والله أعلم| الدكتور علي جمعة يوضح حكم تارك الصلاة والحجاب في الإسلام| الحلقة الكاملة

والله أعلم| الدكتور علي جمعة يوضح حكم تارك الصلاة والحجاب في الإسلام| الحلقة الكاملة - والله أعلم
فربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير. أهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من "والله أعلم" لنسعد دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنسعد دائماً بهذه الإجابات على الأسئلة التي تأتينا عبر الرسائل القصيرة أو الاتصال الهاتفي أو الفيسبوك. مولانا أهلاً بفضيلتك، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. يسأل سائل في الرسالة النصية يقول: أسمع كثيراً هذه العبارة وهذه الجملة "من فرح بنا فرحنا به"، ماذا نفهم وماذا تعني هذه الجملة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أرشدنا رسول الله صلى الله وسلم وأنه كان يحب التفاؤل في كل شيء وكان يكره التشاؤم وكان يدعونا إلى أن نحسن الظن بالله سبحانه وتعالى وكان يروي حديثاً قدسياً عن رب العزة "أنا عند ظن عبدي بي". بعض الناس يرويه من العوام "أنا عند حسن ظن عبدي بي"، لا، الحديث ليس هكذا. يقول: أنا عند ظن عبدي بي. نعم، يعني إن كان ظناً فيه ريب وشك وعلامة استفهام، وأنه ليس واثقاً
بما في يد الله، ولا واثقاً برضا الله عليه، ولا واثقاً في نفسه بأنه عبد لله وأن الله يحبه وما إلى ذلك، فإن الله يتركه. فإذا تركه كان أمراً متعباً. للعبد، لكن الذي يحسن الظن بالله ويفرح بالله ويرضى عن الله ويسلم لله ويتوكل على الله ويثق بما في يد الله سبحانه وتعالى أكثر مما في يده، كل هذا يجعل الله سبحانه وتعالى حينئذ سيكون عند حسن ظنه، كما أنه تركه عند عدم حسن ظنه، فإنه يكون معه عند... حسن ظنه وهذا هو معنى هذه العبارة
أنه من فرح بنا فرحنا به، والنبي صلى الله عليه وسلم ينسب الفرح إلى الله سبحانه وتعالى لعبده التائب فيقول إن الله لأشد فرحاً، يعني ربنا يفرح، الله طبعاً ليس هو الفرح الذي يكتنف البشر لأن الله ليس كمثله شيء، بل هي عبارات. لغوية تقرب المعاني للأذهان أن الله يفرح لا أن الله يغضب، فهناك غضب وهناك فرح، فالله يفرح بتوبة عبده فرحَ رجلٍ ضل بعيره في الصحراء وعليه زاده، أي أن البعير كان يحمل الماء والطعام الخاص به،
فتحير تماماً لأن البعير قد ضلّ، يعني ذهب، وحينئذٍ سيهلك لأنه لم يعد لديه بعير ولا يوجد زاد ولا ماء ولا أي شيء، خلاص هلك وأيقن بالهلاك، فاستظل تحت شجرة فنام. هذا العبد نام، والنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقرّب لنا شدة الفرح الذي سيشعر به هذا العبد عندما نرى ما سيحدث. فاستيقظ فوجد البعير أمامه. يبدو أن البعير ذهب في مشوار ثم رجع لصاحبه، ففرح. ثم ما رأيكم إذا حصلت مع أحدكم هذه الحالة: انقطع ثم أنه عاين أي رأى الموت بعينه، وبعد
ذلك فجأة ذهب كل هذا ولم يعد هناك أي مشكلة، ففرح وقال: "الحمد لله، أنت عبدي وأنا ربك"، لكنه اختلط عليه الأمر من شدة فرحه وأخطأ من شدة الفرح، وهو يخاطب ربنا يريد أن يقول أنت ربي وأنا عبدك لأنك أنت كريم وهكذا فتلخبط دُهِش. فما هذا الشيء عندما يدهش أحدٌ هكذا؟ فقال اللسان هو الذي قال: أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح، أي أن الفرح أربك كيانه. حسناً، فما هذا الفرح؟ إنه فرح شديد. ففي هذه الشدة يفرح ربنا بعبده. ولله المثل الأعلى ولكن كل هذا يقربه
إلينا بلغتنا وبالثقافة التي نعيشها. انتبه إلى أن الله سبحانه وتعالى يفرح بهذا الفرح، فمن فرح بنا فرحنا به، ووثق بنا، وتوكل علينا، الله رضي عنا وسلّم لنا، رضينا عنه وفرحنا به، الله وأعليناه منزلةً واستجبنا دعاءه وقربناه إلينا، فهذا هذه. العبارة تصلح أن تكون في العلاقة بين العبد وربه، وتصلح أيضاً أن تكون في العلاقة بين التلميذ وشيخه، بين الجيل والجيل الذي بعده، كالابن والأب، كالقائد والجندي. فأيضاً يجب أن تحسن الظن بمن أحبك ومن
أرشدك ومن علمك ومن كان سبباً في هدايتك، فمن فرح بنا فرحنا به، أي من بيننا وبين سيدنا صلى الله عليه وسلم أن نفرح به في مولده، أن نفرح به دائماً، وهكذا دائماً بيننا وبين الخالق وبيننا وبين المخلوقين. الله. اسمح لي مولانا معي السيدة عزة على التليفون. أستاذة عزة أهلاً بكِ، حضرتك ممكن أن أكلم مولانا؟ طبعاً بكل سرور. فضيلة مولانا مع حضرتك، بارك الله لك. تفضلي يا فندم. مولانا مساء الخير، كيف حالك حضرتك؟ الحمد لله. تفضلي يا سيدتي، لدينا مدفن في البساتين، وعندما كانوا يبنون زحفت المياه كلها هناك وغرقت الموتى جميعهم. وفي ذلك اليوم توفيت أمي، فذهبوا وجعلوا لها لحدًا أمام هذا المدفن حتى يخرجوا المياه التي فيه ويعيدوا بناءه. الآن نحن نريد أن نضم المساحة التي هي فيها هذه لكي نوسعه
لأنه هكذا سيضيق علينا. هل حرام أن نزيل عظامها ونأخذ القطعة لنضمها أم ليس حراماً؟ انتقلت منذ متى؟ من حوالي عشرة أو اثني عشر سنة. وبعضهم نص على أنه إذا زاد الدفن عن أربع سنوات فإن هذا يجوز. للضرورة، فالذي معنا هذا يجوز لأنها ماتت منذ زمن بعيد. حسناً، معنا الأستاذ علا. الأستاذ علا، أهلاً بك، أهلاً بحضرتك. مساء الخير. مساء النور، يا أهلاً بك، تفضل من فضلك يا دكتور علي. أنا في الأيام التي لم أصم فيها في رمضان، فحضرتك قلت أنهم عشرون جنيهاً عن اليوم. بسبب الحمل والولادة والرضاعة وهناك أشياء كثيرة أنا لا أتذكر إذا كنت وفيت جميع الأيام أم لا. نعم حضرتك قلت نضرب في عشرين جنيهاً ونرى هذا المبلغ. فالآن أنا أسأل عن
هذا المبلغ، هل أستطيع استخدامه حيث كنت قد أعددت ثلاجة على روح والدي ووالدتي في قرية من القرى البسيطة. في حاجة إلى ثلاجة مياه باردة يعني الآن تحتاج إلى التغيير هذه الثلاجة، فهل أستطيع أن أنفق هذه الأموال بها أم هذا شيء وذاك شيء آخر؟ لا، هذا شيء وذاك شيء آخر تماماً، هذان شيئان مختلفان وهذان ملفان مختلفان تماماً. إذن، هذه الأموال الخاصة بالكفارة، تذهب لإطعام الناس بها. تطعمين بها الفم تُطعمين فيه الإنسان، تقيمين به إنساناً لا يجد ما يأكل فنطعمه وهكذا. لكن الأوقاف أو الأشياء التي تستمر، هذه لها ملف آخر ووضعية أخرى. حسناً، قل لنا يا إمام فضيلتك، هل ستدفع الكفارة أم تقضي أولاً؟ الأساس أن تقضي، لكن يبدو أنها تكلمت أيضاً في جملة.
البداية أنها استمرت فلم تستطع، نعم، لأنني للظروف الصحية لا أستطيع أن أصوم. نعم، يعني تكلمت في هذا في البداية. الأستاذة هنا، أهلاً بكِ، أهلاً أستاذة هنا. نعم، السلام عليكم مولانا الشيخ. أهلاً وسهلاً، تفضلي يا سيدتي. لو سمحت، أنا عندي مشكلة يمكن أن يساعدني فيها مولانا الشيخ. بالطبع تفضلي يا سيدتي، لا أستطيع أن أبوح على الهواء. نعم، أي أن تتركي رقم هاتف يمكن أن يساعدني لوجه الله، لوجه الله. حاضر يا سيدتي، لدي مشكلة. حسناً، اتركي طريقة التواصل معك يا هنا وإن شاء الله يأتي ربنا بالخير. أشكرك شكراً جزيلاً يا أستاذ إبراهيم. أهلاً بك تفضل يا سيدي، ما هو سؤالك؟ أريد أن أسأل الأستاذ الدكتور في سؤال عن الفائدة أو العائد الناتج من ودائع شهادات الاستثمار في جزئية فنية. أنا لدي شهادات في بنك أو عدة بنوك
أستغل عائدها في مصاريفي العائلية، ففي وقت سابق عندما كانت النسبة عشرين في المائة حصلت على تمويل. من بنك معين مقابل ضمان إحدى شهادات فأحصل على عائد أكبر مقابل الاحتفاظ بالعائد الصغير. الفرق بين الاثنين يعادل عشرين في المائة من التمويل الذي أخذته. أنا ألتزم بأخذ كلمة التمويل، نعم، وليس القرض. يعني صحيح التمويل الذي أخذته عشرون في المائة وأدفع مقابله حوالي خمسة عشر في المائة. هل يجوز أن أخصم الخمسة عشر في المائة من العشرين في المائة وأدفع الزكاة عن العشرة في المائة من الخمسة في المائة المتبقية؟ لا، هذا غلط. والإمام الشافعي يقول: "لو فعلنا هذا لم تكن الزكاة على أحد"، يعني لا يجوز أن نجري هذه المقاصات
بين ما له وما... عليه العشرون داخلة، تكون العشرون هي التي سنخرج عليها. لا يصح أن نخصم منها الخمسة عشر التي هي تكلفة التمويل في المقابل، لا يصح، بل يجب أن نخرج من العشرين العشرة في المائة. تفضل، إنني لا ألتزم بمسألة السنة الميلادية أو الهجرية، أنا أجمع كل قرش آخذه من البنك. واحجز منه عشرة في المائة بسعرها، وعندما أجمع مبالغ معينة للجهات التي أثق بها. حسناً، سواء أكان ذلك للأفراد أو للمؤسسات الخيرية التي تتولى توزيع الزكاة بطريقتها. نعم، فهذا الانتظار أو التجميع في حد ذاته مخالف أم صحيح؟ ما دام قد مرت سنة قمرية، حتى لو دفعتها بعدها، لكن... سيكون صحيحًا أنك الآن
تحسب على ست عشرة سنة: خمس عشرة وست عشرة وسبع عشرة، ولم تنتبه أن بين كل واحدة والأخرى أحد عشر يومًا تُشكّل شهرًا كل ثلاث سنوات. أيضًا هذا شهر قليل لأنه لم يُكمل السنة بعد. متى ستُكمل سنة؟ كل ثلاث وثلاثين سنة. ليعطينا الله وإياك. العمر: فكل ثلاثة وثلاثين سنة بالتقويم الهجري تُحدث سنة فرقاً، أو إذا قارنا بين التقويم الميلادي والهجري، فإنه في كل ثلاثة وثلاثين سنة تتكون سنة فارقة. يعني أنا لو عندي ستة وستين سنة، أي ثلاثة وثلاثين وثلاثة وثلاثين، فيكون عندي بالتقويم الهجري ثمانية وستين سنة. ولو
افترضنا أن عندي تسعة وتسعين سنة يكون عندي بالميلادي مائة واثنتان سنة وهكذا كل مائة سنة ثلاث سنوات كل ثلاثة وثلاثين سنة تزيد سنة. فالذي أنت تتحدث عنه سيظهر عندما تمضي ثلاثة وثلاثون سنة فيكون في ذمتك سنة زائدة. حسناً، فنحن نحاول أن نسير بالتقويم القمري خاصةً إذا كُسرت بعض الشهور، يعني ثلاث سنوات سنسير بالتقويم الميلادي وثلاث سنوات سنسير. بالتقويم الميلادي هكذا تجاوزنا شهرين، ويكفي هذا لنعود إلى التقويم الهجري مرة أخرى لكي نوازن ولا تتراكم الأمور للفترات الطويلة، فنكون قد ارتكبنا أننا سرقنا من ربنا زكاة سنة كل ثلاثة وثلاثين سنة. إذا تجب الدقة، أي التحديد بهذه الدقة، فالأصل هو التقويم الهجري
وليس التقويم الميلادي، ولذلك تجد صحيفة الأهرام وتجد مثلا رئاسة الجمهورية كتبوا التاريخ الهجري أولاً ثم يقولون لك الموافق للميلادي، لأنه يُبنى عليه بعض الأحكام الشرعية خاصة مثل الزكاة والحج وهذه الأمور. مولانا الإمام، اسمح لنا أن نذهب إلى فاصل ثم نعود لنجيب على كل ما نتلقى من اتصالات. ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم، مولانا الإمام اسمح لي، معي الأستاذ أحمد أستاذ أحمد أهلا بك السلام عليكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ربنا يحفظ لنا الدكتور علي جمعة، بصراحة نعم العالم، ونستفيد منه آمين يا رب العالمين، آمين يا رب العالمين. وربنا يجمعنا به مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الآخرة يا رب يا رب آمين. لا عليك، أريد من فضلك توضيح ثلاثة أسئلة تفضل
السؤال الأول بالنسبة لحضرتك. أنا كنت أتابع سيادتك، يعني قلت حضرتك لا ربا في الفلوس وإن راجت رواج النقدين، بل أنا لو أقرضت شخصاً مثلاً ألف جنيه أو خمسة آلاف جنيه وقلت له أن يرد لي مثلاً خمسة آلاف وخمسمائة، هل هذا يُعتبر ربا؟ هذا هو السؤال. قد يكون هذا الشيء حراماً ليس لأنه ربا بل لأنه يقع فيه شيء آخر. بمعنى لو جئت وقلت لشخص خذ (هذا المال) وليس أقرضتك، فلو أقرضتك يصبح ربا بالرغم من أنه في الفلوس، لأن كل قرض جرّ نفعاً فهو ربا. هذه قاعدة متفق عليها مجمع عليها. فعندما تأتي لتقرض، تقرض يعني خذ هذا القرض خمسة وسترده
لي ستة، فهذا ربا بالرغم من أنه فلوس وأوراق. لماذا؟ لأن هذه القاعدة مستمرة أن كل قرض مهما كان، سواء كان نقوداً أو فلوساً أو أي شيء، ما دام تحت عنوان القرض فلا يصح. إذن، هكذا يعني أن اللفظة أثرت على أن هذا قرض. ولا بيع وشراء، أجل طبعا أثرت، كيف؟ نعم مولانا، عندما تأتي وتقول له: "أنا أعطيتك ابنتي"، لا ينعقد الزواج. لا بد أن تقول له: "زوجتك"، هذا لا بد أن يقول له: "زوجتك" بنفس اللفظ يا مولانا، لا بد؛ لأنه خطير، عملية خطيرة، فلا يصح في أمور شرعية نحن نسير فيها وراء الشرع. سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، فعندما يأتي أقول: حسناً، وأعطيتك ابنتي كما لم أعطها
لك، والأحناف أجازوها، أي لا يوجد حرج. فأقول له: لا، نحن عندنا في الشافعية لم يجيزوها لخطورة هذا العقد. حسناً، هذه نقطة واحدة، والنقطة الثانية: حسناً، أنا سأبيعه. أقول له: انتبه، أنا سأبيع لك الخمسة آلاف. ورق هؤلاء بستة آلاف تسددهم لي بعد سنة، نعم، يجوز. حسناً، جئت. نعم، قم جئت بعد السنة. لا يصلح الآن. يا حلو أن تقول له: ستدفع أم نؤجلها سنة ونجعلهم سبعة؟ هذا هو الربا. لماذا؟ هو ليس ربا في الحقيقة؟ إنما هو ماذا؟ عقد فاسد اسمه ماذا؟ بيع الكالئ بالكالئ، تماماً يعني. شيء في الذمة بعته بشيء في الذمة بالزيادة، فيكون هذا حراماً. لماذا نهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن بيع الكالئ بالكالئ؟ الذمم والذي يخص الذمم هذه لن نخلص منها هكذا. "أنظرني وزدني، أنظرني وزدني" هذه حرام. عندما كانت بالذهب والفضة كان اسمها ربا، وعندما لم تكن بالذهب والفضة. اسمها الكالئ بالكالئ وحرام أيضاً لأنه بيع منهي عنه، نهى رسول الله عن بيع الكالئ بالكالئ. فعندما تخرج القضية عن نطاق التمويل والشخصية الاعتبارية التي هي البنك، وعن السياسات النقدية الخاصة بالدولة من أجل حماية الفقراء، يكون لها تفاصيل أخرى تحت عناوين أخرى وألفاظ أخرى، لكن في... النهاية الصرف حلال، يعني أتيت مثلاً وقلت لك: خذ الآن دولاراً، ها هو الدولار بسبعة عشر
وقليلاً أو ثمانية عشر إلا قليلاً، وبعد ذلك قلت لك: لا، سأبيعه لك بعشرين. نعم، حلال أن تفعل هكذا، سأبيعه لك بعشرين. لكن لو قلت له: أقرضتك ألف دولار بحيث أنك تردهم لي ألف ومائة حرام، نعم، ما الفرق يعني، لقد قال المشركون هكذا "إنما البيع مثل الربا"، لماذا تحرم يا محمد الربا وهو عمل يشبه البيع؟ فأجابهم وقال لهم "وأحل الله البيع وحرم الربا". هل تعرف ماذا يعني هذا؟ يعني أن الربا حرام هكذا وليس سأدخل معكم في نقاش. حسناً، فإذا كانت هذه التفاصيل التي أخذناها من الأئمة، لأن أئمتنا الأربعة قالوا أن علة الربا تعبدية. ما معنى تعبدية؟ يعني إذا خرجت عن الذهب والفضة لا تصبح ربا. لماذا؟ لأننا لا
نجد أنه ربا، بل نجد أنه بيع من البيوع لكنه بيع فاسد أو... باطل طبعاً. هاتان الكلمتان لهما مصطلحات أخرى ليس وقتها الآن، لكن على كل حال نحن هنا نتبع آراء الأربعة الذين يقولون أنه لا ربا في الفلوس ولو راجت رواج النقدين. أي شخص يقول غير ذلك فهو لا يعرف كيف يعمل البنك، ولا يعرف كيف تعمل القوانين، ولا يعرف أننا نعمل لحماية الفقير لأن الله حماه بتحريم الربا ووجوب الزكاة والنهي عن البيوع الفاسدة وتحريم التسول. والعمل يحمي الفقير ويريد أن يجعل رأسه مرفوعة، وبالصلاة في صف واحد مع الغني، وفي الحج حيث يلبس الجميع هكذا. نحن واقفون ومنحازون للفقير فسنحميه.
ما رأيك أن البنوك هي التي تحميه وأن شركات توظيف الأموال هو الذي خرّب بيته، فإذا هذه حرام وتلك حلال، فذلك لأن هذه تحقق مقصد الشريعة وتقوم به دون الدخول في التفاصيل، وتلك المقصد الذي تحكم به الشريعة تكر عليه بالبطلان. هذا هو السؤال الأول يا سيد أحمد، وأرجو أن أكون واضحاً. حدثني إذا كان كل شيء مفهوماً. وضحت تماماً جداً. السؤال الثاني: السؤال الثاني يتفرع عن البنوك حالياً بالنسبة للبنوك التقليدية والبنوك التي تسمى إسلامية. البنوك الإسلامية لها هيئة رقابة شرعية بمعنى أنه إذا كان هناك مثلاً مصنع خمور سيأخذ تمويلاً، فالبنوك الإسلامية سترفض لأن نشاطه مخالف للشريعة. إذا كان هناك شخص سيعمل بصالة قمار، سترفض لأنه مخالف للشريعة، البنوك التقليدية ليس لديها رقابة شرعية، طالما لديه ضمانات وطالما لديه أشياء توافق عليها، ولكن ليس لها علاقة بالغرض المتعلق
بما إذا كان موافقاً للشريعة أم لا. فالسؤال الآن: عندما نضع أموالنا في البنوك غير الإسلامية، هل معنى ذلك أن شخصاً ما سيأخذ تمويلاً لمصنع خمور أو سيأخذ تمويلاً لصالة قمار ومعه ضمانات والبنك سيوافق بالتمويل، ونحن الربح الخاص بها سيأتي ويصيبه جزء من الحرام هذا، فهذا هو سؤالي. حسناً، انظر ماذا يقول سيدنا الإمام النووي: إن الحرمة ليست في ذات الدراهم والدنانير، يعني الحرمة لا تصيب الذات هذه، بل تصيب الجزء المنسوب. فمثلاً نأخذ بنكاً كبيراً هكذا، معه مبلغ يتداولونه في السوق. عشرين أو ثلاثين مليارًا، حسنًا، ويقوم بهذه العمليات المتعلقة بالخمر والقمار وهذه الأشياء السيئة، بالإضافة إلى الأمور المحرمة التي يقوم بها، كم تبلغ قيمتها؟ شيء مثل عشرة ملايين أو نحو ذلك. حسنًا، وما نسبة عشرة
ملايين من عشرة مليارات؟ إنها تساوي واحدًا في الألف. إذًا، بكم يُسمح لنا أن نتعامل حيث اختلطت الأموال الثلث عندما اجتمعت المجامع الفقهية، فقالت في الثلث -أي في شركة اختلط فيها الحلال بالحرام- هل نتعامل معها أم لا؟ إذا كان ثلثها حراماً أو أكثر من ثلثها، [فلا نتعامل معها]. وإذا كان أقل من الثلث، فلا [مانع]، فهذا يعادل واحداً في الألف، فيمكننا التعامل معها. وهكذا، فكل شيء مقنن وهكذا ولماذا نفكر بهذه الطريقة؟ لأن سيدنا صلى الله عليه وسلم ترك لنا النماذج كلها. وماذا أعني بالنماذج كلها؟ أعني أنه ترك كيفية عيش المسلم في دولة تنكر الإسلام وتكره الإسلام وتحارب الإسلام، مثلما كانت الدول الشيوعية تفعل مع كل الأديان - مسلمين
ومسيحيين وأي شيء آخر. كانوا يعذبونهم، كانوا يقتلونهم، كانوا يمنعون أي أشياء اسمها مصحف أو صلاة أو أذان أو نحو ذلك، حسناً، موافق. مكة هي النموذج على فكرة. هذه الأشياء لم تُنسخ. حياة النبي في مكة كانت مثالاً لحياة المسلم في أي مكان. افترض أنني وُلدت في دولة شيوعية، ماذا أفعل؟ إلى أين أذهب؟ أم لا ينبغي أن أُسلم؟ أم ماذا؟ قال: لا لكن افعل كما كان النبي يفعل في مكة، حسناً، أنا في بلد مثل إنجلترا، إنها مثل الحبشة لأنها لا تمنع المسلمين من أن يؤذنوا ويصلوا ويصوموا ويفعلوا ما إلى ذلك، بل لا تمنعهم من المقابر ولا الذبح الشرعي ولا أي شيء، فتكون هذه حبشة، حسناً، والبلد فيها أديان. مختلفة مثل مصر. هذه مثل المدينة أولاً. المدينة أولا
كان فيها اليهود وكان فيها المشركون وكان فيها المسلمون وفيها المنافقون، فكانت نموذجاً فيها دستور اسمه صحيفة المدينة، وفيها المدينة ثانياً، فأخذنا من هذه النماذج الأربعة. المدينة ثانياً، خلاص الكل أسلم وأصبح الكل والحمد لله وما إلى ذلك، ولا أعرف ماذا وصدرت الأحكام القضائية ضد الخيانة من جماعة بني قينقاع وبني النضير وغيرهم، ونُفذت فيهم الأحكام، فأصبحت المدينة كلها مسلمين. نعم، هناك بلاد مثل مكة والمدينة كلهم مسلمين. إذاً أنت تعيش حسب المكان الذي خلقك الله فيه على نموذج من النماذج الأربعة، ومن هذا يا سيد أحمد يأتي ويترتب على ذلك. الإجابة على سؤالك: ماذا أفعل والفندق يبيع الخمر؟ أذهب لأشارك
في مؤتمر فأجد فيه أناساً، أي أقابل شخصاً وهو كذا وكذا. نعم، تفعل ذلك بمنتهى البساطة. ادخل الصيدلية في لندن واشترِ منها دوائي وهي تحتوي على خمر. نعم، تفعل ذلك لأن الصحابة فعلوا ذلك في الحبشة ولأن الصحابة... فعلت هكذا في مكة ولأن الصحابة فعلوا هكذا في المدينة أولاً وهكذا النسخ إنما هو في الأحكام وليس في المواقف. المواقف وطريقة الحياة هذه شيء آخر. لو فهمنا الدين هكذا ستجد الدين صالحًا لكل زمان ومكان وستجدنا نفعل الأشياء دون خوف ودون حرج بيننا وبين أنفسنا أو بيننا. وبين الله، ولذلك ينبغي علينا أن نفهم هذه الأمور بعمق لأن هذه الأشياء مهمة للغاية أن نفهمها. السؤال الثالث الآن، لأنك أخذت كثيراً هكذا يا أحمد، شيء بسيط فقط وآخر سؤال هو: بالنسبة لو أنني
أصلي نفلا، هل يجوز مثلاً أنني كنت ناوياً ركعتين وأن أجعلها هنا داخل الصلاة؟ أزيدها ثلاثة أو العكس؟ كنتُ ناوياً ثلاث ركعات، هل أنهي الصلاة بعد ركعتين وأصلي الثالثة بعد أن أسلم؟ يعني هل لي حرية أن أغير النية أثناء الصلاة في النافلة؟ هناك خلاف بين الفقهاء، هناك من أجازها وأجازها قبل الشروع. يعني لنفترض أنك تصلي ركعتين وأنت في التحيات وتريد أن تزيدهما يجوز أن تنوي قبل الشروع، أما بعد الشروع فلا يصح، لكن قبل الشروع في الركعة الثالثة يجب أن تنويها. إذا أردت أن تجعلها وتراً، فحسناً، لقد صليت الشفع وأريد أن
أضيف إليه الوتر، فقم بذلك. وقد أجاز ذلك بعض الأئمة ولم يجزه آخرون، فهي محل خلاف في الفقه الإسلامي. اسمح لنا مولانا نخرج إلى فاصل قصير ثم نعود بعده. ابقوا معنا. نعود تفضل أهلا بحضراتكم، مولانا الإمام، اسمح لي معنا الأستاذة حنان. أهلاً بك، أهلاً بحضرتك. أستاذة حنان، نعم، تفضلي يا سيدتي. لو سمحت، عندي سؤال بخصوص قائمة منقولات العروس. تفضلي يا سيدتي، ما هو السؤال؟ القائمة تكون من حق من بعد الطلاق؟ يعني هل الزوجة تأخذها كاملة أم ماذا يحدث؟ فيها بالضبط، نعم بالطبع، كل شيء في البيت ملك للزوجة إلا ثلاثة أشياء: السلاح، وكتب تخصص الزوج، وملابسه. وكل شيء في البيت هو ملك للزوجة سواء اشتراه قبل الزواج أو اشتراه بعد الزواج. أما هذه القائمة فقد وُضعت لغرض آخر وهو أن لا يبدد هذا
الأثاث أو هو... أنه مسؤول عن هذا الأثاث، لكن الملكية، كل أثاث الزوجة المحكوم به في مصر قضاءً وإفتاءً أنه ملك الزوجة. طيب، معي الأستاذ الحاجة أم محمد. الحاجة أم محمد، أهلاً بك، السلام عليكم، تفضلي. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضلي يا أم محمد. لو سمحت، أريد أن أسأل سيدنا الشيخ في موضوع ميراث، أنا زوجي... متوفى مضى له أربع سنوات ونصف، وهناك ميراث بيني وبين أهله. الآن كلما أتحدث معهم وأقول لهم: "يا جماعة، دعونا نقسم الميراث"، يتذرعون بأعذار. يقولون: "اذهبوا أنتم وبيعوا"، "حسناً، اذهبوا أنتم وتصرفوا"، لكن لا أحد يأتي. على سبيل المثال، هناك محل تجاري لا يأتي إليه أحد عندما يعلم أن ورثة وكلام من هذا القبيل، كان لزوجي أموال عند الناس وأنا أخذتها كلها، فهل يجوز أن أقدّر الأشياء الموجودة في الميراث الآن بيننا وبينهم؟ أنا
لم أعطهم حقهم في هذه الأموال، فهل يجوز أن أقدّر هذه الأشياء المتعلقة بالميراث وآخذ حقوق أولادي وحقي؟ وأعطيهم بقية المال واكتب لهم تنازلاً عن كل ما يخص الميراث. نعم، يجوز أريد أن أحل موضوع الميراث المعلق. يجوز يا ابنتي، نعم يجوز يجوز يا سيدنا الشيخ؟ أجل، يجوز. نعم، والظافر بحقه أو بمثل حقه جاز أخذه عندنا، هذا كلام الإمام الشافعي. الله يحفظك يا شيخنا. حسناً، ولكن عندما توفي الرجل، من ترك؟ بنات أم ماذا؟ لا، ترك ولدين وبنتاً وأنا وحضرتك. حسناً، ولدين وبنتاً، وكانت والدته موجودة وتوفيت بعده، وكانت والدته مريضة، وتوفيت بعده بأربعين يوماً، وبقي منها... حسناً، أنت لك الثمن، نعم، والأم كان
لها السدس رحمها الله، والباقي للولدين والبنت، فأنت... معنى الكلام أن السدس هذا أربعة، يعني أنتم جميعاً لكم عشرون، أنت والولدان والبنت لكم عشرون سهماً من أربعة وعشرين، نعم. فالأشياء الموجودة كم مقدارها؟ والأموال التي معك كم مقدارها؟ لأنه يبدو من شكل المسألة أن الأموال التي معك ستكون أقل. لا، بل أكثر يا سيدنا الشيخ، ولو كانت أقل مسامحون خلاص، يجوز لو أكثر يا سيدنا الشيخ، خلاص أنا سأرسل لهم بقية أموالهم، خلاص يا سيدنا الشيخ. أولادي لهم حق أيضاً في ميراث جدتهم، وهم لم يعطوا أولادي حقهم هذا في ميراث جدتهم. طيب أيضاً نحن لا نريده، يعني هم طامعون فيه، لا يأخذوا فقط. أريد أن أحل مسألة الميراث الخاصة بزوجي. يجوز ما دمت ستقوم بعمل المقاصة بين هذا
وذاك بالعدل، حسناً، يجوز حسنا يا سيدي، اسمح لي، معي الحاجة يسرية. السلام عليكم. الحاجة مرسية، الحاجة مرسية. أهلاً يا سيدي، تفضل. السلام عليكم ورحمة الله. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أكلم سيدنا الشيخ من فضلك، تفضلي يا سيدتي. فضيلته معك، وأنا في غاية السعادة بأنني أتحدث مع حضرتك والله. أهلاً وسهلاً يا سيدتي، أهلاً بحضرتك يا سيدنا الشيخ. والله الموضوع الذي أتحدث مع حضرتك فيه، حضرتك تكلمت فيه كثيراً، وطبعاً أنا مقتنعة بكلام سيادتك الذي هو في الحجاب، أنه فرض، ربنا فرضه. علينا، ففي شخص مقرب لي يقول إنه ليس فرضاً وأنه لم ينزل فيه شيء في القرآن، فحضرتك وضّح هذا الأمر لأنه جالس الآن وسيستمع إليك. السؤال الثاني: تارك الصلاة، أي إنسان طيب جداً وعلى خلق ويراعي الله في أمور كثيرة لكنه لا يصلي.
غير ملتزم بها. به يعني أنا خائفة عليه، وحضرتك فقط دله على عقابه، وجزاك الله كل خير. النبي عليه الصلاة والسلام قال: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة"، وقال: "الصلاة عماد الدين، وذروة الأمر"، يعني انتهى الأمر، "وذروة سنامه". فالصلاة هذه هي البركة، وهي الكأس التي سيضع لنا فيها ربنا كل شيء. أما أن نترك الصلاة فهذا شيء في منتهى القسوة وفي منتهى العجب العجاب، ولذلك نحذر هذا الإنسان في الدنيا وفي الآخرة أنه لا بد عليه أن يعود مرة أخرى إلى الصلاة، وليس إلى الصلاة فقط بل إلى المحافظة على الصلاة. الحجاب يا مولانا الحجاب فرض باتفاق الأمة وموجود في القرآن
في الآية رقم واحد وثلاثين من سورة النور "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" اتفقت الأمة على أن هذه الآية نزلت في الحجاب وأنه لا يظهر من المرأة إذا بلغت إلا الوجه والكفين، وفي سورة الأحزاب "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذَين وكان الله غفوراً رحيماً، فكيف لا يكون منصوصاً في الكتاب وهو متفق على تفسير هذه الآيات بين الجن والإنس، بين السلف والخلف، بين أهل السنة والشيعة، بين كل طوائف الأمة من طنجة إلى جاكرتا، ومن غانا إلى فرغانة، أن هذا معناه هكذا. هذا مثل بالضبط. الذي ينكر الحجاب والذي
يقول والله ربنا لم يحرم الخمر في القرآن، نقول له: لا، لقد حرم الخمر في القرآن وقال إنه رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه، وهذا أمر. اتفق المسلمون على أن الخمر حرام. حضرتك تأتي بعد أن قال القرآن وبعد أن حصل الإجماع وتقول لي: لا، هذه ليست هكذا، هذا، فاجتنبوه، يعني ضعها جانباً، فهذا عمل المدمنين، ليس عمل العلماء ولا عمل أي شيء، هذا تفسير النصوص بالهوى والنزق، هذا نوع من أنواع العدوان والطغيان الذي نأبى إطلاقاً أن نستسلم له، لا يوجد شيء اسمه هكذا، فنرجو الله سبحانه وتعالى الهداية. للجميع ولكن الحجاب موجود في الكتاب والسنة وإجماع الأمة وكل شيء ومتفق عليه. حجاب المرأة المسلمة إعزاز
للمرأة المسلمة لأنها لا تُسلِّم ولا تُظهر زينتها إلا لمن أذن الله سبحانه وتعالى لهم بذلك، وهذا موجود في الآية الواحدة والثلاثين من سورة النور. مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار علماء بالأزهر الشريف، شكر الله لكم ورضي الله عنكم دائماً يا مولانا. شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه إلى اللقاء.