مسند العباس بن عبد المطلب | مسانيد الإمام أحمد بن حنبل | برنامج مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات مجالس الطيبين مع مسند الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وفي هذه اللحظات التي نعيش
سويًا فيها نعيش مع حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم. العباس كان من بني هاشم، وقف كثيرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم يوم بدر ورجع يعيش في مكة للمصالح التي كان يقودها هناك وكان كان العباس يملك تمويلاً وكان يمول التجارة بالربا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم منه ذلك بعد بدر. كانت غزوة بدر في السنة الثانية من
الهجرة. ظل العباس في مكة مسلماً إلى يوم الفتح، وكان الفتح في السنة الثامنة وكان في رمضان أيضاً. كانت غزوة بدر في رمضان، في والفتح كان في العشرين من رمضان سنة ثمانية. سيدنا العباس عندما صارت مكة دار إسلام ودخلت في الإسلام، أصبح الربا عليه حرام. ولذلك قال: "إني أضع تحت قدمي هذا"، النبي يقول هكذا: "ربا الجاهلية"، "وأول ما أضعوا ربا العباس عمي"، بدأ بعمه. "لكم رؤوس أموالكم لا تَظلِمون ولا تُظلَمون". انظروا التي على الناس تردها لك
لكن من غير زيادة لأن هذه الزيادة تضر بالفقير. عندما كان وسيط التبادل الذهب والفضة، العباس رضي الله تعالى عنه استجاب فوراً وترك الأموال الزائدة التي هي ربا يمحقها الله سبحانه وتعالى، تركها وحصل على رؤوس أمواله. كان العباس غنياً بعد الفتح وإسلام مكة، ثم إلى المدينة هاجر العباس إلى المدينة هو وزوجته أم الفضل لبابة الكبرى ومعه ابنه عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه الذي سماه رسول الله حبر
الأمة، اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. عبد الله بن عباس أصبح من كبار العلماء لدعوة النبي، ولما مات النبي كان عبد الله. ابن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر كانوا في سن العاشرة، ولذلك يروي ابن عباس كثيراً أنه كان يلعب مع الصبيان، وكنا نعرف انصرافهم من الصلاة بالتكبير، يعني هو يلعب مع الصبيان في الشارع والناس تصلي من كبار الصحابة، وبعد ذلك يعرف الأولاد أن الصلاة انتهت كيف. أختم الصلاة بالتكبير. بعض الناس الآن يقولون: "لا، هذا التكبير في السر". لا، لقد أخرجه مسلم أن تكبير الصحابة كان بالجهر وبالصوت المرتفع لدرجة
أن الأولاد في الشارع يسمعون الصحابة. كنا نعلم انصرافهم من الصلاة بالتكبير. سيدنا العباس كان ممن حضر جهاز النبي صلى الله عليه وسلم، جهاز النبي. نعني به أنه يوم وفاته حضر غسله وكفنه وحضر دفنه صلى الله عليه وسلم العباس وعلي بن أبي طالب، كانوا بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى. سيدنا العباس يروي له أيضًا الإمام أحمد بن حنبل فيما أسماه مسند بني هاشم مسند.
بنو هاشم، فيُروى من الحديث رقم ألف وسبع مئة وثمانية وثمانين إلى الحديث رقم ألف وثمان مئة وخمسة عشر، أي سبعة وثلاثين حديثاً تقريباً. إذن هذه أيضاً لافتة للنظر أن عم النبي صلى الله عليه وسلم التقي النقي الذي دافع عنه منذ أول يوم في البعثة والذي شارك في تجهيزه. ودفنه والصلاة عليه، يروي هذا العدد القليل في مسند الإمام أحمد. ماذا يقول؟ يقول: حدثنا
عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن بكر، حدثنا حاتم يعني ابن أبي صغيرة، حدثني بعض بني المطلب قال: قدم علينا علي بن عبد الله بن عباس، أي أن عبد الله بن عباس له اسمه علي في بعض تلك المواسم قال فسمعت يقول حدثني أبي عبد الله بن العباس عن أبيه العباس أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، أنا عمك، كبرت سني، أنا عمك، والعم في منزلة الوالد، كبرت سني واقترب أجلي، فعلمني شيئاً ينفعني". قال: "يا عباس". أنت
عمي ولا أغني عنك من الله شيئاً، لا تزر وازرة وزر أخرى، وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه، ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً. يا عمي، والعافية في الدنيا والآخرة، سل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، سل ربك العفو والعافية. في الدنيا والآخرة، قالها ثلاثاً، كررها عليه ثلاث مرات، ثم أتاه عند قرن الحول فقال له مثل ذلك، يعني جاءه بعد سنة، قال له: أنا كبرت، ما ترى لي شيئاً ينفعني الله به؟ فقال
له: قل هذا الكلام: "اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة". حديثٌ آخر: قدم علينا علي بن عبد الله وروى نفس الحديث ولكن بسندٍ آخر، حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن العباس بن عبد المطلب قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء؟ فإنه قد كان يحوطك. أبو طالب أخو العباس وعم النبي، ودافع عن النبي كثيراً، ويغضب لك. قال: نعم،
هو في ضحضاح من النار، ولولا ذلك لكان في الدرك الأسفل من النار. هذا الحديث يستدل به الناس على أن أبا طالب كما ذكرنا في حلقة سابقة مات على غير الإسلام، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم مع ذلك ينفعه لأنه قد قدَّم الشيء الكثير لإحاطة النبي والدفاع عنه، فالنبي ينفعه لأنه يحمل الجميل له. وهناك رأي يقول أنه أسلم، وأن العباس قال
له: "يا رسول الله، قال الكلمة التي ذكرتها". إلى لقاءٍ آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شكراً للمشاهدة.