والله أعلم| الدكتور علي جمعة يتحدث عن حقيقة النسخ في السنة النبوية| الحلقة الكاملة

والله أعلم| الدكتور علي جمعة  يتحدث عن حقيقة النسخ في السنة النبوية| الحلقة الكاملة - والله أعلم
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير. أهلاً بكم في هذا اللقاء المتجدد دائماً مع صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنواصل معه الحديث حول قضية النسخ، وهل هناك خلاف في قضية النسخ بين السنة والشيعة. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم. أهلاً وسهلاً بكم. مرحباً، اسمح لي مولانا، ونحن استعرضنا ما قالته أو ما قاله أهل السنة حول النسخ في القرآن وفي السنة، ماذا قال الشيعة وهل هناك خلاف بين السنة والشيعة
حول هذه القضية؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قضية النسخ عند... الشيعة قضية معقدة لأنها اتخذت ألفاظاً أخرى غير الألفاظ التي استقرت عند أهل السنة والجماعة، وبهذه الألفاظ حدثت المعارضات الشديدة بين أهل السنة وبين الشيعة. من ضمن هذه الأشياء هي القول بما أُطلق عليه في فترة معينة البداء، وهي أن الله يحكم بحكم ثم يبدو له حكماً آخر، فهذا... يسمونه بالبداء،
ومفهوم البداء هكذا: أن الله يغير رأيه، وحاشاه. والكمال الذي يؤمن به، وهو الواقع، وهو الحق، وهو الأجدر والأحرى برب العالمين الذي يعلم السر وأخفى، والذي هو مالك يوم الدين ومالك الدنيا والآخرة، هو أنه عليم بكل شيء، بالظاهر وبالباطن، وبالتفصيل وبالإجمال، وبما كان وما يكون وما لم يكن. لو كان هناك تصوّر كيف كان يمكن أن يكون، فهذا يعني أن الرب العظيم الذي نُعظّم شأنه - نحن أهل السنة والشيعة - لا يليق به أن ننسب إليه قضية البداء. وقضية البداء
أيضاً موجودة في كتب أحبار اليهود القدماء وليس المعاصرين منهم أيضاً، لأنهم بعدما بحثوا تبيّن لهم أن مثل هذه التوهمات لا ينبغي أن تُنسب إلى الله. ولا يليق أن تُنسب لرب العالمين فرجعوا فيها، فمثل هذه الكلمات عندما كانت توجد هنا أو هناك في كتاب غير معتمد أو في كتاب يعني دُرِس وانتهى وما إلى ذلك، فكان أهل السنة وهم يناقشون الشيعة ويحتجون عليهم في ما هو الفارق بين أهل السنة وبين الشيعة، فكانوا يُظهِرون قضية. البداء وإذا فالشيعة، هل نستطيع أن نقول أن بعض فرق الشيعة؟ لأن الحقيقة أن الشيعة الباقين معنا أحياء هكذا لا يقولون بالبداء وينكرونه، كما ننكر نحن
كأهل السنة أن نوصف ربنا سبحانه وتعالى بالبداء. واعتذر بعضهم، منهم السيد الموسوي والسيد الأمين وغيرهم، إلى أنه ما يقع في الكتب. الكتب القديمة من مؤلفات الشيعة إنما تقصد بالبداء النسخ. هل تنتبه؟ إن ما يقصده أهل السنة هو تغيير الأحكام مع أن الله يعلم حينما أنزل الحكم الأول أنه سيغيره، وأنه سيغيره إلى ماذا. ولذلك فليس هناك بداء. فإذن قضية النسخ هي قضية يذهب إليها الشيعة، بل إن بعضهم أخطأ فعبّر.
عنها بالبداء، والعلماء الموثوقون منهم أنكروا هذا الحال، فاتفق الأمر والحمد لله رب العالمين. إلى الآن بعض الذين يريدون أن يخرجوا الشيعة من الملة وأن يصفوهم بصفات تُكرّه الناس فيهم، وكذلك قوم يقولون مثل هذه. قلت إنهم يقولون بالبداء، يعني ليقول بالبداء، طبعاً معروف عند الجميع أنه يعني... قد وصف الله سبحانه وتعالى بما ليس فيه ووصف الله سبحانه وتعالى بغير الصفات العُلى لأنه كأنه يعني مثل ما يقول اليهود القدماء أنه ندم منهم، لَغوٌ هذا الكلام طبعاً طبعاً، أنه ندم على ما
فعل في بني إسرائيل. بنو إسرائيل يقولون هكذا، اليهود يقولون، يقولون هذا، بعضهم يصف الله. سبحانه وتعالى بأنه قد رجع في رأيه وبدا له ما بدا وأنه قد ندم على ما فعله في بني إسرائيل من تشريد ومن عقوبة ومن كذا حاشا لله، فالله سبحانه وتعالى لا يظلم عنده أحد، والله سبحانه وتعالى عليم بذات الصدور، والله سبحانه وتعالى علام الغيوب، والله سبحانه وتعالى يعلم. السُّرَّة وَأَخْفَى، فَلَيْسَ هَذَا وَهَذِهِ أَوْصَافُ مَنْ هُوَ قَاصِرُ العَقْلِ فِي كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْ كُلِّ دِينٍ، ثُمَّ يَأْتِي العُلَمَاءُ الرَّاسِخُونَ وَيُنْكِرُونَ هَذَا إِنْكَارًا شَدِيدًا، فَهَذَا هُوَ المُتَدَاوَلُ عَلَى مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ وَمَا إِلَى ذَلِكَ. هُمْ يُرِيدُونَ تَكْرِيهَ النَّاسِ فِي الشِّيعَةِ وَمَا إِلَى
ذَلِكَ. مَنْهَجُنَا مُخْتَلِفٌ وَهُوَ أَنَّنَا نُرِيدُ. جمع كلمة الأمة ولكن في ذات الوقت نحرر المسائل ونتفق على أنه تعالوا إلى كلمات سواء بيننا وبينكم وهي كلمة سواء ونترك ذلك، لكن إذا صمم وتغابى أحدهم وأصر على هذه العقائد الفاسدة الكاسدة، فخلاص واجهناه بها وصممنا على الحق وتركنا مثل هذه التراهات لأصحابها، يعني أنكرنا عليهم إنكاراً وهذا. إذا جاء الناس وقالوا: "والله لا نقول بهذا"، يا أخي فمن الناحية العلمية والواقعية والإسلامية ينبغي أن أقبل هذا لأنه يقول مقالة الحق. أنا لن أقول
يرجع لأنه أصلاً لم يقلها، إنما الذي قالها هلك وباد، والذي قالها اشتبه عليه الأمر، والذي قالها ينبغي الرد عليه. مولانا الإمام، تعودنا من فضيلتك أن نكون دقيقين جداً في السؤال لنحصل على إجابة صحيحة. مولانا، ما صحة ما يقوله بعض الشيعة من أن النسخ هو حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه من التأويل أو بعض التأويل أو المفاتيح السابقة التي ستُذكر في سنة؟ منذ سنوات بعيدة، وأنا في منصب الإفتاء، زارني سفير إيران وهو شيعي في مكتبي، وقدم لي هدية وهي كتاب الله، فوجدته مطبوعاً بأفضل نوع من الطباعة وما إلى ذلك. وكان يريد
أن يراوغني فقال: "هذا هو المصحف الذي طُبع في إيران والذي تعتمده الجمهورية الإسلامية، وكما ترى هو..." ذات المصحف الذي هو مطبوع في مطابع الملك فهد رحمه الله تعالى في المدينة المنورة، طبعاً في ذلك الوقت كان مصحف الملك فهد أكثر انتشاراً، وكنا نفتخر بطبعاته وبورقه وبدقته وبجودته وبالمراحل التي يمر بها، ويتهادى به الناس فيما بينهم وهكذا إلى آخره. فوجدت حتى أنهم يسيرون فيه على أعلى درجات الإتقان. التي تنتهي الصفحة بآية وتبدأ الصفحة التي بعدها بآية، والمصحف ستمائة وبضع صفحات، ستمائة وأربع، وأن خمسة عشر سطراً التي تُسمى الدار كنار. كان مصحف الملك فيها بالدار كنار، وهذا مصحف دار كنار، هذا هو المصحف يا إخواننا. هو كأنه
يتبرأ من هذه الإشاعات أو الأقاويل. أو كذا إلى آخره فليس هناك أصلاً مصحف اسمه مصحف سيدنا علي وليس هناك مصحف اسمه مصحف سيدتنا فاطمة، ومصحف السيدة فاطمة الموجود على الإنترنت هو مجموعة أدعية، يعني سُمي مصحفاً لأنه مثل الصحيفة السجادية، مجموعة أدعية لعلي زين العابدين رضي الله تعالى عنه وأرضاه، فهي مجموعة من الأدعية منسوبة من... طريقهم إلى السيدة فاطمة عليها السلام، هذا كلام الإمام البخاري وليس كلام علي جمعة. "فاطمة عليها السلام" هذا كلام الإمام البخاري، ما ذكرها في صحيحه إلا وقال عليها السلام، لأنها كَمُلَ من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع: خديجة وفاطمة عليها السلام. ماذا سنفعل؟ حسناً، يعني
هل هذا الذي سيقرب القلوب؟ هل هذا الذي سيجعل المصريين أقرب الناس إلى التقريب؟ بمعنى ماذا؟ بمعنى يا جماعة، الأربعة: مريم، وامرأة فرعون، وفاطمة وخديجة - عليهما السلام. يا سلام! لماذا "عليهما السلام"؟ أخرج أبو داود أن جبريل جاء فقال: "بل خديجة من الله السلام". الله وبعدين فقالت عليك وعليه السلام يعني سلمت على سيدنا النبي وعلى جبريل الذي هو بلغ السلام وصارت سنة أنه كلما يقول لي أحدهم مثلاً هذا فلان يبلغك السلام أن أقول عليك وعليه السلام، يعني امتثالاً لما كانت قد علمتنا إياه السيدة خديجة
في رد السلام على الله سبحانه وتعالى. وعلى سلام الله المبلغ من جبريل والله هو السلام ولذلك قالت له عليك وعليه السلام فهي عليها السلام من الله سبحانه وتعالى هو الذي نزل عليها السلام هي وابنتها عليها السلام وهذا كلام أهل السنة. هذا الكلام عندما يسمعه الشيعة، عموم الشيعة وعوامهم، يستغربونه يا مولانا، أي يُفاجَؤون به. لماذا يفاجؤون؟ لأن بعض المغرضين أفهموهم أننا نكره سيدنا علياً أو أننا نكره السيدة فاطمة، أو أنهم يتميزون علينا بحب آل البيت. لا، يا أخي، نحن نحب آل البيت كالسكر في الشاي، وبالتأكيد نحبهم. فعندما يكون المدخل هكذا، تجد قلبه على الفور: "الله، يعني مثلنا؟ نعم". مثلك يا أخي نحن نحب - قال
- البيت مثلك. جميع القضايا هي قضايا علمية، إما أن تكون كما ذكرنا أنه توجد خمسة أشياء بيننا وبينهم، وإما أن تكون في الفروع، والفروع سهلة لأن لها [أصولاً]، لكن الذي يريد أن يوسع الدائرة يريد أن تكون هناك حرباً ودروساً باعتبار أنهم غير مسلمين وأنهم كذا. إلى آخره، فهذا هو ما كان من شأن النسخ عند الشيعة. فليس هناك أصلاً ما يسمى بمصحف علي، وليس مصحف علي هذا مخالفاً للمصحف المعمول به، وليس هناك حذف في مصحف علي حتى يقول ذلك نسخ. كل هذه يعني ترهات عامية لا أصل لها عند أهل العلم، قد توجد في... بعض الكتب وقد توجد في كذا لكنها ليس لها أصل، لا أصل لها، العلم نفاها، العلم نفاها، والراسخون
في العلم ينفونها. المصحف الشريف متفق عليه، والذي يقول إن المصحف الشريف كانت فيه سورة الولاية ثم نُسخت، يرد الألوسي شيئاً من هذا في التحفة الاثني عشرية ويقول إنهم يدّعون أن... هناك ما يُسمّى بسورة الولاية، وسورة الولاية كأنها تقول أنّ عليًّا وليُّ الله، وكذلك أنّ عليًّا وليُّ الله. حسنًا، أين سورة الولاية هذه؟ وأين وَرَدت؟ وكيف نُسِخت؟ كل هذه تُرّهات لا حقيقة لها حتى عند علماء الشيعة. مولانا الإمام، ما حقيقة مَن يقول بأنّ هناك آيات نزلت بأحكام؟ ولم تُتلَ هذه الآيات ونُسخت الأحكام ونُسخت الآيات. كان في حديث السيدة عائشة حول آيات الرضاعات،
لا أصل لهذا الكلام. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على أن يُخلِّص القرآن من كل إضافة، فالإضافات التي وردت كانت إضافات شارحة، يعني شخص يريد أن يتذكر فيكتب بين السطور شرحاً لهذه. الآيات مثل الهوامش هكذا يا مولانا، مثل الهوامش هكذا، أكتب فيه مثل الهامش الذي يُكتب فيه، أكتب فيه ملاحظة. طيب، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل هذا في ذلك. فبعض الصحابة كانت قد تكلمت في بعض الأحكام، يقول مثلاً بعشر رضعات مُشبعات أو متتاليات أو لا أعرف. آية أو بعشر رضعات أو بخمس رضعات، كل هذه عبارة عن نوع من أنواع التفسير، لكننا لم نتلقها قرآناً، قرآناً لم نتلقها. في هذا القرآن له
طريقته في التلقي وله طريقته في النقل، وهو منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الصحابة الذين تلقوه عنه إلى آخره وليس. ماذا تعني كلمة "محض"؟ هل هي شرحٌ أو إضافةٌ أو فكرةٌ أو كلمةٌ غريبةٌ نستبدلها بكلمةٍ غريبةٍ أخرى أو بكلمةٍ غيرِ غريبةٍ أخرى إلى آخره؟ أبداً، لم يحدث كل هذا في القرآن، لكن ليس هو القرآن الذي نُقِلَ إلينا بالتواتر الذي يكفر منكره. لا، ليس هو هذا. هل أنت منتبه؟ كيف كلما... أظلم عليهم، ساروا فيه، سعوا
فيه، هرولوا فيه، جالسين يكتبونها هكذا في المشاجرة. حسناً، ولماذا لا يكتبون المعاني التي هم متخيلونها؟ فيقع فيها واحد مثل الإمام الطبري ويقول: "يا الله، أهي هذه الحروف السبعة أم ماذا؟" فردوا على الطبري قائلين له: "لا يا طبري، ليست هي". هذه الحروف السبعة هي عبارة عن شيء خارج الرواية التي تتعلق بالحروف السبعة التي نزل بها القرآن. نزل القرآن على سبعة أحرف، فقالوا: "الله!" ثم أصبحوا يهرولون فيه، ويمشون فيه هكذا. ونحن أصبحنا نقول إن أبا بكر اختار حرفاً من الحروف السبعة، أو أن عثمان اختار حرفاً من كل. هذه تخيلات عندما اصطدموا به مما هو خارج الرواية، ليس أنه هذا لم يحدث وحدث، ولكن الله
حفظ هذا القرآن، حفظه بالرواية، بالتلقي، بالمشافهة، بأن أجلس وأقول "كلما أظلم عليهم" يعني التي في سورة البقرة "كلما أظلم عليهم"، هي هكذا، هي كما وردت هكذا، إنما التفسير في... الهامش يذهب ليُشوش ويقول ما يريده، إن الذي انتُقي لنا هو هذا الذي نُقل إلينا وهو حرف واحد. فماذا يعني إذن أن أُنزل القرآن على سبعة أحرف؟ ليس معناها هكذا، بل معناها أن هناك قراءات مختلفة تزيد من انبهارنا بالقرآن، بينها سبعة اختلافات. هل هناك من السنة ما... ينسخ حكماً في القرآن الكريم بعد الفاصل نجيب على هذا السؤال.
ابقوا معنا أهلاً بحضراتكم. كان سيدنا صلى الله عليه وسلم قرآناً يمشي على الأرض، وجاءت السنة شارحة لما في القرآن الكريم، فهل هناك من السنة ما ينسخ حكماً في القرآن الكريم يا مولانا؟ أيضاً احتار بعض العلماء. في هذا جعلوا أن بعض السنة أنها تنسخ القرآن أيضاً عندما يقف المجتهد حائراً بين نص في السنة صحيح عنده وبين آية من آيات القرآن، ولكن عند التدبر والتأمل والمناقشة والترجيح بين
الأئمة اتضح الحال، اتضح أن القرآن أكبر من الأئمة، اتضح أن القرآن أكبر من السنة بمعنى ماذا يا... مولانا سأقول لك حالاً: لقد اتضح أن القرآن أكبر من فهم الفاهمين، فازداد الإعجاب به والانبهار والخضوع له. وأضيف مثالاً على ما حدث: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ" لمن؟ "لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ". إذن، هل نكتب وصية للوالدين؟ هؤلاء الوالدان يرثون أم لا؟ لا يرثون، إنما يرثون من الورثة الأصليين الذين لا يسقطون أبداً. طيب
فما الحديث "لا وصية لوارث"؟ يأتي شخص ويقول: هذه الآية نُسخت، نُسخت. هو يظن ذلك لأنه وجد أن هناك تعارضاً بين "لا وصية لوارث" وبين الوصية للوالدين، فنجعل هذه منسوخة ونقرأها هكذا ولا يكون فيها حكم ويصبح... هكذا الحديث نسخ القرآن، فيبدأ يؤسس على هذا أن، والله هذه فكرة ستحل لي مشاكل. ما المشكلة؟ تعارض النصوص وكيفية الحل
أن السنة حجة مثلما القرآن حجة، والحجة يستطيع أن ينسخ ويغير الحجة، ولم يحدث شيء، فليس هناك شيء غريب حدث. هذا هو التفكير، كان يتعمق في التفكير هكذا. وقال له: "حسناً، أنا أرى أن السنة هذه عندما ثبتت، فقد ثبتت بطريقة أقل من القرآن، فأنا أرفض أن تنسخ السنة القرآن، فالقرآن هو الأصل". قال له: "حسناً، ماذا نفعل في هذه المسألة؟". قال له: "سأذهب لأبحث في هذا الحديث". ثم بحث في الحديث وقال: "أنا أرى هكذا أن هذا الراوي..." لم يقابل هذا الراوي وأن هذا ليس كذلك، الحديث هذا ضعيف. والله هذا حل آخر
يجعل أن معه شيء قوي ويجعل شيئاً ضعيفاً. فحديث "لا وصية لوارث" هذا لن نأخذ به. لماذا؟ أخرجه أبو داود بسند فيه مقال. ثم جاء الثالث وفكر وقال: يا جماعة "لا وصية لوارث" هو... مَن الذي قال لكم أن الآية تقول أعطِ للورثة الوالدين؟ طيب، افترض أن الوالدين لم يكونا مسلمين، فلن يرثا، وإذا لم يرثا فهما ليسا ورثة، إذاً هذا لم ينسخ هذا ولا شيء، وهذا سنعمل به وهذا سنعمل بهما. دبِّرهما كيف؟ أعطِه وصية، تمام. وهكذا الحل، وهكذا حُلَّت المسألة. أضافت حكمية وهكذا ما جعلتني أفكر في أنني أترك الآية.
أنا هكذا استعملتها، وعندما استعملتها ظهرت أيضاً حاجة جميلة وهي أنني عندما لا يكون أبي وأمي مسلمين فأنا أيضاً مطالب ببرهما. الله! وعندما نرجع إلى القرآن نجد أنك مطالب أن تبر أباك الكافر الملحد وأمك الكافرة المشركة. نعم، هذا هو. ماذا يقول؟ وإن جاهداك أي يعملان بجد ليل نهار إلحاحاً، نعم مثل السحر، وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً. يا للروعة! يا للروعة! يعني أبي الكافر أبره، نعم، وأعتني به.
ماذا وماذا أيضاً أفعل معه؟ هيا أخبرني. عندما قلنا بعدم النسخ وذكرنا أنه لا يوجد نسخ ولا أي شيء، فلا السنة تنسخ القرآن ولا القرآن ينسخ السنة، فالقضية ليست هكذا. القضية أن هذا هدى للمتقين، اقرأه وقلبك منفتح لكي يفتح لك مغاليقه وخزائنه. فاتضح الآتي: أن هؤلاء الناس عندما يكونون غير مسلمين، فإنهم يكونون غير ورثة. عندما يكون الورثة غير مسلمين، فإنهم لا يرثون، لأن الميراث جعله الله نظاماً خاصاً بالمسلمين، فلا توارث بين أهل الدينين المختلفين. وسبب ذلك أن الذي يُسلِم ويدخل الإسلام يُسلِم هكذا دون مطامع مادية. فلا يقول:
"أنا أريد أموالكم"، وعندما يُسلِم الولد لا يكون قصده أخذ ثرواتكم. فالولد الذي لا يسلم بنية صادقة لن يُسلِم حقاً. لا يضيرني أبداً وما الأمر؟ لا يضيرني أبداً وما الأمر يا رئيس؟ قال: حسناً، أليس هذا ظلماً؟ إن الأمر محبط. يعني أنا لم آخذ منكم شيئاً وبنيتُ ثروتي، فعندما أموت ستؤول لأولادي ولزوجتي، للزاوية. حسناً، يعني أنتم تقطعون البر والتقوى؟ لا، نحن لا نقطع البر والتقوى، بل نحن... سنعمل وصية تكون الثلث والثلث كثير، فعندما ننظر كم يأخذ الأب والأم عادةً، نجد أنهما يأخذان السدس والسدس أي الثلث. فنندهش أكثر أن الوصية حينئذٍ تتوقف عند الثلث، يعني ستعطيه كأنه ورث، نعم
كأنه ورث، لأن الأب والأم كانا سيأخذان السدس والسدس. ياه، إن الإسلام جميل حقاً يا... أخي، هذا هو الذي جعل الناس تُسلم، وهو الذي جعل الناس تدخل في دين الله أفواجاً، وهو الذي جعل الإسلام نموذجاً ناجحاً. فعندما يأتي ويُشوِّه عليه كل هذه التشويهات، ما هي كل هذه التشويهات؟ أعداءٌ شوهوه، وأدعياءٌ شوهوه، والأسوأ هم الذين ينتمون إليه، نعم، الذين هم من المسلمين، نعم. أغبياء المسلمين هؤلاء الذين هم المتطرفون، الذين هم النصيّون، الذين هم كرهوا العالم كله وشوهوا صورته، شوهوا صورة الإسلام، فأصبح الإسلام متهماً من هؤلاء ومن
هؤلاء، من الأعداء ومن الأدعياء. فلما أصبح متهماً بما ليس فيه، الناس كرهته. بالله عليكم، إذا كنت أنا الصورة الذهنية التي تقولونها عن الإسلام. أنا أكرهها يا سيدي معكم كمسلم، كمسلم وأكرهها لأنني مسلم، لأنها ليست الإسلام، لأنها ليست الإسلام ولا علاقة لها بالإسلام، ومن هنا جاء كلامي. مرة شاب من الإخوان جاءوا ليأخذوا معها حديثاً، فقلت لهم: "الإخوان والملاحدة وجهان لعملة واحدة"، فنشروها على إخوان نت هذه أو إخوان لا أعرف ماذا. كومة أو شيء مشابه وقال يعني عبر الإنترنت، قال إنهم يحاربونني، فقلت لهم: لا، كلاكما تصف الإسلام بما ليس فيه. هذه هي القصة: داعش والملحد،
الاثنان يصفان الإسلام، لكن داعش يقول: "الإسلام أمرنا بالعنف ونحن نتمسك بالعنف الذي أمرنا به الإسلام"، والآخر يقول: "الإسلام يأمر بالعنف ولذلك أنا..." ليس مسلماً، هذه هي الحكاية. فيكون إذا كلاهما يقول نفس الشيطان. نعم مولانا، هل يختلف النسخ في السنة عن القرآن الكريم؟ طبعاً وقد ذكرناه من قبل ولكن لزيادة التوضيح. طبعاً بناءً على هذه التراتبية المنطقية، فريقنا هذا الذي يقول أنه لا نسخ في القرآن، يعني القرآن كتاب هداية محكم بيّن. لكن في السنة ورد النسخ، وقلنا قبل ذلك أن الحازمي ألّف في ذلك في النسخ والمنسوخ من الآثار على اعتبار في النسخ والمنسوخ من الآثار، وجمع ربما مائتي حديث،
منها: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها"، "كنت أمرتكم عن عدم ادخار لحوم الأضاحي إلا فكلوه وادخروه"، "كنت نهيتكم". عن مثل هذه الآلاف أتدرك كيف؟ فكنت نهيتكم هذه يعني كان معناها أنه أمرهم بالوضوء مما تمسه النار وبعد ذلك عفا عنهم. كان أمرهم بالمتعة، زواج المتعة الذي يقول به الشيعة، هذا هو، وبعد ذلك نهاهم عنه. كان في البداية يرى أنه يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس حتى يجمع بين الاثنين. وبعد ذلك ذهب إلى المدينة فأصبح بيت المقدس نسخاً لهذا
الاستحباب، ثم بعد ذلك نُسِخ فأصبح في نسخ في السنة وفي العمل وكثير، وانتبه أن الأستاذ الألباني كان يقول لك إنها إحدى عشرة حديثاً فقط التي ورد فيها النسخ، محصورة في. أحد عشر حديثاً وهو يقول هكذا. الحازمي جمع مائتين، هل انتبهت؟ ما الفرق بين أحد عشر وبين مائتين؟ كثير من المائتين مندرجة تحت الأحد عشر، مندرجة تحت هذا الموضوع. يعني مثلاً موضوع الوضوء مما تمس النار، هذا هو وجاز الوضوء مما تمس النار، هذا تجد فيه... عشرة أحاديث في الحازمي، عاملهم عشرة، وهذا عاملهم عنواناً واحداً، هل الخمر مُنسَخة أم لا؟ لا خلاف
أن الخمر هذه محرَّمة من البداية، انتبه، وقِس على هذا، ففي كثير جداً من الأمثلة لا السنة نفسها نصت على أنها قد غيَّرت الرأي وأنها بدَّلته، لكن القرآن لا، القرآن ليس فيه ذلك. هذا المعنى، بل إن كل آية من آياته تدل على حكم مستقل يفيد هداية فيما نحن فيه من ما لا يتناهى من الفروع وما لا يتناهى من الأحداث، لأن النص كما يقول الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني الشافعي له نهاية ستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية، والوقائع لا نهاية لها يا مولانا. الإمام: ربما يتراءى للبعض أن ثمة تضاداً بين الأحاديث، فهل النسخ هو الحل لفهم هذا التضاد أم أن هناك فهماً
خاطئاً؟ الأمر له درجات، أولاً عندما أرى تناقضاً، لا يمكن أن يكون التناقض في الواقع وفي الشريعة لم نجده، إنما في حديثين، فأول شيء أفعله هو أن أتحقق من الصحة والضعف، وأقدم الصحيح على الضعيف. وجدتهما كليهما صحيحين، فأبحث إمكانية الجمع. والجمع له مداخل: في الزمان، وفي المكان، وفي الأشخاص، وفي الأحوال. إذا تعذر الجمع، أقول بالنسخ. فهي درجات: أولاً معرفة قوة الحديث، وثانياً قضية إمكانية الجمع، وثالثاً قضية النسخ. فيأتي حديث وأقول...
هكذا هو يقول لي أنه نهى رسول الله عن استقبال القبلة في قضاء الحاجة ونحن في قضاء الحاجة يعني في الحمام لا نستقبل القبلة ولا نستدبرها، وحديث آخر أنه رآه في البنيان وهو مستقبل القبلة، حسناً وماذا بعد؟ يعني هناك تناقض. فقالوا: لا، عدم استقبال القبلة، أنت متى تتمكن؟ لا تستقبل ولا ما تستقبل في الخلاء في الصحراء، لكن داخل البنيان أنت محكوم بوجود محل قضاء الحاجة. البناء الذي حصل، البناء الذي حصل، البناء موجود جاهز، فأنت مقيد فيه. فيكون النهي
مختصاً بالصحراء دون البنيان. ها قد جمعنا ووفقنا بينهما، ووفقنا بينهم، وجعلنا هذه في حالة وتلك في حالة أخرى. في حالة ثانية، إذا كنت في الصحراء، فيحرم عليك أن تستقبل القبلة أو تستدبرها أثناء قضاء حاجتك. لكن في البنيان تتصرف كما تشاء في البنيان. هل أنت منتبه؟ وبذلك تُحَل المسألة. هذا يسمونه ماذا؟ جمع! هذا ليس نسخاً، أهذا نسخ لذاك أم ذاك نسخ لهذا؟ هذا إنما هو جمع بينهم. طيب، قال لي: توضأ مما مسّت النار، وقال لي: لا تتوضأ مما مسّت النار. قال لي: توضأ عندما تأكل لحم الجمل، وبعد ذلك قال لي: لا تتوضأ عندما تأكل لحم الجمل. فماذا يكون هذا؟ يكون هذا نسخاً. طيب، قرأ آية السجدة
وهو على المنبر. ونزل وسجد وهو على المنبر، وهناك من لم ينزل ليسجد، فهذا جائز، أي لبيان جواز الأمرين وليس نسخاً، فكلا الأمرين جائز، فيمكنني أن أنزل وأسجد مع الناس، ويمكنني أيضاً أن أستمر دون سجود لأنني في حالة خطابة وتتابع للأفكار وما إلى ذلك، فلو قطعتها ونزلت وما إلى ذلك سأضيع [المعنى]. مني الفكرة أو سيضيع مني الكلام أو يعني سيرتبك عليه، فيكون هذا جاهزاً وليس منسوخاً ولا شيء، وقس على هذا عشرات عشرات عشرات المواقف، أنه تكون هناك علة أو سبب آخر. الجمع يعطيني شيئاً أفضل. سليك بن الغطفاني دخل وهو يخطو، فقال: "يا سليك، هل حياك الله بركعتين"، فقام.
سَلِيك وحيّا الله بركعتين، هو علَّمنا مولانا وهو علَّمنا، قال له هكذا، قال لسليك: قُم صلِّ. سيدنا صلى الله عليه وسلم، نعم سيدنا سليك كان غريباً في البادية، فهو جاء ويظهر أنه كان فقيراً، نعم كان يُقال إنه كان صعلوكاً، صعلوكاً يعني فقيراً، نعم. فالصحابة ليس عيباً عليهم. فكرة لو هناك صعلوك فقير جداً، كان الصحابة يحجزون له قمحاً وتمراً وغير ذلك، ويقولون: "هذه للسليك عندما يأتي". فيريد أن ينبه الناس أن السليك قد وصل، فيا عباد الله، يصبح كل واحد قد حجز له شيئاً يعطيه إياه، وهو بالطبع يرجع السليك بهذه الأشياء إلى قبيلته، وكلهم محتاجون وفي حاجة. الصحراء ليس عندهم موارد، فالنبي عليه الصلاة والسلام بدلاً من أن يقول لهم: "يا أولاد سليك، ها قد جاء، فلتعطوني الشيء"، لا، بل ماذا فعل؟
سبحان الله! انظر إلى الأدب العالي الذي علّمه للناس. قام وقال: "يا سليك، هل صليت ركعتين؟" أمام كل الناس. قادرون على ذلك، وصل هكذا. هل انتبهت كيف أن هذا كلام الإمام مالك وكلام الإمام الشافعي؟ قال: لا، أنا لا شأن لي به. إن كان هو فقيراً وأنا لست فقيراً، فقد قال له: في مصر لا تدّعِ، يصدر عليها حكم، يصدر عليها حكم أنه عندما يدخل المرء والإمام يخطب، يقول له: اجلس. والشافعي يقول صلِّ ركعتين، وانتبه لأن سليكة فعل هكذا. هذه هي الأحوال التي ليست مفاجئة، لا يذهب الرجل من هؤلاء ولا المجتهد من هؤلاء إلى
مسألة النسب. هذا هو ديننا وهذا هو إسلامنا وهذا هو الكريم، كصوم عاشوراء. إن هذه السنة هي حياة النبي. فسيكون فيها حكم ثم ينسخ لأن القرآن قد نزل، وهذه قضية أخرى، فلا بأس أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيفرض على المسلمين من عندي نفسي بإذن الله، لأنه كله قل كل من عند الله، كله بإذن الله، لأن الحكم الشرعي هو خطاب الله. ولكن ليس خطاب رسوله
أيضاً. فالمدلول عليه بالكتاب، والمدلول عليه بخطاب الرسول، والمدلول عليه بإجماع الأمة، والمدلول عليه باجتهاد المجتهدين فيما يسمى القياس، هو خطاب الله. إذ أن الحكم ليس إلا لله، فالحاكم الوحيد هو الله سبحانه وتعالى. فعندما يأتي في صوم عاشوراء مثلاً فيفرضه على المسلمين فينزل... فريضة رمضان هي فريضة رمضان لم تتعارض معه ولا فرضية صيام ولا ذُكِرَ شيء عن صيام عاشوراء، أي أن وجود صيام عاشوراء لم يُذكر. فالسنة هي التي أوجبت والسنة هي التي نسخت، نعم، ففي النهاية سيكون أيضاً من قبيل نسخ السنة بالسنة لأنه هو الذي فرض عليهم بهذا. السنة هي التي فرضت عليها والتي قالوا أنه يكتفي برمضان هو أيضاً
السنة، يعني لم يأتِ ذكرها في القرآن نهائياً. لا، لا يوجد شيء كهذا لا من قريب ولا من بعيد أبداً. وبعد ذلك، قد يأتي في القرآن ما يميز فيه بين البشر مثل قيام الليل، قيام الليل. هذا فرض على النبي لكنه ليس فرضاً على الأمة، عندما يقول له: "قم الليل إلا قليلاً، نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه، ورتل القرآن ترتيلاً". فرضه "قم" - "قم" يعني أمره، والأمر للفرد ملزم لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاء على الأمة الباقية فلم يفرضه. عليهم هذا بالرغم أنه لم يترك قيام الليل في حياته أبداً صلى الله عليه وسلم، هل تنتبه؟ فتقول السيدة عائشة أنه ليس هناك ليلة نامها كلها وليس هناك ليلة قامها كلها، كان ينام ويقوم كما
قال: "إلا أني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، ومن رغب عن سنتي فليس مني"، فهو... انظر كيف أن الفريضة في حقه هكذا، الفريضة في حقه أن يتزوج مَن تزوج من النساء، لكن هذا قد علمنا ما فرضنا، لأن الناس ليست هكذا، الناس مثنى وثلاث ورباع، وعندما تصل إلى سيدنا الرسول كانوا تسعة، والله أعلم ما فرض على هذا وما فرض على ذاك، فقد يكون. الشيء المفروض عليه هذه خصيصة لسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، خصيصة لسيدنا. هناك علم يُسمى الخصائص، ما الذي اختُص به النبي أنه فُرض عليه النحر
"فصلِّ لربك وانحر". لابد أن يذبح، وهذه سُنة، ولكن لابد أن يقوم الليل، ولابد أن يتزوج النساء هؤلاء لكي يحملن عنه. هذه الحياة كلها لأن حياته مركبة وعميقة وفيها مثال لكل. أحدٌ وهكذا فإننا أمام قضية أن السنة تنسخ السنة، لكن السنة تنسخ القرآن أو القرآن ينسخ السنة، قيل إن العلماء قالوا ذلك وفي الأصول وهكذا، يعني هذا ليس من قبيل أن من يقول ذلك مخطئ أو غالط أو ما شابه ذلك إلى آخره، ولكن لدينا ترجيحات أخرى، وبهذه الترجيحات الأخرى رأينا أننا نتعامل. مع النصوص بصورة أقرب إلى تحويلها إلى برامج عمل مؤثرة في الحياة وتحل المشكلات
وتقدمنا إلى الأمان. مولانا، هل يمكن للعلماء أن ينسخوا أحكاماً ويستحدثوا أحكاماً أخرى جديدة؟ لا، النسخ لا يكون إلا من المشرع، ولذلك هو انتهى بانتهاء الوحي. لا يمكن لعالم أن ينسخ ولا للأمة أن تنسخ أو كذا إلى آخره ولكن هناك تعبير للإمام الرازي أحدث شيئاً من اللبس وهو قضية ذهاب المحل. يعني افترض أن رجلاً قُطعت يده، كيف سيتوضأ؟ لا يوجد بديل لهذه اليد المقطوعة، فخلاص سقط عنه غسل اليد لذهاب المحل. لذهاب المحل فالرازي قال هذا كأنه ذيل، كأنه ذيل. بالعقل، لأن المحل لم يعد موجوداً،
فذهب بعضهم والرازي نفسه عبّر بالنسخ بالعقل، لكن العقل لا ينسخ بمعنى أنه يتحكم في الحكم الشرعي ويزيله أبداً. مولانا، في نهاية المطاف الذي سنتحدث في هذا الإطار، يعني ربما يثير البعض لغطاً على هذا الموضوع، ومع أن الأمور أصبحت واضحة، فماذا تنصح؟ الناس في هذا الأمر بالذات لأن الأمر أصبح واضحاً جداً وجلياً أنصحهم أن يقرؤوا سورة البقرة في آياتها الأولى "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" فقط. كثير على طول الأمر واضح "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" فنحن نريد أن ننزل القرآن منزلته ومكانه الأجل بحيث أن نجعله هداية
كتاب هداية كما أراده الله سبحانه وتعالى في إنزاله على قلب النبي صلى الله عليه وسلم. اسمح لي مولانا أن أقرأ بعض مداخلات السادة المشاهدين حول سؤال على صفحتنا في الفيسبوك: ما رأيك في القول بأن وجود النسخ في السنة والقرآن تنطع في الدين؟ الأستاذ المروان يقول: بنيت الدنيا. ونزلت الديانات السماوية الأخرى تمهيداً لاستقبال الدين الإسلامي. أريد فقط أن أقول شيئاً مهماً جداً وهو أننا لا نقول إنه لا يوجد نسخ في القرآن لأن هذا طعن أو ليس طعناً، بل نقول ذلك لأننا نريد أن نلتزم بهداية القرآن كله للعالمين. الله هو الأستاذ، لا يوجد أستاذ غيره. يقول محمد: لا يوجد تناقض في الدين، إنما هو انتهاء وقت حكم معين وحلول حكم آخر بدلاً عنه، مصداقاً لقوله تعالى: "ما ننسخ من آية" إلى
آخر الآية. الأستاذ نبيل يقول: الناسخ والمنسوخ علم لا يعرفه إلا العلماء الكبار، ولهذا أي شخص عادي أو لديه ثقافة دينية بسيطة لا... يفدي بهذا الموضوع وعليه الرجوع إلى العلماء. الأستاذ نبيل يقول إذا كانت النسخ مطابقة للأصل القديم فهذا حفاظ على القديم الأصلي. الله سبحانه وتعالى، يعني كل هذه الأشياء، هو يحكي ما ذهبت إليه الأمة، وذهاب مناسب للعصور المختلفة، وعرضنا هذا إنما هو لجعل القرآن الكريم كما أراده الله سبحانه وتعالى. كتابة هداية مولانا الإمام الدكتور علي جمعة بيت كبار العلماء ابن الأزهر الشريف رضي
الله عنكم دائماً يا مولانا وبارك الله فيكم دائماً شكراً لكم دمتم في روح موسيقية.