاختيار الفقهي. ونحن على غير ذلك، نحن نقول حتى لو أخذنا من الفقهاء. جميعاً حتى نواجه العصر الذي نعيش فيه ونحقق مقاصد الشرع فلا بد من ضوابط الاختيار الفقهي. وضوابط الاختيار الفقهي نص عليها السلف الصالح والحمد لله رب العالمين. فالأزهر يتمسك بالمذهبية على المذاهب
الأربعة. هناك نحو خمس وثمانين مجتهداً في الإسلام عبر التاريخ منقولة مذاهبهم في الكتب في أكثر من مليون. مائتا ألف فرع فقهي، هذا التراث الضخم شاع منه ثمانية: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والجعفرية والزيدية والإباضية والظاهرية، ونُقلت إلينا مذاهبهم وكتبهم إلى عصرنا هذا، لكن كثيراً من الأئمة كما قال الإمام الشافعي في شأن الليث: كان أعلم من مالك إلا أن أصحابه ضيَّعوه. في الأزهر
يدرسون كل هؤلاء لكن على... سبيل التخصص فهناك شافعي، ومالكي، وحنفي، وهناك قليل جداً من الحنابلة من أهل السنة والجماعة. أيضاً في شأن الفقه لم يقف الأزهر جامداً، بل درس الواقع وعرف أن الإفتاء يحتاج إلى دراسة النص الشرعي سواء النص المقدس أو النص الاجتهادي. النص المقدس: القرآن والسنة، والنص الاجتهادي: نتاج الأئمة ودراسة الواقع. ووضع ضوابط لدراسته ودرس كيف نُوقِع
هذا المطلق في النص الشرعي على ذلك الواقع الذي ندرسه مراعياً في ذلك المقاصد الشرعية والمصالح المرعية والمآلات المعتبرة وإجماع الأمة الذي هو هوية الإسلام واللغة العربية التي بها التفسير وبها الفهم، وهو منهج علمي منضبط لا يعرفه هؤلاء الذين عندما تطوروا تطوروا إلى الجماعات. الإرهابية وتطوروا إلى الفساد في الأرض وتطوروا إلى تلويث أيديهم بالدماء المحرمة وتطوروا إلى أن يكونوا ممن وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخوارج وقال الخوارج كلاب أهل النار. كنت وأنا صغير أتعجب من هذا الوصف. الخوارج
لما سألوا علياً رضي الله تعالى عنه عنهم أكفار هم؟ قال هم... مسلمون، فكيف المسلم يكون هكذا؟ وعندما اصطدمنا بهؤلاء عرفنا أنهم يدعون إلى ما يشبه الدين الجديد، ولذلك يستعملون الإسلام في غير مراد الإسلام، وهنا تكمن خطورتهم، ويكونون أقرب ما يكونون إلى النفاق. إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار. الأمر خطير ولا بد من التمسك بما عليه علماء الأمة عبر... القرون الأمر الثالث هو الأخلاق، هو مرتبة الإحسان التي جاء جبريل عليه السلام ليعلمها
الأمة. ما الإيمان؟ ما الإسلام؟ ما الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك". وهنا رأينا الأمة قد قامت وحفظت هذا الجانب فيما أسموه بالتصوف أو بعلم الأخلاق وكتب فيه الإمام. الغزالي كتابه الماتع إحياء علوم الدين الذي قسمه على أربعة أقسام: العبادات والمعاملات والمهلكات والمنجيات. وكتب فيه القشيري الرسالة الماتعة التي ضبط فيها مصطلح هذا الجانب من الجوانب، ثم بعد ذلك كتب فيها كثيرون وتقدم وتصدر بها كثيرون. وكان العز بن عبد السلام سلطان العلماء كان يظن في هذه الطائفة. إنها تتكلم
بغير علم حتى التقى بالسهروردي والتقى بأبي الحسن الشاذلي، فكتب في التصوف وعرف أنه حقيقة الدين وأنه جانب الإحسان فيه، وأنه هو المقصد الأعلى في هذا الجانب، لأنه يدعو الناس إلى الخشوع في الصلاة وإلى الذكر وإلى الفكر كما أمر الله سبحانه وتعالى، ومن هنا نرى أن الأزهر الشريف تبنى هذا الجانب في مجال الإحسان واعتمد علم التصوف واعتمده منهاجاً وطريقاً نصل به إلى الله سبحانه وتعالى، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار، من مجموع
ذلك يتبين أن المنهج الأزهري الأشعري المذهبي. يخالف الصوفي ما عليه النابتة المبتدعة الذين ينكرون اتباع المذاهب الفقهية وينكرون تقليدها، والذين يفتون بغير علم وبسرعة عجيبة، يظن أحدهم أنه قد تعلم وأنه قد قرأ مغني المحتاج أو المغني لابن قدامة في شهر، وأنه يتصدر بذلك للفتوى، ولا يعلم أنه يورد الناس ونفسه المهالك في هذا. في المنهج الأزهري حددوا مفهوم... البدعة ومفهوم البدعة: من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس منه فإنه يُردّ. فإذا كان الحدث ليس من الدين في شيء فإنه يكون بدعة، أما إذا كان من الدين ولخدمة الدين فلا يكون بدعة. ولذلك اخترع المسلمون أشياء من أجل تطبيق الدين كالمنبر العالي وكالمحراب وكفرش المساجد بالسجاد وخلع النعال، والنبي صلى الله عليه وسلم... الله عليه وسلم لم يكن يفرش مسجده وكان يصلي في نعاله لأنه كان يصلي على الحصباء ونحو ذلك كثيراً جداً، لكنهم يبتدعون كل شيء ثم بعد ذلك إذا ثقل عليهم تركوه، حتى أنهم حرَّموا
في عصر من العصور استعمال الملاعق واستعمال أدوات الطعام، إلى نحو هذا الهراء والحمق في الفقه. مفهوم البدعة في الإسلام لدينا هو أنه يُحدِث ما ليس من الشريعة. فإذا كان المُحدَث كالطائرات وكالأشياء المماثلة وعالم ضبط المواقيت والاتصالات والمواصلات، فليست ببدعة منهي عنها، وإنما هي تساعد على تطبيق الدين. رأيناهم وهم يحرمون التوسل بالنبي والعياذ بالله تعالى، وهذا أمر عجيب، فالأئمة على خلافه، فإن النبي صلى الله. عليه وسلم قال: "اللهم إني أسألك بحقي وحق
النبيين من قبلي، اغفر لأمي فاطمة". والنبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه الضرير علّمه أن يذهب فيتوضأ ويصلي ركعتين ويقول: "اللهم إني أستشفع بك بمحمد، يا محمد إني أستشفع بك إلى ربي، اللهم رد علي بصري"، فرد الله عليه بصره. والأدلة... الكثيرة مستورة في كتب العلماء وهذا نوع من أنواع المشاكسة والشغب الذي يتخذونه مع المسلمين. يحرمون الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي عندما سُئل عن صيام يوم الاثنين قال: "هذا يوم ولدت فيه". والفرحة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم كانت سببًا
في التخفيف عن أبي لهب الكافر. في النار كما في حديث العباس أخرجه الإمام البخاري قال أن أحداً من أهله من أهل العباس وهو أخوه أن العباس رأى أخاه أبا لهب وسأله ماذا فعل الله به قال يُخَفَّفُ عني كل يوم اثنين بعتقي لثويبة التي أعتقتها عندما سمعت بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. كذلك عندهم اضطراب كبير في قضية توحيد الألوهية والربوبية والصفات وهو كلام لم يقله العلماء بل ابتدعه ابن تيمية غفر الله له. هم في الحقيقة
العائق الأكبر والحقيقي لتقدم المسلمين ولتجديد الخطاب الديني. يخلقون الصدام من غير أي إثم عندهم ولا تأثم بالرغم من أنه من أكبر الكبائر. نسأل الله سبحانه. وتعالى أن يهديهم إلى سواء السبيل وأن يرجعهم إلى أهل السنة والجماعة إنه على ذلك قدير، وندعو الله سبحانه وتعالى أن ينفع بتلك الكلمات وأن نجعلها ديدناً لنا وأن يُبقي لنا علماء الأزهر الشريف في نقل العلم بصورة لافتة للنظر لمن بعدنا. اللهم آمين، وصلاة وسلام على المرسلين والحمد لله.
رَبِّ العالمين