من معالم الطريق إلى الله اليقظة | أ.د علي جمعة | حديث الروح

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون الأعزاء والأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء الذي نحاول أن نتعلم فيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم معالم الطريق إلى الله أول ما أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الطريق إلى الله ما أسماه علماء المسلمين باليقظة
وكأننا كنا في غفلة لا نعرف ترتيب الأولويات ولا نعرف قضية الكون ولا نعرف مراد الله منها ولا نعرف وكثرت عدم معرفتنا فلما تكاثرت عدم المعرفة أصبحنا في الغفلة وأصبحت اليقظة هي أولى الخطوات في الطريق إلى الله ونرى رجلا مثل الهروي وهو يؤلف لنا معالم الطريق إلى الله في كتابه الممتع منازل السائرين بين إياك نعبد وإياك نستعين جعلها على مراحل
عشر وهذه المراحل العشر كل مرحلة فيها عشر خطوات فأصبح هناك مائة خطوة في الطريق إلى الله فيأتي رجل كبير مثل ابن القيم ابن قيم الجوزية ويشرح منازل السائرين في كتاب له ممتع اسمه مدارج السالكين في شرح منازل السائرين ومدارج السالكين ومنازل السائرين أيضا مطبوع ومتوفر وموجود في كل مكان كثير من الناس تسأل أين هذا من كتب الفقه أو من كتب العقيدة قامت طائفة من هذه الأمة لحفظ درجة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قامت طائفة من هذه
الأمة بحفظ هذه الدرجة للمسلمين لأنها من الدين: الإسلام، والإيمان، والإحسان. فاكتفى الآخرون من الفقهاء وأهل العقائد والتوحيد بهؤلاء وما كتبوه في تخلية القلب من القبيح وتحلية القلب بالصحيح. وسوف نعالج هذا في حلقة قادمة إن شاء الله، مدارج السالكين إذ هو أحد الكتب المهمة التي تحدثنا أول ما تحدثنا عن اليقظة أن نزيل عن أنفسنا الغفلة وأن نسأل أنفسنا من أين أتينا، وماذا نفعل هنا، وماذا سيكون غدا، وهي الأسئلة الفلسفية الكبرى التي شغلت البشر جميعا والتي أجابت عنها كل المذاهب الفلسفية الكبرى أجابوا
عنها بإجابات قد تكون خاطئة، لكن الإسلام كان بديانته السمحة المتكاملة الخاتمة قد أجاب على هذه الثلاثة بوضوح. عندما نعرف هذه الثلاثة فهذه بداية اليقظة: من أين أتينا؟ خلقنا الله، مسألة محسومة. وماذا نفعل هنا؟ نقوم بالتكليف، فإن هذه دار ابتلاء وامتحان واختبار ولا لا بد أن ننجح فيها، ماذا سيكون غدا بعد الموت؟ قيامة وساعة وجنة ونار، عقاب وحساب وثواب وهكذا. هذه الحقيقة تطمئن الإنسان أن صبره لن يذهب سدى وأن شكره لن يذهب سدى. إلى لقاء آخر،
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله