مسند الإمام علي بن أبي طالب | مسانيد الإمام أحمد بن حنبل | برنامج مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة

مسند الإمام علي بن أبي طالب | مسانيد الإمام أحمد بن حنبل | برنامج مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة - مسند الإمام أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاه و السلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الأخوه المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات فى كل مكان السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات مجالس الطيبين مع مسند الإمام أحمد مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يروون إلينا ويسمعون ونسمع منهم ما قاله
رسول الله صلى الله عليه وسلم نتعلم منه الهدى مع مسند الإمام علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وكان الإمام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين، وُلد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم كان لعلي عشر سنوات، فصدّق بالنبي، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ماتت أمه. وهو ابن ست سنوات توفي عبد المطلب جده، وهو ابن ثماني سنوات فأخذه كبير العائلة أبو طالب وتربى عنده إلى أن استقل
بنفسه وتزوج السيدة خديجة إلى آخر قصة المصطفى صلى الله عليه وسلم، لكنه رأى أن أبا طالب قد ضاق به الحال فأخذ علياً من أجل أن ينشأ ويتربى. معه ويتحمل تكلفته جزاءً وفاقاً لما فعله أبو طالب في النبي من حسن تربية وحسن الحماية وحسن الرعاية والعناية. سيدنا النبي أخذ علياً فتربى في بيته. بعد ذلك بُعِثَ النبي، وعلي منبهر بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم، يعلم صدقه و أمانته في الظاهر وفي الباطن، يعلم حسن خلقه، ولذلك
فإنه كان أولُ مَن أسلمَ أَسلمَ قبلَ أبي بكر بل وأسلمَ مع خديجة. أسلمَ عليٌّ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فقد كان في بيته. ويروي أحد الصحابة واسمه عفيف أنه كانت بينه وبين العباس تجارة، فجاء فوجد أن رجلاً قد خرج من خبائه، من خيمةٍ هكذا، ثم خرجت امرأة. خلفه فوقفت خلفه ثم خرج صبي فوقف عن يمينه ورآهم يؤدون هكذا حركات فقال للعباس: "ما هذا؟ ما الذي يحدث هنا؟" قال: "هذا محمد بن أخي يزعم أنه
قد نُبِّئ، وهذه خديجة زوجته، وهذا علي بن أبي طالب ابن أخي أبي طالب صدَّقه على دينه". قال عفيف: فوددت لو أسلمت ذلك اليوم فأكون أول من أسلم من الرجال، أي إن أبا بكر لم يسلم بعد، وهذا يدل على أن الصلاة كانت قديمة وأنها كانت مع البعثة، وأنها عُلِّمت للنبي صلى الله عليه وسلم ابتداءً، كما تقول عائشة رضي الله تعالى عنها: كانت الصلاة ركعتين في الغداة وركعتين في العشاء، ركعتين. الصبح وركعتين بالليل لغاية الإسراء والمعراج حيث فرضت الصلوات الخمس التي أكرمنا الله بها وأكرم الأمة الإسلامية بها. علي بن أبي طالب إذاً عند الهجرة
كان عمره ثلاثة وعشرين سنة عندما تزوج السيدة فاطمة، يعني كان قد دخل في الرابعة والعشرين من عمره. علي بن أبي طالب آخي النبي صلى الله عليه. وسلم بين المهاجرين والأنصار في المدينة فبقي هو وعلي فآخى علياً. قال: علي أخي. سيدنا علي أخذ الخلافة رابعاً وتولاها سنة خمس وثلاثين بعدما قُتِل سيدنا عثمان بن عفان، ثم قُتِل غدراً شهيداً له أجر الشهيد إن شاء الله تعالى سنة أربعين من الهجرة. سيدنا علي كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أنا مدينة العلم وعلي بابها" وهو حديث نصححه الشيخ أحمد بن الصديق
الغماري، وكان يصحح هذا الحديث وألف فيه كتاباً لتصحيحه. سيدنا علي وردت في فضله أحاديث أكثر مما ورد في فضائل الصحابة. الإمام أحمد بن حنبل صاحب المسند الذي نقرأ معكم فيه ألف كتاباً أسماه فضائل الصحابة طُبع في مجلدين كبيرين، نصفه في سيدنا علي والنصف الثاني في سائر الصحابة: سيدنا أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف. كل الصحابة لهم فضائل، والنبي عليه الصلاة والسلام مدحهم وما إلى ذلك، لكن سيدنا علي شيء عظيم جداً (بحر كبير جداً). ورد عنه أنه قال: "أنا أستطيع أن أفسر". الفاتحة في كتب
تحملها سبعون جملاً، أي حمل سبعين بعيراً. حمل سبعين بعيراً يعني كتباً تُحمل على سبعين جملاً، الفاتحة فقط. كان من كبار الفرسان والنبلاء رضي الله تعالى عنه، ولذلك نجد الإمام أحمد بن حنبل في مسند علي بن أبي طالب. نحن هناك في أبو بكر خرج له سبعة وسبعين حديثاً في عمر مائتين وتسعين حديثاً، يعني أمور في عثمان مائة وستين من اثنين وستين حديثاً. في هذه الحدود أكثرنا (رواية) عمر، إذ يبلغ ثلاثمائة حديث الا عشرة فنأتي إلى علي بن أبي طالب بسبعمائة وثمانية وسبعين حديثاً، إذ
هو متفرد في هذا الشأن سيدنا علي بن أبي طالب. نقرأ بعض الأحاديث التي أوردها الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه في السند: حدثنا أبو إسحاق عن الحارث عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عوّذ مريضاً - بالذال في الرواية هنا - قال: "اذهب البأس رب الناس، اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقما". هذه هي الرقية التي استخدمها سيدنا النبي، وهذا هو الدعاء الذي كان يدعو
به سيدنا النبي. ولذلك مَن يستطيع منكم الآن أن يقوم ويُحضر ورقة وقلماً ليكتبها ويحفظها، لأنها قصيرة وجميلة أي يمكن حفظها بسهولة. "اذهب البأس، البأس الذي هو المرض، اذهب البأس رب الناس"، أي يا رب الناس، "اذهب البأس رب الناس اشفِ". أنتَ الشافي اشفِ، أنتَ الشافي. تُكتبُ "اشفِ" بألفٍ وشينٍ وفاءٍ، والفاءُ عليها كسرٌ، وليس فيها ياء لأنها فعلُ أمرٍ فنضعُ عليها كسراً. اشفِ أنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك. هل يوجد أحدٌ يستطيعُ الشفاءَ إلا أنت؟ نحنُ نذهبُ إلى الطبيبِ من قبيلِ الأسبابِ، ونحنُ نتناولُ الدواءَ من قبيلِ الأسبابِ، لا بُدَّ. نفعل هكذا، ربنا أمرنا بذلك، وعندما
حكم عليّ بالمرض، فهذا يعني أنه حكم عليّ أن أذهب إلى الطبيب، وحكم عليّ أن آخذ الدواء، لكن الشفاء - وإذا مرضت فهو يشفين الشفاء من عند الله لسبب بسيط وهو أن المرض من عند الله، فلا يكون في كونه إلا ما أراد. اشفِ أنت الشافي. لا شفاءَ إلا شفاؤُك، يَشفي، أي شفاءٌ لا يُغادر سَقَماً. السَّقَم هو الضعف الذي ينتج عند الإنسان من قضية المرض، فيقول له: يا رب اشفِ هذا المريض، وما من شفاءٍ إلا شفاؤك. يُعَلِّمُنا كيف نخاطب ربنا. شفاءٌ لا يُغادر سَقَماً. نقوم منه كمن
كانوا قائمين من عِقال، نجري هكذا. لدينا نشاط وهذا من فضل الله علينا أن كتب علينا المرض ولكنه أيضاً كتب الشفاء، ولذلك كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: "ما خلق الله داءً إلا خلق له الدواء" إلا الهرم (الشيخوخة)، فهذه قدر يتهيأ فيها الإنسان، وهي نذير يرسله الله إلى الإنسان من أجل أن يستعد. للقاء ربه، ولذلك لا يوجد شيء اسمه إكسير الحياة سيعيد لي الشباب أو ما شابه ذلك. نقولها مرة أخرى، ربما أحضرت شيئاً تكتبونه: "أذهب البأس، رب الناس، اشف أنت الشافي،
لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً". إلى لقاء آخر، نستودعكم الله، والسلام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.