موعظة بليغة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم مع الحديث الثامن والعشرين من الأحاديث الأربعين النووية ويمكن أن نجعل له عنوانا موعظة بليغة وهذه يرويها أبو نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة بليغة ذرفت
منها العيون، أي أن العيون دمعت وبكت، ووجلت منها القلوب، والقلوب حدث لها نوع من أنواع الخوف والرهبة، فقال رجل: إن هذه موعظة مودع، أي خاف على رسول الله أن تكون هذه موعظة يعظها لأنه كأنه جمع فيها كل شيء ونبه فيها إلى مواطن مهمة فقال رجل هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله متى ستتركنا وماذا نفعل تعلقوا به حبا صلى الله عليه وسلم هو الوصل ما بين
الحق والخلق هو مصدر الوحي فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا، يعني حتى لو كان العبد الحبشي هو ولي الأمر نطيعه، لا نرفضه لأنه ليس من قريش أو ليس من الأغنياء أو ليس من كذا وكذا، أبدا نطيعه ما دام الله قد ساق له هذا الملك، فإن الله سبحانه وتعالى يؤتي الملك من يشاء وينزل الملك ممن يشاء، أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، الناس مختلفون وكل واحد يتبع هواه وكل شخص
يدعو إلى رأيه وفكره وحزبه وكل واحد يعتقد في نفسه أنه سلطان، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه الخلفاء الراشدون المهديون تمسكوا بها بالنواجذ، والنواجذ هي الأضراس الخلفية، تصور أنك تعض بجميع أسنانك أي بكل قوة، تمسكوا بها بالنواجذ يعني تمسكوا بها تمسكا شديدا كما لو أن الإنسان يمسك بأسنانه جميعها حتى وصل إلى الأضراس الخلفية النواجذ بالشيء بقطعة اللحم فإن أحدا لا يستطيع أن ينتزعها منه وإياكم ومحدثات الأمور فإن
كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، رواه أبو داود والترمذي، قال حسن صحيح. رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالسمع والطاعة، ولكن كثيرا من الناس اعتقدوا أن ملاك الأمر وأن خير الأمر الفوضى، ويسمونها بالفوضى الخلاقة، والفوضى أبدا لا تكون خلاقة، الذي يكون خلاقا هو الاستقرار والأمن بل إن الأمن قبل الإيمان بمعنى أن خباب بن الأرت سأل رسول الله أن يستنصر لهم الله في مكة فتغير وجهه غضبا وقال إني أنا رسول الله ولينصرني الله حتى تسير الظعينة من مكة إلى الحيرة
لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها وإن الرجل ممن كان قبلكم كان يؤتى فيوضع المنشار في مفرق رأسه فينشر بين جلده وعظمه لا يرده ذلك عن دينه شيئا، رسول الله أعطانا أشياء وأنا أناقش بعض الشباب فيقول هذا كلام قاله رسول الله في أيامه، أيام لم يكن هناك مثل هذا، بداية الضلالة، نعم كلام رسول الله صلى الله عليه إلى يوم الدين كلام رسول الله ليس من عنده، كلام سيدنا الرسول من عند الله وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ولذلك أمرنا بالسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا رأسه كالزبيبة، وعندما
نرى اختلافا فقد قال فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم ومن شذ في النار، نسأل الله أن يقينا الفتن وبلادنا ما ظهر منها وما بطن وأن يوفقنا وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يهدي بالنا وأن يصلح حالنا آمين وصلاة وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين السلام عليكم ورحمة الله