والله أعلم| الدكتورعلي جمعة ‎يتحدث عن فضل الصلاة على النبي وباب التقرب إلى الله| الحلقة الكاملة

والله أعلم| الدكتورعلي جمعة ‎يتحدث عن فضل الصلاة على النبي وباب التقرب إلى الله| الحلقة الكاملة - سيدنا محمد, والله أعلم
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ومن والديه ومن نفسه ومن الناس أجمعين" أو كما قال. صدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما أجمل أن يستحوذ حب سيدنا صلى الله عليه. وسلم على قلبك فهو بابنا إلى ربنا وبابنا إليه والصلاة عليه فصلوا عليه وسلموا تسليماً، أهلاً بكم في "والله أعلم". نسعد دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم،
وكل عام وأنتم بخير في ربيع الأنوار. في ربيع النبوة صلى الله عليه وسلم وأنت والشعب المصري والعالم الإسلامي وسائر الدنيا بخير لقدوم هذا اليوم الذي وُلِد فيه الهدى، فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء، صلى الله عليه وسلم. بك بشَّر الله السماء فزُيِّنت وتضوعت مسكاً بك الغبراء. مولانا الإمام فضيلتك دائماً تعلمنا وتقول لنا سيدنا النبي. هو بابنا إلى ربنا وبابنا إليه والصلاة عليه فما فضل الصلاة على سيدنا صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرة يعني بسبب تلك الصلاة التي صلاها
المؤمن على رسول الله امتثالا لأمر الله، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، ومن هذا أخذ العلماء تلك القاعدة الشهيرة: "تخلقوا بأخلاق الله"، لأن الله دفعنا أن نفعل مثله فهو يصلي على. النبي بالرحمة وتصلي الملائكة على النبي بالدعاء فأمرنا أن نطلب وأن نلتجئ وأن نتضرع إليه سبحانه وتعالى ولأن الله سبحانه وتعالى قد قرن اسم النبي باسمه وقال تعالى ورفعنا لك ذكرك وذلك أنه لا يذكر إلا وقد ذكر معه فنقول من أجل الدخول في الإسلام ومن أجل إقرار كلمة الحق أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن لا إله إلا الله، قالها
كل الأنبياء من قبل، فقال: "خير ما قلت وقال النبيون من قبلي: لا إله إلا الله"، لكنه هنا في دين الإسلام وهو الدين الخاتم، رسول الله وخاتم النبيين، لا نبي بعدي ولا رسول، لا بد أن نقول. وأشهد أن محمداً رسول الله، فقرن اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم باسمه، ومن أجل هذا القران يجيز الإمام أحمد أن ينعقد اليمين بالنبي دون سائر البشر. كيف يعني؟ عندما تقول: "والنبي" ينعقد اليمين والله صلى الله عليه وسلم، ولو أنك قلت: "والنبي لن نذهب إلى الإسكندرية" فذهبت، يصبح عليك الوفاء باليمين. كفارة أداء العَقَد معناها أنك إذا حلفت بالكعبة مثلاً، فإنه لا ينعقد اليمين لأن الكعبة مخلوقة،
لكن إذا حلفت بسيد الخلق فإنه ينعقد اليمين. لماذا؟ لأننا لا نقول: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن الكعبة قبلة المسلمين"، لا نقول هكذا. هذه قبلة المسلمين. عرفناها عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها". فلما رأى الإمام أحمد أنه قد قُرنت الشريعة بين اسم النبي واسم رب العالمين، وأن هذا من رفع ذكره وعلو شأنه وقدره عند ربه، وأن هذا مفتاح للدخول إلى الإسلام، قال: إذا... لو أقسمنا بالله فانعقد اليمين، نقسم بالنبي فينعقد اليمين. قال تعالى: "واذكر ربك إذا نسيت"، ولذلك ترى المصريين وهم يحوّلون الشريعة في
أحكامها إلى حياة معيشة، عندما ينسى أحدهم ويريد أن يسترجع ما قد نساه، يقول: "اللهم صل عليك يا سيدي يا رسول الله"، فقال أحد النابتة لواحد منهم قال... تعالى واذكر ربك إذا نسيت، ما قال اذكر النبي يا أخي. فقال له: والله ما أنت فاهم شيئاً. قال له: لماذا؟ قال له: لقد ذكرت الله. انظر كم المصري ذكي، قال له: لقد ذكرت الله وذكرت معه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهؤلاء النابتة انظر إلى أين سيصلون. أين إلى أن يقطعوا ما بين الشهادتين والعياذ بالله تعالى. انظر إلى الأئمة السابقين وانظر ماذا يؤكد الوعي الجمعي؟ يؤكد أنك عندما تقول:
اللهم، اللهم، ماذا تعني؟ الميم جاءت عوضاً عن النداء، أي: يا الله صلِّ وسلم على سيدنا النبي، يا الله، فهذا ذكر وقد استغاث والتجأ، فإذن "اللهم صلِّ على". سيدنا محمد جمعت بين الذكر الذي يؤدي بالإنسان إلى تذكر ما ينساه وإلى التبرك باسمه صلى الله عليه وسلم وإلى أخذ الثواب من الله سبحانه وتعالى، فمن صلى عليه واحدة صلى الله عليه بها عشرة، فيا رب صلِّ وسلم دائمًا أبدًا على حبيبك خير
الخلق كلهم. صلوا عليه وسلموا تسليمًا. فاصل ونعود إليكم. قوم على ما قلوب على قدري، أصوغ لك المديح ومدحك صاغه ربي صحيحاً، ومن أنا يا إمام الرسل حتى أوفي قدرك السامي شروحه. مولانا الإمام هكذا يقول الإمام ماضي أبو العزائم، فكيف هو بابنا إلى ربنا سبحانه وتعالى. النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءنا كشف لنا. حقائق بعضها نراها ولكن لا نستحضرها، مثل أن هذه الحياة الدنيا لها نهاية، هذا أمر يعرفه كل أحد وندرك الموتى ونراه كل يوم، لكنه أجاب على الأسئلة الكبرى التي حيرت الإنسان وانطلقت منها الفلسفات والمذاهب الأخلاقية في العالم. ما تلك الأسئلة؟ من أين نحن؟ السؤال عن الماضي، نعم، ماذا نفعل؟ هنا الآن السؤال عن الحاضر، ماذا سيكون غداً؟ السؤال
عن المستقبل. تلك الأسئلة التي حيرت البشرية: من أين أتينا؟ ما هي القصة؟ من أنا؟ ولذلك يقوم الأمريكيون كل سنة بإصدار كتاب كبير ويتساءلون: "من هو؟" و"ما هي القصة؟"، ويجمعون سير الأشخاص الموجودين. على الساحة، في الإعلام، في الجامعات، في الاختراعات، في رجال الأعمال، في كذا إلى آخره، فالإنسان سأل نفسه: "ماذا أفعل هنا؟" وجلس ينظر هكذا إلى السماء والأرض والجبال، فجاء وقال لنا هذه الحقيقة التي توجد في الأديان الأخرى وموجودة في بعض الفلسفات وتنكرها فلسفات أخرى. ولكنها تضع الإنسان في الطريق إلى الاستقرار والأمن والسعادة، لأنه قد عرف من أين هو. قال
لهم: هذا ربكم الذي خلقكم. حسنًا، احكِ لنا هكذا قصة الخلق. فعندما نذهب إلى قصص الخلق الموجودة في التراث السابق مثل التراث الهندي والتراث الصيني والتراث الآشوري والكلداني، نجد أن هذا التراث الإنساني متراكم بعضه وحي. مثل التوراة مثل ذلك يعني، ولكن بعضه أيضاً جاء من أنبياء لكن بعد نقل كثير وصور كثيرة تداخلت، نعم. فنجد حكى لنا قصة آدم بالتفصيل وحكى لنا في أول سورة في البقرة لدرجة أنك يمكن أن تسميها سورة الخلق، يمكن أن تسميها سورة الأحكام، يمكن أن تسميها سورة كذا، المهم فعندما ذكر لنا قصة آدم.
ذكرها بطريقة غريبة جداً لأنه لم يذكر لنا آدم هذا، هل كان ذراعه أم امرأته؟ وما اسمها؟ وأي ضلع أخذه؟ وهل هي من الضلع أم لا؟ وإنما ذكر لنا في مجمل هذه القصة ما يتعلق بالإنسان كإنسان، نعم، أن الإنسان مكرم، وأنه سجدت له الملائكة، وأنه حمل الأمانة، وأنه علمه وعلم. آدم الأسماء كلها أن هناك صراعاً بين الخير والشر وأنه قد هدانا النجدين طريق الخير وطريق الشر وترك لنا الاختيار سبحانه وتعالى. أشياء أساسية جداً تهيئ لآية هذه التصورات التي تسمى العقائد التي يتصورها الإنسان
ويعتقدها ويتمسك بها في عقله تهيئه للإجابة على السؤال الثاني: ماذا نفعل هنا؟ نعم، فقال له: "مطلوب منك العبادة، ومطلوب منك العمارة، ومطلوب منك التزكية". [سأله]: "عبادة ماذا؟" فشرحها له تفصيلاً: "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهوداً". [كان] أحدهم يعلّمه، فعلّمنا النبي عليه الصلاة والسلام حين نذهب، وهو التطبيق المعصوم. لهذه المعلومات التي تؤدي بنا في النهاية إلى السعادة، خلاص يصبح هو بابنا إلى الله. إذاً من الذي قال لنا أنه بابنا إلى الله؟ الله: {قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}، {وما آتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم عنه فانتهوا}، {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، {لقد كان لكم في} رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً، فلما كان الرسول أسوة حسنة، ولما كنا قد أُمرنا باتباعه، ولما كنا أُمرنا بطاعته، ولما كان أمرنا "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، كان باباً لنا إلى الله، لذلك "صلوا كما رأيتموني أصلي"، "خذوا عني". مناسككم تصبح بابنا إلى الله. من الذي قال لنا؟ الله في القرآن الكريم المحفوظ المعجز الذي هو نبأ مقيم ومازال لا تنتهي عجائبه، لا يخلق من كثرة الرد، ورسول الله في تطبيقه المعصوم
لذلك الكلام المطلق الذي يتجاوز الزمان والمكان والأشخاص والأحوال. حسناً، إذن نحن مكلفون. قال: نعم، مُكلفٌ بماذا؟ مُكلفٌ بكل خير، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. ومنهي عن ماذا؟ عن كل شر، كل شر نُهينا عنه وكل خير أُمرنا به. طيب، والشهوات؟ قال: سننظمها لك ولن نلغيها، إننا سننظمها. "زُيِّنَ للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام". والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب. هل هذه
الأشياء حرام؟ قال: لا، إنما عندما يكون لديك ما تجب فيه الزكاة وأخرجتها بالطريقة الصحيحة وأعطيتها للجماعات المستحقين، وعندما تكون لديك امرأة فتُحسن إليها وترعاها وتنفق عليها، "وخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال". عليهن وقعد يشرح لنا شيئاً أعتقد أنه لو فهمه الناس لما تأخر عاقل في قبوله، فأعطانا أحكاماً. ولذلك طوال عمر مصر، منذ السنة التي وضعنا فيها الدستور وجعلنا دين الدولة الرسمي هو الإسلام، وافقت كل الطوائف، وافق اليهود، وافق المسيحيون، وافق كل من في مصر. وافقوا لماذا؟ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، إنه يأمر بالعدل بين الناس،
إنه يأمر بالمساواة "وكذلك جعلناكم شعوباً وقبائل لتتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، إنه يأمر بالبر "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى"، يأمرنا بأمور عظيمة جداً هي محل اتفاق بين البشرية لأنه يأمرنا. بالحفاظ على النظام العام والآداب، ما هو هذا النظام العام؟ إنه حفظ النفس وحفظ العقل وحفظ الدين وحفظ كرامة الإنسان وحفظ ملك الإنسان. أين سمعنا هذا الكلام؟ إنها المقاصد الشرعية. نعم، المقاصد الشرعية هي النظام العام. واتفق العقلاء في العالم وإلى يومنا هذا بأنه لا يجوز الخروج. عن النظام العام وكثيرٌ مِنْ اتهمه بالخيانة العظمى لأنه
يحاول أن يقدح في النظام العام للمجتمع البشري أو للاجتماع البشري. فسيدنا النبي جاءنا بالثلاثة أسئلة هذه، قلنا له: "طيب وغداً بعد أن نموت ماذا نفعل؟" قال: "إن هناك يوم قيامة وحساباً وجزاءً وعقاباً وثواباً" ووضَّح لنا. هذا جداً وربط هذا بذاك، أعمل هكذا من الأخلاق لأجل الله، أعمل هكذا كل السنة. أخلاقيات مرتبطة بعقيدة الإله، ولذلك انظر إلى المصيبة التي يدعو إليها الملحد، وإلى أي دناءة هو يدعو الناس ونفسه إليها. يقول إنه لا يوجد إله، أضحكتني، حسناً ماذا لو قتلوك، من هم الذين سيقتلونك؟ داعش لا، أي شخص أقوى منك ما دام لا يوجد إله،
فما الذي يمنعه من أن ينتقم منك؟ إن الذي يمنعه هو الله. فالله ضرورة بالنسبة لك. أنت غير عاقل، يعني أنت أيها الملحد وأنت تنكر هكذا تعني أنك متمرد مع نفسك هكذا وستؤذي نفسك. هذا هو الإله، دعك من أنه هو. حقيقة واقعية دعْك من أنه يستجيب للدعاء أما أن يجلب المطر إذا دُعي ويكشف السوء، يجلب المطر إذا دُعي ويكشف السوء، هذا يقول لك إنها أمور واقعية. فالذي يدعو إلى الإلحاد هذا ليس مجرد قضية فلسفية وما إلى ذلك، هذا يحطم الوجود، هذا يريد أن ينتحر. فسيدنا النبي قال لنا أنه
هناك خلق وهناك صفات للإله وهناك تكليف ويوم آخر، فأجب لنا على الأسئلة، فكان بابنا إلى الله. يعني "إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا". هل لو طبقنا هذا المفهوم الذي أتى به سيدنا صلى الله عليه وسلم للعالمين، لعرفوا إجابات أسئلة كانت الشغل الشاغل لفلسفاتهم؟ المادية الباحثة نعم إننا، سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ولو أننا تتبعنا كما قلنا مراراً السنن الإلهية في القرآن الكريم ومنها سنة التعارف وسنة التوازن وسنة التدافع وهكذا لوصلنا إلى مقررات
في العلوم الاجتماعية والإنسانية تجعل النموذج المعرفي للإنسان والتفكير المستقيم للإنسان يتوصل إلى الحقائق، أما الذي يحدث الآن فنحن ننطلق من فكرة تنحية مسألة الألوهية، لن نبحث فيها يعني هو موجود قل موجود، قل غير موجود، هي هي. وبدؤوا يتعاملون مع الخلق وكأن الإله قد تركنا عبثًا وخلقنا عبثًا، ومن هنا اختلفت وجهة نظر المسلم مع هذه. الوجهة الأخرى التي تريد أن تكون عرجاء، التي نسميها في كتبنا القديمة الطينية، يعني هو ذهب متمسكاً بالطين فقط، بالمادة، بالمادة فقط التي أمامه وتحت قدميه. أين الروح
إذن؟ أين الذي خلقها؟ أين مآلاتها وأهدافها؟ لقد نسي كل ذلك، ومن هنا كان هناك. فرق بين من يسير على قدمين وبين من له قدم واحدة يعرج بها، هو لديه قدم ويمكن أن يحجل هكذا ويقفز ويتقدم. فبعض الناس الذين لا شأن لهم بالفلسفة، إنما لهم شأن أيضاً بنتاج التكنولوجيا الحديثة أو التطور أو ما إلى ذلك، أنا أريد أن أفهمهم. لماذا هم متقدمون ولديهم إنجازاتهم؟ لأنهم يسيرون وفقاً لنظام يتفق مع عقيدتهم. عقيدتهم أن ينحوا مسألة الألوهية، وساروا على ذلك، والنظام كذلك. فاتساق النظام بالعقيدة هو الذي جعلهم متقدمين. لكن
لو اتسق نظامنا مع عقيدتنا سننطلق ونصبح شيئاً آخر، وهنا يكمن مفهوم التجديد، تجديد هذا الخطاب. مفهوم وجوب الاجتهاد وأنه باقٍ في كل عصر، وهذا يبين لك أن من دعا إلى إغلاق الاجتهاد، يعني - رَبُّنا يسامحه - لأنه لا يفهم أنه بذلك قد أوقف الزمان، والزمان لا يقف، فيصبح هو الإطار الذي سيأتي ويزيله، فلا فائدة، ومن هنا كان سيدنا الرسول. والمتأمل في سنته كان هو بابنا إلى الله، قطعاً مولانا الإمام. يتبارى المحبون، يتبارى الأولياء والأتقياء والأصفياء على إيجاد صيغ للصلاة على سيدنا صلى الله عليه وسلم. ما أجمل صيغة نصلي بها عليه
صلى الله عليه وسلم حيثما تجد قلبك. يعني هذا السؤال هو في الحقيقة... شخصي، أي أن كل واحد يجد قلبه في صلاة معينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعيش فيها وبها ولها. الإمام أبو عبد الله الهروشي جمع ثمانية وخمسين صلاة من صلوات الأولياء الكبار وقسمهم على أربعة أرباع: الربع الأول والثاني والثالث والرابع، وسماه "كنوز الأسرار"، ثم قام بشرح الصلوات. هذا في فصل من كتاب له اسمه "فضل الصلاة على النبي"، وكان الإمام الهروشي يرى، وكثير
أيضاً من أولياء الله، أن هذه الصلوات التي جمعها من الأولياء - كل بحسب أقرب طريق إلى الوصول، يعني وصول الإنسان إلى درجة الاطمئنان والسعادة والأمن والأمان - هو أن نكرر ونعيد ونزيد. لدرجة أن الشيخ عبد الفتاح القاضي في شبلينك رحمه الله تعالى، الذي توفي سنة ألف وتسعمائة وأربعة وستين، كان يقرأ هذه الكنوز خمس مرات كل يوم. هل تنتبه؟ المعتاد لأنه اثنتان وسبعون صفحة، أن يقرأها الشخص في أربعة أيام، لكنه كان يقرأها بهذا الشكل طوال النهار. جالس يقرؤه خمس مرات يومياً حتى حُكي عنه أنه كان يقرؤه
وهو نائم، أي أنه من كثرة تسلط الحفظ والاسترجاع عليه، فهو نائم ودماغه يعمل، فيستيقظ فيجد نفسه يتكلم وهو في حالة الاستيقاظ بجزئية فيكمل من عندها، لأن معنى ذلك أنه كان نائماً لكن لسانه يلهج بهذا. الذكر بهذا الذكر طبعًا هذا الكلام سمعناه أيضًا من حفاظ القرآن، نعم عندما يستولي عليهم القرآن يحصل لهم هذا الأمر، فهذه مسألة إنسانية معروفة وهي تسلط الحفظ على العقل الذي يمارس هذا الحفظ، ولكن من كثرة التكرار التي كان يفعلها الشيخ عبد الفتاح رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه. فإنه وصل إلى هذا الحال، كذلك
الشيخ الجازولي، الشيخ الجازولي عمل ورداً ليوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، للأسبوع كله، ومقدمة وخاتمة، وسمى كتابه "دلائل الخيرات". وألقى الله على "دلائل الخيرات" القبول بطريقة عجيبة الشكل تدل على إخلاص صاحبها، وكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كانوا يقرؤونه عندما تأتي. تجد أنه يكرر كثيراً من الصلوات في كل يوم، ويكرر بعض الصلوات التي قمت بها في اليوم السابق. عندما تأتي لتستخلص من هذا، تجد شيئاً غريباً؛ فالكنوز والأسرار فيها اثنتا عشرة صلاة من دلائل الخيرات، أي أنه قد أخذها ووضعها لأنها منسوبة إلى سيدي عبد القادر الجيلاني. منسوبة إلى الشيخ التازي الفاسي، ومنسوبة إلى الشيخ
الرفاعي، ومنسوبة إلى السيد أحمد البدوي، ومنسوبة إلى السيد أبي الحسن الشاذلي، وهكذا. فكل واحدة لها قيمة، لكن عندما ظهر الشيخ التجاني أحمد التجاني، أتى بصلوات أخرى. وهناك رجل من الصالحين من أولياء الله الصالحين في المغرب الآن جمع سبع مجلدات. في صيغ الصلاة على النبي التي لم تُذكر من قبل سبع مجلدات يا مولانا، سبع مجلدات وطبعتهم للحكومة المغربية. سبع مجلدات في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التي لم تُذكر من قبل، يعني يتحداك أنه لا توجد صيغة من صيغ الصلاة هذه مع الكنوز والأسرار ودلائل الخيرات وكل ما هنالك. وسعادة الدارين للشيخ النبهاني.
الشيخ النبهاني ألَّف كتاباً قائلاً: "أريد أن أجمع كل ما ذُكر في الصلاة على سيدنا النبي"، فماذا فعل؟ ألّف كتاب "سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين". وفيما يتعلق بهذه الصلاة، فإن كتاب "سعادة الدارين" كبير، فقد جمع حوالي - نحن قلنا "هروش" ثمانية وخمسين - لكنه جمع حوالي قريباً من مائتين. مائتا صلاة، إنما السبع مجلدات هذه أخذت بالك يعني، فوجدت طبعاً أنه يكاد يكون من غير المكرر. كل دليل للخيرات في سعادة الدارين، كل كنوز الأسرار موجودة في سعادة الدارين. حسناً، لو فعلنا هكذا سيخرجون مائة صيغة، لا هو جمع مائتين، إذن إذا بحث في الكتب وكان... ووجد ولكن كان شرطه أنه شخص ما يكون قالها، نعم، صاحبنا
هذا جمع سبعة مما لم يذكر من قبل، سبع مجلدات، سبع مجلدات، ما زالت الأمة فيها خير وما زال فيها محبون لسيدنا رسول الله يتفننون في الصلاة عليه بتلك الصيغ الجميلة التي فيها معانٍ وفيها مواقف وفيها مشاعر، وحبيبنا ماذا سنفعل؟ حسنًا، ولذلك كانوا يسألونني ويقولون للناس الذين يُسيئون إلى سيدنا ماذا نفعل معهم؟ قلت لهم: لا تفعلوا شيئًا، بدلًا من أن تضربوا وتُحدثوا مشاكل، أقيموا مجلس صلاة على النبي أمام السفارة التي لا تعجبكم، يعني بالنسبة للرسوم المسيئة في الدنمارك، لا تهاجموا سفارة الدنمارك، وتعالوا إلى الرصيف الذي أمامها، واجلسوا وصلّوا. عن نبي الله عليه الصلاة والسلام، ولنرجع. لو فعلنا هكذا، فإن صورتنا ستكون راقية جداً وستُبكي
العالم، وهذا أفضل من الترقيع والتخبط والتقطيع والأمور غير المفهومة، وكلام لا يصح أن يُقدَّم بهذه الصورة الساذجة. لكن سواء غفر الله لهم أو لم يغفر، فجماعة الإخوان المجرمين هم الذين نشروا هذه الثقافة بين الناس. وأول من اشتغل بالصلاة على سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام الشيخ نور الدين الشوني، فتح مجالس الصلاة على النبي سنة ثمانمائة سبعة وتسعين. هل تسمح لنا بالخروج إلى فاصل لنعود إلى هذه المجالس، لنتنشق هذه العطور وهذه النسمات من ذكر سيدنا صلى الله عليه وسلم، فصلوا عليه وسلموا تسليما. فاصل. ونعود إليكم، أهلاً
بحضراتكم مولانا الإمام. ربما أخطئ وأقع في بعض الأخطاء والزلل، فأعود وأصلي على سيدنا صلى الله عليه وسلم. فهل تُقبل الصلاة من مرتكب الذنوب ومرتكبي الكبائر؟ وصف العلماء أهل الله المجربين في سعيهم إلى الله سبحانه وتعالى أن الدعاء إذا كان بين صلاتين على النبي قُبِل. لأن الله أكرم من أن يقبل البداية والنهاية ولا يقبل ما بينهما، فكانوا إذا أرادوا استجابة دعاء مرجو التحقيق كانوا يبدؤون بالصلاة على النبي، ثم يدعون، ثم يصلون على النبي، لأن الصلاة على النبي مقبولة قطعاً حتى من المذنب كثير الذنوب، لأنها متعلقة بالجناب الأجل، وأُخذ هذا من عموم قوله. من صلى من
للعموم سواء كان مذنباً أو كان مخطئاً أو كان مقصراً فإن الله سبحانه وتعالى يستجيب هذه الصلاة منه، فلو جعلنا الدعاء بين صلاتين يستجيب لأن الله كريم، يعني لن يستجيب الأول ويستجيب الأخير ثم لا يستجيب الذي بينهما، يعني هذا يقولون عنه يعلمون كيف يتعاملون مع ربهم. أصبحنا نتعامل مع ربنا من كثرة قراءة القرآن، تشعر بهذا الأمر، تدرك كيف تتعامل مع الله وهو يعلم. أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده، يعني هو يقدم لك قصص الأنبياء لكي يبين لك العلاقة بينهم وبين الله، لأن الله راضٍ عنهم، ولأن الله اختارهم، ولأن الله سبحانه وتعالى... أعلى من شأنهم فهؤلاء مرضي
عنهم. طيب، أنا أريد أن أقلد الذين هم مرضي عنهم، وكيف كانت علاقتهم بربنا؟ كيف كان دعاؤهم لربنا؟ فالقرآن يبين هذه الحالة في قصص الأنبياء، وبعضهم يقول: ما حكمة كثرة [القصص]؟ حتى تتعلم منه كيف تحسن علاقتك مع الله رب العالمين. فالصلاة على سيدنا الرسول مقبولة من الجميع. والصلاة على سيدنا الرسول وسيلة. عندما يأتي إليّ أحدهم ويقول لي: "أنا سئمت من نفسي، كلما تبت أرتكب الذنب مرة أخرى، كلما تبت أرتكب الذنب مرة أخرى، ماذا أفعل؟" أقول له: "أكثر من الصلاة على النبي، قم فإن ربنا يغفر لك، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، قم فإن ربنا..." يوفقك وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. قم، ربنا يثيبك ويذهب من قلبك حب المعصية وكثرة الوقوع فيها. فعندما
ننصح أولادنا وتلاميذنا وما إلى آخره بهذه النصيحة، تأتي لاحقاً ويقول: والله هذه صحيحة. فنعرف من هنا أنها صحيحة، لأن المبتدع يقول لك: أين الحديث؟ الذي يقول هكذا هل انتبهت أنه لا يوجد حديث يقول هكذا أننا ننصح ونعطي، فكيف تتجرأ وتقول هكذا؟ لأن سيدنا ترك لنا الخير كله، فنحن نستعمل هذا الخير في نطاق هذا الخير. تبقى بدعة ما دام النبي لم يفعلها، فهو يريد أن يسحب زمن النبي علينا وهي المفترض. أن نسحب حياة النبي علينا، وحياة النبي فيها منهج، والمنهج تعلمه الأئمة الكبار والشافعي وأولياء الله وطبقوه. هذا المنهج إذا تعلمناه كما تعلمه
الأولياء والمجتهدون وطبقناه، ستجد أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان. مولانا الإمام من ذاق عرف، ولذلك الكل يتشوق ويتطلع لرؤية سيدنا صلى الله عليه وسلم يقظة. ومناماً، فهل الإكثار والإخلاص والأسرار في الصلاة على سيدنا صلى الله عليه وسلم هي الوسيلة إلى ذلك، إلى رؤية سيدنا صلى الله عليه وسلم؟ رؤية سيدنا تأتي كثيراً من كثرة قراءة السيرة النبوية الشريفة، ورؤية سيدنا تأتي كثيراً من كثرة الصلاة عليه واللهج بهذه الصلاة، يعني من غير عدٍ ولا... أي أنه طوال جلوسه يصلي على سيدنا صلى الله عليه وسلم، لكن قراءة السيرة تُحبِّب الناس في الرسول وتُعرِّفهم جوانب هم ليسوا منتبهين إليها حتى مع
قراءة الحديث. يعني لو قرأنا الحديث ولم نقرأ السيرة، فما زال المرء يسمع أحكاماً ويسمع شيئاً فيه افعل ولا تفعل أو أو... في توجيهات لكن أين المواقف؟ أين موقفه كزوج؟ كوالد؟ التفاصيل يا مولانا. يعني كحياة، كقاضٍ، كمفتٍ، كمعلم، كقائد جيوش. كل هذا موجود في السيرة على أبدع ما يكون. مولانا يا إمام، يعني في شهر ربيع هل يعني نُكثر من الصلاة على سيدنا النبي ونقرأ دلائل الخيرات وما ذكرته فضيلتكم؟ من الكتب المهمة والأثيرة في هذا وقراءة السيرة وكيف نقسم الأمر وما الكتب التي نقرأها في السيرة لكي يتسنى للجميع أو للأغلب أن يقرأ هذه
الكتب في كتاب جميل جداً للشيخ النبهاني اختصر فيه المواهب اللدنية اسمه الأنوار المحمدية فالأنوار المحمدية هذا مما يقرأ في هذا الباب يعني في الرحيق. المختوم أيضاً يقرأ في هذا الباب في كتب كثيرة جداً، يعني كتب السيرة التي في المكتبة حوالي أربعمائة وخمسين كتاباً في السيرة النبوية، ففي كتب كثيرة جداً، وألّف فيها الصادق عربون، وألّف فيها أبو زهرة، وألّف فيها الشيخ أبو شهبة، وألّف فيها محمد حسين هيكل في حياة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وألّف فيها كثير من البشر عبر القرون، ألّف فيها ابن هشام وألّف فيها ابن إسحاق وألّف فيها موسى بن عقبة، وألّف في السيرة كثير جداً، وهي كما
قلت لك تركز على الناحية الجغرافية والناحية المواقف الحياتية والناحية الوصفية، تصف لك كيف كانوا يعيشون وكيف كانت حياتهم. كانوا في علاقاتهم وفي ودهم وحبهم وكيف كان يغير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بالنظرة يغير من أتاه مؤمناً ويدخله في عالم آخر من الروحانية حتى قال كيف تكفرون وأنا فيكم يعني هذا هو ما أنتم ترونه فسيدنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو رحمة مهداة ونعمة مزداة مولود الإمام. يعني استعرضت بعض ردود السادة المشاهدين حول السؤال على صفحة الفيسبوك وهو ما رأيك فيمن يعتبرون الزيادة في مدح النبي بدعة. الأستاذ
أحمد منصور يقول: والله لو احتكموا لكيفية مدح الصحابة لسيدنا النبي وكيفية احترامه وتعظيمه لتيقنوا أن ما نفعله أقل بكثير مما فعلوه. سادتنا الصحابة، ففي الكتاب الحكيم يقول: طالما نبتعد عن القول بأنه إله أو نصف إله، ونحن بفضل الله نفعل ذلك، فلا لوم ولا عتاب علينا، فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها حد نقف عنده. قل: بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. الأستاذة تقول: الزيادة في العبادة خير وبركة، ومدح النبي والثناء عليه. عليه وحباً له وحب النبي صلى الله عليه وسلم وعبادة. الأستاذ إسلام يقول: هي ليست بدعة وإنما هي فيض من الله على الذاكر حيث أن الذكر عبادة. مولانا، يعني أجاب فضيلتكم على هذا السؤال وتعليق على ما ذكره السادة المشاهدون. هو هذا ناشئ من أمرين أن... النابتة جعلت الناس تقف موقفاً سلبياً من سيد الخلق، وذلك
حكم الله فيهم. ربنا حرمهم لأنهم يفعلون الفساد في الأرض، فليس من الممكن أن الذي يفعل الفساد في الأرض يحب محمداً، ولذلك ربنا سلبهم حب محمد، وهم يدعون الناس إلى عدم الحب - اللهم صلِ وسلم - تحت كثير من الدعاوى، ولكن الحقيقة هي... أن هؤلاء الناس لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ويخدعون الأمة بكل هذا الكلام. ثانياً، من الجهل أن هؤلاء الصحابة مدحوا النبي صلى الله عليه وسلم، مدحوه في بانت سعاد، مدحوه بـ "وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه"، مدحوه في كلام حسان "وأجمل منك لم تر قط عيني وأجمل منك لم". تلد النساء خلقت
مبرأة من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء هؤلاء يحتاجون إلى التأديب وليس إلى المناقشة لأنهم يحرمون الناس حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا فعل الله فيهم بعدما طغوا وبغوا وأفسدوا في الأرض وملأوها ضجيجا على غير الوجه نفرح إذا يا مولانا بمولد سيدنا صلى الله عليه وسلم، الفرحة نجت وخففت عن أبي لهب ونحن نقرأ فيه قرآننا بأنه من أصحاب الجحيم، فما بالك بالمسلم والمؤمن الذي يفرح بالنبي صلى الله عليه وسلم ويوزع الحلوى ويُدخل السرور على الأطفال وتكون يوماً مذكوراً يُذكر فيُشكر في قوله تعالى: "وذكرهم بأيام الله"،
ومن فرح بنا فرحنا. به مولانا الإمام الدكتور علي جمعة وضحية كباراء بلا إزرشيف رضي الله عنكم وغفر الله لكم ودمتم لنا دائمًا يا مولانا، أهلًا وسهلًا بكم، كل عام وأنتم بخير، إلى اللقاء،