مسند سعد بن أبي وقاص | مسانيد الإمام أحمد بن حنبل | برنامج مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات مجالس الطيبين، نعيش فيها مع مسند الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه.
مع الصحابة الكرام مع العشرة المبشرين بالجنة حيث يوردهم الإمام أحمد بما رووه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن ذكر أحوالهم. معنا اليوم أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص. وسعد بن أبي وقاص كان من كبار الصحابة، وُلِدَ بمكة قبل الهجرة باثنتين وثلاثين سنة، ومات في سنة... خمس وخمسين من الهجرة، يعني كأنه عاش سبعًا وثمانين سنة. سيدنا سعد بن أبي وقاص كان
في مكة يصنع السلاح، ولذلك فهي صنعته في هذا المقام الكريم. سيدنا سعد بن أبي وقاص كان مستجاب الدعاء، كان إذا دعا الله استجاب الله سبحانه وتعالى، وهذا من أجلّ النعم التي ينعم بها. الله سبحانه وتعالى يَمُنُّ على عباده أن يجعلهم من مستجابي الدعاء. أخرج له الإمام أحمد مائة وستة وسبعين حديثاً في مسنده المبارك. النبي مرة قال وقد عرف أن قريشاً تهدده
وهو في المدينة وتقول إننا سنرسل من يقتله: "ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة". فجلس، فإذا بالسيدة عائشة تسمع. ويسمع معها رسول الله خشخشة السلاح، والنبي عليه الصلاة والسلام منتظر أحداً يأتي من قريش من أجل اغتياله، ولم تكن قد نزلت بعد آية "والله يعصمك من الناس"، فلما سمع خشخشة سلاح واحتكاك حديد في حديد وما إلى ذلك، خطر في باله أن يكون هذا الشخص الذي قادم للاغتيال. فقال من هذا؟ قال أنا سعد بن أبي وقاص يا رسول
الله. فقال: ما جاء بك؟ قال: وقع في نفسي خوفٌ عليك. انظر إلى المشاعر التي كانوا يشعرون بها بالفعل، فجئت أحرسك. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نام. كان النبي قلقاً، لكنه لما جاء سعد ترك له ودعا له بعض الأحاديث التي أوردها الإمام أحمد بن حنبل في مسنده من طريق سعد بن أبي وقاص يقول عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، أي أن سعد بن أبي وقاص عندما أنجب ولداً سماه محمد بن سعد حباً في
النبي صلى الله عليه وسلم، هذا على فكرة يا جماعة، كان من الثمانية السابقين للإسلام، لم يسبقه إلى الإسلام إلا أبو بكر، يعني هو ثاني شخص أسلم. سعد بن أبي وقاص، محمد ابنه، عندما أنجب، حفيداً له اسمه إسماعيل. يخبرنا أنه سمع أباه محمداً، ومحمد سمع أباه الذي هو سعد بن أبي. وقاص الذي هو جد إسماعيل، فيقول: إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه عن جده. أبوه الذي هو محمد، وجده الذي هو سعد بن أبي وقاص. قال سعد بن أبي وقاص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سعادة
ابن آدم استخارته الله، ومن سعادة ابن". من سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله عز وجل. بالله عليكم، لماذا ينكرون هذا الحديث الجميل الذي يقول: "ما ضل من استخار، وما خاب من استشار"؟ استخر ربك وانظر هل صدرك منشرح أم لا، وفقني. هل الدعاء سيء؟ لا، الدعاء جميل. الدعاء يريح الصدر ويُنشئ علاقة بينك وبين الله. ولذلك من سعادة ابن آدم أن يستخير الله سبحانه وتعالى، ومن شقاء
ابن آدم أن يترك الاستخارة. التسليم والرضا أهم شيء، التسليم والرضا في توكل حقيقي على الله سبحانه وتعالى. التسليم والرضا فيهما شعور. بالسعادة ولذلك قال إنه من سعادة ابن آدم أيضاً رضاه بما قضى الله، رضاه بما قضاه، الرضا بما قضى الله سبحانه وتعالى. نعم، هذا حديث عظيم يربي الإنسان في علاقته مع الله، ولذلك حقيق بسعد بن أبي وقاص أن ينقل لنا هذا. رواه بطريقة أخرى، يعني هنا ركز على اثنين
جلسة ثانية قالوا بطريقة أخرى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة: من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، ومن شقاوة ابن آدم المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء". إذن هنا يربط بالحديث الأول في... علاقتك مع الله ارضَ وسلِّم واستخر. أعطِ العلاقة التي بينك وبين الله لتكون مبنية على الاستخارة، وتكون مبنية على الرضا بما قضاه الله سبحانه وتعالى. نأتي في الدنيا
أيضاً في سعادة وشقاء. المرأة عندما تكون صالحة تكون نعمة كبيرة جداً، ولذلك المرأة الصالحة من أسباب السعادة الدنيوية، فمن سعادة ابن... آدم في الدنيا ثلاث: المرأة الصالحة، والمسكن عندما يكون مسكناً صالحاً، وفي رواية: كثير المرافق، في مكان تستقبل فيه الناس، وأنت عندما تستقبل الناس لا تنكشف العورات، ولا تضيّق على أهل البيت، يكون واسعاً ومرافقه واسعة، تعرف إذا نزل عندك أحد أنه يبيت، ويبيت أيضاً من غير تضييق عليه أو أهل البيت المسكن من حقوق الإنسان الأساسية، المسكن من الأشياء الأساسية
التي ينبغي على الإنسان أن يحصل عليها من ضرورات الحياة، ولذلك عُدَّت من الضروريات التي لا بد منها، وكذلك الزوجة الصالحة والمركب الصالح، وفي مقابلهم السيء من كل ذلك، رضي الله تعالى عن الصحابة الكرام، جمعنا الله وإياهم. تحت لواء نبينا يوم القيامة. إلى لقاء آخر. أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.