من معالم الطريق إلى الله قلة الكلام | أ.د علي جمعة | حديث الروح

من معالم الطريق إلى الله قلة الكلام | أ.د علي جمعة | حديث الروح - تصوف, حديث الروح
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وما زلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في معالم الطريق إلى الله وقلنا إن من تلك المعالم الكلام والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا كثيرا من اللغو في الكتاب والسنة، وحذرنا كثيرا من الكلام الباطل، وحذرنا كثيرا من شهادة الزور، وحذرنا
كثيرا من الكذب، وحذرنا كثيرا من السب والشتم والفحش والغيبة والنميمة، حتى إن علماء الإسلام جمعوا كل هذا فيما أسموه آفات اللسان، والنبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصي أصحابه والأمة من بعدهم وهو يربي جيلا فاضلا خرج إلى العالم بالنور والهدى يأمر بحسن الخلق وبلين الكلام وبطيب الكلم ويأمر بأن نلتفت إلى ألسنتنا وأن نقلل من كلامنا وكثرت هذه النصيحة حتى إن ابن
أبي الدنيا رحمه الله تعالى قد جمع كتابا كبيرا فيما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسندا بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الصمت، وإذا رأيتم الرجل قد أوتي صمتا فاعلموا أنه تنزل عليه الحكمة، فربط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصمت وبين الحكمة، ومعاذ يقول وهل نؤاخذ بما نقول يا رسول الله؟ قال ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يجر الناس على مناخرهم في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم؟ إذا معاذ يسأل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن اللسان، فإذا به هو باب شر كما أنه باب خير، ولذلك ينبغي علينا أن نلتفت إلى مسؤولية الكلمة، وكذلك ينبغي علينا أن نتحلى بالبعد عن اللغو ولا يكون ذلك إلا بالهدوء النفسي وبالسمت الصالح وبالصمت، علة عصرنا أن كل الناس يريدون أن يتكلموا والنبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى غير ذلك وسوف يترتب علينا من الألم ومن العذاب ومن الغضب من الرب سبحانه وتعالى الشيء الكثير من جراء عدم التزامنا بقلة الكلام حكمة،
وقلة الكلام وقاية، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يقول: اضمن لي ما بين لحييك وهو اللسان وما بين رجليك وهو الفرج، أضمن لك الجنة. الإنسان العفيف الطاهر لا يعتدي على الناس بلسانه وبسوء الكلام وبالغيبة والنميمة وبالسب واللعن، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم على بل تركنا على المحجة البيضاء كما ذكر ونهانا عن لغو الكلام وحشو الكلام وسوء الكلام وأمرنا أن يشتغل لساننا بالذكر وبالقراءة وبالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر وبالتعليم وبالإخبار وبالخبر
الصادق، وفي حديث أبي ذر: أيكذب المؤمن؟ قال: لا، بعد أن قال له: أيسرق؟ أيزني؟ كذلك يقول له: نعم معصية، أما الكذب فلا مبرر له إلى لقاء آخر مع معالم الطريق إلى الله سبحانه وتعالى وكيف نخرج أنفسنا مما ألفنا حتى نلحق بهذا الطريق المنير السلام عليكم ورحمة الله