مسند عقيل بن أبي طالب | مسانيد الإمام أحمد بن حنبل | برنامج مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة

مسند عقيل بن أبي طالب  | مسانيد الإمام أحمد بن حنبل | برنامج مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة - مسند الإمام أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات مجالس الطيبين، نعيش فيها مع مسند الإمام أحمد رضي الله. تعالى
عنه وأرضاه مع الصحابة الكرام مع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعنا اليوم مسند صغير فيه حديث عن عقيل بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. أبو طالب هو الذي تربى النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، أبو طالب هو الذي حمى النبي صلى الله. عليه وسلم من قريش، واختلف العلماء في إسلام أبي طالب، فرأى كثير منهم أن أبا طالب لم يُسلم، ورأى كثير أيضاً أن أبا طالب قد أسلم بالفعل، وأن العباس رضي الله تعالى عنه قال لرسول
الله صلى الله عليه وسلم: "لقد سمعت أخي يذكر الكلمة التي طلبتها منه"، وهو أنه يقول لا إله إلا الله أبو طالب، إذاً عند هؤلاء الذين يقولون بإسلامه يترضون عنه فيقولون: أبو طالب رضي الله عنه. أما من قال أنه مات على الشرك فإنهم يذكرونه من غير ترضٍ فيقولون: كان النبي عند أبي طالب، أخذ النبي علياً من أبي طالب، وهكذا. فالمسألة إذاً في هذا. المقام خلاف، فقد وردت بعض الأحاديث تثبت أنه مات على الشرك، ووردت أخرى
تثبت أنه مات على الإسلام. ألّف مفتي مكة الشيخ زيني دحلان كتاباً أسماه "أسنى المطالب في نجاة أبي طالب"، وأورد فيه أدلة كثيرة على نجاة هذا الرجل الذي حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عم النبي. عقيل أحد أبناء أبي طالب، إذًا فهو أخو علي رضي الله تعالى عنه، وهو أخو جعفر بن أبي طالب، وهو أخو الحارث بن أبي طالب. كان لأبي طالب كثير من الأولاد. عندما سافر النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر من مكة إلى المدينة ترك
أملاكًا له منها البيت الذي وُلِدَ فيه، ومنه البيت الذي تزوج فيه السيدة سيدة نساء أهل الجنة، السيدة خديجة عليها السلام. كانت له أملاك في مكة. ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاتحاً، قالوا له: "هل تنزل في بيوتك يا رسول الله؟" فرد عليهم رداً ظريفاً جميلاً لا يحمل عتاباً ولا ملاماً. قال: "وهل ترك لنا عقيل من رباع؟" الرباع هي العقارات والبيوت. قال: "هل عقيل ترك لنا شيئاً؟ ما باعها
كلها." عقيل عندما سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً بأمر ربه إلى المدينة، باع عقارات النبي باعتبار أنه ابن عمه. هكذا كانت العرب لحمة واحدة وعائلة واحدة، لم يطالب. عقيل بثمنها لم يطالب عقيل باستردادها، لم يتهم عقيل بأنه قد باع ما لا يملك. تركها ابن عمه، ابن من حماه عمه أبو طالب. عقيل أسلم وحسن إسلامه، وأخرج له الإمام أحمد روايتين لكنهما حديث واحد. تخيل أن عقيل بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. يحيا حياته
كلها من أجل حديث واحد، هكذا كانوا يتعاملون مع الحديث، لا يكثرون من الرواية ويضبطونه. عاش حياته كلها لأجل أن ينقل هذا الحديث للأمة من بعده. حدثنا عبد الله، هو عبد الله بن أحمد بن حنبل الذي يروي المسند عن أبيه. حدثني أبي أحمد بن حنبل. حدثنا الحكم. ابن نافع حدثنا إسماعيل بن عياش عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل، أي عقيل خلف محمد، ومحمد خلف عبد الله. قال: تزوج عقيل. عبد الله الحفيد يتحدث عن جده أن جده تزوج امرأة. تزوج عقيل بن أبي طالب فخرج علينا،
أي إذا الحفيد موجود. يتضح أن عقيلًا تزوج هذه المرأة وهو كبير في السن ولديه أحفاد، فقلنا له: "بالرفاء والبنين"، وهو تعبير في لغة العرب يعني أن يغني الله سبحانه وتعالى ويكثر الأولاد. فقال: "مه"، أي اسكت، كأنه يقول: لا هذا غير مناسب. فقال: "مه"، أي ما هذا، لا. تقل ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن ذلك وقال: "قولوا بارك الله فيك وبارك لك فيها". إنه أدب ولياقة، لا باقة. لا
تقولوا "بالرفاء والبنين" لأنها كأنها من تحية الجاهلية. يريد النبي أن ينشئ لهم إنشاء لباقة ولياقة جديدة وأدباً جديداً، فقولوا... اللهم بارك فيهما وبارك عليهما واجمع بينهما في خير. قولوا: "بارك الله فيك وبارك لك فيها". ربنا يبارك فيكم. حدثنا عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل وهو ابن علية، أخبرنا يونس عن الحسن أن عقيل بن أبي طالب تزوج امرأة من بني جشم. انظر إلى الرواية الثانية التي أضافت أن كانت من قبيلة بني جشم، فدخل عليه القوم فقالوا: "بالرفاء والبنين"،
فقال: "لا تقولوا ذلك". قالوا: "فماذا نقول يا أبا يزيد؟"، وعرفنا من هذا الموضع أن عقيلاً كان له ولد اسمه يزيد، وينادونه به ويقولون له: "يا أبا يزيد". قال: "قولوا: بارك الله لكم وبارك عليكم، إنا كذلك". كنا نُؤمَر - يكون الحديث الأول صرَّح فيه أن رسول الله نهى وأمر، وفي الحديث الثاني قال: كنا نُؤمَر. عندما تأتيني الرواية الثانية هذه، أحملها على الرواية الأولى، فيكون الذي أمر هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما الغرض إذن؟ أنهم اهتموا هذا الاهتمام ونقلوا لك. الأمر كما سمعه من غير تدخل من فهمه، ثم بعد ذلك أنت كفقيه
وكفاهم وكشارح ستعرف أن الرجل عقيل تزوج امرأة من بني جشم، وأن الرجل عقيل كان قد أنجب ولدًا اسمه محمد وأنجب ولدًا اسمه يزيد، لأنه قال له يا أبا يزيد. ستعرف من هذه الروايات أن النبي هو... الذي أمر ونهى ماذا نقول وماذا لا نقول، ستعرف من هذه الروايات أنه "بارك الله فيك وبارك لك فيها" أو تقول "بارك الله لكم وبارك عليكم". فالتفنن في العبارة التي تُذكر فيها البركة وارد مرتين كما ذكرنا: "بارك الله فيك وبارك لك فيها"، "بارك الله لكم
وبارك عليكم" إلى آخر الحد الدقيق على مستوى الحرف حررت السنة ونقلت، ولكن جمع الإمام أحمد بين الروايتين وإن كان هو حديث واحد، وهو النهي عن عبارة الجاهلية بالرفاء والبنين. هذا هو النهي المقصود، لكن هذا النهي المقصود ورد بروايتين، فعلينا أن نذكر الروايتين وإن كان حديثاً واحداً حتى نعلم ونشرح ما هنالك من. مسألة عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه التي يقولون فيها أن أبا طالب لم يُسلِم، ولو أسلم لقالوا "رضي الله عنهما"، يعني عندما
يكون هناك أب وابنه يقولون "رضي الله عنهما" لأن كليهما أسلما. إذاً هذه السنة قد حُفِظت وحُفِظ رجالها، وإذا تأملنا نجد أن السند أحمد. ابن حنبل، إسماعيل بن علية، يونس، الحسن، أي بينه وبين الأربعة إسماعيل ويونس والحسن، بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام هؤلاء الثلاثة، ثلاثة أيضاً عندما نذهب هناك في الأول يقول
الحكم، إسماعيل، سالم، عبد الله، فيصبح رباعياً، فيكون قد أورده مرة بالثلاثيات، وهذا يسمونه ثلاثيات مسند الإمام، ما معنى ثلاثيات تعني أن بين الإمام أحمد وبين عصر النبوة ثلاثة أشخاص، ثلاثة أجيال، وقد يكون أربعة. نعم، فالحديث الأول فيه أربعة أشخاص، أي أربعة أجيال، كل جيل ينقل لمن بعده. فيذهبون إذاً لدراسة كل واحد من هؤلاء الرواة الموجود له عندنا تاريخ، من هو منهم كان قوياً أم لا. كان ضعيفاً، كان يتذكر أو لم يكن يتذكر؟ أحاديثه عندما قارنّاها بأحاديث أناس آخرين، ظهرت صحيحة أو لم تظهر صحيحة؟ اليوم
استهانة، يقول لك: ماذا يعني عندما نقول "بالرفاء والبنين"؟ نعم، النبي يُنشئ نوعاً من أنواع الانتماء الفكري والتميز الحضاري. لا تحقِرنَّ صغيرة، إن الجبال من الحصى. صحيح، هي ليست قضية. لكن أيضاً لا ينبغي عليك أن تنكر مثل هذا. إلى لقاء آخر، نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.