والله أعلم| الدكتور علي جمعة يوضح حكم الزواج من الإخوة في الرضاعة| الحلقة الكاملة
أشهد الله أوقاتكم بكل خير، وهو لقاء يتجدد دائماً في والله أعلم مع مولانا الإمام فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنسعد بكل إجاباته على كل التساؤلات التي ترد إلينا. مولانا الإمام أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. تسأل السائلة وتقول: حججت منذ أعوام مع زوجي. ويريد أن أحج معه مرة أخرى ولكني أريد أن أتبرع بأعمال الخير بالحجة الثانية فهل هذا يصح؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على
سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. نرى أن اتباع الزوجة لزوجها في رحلة الحج وهي رحلة روحانية كبيرة بعدها غفران للذنوب وكذا إلى... آخره أمر مقصود في الشرع الشريف ولذلك فمصاحبتها لزوجها قد تكون عند الله سبحانه وتعالى أعظم من أن تقدم مساعدات للآخرين. نحن نقول لمن حج مرة أو مرارًا أن فعل الخير ومساعدة الناس ورفع الكرب عن المكروبين أمر مطلوب وما إلى ذلك، لكن هنا دخل معنى آخر وهو مصاحبة. الزوج تحمل من المودة والرحمة والحفاظ على الأسرة ومن الذكريات والعشرة ما يصعب على المرء أن
يقول لها: لا أذهب، واعملي الخير بدلاً من ذلك، واتركي زوجك يسافر وحده. ولا نعلم تأثير هذا الأمر فيه ولا في معاملته لها ولأسرتها أو في نفسه هو بينه وبين ذاته، فأنا... لا أفضل هذا، بل إنه من الأحسن، بل هو المستحسن أن تسافر مع زوجها. يقول الإمام: يسأل السائل، ولكن ما اتصل هاتفي. ألو يا أستاذ همونه، أهلاً بك أستاذ همونه، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. السلام عليكم مولانا، كيف حالك؟ وعليكم السلام، أهلاً وسهلاً، كل عام وأنت بخير. ونسكك البارد النبويين، ربنا يعيذنا على حدثك القديم. كل عام وأنتم بخير. تفضل يا أستاذ مولانا، ما هو سؤال حضرتك؟ أنا عندي سؤال في آخر سورة المائدة. نعم، السؤال هو في
الآية: "وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله إلى..." آخر الآية وكان الرد "سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق، إن كنت قلته فقد علمته". نعم، أنا أردت أن أسأل، لكن السؤال من الله سبحانه وتعالى هنا له حكمة، وقوله "إن كنت قلته فقد علمته" أصبح جميلاً. علمتُ. فهل أيضاً في حكمةٍ فيه؟ بالطبع، نعم، بالطبع هناك حكمةٌ كبيرة أن الله سبحانه وتعالى يُقيم الحجة. قال تعالى: "ولله الحجة البالغة". فالله في المشهد العظيم يسأل عيسى أمام العالمين: "أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟" فهذا من
أجل إقامة الحجة، فالهدف منه هو إقامة. الحجة أن الله لا يسأل استفهاماً، بل يسأل هنا في صيغة السؤال استنكاراً لهذا القول الذي قال به بعضهم أنهم اتخذوا عيسى رباً. والله إذن يفعل هذا لإقامة الحجة، فالله يقول أمام العالمين من أجل أن يُسمعهم أن نفس عيسى عليه السلام يتبرأ من هذا. أما رد سيدنا عيسى فهو للخلائق كلها أن هذا ليس على سبيل الاستفهام، الله يعلم، وإنما هذا على سبيل استنكار ما وقع من بعض البشر فقال: إن كنت قلته فقد علمته، تعلم
ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك، إنك أنت علام الغيوب. يقر هذا ويعترف أمام العالمين أنك أنت تعلم وأنا لا أعلم. هذا إقرارٌ إضافيٌ من سيدنا عيسى ببشريته أو بنبوته وأنه مخلوقٌ عند الله سبحانه وتعالى، مرسلٌ من عند الله سبحانه وتعالى. فكل هذا الحوار إنما القصد منه إقامة الحجة على العالمين ممن اتخذ من دون الله إلهاً. وكي ننبه إلى أننا في الحقيقة عندما تحدثنا مع علماء اللاهوت كثيراً. يعني هم لا يقولون إن الله ثالث ثلاثة، لكن في بعض الفرق قالت إن الله ثالث ثلاثة. هم لا يقولون إن عيسى هو الإله، ولكن
هناك من قال هذا، فالله سبحانه وتعالى ينعي على هؤلاء مقولتهم وينبه العالم إلى أن هذا طرف من الوثنية يجب على الجميع أن يتبرأ منه. ويجب على الجميع أن يوضحه للناس وإلا يكون سبباً في اختلاط المفاهيم. معالي، سمِّه يا أستاذ، سمِّه. أهلاً وسهلاً، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضلي يا سيدتي، أنا أسأل عن الجدل الدائر حالياً حول موضوع الصلاة وساعة ما قبل الفجر. نحن الآن في حالة بلبلة، يعني أنا أخذت برأي والذي فاتني من زمان في الفجر أصليه قبل أن أصلي الفرض ثلاث أو أربع مرات، لا أدري ما يقدرني الله عليه. وفي البلبلة التي حدثت الآن، يقولون إنه يجب بعد الأذان مباشرة أن نصلي
الفجر، فالمرء عنده حيرة. فأريد أن أعرف رأي الدكتور: هل عندما أصلي ثلاث أو أربع مرات من السرعة مثلاً أو شيء آخر مثلاً، وفي السنة التالية أجد نفسي مثلاً أخذت ساعة أو ربع ساعة أو ثلث، أيكون أنا أصلي بشكل خاطئ أم ماذا؟ لا، أنت تصلي بشكل صحيح مائة في المائة، وابقَ كما أنت. وعلى فكرة، لم يقل أحد ما فهمته هذا، لم يقله أحد إن... إننا إذا صلينا بعد الفجر بنصف ساعة، فصلاتنا غير مقبولة أو صلاتنا ناقصة أو ما شابه، لم يقل أحد ذلك إطلاقاً أبداً. حتى من يدّعي أنه ينبغي أن نتريث بعد الأذان، فهو يقول نصلي بعد الفجر بنصف ساعة، والآخر يرد عليه قائلاً: لا، بل سنصلي مع الفجر مباشرة. أي على سبيل الجواز وليس على
سبيل عدم قبول الصلاة بعد نصف ساعة، فما تفعله صحيح مائة بالمائة، ولا تخف فأنت على صواب تماماً، ولم يقل أحد حتى الآن من النابتة ولا المبتدعة بأن ما تفعله خطأ أبداً إطلاقاً، قولاً واحداً. يا مولانا، قولاً واحداً، اسمح لنا مولانا أن نذهب لفاصل قصير ثم نعود إلى السادة المشاهدين الكرام. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. اسمح لي، معي اتصال هاتفي من الأستاذ محمود. يا أستاذ محمود، أهلاً بك، أهلاً بحضرتك يا سيدي. تفضل يا سيدي. حضرتك كنت تريد أن تتكلم مع فضيلة الشيخ، فضيلة حضرتك أستاذ محمود، تفضل. حضرتك يا سيدي الشيخ، أنا أحب فتاة وأريد أن أتقدم
لخطبتها، لكن بيننا رضاع، والتي أرضعته ليست أمي ولا أمها، بل امرأة خالتي. وعندما سألناها، لم تتذكر عدد الرضعات كم كانت، وإذا كانت [الرضعات] خمساً أم لا. وسؤالي لفضيلة الشيخ: هل زواجي منها حلال؟ أول شيء هو أن الرضاعات لا يشترط فيها الإشباع، المهم أن تكون خمس رضاعات. فإذا أرضعتك خمس رضعات وأرضعتها خمس رضعات، فقد صار كل واحد منكما ابناً لها. وعلى ذلك فهي أختك في الرضاعة حينئذٍ. ولكن أنت تقول أن المرأة فقدت العد، يعني لا تعرف. ولكن هل تقول أنها أرضعتكم؟ رضاعاً مستمراً بمعنى أنها مرة والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والعشرة، لكن لست متذكرة كم، قد
يكونوا خمسة وقد يكونوا عشرين. إذا كان هكذا فهذا يتم به التحريم وهذه تصبح أختك، ولكن إذا قالت: "لا، أنا تقريباً أرضعته مرة وهذه مرة وانتهى الأمر"، فقد كان الولد جائعاً ولم يكن يذهب. لها كل يوم وأمه تتركه عندها وهكذا الذي هو حضرتك يعني وأنت طفل، فإذا كان هكذا فهذا حرام. طيب، أنت الآن ماذا تفعل؟ وهذه الفتاة، الأفضل والأحوط في دين الله أن تتركه هذا الأمر أو أن تتزوجه، لكن هذا هو الأحوط. فلا بد من إجراء التحقيق مع هؤلاء المرضى تحقيقاً تماماً وأنا أنصحك أن تصطحب هذه المرأة إلى دار الإفتاء المصرية لكي أمناء الفتوى يجلسوا معها بهدوء ويستذكروها، ثم
بعد ذلك تصدر الفتوى الشرعية الصحيحة. معيله سيد أحمد، يا أستاذ أحمد أهلاً بك، أهلاً بك باشا، السلام عليكم، أهلاً وسهلاً، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، سلام عليكم، وعليكم السلام. واستزده وفقهنا وإمامنا، السلام عليكم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يعلمنا من الله أن نوفقك في أن نكون في تواصل مع حضراتكم. أهلاً بك، ربنا يعني يمدنا دائماً من كنز معلوماتكم وكنز فقهكم، وربنا يزيدكم. أستاذي، هل المبالغ التي تبلغ النصاب ويستحق عليها زكاة المال وهي في البيت ليست... في البنك فمن الممكن أن يستطيع عليها الفوائد إذا كانت في البنك وبلغت عشرة في المائة كما أفتيت سابقاً وكما أفتينا، أما هي فينطبق عليها دائماً ربع العشر، لا ينطبق عليها دائماً ربع العشر لأنها ليست في
حالة استثمار بل هي في حالة ادخار مركونة في البيت والنبي. صلى الله عليه وسلم قال: "لا تدعوا أموالكم تأكلها الزكاة"، لأنني لو وضعتها في البيت، فمعنى ذلك أنها عبر السنين ستقل قيمتها تدريجياً بنسبة اثنين ونصف في المائة إلى أن تنتهي قيمتها بالكلية. ولذلك لا يصح أن نعتبرها أصبحت مستثمرة أصلاً، الأمر الذي دفعنا على خلاف الأصل أن... نُفتي بأن الودائع عليها عشرة في المائة من الإيراد إن كان لها إيراد فعلي. والذي دفعنا لهذا هو أنها تُستثمر. أين تُستثمر؟ لا نعرف. البنك يستثمر في السوق كله: صناعة وتجارة وزراعة
وخدمات. لكن البيت لا، هو ليس يستثمر، هذا البيت موجود أمامي هكذا. فأي مبلغ موجود في الدولاب أو في الخزانة يكون عليه اثنان ونصف في المائة، ولو الإمام مع أستاذته مرفت. أستاذة مرفت، أهلاً بكِ. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضلي. نحن بخير وحضراتكم طيبون، وأنت بالصحة والسلامة. لكن أريد أن أسأل فضيلتك الشيخ شيئاً، لو سمحت. تقرأ القرآن، تفضلي لو سمحت، والله لو حساب تفسير: الآن أنا أقرأ القرآن، وكنت في فصل الصيف أقرأ القرآن وأرتدي ملابس عادية، أي ملابس المنزل، شفافة ورقيقة هكذا، ولم أكن أغطي الرأس ولا أي شيء. هل كان ذلك حراماً أم لا؟ وهل يكون صحيحاً أن لا أقرأه كيفما اتفق لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ؟ القرآن على كل حال كان يُقرأ وهو جالس وهو ماشٍ وهو نائم وهكذا يعني مستلقٍ.
ولذلك أنت تقرأ القرآن على كل حال إلا أن تكون جُنباً، هذه فقط هي الحالة التي ما كان يقرأ فيها القرآن. فالذي كنت تفعله سليم مئة في المئة، واقرأ كما اتفق وما... لا تشغلي نفسك، نعم، معي الأستاذ، حنان، أهلا بك، عليه الصلاة والسلام، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هل يمكنني التحدث مع الشيخ؟ تفضلي، حضرتك أنا، تزوجت رجلاً، أنا زوجة ثانية بعدما لم يكن يعرف زوجته ولا أولاده، وبعدما تزوجنا بأسبوع عرفت زوجته، والآن هو، أنا لا أعرف شيء عنه وهو يريد أن يطلقني بعد أسبوع من زواجنا وأنا أريد أن أعرف ما حكم الدين فيما يفعله معي، أن يتزوجني ثم بعد أسبوع أو أسبوعين يريد أن يطلقني، هل هذا يرضي
الله؟ وكيف ستكون أحكامه عند الله هذا الإنسان؟ وصدقني لن يظلم امرأة يتزوجها ثم بعد ذلك... قبل أسبوعين يريد أن يطلقها، وهو لا يتصل، ولا يتصل بكِ نهائياً، الآن لا يتصل بي مطلقاً، ولا أعرف أي شيء عنه، وقد وضعني في حالة حذر، ولا أعرف كيف أصلي، ويعيشني في شقة إيجار حالياً، ولا يدفع مصروفي ولا أي شيء. لقد تزوجني أسبوعاً، وبعد هذا الأسبوع لا أعرف لماذا رضيتِ بالزواج منه وأنتِ تعلمين أنه متزوج، ولماذا رضيتِ بالزواج منه وأنتِ تعلمين أنه لن يخبر زوجته، ولماذا رضيتِ بالزواج منه وهو منشغل بأسرة أخرى؟ لماذا؟ لماذا هكذا؟ أنتِ تلقين بالعبء كله عليه، وهو رجل ظالم، ولكن ألستِ أنتِ أيضاً قد ظلمتِ نفسكِ؟ الله تعالى أحلّ الزواج مرة واثنتين وأربعة فقط قال لك إنني لن أعطيها خبراً، لم يُحلل
الله ذلك، أن يقول لك أنا سأتزوجك في السر. هل أنتم عقدتم عند المأذون أم عرفي؟ المأذون؟ لا، عند المأذون. حسناً، وهو قال لك أنا لن أخبر البيت الثاني، لن أخبر البيت الثاني، إذاً لا يوجد قَسَم. إذاً لا يوجد مبيت، يصبح كذا وكذا، وأنت رضيت بهذا الوضع، وهذا وضع خطير حتى لو كان حلالاً. نعم، العلاقة التي بينكما علاقة حلال وكل شيء وأبيحت، لكن ما يترتب عليها أنه عندما تعلم الزوجة وتقلب الدنيا رأساً على عقب، يذهب ليطلق الزوجة الجديدة، وتصبح القديمة أحلى ولو كانت. وهذه سنة الله في خلقه، لكنك أخطأت عندما تزوجت وقبلت بهذه المخاطرة. ها هو ما حصل. أما بالنسبة له، فماذا تريدين أن تعرفي عما يقوله الدين عنه؟ يقول عنه أنه رجل ظالم، ويقول أنه سيأتي يوم القيامة منشقاً هكذا حتى يطلقك
ويعطيك كل حقوقك من نفقة. متعة ونفقة وعدة وإيجار سكن وإلى آخره، ويعترف بهذا ويغني الله كلاً من سعته، لأن الأوضاع هذه لا يتحملها العصر الذي نحن فيه. فاستأذن، يس. أهلاً بكِ الحلوة، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضلي. فقط كنتُ أريد أن أسأل، لكن الشيخ مازال يتكلم الآن عن موضوع قراءة القرآن. أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يكن يقرؤه إلا في حالة أن يكون على جنب، طيب لو أنني أقرؤه ليس من المصحف نفسه وأقرؤه من على الهاتف المحمول، هل يمكنني أن أقرأه بشكل عادي حتى لو لم أكن متطهرة؟ نعم، يمكنك قراءته كما تريدين دائماً، واجعلي إخواننا بيننا وبين... القرآن صلة. اقرأ كثيراً فيه واقرأ كثيراً عليه حتى لو كان الإنسان على جنابة. مولانا، وهي تمسك الهاتف المحمول، لا هي تقول إنها ستقرأه. إذا سألت عن
الجنابة، لا، يُسأل. ليست على طهارة، تقول إنها ليست على طهارة. ليست على طهارة. هناك وضوء، في الوضوء يجب إتمام الوضوء لأجل طهارة فهي هنا ستمسك الهاتف المحمول. الهاتف المحمول ليس مصحفاً حتى لو كان عليه صورة أو تطبيق المصحف. أما الوضوء، فإذا كانت جنباً فهي أصلاً لا تقرأ القرآن حتى من حفظها. نعم، يجب أن تغتسل أولاً. أما الذكر فتذكر كما تشاء. إذا كانت حائضاً فلتستمر في الذكر باستمرار. لا تتذكر لكنها لا تقرأ القرآن إلا بعد الاغتسال. مولانا، اسمح لي أن نذهب إلى فاصل قصير ثم نعود. إلى السادة المشاهدين، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم، مولانا الإمام، معيال الزروقية، زروقية
أهلاً بكِ. زروقية: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضلي. فنوك: يعني أشكر سادتكم جداً على هذا البرنامج الجميل هذا. أهلاً يا سيدي، وأنا بكل السادة المشاهدين ومولانا أقول لحضرتك: أنا سمعت في قناة السنة النبوية أن صيام يوم الجمعة لا بد من صيام يوم قبله أو بعده، وهذا أنا أعرفه، ولكن الذي سمعته في نفس الحديث أنه لا تقام صلاة القيام ليلة الجمعة، وأنا أصلي منذ أربعين سنة كل يوم. صلاة التهجد وصلاة القيام أؤديها، وأفضل أن أصلي الحد، فأصلي صلاة الفجر يوم الجمعة، وبعدها أقرأ القرآن وأدعو الله سبحانه وتعالى حتى صلاة الضحى، فهل هذا خطأ أم ماذا؟ لا، أنت تفعلين شيئاً صحيحاً، وأنا شخصياً لا أعرف ماذا تقولين، ما معنى حديث بينها عن قيام
ليلة الجمعة؟ لا يوجد هكذا فلابد أن هناك شيئاً سبب التباساً أو سوء تفاهم من المسموع أو أن هناك أمر أو أمرين تداخلا معاً، لكن ما تفعلينه حضرتك صحيح مائة في المائة وليس هناك أي نهي عن هذا في الأحاديث النبوية. أما صيام يوم الجمعة فلأنه عيد المسلمين فنُصحنا بأن نصوم يوماً قبله ويوماً بعده إذا لم تكن لنا بذلك عادة، ماذا يعني أيضاً؟ يعني لو افترضت أنني أصوم يوماً وأفطر يوماً باستمرار هكذا، فسيحدث أنني سأفطر يوم الخميس وأصوم يوم الجمعة، ثم أفطر يوم السبت وأصوم يوم الأحد. لنفترض أن يوم الجمعة هذا صادف يوم عرفة، فصمته منفرداً، لا بأس في ذلك. لماذا؟ لأنني لم أقصده في ذاته وإنما
جاء بالترتيب فيكون مقبولاً، جاء لأنه يوم عرفة فيكون مقبولاً، وهكذا. فصيام يوم الجمعة وحده نُهينا عنه إذا أردنا أن نصوم في يوم عيدنا الذي هو في السماء والذي هو الجمعة، عيد في السماء واجتماعهم في الأرض، فيكون إذاً، لكن كون أن في... حديث يقول أن الخميس في الليل ليلة الجمعة إياكم أن تقوموه أو تتهجدوا فيه أو ما شابه ذلك، لا يوجد هذا الحديث إطلاقاً. فأنتِ التي تفعلينه صحيح ولا تثريب عليكِ ولا شيء عليكِ. ربما يكون معي اتصال هاتفي. ألو يا أستاذة سعاد، أهلاً بكِ. ألو تفضلي يا سيدتي. أتكلم حضرتك يا أستاذة سعاد، يا
أستاذة سعاد، وضِّح التلفزيون يا حاجة سعاد. أنا الحاجة، حسناً، وضِّح التلفزيون واسمعينا من الهاتف بعد إذنك، حتى يكون الصوت بلا صدى، ويكون الصوت بالنسبة لك واضحاً. تفضلي يا سيدتي. أنا الحاجة سعاد، السلام عليكم يا دكتور علي. وعليكم السلام، أهلاً وسهلاً، أهلاً. مرحباً وسهلاً، كنت أسأله عن الصلاة الفائتة التي كانت في السنة وفي أعداد لم نكن نصليها، وبعد ذلك أنا الآن مسنة عندي سبعون سنة، أذهب للعمرة كثيراً وأحج. فعندما كنت أذهب للعمرة أو الحج أتنقل من مكان إلى مكان وأقول الصلاة الفائتة على أصلي، أي بعدما أصلي الفرض وأجلس في المدينة، أصلي صلاة فائتة. عملت ما علي، لكن ما الفائدة من الأذان الثاني؟ فهل هذا لا يشفع لي على أني صليت الصلاة الفائتة؟ أن أكون قد أديت الواجب وانتهى
الأمر؟ يعني انتهى الأمر ولا أفكر فيها؟ ربنا يتقبل منك يا سيدة الحاجة سعاد، وربنا كريم. فهذه الإجابة التي أستطيع أُؤكد لك أن الله كريم، فما دام وفاؤك أنك تؤدي هذه الفوائد في مكة المكرمة أثناء هذا العمل، فالله سبحانه وتعالى كريم، ولعلك تكونين أعطيتهم إياها، وأنا عند ظن عبدي بي، فأنت حسنة الظن بالله، فالله يكرمك إن شاء الله. إن شاء الله ربنا يتقبل. اتصل بي هاتفياً. ألو. نعم، السلام عليكم يا أستاذ أحلام. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تكلَّم سيدنا شيخ، تفضل. قل سؤالك. أقول لحضرتك: الآن ابني متوفى وعمره عشرون سنة، رحمه الله رحمة واسعة يا رب. فأنا أحببت أن أعمل له وصلة مياه كصدقة جارية. نعم، فالذي حدث أنني وجدت أختي تقول لي أن زوجها أصابه السرطان وظروفهم المادية متواضعة. إذا أعطيتهم تكلفة توصيل المياه
مثلاً، هل ستعتبر هذه صدقة جارية أم ماذا ستكون إن شاء الله؟ وهل يحسب للولد ثوابها بدعائك له رحمه الله تعالى؟ والإنسان قبل الابتلاء. مرحباً أم أحمد، أهلاً بكِ، أهلاً بحضرتك، تفضلي يا سيدتي، سؤال. حضرتك أنتم طيبون وأنتم بالصحة والسلامة، أنتم بالصحة والسلامة، تفضلي. أنا الآن كنت أؤدي نذراً كل سنة في ذكرى المولد النبوي، نعم، وبعد ذلك أصابني مرض السرطان، فأتناول العلاج ولست قادراً يعني - أعددت ما هو على قدر العلاج، فلم أؤدِ النذر السنة الماضية، فقالوا لي يجب ألا تمر عليه إلا ما تفعلينه، حسناً، مظروفي أيضاً لست قادرة، يا أم أحمد، يا أم أحمد، هل نذرتِ أم أنتِ تذبحين على سبيل العادة كل سنة شيئاً لله هكذا؟ كنت نذرت، كنت نذرت، كنت نذرت. حسناً، إذاً أنتِ أمامك الآن كفارة يمين،
إطعام عشرة مساكين، ولكِ ألا تذبحي مرة أخرى، تخرجين. إطعام عشرة مساكين، المسكين مقوَّم بعشرين جنيهاً، في عشرة بمئتين. تدفعين مئتي جنيه مرة واحدة وتعطيها للمساكين وخلاص، فلا يكون عليكِ نذر. النذر انتهى، تتحللين من النذر، وتتحررين منه ولا يبقى عليكِ نذر. حسناً، معي اتصال آخر. ألو، طيب مولانا الإمام، يعني في سياق كلمة تفضلت بها منذ قليل. لكي نفهم معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم "لا تدعوا أموالكم تأكلها الزكاة"، فإن المقصود هو أن نستثمر أموالنا ولا نكتنزها. أي لا تنافس الإسلام. ولكي نفهم المعنى الأعمق الذي يكمن وراء ذلك، فإن اكتناز المال يؤدي إلى نقص المعروض من وسيط التبادل. فلنفترض أن الدولة ضخت مليار جنيه عندما أخذتُ
مائتين وثلاثمائة مليون ووضعتهم في الخزانة، فقد أصبح الموجود سبعمائة فقط، وهذه السبعمائة معناها حدوث أزمة اقتصادية. ولذلك كان هناك مثل في إنجلترا يقول: "اطمر بئراً واحفر بئراً ولا تعطّل أجيراً"، فأنا بهذا كنت أُعطّل الأجير، لذا يجب أن تخرج هذه الثلاثمائة من أسفل. البلاطة ويذهبون إلى البنوك فتأتي دفعتهم في الاستثمارات فيبقى المليار كما هو مليار، لا يحدث تضخم، نعم وهو الذي يؤدي بنا إلى الظلم والتظالم كربة، ولا يحدث تضييق على موارد الناس وتتوازن الأمور. لكن الادخار هذا تكون الزكاة عقوبة فيه لكي لا يفعل أحد ذلك، لا تدعوا أموالكم تأكلها الزكاة. إياكم أن تدخروا هذا الادخار. الذين
يكنزون الذهب والفضل، الكنز هنا أصبح منهياً عنه. متى يكون كنزاً؟ عندما لا تُخرج منه الزكاة. يعني هو يدخر وقال: "لا، أنا لا أُخرج الزكاة"، فنكون قد تحولنا من الادخار إلى الكنز. ما الفرق بين الكنز والادخار؟ أن الادخار تُخرج عليه الزكاة وتخاطر بوجود المبلغ في بيتي لكن الكنز لا تجب عليه الزكاة، فأُدخل نفسي في غضب الله. هذا هو الفرق بين الكنز والادخار، ولكن كلاهما يؤدي إلى مساوئ في المجتمع. ولذلك قال لي ربنا: "حسناً، أخرج عليه الزكاة لكي ينفد المال الذي معك". هذا المال الذي معك سينفد خلال أربعين سنة وأقل من أربعين سنة، نعم، السيدة إكرام. أهلاً بكِ يا سيدتي. أهلاً وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. كل صلاة وحضرتكِ بخير، وأنتِ بالصحة والسلامة. لدي بعض الأسئلة القليلة.
حضرتكِ، هل يجب عليّ أن أضع شيئاً على رأسي عندما أقرأ القرآن؟ لا، ليس واجباً. طيب، هل يجوز لي أن... الذين يصلون جماعة على كراسي يجوز أن يكون أكثر من واحد منهم في صلاة الجماعة، ويجوز للإمام أن يصلي بعشرة أشخاص جماعة وهم جالسون. وإذا كان الإمام جالساً فينبغي أن يؤم أمثاله، فيمكن لشخص غير قادر على الوقوف أن نجعله إماماً لعشرة أشخاص جالسين على الكراسي، هو جالس على الكرسي فسأدخل وأجد أحد عشر شخصاً، واحد إمام وعشرة مأمومين، وكلهم جالسين على الكراسي، فهذا يجوز أيضاً. ما الأمر الآخر يا إكرام؟ سيدة إكرام: نعم، تفضل. ما الأسئلة التي لدى أحد؟ هل يجوز أن أسبّح وأجلس أشاهد التلفاز في أي برنامج
غير ديني؟ نعم، يجوز، لأن هذه تسمى سبحة الحديث. أحب الأعمال إلى الله سبحة الحديث، ولا يزال لسانك رطباً بذكر الله. قالوا: يا رسول الله، وما سبحة الحديث؟ قال: القوم يتكلمون وأحدكم يسبح. يعني الواحد جالس مشغول بالتسبيح وفي أخبار وفي كذا إلى آخره، هو يلهيك بذكر الله، هذا هو يلهيك بذكر الله. الهج بذكر الله تطمئن القلوب مولانا. الإمام الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، رضي الله عنكم دائماً يا مولانا، شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه، إلى اللقاء،