هل لابد من إذن الشيخ قبل قراءة كتب التصوف؟ | الدروس الشاذلية | حـ 21 | أ.د علي جمعة

هل لابد من إذن الشيخ قبل قراءة كتب التصوف؟ | الدروس الشاذلية | حـ 21 | أ.د علي جمعة - الصديقية الشاذلية, تصوف
هل على المريد أن لا يقرأ كتاباً في علوم الدين وصحف في التصوف إلا بإذن شيخه؟ وهل نكتفي بالأوراد فقط ولا نزيد عليها ولا نصلي حتى على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلا بإذن الشيخ؟ أما قراءة الكتب فليقرأ ما يشاء ولكن عليه ألا يعمل
بما قرأ إلا ما هو واضح لأنه ليس كل قارئ يفهم بتمام الفهم، ولذلك إذا أشكل عليه شيء فليراجع شيئًا، لكن له أن يقرأ ما يشاء. أما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها مفتوح لأنها هي التي تحل حتى ما حلَّ الشيخ نفسه. الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، أما بقية... الأذكار حتى لا يتشتت المريض، وكثير جداً من الناس تشتتوا من كثرة الأذكار التي كلفوا بها أنفسهم ثم تركوها. ولا تكن مثل فلان كان يقوم الليل وتركه، فالنبي علمنا أن الله يحب الاستمرار، وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، فهذا هو الغرض من أخبار الشيخ والسيزاني في
هذا. المجال أما أن الشيخ يقيد عبادتك، لا، هو لا يقيد عبادتك. هذه الأسئلة ناشئة وكأن هناك صراعًا بين الشيخ والمريد، يريد الشيخ أن يسيطر ويريد المريد أن يتخلص من السيطرة. ليس الأمر كذلك أصلًا، فالعلاقة بين الشيخ والمريد هي علاقة حب وليست علاقة سيطرة إطلاقًا، نهائيًا. الشيخ لا... يسيطر ولا يريد أن يسيطر وليس عنده وقت أن يسيطر على التلاميذ، والتلاميذ لا يريدون أن ينضبطوا بالشيخ، بل هو حب هؤلاء الناس أحبوا هذا الشيخ فاسترشدوه فأرشدهم. هذا هو أساس المسألة. كل الأسئلة التي نعالجها الآن مبناها فكرة الصراع، أن هناك صراعاً بين الحاكم والمحكوم، بين الأستاذ والتلميذ. بين
الأب وأبنائه، بين الزوج وزوجته، كل هذه العلاقات عندنا قائمة على التكامل وعلى الحب وليست على الصراع. الصراع موجود في العالم لكنه ليس أساس العلاقات، ولكن في الفكر الغربي هو أساس العلاقات بين الأمم وبين الأشخاص وبين المراتب المختلفة كما بيّن عندنا أن لهن مثل الذي عليهن. بالمعروف وللرجال عليهن درجة، بل إن القضية هي قضية التكامل المبني على الحب وليست قضية الصراع المبني على النزاعات.
    هل لابد من إذن الشيخ قبل قراءة كتب التصوف؟ | الدروس الشاذلية | حـ 21 | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا