هل تعرف ماذا علم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته؟ | أ.د علي جمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، فاللهم صل وسلم على سيدنا محمد في الأولين، وصل وسلم على
سيدنا محمد في الآخرين، وصل وسلم على سيدنا محمد في كل وقت وحين، وصل وسلم على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وأتباعه الأبرار بإحسان إلى أن نلقاك يا رب العالمين، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة
وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وإن خير الهدي هدي سيدنا محمد رسول الله وإن شر الأمور محدثاتها قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو مردود، تركنا صلى الله عليه وآله وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، لم يترك لنا شيئا يقربنا إلى الله وإلى رضاه وإلى جنة مولانا سبحانه وتعالى إلا وقد أمرنا به، وما ترك شيئا يبعدنا عن الله من غضبه والعياذ بالله وعقوبته في النار إلا وقد حذرنا منه ونهانا عنه، وقال
صلى الله عليه وآله وسلم: ما نهيتكم عن شيء فانتهوا، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. والنبي صلى الله عليه وسلم وقد بعثه الله نورا للعالمين وهداية للبشرية أجمعين إلى يوم الدين، وجعله خاتما للأنبياء. والمرسلين بعثه بالخلق الكريم فكان خلقا يمشي على الأرض ووصفه ربه سبحانه وتعالى فقال وإنك لعلى خلق عظيم وكانت
السيدة عائشة عليها السلام تقول كان خلقه القرآن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعهد أصحابه بالموعظة وبالتعليم وكان يجلس إليهم قصر الجلوس أو طال يعلم أصحابه ويقول لهم بلغوا عني ولو أي شيء وكان يقول نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي فوعاها فبلغها كما سمعها وفي رواية نضر الله
وجه امرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم علم أصحابه وأرسلهم ليعلموا العالمين فدخلوا على فارس والروم وقالوا لهم إنما أردنا أن نخرجكم من الظلمات إلى النور ومن ضيق الدنيا ساعة الآخرة ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وكان يقول صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق وكان يقول إنما بعثت
لأتمم مكارم الأخلاق وقد كان ضرب المثال بنفسه وكان الله قد اعتمده مثالا يحتذى ونبيا يطاع ورسولا نأخذ منه ما يرضي الله سبحانه وتعالى فقال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا، وقال تعالى: قل إن كنتم تحبون
الله فاتبعوني يحببكم الله، وقال تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، وفقهه ربه وأيده ربنا سبحانه وتعالى حيا وبعد أن توفي وانتقل إلى الرفيق الكلمة التي تغيظ بعض الفاسقين المغفلين الرفيق الأعلى وكانت آخر كلماته فيما لهج به لسانه الشريف إلى الرفيق الأعلى إلى الرفيق الأعلى وفاضت روحه إلى بارئها صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم كنز
الوجود حبيب الرحمن النبي من بني عدنان رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن به الناس لأسباب كثيرة ومتنوعة، إلا أن أخلاقه التي تركها لنا جعلت الناس يدخلون في دين الله أفواجا من خلال خلقه الكريم ومن طريقته في أقواله وأفعاله وتقريراته، بل وفي أوصافه في مواقفه. هو الذي قال: رحم
الله عبدا سمحا إذا باع وسمحا إذا اشترى وسمحا إذا تقاضى والسمح السهل وكان دائما يأمر بالسهولة واليسر والتسامح سهلا إذا باع وسهلا إذا اشترى وسهلا إذا تقاضى ويكون قريبا هو الذي كان يقول في مواقف مليئة بالاستفزاز والاشمئزاز أحدهم يقول السام عليك يا محمد يعني الهلاك عليك يا محمد في وجهه
فتغتاظ السيدة عائشة عليها السلام فيقول يا عائشة إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه وإن أحدكم ليثاب على الرفق بما لا يثاب على العنف والعنف ألا تسمعين ما أقول كان يقول وعليكم
فإن كان هذا قد أخطأ فأمره إلى الله وإن كان قد أراد وقصد فأمره إلى الله علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسماحة والرفق وقال في حديثه الشريف: الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وفي رواية أخرى: يرحمكم من في السماء، كأنه يدعو لنا وكأنه يطلب لنا الرحمة، حتى إذا وقعنا في خطيئة القسوة
والعنف، كان رسول الله عليه وسلم أجمل الناس ومثلك لم تر قط عيني ومثلك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء كان أجمل الناس ليس في الظاهر فقط بل في الباطن أيضا لم ينظر إليه أحد ويلاحظ تقاسيم وجهه الشريف إلا اطمأن إليه وفي حديث أم معبد وهي لا تعرفه وكانت على الشرك إلا أنها وصفت محياه في جماله الظاهري والباطني وفي تصرفاته
وهو يشرب وهو يأخذ الشاة فيحلبها بيده الشريفة برفق، لاحظت أم معبد ما كان من تصرفات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعجبت وقالت لزوجها لما رجع: لعله ابن عبد المطلب الذي تطلبه قريش. رسول الله ترك لنا كنزا عظيما، أضاعه من أضاعه وشوه صورة الإسلام في العالمين من شوهها. يظهر بعضهم في أوقات يدعو الآخرون
فيها إلى أن نذيب القيم والأخلاق في مجتمعات المسلمين حتى نصل إلى الفوضى الخلاقة، والفوضى الخلاقة عندهم ستؤدي بنا إلى أن نقلدهم، وإذا ما قلدناهم وعشنا حياتهم فإذا عشنا حياتهم واشترينا سلعهم فالأمر كله راجع إلى الدرهم والدينار والأمر كله راجع إلى المصالح والمكاسب والمناصب الدنيوية والأمر كله راجع إلى حياة يموت فيها الإنسان بعدما أعلنوا ببجاحة متناهية أن الله قد مات جل جلاله ترك لنا
رسول الله أكثر من ستين ألف حديث أكثر من خمسة وتسعين بالمائة منها في الأخلاق المرتبطة بالعقيدة، والله لا يؤمن والله لا يؤمن من لم يأمن جاره بوائقه من جاره، هذا قد يكون مسلما وقد يكون مسيحيا أو يهوديا أو غير ذلك أطلق وقال إن المسلم الذي قد شوه صورة الإسلام بسوء خلقه وعنفه لا يؤمن وربط
الأخلاق بالإيمان والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم، مفاصلة هذا الإنسان هو الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا أن نكون عليه عباد الله. لقد تركنا كل ذلك في أفعالنا، فارتفعت أصواتنا في المساجد وأنكرنا من غير علم ولم نسامح من بيننا وبينه مظلمة لا في مال في عرض ولا في نفس وكأن القوي فينا يأكل
الضعيف، نبينا قال لا تغضب ولك الجنة فغضبنا ولم نراع هذا. رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اضمن لي ما بين لحييك وما بين فخذيك أضمن لك الجنة، وفي رواية معاذ أن نؤخذ بما نقول يا رسول الله قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم لم نستطع أن نسيطر على أنفسنا فنراها تقع في الكذب وفي الغيبة وفي النميمة وفي
السب وفي البهتان وفي المخالفات هل هذا هو الذي تركه لنا رسول الله أين هو المسلم الذي هو كالوردة وصورته تكذب الناس بحاله قبل قال له أين هو المسلم الذي يضحي بنفسه من أجل إنقاذ الحياة كما كان الأمر الأول عباد الله إن أمر هذه الأمة لا يصلح في آخرها إلا بما صلح به أولها وقد كانت الدنيا في أيديهم ولم تكن في قلوبهم تركوا الأموال في مكة وهاجروا فأغناهم الله كان النبي صلى عليه وسلم
يتضور جوعا حتى يشد الحجر على بطنه الشريف وهو أعز الناس وفي قلبه أنه عبد لله فهو يعتز بالله يسجد لله تواضعا له وعزة في الحياة الدنيا والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير عباد الله منظومة متكاملة من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تركها لنا وجاءتنا بمحجة بيضاء فلا تفرطوا فيها وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وهي خطة الاستعمار
الإنجليزي بالنص في خطابات ساستهم ومبشريهم وقادة جيشهم أذيبوا أخلاق هؤلاء الناس حتى نتمكن منهم علانية من غير مؤامرة ولا خطة خفية عباد الله الذي هذه الأمة تتجاوز مكر اليهود ومكر المشركين ومكر الفرس والروم ومكر حروب الصليبية والتتار ومكر الاستعمار وهي تنمو منذ نشأتها فإذا بها تكثر وتنتشر فيما فتح لرسول الله من الأرض من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلى فرغانة، الأمر الذي حفظ على المسلمين أمتهم وأخلاقهم وتمسكهم بالتقوى
والطهارة والعفاف والغنى عما سوى الله، الدنيا في قلوبهم خلت وفي أيديهم بقيت، ولذلك خلا تاريخهم من الاستعمار ومن محاكم التفتيش ومن الإكراه ومن التهجير، وبني على الحب، تمسكوا بما تمسك به أجدادكم حتى لا نؤتى من قبل سافل أو نصاب، ادعوا ربكم، الحمد لله حمدا كثيرا وسبحان الله بكرة
وأصيلا وأشهد أشهد أن لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وحبيبه وصفيه وخليله. اللهم صل وسلم عليه صلاة تامة كاملة على مرتبته عندك في النبيين والمرسلين وفي العالمين يا أرحم الراحمين. عباد الله، رسول الله صلى الله وسلم أمرنا في شرعه الشريف بمكارم الأخلاق وروي مسلسلا عن الحسن عن أبي
الحسن عن جد الحسن أحسن الحسن الخلق الحسن، ويقول عنه علماء الحديث مسلسل بالحسن ويأخذونه ولو ضعف سنده لأنه يلخص ما هنالك من حقائق القرآن والسنة ومن سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أن الذي سيوحد هذه الأمة هو الصلاة فقال إن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في وقتها وقد كانت الصلاة قد تكون على
بعضهم شاقة إلا أننا لاحظنا أن المسلمين مع كثرة عددهم واختلاف بلدانهم وأحوالهم وفقهم الله للمحافظة على الصلاة وهذه آية من آيات الله تسجد لله سبحانه وتعالى في سبع عشرة ركعة كل يوم أربعا وثلاثين سجدة على سبيل الفرض والوجوب، ليس المسلمون فحسب، بل ليس هناك الآن من يسجد لرب العالمين في جميع الأديان التي زادت على أكثر من أربعة آلاف دين على وجه الأرض سوى المسلمين
الذين يسجدون لله تواضعا، لأن الله الحمد والشكر، ولأن القلوب الخاشعة أقرب ما تكون إلى ربها وهي ساجدة، عباد الله تمسكوا بأركان الدين وتمسكوا بالخلق القويم، شرح الله صدوركم وغفر ذنوبكم وستر عيوبكم ويسر أموركم، اللهم يا ربنا يا رحمن يا رحيم نسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو اللهم إنا نسألك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا
وجلاء همومنا وأحزاننا ونور أبصارنا وصدورنا وتجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا، علمنا منه ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وألف بين قلوب المسلمين وألق الأمن والأمان عليهم ظاهرا وباطنا يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر وما بطن أهدى العاصي ورده إليك ردا جميلا يا رب العالمين، نور بصائر من أعميت بصائرهم لأجل النبي صلى الله عليه وسلم، يا رب أقر عين نبيك بإصلاح حال أمته، يا رب هذا حالنا لا يخفى عليك وضعفنا ظاهر بين يديك، تجل
علينا بالعفو والرحمة والغفران ولا تتجل علينا يا رحمن بغير ذلك، اللهم يا ربنا انقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك، وافتح علينا من فتوحك ومن خزائنك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا، وافتح علينا فتوح العارفين بك، وعلمنا الأدب معك، واسلك بنا الطريق إليك، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، يا رب رد علينا القدس ردا جميلا. يا رب اهد العاصي يا أرحم الراحمين، اللهم اهد أبناءنا وأحفادنا وأهلنا وأزواجنا، اللهم يا رب العالمين ألف بين قلوبنا، اهدئ البال وأصلح
الحال واجعل هذا البلد رخاء سخاء دار عدل وإيمان وإسلام وإحسان وسائر بلاد المسلمين، يا رب اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار واهدنا في من هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث تقبل منا واهدنا واهد بنا وانصرنا بالحق وانصر الحق بنا واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب ولا عتاب، كن لنا ولا تكن علينا، فارحم
حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا، اشف مرضانا وارحم موتانا، اللهم رد غائبنا واهد ضالنا وسدد الدين عن المدينين واشف المريض يا أرحم الراحمين، وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون