مسند سيدنا عمر بن الخطاب | مسانيد الإمام أحمد بن حنبل | برنامج مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة

مسند سيدنا عمر بن الخطاب | مسانيد الإمام أحمد بن حنبل | برنامج مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة - مسند الإمام أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في مجلس من مجالس الطيبين مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسانيد التي أخرجها.
الإمام أحمد بن حنبل في مسنده الشريف معنا اليوم سيد من سادات الصحابة الكبار، معنا مسند سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهو من بني عدي من قريش، وُلِدَ في سنة أربعين قبل الهجرة، وعلى ذلك فإنه عندما هاجر كان عمره أربعين سنة، النبي صلى الله عليه وسلم وصل المدينة يوم الاثنين الثامن من ربيع الأول على التمام وفي يوم ميلاده الثالث والخمسين، يعني أن النبي عندما وصل
إلى قباء كان قد أتم تماماً بالسنة القمرية ثلاثاً وخمسين سنة، وكان أبو بكر قد أتم واحداً وخمسين سنة وكسوراً أو أقل لأنه لم يولد في مثلما كان النبي قد وُلِدَ في ربيع عمر، سَبَقَهُم إلى المدينة وصار معه اثنان، ولحق به عشرون، فدخل المدينة في عشرين من المهاجرين جاءوا مع عمر، وبشَّروا أهل المدينة أن النبي صلى الله عليه وسلم سيأتي بعدهم، وأنه يستعد للهجرة كما أُمِرَ من الله سبحانه وتعالى، فجاء النبي. صلى الله عليه وسلم بعد ذلك مع أبي بكر ومن معه. مسند
الإمام عمر بن الخطاب: سيدنا عمر في كل كتب الحديث روى خمسمائة وسبعة وثلاثين حديثاً، لكن الإمام أحمد أخرج له في مسنده مائتين وتسعين حديثاً، ثلاثمائة إلا عشرة، إذا كنا متذكرين ما ذكرناه في سيدنا أبي. روي أن الإمام أحمد بن حنبل روى لأبي بكر سبعة وسبعين حديثاً، فلماذا كان لأبي بكر سبعة وسبعون حديثاً، وهذا مائتان وتسعون حديثاً للزمن؟ فإن أبا بكر لما تولى الخلافة سنة إحدى عشرة من الهجرة مات رضي الله تعالى عنه سنة ثلاث عشرة، وتولى
عمر سنة ثلاث عشرة إلى أن شهيدًا وله أجر الشهيد في سنة ثلاثة وعشرين أو في هذه السنة التي مات فيها رضي الله تعالى عنه، فمكث في الحكم عشر سنين، مكث منذ انتقال النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة، وفي أثناء هذه الاثنتي عشرة سنة كان الناس يسألون ماذا سمعت من رسول الله صلى عليه وسلم ولذلك كانت هذه النسبة. أبو بكر مات مبكراً وعمر لصغر سنه بقي مدة ومات في سنة ثلاث وعشرين. إذاً أيضاً هو مات على رأس ثلاث وستين سنة مثل سيدنا النبي ومثل أبي بكر. إذا نظرنا في الأحاديث التي رواها عنه
أحمد بن حنبل نقرأ من البداية: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة قال: جاء أناس من أهل الشام إلى عمر. ممنوع من الصرف لأنه على وزن "فُعَل"، وكل ما كان على وزن "فُعَل" وهم خمسة عشر كلمة في اللغة العربية يمنع من الصرف. فعندما نأتي لنجره، نجره بالفتحة، وهذا غريب، ممنوع من الصرف، فقالوا: "إننا قد أصبنا أموالاً وخيلاً ورقيقاً". ربنا فتح عليهم بأموال دخلت عليهم جديدة، أموال من ذهب ومن فضة ومن غير ذلك، وأيضاً
خيل، وأيضاً الرقيق الذي الحمد لله ربنا خلَّص الإسلام منه وألغاه، وصدر في مصر قانون بإلغائه سنة ألف وثمانمائة وسبعة وسبعين في أغسطس وأصبح. محرمٌ دولياً أن يبيع الإنسان أخاه الإنسان، ولذلك فقد انتهى الرق كما أراده الشرع، لأن الشرع كان يتطلع إلى الحرية. فالكلام الذي نسمعه في بعض القنوات والبرامج عن مسألة ملك اليمين قد انتهى، وأراد الشرع له أن ينتهي، وحرم الله سبحانه وتعالى كل موارد الرقيق إلا من قِبَل الحرب. الإمام وقد اتفق الإمام وأصدر أئمة المسلمين عبر التاريخ منذ ألف وثمانمائة وسبعة وسبعين
أن الحر لا يُرق في العالم. افترض أن شخصاً باع نفسه، هذا لا يصح لأن الحر لا يدخل تحت اليد. في الزمن الأول كان هناك نظام عالمي موجود فيه الرق. أهل الشام جاؤوا إلى سيدنا عمر رزقنا الله رزقاً واسعاً، ونحب أن يكون لنا فيه زكاة وطهور، شيء نتطهر به من ذنوبنا، لأنهم سمعوا قول رسول الله أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. فنحن نريد أن نؤدي شيئاً من هذا الرزق. لقد رزقنا الله بمليون، ونحن نريد أن نعطي مائة ألف لله. ما رأيك؟ ما فعله صاحباي قبلي فأفعله
أنا. لا أعرف هل النبي فعل هكذا عندما دخل للناس أموال وجاءوا ليعطوا شيئاً لخزينة الدولة لكي يبنوا بها مدارس ومستشفيات ويُنشئوا بها الطرق ويقوّوا بها البلد. أأقبلها أم لا أقبلها؟ أنا لا أعرف. انتظر حتى أستشير. ما فعله صاحباي قبلي فأفعله. واستشار أصحابه. استشار محمد، أي طلب الشورى، بمعنى أنه جمع البرلمان وجمع أصحابه قائلاً: "ما رأيكم في هذه المسألة؟" وهذا يدل على أن الحاكم كان لا يستقل برأيه، بل يشاور المختصين على أساس من عدم ظلم الناس، وعلى أساس من نفع المجتمع، وعلى
أساس من السلام الاجتماعي والأمن المجتمعي. واستشار أصحاب محمد الله عليه وسلم وفيهم علي، هذا شيء كبير جداً. "أنا مدينة العلم وعلي بابها"، النبي كان يقول هكذا لأن علي كان عمر بن الخطاب يقول: "قضية ولا أبا حسن"، الله يعني لابد أن يكون علي حاضراً، لماذا؟ تقديماً لأهل العلم على أهل الثقة، لا تجلب حاشيتك وجماعتك، لا. تُحضِر الخبير العالِم وتستشيره، فقال: نعم، هذا العرض حسنٌ لأنه يحقق التكافل الاجتماعي، ولأن هناك نفوساً طيبة تريد أن تقدم شيئاً للمجتمع وللفقراء وللناس، وإن لم يكن
ضريبة ثابتة يُؤخذون بها من بعدك، لكن احذر أن يحاسبهم أحد بعد ذلك ويقول لهم: أنتم السنة الماضية ألم... دفعتم مائة ألف فيجب عليكم أن تدفعوا مائة ألف مثل موظفي الضرائب الذين لا يفهمون، فيذهبون إليه ويجدونه، فيقول له: "نعم، ما شأني أنت؟ كنت تكسب في السنة الماضية ودفعت مائة ألف، فيجب أن تدفع مائة ألف الآن". لا، يجب أن ترى الواقع، فقد يكون هناك كساد، وقد يكون هناك مصاريف زائدة ولذلك يشعر الناس بالظلم، فإذا شعروا بالظلم تراخوا عن الإنتاج، ونحن في أشد الحاجة إلى الإنتاج. حديث يرويه سيدنا عمر
أو هو عن سيدنا عمر، لأن هذا الحديث ماذا يعني؟ أن عمر فعل هكذا، يعني إذا هذا حديثاً ليس منسوبًا لسيدنا رسول الله، فهو حديث. يحكي لنا عمر كيف كان يفكر وكان رجل دولة، ونأخذ منه التكافل الاجتماعي، ونأخذ منه عدم ظلم الناس، ونأخذ منه الاعتماد على أهل العلم، ونأخذ منه ألا تكون - يعني - ما على المحسنين من سبيل، أنا دفعت لك لوجه الله، وأنت كل سنة تريد أن تأخذ مني وأنا أصبحت ضيق اليد، لا يصلح حدثنا عبد الله، حدثني أبي الذي هو أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن أبي
وائل أن الصبي، أن الصُّبَيَّ ابن كان نصرانياً تغلبياً أعرابياً فأسلم، فسأل أي العمل أفضل، فقيل له: الجهاد في سبيل الله، فأراد أن يجاهد. فقيل له: "أحججت؟" فقال: "لا"، فقيل: "حج واعتمر ثم جاهد". هذه هي الأحاديث التي ترى فيها إرث النبي صلى الله عليه وسلم. لما ينكرون السنة؟ سؤال حائر لا نعرف جواباً عليه بعد ما وفّق الله الأمة في حفظها. إلى لقاء
آخر، استودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.