والله أعلم| علي جمعة يتحدث عن نهج النبي في يوم عرفة والعشرة الأوائل من ذي الحجة| الحلقة الكاملة

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قال إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها أو كما قال، صدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم اجعلنا من الذين يتعرضون لهذه النفحات فلا نشقى بعدها أبداً. أهلاً بكم فوالله أعلم لنسعد. دائماً في صحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة وشيوخي الكبار العلماء بالأزهر الشريف. مولانا أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً مولانا. من خلال فضيلتكم نريد أن نتعرف على نهج سيدنا صلى الله عليه وسلم في عرفة وفي العشر الأوائل من
ذي الحجة، كيف نحيي هذه النفحات؟ كيف... نأخذ ونتلمس ونغتنم هذه الفرص الثمينة وإن شئنا قلنا بين قوسين الذهبية جداً بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. دلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أزمان تفوق أزماناً أخرى في قضية القبول والعبادة والضراعة إلى الله سبحانه. وتعالى فإن الله فضّل أزماناً على أزمان وفضّل أماكن على أماكن وفضّل سبحانه وتعالى أحوالاً على أحوال وفضّل سبحانه وتعالى أشخاصاً على أشخاص "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض" فأرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه المنح الربانية الصمدانية
ونبّهنا أن في أيام دهركم نفحات وهذه النفحات الصمدانية الربانية التي تتنزل فيها السكينة التي تغشانا فيها الرحمة التي تحفنا فيها الملائكة التي يذكرنا الله سبحانه وتعالى فيمن عنده، التي تنفجر فيها البركات وتعمنا متلاطمة كالأمواج، التي نكون فيها في محل نظر الله سبحانه وتعالى، تجعل الحياة أكثر سعادة وتجعل الحياة أكثر هدوءاً وتجعل الحياة أكثر سهولة ويسراً بخلاف... نشأتها فإن هذه الحياة نشأت من أجل الابتلاء والامتحان في أصلها، ولكن هذه النفحات تُروّح
عن الإنسان وتجعله قادراً على شحن قلبه بما يستطيع معه أن يكمل المسيرة في رضا الله سبحانه وتعالى والوصول إلى رضا الله بالصبر والشكر والذكر والفكر، بكل هذه الأنواع التي تجعله عبداً ربانياً. إذا أقسم على الله لأبرَّه، يعني إذا قال للشيء كن لكان بإذن الله سبحانه وتعالى، لأن الله يستجيب دعاءه ويكرمه في الدارين. فمن هذه النفحات نبهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رمضان، ونبهنا إلى العشر الأواخر من رمضان، ونبهنا إلى ثلث الليل الآخر، ونبهنا إلى الجمعة، نبهنا. إلى الصلاة الوسطى نبهنا، وإلى اسم الله الأعظم
نبهنا، وإلى السبع المثاني في القرآن العظيم نبهنا، كما نبهنا عليه الصلاة والسلام إلى العشر الأوائل من ذي الحجة، وهذا هو المقصود الذي نبدأ فيه هذا العام بالعشر الأوائل من ذي الحجة. ما الميزة والفضيلة التي أوضحها لنا سيدنا صلى الله عليه العشرُ الأوائل من ذي الحجة إنها أفضل أيام السنة، أفضل أيام السنة، وأنها تشتمل على يوم من صامه فقد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه سنة ماضية وما تأخر في سنته اللاحقة. تخيَّل الآن أن الله قد غفر لعبدٍ ما سوف يقوم به من معصية والعياذ بالله تعالى في السنة. القادمة التي لم تأتِ بعد، إذاً فهو في فضل الله وفي رحمة الله وفي معيّة الله، ومن يدرك هذا. كان
الأكابر من الصديقين مثل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه يستحي، لما يعرف أن ربنا غفر له، فهو يستحي أن يفعل شيئاً. يعني بعض الناس يقول: طيب أليس هذه دعوة إلى فعل المعاصي، أي دائماً يقول لك "ما عليك، الله سيغفر لي". نعم، إذا كان موفقاً وقد قُبل صيامه حتى يُغفر له ما تقدم، فإنه سيستحي من الله. تعالى - ليوفقه - ستجد أنه يستحي. ربنا حيي، ألا استحِ من رجلٍ تستحي منه الملائكة. في العشر الأوائل التي في اليوم التاسع منها طبعاً هو يوم عرفة واليوم العاشر منها ممنوع فيه الصيام والصيام فيه حرام وهو يوم العيد، لكن في اليوم التاسع يباهي الله
سبحانه وتعالى، يحدث شيء من التجليات، من تنزل الرحمات، من نزول السكينة، من غشيان الملائكة، يباهي الله ملائكته بحجيجه في وفي المشاعر المختلفة كالمشعر الحرام ومنى والكعبة وغيرها، في هذا اليوم يستجيب الله الدعاء للداعين، ولذلك كتب على نفسه الرحمة، وكتب أنه "لئن شكرتم لأزيدنكم"، وكتب على نفسه استجابة الدعاء وقال: "ربكم ادعوني أستجب لكم". ففي هذه الأيام أيام فضيلة ذات خصوصية عظيمة، وهي كما قال رسول والله أفضل أيام العام، وما ليس هناك عمل يُقدَّم
في هذه الأيام أرجى بالقبول من هذه الأيام. فإذا قال أحدهم "عمل"، يدخل في ذلك الصدقة، ويدخل فيه الدعاء. المعنى واسع يا مولانا تماماً. ما من عمل تقدمه في هذه العشرة الأيام إلا وهو أرجى وأقرب لاستجابة الله لقبوله ولمجازاتك عليه. ماذا أفعل إذاً؟ ماذا أفعل؟ افعل كل شيء: تَصَدَّق، زكِّ، صلِّ، اذكر الله، استغفر، ادعُ، اقرأ القرآن، صُم، أصلح بينك وبين الناس، اسعَ في مصالح الناس يا مولانا، بِرَّ والديك، اسعَ في مصالح الناس، قم بإكرام الضيف، أي استضف الضيف، أطعم الطعام، أفشِ السلام،
قم بالليل والناس نيام، يعني الأعمال تتناهى يعني عددها كبير، ستمائة، ثمانمائة عمل. عندما نجلس لنحصي ما نقوم به الآن: إزالة البغضاء التي بينك وبين أخيك، رد المظالم للناس، كل هذه أعمال صالحة. وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، كل هذه أعمال صالحة هي أرجى للقبول، لأن من الأعمال ما تصعد به الملائكة إلى السماء فرحين. لأنه عمل طيب رائحته جميلة وشكله جميل، رأيت بضعاً وثلاثين ملكاً يتسابقون إليها أيهم يصعد بها إلى السماء، منها الأضحية التي تضحي بها، ومنها التوزيع، ومنها زيارة المريض، ومنها - وتستطيع أن
تعد هكذا - ست مئة أو سبع مئة عمل له اسم موجود في الأجر الصحيح للعمل الرابح. الأجر كامل للعمل المربح، للعمل المربح لأنه ليس مربحاً فحسب، بل هو وفرة الربح. هذه العشر الأوائل التي سنبدؤها في ذي الحجة، وفي كل ذي الحجة يعود الأمر، ولذلك سُمي عيداً لأنه يعود إلينا هذا الفضل وهذه النفحة وهذا الكرم وهذه الفرصة الربانية التي يعطينا الله سبحانه وتعالى فيها. هذا الشأن من أجل أن نغسل الذنوب ونستر العيوب ونيسر الغيوب وتعلو الدرجات ويوفق الإنسان في حياته. مولانا، إذاً الأمر ليس وقفاً على الصيام في هذه
الأيام، لا، ليس صياماً فقط. يعني أن نجد التركيز كاملاً على فكرة الصيام فحسب، فماذا عن الذي لا يستطيع الصيام؟ هناك أناس لا يصومون. رمضان لأنها صاحبة عذر أو لأنها مريضة أو لعارض أو ما شابه ذلك أو سفر أو كبر في السن، لا، كل عمل صالح، كل عمل صالح، حتى أن تبتسم في وجه أخيك، فالتبسم في وجه أخيك صدقة، تبسم في وجه أخيك فقط هكذا صدقة، أربعون خصلة أعلاها منحة العنز العامل. بواحدة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها أدخل الله بها الجنة. قال عبد الله بن عمرو: فجلسنا نعد ما الذي هو أدنى من منيحة العنز، فما وجدنا سوى خمس عشرة خصلة. يعني جلسوا. ما المقصود بمنيحة العنز؟ هي أن تعير المعزة التي تمتلكها
لجارك كي يحلبها ثم يردها إليك في آخر شيء من الجبل لكن معنى الوفاء ومعنى المودة ومعنى التكافل الاجتماعي الذي يجعلك تتنازل عن قيمتك لأنك لست محتاجاً لكوب اللبن الذي فيها كي يفعل جارك ذلك. معنى سيدخلك الجنة ومردوده بهذا القدر، نعم مردوده كبير جداً، حسناً، ولكن هذه أدوات، فما الفائدة منها إذاً؟ فحاول العلماء أن يروا... ما الذي استفادوا منها هذه؟ فبدأوا يجمعون كل شيء يقولون لك: إنك ستدخل الجنة، أنت ستدخل الجنة، أو وصية النبي عليه الصلاة والسلام. فوجدوا حوالي مائتي صفة من الصفات، وها هي كلها أعمال صالحة، التي منها التبسم في وجه أخيك صدقة، ولو أن تصنع لأخيك، يعني شخصاً ليس... قادر على أن
يضم الإبرة ففرحت لأضمها له، قال: "هذه صدقة وأنت ستأخذ عليها أجراً، فإذا كانت في العشر الأوائل من ذي الحجة كانت أرجى للقبول في كل السنة. هي إن شاء الله تُقبل، لكن هذه كأنك تقول عليها ختماً بأنها شيء خاص. زمن شريف يا مولانا، زمن شريف وعمل الله وقبول شريف. الله نعم مولانا. ما العلة إذاً أن الحجاج لا يصومون هذه الأيام للتقوي فقط؟ هم الحجاج لا يصومون يوم عرفة، لكنه يجوز لهم أن يصوموا في غير يوم عرفة، إلا لمن لم يقدم الهدي، عليه ثلاثة أيام في الحج، فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا. رجعتم تلك عشرة كاملة، فالعشرة الكاملة هذه فيها ثلاثة ستصومونها أين إذن؟ ستصوم واحد واثنين وثلاثة،
هل يصح؟ ستصوم ثلاثة وأربعة وخمسة، خمسة وستة وسبعة، سبعة وثمانية وتسعة، هل يصح؟ فهنا ستجد أنه صام هكذا، بل إن الشافعي يقول لك إنك تصوم أيضاً لو فاتك كل هذا ولم تصم أياماً. التشريق التي نهي عن صيامها للحال وللبلد بلدي، يعني في البلد وليس في الحج. أنا هنا هذه أيامه أكل وشرب، ولكن هناك وأنا عليّ ثلاثة أيام، ماذا أفعل؟ أصوم لأكون في الحج، لأنه بعدها سينتهي الحج وسنكون قد أنهينا الحج، فلا يكون في الحج إذا كانت ثلاثة أيام في... الحج يمكن أن تصومه في أي يوم، لكن لماذا لا يصوم الحجاج؟ لأنهم يتقوون على ما هم فيه من ذكر
وعبادة وانتقال، والسفر قطعة من العذاب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت عائشة تقول: "ولو شئت لقلت العذاب قطعة من السفر". من الأمان، أحياناً البعض يحلو أن يقارن ما بين العشر الأواخر من رمضان والعشر الأوائل من ذي الحجة، هل تصح هذه المقارنة على هذا النحو؟ أيهما أفضل؟ العشر الأواخر من رمضان ليلها مقدم على نهارها، يعني لأن فيها تنزلات بالليل، والقرآن نزل بليل، ولأن القرآن نزل بليل ففضل الليل. أتنتبه؟ "إنا أنزلناه في ليلة". مباركةٌ من الله هي هذه الليلة، أُنزل فيها القرآن ليلاً، {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر} {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً}.
في سرٍ ما بين القرآن وبين الليل، أمر الله: {قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً القرآن ترتيلاً الله في شيء في شيء ما بين القرآن وبين الليل، ففي هذه الأيام الفضيلة التي نزل فيها القرآن الكريم علاقة الليل جعلها الله أقوى من النهار، أما في هذه الأيام العشر فنهارها أقوى من ليلها في هذه العشر، فإذًا هناك تفضيل ويفعل الله ما يشاء ويفضل ما يشاء لكن والفجر وليالٍ عشر، ليالٍ عشر التي هي الأيام العشرة الخاصة بنا هذه من ذي الحجة. نعم مولانا الإمام، يعني هل هناك أدعية مأثورة عن سيدنا صلى الله عليه وسلم ندعو بها سواء من كان في عرفات أو من كان
هنا؟ الأدعية كثيرة المأثورة عن سيدنا النبي صلى الله. عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ومن البخل والجبن ومن غلبة الدين وقهر الرجال نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا واجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا. أدعية كثيرة جداً واردة عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن كن حيث تجد قلبك لأن هناك أدعية أيضاً عن الصحابة وعن التابعين والأئمة المتبوعين وأتقياء الأمة الصديقين، أدعية تجد فيها نفسك. اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا. اللهم افتح
علينا فتوح العارفين بك، اللهم احشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة، واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً. كل هذه الأدعية لم ترد عن رسول الله، ولكنها أدعية جامعة تجد قلبك فيها، وتجد أنها تلخص، فهي تندرج تحت هذا المعنى الرباني الصمداني الذي أمرنا الله. إن مولانا الإمام يعني أن التكاليف بما فيها من العمل الصالح في العشرة الأوائل من ذي الحجة لنا نحن هنا، هل يجعل أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حالة طاعة متناسقة في هذا النسق الجميل؟ هناك يؤدون المناسك، وهنا يقومون بالعمل الصالح، فيبدو المشهد مكتملاً بكل جمالية العبادة الله فالله سبحانه وتعالى هو الذي يهدي وهو الذي يوفق، وكثير من
أمة محمد يغيب عن نفسه وينسى نفسه في هذه الأيام وفي غيرها. ماذا يجب عليه؟ يجب عليه أن يعود، أن يتوب، لأن هذه أيام أرجى لقبول التوبة فيها. هذه أيام فرصة لأن تتوب ولأن ترجع، فرصة. كبيرة كما تقول ذهبية، لا بلاتينية إذا كان البلاتين أغلى من الذهب أو ما شابه، لا بل هي فرصة إلهية، فرصة ماسية. هل أنت منتبه؟ يعني فرص إلهية ربانية، والتوبة موجودة هنا، ولذلك على كل من كان قد نسي نفسه أو نسي ربه أن يعود لأنها فرصة. سيرى أثرها عندما تكون التوبة في هذه الأيام، يجد أثرها عبر السنة. وأقسم بالله أن هذه المرة أخي - والحمد لله - وفقني ربي ولم
أعد إلى التدخين مرة أخرى، ولم أعد إلى شرب الخمر. أي محرمات يرتكبها الإنسان... نعم، ما أجمل هذا الرجل الذي دخل إلى الكعبة فوجدها ممتلئة لماذا سمي بهذا الاسم يوم عرفة بعرفة؟ يوم عرفة لأنه المكان - الوادي - الذي يجتمع فيه المسلمون والذي يُعدّ الوقوف فيه من أركان الحج. اسمه عرفات، وسبب تسميته بعرفات قيل أنه عندما نزل آدم وحواء - وهذا من
المقولات في الآثار المنقولة عن الأديان السابقة - نزلوا فتباعدوا وسعى أجل أن يصل إلى زوجه حواء، كانت حواء تبحث عن آدم وآدم يبحث عن حواء، فالتقيا في عرفات، فسميت بعرفات الله، أو لأن هنا حدث التعارف الأرضي بين الرجل وزوجته في هذا المكان. وآدم وهو يبحث عن حواء كان يدعو ويدعو ربنا لأنه كان يفتقدها ويخاف عليها وهي غائبة، وهي أيضاً تدعو وهي قادمة إلى أرض غير التي كانت فيها، بقوانين أخرى من قوانين الهواء والجاذبية، والمهمة مختلفة بالفعل. فجلست
تدعو، فعندما التقيا كان لهذا المكان خصوصية في استجابة الدعاء، أي أن آدم التقى بحواء في عرفات استجابة للدعاء الذي كانا يشتغلان به، باحثاً كل واحد منهما عن زوجه ورفيق. أصبح طريق عرفات رمزاً لاستجابة الدعاء، ولذلك يستجيب الله في هذا اليوم وفي هذا المحفل للحجاج على سبيل الفرض وعلى سبيل المجموعة. وقفت بعرفة، وعرفة كلها موقف. ماذا يعني هذا الحديث؟ النبي صلى الله عليه وسلم اختار تلة تسمى الآن بجبل الرحمة وعليها علامة ومعروفة، ولكن نبه إلى أنه...
وقوفه هنا وهو الذي قال: "خذوا عني مناسككم" لا يُفهم منه أن كل الحجاج يجب أن تطأ قدمه هذا المكان ولو سعياً أو انتقالاً أو بقاءً أو لحظة. فهل يجب عليّ لكي يتم حجي أن أذهب وأقف على جبل الرحمة؟ فالنبي ينبهنا: "وإنما وقفت هنا وعرفة كلها موقف". إذا هو حدد وعرّف فيها عبارة وهي أنها تعني في وادٍ في بطنها ليس منها اسمه وادي عُرَنة، ووادي عُرَنة هذا هو الذي بُني فيه المسجد الذي يُقال له مسجد نَمِرة، ويُقال له
أيضاً مسجد إبراهيم، وهو الذي خطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المكان ثم دفع فانتقل إلى عرفة فالوادي هذا يعني في بطن كهذا، بطن، هذه البطن ليست من عرفة، يعني هكذا وهكذا هو هنا عرفة، هنا وادي نمر أو وادي عُرَنة أو وادي إبراهيم أو المسجد الذي هو بعيداً عنه، هو ليس من عرفة، ليس من عرفة، ولذلك نص الفقهاء وأجمعوا على أن مَن جلس في مسجد نَمِرة فلا حج له، بل يكون ضائعًا حجه لأنه وقف خارج عرفات. الآن اتسع هذا المسجد حتى دخل جزء منه في عرفة، حوالي عشرة أمتار داخل
عرفة. ولكن احتياطًا، لأننا لا نعرف بالضبط أين توجد العشرة أمتار وأين الحدود، فلا تجلس في مسجد نَمِرة، نعم، مسجد يكون هناك تكييف وما شابه ذلك، فيميل الناس للجلوس ويقولون لك: "والله، أنا أذهب إلى المعسكر هناك حيث لا يوجد تكييف"، فيفقد حجته لأن الحج عرفة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. عرفة والوقوف بعرفة من الأركان، ويبدأ الوقوف رسمياً من الظهر وينتهي بالفجر، فمن أدرك عرفات في قبل الفجر، قبل فجر يوم العيد، فإنه قد أدرك عرفات ووقف عليه. ووقف عليه يعني لنفترض أن شخصاً مسافراً حصل له عارض وتأخر حتى ترك الحجاج عرفة وذهبوا إلى مزدلفة. حتى نفترض أن الحجاج وصلوا
إلى مزدلفة، نعم، ثم وصل هو إلى عرفة ولم يجد فيها أحداً، فمكث فيها ساعة له أن يجمع بين طرفي النهار والليل، لا يُشترط أن يفعل الحجاج ذلك، لكنه أدرك عرفات لأنه أدركها قبل الفجر، وهذه من المسائل التي قد لا يعرفها كثير من الناس، فعندما يتأخر على المغرب يقال له: "خلاص، لقد غربت الشمس وفات الوقت"، لا أبداً، أنت... أمامك حتى الفجر لتذهب إلى عرفات، وهكذا حتى الناس مع شدة الزحام وبعض العوارض التي قد تحدث لا يعرفون كيف يغادرون عرفة حتى الفجر. هل انتبهت؟ لا حرج عليهم، يعني فاتتهم مزدلفة، سيمرون عليها ولن يحدث شيء، ولكن المبيت بالمزدلفة هذا مروراً ولو
مروراً هكذا، يعني ماذا؟ واجب المبيت بمزدلفة هو يبيت حتى الفجر هذه السنة وتلك السنة، لكن مروره بمزدلفة يُعد ركناً للمرور بالمزدلفة، فلا يكون عليه دم ولا شيء. مولانا الإمام فضيلتكم تفضلتم وقلتم لنا أن صيام يوم من العاشر من ذي الحجة للسنة القادمة والسنة التي تليها، وهو يوم عرفة، طيب، المكفرات تكفر الذنوب، هنا البعض. يقول: هل الذنوب حتى لو كانت كبائر، حتى لو كانت كبائر، لكن ما يتعلق بحقوق العباد لا بد من رده، أما الكبائر في ذاتها حتى لو كانت كبائر، واحد شرب خمراً، واحد ارتكب جريمة الزنا، واحد كذا إلى آخره، لكن واحد مغتصب أرضاً أو آخذ رشوة أو
سرق سرقة لازم... يرد هذه الأشياء يعني لا يكفي شيء اسمه أنا سأتوب إلى الله والشيء ما زال معي والأرض هذه معي. هل سأتوب إلى الله؟ حسناً، تبنا إلى الله من الفعل، لكن أين حق الناس الذي يجب عليك أن ترده لهم؟ لابد من هذا الرد. لكنها تُكفِّر، وربنا واسع ولا يناله منا ضَرَرَ ولا ضِرار، ولذلك هو يغفرُ لنا ذنوبَنا، وربُّنا ليس منتقمًا منا. إنَّ ربَّنا يفرحُ بتوبةِ عبدِهِ كما يفرحُ أحدُكم إذا فقدَ بعيرَهُ ثم وجدَهُ. هذا البعيرُ يعني حياتَهُ كلَّها؛ لأنَّهُ سيموتُ في الصحراءِ من دونِ هذا البعير. فهو عندما فقدَ البعيرَ كان سيموتُ، ثم وجدَهُ ففرحَ كثيرًا. هكذا ربُّنا. أشد فرحاً ولله المثل
الأعلى من هذا، نعم مولانا الإمام. دعني أسأل أيضاً السؤال بشكل آخر، وكنت قد سألته ولكن من أجل التحفيز، لأننا ننتهز هذه الفرصة. يعني مَن المحروم من فضل هذا اليوم؟ مَن المحروم من فضل هذه الأيام؟ الذي لا يقرر فعل الصالحات هو المحروم، وقلنا إن... الصالحات كثيرة جداً، أولها التوبة إلى الله. أحدهم قضى وقته في لعب البلاي ستيشن أو في لعب السوليتير وترك الذكر، وترك الصلاة، وترك الصيام، ولم يأمر بمعروف، ولم ينه عن المنكر، ولم يبر والديه، ولم يصل رحمه، ولم يرد المظالم. كل هذا يعني أنها فرصة ضائعة يجب عليه... أن يعني يفعلها لأنها فرصة
لن تتكرر للسنة القادمة فيجب عليه أن يفعلها، يعني لا بد وأن يتفهم فقه وحب الحياة. يبدأ فقه وحب الحياة من هذه الأعمال الصالحات. الحياة هنا ليست هي الحياة الدنيا فقط، بل هي الحياة الدنيا والآخرة أيضاً. فقه حب الحياة يشمل الدنيا والآخرة. الدار الآخرة لهي الحياة الحقيقية لو كانوا يعلمون، فأنا وأنا أعمل هنا في الدنيا، هذه الدنيا مزرعة الآخرة، والدنيا فيها بالرضا والتوكل وكل هذه الأعمال الصالحة. إن قلبي معلق أيضاً بالآخرة التي هي الحياة الحقيقية لأنها هي الخلود، أما هنا فأنا باقٍ "خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً". مولانا الأمور دافع وخطوات حقيقية لمعرفة مفهوم السعادة
الحقيقية لكي نعيش سعداء. هذا المعنى وهذا المفهوم الذي تسعى البشرية للوصول إليه. السعادة معناها هدوء البال، السعادة معناها الرضا، السعادة معناها التسليم والتوكل. وكل هذه الأشياء هي على طرف الثمام كما يقولون، أي أنها أشياء قريبة منك جداً خاصة في هذه الأيام. يعني في هذه الأيام يقرب الله السعادة للناس إذا طلبوا السعادة حقاً، أما عندما لا يطلبون السعادة ويصرون على ما هم فيه من نكد وبلاء وهكذا، فلا يكون لديهم رضا ولا توكل ولا هدوء نفسي ولا تسليم، فماذا تنتظر؟ ستنتظر
الشقاء والبلاء والنكد. نسأل الله العافية، هذه مصيبة كبيرة لأنه الحج فهذا خطأ كبير ونرى بعض الحجاج يكونون ويصرون ويقولون يعني هل اختلفت؟ ما هو هكذا، هذا خط وهذه خطوة. اخرج خارج المسجد تكون في عرفة، ادخل داخل المسجد تكون لست في عرفة. هذا كلام. فقضية الفهم
هذه وأنه غير راضٍ أن يفهم الدقة والتحديد الذي تم، يعني نوع من. أنواع الجهل الذي يؤدي بالحج كله لأن الحج عُرف. القضية الثانية أن بعض الناس يعتقدون أن الصلاة في المسجد ركن من أركان الحج وهذا خطأ. يمكن أن تصلي في المعسكر الذي أنت فيه، لأن الصلاة في المسجد مجرد سنة وليست شرطاً، لا الصلاة مع الإمام ولا سماع خطبة الإمام ليس في الحج ليس ركناً في الحج، هناك خطأ آخر وهو ظنهم أن من أركان الحج الوقوف على جبل الرحمة، نعم، وهذا أيضاً باطل لأنه ليس من أركان الحج إطلاقاً، بل قال:
"وقفت هنا وعرفة كلها موقف، وذبحت هنا في منى ومنى كلها منحر"، وأيضاً عندما صلى عند المشعر الحرام. صلَّ هنا، ومزدلفة كلها محل لهذا القبول. فلا تعتقد أن محاولة التماس آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعل هي ركن من أركان الحج. القضية التي بعد ذلك هي إضاعة الوقت، فيجلسون يثرثرون في عرفات، ويستمعون إلى الأغاني وهم في عرفات، ويشغلون الراديو من أجل... يستمعون كي يضيع اليوم على نفسه بالوقت الضائع في اللغو
وعدم العبادة أو بالنوم مثلاً. فالنوم جائز، ولكن ألم يجد وقتاً للنوم إلا الآن؟ أتفهم؟ ويترك اليوم أول ما يذهب لينام في عرفة ويظل نائماً حتى قرب المغرب، ثم يقوم ليصلي ركعتين وركعتين للظهر والعصر ويذهب. ويمشي بدلاً من أن يستغل هذا الوقت المبارك، الفرصة فالسماء مفتوحة للدعاء والالتجاء والضراعة والعبادة المقبولة والتوبة وغير ذلك، لكنه ذاهب للنوم. الخطأ الآخر يعني أنه توجد مسألة تسمى الرفاهية، هذه الرفاهية مقبولة في أن يكون الجو جميلاً
والطعام نظيفاً، لكن هناك أمور معينة هذا مقبول يا مولانا، الموضوع هذا يعني الطَرَف هنا أن يعيش في طرف في هذه الأماكن، يعني تكون المأكولات والمشروبات أكثر من المعتاد. هل انتبهت كيف؟ طبعاً نحن لا نريد أن نحدد شيئاً، لكن هناك أناس يفعلون أفعالاً حقيقة عجيبة وغريبة وفيها إسراف، والله تعالى نهى عن هذا الإسراف لأنه قال: "كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه فهذه ليست رحلة سياحية ولا رحلة ترفيهية ولا إثبات حالة، بل هي رحلة فرصة، رحلة توبة، رحلة ضراعة، رحلة دعاء. فكل
هذه أخطاء يمكن أن تُذكر وتُحذر منها في هذا اليوم الجليل، بل يجب عليك أن تضع برنامجاً لنفسك في الدعاء وفي الذكر، في الجماعي والفردي، ولا تنسى مصر من. الدعاء ولا تنس نفسك وقل ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. لا تنس الدنيا ولا تنس الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا، ولكن في ذات الوقت تضرعك للآخرة. إذاً يا مولانا، في هذه الساعات التي ربما يتصور بعضهم أنها ساعات طويلة، كيف أقضيها ذكراً وقرآناً؟ وأدعية وربما يكون هناك دروس قد انعقدت. هل يعني من ضمن هذه الأمور التي يمكن أو بالإمكان أن تكون درساً لمشايخ موجودين في المعسكر؟ هذه
الأمور تجري في هذا الجدول أو في هذا البرنامج بدون شك، لأن هذه الدروس فائدتها أنها تعلم الناس أحكام دينهم وتهدئ البال للتصرفات. قد يظن أنها تفسد الشيء أو أنها تقلل من الثواب وهي ليست كذلك، العلم رحم بين أهله، فتداول العلم في مثل هذا هو نوع من أنواع العبادة. مولانا، هناك يقولون: "لبيك اللهم لبيك"، هل يُسن للمسلمين التكبير في هذا اليوم؟ لا بأس، لا بأس لأنه هو كذلك، لكن التلبية أولى. التلبية أولى، لكن المسلمين هنا ليسوا في المشاعر، ليسوا هناك. يعني لأن التكبير هذا نوع من أنواع الذكر. أما هنا في بلادنا بعد ظهر يوم عرفات يبدأ التكبير
كما ينص على ذلك الإمام النبوي. بعد الظهر نبدأ في التكبير بعد في أثر كل. صلاة التكبير لم ترد صيغة معينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما دخل الشافعي مصر وجدهم يكبرون كما نكبر اليوم: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا". لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده
وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وكانوا يكتفون بهذا إلى ما بعد عهد الشافعي، ثم أضافوا إليها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم صل على سيدنا على سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً. وكنا قد أدركنا المشايخ وهم في آخر تكبيرة التي بعدها يُقام إلى صلاة العيد، يقولون تكبيراً كبيراً، أي كثيراً. يقول: على، أي كثيرة، ومعناها أن نقوله بعدها، ونكرر، الكثير من الأمور الكبيرة التي يُقفل بها،
دعنا نقوم بالصلاة، كل هذا لم يرد عن الصحابة والتابعين وما إلى آخره، إنما هو ورد عن العلماء الأفاضل عبر القرون. فكان الإمام الشافعي لما دخل ووجد هذا التكبير بهذه الصفة قال - وكانت تقف عند بدايات الصلاة على النبي صلى الله عليه بما يَكبُر به الناس اليوم، فحسناً، الله فاهم، الله أحبوا، اجتهدوا، ليس لأن معنى أنه لم يرد عن الصحابة، هو لم يرد شيء، هو لم يرد شيء، حتى في أشياء منسوبة إلى سيدنا سلمان الفارسي وما إلى ذلك، ولكن يعني هو لم يقل شيئاً فيها، فالمهم أن المصريين ينبغي عليهم أن يرجعوا إلى التكبير الأول وأن هذا الذي وجدوه من غير هذه الصيغة المباركة
قالوا إنها لم تكن في العيد. نعم، معروف أنها لم تكن في العيد، ولكن في القرن الثاني عندما وجدها الشافعي في مصر، كانت منقولة عن الأكابر الأتقياء الأنقياء الأولياء الذين فيهم سخط الصلاة. على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى التي فيها سخط الصلاة، يعني ما هو علماء الأزهر هم الذين وضعوها لتقرؤوها. كان عندنا شخص كان اسمه الشيخ الشوني، والشيخ الشوني كان في القرن العاشر الهجري، أوجد ما يسمى بمجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الأزهر الشريف صلى. الله عليه وسلم وأخذ عنه عبد الوهاب الشعراني، وأن الشعراني أخذ عن الشوني، عن الشيخ الشوني، وهكذا. فقد كان هناك أناس أكابر حتى في بداية القرن وما بعده، وجدوا وأحيوا
القلوب بالتعلق بالصلاة على النبي المحمود صلى الله عليه وآله وسلم. مولانا، اسمح لي، يعني سؤالنا على صفحة الفيسبوك ما... الأعمال التي أحرص عليها في العشر من ذي الحجة. الأستاذة نادية: الروايات تقول الصوم، القيام، قراءة القرآن، التقرب إلى الله بالدعاء، الصدقة على قدر المستطاع. الأستاذة بهيرة عاشور تقول: الأعمال الصالحة، ذكر الله، قراءة القرآن، الصلاة وخاصة صلاة الليل، الصدقة، إطعام الطعام، الصيام وخاصة صيام يوم عرفة. الأستاذة سوزان إبراهيم. تقول الصيام والدعاء، الأستاذ محمد يقول متابعة سيدنا ومولانا الإمام في حركاته وسكناته، الأستاذة سعاد تقول قراءة القرآن والتسبيح وذكر الله، فنرجو الله سبحانه وتعالى ونسأله في هذه الأيام الفضيلة أن يمن علينا بنزول السكينة
على قلوبنا والرحمة تغشانا من كل جانب وأن تحفنا الملائكة في كل حين وأن يَجعلُ صالحَ أعمالِنا في ميزانِنا يومَ القيامةِ وأن يُثقِلَ بها ميزانَنا إنه على ذلك قديرٌ وبالإجابةِ جديرٌ. اللهمَّ يا ربَّنا أكرِم هذا البلدَ آمين يا ربَّ العالمين وأهلَه وارزُقهم من حيثُ لا يحتسبون وخفِّف عنهم العناءَ والبلاءَ وارزُقهم حُسنَ الأخلاقِ. اللهمَّ أبعِد عنهم الشقاقَ والنفاقَ وسوءَ الأخلاقِ يا أرحمَ الراحمين. واجعلنا نحيا تحت ظلال وافرة من شريعة النبي المصطفى والحبيب المجتبى، واحشرنا تحت لوائه يوم القيامة، واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً. علّمنا
العلم النافع، وارزقنا من عندك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، من الراشدين ومن المهديين واهدنا في من هديت وعافنا في من عافيت وافتح علينا فتوح العارفين بك واجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا واجعل يا ربنا أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أمة مرحومة، اللهم يا ربنا اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر أمورنا الغائبة عنا وتقبل منا ووفقنا إلى ما تحب وترضى وانقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك، اشفِ مرضانا وارحم موتانا واغفر لحينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا، ووفقنا إلى ما تحب وترضى، وصلِّ اللهم على سيدنا
محمد وآله وصحبه وسلم. رضي الله عنكم مولانا الإمام الدكتور علي جمعة وفضيلة كبار العلماء ذوي الأزر الشريف، وغفر الله لكم وكل عام وأنتم بخير، كل سنة وأنتم طيبون، والأمة المصرية والإسلامية والعربية بخير. والله سبحانه وتعالى يتقبل الحجيج عنده بقبول حسن ويوفقنا إلى ما يحب ويرضى. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. إلى اللقاء،