والله أعلم| تفسير القرآن الكريم.. متى بدأ؟ ومن له حق تفسير الآيات القرآنية؟| الحلقة الكاملة

والله أعلم| تفسير القرآن الكريم.. متى بدأ؟ ومن له حق تفسير الآيات القرآنية؟| الحلقة الكاملة - تفسير, والله أعلم
أهلا بكم وأحييكم بتحية الإسلام تحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وهكذا دائماً كان ينصحنا سيدنا ويرشدنا أن "أفشوا السلام بينكم". صلوا عليه وسلموا تسليماً. أهلاً بكم في "والله أعلم" لنسعد دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف لنبحر معه. أكثر وأكثر لنفهم إسلامنا الجميل. مولانا الإمام، أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. يوجد سؤال ملح حول تفسير القرآن الكريم: من يفسر القرآن الكريم؟ هل
فسر سيدنا صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم كاملاً؟ اسمح لي أن أبدأ بسؤالي الأول: متى بدأ الاجتهاد في تفسير القرآن الكريم؟ بسم الله الرحمن. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أمرنا ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أن نتدبر معانيه، وأمرنا بالقراءة فيه كما أمرنا بالقراءة في الأكوان من حولنا. قال تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، يعني لفتنا إلى المخلوقات، إلى الكائنات، إلى خلق الله سبحانه وتعالى حتى نقرأها "اقرأ باسم ربك الذي خلق، الإنسان من علق، اقرأ" يعني إذاً هناك قراءتان لا قراءة واحدة، وفعلان لا فعلاً واحداً.
"وربك الأكرم الذي علم بالقلم" إذاً فأنا قد أُمرت أن أقرأ الأكوان كما أُمرت أن أقرأ القرآن، يعني أن هناك قراءتين، الرحمن علَّم القرآن خلق الإنسان علَّمه البيان. إذاً هكذا حتى قال سبحانه وتعالى: "ألا له الخلق والأمر". الخلق غير الأمر، هذا الأمر "يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي"، يعني إذاً هي في شيء غير هذا المجال. أمر الله، أمر الله هذا كلام الله، من أمر الله. ولذلك إن كان دالاً فهو مخلوق مثل الذي في المصحف هكذا، وإن كان قائماً بذاته
صفة من صفاته فليس بمخلوق. ومن هنا كان لا بد أن يُعبر عنه بشيء آخر غير كلمة الخلق. نعم، فربنا سبحانه وتعالى علَّمنا أن يُطلق عليه الأمر، يعني يجب أن تفهم إذاً فيها. كلام كثير فقال له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين. يعني إذا كانت هاتان القراءتان قد أُمرنا بهما منذ نزول القرآن أول مرة "أفلا يتدبرون القرآن". هل تلاحظ كيف أن "أفلا يتدبرون القرآن" هذه أمر بالتدبر "أم على قلوب أقفالها؟". فإذا أمرنا ربنا سبحانه وتعالى
بالتدبر وبالقراءة وبالتأمل ومن هنا... سمّى المسلمون هذا الكتاب الكريم بالمطلق. ماذا يعني مطلق؟ ما هي الأشياء المقيدة التي هو غير مقيد بها؟ الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، أربعة أشياء نسميها الجهات الأربعة. هل تنتبه؟ الجهات الأربعة معناها أن الشيء لو تحرر منها كان مطلقاً. ماذا يعني مطلق؟ لا يوجد له قيد. نعم، كعتق الرقبة، هذا مؤمنة يعني يوجد قيد هنا الذي هو مؤمنة، فلو قال مؤمنة مسلمة نعم يكون هناك قيدان، وإذا قال مصرية فهناك ثلاثة قيود، أدخلها في الجهة الرابعة جهة نعم يأخذ، فلو كان قال
في عصرنا يؤذن، أتفهم؟ وهكذا الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، طيب واسمها. فاطمة الله هذه قادرة على أكثر من ذلك لأن الفواطم محصورون أو محصورات، فإذا كانت القيود تعني الصفات، فهذه هي الجهات الأربعة الخاصة بها: الزمان والمكان والأشخاص والأحوال. فمعنى الكتاب مطلق، أي أنه يصلح لكل زمان، وأنه يصلح في كل مكان، وأنه يصلح لكل إنسان، وأنه يصلح في جميع الأحوال ضيق وفرج، من حرب وسلام، إذا لم تفهم القرآن هكذا فلن تفهم كثيراً من النصوص. فما هو القرآن إذاً؟ القرآن مطلق، كيف يقيد رسولنا صلى الله عليه وسلم المطلق؟ ولذلك
لم يتعرض الرسول لأغلب ما نزل في القرآن. يتكون من ستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية، ما الذي تعرض الرسول بشرح أو بحديث أو باستدلال لم يزد عن مائتي آية فقط لماذا؟ لكي يتركوا مطلقاً. نعم، هذه كانت ستكون مشكلة لو أنه صلى الله عليه وآله وسلم وهو مصدر التشريع وسيدنا ومطاع فينا أن يفسر القرآن، فيصبح ذلك التفسير الذي فسَّره هو ما لا نحيد عنه ولا نستطيع. هذا يعني كلامٌ نهائي، انتهى الأمر، لا نستطيع أن نقترب، مَن الذي يقترب؟ لقد انتهى الأمر، أغلقه بالقفل والمفتاح. يعني إذا كان القرآن قد نزل بشكل مطلق، فالافتراض الذي
يريدون أن يصنعوه في أذهانهم أن في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحم ماذا؟ أفسد الدنيا؟ حاشاه، حذار، ولذلك هم يتعاملون، الكثير من هؤلاء الناس هم غير مصدقين أنه نبي وأن ما فعله عن أمر، وانتبه، هذا أمر من عند الله. يا سيدي قل كل من عند الله، هذا من عند الله. وعدم تعرض النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن أعطى للقرآن مرونة مع الزمان ومرونة. مع المكان ومرونة مع الأشخاص ومرونة مع الأحوال وأتاح للفكر الإسلامي أن ينشأ فيه ما يسمى بالاجتهاد. لو كان الرسول قال لنا كل شيء في كل شيء وأغلقها علينا بالضبط والمفتاح، ما كان سيكون هناك اجتهاد. لماذا؟ لأنه لا
اجتهاد مع النص، ورسول الله نص، ولذلك أبداً تركه رسول. الله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر الله وشأن الله سبحانه وتعالى جل جلاله وهو يعلم أن الزمان يختلف وأن المكان سيختلف وأن الأشخاص ستختلف وأن العوائد تختلف وأن الأحوال ستختلف وأن هذا القرآن هو الكلمة الأخيرة لرب العالمين إلى العالمين ليس إلى المسلمين فقط بل العالَمين ليكون كتاب هداية دائماً يا مولانا، على طول هدىً للمتقين. من أراد الهداية أعطاه، ومن أراد التلاعب أغلق عليه نفسه. يعني القرآن يُغلق نفسه هكذا، هو يجعله وهو عليه معماة، أتفهم؟ فالقضية أن سيدنا رسول الله ما كان له أبداً
أن يفسر القرآن تفسيراً كلياً بكل آية. وكل حرف وكل أمر إلى آخره لأنه سيضيق واسعاً ولأنه سيغلق باب الاجتهاد إلى يوم القيامة ولأنه سيحول المطلق إلى مقيد وحينئذٍ يذهب بهاء القرآن وقدرته المرنة وانجذاب الخلق إليه هذا الانجذاب المعجز الذي يغيظ الكافرين ليبهر به العالم، هو أبهر بالفعل، هو أبهر العالم لأن العالم لا يعرف الحل. ولا يُلتفت إليه لأنهم قد ألّفوا حوله كل أسطورة، وفي النهاية سقطت الأساطير وبقي القرآن في صدور المؤمنين وفي
صدور الأتقياء الذين يسجدون لرب العالمين خمس صلوات في اليوم. مولانا الإمام، ربما يأتي أحدهم ليقول: ما دام الرسول لم يفسر إلا هذه الآيات، فإنه ترك للكل أن يفسر القرآن لأي... عندما يفسر أحد القرآن الكريم وينشأ هنا أو هناك نوع من الجدل حول هذه النقطة، كيف نحسم أن العلم هو الفيصل أيضاً في التفسير؟ فربنا عز وجل قال هكذا: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". فقالوا: لا، نحن السائلون، لماذا نسألهم؟ هذا هو السؤال. هو إما لهم وما أصبح له لماذا يا إخواننا لماذا هكذا أنه ربنا قال وفوق كل ذي علم عليم، ربنا قال إنما يخشى الله من عباده العلماء، ربنا قال وقل رب زدني علماً، ربنا قال ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك
كان عنه يحمل هذا العلم من كل خلَف عدوله، ولكن لابد أن يكون علماً حقيقياً بين مزدوجين أو بين هلالين، وليس مجرد معلومات. يحمل هذا العلم من كل خلَف عدوله، ولذلك منحنا الصحابة - وهؤلاء الصحابة كم عددهم؟ كم نفر؟ مائة وأربعة عشر ألف إنسان، مائة وأربعة عشر ألف هم الذين رأوه. وتمتعوا برؤيته الشريفة في حجة الوداع. وفي حديث أنس بن مالك المائة وأربعة عشر ألف، ما رأيك أننا لا نعرف منهم أولاً عن آخر، رجالاً ونساءً، إلا تسعة آلاف وخمسمائة تجدهم عند ابن عبد البر في الاستيعاب، وعلى الإصابة في أحوال الصحابة لابن حجر تجدهم في... التجريد الذي لا أعرف
الزهد تجمع تجدهم تسعة آلاف وخمسمائة ازدوا الغابة في معرفة الصحابة إلى آخره الله يعني عشرة في المائة يعني تسعة ونصف من مائة واحد من مائة وأربعة عشر تصبح ثمانية في المائة يعني كل مائة صحابي نعرف منهم ثمانية فقط الثمانية. هؤلاء الثمانية من الصحابة رُوي منهم الأحاديث ألف وسبعمائة فقط، من بين تسعة ونصف، أي ثمانية في المائة، يعني روى واحد وسبعة من عشرة من المائة، وأربعة عشر ألفاً من القول. نقول لكي نحفظ، بدلاً من تسعة ونصف فلنجعلهم عشرة، وخذ بالك، أما تسعة ونصف ألف وسبع. مائة فقط، وعندما تصل إلى ألف
وسبعمائة، تجدهم تسعمائة. أحدهم روى حديثاً واحداً فقط، يعني عاش حياته كلها يروي حديثاً واحداً، يروي سطراً أو سطرين فقط. تخيل أن شخصاً عاش حياته حاملاً لحديث واحد، لحديث واحد. كيف نجلس هكذا ولا نفعل شيئاً؟ هلا قرأتم لتروا ما فيه؟ القصة ولذلك الذي أغاظهم وأثار حفيظتهم أبو هريرة لأنه كان يحدِّث كثيراً، أتفهم؟ وكان حافظاً. طيب يا إخواننا كونوا عقلاء. هيا لنرَ الطرق العلمية للنقد. أبو هريرة هذا روى خمسة آلاف حديث، أمسكناها وتتبعناها فماذا وجدتم يا مولانا؟ وجدنا أن كل حديث رواه آخرون، يعني ليس هو وحده، لا. ليس هناك حديث رواه وحده هكذا لكي يدعموه ويجعلوا الناس
تتوقف عن نوع من أنواع الجدل الذي لا فائدة منه. يجب أن يكون الأمر واضحاً؛ فالرجل ليس هو وحده الذي سمع هذا، بل أنا سمعت، وأبو سعيد الخدري سمع، وعائشة سمعت، وعمر سمع، وسيدنا علي سمع، وهكذا. فهناك أناس كثيرون. كثيراً ما سمعت وبعد ذلك تعال في الأحاديث المنطقية أنتم تنتقدون ماذا فيها؟ عندما تمسك الأحاديث تجد فيها قمة في الأخلاق والأدب. كان هناك مرة شخص دخل على الشيخ، كان الشيخ طويل القامة، وبعد ذلك قال له حين وجده يفسر سورة يوسف: أنا أريد أن أعرف يعني في الأخلاق "ولقد وهمَّ بها، قال له: نعم، في الأخلاق. نعم، أنت تعلم أنه يعني وهو واقف هكذا. إن سيدنا يوسف هذا هو الذي تريد أن تتحدث عنه أو تريد أن تقرأه من الدين
فيه ضبط نفسه. أتدرك أنه لولا أن رأى برهان ربه أول ما عرضت عليه السيدة نفسها لم يرضَ. يقع في المعصية، فأي رقي خلقي هذا الذي يعلمنا إياه سيدنا يوسف، لأنه على ذكر دائم بقلوب ضارعة لرب العالمين. هنا جاء البرهان، وهنا في البرهان هكذا، فكل واحد يجب عليه أولاً قبل أن يتكلم ويفعل وهكذا، إنها أزمة نفسية يعيشها هؤلاء الناس في الحقيقة، أي أنها أزمة هم. يعيشونها مع أنفسهم، لكن لو أرادوا أن يفهموا فهماً صحيحاً لكان أفضل. فإذا رجعنا إلى مرجعنا في التفسير، نجد أنه عندما انتقل رسول الله إلى الرفيق الأعلى، لم يترك
تفسيراً كاملاً. فعندما تطلع مثلاً على كتاب التفسير في صحيح البخاري، تجد أنه تناول وعلّق على آيات قليلة، أي أنه ليس مثل القرطبي أو ابن عطية الذي هو الأصل، القرطبي أو الرازي أو مثلاً الطبري في التفسير بالمأثور أو كذا، لا لن تجد هكذا، ستجد أن العدد قليل جداً لا يزيد بعد التتبع عن ذلك، وستجد أيضاً أن المسألة مفتوحة. إذاً ما الشروط التي يجب أن تتوافر في المفسر؟ وما أول كتاب أو إصدار لتفسير القرآن
عرفناه؟ فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام، ما الشروط التي يجب أن تتوافر في المفسر، فيمن يفسر القرآن الكريم؟ كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لبعض أصحابه، كما دعا لأبي هريرة ودعا لابن عباس ودعا لزيد. بن ثابت بالعلم أعلمكم زيد، فكان أعلمهم بالميراث، وابن عباس "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل". وكان الشافعي عندما يأخذ مذاهب الصحابة في الميراث، يأخذ رأي زيد ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "أفرضكم زيد"، فنأخذ مذهب زيد إذا اختلفت الصحابة، وصاحب الرحمة يقول لك: "أفرضكم زيد". وناهيك بها يعني أن
كلام سيدنا رسول الله في زيد حجة، فالمهم أن ابن عباس تعرض للتفسير. فلننظر من هو ابن عباس هذا. كان ابن عباس واقفاً يفسر القرآن لمن يسأله حول الكعبة، وكان هناك أحد كبار العلماء اللغويين، وفي نفس الوقت هو خارجي ولا يذهب لأنه من الخوارج. لكنه كان مثل بعض العلماء في وقتنا الحالي الذين يتقلدون مناصب وهم خوارج في الأصل. فنافع بن الأزرق كان اسمه نافع بن الأزرق، فقال أصحابه: من هذا الذي يتجرأ على كتاب الله فيفسره؟ قالوا له: هذا عبد الله بن عباس. كان شاباً صغيراً، لأن النبي عندما توفي كان... ابن عباس هذا كان عمره
عشرة أو أحد عشر سنة، أحد عشر أو اثني عشر، أي في بداية عمره، يعني في سن صغيرة لا يزال. ونافع هذا، نحن الآن نتحدث في سنة ثلاثين مثلاً، عندما يرى ابن عباس فهو عنده شيء بحدود ثلاثين سنة أو ثمانية وعشرين سنة، فنافع يعتز ما هذا؟ فذهب إلى ابن عباس وأصبح هناك صحيفة مشهورة موجودة في الأدب من شدة علمها تشكك فيها الناس، قالوا: ما هذا؟ أمعقول أن يوجد شخص حافظ هذا الحفظ ومطلع هذا الاطلاع؟ نعم بالطبع، هذه دعوة رسول الله. نعم، سيدنا عبد الله بن عباس، أمعقول؟ نعم. فالتشكك نابع من نتيجة قال: لا، هذا شخص قد أتقنها في
عشرين أو ثلاثين سنة. فكان نافع بن الأزرق يسأل ابن عباس، يقول له مثلاً: "والضحى"، ما الضحى؟ فابن عباس يرد عليه بأن الضحى هو الوقت الذي كذا، الذي فيه الشمس، وسُمي بذلك لأن وليس لأن. يقول له: هل تعرف العرب؟ ذلك يُجيب بشعر فيُرد بشعر لشاعر جهنم ويستمر هكذا، سأله ثمانين سؤالاً التي هي صحيفة نافع بن الأزرق الخارجي، هذا الذي أصبح فيما بعد من الخوارج وأصبحت هناك فرقة تُسمى الأزارقة صحيح، فانبهر نافع بهذا العلم، ولذلك سيدنا علي وهو يقاتل الخوارج أرسل إليهم لأنهم أرسلوا. سيدنا عبد الله بن عباس، نعم لأنهم كانوا يخافون من علمه. فإذا كان
ابن عباس يعرف اللغة ويعرفها بالاستدلال، وليس معرفته لها من خلال قراءة الكتب فقط أو قراءة كلمتين أو ثلاث، بل كان يعرفها بعمق. كان يعرف ما في اللغة: أولاً يعرف المفردات، وثانياً يعرف... التراكيب، حسناً. ونقطة ثلاثة: هل تعرف الدلالات؟ حسناً. ونقطة أربعة: هل تعرف البلال الذي فيها؟ حسناً. ونقطة خمسة: هل تعرف السياق؟ حسناً. ونقطة ستة: هل تعرف السباق؟ حسناً. ونقطة سبعة: هل تعرف اللحاق؟ حسناً. والنقطة التي تليها: ما هذا؟ وأنه يفسر القرآن وهو أمامه كالجملة الواحدة، جملة واحدة لا يضرب متناقض والكلام الذي يقوله في هذه الصفحة يعود عنه في الصفحة التي تلي التالية وهو لا يشعر. أليس الشخص
المؤهل للتصدي للقرآن شخصاً لديه علم، وأول علم هو العلم باللغة، بالأمور السبعة أو الثمانية التي ذكرناها الآن؟ وثانياً، أن يكون عالماً في الشريعة، وثالثاً... يكون عالماً في أصول التفكير الصحيح الذي سُمي بعد ذلك بالمنطق، وبعد ذلك سُمي بأصول الفقه، وبعد ذلك سُمي بفلسفة الإسلام، وإلى آخره من أصول التفكير الصحيح. وهل كان ابن عباس كذلك؟ نعم، كان كذلك. ابن عباس كانت لديه مدرسة، فمن تلامذته مجاهد، ومن تلامذته طاووس بن كيسان اليماني، ومن لتلميذه عطاء بن أبي رباح، ومن تلميذه هكذا، هو من
أكابر الأئمة الكبار جداً، رباهم ابن عباس لأنه هو حبر الأمة. ابن العصام يقول: حِبر وحَبر، يصح أن تقول حبر الأمة، لأن أصلاً كلمة حِبر مشتقة من الحبر، بمعنى أنه يكتب كثيراً ويعمل كثيراً، وهكذا كان ابن عباس متعلماً وابن أصبح هذا تلميذ سيدنا علي الذي قال فيه الرسول: "أنا مدينة العلم وعلي بابها". مشربه أخذه من الإمام علي، وسيدنا الإمام علي أخذ من سيدنا صلى الله عليه وسلم، عليه الصلاة والسلام، وأيضاً مما فتح الله عليه صلى الله عليه وسلم من فتوحات العارفين بالله. علي إمام. يذهب سند العارفين والتصوف إلى سيدنا علي، هل انتبهت كيف؟ لأن الحسن البصري أخذه منه، والحسن البصري كان ربيباً في بيت النبوة يا مولانا. نعم، كانت أمه تخدم مسلم
الله، فتربى وترعرع هناك، فأخذ من سيدنا علي هذا، وقد ألّف المؤلفون في موضوع سماع سيدنا الحسن من سيدنا علي. له مؤلفات كثيرة منها "فخر الحسن في سماع الحسن" في مجلدين، وشرحه في مجلدين. القضية أن ابن عباس رضي الله تعالى عنه تصدر للتفسير ولكن بأدوات، بعد أن تعلم الشريعة، بعد أن تعلم اللغة، بعد أن تعلم طرق التفكير المستقيم، بعد أن كان موفقاً ومفتوحاً عليه، منفوحاً من عند. الله سبحانه وتعالى وهذه هي شروط المفسر. ننتقل بالزمن ونذهب إلى الشيخ أبي الثناء محمود الألوسي قاضي قضاة بغداد في القرن التاسع عشر. لنذهب إلى
محمود الألوسي هذا ونرى ماذا كان يفعل بالقرآن الذي يتكون من ستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية. عندما بدأ في التفسير، انظر إلى الجزء الأخير. التي قلتها هذه والتي قد لا يلتفت إليها بعض الناس وهي التقوى، ليس التفكير المستقيم فقط، بل التقوى وطلب القلوب الضارعة إلى الله من أجل الفتح يا مولانا، لكي يفتح عليه ولكي يوفقه ولكي لا يقع في الخطأ. فمحمود الألوسي رحمه الله تعالى قال عن نفسه أنه لم يبدأ في ماذا إلا بعد أن صلى لله ركعتين، يصبح قد صلى كم ركعة مع كل آية؟ ركعتين مع كل آية، ركعتين مع كل آية. يكتب الآية أمامه، ثم يقوم ليصلي ركعتين، يقول فيهما لربنا: "أنا أفسر، فوفقني
إلى ما تحب وترضى، دلني على الأمر المقصود". وهكذا خرج تفسيره تفسيراً منيراً بعض هل انتبهت ولكن حفيده تلاعب به، فقد كان حفيده له توجهات من المتشددين، فئة المتطرفين، فتلاعب به. وقد رصدت يا مولانا هذا الجزء الذي تلاعب فيه حفيده، ليس كله، ليس كله، لكنه تلاعب فيه لكي يستغله بعد ذلك ويقول إن الألوسي كان هكذا، لكننا أحضرنا بعض المواطنين. وإنها بيننا مناقضة لكلام الألوسي نفسه في موضع آخر وهو غير منتبه. هذا التلاعب الذي سيتلاعب بكتب الناس. لذلك هناك نوع من أنواع التقوى أيضاً يجب على المفسر أن يلتزم بها. بعض الناس
تعرّضوا للقرآن وشرعوا في تفسيره وكتبوا كتباً كثيرة فيه، وسمّوا هذه المجموعة أو المجموع أو المذكرة. التي قام بها هكذا تفسير وهي ليست تفسيراً من ضمن هؤلاء المرحوم العلامة طنطاوي جوهري، طنطاوي جوهري أراد أن يعني يرد على العصريين ويتأمل في نظام العالم ويحاول أن يستفيد بمنتجات العلم التجريبي، فملأ كتابه الذي هو تفسير الجواهر الذي وصل حجمه إلى خمسة وعشرين مجلداً، ملأه بالكيمياء والفيزياء.
والزراعة والفلك وما إلى ذلك، وهذا الذي أدخله فيه يعني غير مناسب ولم يكن في مكانه. الرجل كان في حد ذاته عالماً، لكن ما فعلته ليس تفسيراً، ومن أجل هذا اعترض عليه العلماء في كتبهم أن هذا لا يُعد تفسيراً، وهناك أناس أرادوا أن يحملوا تحريفهم. للإسلام في التفسير فهذا يسميهم المرحوم الشهيد الشيخ محمد حسين الذهبي رحمه الله تعالى وقد قتله النبي لكن وزير الأوقاف كان وزيراً سنة ستة وسبعين، يعني أنا لا... هو الأوقاف أو لشؤون الأزهر. قد يكون، لكنه سنة أربعة
وسبعين. نعم، وارد أن يكون لشؤون الأزهر لكن قد يكون كان أستاذًا كبيرًا، أستاذنا في كلية أصول الدين، وله كتاب "التفسير والمفسرون"، فكتب في الأخير "التفسير الإلحادي"، وكانت كلمة تحمل بعض الحساسية، أي أنه يفسر الأمور بأن بعض الناس ألحدوا أو حملوا مخالفاتهم للأمة وللإسلام ولهوية الإسلام في تفسيرهم، ومنهم محمد أبو زيد الضمانوري الذي... يتصدّر للتفسير هذا، لا بدّ عليه أن يستوفي أدواته ويستوفي جانب التفكير المستقيم، ثم يلجأ بقلبه إلى الله حتى يهديه سواء السبيل. مولانا، بعد
ما استعرضنا هذه الصفات وهذه الشروط وهذا التاريخ، متى ظهر أول تفسير؟ أول تفسير كان مرويًا عن ابن عباس، نعم، وحاول بعضهم أن يجمعه. لأنه رواية شفوية لم يتركه في كتاب، وفعلاً جمعوا هذا، لكن بعد ذلك رأيناه في تلك التفاسير التي اهتمت بتفسير الصحابة والتابعين وتابعي التابعين للآية، بما يسمى التفسير بالمأثور. فهناك من ذهب إلى هذا التفسير كتفسير ابن مردويه، كتفسير الطبري. بعد ذلك جمع الطبري تفاسير كثيرة جداً كتفسير. بعد ذلك السيوطي في
"الدر المنثور في التفسير بالمأثور" في ثمانية عشر مجلداً جمع فيه كل ما نُسِبَ إلى الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين من تفسير، فمنهم من أخذ هذا واستخرج منه مثلاً ما نُسِبَ إلى ابن عباس وسماه "الأساس" أو "المقباس في تفسير ابن عباس". جمعوا فهذا جمع أول كتاب وجدناه مؤلفاً متروكاً هو لتلميذه الإمام مجاهد تلميذ سيدنا عبد الله بن عباس، تلميذ عبد الله بن عباس، وأيضاً بذل فيه نفس المجهود أن أخرجوه من المخطوطات. فعندنا الآن تفسير ابن عباس وتفسير مجاهد من الجيل الأول، هذا جيل الصحابة وهذا جيل ما بعد الصحابة. الذي هو مجاهد، ثم بعد ذلك بعد هذا الجيل، وجدنا ووصل إلينا تفسير سفيان الثوري
موجود أيضاً، وتفسير عبد الرزاق الصنعاني كذلك أيضاً وصل إلينا، فكل هذه التفاسير وصلت إلينا كما هي، لكن ليسوا هم وحدهم الذين فسروا، وتتبع الناس هذه التفاسير وأخرجوها مفردة، لكن التفسير الأكمل الذي جاء. أصبح كاملاً هكذا واضح المعالم، واضح المعالم. بداياته كانت مع مقاتل بن سليمان، ومقاتل بن سليمان هذا يعني في القرن الثاني الهجري أو بداية القرن الثاني. ونحا فيه منحى ليس طيباً، يعني ليس مخالفاً لأهل السنة وكذا إلى آخره. وأصدره المرحوم أستاذنا عبد الله شحاته في خمس
مجلدات. في تفسير رحمه الله تعالى مقاتل بن سليمان، فهذا التفسير الأول في هذا المجال، ولكن أغلب هذه التفاسير التي وردت عن الصحابة والتابعين كانت عن طريق الرواية والأسانيد والأحاديث الموقوفة التي رواها الأئمة في كتبهم. ماذا عن التفسير وماذا عن المفسرين؟ المزيد بعد الفاصل، ابقوا معنا، أهلاً بحضراتكم. مولانا، مع توالي العصور والقرون ظهرت تفاسير أخرى. لماذا تنوعت وتعددت التفاسير بهذا الشكل؟ الاحتياج يعني عندما شاع القرآن وذاع، كان هناك احتياج لمعرفة الأمر
الأول: كيف فسر الصحابة هذا الكتاب الكريم؟ فظهر التفسير بالمأثور، لكن هناك ما نحتاج فيه إلى الجانب اللغوي، وهناك ما نحتاج فيه إلى الجانب. نريد أن نعرف القرآن الكريم لكي نعرف الفاعل من المفعول من المرفوع من المنصوب حتى يستقيم لنا المعنى. هناك من أراد أن يبحث في قضية القراءات وتوجيه هذه القراءات من ناحية لغوية، وهناك من أراد أن يبحث في الجانب التشريعي والأحكام الفقهية، وهناك من أراد أن يبحث في العقيدة وفي... الفكر الإنساني وفي الرد على الأفكار المختلفة من الناحية الفكرية، فتجد
هناك من أراد أن يفسر القرآن في خدمته لمرتبة الإحسان والرقائق والقلوب، وهكذا فتعددت الجهات. كلما كانوا يحتاجون إلى معنى معين وجانب معين كان يؤلف فيه، ويظهر على الفور من يجمع القرآن بناءً على هذا. في المكتبة لدينا الآن حوالي ثلاثمائة كتاب مطبوع لتفسير القرآن. عندما نتناول تفسير "الدر المصون" للحلبي مثلاً، نجد أنه يُعرب. وعندما نطالع تفسير "البحر المحيط" لأبي حيان، نجده يُعرب أيضاً. وعندما نتناول تفسيراً آخر مختلفاً،
وهو للإمام البقاعي، نجد أن الإمام البقاعي قد التفت إلى جانب آخر، وهو: لماذا هذه الآية وقبل هذه الآية، فهذا فتح جديد. هذا إذاً... هذا... سؤال جديد، سؤال جديد يتناسب مع أنه ألّف خمسة وعشرين مجلداً في تناسب الآيات والسور، وألّف الكتاب وطُبع هذا الكتاب. الآن الإمام بقاعدة، كان في عام ثمانمائة وبضع سنوات، أي في القرن التاسع الهجري، فقال إذاً الآية... هذه لها علاقة بما قبلها كذا ولها علاقة بما بعدها كذا. هناك من يجلب قصص الأنبياء ويركز عليها ويبحث في الأمم السابقة عنها ويوضحها. الإمام الرازي
يتحدث من الجانب الفكري، والإمام القرطبي يتحدث من الجانب الفقهي، والإمام الطبري يتحدث من الجانب الأثري والمأثور، وكل شيء عنده بالأسانيد الإمام. النسفي أو البيضاوي أيضاً يتحدث من الناحية اللغوية وكذلك إلى آخره في كتب ألفت للتدريس مثل تفسير أبي السعود وكان يدرس في الأزهر، والنسفي كان يدرس في الأزهر، والبيضاوي كان يدرس في الأزهر. كنا نرى كتب النسفي هكذا مع أجزاء للنسفي مع طلاب الأزهر سواء في المرحلة الأزهرية. السنوية أو العددية كنا نراها هكذا ونحن طلاب في التعليم العام، لأنه النسفي له ميزة وهي أنه يفهمك بما يزيل إشكالات
العوام في فهم الكتاب. نعم، يعني يؤهلك لأن تكون إماماً في المسجد إذا سُئلت أجبته لماذا وماذا. ولذلك سمى تفسيره المدارك، يعني كيف تدرك معنى الآية. بحيث أنك تفهم العوام وتفهم الناس وهكذا، والمشايخ الذين علّموا الناس - كلهم الذين أدركناهم من مشايخنا - كانت عندهم هذه المسألة واضحة جداً، ولذلك لم يحدث أبداً أن أحداً منهم شرد بذهنه هكذا فوجد أن الآية هذه قد تناقض الآية الأخرى، لم يحدث هذا أبداً في أذهانهم. لماذا؟ لأنها محلولة من الأول، لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً يا مولانا، وهم لم يجدوا ولم يجد أحد. وعندما يقول له العوام: حسناً، هذا كذا وهذه كذا، ماذا نفعل؟ يكون عنده المفتاح
جاهزاً والمسألة واضحة جداً أمامه. ومن هنا يتعجب كثير من الناس ويظنون الله هي... القصة سهلة جداً هكذا، إذن حسناً، إذن نحن أيضاً نقول مثلما تقولون أنتم، إذا كانت سهلة هكذا. لا يا حبيبي، هي سهلة على من سهّلها الله عليه، وسهلة على من تعلّم، ليست سهلة بدون أدوات. الباب مغلق أمامك، معك المفتاح سيفتح، وإن لم يكن معك المفتاح ستظل تحاول وتتعب حتى ما هو المفتاح يا مولانا؟ المفتاح هو اللغة العربية، وأصول الفقه، والتفكير المستقيم، وضراعة القلب لله. الذي قال لها الآن هي، هو هذا المفتاح. من غير هذا المفتاح سيرتبك، ومن غير هذا المفتاح ستكون أمامه العبارة هذه أو الكلمة هذه ولها
معنى في ذهنه غير المعنى المسطور في... لسان العرب، أتنتبه؟ أنا أتذكر أنَّ لدينا في "الطريق إلى الله" شخصاً يُدعى الشيخ الجزولي ألَّف كتاباً لطيفاً جداً، أكثر الناس منه وأحبوه كثيراً، اسمه "دلائل الخيرات". هناك أشياء كهذه يحبها الناس مثل "رياض الصالحين"، "دلائل الخيرات"، و"البردة الشريفة" للبوصيري. هكذا يعني، شيء من قبيل الوِرد. مولانا، نعم، تتنقل هكذا وتنتشر بنية أصحابها. فالله في دلائل الخيرات قسّموها على الأيام، كل يوم تقرأ لك صفحتين أو ثلاثة. هم مثلاً، اليوم به عشر صفحات أو شيء كذلك، فكاتب "اللهم صل على جرثومة الشرف". فالناس لا يفهمون معنى جرثومة هنا، فهو يظن أن المقصود بالجرثومة هي ما نستعملها البكتيريا
ولا الفيروس ولا ما شابه ذلك إلى آخره، ولذلك يأنف أن يقول على سيدنا الذي يعظمه ويصلي عليه جرثومة. لا، وما معنى هذا عند العرب يا مولانا؟ معنى هذا عند العرب أن أصل الشيء سبب الشيء، فجرثومة الشيء تعني أصله. إذاً، الإنفلونزا التي لديك هذه الجرثومة الخاصة بها. ماذا تعني أصلها؟ أتأتي لتقول لي أصلها الميكروب الفلاني الذي شكله كذا، والذي فيه العنصر "إتش" وما لا أعرفه، وأنفلونزا الطيور وما ليس من الطيور. إنها جرثومة، أي الأصل. فعندما يقول "جرثومة الشرف"، يعني أصل الشرف، الأصل الأصيل. أتعرف البذرة التي تنمو منها الشجرة؟ هي هذه، نعم هي هذه يعني. الأصل الذي ليس مخلوطاً به شيء، الزيت الأصلي الصافي النقي، فهذا ما يسمونه
النقاء وما إلى ذلك. لأن الغزالي منذ القرن الثامن الهجري يتحدث بما عرفه وتعلمه من العربية، لكن عندما يأتي الآن ويقول لي: "يا مولانا، هذه كلمة قبيحة جداً"... رأيتها فقلت له: "ما هذه القباحة؟" فأجابني: "جرثومة الشرق، جرثومة"، لكنه يتحدث عن سيدنا. هل هذا الرجل كفر أم ماذا؟ قلت له: "لا تخف، كلمة 'جرثومة' لها معنى صحيح وقوي في اللغة". فقال: "فلِمَ لا تغيرونها؟" قلنا له: "نحن نخشى أن نغيرها ثم بعد جيلين يقال لك..." هذه على فكرة ليست تعاليم الإسلام الحقيقية، بل أنتم من غيرتموها وصنعتموها. نحن لدينا أسلوب في الرواية والتعليم بديلاً عن هذا. لقد رأينا أناساً يطوفون حول الكعبة قادمين من أفريقيا، يظنون بالطبع أن
الله تعالى بداخلها، أي لو فتحنا هذا الباب سنجد الله. لماذا يا أخي؟ قال: ربما لا يكون بيتٌ يملك ثم يؤجر، ماذا نفعل به؟ أنخنقه أم ماذا نفعل؟ لا أبداً، نتعامل مع الزائد علماً. فسيدنا ماذا فعل؟ وجدهم وهم يقولون: "اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة". قال: "واحد، لا إله إلا الله". تسألونني مثل ما سُئل، وعلَّمهم: "يا امرأة خوضي فيما كنتِ فيه". تخوضين وعلمها دائماً نعلّم الناس ونقول لهم الحقائق، وهنا هي مشكلتنا مع اللغة التي نطلق عليها. مولانا، اسمح لي أن أقرأ بعض التعليقات على سؤالنا على صفحة الفيسبوك. برأيك من يتصدر لتفسير القرآن الكريم؟ الأستاذة هالة الديب تقول: العلماء الذين تلقوا العلم على أيدي علماء أجلاء مثل الشيخ الشعراوي. وعلماء الأزهر الأستاذ أحمد منصور يقول: "يتصدر
لتفسير القرآن من منَّ الله عليه بمفاتيح تدبر النصوص ومحاولة الاجتهاد فيما يناسب عصرنا، ولنا في أئمة الأزهر الأسوة الحسنة في تدبر كتاب الله أمثال مولانا الشيخ الشعراوي والدكتور سيد طنطاوي ومولانا نور الدين علي جمعة الذين يتدبرون الكتاب بما يرضي الله ورسوله". وليس على هوائهم كما تفعل الإرهابية والنابتة. مولانا، ما رأيك؟ نسأل الله السلام أن يوفق المسلمين لفهم كتاب الله سبحانه وتعالى فهماً صحيحاً، وأن يشرح صدورهم؛ لأن الكتاب كنزٌ كبيرٌ يستطيع به الإنسان أن يحيا حياةً سعيدةً، وأن يُحيي الآخرين بحياةٍ سعيدةٍ في الدنيا والآخرة. آمين يا رب العالمين مولانا. الإمام الفاضل الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، شكر الله لكم ورضي الله عنكم دائماً يا مولانا. شكراً لكم،
دمتم في رعاية الله وأمنه. إلى اللقاء. اشتركوا في