والله أعلم |د. علي جمعة يتحدث عن مدى ارتباط تفسير القرآن بالفقه وما هي آيات الأحكام| الحلقة الكاملة

والله أعلم |د. علي جمعة يتحدث عن مدى ارتباط تفسير القرآن بالفقه وما هي آيات الأحكام| الحلقة الكاملة - فقه, والله أعلم
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ وقل ربِّ زِدني عِلمًا يا أرحمَ الراحمينَ يا أرحمَ الراحمينَ يا أرحمَ الراحمينَ افتحْ علينا فتوحَ العارفينَ بكَ أهلًا بكم في "واللهُ أعلمُ"، نلتقي دائمًا بصحبةِ صاحبِ الفضيلةِ مولانا الإمامِ الأستاذِ الدكتورِ علي جمعة، وعضوِ هيئةِ كبارِ العلماءِ بالأزهرِ الشريفِ، لنقرأَ ونتأملَ ونتدبرَ ونفسرَ القرآنَ الكريمَ. خلال هذه القراءة المتأنية مع صاحب الفضيلة من خلال هذا المنهج الأصيل المتأصل، مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم. إن هذه الدعوة المفتوحة لكي نقرأ كتاب الله،
نقرأ كتاب الله المنظور ونقرأ كتاب الله المسطور. إذاً، كيف نستفيد وكيف نفهم الفقه من خلال آيات الأحكام في القرآن؟ الكريم ولكن اسمح لي في البداية مولانا الإمام، يقولون دائماً إن القرآن حمَّال أوجه، ما هذا المعنى؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. تقرر عند علماء المسلمين من لدن الصحابة الكرام وكل من مارس كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه. أن الكتاب مطلق وأن السنة هي التطبيق المعصوم لهذا الكتاب المطلق، ومعنى إطلاقه أنه يصلح لكل زمان، ويصلح لكل مكان، ويخاطب كل الناس، ويخاطب الإنسان في جميع أحواله، وليس مقيداً بقوم دون قوم، لأن الله سبحانه وتعالى
جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاتماً للأنبياء والمرسلين، حتى قال بُعثت. والساعة كهاتين، يعني ليس هناك نبي، فلا نبي بعده ولا رسول، ومن هنا لا بد من وحدة الأمة، فلم يُرسَل بعده رسولاً، ولذلك أبقى القرآن وحَفِظَ القرآن "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". فالقرآن مطلق، وهذا الإطلاق من الزمان والمكان والأشخاص والأحوال يجعله حمّال أوجه، يجعله سقفاً معرفياً. يصلح لكل الأسقف المعرفية التي مرت بالبشر وستمر من خلال الجهات الأربعة من خلال انطلاقه من خلال أنه ليس محدداً بزمان وليس محدداً بمكان وليس محدداً بشخص،
ولم يخاطب قبيلة أو عصراً دون عصر، وهو ما يسمى بتاريخانية القرآن. الآن تاريخانية القرآن تفيد أن القرآن محصور في عصر النبوة وبعد النبوة في كل عصر لها آذان، وما علاقتنا بالأمر الذي نزل منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة؟ لقد تغيرت الدنيا. وهذا مرفوض تماماً، ما هذا يا مولانا؟ هذا مخالف لعقيدة المسلمين، وهو مرفوض باعتباره ليس من الإسلام. هذا فكر يمكن لأحدهم أن يأتي ويقول: "والله أنا أرى أن هذا النبي..." هو نبي ولكنني أرى أنه للعرب فقط، لا يكون مسلماً يعني رأيه هكذا، يرى أنه للعرب فقط. مثل الأستاذ نظمي لوقا، فقد كان مؤمناً بنبوة النبي وكانت أمه ترسله في السويس
إلى المسجد حتى يحفظ القرآن حتى يستقيم لسانه في العربية وحتى تتسع مداركه، فنظمي نشأ. وهو منبهر بهذا الدين ومنبهر بهذا القرآن ولكنه لم يدخل الإسلام. فكان عندما يُسأل: أنت يا الله لماذا أنت حافظ للقرآن أو بعض القرآن، وأنك منبهر بالقرآن، وأنك كأنك تقر أخي في كلامك بنبوة محمد، لماذا لست مسلماً؟ أو يعني لماذا لا تشهد الشهادتين؟ فكان يقول: إنني يعني... أصل النبي للعرب وليس لنا نحن الناس المصريين، لكن النبي عندما جاء، للعرب في شبه الجزيرة العربية. شبه
الجزيرة العربية هي رأي وفكر، أي وجهة نظر خاصة بنظم، لكن هذا ليس هو الإسلام، ليس هو الإسلام الذي نقله لنا الإمام النووي أو الإمام الشافعي أو الصحابة الكرام علي. ابن أبي طالب، أليس هو الذي نقل إليّ أبي وجدي وجد جدي؟ أليس هو هوية الإسلام؟ وكثير جدًا يختلط عليهم هذا المعنى. أن هناك رأيًا قد يكون في جزئه صواب أنه رسول الله، وهذا هو الصواب، لكن كونه للعرب فقط، فهذه هي الزيادة التي... أفسدت عليه، ليس هو رسول الله للعرب فقط، هذا كلام صحيح، بل للعالمين إلى يوم الدين. لا نضع النقطة، لنكمل الحديث، هل أنت منتبه؟ فمن هنا
تأتي المفارقة، ويأتي أنه... حسناً، افترض أن شخصاً ما قد ظهر فعلاً وألّف الكتب ودافع عن محمد ودافع عن صدقه ومصداقيته وما إلى ذلك، يعني ماذا أنه ليس مسلماً؟ لقد آمن بالله وآمن برسول الله. نعم، ولكنه لو جاء شخص مثلاً وقال: أنا مؤمن بأنه رسول الله، لكنني لست مؤمناً بأن موسى رسول الله، يبدو لي أن موسى هذا رجل غير موجود في التاريخ. نعم، حسناً، هذه وجهة نظرك، أنت هكذا، لا نعرف. كيف توصلت بعقلك إلى هذه القصة؟ أنا والله أنا متضايق من اليهود، وهؤلاء اليهود، ولأجل الفتنة التي تسببها دولة إسرائيل يريدون ضرب الآخرين، فأنا لا أحب هذه الحقيقة. فقلنا له: حسناً، هذه
وجهة نظرك أنت، لكن هذا ليس الإسلام، هذا من عندك أنت، وهكذا. فالإطلاق الذي أنت... أقول لحضرتك عنه وهو سبب كلام سيدنا علي عندما نصح ابن عباس وقال له: "إذا أتيتهم - أتيت الخوارج، نعم - فلا تجادلهم بالقرآن، فإن القرآن حمّال أوجه". هذه هي الحكاية جاءت من هنا. فأنا أتكلم الآن على الإطلاق وأفهمها من الإطلاق لكي نحمل عليها الكلمة التي سألت عنها. ما هو أن القرآن حمّال أوجه، يعني القرآن يخضع لسقف معرفي خاص بمكان معين، لكنه يخضع لسقف آخر خاص بمكان آخر، وهذا هو الذي أتعب كثيراً من الليبراليين. يقول: إذا كان الله هكذا، فلماذا لا توجد شريعة ثابتة؟ إلا أن كل شخص سيفهمه
حسب هواه. قلنا له: لا، أنت لست المنظور الكامل للقرآن مطلق، ولذلك فهو حمّال أوجه. ولكن القرآن المطلق حمّال الأوجه وضع لنا محددات آمنّا بها، وأنت غير راضٍ أن تؤمن بها. ما هي هذه المحددات؟ "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، و"ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى". الإجماع - هل تنتبه؟ - "فاعتبروا ففي محددات حضرتك ترفضها وتسلط علينا الناس لكي يرفضوها، فالذي يخرج ليقول لك: "لا، أنا لا تعجبني السنة"، والذي يخرج ليقول لك: "لا، لا يوجد إجماع"، والذي يخرج ليقول لك: "لا، لا يوجد قياس، أنا اكتشفت جديداً"، والذي يخرج ليقول لك: "أنا اكتشفت جديداً، أنا اكتشفت جديداً، أعطيكم شيئاً". جديدة نعم، لماذا هؤلاء يفرضون
أنفسهم علينا لأنه كلام قديم؟ حسناً، ماذا سننتج منه؟ الاكتفاء بالقرآن الذي هو حمّال أوجه، فإذا كان حمّال أوجه فسيفسره كل واحد منا على قدر فهمه وعلى حسب إدراكه. إذن ستكون هناك أديان متعددة اسمها دين الإسلام بعدد أنفاس المخلوقات. فالطرائق هي طرائق المخلوقات. نعم، ما معناه نحن موجودون كم؟ مليار ونصف، فهذا يعني مليار ونصف تفسير. وماذا يعني ذلك؟ يعني أن الدين شخصي، وليس هناك شيء اسمه أن الدين له هوية، بل الدين كما تريده أنت. وإذا قلت: أنا أعتقد هكذا، فالأمر كذلك، إذ لا توجد سنة ولا إجماع. ولا يوجد قياس، وكل واحد وحده، ولا يوجد شيء، وأن
أفهم وحدي، والقرآن مطلق وحمّال أوجه. فأنا أريد أن أقول أنني أقيم الصلاة. هل تصلي الصلوات الخمس؟ قال: لا، أنا في الصباح أصلي ركعتين وأقول صباح الخير يا ربنا، وقبل أن أنام أتوضأ أيضاً وكل شيء وأصلي ركعتين من ليلة ربنا يكون بصلاة أم لا؟ قلنا له في الحقيقة هذه ليست صلاة المسلمين، يعني أنت اخترعت شيئاً جديداً لا علاقة له بهوية الإسلام، لا علاقة له بحقيقة الإسلام. إذاً إذا كان القرآن حمّال أوجه، فهذا يؤكد لنا وجوب حجية السنة، لأنه بدون حجية السنة وحجية الإجماع وحجية القياس يكون الدين. سبحان الله وهذا هو
المراد والغاية النهائية لهؤلاء الذين يزعجوننا بالليل والنهار ويحدثون هذا الضجيج. دعني أستعمل كلمة ليست قذرة، لأنك الآن لا تفهم غاية ما تقول. ولذلك تجد كل من ينكر السنة ينكر الإجماع، وكل من ينكر الإجماع ينكر القياس، وكل من ينكر القياس يريد. يتمسك بأهداب ما يراه هو من تفسير القرآن، ومن هنا أصبح في الطريق يدعو إلى الحرية ويدعو إلى - لا أعرف - التفلت، ويدعو إلى الاستقلال وإلى احترام العقل. لا علاقة لا بالحرية ولا بالاستقلال ولا باحترام العقل بهذه الأشياء، هذا نوع
من أنواع التفلت من كل شرط وكل قيد. هذا النسق المعرفي في هذا النموذج في هذا الإطار العلمي، ما هي الأسس التي وُضعت لوضع حد لكي لا يتفلت الأمر بهذا الشكل، ولكي لا يقول كل واحد ما يشاء؟ القرآن حمّال أوجه، وليس لي أن أقول كما قال الآخر: "القرآن ورد إلينا ليس بنصه فقط"، نعم، بل ورد إلينا أن هناك من السنة ما أحاط به فحفظه، وانتبه، السنة القولية والسنة العملية، لقوله تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، لقوله تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ولعلهم يتفكرون"، لقوله
تعالى: "قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"، لقوله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله". فاتّبعوني يُحببكم الله لقوله تعالى، يعني من أوّلها لآخرها. فرقم واحد: نحن نفسر القرآن من خلال السنة النبوية المشرفة قولاً وعملاً. رقم اثنان: ربنا نبّه أن هذا القرآن إنما هو قرآن عربي غير ذي عوج، فكلمة "عربي" تعني أنه لا بد أن نرجع إلى معاني الألفاظ العربية. ظهرت أناس يُسمّون بالباطنية ينكرون معاني الألفاظ، ولا بد علينا أن نتبع تراكيب اللغة العربية. ظهرت فئة تنكر التراكيب، ولا بد
علينا أن نتبع خصائص اللغة، وأن بها مُجمل ومُبين، وأن بها مطلق ومقيد، وأن بها عام وخاص، وأن بها تراكيب اللغة العربية عندما أنكر الحقيقة والمجاز، وأنكر المطلق والمقيد، والخاص وما انتبهت إلى تراكيب السباق، كل هذه الأمور هي ما يجعلني خارجاً عن تراكيب العربية. وبعد ذلك، هناك خصائص للغة العربية، وهذه الخصائص هي: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، بذل فيها الخليل بن أحمد وسيبويه والشافعي قدراً كبيراً جداً من الجهد من أجل الوصول إلى الإجابة على سؤالك الكريم حتى. أنشأوا علوماً بأكملها خدمةً لهذا
الكتاب حتى يكون منضبطاً. فأولاً: السنة، وثانياً: اللغة بمفرداتها وتراكيبها وخصائصها، وثالثاً: إجماع الأمة الذي يُبيِّن في هذا الإجماع هوية الإسلام، ورابعاً: إدراك الواقع المعيش ومقاصد الشريعة العليا، وخامساً: إدراك المصالح، وسادساً: حقيقة الاجتهاد والمجتهد وشروطه، وسابعاً: وهكذا انتهيت، وقد ألَّفتُ في هذا النبراس حتى نُبيّن للناس ما هي تلك الضوابط والقواعد التي ينبغي عليَّ أن ألتزمها حتى لا أصل إلى الضلال المبين وإلى هدم الإسلام من داخله وخارجه، وإلى التطبيق الصحيح بدلاً من التطرف والإفراط والتفريط،
وإلى بيانٍ شافٍ، ويحمل هذا العلم من كل. خلف عدوله: إذا هل تعلمت كل هذه الضوابط وكل هذه العلوم من مصادرها الحقيقية لكي تقف بجواري وبمحاذاة العلماء الربانيين؟ كل من يدعي في العلم فلسفة تعلم شيئاً وغابت عنه أشياء. فاصل ونعود. أهلاً بحضراتكم، كيف استفاد الفقيه من خلال علم أصول الفقه ومن علوم الآلة؟ كيف استفاد وفهم القرآن؟ الكريم وفهم آيات المعاملات أو آيات الأحكام مولانا الإمام يعني كيف أو ما هي آيات الأحكام بدايةً ولماذا سُميت بهذا الاسم. هناك آيات في القرآن الكريم، فالقرآن الكريم ستة آلاف ومائتان وستة وثلاثون آية في
رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود، وهي الرواية المطبوعة بين أيدينا في مصر والمشرق. في عدّ آياته هكذا تلقوها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الرواية. هذه الآيات يتكلم العلماء -صديق خان مثلاً- يقول: مائتان آية تتكلم عن الأحكام. يعني تتحدث عن قضيتين: أن الآية تتكلم عن الحكم مباشرة، ثم "أتموا الصيام إلى الليل"، يعني هو "وكلوا واشربوا حتى". يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل. فهذه الآية متعلقة ببداية الصيام ونهاية الصيام. ما الذي يباح لنا هنا
وما الذي يمنع علينا هنا؟ وكذلك سمى قوم هذه آية الأحكام لأننا نأخذ منها حكماً شرعياً عملياً فقهياً وهو حقيقة الصيام وكيفية الصيام. ووقت الصيام وكيفية الصيام ونهاية الصيام إلى آخره هذه الآيات المباشرة يقول مائتين. ثم نجد الإمام الغزالي يقول: "ويجب على المجتهد أن يعلم آيات الأحكام وهي نحو خمسمائة آية". فسألنا مشايخنا: لماذا هذا يقول مائتين وهذا يقول خمسمائة؟ فقالوا لنا: لأن الأول أخذ الآيات المباشرة جداً هكذا. هل انتبهت كيف أن الحج أشهر معلومات؟ فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج. هكذا يعني:
"ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس"، أي مباشرةً هكذا. فعندما نأتي لنعدها نجدها مائتين، لكن الرأي الثاني رأى ما تتضمنه الآيات من طريقة غير مباشرة، مثل قصة يوسف في الشهادات ومسائل الإثبات أمام القاضي، ومثل قصة سليمان مع أبيه داود في الحرث والغنم التي نفشت في حرث القوم، ومثل يعدها قوم من الآيات باعتبار، ومن الممكن جداً أن نأخذ هكذا من قصص الأنبياء أشياء تتعلق بالفقه، ومن هنا فدعوا، دخلوا. ما هو السبب الثاني؟ ما هي؟ جملة مفيدة تعني ماذا؟ ماذا تقصد بها؟ هل لها رقم أم ماذا؟
هذه الآية خمسة عشر سطراً تشتمل على خمسة عشر حكماً تشريعياً، فتكون كل جملة لها فائدة كأنها آية، كأنه حكم. يعني المائتان تصبح خمسمائة، بل إن العزيز عند عبد السلام يقول: "لا، ليس". خمسمائة فقط تصل إلى هذا الشكل آلاف، أي حدث اختلاف في عدد آيات الأحكام بناءً على قضيتين: أولاً، معنى الآية هل هي جملة مفيدة أم التي لها أرقام؟ فتكون آية الدين هذه كلها الخمسة عشر سطراً آية واحدة، لكن الثانية ستكون خمسة عشر آية لأنها خمسة. عشرة أسطر تعطي خمسة عشر حكماً مختلفاً، وليست نية الآية المباشرة هي
التي سنعدها، وليست أيضاً غير المباشرة. فلو عددت المباشر فقط تحصل على مائتين، ولو عددت غير المباشر أيضاً تحصل على ألف وهكذا. إذن يتحكم في عدد آيات الأحكام هاتان القضيتان: معنى الآية، والمباشر وغير المباشر، وإنما... الحقيقة أن القرآن كما قال العلماء أيضاً منهم العز بن عبد السلام ومنهم الكِياء الهراسي ومنهم غيرهم إلى آخره، يقولون إن القرآن هذا كتاب هداية، يمكنني أن أجد فيه ما لا يخطر على البال، وأجد فيه أحكاماً، فكله يصلح لاستنباط الحكم منه، لأن استنباط الأحكام موهبة وفتح من الله. ربانية ومَلَكة
عند المجتهد لكنها بتوفيق الله، فإذا كانت غير محدودة نعم مولانا. وجود عدد من آيات الأحكام يمكن حصرها بهذا الشكل، هل يفتح باب الاجتهاد؟ أم كما يقول البعض: ما دام موجود نص فلا اجتهاد مع نص، وهذا أُغلق به باب الاجتهاد وتم تجنيبه. العقل والاجتهاد سيظل مفتوحاً إلى يوم القيامة، وهذا سبب ما قدمناه من أن هذا النص مطلق، ولذلك سيختلف في تطبيقه من عصر إلى عصر، ومن مكان لمكان، ومن زمن إلى زمن، ومن فهم إلى فهم، ومن عقل إلى عقل، ومن كيفية إلى كيفية. صحيح أن هناك ثوابت في السنة تقيدنا الذي معناه أنه لا اجتهاد
مع النص، هذا جزءان منهما ما هو قطعي الدلالة قطعي الثبوت، وهذا لا يتعدى عشرة في المائة من النصوص، ومنهما ما هو قطعي الدلالة ظني الثبوت، وهذا تسعون في المائة. فالاجتهاد سيظل مفتوحاً. قل له لا تخف، نم وارتح، سيأتيك النجاح. لا تخف يا أخي، لن يتوقف الاجتهاد أبداً للقادرين، لأن تسعين في المائة من الأحكام ظنية الدلالة، يعني تختلف في وجهات نظر الإمام الأوزاعي مع أبي حنيفة مع مالك مع الشافعي مع غيرهم إلى آخره إلى يوم الدين. أما العشرة في المائة الثابتة فهي أن الخمر حرام، وأن الكذب حرام، وأن شهادة الزور تؤدي مرفوضة ويكرهها ربنا، الظلم ظلمات
يوم القيامة، هذا هو الذي بقي إلى يوم الدين وليس فيه اختلاف. مولانا الإمام، التفسير أو ما يمكن أن نسميه بالتفسير الفقهي، كيف أو متى بدأ هذا المنظور؟ كيف بدأ التفسير الفقهي للقرآن الكريم؟ طبعاً هو عندما بدأ، مع الصحابة وبدأ... بتلك الاستدلالات وأكثر من فقه الصحابة وروايتها وضبطها ابن أبي شيبة في مصنفه والثوري في تفسيره والإمام عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه، فأوردوا كثيراً جداً مما استدل به الصحابة الكرام بالقرآن الكريم على الأحكام الجزئية في الزواج وفي الطلاق وفي العدة للمرأة وفي القضاء وفي الشهادات وفي الأموال وفي الزكاة. وفي الصلاة وفي كل
هذا جاء الإمام الشافعي فأكثر الاستدلال بالقرآن في كتبه خاصة كتاب الأم، ولما جاء الإمام البيهقي كان من أوائل الذين جمعوا آيات الأحكام وجعلوها علماً مستقلاً بذاته، وذلك أنه جمع من كلام الشافعي ما قاله في آيات الأحكام فأنشأ كتاباً طُبع اسمه أحكام القرآن للإمام. البيهاقي الإمام البيهاقي في منتصف القرن الخامس الهجري أي أربعمائة وخمسين تقريباً، جاء في نفس القرن عندما بدأت الأمور تتضح للناس هكذا. كان هناك في القرن الثالث بدايات لأنه يجمع شيئاً من الصحابة ويجمع شيئاً من التابعين ويجمع شيئاً مثل ذلك ابن حجر السعدي، ابن حجر السعدي. هذا ليس ابن حجر الذي نعرفه أمير
المؤمنين، ولا الهيتمي، ولا العسقلاني. هذا شخص قادم من مكان آخر. وصله كتاب من هذا، وبعده الكيا الهراسي ألَّف كتاب "أحكام القرآن". ثم جاء ابن العربي المعافري أبو بكر بعد الإمام الغزالي، وألف كتاب "أحكام القرآن". أحكام الكيا الهراسي طُبعت، وكذلك أحكام أبي طُبِعَت أحكام الشافعي وهكذا مولانا الإمام. هناك أصوات متدخلة متباينة ربما لا تبدو واضحة لكثير من الناس. يخرجون علينا ويتحدثون، يقول: "ما دام آيات الأحكام موجودة فخلاص لسنا محتاجين للعلماء لنعرف منهم الأحكام، نحن نأخذ الأحكام من القرآن مباشرةً مرة واحدة". إذا كان هو نفسه فاهمًا الذي... كتبه العلماء ولا يوجد من يفهم ما هو مكتوب هنا. يعني أنا كنت أقرأ منذ عدة
أيام لرجل لطيف هكذا، صحفي، فوالله كلامه تضحك منه الثكلى وتسقط منه الحبلى ويشيب منه الأقرع. ووالله كان يقول ماذا؟ يقول إن الحجاب ليس فرضاً على المرأة، وبدأ يتفلسف ويأتي لنا بأشياء ما أنزل كلام السلطان سخيف ولا نعرف بدايته من نهايته، فهو يقول فيما يقول إن حديث الأسماء هذا حديث ضعيف لأن خالد بن دريك لم يدرك عائشة. هل أنت تعلم أن خالد بن دريك أدرك عائشة أم لم يدركها؟ لا طبعاً، هو قرأ والتقط من هنا ومن هناك ووجد خالد بن دريك. يقولون عنه أنه لا يعرف مسألة العلو بالإسناد، ولا يعرف موضوع
المستخرجات على الكتب، ولا أن هذا مروي من جهات متعددة، ولا الفرق بين الموضوع وبين الحديث. القضية لها موضوع معين وهو حجاب المرأة. حجاب المرأة ليس ثابتاً بهذا الحديث فقط، بل ثابت بخمسين أو ستين حديثاً. ستون حديثاً هؤلاء حضرتك اختزلتهم في ذهنك هكذا وأنت جالس تشرب الشاي لحديث عائشة، وذهبت تختزل حديث عائشة في سند أبي داود، وتختزل سند أبي داود لأن دور خالد بن دريد لم يدرك عائشة، وقمت باختزال هذا الكلام. هل هو عن عمد؟ لا، إنه عن عدم معرفة، هو لا. أعرف هذا العلم أصلاً، هو قرأ من واحد غير مختص والثاني يقول هاتين الكلمتين، فذهب واصطادهما
وأعجبه ذلك، وقال يخبرك أنه لا يوجد في القرآن شيء يدل على الحجاب. حسناً، "قل يا أيها النبي، يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين"، قال: أرأيت؟ قال "المؤمنين" وليس "المسلمين"، نعم هكذا متبع داعش هذا يكفر الرجال الذين متزوجون من نساء غير محجبات. هذا ضيق ما هو واسع، هذا ضيق ما هو واسع. هذا كفر لأنه جعل هؤلاء نساء المؤمنين. لا، هؤلاء هن نساء المسلمين، أي نساء المؤمنين. حسناً، لو كنت تريد لانعكست معك القضية. لا أفهمها، لا أفهم الفرق. العقلية الآن هذا الخطاب لنساء المؤمنين، فأنت تقول أن التي تلتزم
بالحجاب زوجها مؤمن، حسناً، والتي لم تلتزم زوجها كافر؟ وهل هي أيضاً كافرة تبعاً لزوجها لأنها لم تتحجب؟ في الحقيقة هذا سخيف، لماذا؟ لأنه يتصدر لأمر لم يتعلم مفرداته، هو لم يتعلمها، وهو رجل كبير في السن يتجاوز... الثمانين ولكن أين المنهجية لأجل المنهجية فقط؟ أين المنهجية؟ يعني هناك تعلم ثم تكلم يا مولانا. ليتك تفهم ثم تتكلم، لكن أن تصوغ صياغة يضحك منها البعيد والقريب وتصبح مضحكاً إلى هذا الحد لأنك تدافع عن قضية لا تعرف بدايتها ولا نهايتها. يا أخي زوجتك أو ابنتك أو أنت لا تريد
أن تتحجج المرأة، فلتسكت فذلك أفضل لك بدلاً من هذا الخلط الذي ليس له أساس. فنحن في الحقيقة نواجه مشكلة متعلقة بفقدان المنهج وفقدان فهم نصوص الناس، وبهذه الطريقة سيكون فهم كلام الله [صعباً]. أريد أن أقول لحضرتك إن هذا ليس الذي عَرَفَ آيات الأحكام لا يُغنيه ذلك عن كل ما ذكرناه من شروط الناظر في كتاب الله والتي تؤهل الإنسان في أول درجاته للعلم ثم بعد ذلك إلى الاجتهاد إذا ما له حق استنباط الأحكام من هذه الآيات من آيات الأحكام في القرآن الكريم يا مولانا المجتهد لأنه
أدنى من. المجتهد يخاف أنه عرف شيئاً وغابت عنه أشياء. الذي حضرتك استدللت بشطر بيت، البيت الخاص بها يعني الذي هو في شطر البيت هذا. وأشياء ممنوعة من الصرف. حسناً، يقول لي هكذا: ممنوعة من الصرف لماذا؟ لكن لا عليه، أتفهم؟ فحضرتك هذه القضية هي أن السياق والسباق واللحاق الذي هو أن... القرآن جملة واحدة، وهي أن هناك فرقاً بين جمع النصوص ونسخ النصوص وتغيير النصوص والخاص والعام. إن هذا فن وصنعة، وهذه الصنعة إذا لم تكن مؤهلاً لها فلا تتكلم، لأن السكوت خير حينئذٍ من الكلام. مولانا الإمام، وكذلك بعض الأصوات تقول: يعني جميل أن نتعبد بالقرآن. ولكن الأحكام التي فيه لم تعد مناسبة لهذا العصر، فنبقي على قدسية القرآن في التعبد وليس لنا علاقة بهذه الأحكام، وأصبحت الأحكام
تاريخاً. نية القرآن التي رد عليها أحمد بن حنبل والتي رد عليها الشافعي والتي رد عليها غيرهم، أن القرآن متجاوز الزمان والمكان باعتبار أنه مطلق، وهذا ينقض حتى. الكلام الذي يقولونه بعد ذلك أننا نريد أن نتمسك بالقرآن، كلام أن نريد أن نتمسك بالقرآن دون فهمه ينقض كلامهم هذا الذي يقولونه. هم في ذاتهم متناقضون، الذي يقول إننا نريد أن نفهم يعني هل القرآن هذا إذا كان مؤرخاً فليس مطلقاً، وإذا كان مطلق الفهم فهو مطلق. فنحن احترنا معهم، هل هو مطلق أم غير مطلق؟ فمرة يقولون هكذا ومرة يقولون هكذا. إذاً، ما سبب الاضطراب؟ هذا عندهم هم، إنهم لا يفهمون المسألة، هم لا يعرفون، هم يريدون التفلت لا أكثر ولا أقل. أما الذي يريد أن
يبني البنيان لكي يفهمه مَن يأتي بعده، ومَن يأتي بعد ظهرت لنا داعش وواغش، هذا هو. ولذلك متى ظهرت داعش؟ عندما تخلف المنهج الأزهري عن الحضور. حسناً، ولماذا تخلف المنهج الأزهري عن الحضور؟ والآخر يبذل أقصى ما في وسعه للحفاظ على الوجود. هناك أسباب تاريخية وسياسية واقتصادية وغيرها إلى آخره، وأسباب تتعلق بالعولمة وما يحيط بالعولمة، وفي النهاية... الأزهر باقٍ يحاول أن يحافظ ويحفظ وينقل بصورة لافتة للنظر لمن بعدنا. مولانا، لمن بعد الفاصل نناقش مع فضيلتكم هذا التوضيح الرائع للمواريث في الإسلام، ولماذا كان هناك علم خاص برغم وضوح هذه الآيات وهذه تفاصيل
القرآن الكريم، ولماذا جاءت هذه الآيات مفصلة بهذا الشكل. فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم معنا، أذكر حضراتكم بسؤالنا على صفحة الفيسبوك: برأيك من له حق استنباط الأحكام من القرآن الكريم؟ مولانا الإمام، أعود إلى السؤال الذي طرحته منذ قليل قبل الفاصل، هو آيات المواريث، بالرغم من وضوحها بهذا الشكل في القرآن الكريم، وإذا لماذا وضحها الله سبحانه وتعالى بهذا التفصيل بالرغم من... كل ذلك صدر لها علم خاص بها، ولا أجد يا مولانا أن يصدر لها علم خاص بها، لأن الله سبحانه وتعالى لم يترك شاردة ولا واردة إلا أسّس لها وقعّد لها ووضع لها الأصول، وأصبح هناك علم اسمه علم الفرائض،
والفرائض يُعنى بها هذا الذي فرضه الله سبحانه وتعالى للوارث هناك علم أسسه في الحقيقة من وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أفرض الصحابة فقال: "أفرضكم زيد". فأفرضكم زيد الذي هو زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه، وزيد بن ثابت الذي جمع القرآن والذي راجع القرآن، رئيس اللجنة يعني، كان زيد بن ثابت. افترض الصحابة وضعوا هذا العلم، ماذا يقول هذا العلم؟ يقول أن هناك ورثة، وهؤلاء الورثة هم عشرة من الرجال وسبع من النساء، عشرة رجال وسبع
نساء، وليس هناك سواهم يرث، إذاً عندنا الحكاية اتضحت. والوارثون من الرجال عشرة، أسماؤهم معروفة مشتهرة، فالابن وابن الابن. مهما نزل الأب والجد له وإن علا، والأخ من أي الجهات كان، قد أنزل الله به القرآن، وابن الأخ المدلي إليه بالأب، فافهم مقالاً ليس بالمكذب، والعم وابن العم من أبيه، فاشكر لذي الإيجاز والتنبيه، والزوج والمعتق ذو الولاء، فجملة الذكور هؤلاء عشرة،
نعم، يأتي واحد ويقول لي حسناً. وخالي أقول له ليس من الإرث، فيقول لي حسناً، وابن خالي أقول له ليس من الإرث، فيقول لي حسناً. أنا لي يعني عم لكنه أخو أبي من أمه، أقول له لا. فيقول: والعمة هو ابن العم من أبيه، لم يقل من أمه في التحديد هنا. نعم من أبيه، فيكون إما... شقيقي وأمي من أبي يقول لي: حسناً، وابنه أقول له: ليس من الميراث، فيقول لي: حسناً، وهكذا. فتكون الإجابة: حسناً. وزوجة جدي، نعم جدي، هذه زوجة الجد تقول: أنا كنت زوجة جدكم وأريد شيئاً، فنقول: حسناً. إذاً لنتحدث عن النساء بما أننا دخلنا في هذا الموضوع. الوارثات من النساء سبع أنثى غيرهن الشرع: بنت، وبنت ابن، وأم مشفقة، وزوجة، وجدة، ومعتقة، والأخت من أي جهة كانت.
فهذه عدتهن ظهرت، يبقى سبعة وستة جمعهم في بيت واحد وهكذا. ويجلس الأطفال يغنونها ويحفظونها. ولكن الآن لم يعودوا يغنونها، هل تنتبه إلى ذلك؟ هذا هو العلم، هذا هو العلم، بدلاً من أن يغني وأتمنى لو أنساك يغني دهيه ويجلس هو ومشيب وشباب القرية يغنون فيها وهم أطفال صغار هكذا وهم يغنون فيها. يعني انظر حتى إلى النمط في التعليم الإسلامي أنه حوّل الأمور إلى هذه الفكاهة والبساطة. هذا يعني أن لدي سبعة عشر شخصاً يرث سبعة من النساء وعشرة. من الرجال طيب الأنصبة كم هي، فوجدنا النصيب الثمن والربع والنصف والسدس
والثلث والثلثان وهم ما تمام، فاحفظت فكل حافظ إمام. فوجدنا الأرقام هكذا يعني ثمن ربع نصف وبعد ذلك سدس ثلث ثلثان. عندما نتأمل في هذه المسألة نجد أن الرقم الذي يصلح للجميع هو أربعة وعشرين، فقال لك أربعة جئت من هنا وجعلوا هذه التقسيمة أربعة وعشرين قيراطاً تساوي في النهاية أربعة وعشرين. أي أنني أريد أن أقول إن الرقم الذي يقبل القسمة على ثمانية وعلى اثني عشر وعلى ستة عشر وعلى ستة وعلى الثلث الذي
هو ثمانية وعلى الثلثين الذين هم ماذا؟ هو أربعة وعشرون الذي يقبل. القسمة على كل هذه الحكاية، فإذاً يمكننا أن نحل كل هذه المسائل بتخيل أن الميراث أربعة وعشرون قسماً، وسنعطي لمن كل الأقسام. فمات رجل وترك زوجة وابناً، فالزوجة تأخذ الثُمن، أي ثلاثة من أربعة وعشرين، والابن يأخذ واحداً وعشرين من أربعة وعشرين. طيب، ترك الثُمن هذا وترك ولداً وبنتاً، فالولد... وابنة يُعصِّبون بعضهم البعض، وأتينا إلى مسألة التعصيب، فأصبح هناك قضية أخرى وباب آخر. ما هو الباب الآخر؟ الباب الآخر هو أن الابن بطريقة معينة وترتيب معين يصبح عصبة مع
أخته، فهذا هو العصبة بالغير. ولكن هناك عصبة مع الغير، وهي أن بنتاً تُعصَّب بنتاً، فيكون هناك عصبة بالغير وعصبة ففي العُصبة الأولى، الأخ يأخذ ضعف أخته، وهذه هي النقطة التي أثارت غضب بعض الناس. لماذا دائماً يقفون عند هذه النقطة ويقولون: "يجب أن يتساووا، يجب أن يكون هذا مثل هذا"؟ ولا شأن لنا بهذه الأحكام الآن لأنهم لم يفرّقوا بين التساوي والمساواة. المساواة تشتمل على العدالة، المساواة جعلنا فيها... أن المرأة تأخذ والرجل يأخذ هذه مساواة، أما التساوي فمعناه أنه يجب أن يأخذ نفس القيمة التي تأخذها المرأة الأخرى. لا، نحن الرجل عندنا وظائف وعندنا خصائص وعندنا مراكز قانونية،
والمرأة لها خصائص ولها وظائف ولها مراكز قانونية. الشريعة عندما أتت نظمتها هكذا، يمكن أن نضع أي نظام ولكن الشريعة هذا النظام كما قلنا بالتفصيل، وأي نظام يمكن أن نجلس ننتقده طويلاً، هو نرد عليه. أي نظام، الميراث الإنجليزي القديم أو الحالي عليه انتقادات، ونظام الميراث الأمريكي عليه انتقادات، حتى وصل الأمر إلى أن البعض عندما خُيِّروا ذهبوا يعطون ميراثهم للكلاب وللقطط ولأشياء مثل هذه، يعني أمور غريبة. غير معقولة المعنى أصلاً وعمل هذيان وليس فيها أي نوع من أنواع الإنسانية ولا عمارة الأكوان، لكننا لدينا نظام متكامل. ماذا يعني نظام متكامل؟ يعني أن الرجل مكلف
بدفع المهر، والرجل مكلف برعاية أخته والإنفاق عليها عند عدم النفقة، والرجل مكلف بأبيه وأمه، وهكذا الرجل مكلف بالنفقة وبالمهر. وبغير ذلك من مقومات الحياة، والبنت ليست مكلفة، فهي ليست مكلفة وهي بنت، وليست مكلفة وهي زوجة، وليست مكلفة وهي أم، وليست مكلفة بأي شيء. يقول لي: "لكن الواقع غير ذلك، لأن هناك ما يسمى بالمرأة المعيلة، وهناك من تذهب للعمل بينما زوجها مستلقٍ في البيت ويجلس يشرب". مخدرات نعم، هذا فساد كبير، الشريعة لا تقره، يعني هذا لا يُقاس عليه يا مولانا. هذا الكلام ليس "لا يُقاس عليه"، لا علاقة لنا به. العلاج يتم بأساليب اجتماعية وليس بتغيير شرع الله. هذا علاجه أن
نرى ما هي القضية، تماماً مثل الأطفال بلا مأوى، الأطفال بلا مأوى هذا هو الرئيسي لديهم أن شخصاً يضرب أحد عشر طفلاً وهو كان يجب عليه أن ينجب طفلاً أو اثنين، فعندما لم يلتزم بما فرضه عليه الشرع من قوة ونظام وما إلى ذلك، ولم يدرك حقيقة الحياة الدنيا وإلى أين هو ذاهب، فأنجب أحد عشر طفلاً وله في كل قرية زوجة، وتجده يتزوج ويطلق حتى يصبح لديه أربعة وعشرون طفلاً فأصبحوا أطفالاً بلا مأوى. هل هذا تقره الشريعة إطلاقاً؟ لا. هل هذا غير معروف؟ حسناً، وما علاج ذلك؟ ليس علاجه أن نغير الشرع، ولا علاجه أن نقتل هؤلاء الأطفال مثلاً، ولا علاجه أن نحرم الزواج، ولا علاجه أن نحن نغير
الشرع أم أن لهذا علاجات اجتماعية وعلاجات نفسية وعلاجات إعلامية وعلاجات أخرى إلى آخره يجب علينا أن نعمل عليها؟ لكن هذه الطريقة الساذجة من تغيير الشرع ماذا تفعل؟ تغير المعالم ولا تحل المشكلة، يعني ها هي تونس قد حرمت التعدد من قبل، فأصبح التعدد يعمل خارج القانون ولم لأن الزنا صار مباحاً، فتقول أنت: "هذه زوجتي"، فيقول: "لا، إنها زوجتي". يلقي القبض عليك، فقلت له: "حسناً، لقد حوّلت عشيقتي". فعل ما تفعله، قال: "لا، عشيقتك خلاص"، فهذا كل شيء بالفحشاء إلا العشق بالاتفاق، فتركوه. حسناً، ما الذي حدث الآن في الكون؟ أهو الملك لير أم الملك
لويس أم لا أعرف جيمس أو غيره كان متزوجاً واحدة طبقاً للديانة ولديه تسعة من العشيقات. ماذا فعلنا نحن؟ لا شيء، لا شيء إذا لم نعالج. لكن العلاجات تتم بطرق أخرى، منها اجتماعي ومنها نفسي ومنها ديني، منها موعظة ومنها علاجات أخرى، ولكن ليس بتغيير شرع الله، إنما ليس بتغيير شرع. الله هذه قضية، والقضية الثانية لكي نثبت النظام يقول لك أنت "للذكر مثل حظه"، أنت لست تتذكرون، لا، هذا أحياناً الأنثى تكون مثل الذكر، وأحياناً أقل، وأحياناً تأخذ وهو لا يأخذ، وأحياناً هو يأخذ وهي لا تأخذ. نظام كبير في خمسمائة واثنتي عشرة مسألة لها أصول وفروعها ستة. وثلاثين ألف مسألة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، وضوح كبار العلماء،
ابن الأزهر الشريف، شكر الله لكم ورضي الله عنكم دائماً يا مولانا، شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه، إلى اللقاء،