معرفة الله وصفاته والإيمان | الرسالة القشيرية | المجلس الثالث | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين: أصلٌ في بيان اعتقاد هذه الطائفة في مسائل الأصول، قال: اعلموا رحمكم الله أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعد أمرهم على أصول صحيحة. أول شيء يشرحه لنا أن هذه الطريقة مقيدة في الكتاب والسنة وأن أهلها لم
يسيروا بدون علم أو بدون أصول صحيحة يرجعون إليها في التوحيد. أول شيء بدأوا بأصول الدين بالعقيدة بالمعرفة بتصحيح الرؤية الكلية للكون والإنسان والحياة وأن هذا الكون مخلوق لخالق وأنه حادث وأن الله قديم وأن الرب وأن العبد عبد وأن هناك فارقاً بين المخلوق والخالق، صانوا بها عقائدهم لأن الطريق إلى الله يستلزم تصحيح العقيدة في الله. صانوا بها عقائدهم عن البدع ودانوا بما
وجدوا عليه السلف وأهل السنة من توحيد ليس فيه تمثيل ولا تعطيل ولا تشبيه يماثل بين الله وبين الخلق فيكون كعابد. الوثن ولا يعطل الصفات التي أخبر الله بها عن نفسه، بل إنه يؤمن بكل ذلك من غير تمثيل ولا تعطيل. وعرفوا ما هو حق القِدم، وربنا قديم، ما الحق المتعلق بها؟ أنه لا أول له، وأنه الأول، وأنه الآخر، وأنه قائم بنفسه سبحانه وتعالى، وأنه لا يحتاج إلى غيره، وأنه في نفسه فردٌ، في صفته فردٌ،
في فعله فردٌ، فهو يفعل ما لا يستطيع أحدٌ أن يفعله، وصفاته ليست ككل الصفات، فهو عبدٌ والعبد عبدٌ والرب ربٌ، حتى لو اشترك الاسم فإن المسمى يختلف. فأنا مؤمن وسمى الله نفسه مؤمناً، لكن المؤمن هذه غير هذه، ولعل يكون الإنسان قوياً، لعله قوياً لكن قوة الله سبحانه وتعالى شيء آخر، ولذلك ذهب المحققون من العلماء إلى أن صفات الله سبحانه وتعالى مع البشر هي من قبيل المشترك. ما
معنى المشترك؟ من يعرف ما معنى المشترك؟ نعم، المشترك اللفظي، ما معناه؟ هل أنت تعرف أم لا تعرف؟ المشترك يعني كلمة، واحدة. لكن لها معنيان وقد يكون المعنيان غاية في التخالف لدرجة أن يكون من الأضداد. فكلمة "عين" قد تُطلق على هذه الباصرة (عين)، وقد تُطلق على حرف الهجاء (عين)، وقد تُطلق على البئر (عين). ما العلاقة بين العين الباصرة والبئر؟ لا
شك الارز فقط، فهذا المشترك. فالقوي تُطلق على الإنسان وعلى... الله سبحانه وتعالى، هل هناك يعني قوة مشتركة؟ يعني الإنسان قوي لكن ربنا قوي جداً. فالمذهب هذا الذي يرى أن هذه الصفات من قبيل المشترك يقول: لا، أنت قوي يعني تحمل خمسة كيلو حديد أو خمسمائة، أنت ضعيف هكذا، لكن قوة الله شيء آخر تماماً بحيث أنها شيء آخر تماماً لا علاقة له بقوة البشر. الأشاعرة هذا مذهب الغزالي. الأشاعرة
ذهبوا إلى أنه من قبيل المتواطئ، ولكن هذا ذهبوا إلى أنه من قبيل ماذا؟ الاشتراك. الإمام الغزالي، إنما جمهور الأشاعرة على أنه من قبيل المتواطئ، وبعضهم يقول من قبيل المشكك. ما هو المتواطئ؟ ماذا يعني؟ هذا قوي وهذا قوي، لكن هذا قوي جداً، وهذا قوي. ماذا يعني المشكك؟ ماذا يعني مشكك؟ فليكن له درجات. سمَّوه مشككاً لماذا؟ لأنك تتشكك. هل هو من قبيل المشترك أم من قبيل المتواطئ؟ أنا
نجحت. نجحت؟ مبارك. أول كلمة هكذا نجحت، خلاص. أبداً! ها، نجحت. ستنتقل للسنة القادمة. مبارك، جميل هكذا السؤال الثاني حصلت على واحد وخمسين في المائة فقط، بينما من المفروض أن أحصل على تسعة وتسعين في المائة. على فكرة، وهما يسيران الاثنان قالا ماذا؟ العبارة نفسها: أنا نجحت، لكن هذا النجاح هو نجاح مشرف بنسبة تسعة وتسعين في المائة، والنجاح الثاني يعني النجاح هكذا ماذا؟ أضعف النجاح بياض الثلج من بياض البشرة مثلاً. عندما تقول "أبيض"، فهذه لها درجات. هذه هي المشكلة. هذه الطريقة تجعل الأبيض من قبيل
المتواطئ الذي تتساوى فيه أفراده، أم من قبيل المشترك؟ فهذه من المشاكل. المتأخرون من الأشاعرة تقريباً يعتبرونه من المشاكل. ليس كلهم - لا نريد أن نقول كلهم لأن بعضهم. أيضاً ماذا [عن الذين] يتبعون الغزال الذي يقول [إنه] مشترك، أنا أتبع الغزال، أنا ما خصوصيته يعني؟ لا توجد مقارنة بيني وبين ربنا، فلماذا نقول إن هذا مُشْكِلٌ؟ يعني أنا واحد وخمسون وهو تسعة وتسعون؟ لا، أنا عدم، ولا وجود للعدم، كنت عدماً وسأكون عدماً، أما هو فموجود واجب الوجود. موجود وهو موجود
أنا موجود ما هذا؟ أنا موجود به سبحانه وتعالى. إنه لو سحب الإمداد منا ما صرنا موجودين أصلاً. إن أمره بين الكاف والنون فيكون وهو موجود. ذلك أنه قائم بنفسه سبحانه، إنه قيوم السماوات والأرض. فيصبح عيباً لأحد أن يخجل ولا يستطيع أن يقول أن هذا الوجود... مشكك مع هذا الوجود، نحن نقول ماذا؟ لا، هذا مشترك، إذاً لا، إذاً يوجد شيء. ابن تيمية كاد أن يقول أنه متواطئ فغضب منه العلماء، وكتب في الأصفهانية أنها صفات، يعني
هذه كاد أن يقول أنها متواطئة، لكنه يقول أيضاً مشكك، يعني أن صفات البشر وصفات الله عم. لزم حليب الدنيا وحليب الآخرة. قال علماؤنا كان لزومه هكذا، وذلك حينما يجدون شيئاً خاطئاً، هم طيبون وقلوبهم طيبة. أنت شبهت الخالق بالمخلوق، ثم ذهبت تشبه مخلوقاً بمخلوق، ولم تنتبه. حليب الدنيا وحليب الآخرة هذا مخلوق، لا يصح أن تأتي بهما لتقيس عليهما مخلوقاً وقالباً. انظر، إلى الشرف، الصدور المفاتحة فانظر
ماذا يقول وتحققوا بما هو نعت الموجود صفة الموجود ماذا، فقالوا نعم في واجب الوجود وفي حادث الوجود وفي عن العدم، ولذلك قال سيد هذه الطريقة الجنيد: "التوحيد إفراد القدم من الحدث"، لكي تكون موحداً يجب عليك أن تعلم من تعبد، من هو الله الذي هو القديم ونحن ماذا؟ يعني يريد أن يقول لك ما هو وما نحن. هو واحد أحد فرد صمد لا أول له ولا آخر، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وسبحانه وتعالى على كل
شيء قدير، هو السميع البصير. وأنت ماذا؟ لك بداية ولك نهاية، وحتى أنت لست قائماً بنفسك، بل يقوم الأعراض والأمراض، ما هذا؟ هذا في غاية الاحتياج، ولذلك إذا عرفته بالقِدَم وبالحياء وبالوحدانية وبالسمع وبالبصر خررت له ساجداً على الفور، خررت له ساجداً وقلبك خاشع حتى يسجد قلبك له. فإذا سجد قلبك لا يقوم أبداً. القلب ليس كالجبهة تسجد وتقوم، تسجد وتقوم، لا، صفة القلب أنه إذا... سجد لله لا يقوم أبداً، هذه مرتبة
جميلة جداً. اللهم بلغنا إياك. واحكموا أصول العقائد بواضح الدلائل. دلائل جمع ماذا؟ دليل ولوائح الشواهد. يستأنسون أيضاً بشواهد ومفاهيم. إذاً هناك أدلة واضحة وعليها الاستدلال، وهناك أدلة ظنية عليها الاستئناس. إذاً لدينا درجتان: درجة الاستدلال وهذا مهم جداً درجة الاستدلال. ودرجة الاستئناس تستأنس بهذه المفاهيم كما قال أبو محمد الجريري رحمه الله: "من لم يقف على علم التوحيد
بشاهد من شواهده زلت به قدم الغرور في مهاوٍ من التلف". إذا لم تعرف التوحيد بالشواهد ولو بشاهد واحد من الشواهد، فستكون مقلداً وهم لا يريدونك أن تكون مقلداً في التوحيد، النابتة الذين ظهروا لنا من أعشاب ما تحت الأقدام تجدهم مقلدين في التوحيد ومجتهدين في الشريعة والفقه. الأمة صارت على غير ذلك، صارت أن تكون أنت مستقلاً وفاهماً من نفسك قضايا التوحيد، وتأتي في الفقه وتقلد. فعكسوا الآية والأمور، لأن أمورهم كلها
والحمد لله محفوظة، فيدعي الاجتهاد في الفقه وربما التصوف في التوحيد، ويُلقب شيخ الإسلام ابن تيمية، لكن لا يوجد تعلّم للعامة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ليس هكذا، إن الأمور يجب أن تُؤتى بالأدلة خاصة في هذا المقام. يريد بذلك الذي هو أبو محمد الجريري أن من ركن إلى التقليد ولم يتأمل دليلاً إلى التوحيد سقط عن سبل النجاة في أسر الهلاك، ومن تأمل ألفاظهم وتصفح كلامهم وجد في
مجموع أقاويلهم ومتفرقاتها ما يثق بتأمله بأن القوم لم يقصروا في التحقيق عن شأو ولم يعرجوا في الطلب على تقصير. لم يقصروا بل ذكروا الأمور وجعلوا هناك الأدلة بمجالاتها، هناك أدلة تؤخذ لأنها أدلة حسية من الحس. وأخرى تُؤخذ من التجريب وأخرى تُؤخذ من النقل ومئة أخرى تُؤخذ من العقل وأخرى تُؤخذ من الشرع، فوضعوا كل شيء في نصابه وربطوا
بين الشرع الذي ورد في كتاب ربنا وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وبين الخلق الذي خلقه الله سبحانه وتعالى وسمى به خلقًا وأمرنا أن نعيشه. ونتأمله وأن نعمر هذه الحياة الدنيا. تتأمل في الدنيا فوجد أن هناك ما يُسمى بالأمر المتحيز، متحيز يعني له حيز في الفراغ، وهناك ما ليس له حيز في الفراغ الذي لا حيز له في الفراغ. أما أن يكون أقل موجود فسموه
الجوهر الفرد، وإما أن يكون مركباً فسموه الجسم الجوهر شيء واحد والجسم مركب معي أما غير المحيز فهو العرض، إذاً الجسم يشتمل على جوهر الفرق ولذلك أهملوه وقالوا دائماً جسم معرض، جسم معرض يعني هنا بذلك محيز وغير محيز. هذا هو الكون المنظور أمامنا واقع بين الجسم، وهذا الجسم فيه عرض لوني من العرض، طولي من العرض، وزني
من العرض حالتي من العرض فأنا الآن جاهز لكن يمكن أن أقوم فيكون القيام عرضاً وأكون واقفاً لكن يمكن أن أمشي فالمشي عرض وهكذا والأعراض تسعة عند الحكماء الذين تأملوا في الكون: الزمان، المكان، الوضع، النسبة، الملك، الفعل، الانفعال، الكيف، الكم. تنسى عندما أجهد نفسي، وأكون مهموماً ثانيةً، قم
وتنسى، ويقول أصبح الأمر أنني لا أقصد العرب، أنا أقصد المرض. لا أقصد مرض المكان أو الزمان، فقد ذكرت الزمان وذكرت المكان. هذا حدث عبر الأصول وليس في أعضائكم فقط، فأصبحوا يصنعون هذه الأشياء في صورة ضوابط لكي تحفظها وتقوم بالتغني بها. لقد كانوا يتغنون في الغرب فقط، لكنهم كانوا يتغنون في اكتبوها كالآتي: "زيف الطويل الأزرق بن مالكي في بيته بالأمس كان متكئاً بيده غصن لواه فالتوى". فهذه عشر مطلوبات. هل هذا صحيح؟ بالأمس كان
متكئاً يعني كان جالساً متكئاً. وبيده غصن لواه فالتوى، فهذه عشر مقولات سواء. لماذا عشرة؟ أليس هذا تسعة؟ ما هو زين الذي هو جسم الجوهر هذا والباقي
يكونون ماذا؟ بقية المقولات العشرة. تسعة منهم الذي هو العرض. حسناً، زيد الطويل الأزرق ابن مالكي في بيته بالأمس كان متكئاً بيده، غسل نواه فانتوى. فهذه، عشر مقولات. سنة زيد. أين الكم؟ تكتب فيها كم أزرق. يبقى كيف ابن. ماله النسبة في بيته، المكان بالأمس، يكون الزمان كان متكئاً، الوضع بيده غسل، يكون الملك لواء، يكون الفعل
فانتوى، يكون الانفعال، والبقاء الثبات، يكون مثل النواة، نعم والانفعال آخر شيء، هذه هي العشرة، فهذه عشر مقولات للسنة العرب، هذا الذي هو الذي هو الباعك، هل يمكن أن يوجد لوحده؟ المكانية لا يمكن أن توجد بدون متمكن فيها، ولا يمكن أن يوجد الزمان بدون تتابع الأفلاك ودورانها، وهذا لا يحدث إلا بوجود فترة بين متغيرين، فهذا غير ممكن. إذاً، كل
هذه الأعراض لا توجد إلا في الأجساد، بمعنى أنها لا توجد بمفردها وإنما توجد منسوبة إلى الجسد وقائمة فيه. فهل أن تخرج من الإنسان لا يصح. لو كان الفقر رجلاً لقتلته. لأن الفقر هو حالة الإنسان عندما يفقد القدرة على الشراء، سواء في المواصلات العامة أو غيرها إلى آخره. إنه عرض لا يوجد إلا مع وجود الجسم. هذه شجرة خضراء، يمكن أن تكون خضراء من غير شيء، من غير أن شيء ما. الحائط أخضر، فلا بد من وجود حائط وشجرة وأي شيء ما هكذا لكي يظهر في العرض. ولذلك أحكام العرض زادت
مما أثقلنا، كم منا من كسر العود القديم ثانية. حسناً يا أبا زيد، ميم هكذا، أنا لم أكتبها ميم ألف لكي توزن ميم. هكذا هو "زيد" مَنْ وسننطقها مَا بسرعة هكذا من غير أن يعني لسنا سنلفظها بحركتين سنقول مَا زيدٌ مَا قام لكنني كتبتها مَنْ كتبتها مَنْ هذه لأنه عندما نأتي لنزنها تكون صحيحة مَا زيدٌ مَنْ هكذا هو نعم قال يعني لا يقوم بنفسه العرض لازم يأتي من جسمه يقوم فيه زيد ما قام ما انتقل لا ينتقل من جسم إلى جسم، هذا يخلق
الله العرض عند التماس، وأنت آتٍ في الصباح تفتح الباب، أمسكت الأوكرا فوجدتها باردة، والذي حصل أن الحرارة انتقلت من يدك إليها، لا بل خلق الله البرودة في يدك عند التماس، لا أنا العرب ولا لا انتقِ زائدًا عن الجسم، يعني أنا الآن بشرتي فيها شيء من القمح وليست بيضاء، يمكن أن تكون سوداء. فأنت تنظر إليّ، أنا الولد، طولي مائة وثمانون سنتيمترًا، يمكن أن أكون مائة وتسعين، يمكن أن أكون مائة
وستين، هو الله، ما أنت كنت أنت وأنت في اللفة. ها وبعد ذلك ماذا؟ انظر الأعراض تظهر عليك الآن، بحيث أنني لا أراك في اللفة وأراك الآن ولا أعرفك، لكنك أنت هو. حقوقها هكذا ثلاث. ما هو بإدراكك أنت إذا الأعراض، انظر كيف طول العرض الموازي، الوضع، اللون الذي من كذا إلى كذا هي تتغير والجسم واحد، الذات هو الجسم الذي ظهرت فيه يكون مثل زيد الذي لم يقم بسبب ثقله وكمونه هنا. من الذي ألّف إذن هذا الكمون؟ الكرة وهي واقفة، هل الحركة كامنة
فيها أم هي ساكنة؟ إنها ساكنة. جاء وركلها برجليه فتحركت. أصبحت الحركة فيها ماذا؟ هل كانت بداخلها وظهرت؟ لا، إنما الله تعالى خلقها. الآن الله وربنا يخلق لحظة يعني بنفس الثانية بنفس الثانية بنفس الثانية هكذا، نعم كل يوم هو في شأن، ما زال خالقنا. ماذا يعني هذا؟ كنا نظن أن ربنا خلقنا وتركنا، لا لم يتركنا الله. يعني معنى ذلك أن ربنا يمكن أن يتوقف إشعاع الخلق عني فأموت، لا بل أفنى. هذا هو الذي خلقك على هذه الصورة، وهو الذي خلقك ثانية الآن، وهو الذي خلقك ثانية الآن،
حيث أنه مثل آلة السينما التي ترسل إشعاعاً فيظهر أمامي على الشاشة فيلم يتحرك أشخاصه ويتكلمون، وماذا يحدث عندما يغلق الرجل الآلة؟ تصبح الشاشة بيضاء، هكذا نحن جميعاً في العالم. لو أغلق الله الإمداد، فنحن غير موجودين. افترض أنه أغلق الإمداد عن البشر، فسيفنون وليس أن يصبحوا جثثاً. الجثث تعني أن الروح خرجت فقط، أما الثاني فهو أن الوجود انتهى. ياه! يعني أنا موجود هكذا في الهواء! هذا هو معنى "لا حول ولا قوة إلا بالله". انظر الآن إلى كلامه،
لحظة، اللهم لا تَكِلْني إلى نفسي طرفة عين. أنا أتوسل إليك، انتبه لما بعدها. ولا أقل من ذلك. حسناً، ولو وكلني إلى نفسي طرفة عين، لا أعرف ماذا سيحدث، ربما تتخاصم المعدة مع الرئة، ربما يتجمد الدم كالعلقة. لا أعرف لو وكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، فهو سبب وجودنا. لا ليس فقط وسبب بقائنا وسبب أننا نسير هكذا على الطريق وإلا الله أعلم ماذا كان سيحدث. أتنساه؟ انساه! يا سلام! أتنتبه؟ يجب أن تنساه. أي أنه، حسناً، هو
لم ينسك. فلتستحِ، اخجل، يجب عليك ذلك. "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون". نبهنا على المدخل واذكروا الله. كثيراً لعلكم تفلحون الذاكرين الله كثيراً والذاكرات واذكروا الله كثيراً، هذا معناه لذلك لسانك رطب بذكر الله. انظر إلى التفسير، النبي يقول لك يعني ذكر الله كثيراً. لسانك يجب أن يجف عندما تتكلم كثيراً، ولسانك يجف، لذلك نحتاج إلى ماء وليس مشرباً وما شابه. وما يقول روضة، يعني يقول لك هذه هي الرطوبة الخاصة بالرقية. أنت تتذكر الجفاف طبعاً، الحس يقول إنه جفاف في مؤخرة
فم الصائم. الحس يقول إن الصائم يكون له رائحة كريهة أحب عند الله من رائحة المسك. اعلم أن هذا ليس شهيداً، ليس شهيداً، هذا إنسان سيأتي برائحة أحب عند الله من رائحة المسك. ما هذا؟ قال لي حقائق، هكذا هو الوضع عند ربنا، أنه هكذا. فقال: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، فذكر الله هذه عقيدة، هذه حالة عقلية، هذه حالة وجدانية، هذه حالة قلوب، هذه حالة أرواح هائمة في حب الله، لأنني ذاكره، لأنني أعرف أنه عارضٌ أولي. وأن فضله علي فضلٌ مستمر،
هذا فضل الوجود والاستمرار. عندئذ ضاق علي قليلاً في الأرزاق، أسعدني وأنا واحد يفيد حاجاتهم. رأيه كأنها -يعني- الحمد لله ما أعطاني كسراً، ينيمني جائعاً مرة، أغضب وأفرح. ما هذا؟ فيه خفة هكذا. والآخرون يقولون: لا عليكم أن تلحقوا على... الناس لكي يقبلوا بالظلم، لا، ربنا لا يقبل بالظلم. ربنا لا يقبل بهذا الظلم. ربنا أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي منبثقة من الإيمان بالله. "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله". أمرنا أن نقول كلمة حق عند سلطان
جائر، هذا في الجنة. الذي يخاف الله ويذكر الله لا يرى أحداً، فنحن لسنا من أصحاب القبول بالظلم، بل نحن أصحاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا ننسى النهي عن المنكر، لكننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر إيماناً بالله، وليس إيماناً بالشيعية. أنا راضٍ عن ربي، والله يقول: "أُمرْ بالمعروف"، فأقول: حاضر، سأمر بالمعروف. سأجاهد في سبيل هذا وهكذا. انظروا، الكلام لا أحد يطبقه على نفسه وإنما يطبقونه على أنفسهم فقط، وإذا كان الأمر كذلك فلا حول ولا قوة إلا بالله. إنها طريق القوة. كل الحِكَم العطائية مبنية على تقديم الحِكَم العطائية لسيدي
ابن عطاء الله السكندري، كلها مبنية على أنه لا حول ولا ماذا نحوه فيقول لك أرض بآخر أرض بحالك، اجمع همتك، كن مع الله، قل لا حول ولا قوة إلا بالله. ونحن نذكر في هذا الفصل جملاً من متفرقات كلامهم فيما يتعلق بمسائل الأصول، ثم نحرر على الترتيب بعدها ما يشتمل على ما يُحتاج إليه في الاعتقاد على وجه الإيجاز والاختصار. إن شاء الله تعالى سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي رحمه الله يقول: سمعت عبد الله بن موسى السلمي يقول: سمعت أبا بكر الشبلي يقول: الواحد المعروف
قبل الحد وقبل الحروف. الشبلي يقول هكذا: الواحد المعروف قبل الواحد وقبل الحد وقبل الحروف، فالله سبحانه وتعالى كان ولم... عندما تأتي لتقول لي عرف من هو الله، فأنت بذلك تريد تحديداً، والله أكبر من أن يُحدّد. لقد عملنا في هذا الكلام، وورد عند فضيلة الإمام الباجوري في شرحه على توارث التوحيد أن الله هو الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد إلى آخره. هذا تعريف، لكن على فكرة الله موجود الحروف من شأن اللغة، واللغة من شأن الإنسان،
والله قبل الإنسان، فهو قبل هذه الحروف. وهذا تصريح من الشبلي أن القديم سبحانه لا حد لذاته، لا يوجد حد يحده. قال الرب سبحانه وتعالى كان قبل خلق الأكوان، ثم خلق الأكوان، لم يخلقها في نفسه، فليس هناك اتحاد أو حلول. بل خلقها خارج عنه، هو الذي خلق الحدود والجهات والصفات، فكيف تحيط به؟ ليس معقولاً. هذا كلامه
في أن الرب رب والعبد عبد. طبعاً العبد يشمل الإنسان ويشمل الأكوان، وأن من شيء إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم. فقد كان قبل أن يخلق العرش ولا السماوات ولا الأرض ولا... الجنة ولا النار، فكيف تحيط به هذه الشام؟ والله خارج عن كل ذلك بصفاته العلى سبحانه وتعالى. سمعت أبا حاتم الصوفي يقول: سمعت أبا مصل التوصي يقول: سُئل رويم -من الأئمة الكبار من السلف الصالحين- عن أول فرضٍ افترضه الله على خلقه ما هو؟ فقال: المعرفة، لقوله جل ذكره: "وما الجن والإنس إلا ليعبدون، أي كان
من المفترض أن تكون العبادة والمعرفة متلازمتين، لأن العبادة تستلزم معرفة، تستلزم معرفة. فأريد من روين أن يؤكد ما يعنيه بالتحديد، وليس مخطئاً أي أنه يقول: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، أنت تستدل بها على المعرفة، نقول لك يا روين أول شيء هو... قال رضي الله تعالى عن المعرفة قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس" المفروض أن تكون "إلا ليعرفوا" لكن هي "إلا ليعبدون". فقال: قال ابن عباس - وهنا سيأتي بقول عن ابن عباس يؤيد مذهبه - "إلا ليعرفون"، فقد ورد عن ابن عباس: "إلا ليعبدون" أي "ليعرفون". لماذا؟
لأن العبادة تشمل. وتلزم وتتضمن المعرفة، ولذلك نجد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أمر الخلق - انظر إلى جمال رسول الله وحلاوته - يخاطب الجميع بمعرفة. بماذا؟ طيب، طلاب العلم والعلم، هل كان الدين قاصرًا على طلاب العلم فقط؟ هذا ربما يظنه شخص خارجي لم يسمع عنا ولا يعرفنا. يكون أتقى منا عند الله ولذلك معرفة يقول إذن أريد أن أعلم الناس ما لا أقول لهم معرفة، إذن يقول لهم أول واجب ماذا؟ الشهادتين، حسناً اشهد هكذا، آمن ماذا يعني؟ يعني صدّق، ماذا يعني؟ يعني
تصور وصدّق، ماذا يعني؟ يعني اقبل، ماذا يعني؟ يعني اعرف ما هي، ماذا؟ أشهد أن لا إله إلا الله. وبالمعرفة يعني إذا كانت هذه المعرفة كلاماً أكاديمياً، أما عندما نأتي لندعو الناس فماذا نقول لها؟ ليس على المنبر نقول: يا عباد الله المعرفة لا، هذه المعرفة نحن ندرسها ونرى ما معنى الكلام. إذاً عندما نأتي لندعوهم، ندعوهم إلى... ما الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والشهادتان هاتان هما أول أركان الإسلام، والشهادتان هاتان هما مفتاحنا. أين المعرفة إذن؟ الشهادة هي المعرفة. فالشهادة التي ستنطق بها باللسان تحتاج إيماناً بالقلب، وهذا الإيمان.
يتضمن ماذا؟ يتضمن المعرفة. وقال الجنيد أن أول ما يحتاج إليه العبد من عقد الحكمة معرفة المصنوع صانعه. لابد أن تعرف أيها المصنوع من صانعك سبحانه وتعالى، ولذلك ورد فيما ورد من أسماء الله تعالى الصانع في السنة. والمحدث كيف كان إحداثه، أنت أُدخلت كيف، وما أمرنا إذا أردنا. شيئاً نقولها كن فيكون فيعرف صفة الخالق من المخلوق وصفة القديم من المحدث ويذل لدعوته. أول ما تعرفون هذه
المعاني ومن هو ربكم في جلاله وجماله، يحصل لكم خضوع وذلة لعبوديته ويعترف بوجوب طاعته. وعلى هذا الشرط تتلقون منه الأوامر والنواهي، سواء اعترف بالملك أو لم يعترف به. الملك ملك الملك لكن الملك لا يمتلك بيتي، لكن في الملك هذا الخاص بالمالك، وهي التي يقولون عنها في الفاتحة مالك وملك، وهو الاثنان، ويملكنا ويتملكنا، ولذلك لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، ولذلك لا يصدر منه ظلم ولا يُتصور، لأن الظلم
هو التصرف في ملك الغير. عندما نكون ملكاً له، فكيف ما تصرف فينا فهو عبد، فما بالك أن هذا العبد قد أحيط بالرحمة وقد أحيط بالحكمة وقد أحيط بالرأفة والعفو والغفران، بل والعطاء الجزيل، فيصبح الأمر شيئاً آخر. أخبرني محمد بن الحسين قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا الطيب المراوي يقول: للعقل دلالة وللحكمة إشارة وللمعرفة شهادة، فالعقل يدل والحكمة
تشير والمعرفة تشهد أن صفاء العبادات لا ينال إلا بصفاء التوحيد. الأساس الراسخ والأصل الأصيل هو أن تفهم التوحيد كما شرحناه: وحدانية الله وتفرده واستمراره بالخلق ومنته على خلقه، فتجذب، تهابه لجلاله وتحبه لجماله، وتعبده عن قناعة، وتأتمر بأمره عن لذة. هذا هو الطريق الذي يوصلك إلى الله، لكن لو صلى المصلي دون أن يعرف ربه، أو صام الصائم دون أن يذكره، أو عبد العابد
دون أن يخلص إليه دينه، فإنه لا ينال صفاء العبادة. فصفاء العبادة لا ينال إلا بصفاء التوحيد. عبارة تستحق الحفظ: صفاء العبادة يأتي أولاً بصفاء التوحيد صفاء العبادة لا يُنال إلا بصفاء التوحيد. أنتم لديكم في الكتاب وللمعرفة شهادة في العقل أم في الفعل؟ في العقل عندكم
صحيح. طيب، وسُئل الجنيد عن التوحيد فقال: إفراد الموحِّد. فقال: إفراده بكمال أحديته، أنه الواحد الذي لم يلد ولم يولد، بنفي الأضداد والأنداد والأشباه، بلا تشبيه ولا تكييف ولا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. إفراد الموحد هو الله بتحقيق وحدانيته أنه هو واحد لا شريك له، لا رب سواه. فهناك من البشر من ضلّ وعبد اثنين مثل المجوس، ومنهم من عبد ثلاثة، وهناك من عبد تسعة، وهناك من عبد الطوطم، حيث يعبدون شجرة اسمها طوطم، يعبدونها.
نهر يعبدون أرواح الأسلاف، ويعبدون عجل أبيس، كل هذا يعني أنه لا توجد وحدانية بكمال أحاديته. هو واحد فقط، هو واحد في صفاته، واحد في ذاته، واحد في صفاته، واحد في أفعاله. هذه أحدية، وهو واحد في ذاته، هذه وحدانية، ولكن أيضاً أنه على كل شيء قدير، وأنه المريب، وأنه السميع البصير العالم وما إلى ذلك من كمال الصفات، إضافة إلى هذا أنه هو الفاعل على الحقيقة، فهو الذي خلقنا وخلق أفعالنا وخلق كل شيء فينا، بل واستمر في خلقك، وهذا
يمثل كمال الأفعال، لذلك تتم الأحدية، فهو أحد واحد بكمال أحديته، إنه الواحد، انظر إلى هذا الكلام، نعم ما دام له وحدانية وأحدية، فهو واحد في كل شيء: في الذات، وفي الصفات، وفي الأفعال. هو الذي لم يمت ولم يولد، الأول والآخر، وهو قائم بذاته، واحد في نفسه، لا ابن له. بنفي الأضداد، ليس له ضد، ولا أحد يستطيع أن يكون ضداً له، وليس له أنداد ولا مساوٍ به وكل
ذلك بلا تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. إذاً فالأعراض، كيف من الأعراض منزه عنها الله سبحانه وتعالى، الجسمية منزه عنها الله سبحانه وتعالى. الله ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا شيء من هذا إطلاقاً. ما هو الله وهذه؟ الكلمة كلمة عجيبة غريبة لا مثيل لها في كل اللغات "الله"، فإنها تدل على الذات العلية بكلها. انظر إلى كلام أهل الله، لا يوجد
في الإنجليزية مثل هذا، ولا يوجد في الفرنسية مثل هذا، ولا يوجد في الفارسية مثل هذا، ولا يوجد في لغة من لغات الأرض شيء من هذا أربعة آلاف ونصف لغة في الأرض، لا توجد لغة فيها هذه الكلمة بهذا الشكل، ولذلك هي من عند الله، لا أحد يعرف كيف يصنعها. الله يقول لك: هل اللغة من وضع البشر أم من وضع الله أم غير ذلك إلى آخره؟ "وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على خلائقه"، قال حتى علمهم القصعة والقصيعة، فاللغة من عند الله، وفيها ستة أقوال عندنا في الأصول. نحن مختارون أنها من عند الله. لماذا؟ قال النبي، ولأن الله في الجلالة، كيف توجد أشياء كهذه لا يستطيع أحد أن يفعلها؟ الله عندما
أقولها هكذا، أتعلمون؟ أنتم تعلمون ما هو الله والجماعة الشاذلية وهم. يعني بدلاً من أن يقولوا "أحمد" و"دستور" يذكرون لفظ الجلالة، فيأتون مثلاً هكذا على شيء مخبأ ويفتحونه فيقول "الله"، حسناً، لقد قلت له: "فأل فالله". يعني ماذا إذا كانت هناك امرأة لا تضع على رأسها شيئاً، فلتضع شيئاً، وإذا كان هناك عورة فلتُخفى. المسألة أدب، اللقاء. لفظ الجلالة إذا أزلت منه الألف فماذا يكون؟ يكون "لله". فإذا أزلت منه اللام يصبح "له" سبحانه. وإذا أزلت
منه اللام وأبقيت الألف يصير "إله"، "لا إله إلا الله". وإذا أزلت منه اللام الثانية، أي أزلت الألف واللام يصبح "هو"، "لا إله إلا هو" مع الإشباع ينطق هكذا "ما الحركات هي الحروف، والوضوح أصبح مع السكون الذي ينتهي عند الضمة هكذا، وهناك مهانة هكذا. قم بتشفيع الهاء قليلاً، قم بإحضارها مباشرة كأنك وضعت فيها هاءً، فيهي مهانة. والضمير هكذا له منه، يعني من هو، ولكن أخذنا هذه الهاء من أين؟
هي "ها" فتصبح دلت. أتكلها على الذات العليا، لا يوجد شيء كهذا في اللغات الأخرى. الإنجليز يقولون عليه "BAD"، لا يوجد شيء اسمه "AD" أيضاً، فهل هو ربنا ولا "BAD" بدون "O" لا يكون هو ربنا؟ لا، يوجد شيء كهذا. "DIEU" بالفرنسية، لا يوجد شيء اسمه "DIU". ماذا! لا يوجد "خداي" بالفارسية، لا يوجد شيء اسمه "داي"، إذاً الله سبحانه وتعالى أيضاً لا يوجد شيء مثل هذا، وقِس على هذا، فهذا لا يكون إلا من عند الله. على كلٍ، هو
يقول: سُئِل أبو بكر الزاهر عن المعرفة، ماذا لديكم إذاً؟ فقال: المعرفة اسم ومعناه وجود تعظيم في يمنعك عن التعطيل والتشبيه تنزيل معرفة أنك تنزه الله عن كل ما يوهم النقص الذي هو الذي سيعطيه التشبيه. قال أبو الحسن البوشنجي رحمه الله: التوحيد أن تعلم أنه غير مشبه للذوات
ولا من في الصفات هي ثم يروي عن الحسين بن منصور كلاماً طويلاً، والحسين بن منصور هو... الحلاج الذي تفوه بما يدل على اضطراب في كلامه فقُتِل، وقيل في شأنه أنه كان من الصالحين إلا أنه قد خانته العبارة، وقيل كان أمير المؤمنين قد قتله في سبيل الله جهاداً وهو من الصالحين يدخل الجنة حقيقة، يبقى لا بد من الضبط الشرعي لأن الذي حكم عليه القاضي ولابد. من احترام حكم القاضي أما بينه وبين الله فهذا شيء آخر. فله عبارة دقيقة يقول
فيها: "ألزم الكل الحدث" يعني حكم ألزم، يعني حكم على الكل بأن يكون حادثاً. أنت معي؟ لا أظن. ألزم الكل الحدث. حسناً، أنت معي؟ أنت الذي تنظر الرأي، أنت معي؟ لا أظن. تضحيد الله. صلوا. على النبي المقبل، مللتُ. هل حصل لك ملل؟ الإنسان يمل، فهل حدث لك ملل؟ لم يحدث، وقد جمعت بين كذبين.
حسناً، الزمن كله حادث، يعني حُكِمَ على كل شيء سواه أن يكون حادثاً لأن القِدَم له. يعني ماذا له وحده؟ لأن القِدَم له، فالذي بالجسم ظهوره، فالعَرَض يلزمه. أصبحت العبارة إذا كان قد حُكم علينا أن نظهر في عالم الأجسام نحن والجن والملائكة والأنوار وغيرها، والسماء والأرض، فسيكون هناك أعراض على الدوام. والذي يكون اجتماعه بالأداة فقواها تمسكه، والذي يكون ظهوره بالجسم فالعرض يلزمه.
هذه واضحة إذن، والذي يكون اجتماعه بالأداة فقواها تمسكه. ألسنا نحن قائمين؟ هؤلاء روح لو الروح. ما كانت فينا لا عقل ولا شعور ولا إحساس، وهكذا فالروح هي الأداة التي تجمعني هكذا. أتعلم عندما تخرج الروح سأتحول إلى تراب، يدي ستكون في مكان ورجلي في مكان آخر وسأتحول إلى تحلل. فأنا مجتمع هكذا لوجود الروح فيَّ، فله شأن في أنه يريد أداة ويحتاج إليها لأجل... تجمع أطرافه فالقوة الخاصة به والخاصة بها هي التي تمسكه، فيصبح محتاجاً لغيره، والذي يؤلفه
وقتاً ويفرقه وقتاً آخر، ألّفه وقتاً. عندما اجتمع الرجل والمرأة فحملت فولدت. ففي وقت معين يكون تاريخ ميلادك، وكذلك يكون تاريخ وفاتك، ويُكتب تاريخ ميلادك وتاريخ وفاتك، ونحن نترجم لك في الكتب "وُلد... رحمه الله سنة كذا وتوفي سنة كذا، هل أنت منتبه؟ نعم، وُلِد وتوفي، وُلِد وتوفي. أبي هذه الآية: "والذي يؤلفه وقتٌ يفرقه وقت، والذي يقيمه غيره فالضرورة تمسّه"، فهو بالضرورة محتاج لهذا الغير، ولذلك هو في ضرورة واحتياج إلى غيره. والذي يظفر به
الوهم فالتصوير يرتقي إليه، عندما تجلس هكذا وتتخيل، تخيل الذي تخيلته الآن يجب أن يكون ممكناً. يمكنك أن تتخيل دخاناً، أن تتخيل سحاباً، أن تتخيل ضياءً ونوراً، أن تتخيل شجرة، بقرة، حجرة، أن تتخيل إنساناً، نباتاً، حيواناً، أكواناً. تخيل أي شيء أمام وهمك، واجهه بوهمك الذي هو عقلك، صورها. إذاً يا أخي تصور، إذاً إذا كل ما خطر ببالك فأنت أغمضتَ عينك هكذا وقلت: أنا سأتخيل ربنا أنه نور، وتخيلت بحاراً من نور هكذا. لا، ربنا
ليس هكذا. الله، من الذي قال لك؟ أنت رأيته؟ ما دمت قد توهمته فقد تصورته، وما تصورته له صورة، والله ليست له صورة. الله هذا شيء، دعنا نقفل هذا الموضوع الآن. ولذلك هنا العقيدة الصحيحة تنفي الوسواس. جاءني شخص يشكو من الوسواس قائلاً: "لقد اشتد وسواسي كثيراً". سألته: "ماذا حدث معك؟" فأجابني: "عندما أقف لأصلي، أبدأ في تخيل الله شيئاً ما، فأحاول صرف هذه الصورة، لكنها تعود إليَّ مرة أخرى حين أمضي قدماً". فقلنا له: "هذه العبارة أصل المشكلة، فكلما تصورت شيئاً فاعلم وفهمناها
فذهب الوسواس. إذاً، هذا الكلام العقائدي يحمي أيضاً من الأمراض ومن الخطأ ومن الخطل. الأمور الصحيحة تحمي الحياة. الإنسان لماذا هو متعب؟ لأنه يوجد لديه احتمال واحد في الألف أن يكون هذا فعلاً هو الله، فماذا يحدث له؟ عُقَد تحدث له، وحيرة تحدث له، وفجوة تحدث له، فنقول له: اطمئن، هذا ليس ربنا أبداً. أنا لا أتخيل شيئاً سيئاً، أي أنني أتخيل نوراً أيضاً، لكنه ليس النور الذي تخيلته أنت، فليس هو ذاك. والسبب في ذلك أن كلما توهمته فله صورة، والله ليست له صورة، وليس كمثله شيء، والذي يشبهه بغيره فالضرورة
تمسه، والذي يستطيع الوهم إدراكه. فالتصوير يرتقي إليه، ومن آواه محل أدركه أين، ومن كان له جنس طالبه بكيف. سبحانه لا يُظِلُّه فوق، ولا يُقِلُّه تحت، ولا يقابله حد، ولا يزاحمه عند، ولا يأخذه خلف، ولا يحده أمام، ولم يُظهره قبل، ولم ينفه بعد، ولم يجمعه كل، ولم يوجد يُوجده كان، ولم يفقده ليس. وصفه لا صفة له وفعله لا علة له وكونه لا أمد له، تنزه
عن أحوال خلقه، ليس له من خلقه مزاج ولا في فعله علاج، باينهم بقدمه كما باينوه بحدوثهم. إن قلت متى؟ سبق الوقت كونه، آه، كونه سبق الوقت، فالوقت المفعول به، وإن قلت هو فالهاء والواو خلقه، وإن قلت... أين فقد تقدم المكان وجوده، فالحروف آياته ووجوه إثباته، ومعرفته توحيده، وتوحيده تمييزه من خلقه. ما تصور في
الأوهام فهو بخلافه. كيف يحل به ما منه بدا أو يعود إليه ما هو أنشأه؟ لا تماثله العيون في الدنيا، أما في الآخرة فالله يخلق عيوناً غير هذه العيون. فنراه لا نضال في رؤية ربنا شيئًا، "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة"، ولا تقابله الذنوب، قربه كرامته، ليس بالمتر، ربنا قريب مني، يعني هو على بعده، لا، هذا معناه أنه حينما يكرمني يقربني، نستدل على قربه بكرامته، وبعده إهانته، حينما
يضيّق علي قليلًا هكذا، يقول أصدر الله. أنا مسلم، لا تتدخل سامحك الله من غير توكل. التوكل الذي هو القياس، لا يقول لك من هو أعلى المئذنة أقرب إلى الله ممن هو أسفلها. هذا التشبيه جنون من غير توكل. ومجيئه ينزل ربنا إلى السماء الدنيا من غير تنقل، لأن بعض المشبهة قالوا ترك. عرشه ونزل؟ هل نزل في ثلث الليل؟ وثلث الليل هذا مستمر على مدار أربع وعشرين ساعة في أماكن
مختلفة في الأرض، فيكون يدور حول كرة الأرضية؟ هذا كلام غباء، كلام غباء. هو الأول والآخر والظاهر والباطن، القريب البعيد الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هكذا هذه تنفي الحلول وتنفي الاتحاد وتنفي التشبيه وتنفي التعطيل وتقر بالوحدانية الخالصة، ولذلك نفاه بعضهم عن الحلال، قال: "لا، هذا ليس كلام الحلال، لا يعرف أن يقول هكذا". حسناً، هذا بالسند. قال: "فيه من لا أعرفه"، وليس من لا يعرف المعترض. قال: "ماذا؟ فيه من لا أعرفه"، حسناً. هل كل ما لا تعرفه يعني أنه غير موجود؟ هذا
يخالف القاعدة المقررة عند جميع العقلاء بأن فقدان الوجدان لا يعني فقدان الوجود. أنت لم تسافر إلى لندن ولم ترها قط، فهل هذا يعني أنها غير موجودة؟ شخص لم يذهب للحج ولم ير مكة، فهل هذا يعني أن مكة غير الوجود هذا بصير يقول لك وفيه من لا أعرفه يكون ماذا؟ لا أصدق، وهذا عليه ماذا؟ لماذا يُتهم الرجل؟ يعني ماذا؟ شعور التكفير والتفسيق داخله، نسأل الله السلامة. ولذلك هؤلاء الناس يوم القيامة سيأخذون من حسنات غيرهم كثيراً، وهو ظنَّ فيها السوء من غير حق. سمعت أبا حاتم السجستاني
يقول... سمعت أبا نصر الطوسي السراج يحكي عن يوسف بن الحسين قال عن يوسف بن الحسين قال: قام رجل بيننا إلى ذي النون المصري فقال: أخبرني عن التوحيد ما هو؟ فقال: هو أن تعلم أن قدرة الله تعالى في الأشياء بلا مزاج وصنعه للأشياء بلا مزاج. للأشياء بلا علاج وعلة كل شيء صنعه علة لصنعه، وليس في السماوات العلى ولا في الأرضين السفلى مدبر غير الله، وكل ما تصور في ذهنك فالله
بخلاف ذلك. قالوا: ما هذا؟ جمع كلام. المعنى الذي فيها أن الله سبحانه وتعالى يقول للشيء كن فيكون، الذي فيها أن الله سبحانه... وتعالى هو الخالق على الحقيقة التي فيها أن الله مخالف لخلقه في ذاته وصفاته وأفعاله. العقيدة الصحيحة مؤيدة بالكتاب والسنة. وقال الجنيد: "التوحيد علمك وإقرارك بأن الله فرد في أزليته، لا ثاني معه، ولا شيء يفعل فعله". يبقى هو واحد وهو أحد، هو واحد فرد في أزليته لا ثاني له. ولا شيء يفعل فعله، آه، هذا أحد، هكذا. وقال أبو
الحق من الجلود: الإيمان تصديق القلوب بما علمه الحق من الجلود. وقال أبو العباس السيادي: عطاؤه على نوعين: كرامة واستدراج، فما أبقاه عليك فهو كرامة، وما أزاله عنك فهو استدراج. فقل: أنا مؤمن إن شاء الله تعالى، يعني. على سبيل التبرك وليس على سبيل التشكك، وأبو العباس السياري كان شيخ وقته، فهو يورد لك كلمات من مشايخ الطريق حتى لا تقول
أن مشايخ الطريق لا يقولون هكذا، وكل ما يقولونه مؤيد بالكتاب والسنة. هو لم يورد آيات الكتاب وحديث السنة لماذا؟ لأنها معروفة لدى الكافة، ولكنه... ينقلك إلى مكان آخر ليحولك إلى دائرة ماذا يقول هؤلاء الذين افترى الناس عليهم ووصفوهم بأنهم مخالفون. حسناً، أنت تعرف وتحفظ الكتاب وتحفظ السنة، ما رأيك في هذا الكلام؟ هذا كلام الشيخ القشيري، فهو يورد فقرات من كلام أئمة أهل الطريق حتى يطمئن قلبك. أعطاهم لك كما هو
معك السياري، نعم، هذا غمز رجل رجله. هل عندكم في النسختين نسخة محرفة مصحفة؟ التي معي هذه "غمز رجل رجله". أبو العباس السيال ظن أن عليه جرجلاً فذهب ليحذفها. رجل فقال أبو العباس: وجعته، ضربني
في رجلي فأوجعته. قال: أتغمز رجلاً ما نقلتها قط في معصية الله. وقال أبو... قال بكر الواصطي: من قال أنا مؤمن بالله حقًا، قيل له: الحقيقة تشير إلى إشراف واطلاع وإحاطة، فمن فقد ذلك بطلت دعواه فيما يدعيه. يريد بذلك ما قاله أهل السنة أن المؤمن الحقيقي من كان محكومًا له بالجنة، فمن لم يعلم ذلك. من سر حكمة الله فدعواه بأنه مؤمن حقاً
غير صحيحة. أرأيتم إذاً، لقد أحضرنا النسخة التي معكم لأنها أكثر تصحيحاً من هذه النسخة السيئة التي معنا. نعم، أنا أسأل عن نسخة لدي، إنها مُصحّفة ومُحرّفة. حسناً، لكن لديك نسخة صحيحة، أليس كذلك؟ المهم الذي معنا نصححه. سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا الحسن،
"ليس كمثله شيء". أمر آخر سيحدث، ولكن نثبت الرؤية لإثبات القرآن له. أما أن شخصاً ما سيراه في مكان ما فلا مشكلة، إنما من غير كيف ولا تمثيل. قال أبو شهد الحق القلوب فلم ير قلباً أشوق إليه، شاهد الحق القلوب فلم ير قلباً أشوق إليه من قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فأكرمه بالمعراج تعجيلاً للرؤية والمكالمة. يعني عندما نقرأ الأحداث، ما حكمة الإسراء والمعراج؟ نظافة قلب النبي، وبعضهم زاد أن غسيل قلب النبي كان من أجل هذه
النظافة له للمعراج، فقد نزل جبريل وهو في مضارب حليمة فشق صدره الشريف، وشق صدره مرة ثانية ثم مرة ثالثة، كل هذا يملأ قلب النبي ويغسله بنور، وأخذ منه حظ الشيطان. حظ الشيطان من أي شيء إذاً؟ من رحمة النبي بالشيطان، فالنبي أُرسل رحمة للعالمين، فقلبه على... أنه يرحم حتى إبليس وليس العالمين منهم إبليس، فمن حق إبليس أن النبي يعطف عليه، فرفع الملك من قلبه هذه الرحمة
لإبليس المطرود من الرحمة بأمر الله تعالى، حتى يكتمل حال النبي صلى الله عليه وسلم. فالله عندما كان يرحم إبليس كان يصبح أقل قليلاً، نعم مع رحمته. إبليس الذي لن يستطيع إلا هكذا، لن يستطيع إلا أن يرحم إبليس. فكان في هذا الوقت يكون في درجة أعلى قليلاً، وهي أن ترضى بما رضي الله به. فلما نُزعت هذه من قلبه، كان قلبه على التمام يُرضي الله سبحانه وتعالى. فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعدّ. بهذه الغسلات وبهذه الحال وبهذا القدر في الإرسال وأنه سيد الخلق وأنه شفيع البشرية عند ربها
لأنه رحمة للعالمين يعني لبني آدم، فالرحمة هذه ستظهر في يوم القيامة في الشفاعة الكبرى، كل الناس واقفة يوم القيامة ألف سنة، تعبت خمس مائة سنة، وإن أخذوا يتحققون معها تتعب، فيذهبون كما... في حديث البخاري إلى آدم فنوح فإبراهيم فعيسى فموسى فعيسى وكلهم يحيل على أخيه حتى يأتوا إلى النبي فيقول أنا لها أنا لها، فيذهب فيسجد تحت العرش إلى آخر الحديث في البكاء. يكون رحمة للعالمين، أي أن كل العالمين سيستفيدون منه بأنه يخفف عنهم ألف سنة إلى نصف يوم فقط. وليشفعه الله فيهم فتظهر منّته عليهم، منّة سيدنا رسول الله عليهم الذين شتموه، والذين استهزؤوا به،
والذين كذّبوه، والذين فجروا، وغيرهم. فيكون حالهم أنهم يتكسون، لأنه له منّة عليهم قد احتاجوها. لقد سمعت الإمام ابن فورة يقول: سمعت محمد بن المحبوب خادم أبي عثمان المغربي يقول... قال لي أبو عثمان يوماً: "يا محمد، لو قال لك أحد: أين معبودك؟ ماذا تقول؟" قال: "ما هذا؟ نحن أي شيء؟" وهذه وردت على لسان الإمام أحمد وأمثاله من الكبار. قال: "قلت: أقول حيث لم يزل". قال: "فإن قال: أين كان في الأزل؟ ماذا تقول؟" قال: "قلت: أقول حيث هو". الآن يعني أنه كما كان ولا مكان فهو الآن كما كان. قال: فارتضى مني ذلك
ونزع قميصه وأعطاني منه. يبقى الشيوخ كانت تعطي الرمزية عندما يُحسن المريد، مكافأة صحيحة مثل المكافآت التي أعطيها أنا هذه بقيمة خمسين جنيهاً فقط، لكن ذاك كان يعطيه الجبة نفسها ولكن عندما جاءه الناس. الجُبَّة يلبسونها كي يخلع الباب ويعطيها الكهرباء، وسمعت الإمام ابن فُوْرَك يقول: سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كنت أعتقد شيئاً من حديث الجهة، فلما قدمت بغداد زال ذلك عني وعن قلبي، فكتبت إلى أصحابنا بمكة أني أسلمت الآن إسلاماً جديداً. بعض الناس يقولون أن الله في جهة، وهي جهة. العُلُوّ؟ أيُّ علوٍّ هذا؟ الأمرُ نسبي. نحن هنا في
الأرض، فأيُّ علوٍّ إذن؟ الذي فوقنا هو بجانبنا، ولذلك فنحن نُثبت ما أثبته الله سبحانه وتعالى من غير كيفٍ ولا تشبيه. أما حصره في الجهة فممنوعٌ باتفاق. كان هناك شخصٌ مخبولٌ من النابتة، وبعد ذلك عندما جاء... بغداد مع العلماء عرف الحقيقة تركه من هذه القصة وأرسل إخوانه في مكة أنني اعتنقت إسلاماً جديداً. الذي يقرأ في كتب المجسمة يحدث له هذا الشعور. قرأت مرة في كتاب من كتبهم القبيحة "رد الدارمي بن سعيد على بشر المريسي العنيد" وكنت بعد الظهر
وأخذت في قراءته إلى ما بعد. في العصر، وفي صفحة تسعين، وجدته يقول أن الله قد جلس على عرشه، فقط تحته أطيط كصوت الحجارة تضعها عليه. يا ربنا، ما هذا؟ كيف تكون الحجارة تحت العرش هكذا؟ فهو عندما يجلس عليه، يكون العرش مثل ماذا؟ أي قطع طيبة؟ فقد فزعت وأنا أتابع معه، وكنت في شبابي حينها، فائدة الكتاب تقول لي هكذا، فقمت إلى العصر وأسلمت إسلاماً جديداً. حدث له هذا
لكن لم يطل، استمر حوالي ثلاث ساعات. مطبوع في الصفحات تسعين وواحد وتسعين في طبعة أنصار السنة المحمدية بتحقيق حمد الفقي. فإنا لله وإنا إليه راجعون. ربنا، هذا تهريج. الله كأكام الحجارة، شيء لا يُتصور. تعقل فالمهم أن الرجل الذي نشر الكتاب وكان مسروراً به، يبدو أنه أيضاً عندما وصل إلى الصفحة تسعين انقلبت عليه معدته كأنها الحجارة، فذهب ليعلق في الهامش قائلاً: "لا، ليس إلى هذه الدرجات"، يعني نعم خرج توحيده الأزهري،
يعني لم يستطع الاستمرار إلى هذا الحد، كأن الحجارة تشبه ربنا هكذا ليس صحيحاً، هذا ليس كلام السلف الصالح، بل هو كلام الطالحين وليس الصالحين، فاحذروا يا أبنائي أن يخدعكم أحد، احذروا أن يخدعوكم. نحن أهل السنة، نحن لسنا أهل البدعة، نحن [المتمسكون بالسنة]. سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها [إلا إلا هالك وقام العابدون الذين قاموا الليل وصاموا النهار في تقوى الله سبحانه وتعالى وحرّموا المسألة حتى يعرضوا الإسلام على العالمين فانتشر الإسلام من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلى فرغانة في تجربة ممتعة صحيحة ناجحة ثم
بعد ذلك خلف من بعدهم خلف ليتهم عملوا هكذا، لكنهم ضيّقوا. الإسلام ضيقاً وأرادوا سحب الماضي على الحاضر وأنكروا الوجود المحسوس فأنكروا بذلك منهج النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء. شخص يسأل عن بعض كتب التصوف يعني لا بد عليك أن تقرأ إحياء علوم الدين وتقرأ الرسالة القشيرية وتقرأ أيضاً الحكم العطائية مع شرح لها، شرح الشيخ الشرنوبي أفضل. شراء وهو موجود في السوق ومن طبع دار ابن كثير ومتواجد موجود في السوق. أحدهم يقول: يا فضيلة الدكتور، دروس الأزهر القديمة. حاضر، ربنا يعينني إن شاء الله. نحن كثرة
السفر حالت بيننا وبين كثير من الواجبات. ما حكم ذكر السادة الشاذلية بلفظ "آه" وهم يسيرون فيه على أنه اسم؟ من أسماء الله تعالى أو أنه الباقي بعد حساب اللامين والألف، ويكبر الهاء. هذه أول قضية التي يذكرها الشاذلية، وهي في الحقيقة أنها ذكر بلفظ الجلالة "الله"، ولكنهم يسرعون فيها جداً حتى يتخيل السامع أنها "آه"، يعني يذكرونها "الله الله آه"، ومنهم الشيخ محمد ظافر المدني، وقد ألف فيها كتاباً. وانتقدها العلماء، منهم الشيخ بخيت ومنهم الشيخ عليش،
وتحدث فيها أنني بهذه الصفحة، وأن هذه أصلاً اسم من أسماء الله تعالى. فالله هو اسم من أسماء الله تعالى واسم أعظم، وأنها ليس فيها "آه" بذاتها، إنما السامع يراها أنها خرجت من قلبه بسرعة فيسمعها كلمة "آه" وعليها. أول كلام إبراهيم أن إبراهيم لأواه يعني كان يتأوه حتى من كثرة ذكره يسمع السامع آه فأصبح أواه يعني كثير الذكر لكن هي حقيقتها ما ذكره يا فضيلة الدكتور. شاب يريد أن الكلمة التي أمامي
يمكن أن تُقرأ يفتي فما حكم ذلك ويمكن أن تُقرأ يغني فما حكم ذلك ويمكن... أن تقرأ يفني، فما حكم ذلك؟ فالذي ذاكر هذا فقط يقول لنا: هي عنه هكذا، ماذا يريد؟ يغني أم يفتي أم يفنى؟ ها، لا تخف أنت، هذه وهذه هم نظيفون كلهم نظيفون حلوون. ماذا تريد إذن؟ ها طيب هو يقول يغني، هل هناك من قال يغني؟ يغني. الغناء صوت حسن وقبيح، فإن كان يريد أن يغني هكذا ويدندن بتحفة الأطفال، بالجزرية،
وما شابه، يغني بها هكذا بهذا الشيء. هو في الحديث اسمها البيقونية مثلاً، بألفية السيوطي، بألفية ابن مالك، كذلك حروف الجر وهي: من، إلى، حتى. قال: حاشا عادتي عن علم فضول ربا لمن. كيّة متّى والباء هو الكفل والمتّى ويجلس بجانبه وهو يمشي لا بأس في ذلك. فقلم الماء هذا هو شيء يُقصد به الترميم يعني. وُلِد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء. عندما يقول غيم على القاع بين البان والعالم أحلّ سفك دم في الأشهر الحرم. رمى القضاء بعين الجؤذر أسداً ساكن القاع أدرك ساكن الأجل عندما يقول أبا الزهراء قد تجاوزت قدري بمدحك، بيد أن لي انتسابك. مدحت المالكين فازداد قدري، وحين مدحتك
أثبتت السحابة. ما أجمل ما يُغنى، هكذا، يُغنى عندما يقول، أعني هذا الكلام الجميل. هو ظلم سُنة من أحيا الظلام إلى أن اشتكت قدماه الضر من وشدَّ من جوعٍ أحشاءَهُ وطوى تحت الحجارة خصرَ المُترفِ الممتلئ، وراودتهُ الجبالُ الشامخةُ من ذهبٍ عن نفسِهِ فأراها كبرياءً عظيماً. عندما يأتي ليقول فإنَّ فضلَ رسولِ اللهِ ليسَ لهُ حدٌّ، فيُعرفُ عنهُ ويُعبِّرُ عنهُ ناطقٌ بفمِهِ، كالزهرِ في نعومةٍ، والبدرِ في رفعةٍ، والبحرِ في كرمٍ، والذهبِ في عزائمٍ. ما هذا! لا يُغنِي يا فضيلة المفتي، ما حكم الطواف بقبر السيد البدوي؟ هل هو جائز أو
مكروه؟ لا، لم يرد في آداب الزيارة أن يطوف أحدهم بالقبر، إنما الحاصل من ناحية الواقع لا من ناحية الآداب، أنهم يجعلون من أجل الزحام بابًا للدخول وبابًا للخروج، فيدخل ويزور وينتهي من الناحية الثانية. فهذا ليس بطواف. أما أن أحدهم يظن في نفسه أنه يجب عليه أو يتوسل بالطواف فهذا ممنوع، لكن التنظيم غير ممنوع. يدخل من باب ويخرج من باب لأجل الازدحام، لأنه لو رجع هكذا يتدافع ويؤذي الناس ويؤذونه وهكذا. لكن الزيارة الشرعية هي أن يدخل فيسلم عليه ويدعو له وأن الله. سبحانه وتعالى أن يلحقنا به على كمال الإيمان وكمال الإسلام وأن ينفعنا به في الدنيا والآخرة وأن يجعلنا من المجاهدين على الرباط كما كان مجاهداً. وهكذا
ما حكم سماع الغناء وما حكم العادة السرية؟ العادة السرية حرام عند الجمهور خلافاً لأحمد، فأحمد أباحها بأحاديث كثيرة عن الصحابة وردت في ذلك. والجمهور استدل بما خرَّجه الحسن بن عرفة في جزئه: "سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: الحاكم الظالم وناكح يده" وبقيت السبعة. فكلمة "ناكح يده" جاءت قالوا عنها أنها هذه العادة السرية. ابن حزم والإمام أحمد بن حنبل يرون غير ذلك، ولكن المالكية والشافعية... والحنفية يرون حرمتها، فمن ابتُلي بشيء من ذلك فليحاول
أن يقلع عنها، لأن الخروج من الخلاف مستحب. ومن تحتّمت عنده هذه المسألة وشوّشت عليه حياته، فليقلد من أجاز ذلك. مقبرة نُقلت في أكثرها منذ أكثر من عشرين عاماً، واتخذها الشباب ملعباً لكرة القدم في القرية، فهل يجوز صلاة العيد فيها لا تفنى لأنهم تحدثوا عن المقبرة إذا اندثرت فإنه يجوز استعمالها ولكن بشرط أن تنتهي تماماً، أما إذا كان فيها قبر أو قبران فلا بد من نقلهما. في هذا الشأن نريد توضيح منهج طالب العلم السنة القادمة إن شاء الله عندما أراكم في سنتين. أهلاً وسهلاً يا سيدي، مرحباً. ما الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة؟ البدعة مخالفة
لأصل من أصول الدين. "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه"، ما ليس منه يبقى في أمر. يقول لك: "توضأ بالماء"، فذهبت أنت لتتوضأ باللبن، وقلت: "هذا سائل وهذا سائل، فلا يحدث شيء خاطئ". حسناً، هذا لبن أغلى من الماء. لا يصح أن تكون بدعة لأنك خالفت أصلاً، ولكن المصلحة المرسلة ليس فيها أصل. هذا ماذا، نضع المحطة أمام باب الجامعة أو نزحزحها قليلاً هكذا حتى لا يحدث ازدحام وفوضى أمام الجامعة؟ حسناً، لكن هذا المكان مخصص للمعاقين. نعم، لقد وضعها أمام الباب حتى لا يتعب الطلاب. حسناً، الدنيا... ازدحمت وأصل الجمعة نقلت يبقى ننقل المحطة فالمسلحة المرسلة تتغير بالتغير الزماني والمكاني
والأشخاص والأحوال. قرأت كتاب مكاشفة القلوب للإمام الغزالي وتوجد به بعض الأحاديث الموضوعة، فهل هذا صحيح؟ نعم، وكذلك إحياء علوم الدين. قال الإمام العراقي لما وجد أهمية هذا الكتاب فخرّج المغني عن حمل الأسفار في الأسفار. عن حمل الكتب في أثناء السفر، يعني فالأسفار الأولى للكتب، والأسفار الثانية جمع سفر، وخرّج الأحاديث وجاء وزاد في التخريج المرتضى الزبيدي رحمه الله تعالى، هذا توفي سنة ألف ومائتين وخمسة هجرية، يعني قبل الحملة الفرنسية بفترة بسيطة. الحملة جاءت اثني عشر وهو توفي خمسة، إتحاف السادة المتقين
بشرح إحياء الدين وذكر فيه تخريب واسع للأحاديث هل الكتاب الذي وضعه هو الإمام الغزالي نعم وكان يقول بضاعتي في الحديث مزجاة يعني قد يدخل عليه من الأحاديث بعض الضعيفة أم هو منسوب إليه أبداً. ولكن كل شخص يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وسلم ما حُكم ابتداء النقاب للسيدات: الأئمة الجمهور على أنه يجب على المرأة أن ترتدي النقاب، والمالكية يرون غير ذلك، وأن الصحابيات والتاجرات ومن بعدهن لم يكنَّ يرتدين نقابًا في طرقات المدينة. فقال مالك: كان
يكرهه، يعني يراه مكروهًا، كما في حاشية الدسوقي وغيره. في العصر الذي نحن فيه نقول برأي مالك صار يسبب فتنة خاصة في البلاد التي لم تتعود عليه. حكم المصافحة بعد الخروج من الصلاة يكون للإمام المذكور في المجموع، وهي بدعة حسنة، وكانت قاصرة في أول ظهورها على ما بعد صلاة العصر، ثم شاعت بعد ذلك بعد كل صلاة، وكل ذلك من البدع الحسنة. والبدعة هنا ليست بمعناها الشرعي الضيق في القرن فقط، بل تشمل الأحكام الخمسة كما عليه الجمهور خلافاً للشاطبي.