والله أعلم| فضيلة الدكتور علي جمعة يرد على شبهات المتطرفين حول مفهوم الوطن| الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم، بسمك اللهم نمضي على طريقك، فثبت اللهم أقدامنا على طريقك. أهلاً بكم في "والله أعلم" لنسعد دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الدكتور علي جمعة وشيوخ كبار العلماء بالأزهر الشريف. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً مولانا الإمام، ونحن دائماً نجيب على تساؤلات مهمة. وملحّة حول هذه الجماعات المتطرفة وتحديداً حول هذا المفهوم الأثير لدينا جميعاً "الوطن"، ماذا يفهمون عن هذه الكلمة
التي يحاربونها دائماً؟ وما نجد إلا أنهم قد حاربوا أوطانهم وحاربوا أبناء أوطانهم، فلماذا دائماً يقفون عند هذا المفهوم بالمحاربة؟ وماذا تعني كلمة الوطن عند سيدنا صلى الله عليه وسلم في البداية؟ وفي الختام، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ذُكِرَت مصر في القرآن الكريم صراحةً خمس مرات بهذه الحروف الثلاثة: الميم والصاد والراء، وذُكِرَت بأسماء أخرى كثيرة، سواء كان ذلك جزءاً منها أو كان ذلك ضميراً يعود إليها أو كان هذا... اسم إشارة يرجع إليها وهكذا كثيراً. بعضهم أوصل إلى ثلاثين موضعاً، وبعضهم أوصل إلى ثمانين
موضعاً. وعندما يتحدث ربنا عن طور سيناء، فهذا موجود في مصر. عندما يتحدث في قصة موسى - وقد أكثر من تكرارها في القرآن - فهذا موجود في مصر. ومن يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا فرعون يعني خاطب طبيعة الإنسان أنه متمسك بأرضه ووطنه، وأنه حساس جداً أن يأتي شخص ليدبر أن يُخرجه من وطنه. هذا نوع من أنواع الجرائم الكبيرة التي استغل فرعون موضعها لدى الإنسان حتى يتهم
بها موسى. يعني هو يتهمه بالخيانة العظمى. صحيح أن فرعون كذاب ولكنه ذكي وملك ويعرف. كيف يدير هذه الأشياء فالله سبحانه وتعالى ينبهنا بمثل هذه الآيات التي قد لا يستنبط منها أحد هذا المعنى أن الوطن عزيز على النفوس وأنه له موقع كموقع السحر في تحريك النفوس من ذلك أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ترك مكة تركها ونظر إليها وقال إلا إنك أحب أرض الله إلي، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت. فبعض هؤلاء الدواعش
أو السلفية أو النابتة أو غيرهم من هؤلاء الناس قالوا: لأنها أرض مقدسة يعني أو أرض طيبة. فلما ذهب إلى المدينة ومكث فيها أكثر من أربعين يوماً نُسب إليها، ولما جاء وفتح مكة. خَشِيَ الأنصارُ أنْ يَبقى في وطنهِ وأهلهِ وكذلك، ولكنهُ أصبحَ لهُ وطنٌ آخر. وهذا الوطنُ الآخرُ عندما دخلهُ نظَّمهُ ووجدهُ على هيئةٍ متعددة. فعندما كان في مكة، كان نظامُ أهلِ مكةَ يرفضُ الإسلامَ والمسلمين. وعاشَ النبيُّ ليُبيِّنَ للمسلمينَ إلى يومِ الدينِ كيفَ يكونُ حالُ الإنسانِ إذا عاشَ في وطنٍ يأباهُ دينه كيف يكون وأيضاً
أعطى النموذج الثاني في الحبشة عندما أرسل أصحابه إلى الحبشة فصار النظام والدولة تقبل الإسلام لكنها ليست مسلمة فعاش المسلمون في وسط إخوانهم الأحباش وهم لا يدينون بدين الإسلام إلى أن أسلم الحاكم النجاشي وبالرغم من ذلك أنه لما أسلم ما أسلمت الدولة والصحابة الكرام الذين ذهبوا إلى الحبشة وبقي كثير منهم هناك، لم يعودوا. وأصل مسلمي الحبشة، وهم كُثْرٌ الآن، أولاد الصحابة هؤلاء الذين من الهجرة الأولى، من الهجرة الأولى. فلما وصل النبي المدينة بنى النموذج الثالث وهو وطن فيه تعدد، فيه يهود، فيه مشركون، فيه مسلمون، فيه إثنيات قبلية في
الأوس والخزرج. في هذا التعدد، بُنِيَ مفهوم الوطن في صحيفة المدينة كون أن الواو والطاء والنون مثلاً وردت أو لم ترد في السنة، لأنه مثلاً ما يشيع على ألسنة الناس "حب الأوطان من الإيمان" أو "حب الوطن من الإيمان" ليس بحديث، ولكن النابتة عندما خرجت، بمفهوم عجيب غريب للفهم أنه... إذا لم يكن الشيء حديثاً فهو في ذاته بدعة، بمعنى ماذا يا مولانا؟ يعني مثلاً يأتون لقولهم: "نعم المذكر السبح". لا يعجبه أن يكون هذا حديثاً، في حين أن بعض الناس أوردوه حديثاً ودافعوا عن سنده وهكذا. فجاء مثلاً
الأستاذ ناصر الدين وقال: لا، هذا موضوع. حسناً، ناصر الدين الألباني، حسناً، ما معنى "ماشي"؟ يعني أنت ترى أن هذا الموضوع مقبول. قال: لا، ليس مقبولاً، فتكون المسبحة بدعة. هذا لم يقرأ أي شيء على الإطلاق عندنا في الأزهر ولا في أصول الفقه. لم يقرأ كلام أبي طيب وهو يقول: "بطلان الدليل لا يعني بطلان المدلول". افترض أن الحديث ضعيف أو لم يكن موجوداً حتى يكون المدلول أصبح الحكم فاسداً أيضاً، فبطلان الدليل لا يعني بطلان المدلول، وإلا يكون مجنوناً. هذا نص فقهي وقاعدة فقهية، فأصول الفقه تحتم علينا هذا. لقد سمعت محاضرة للألباني في جدة وهو يقول إن أصول
الفقه طاغوت - والعياذ بالله تعالى - هذه هي العلة. التي بيننا وبينهم أن أسس الفهم التي بذل فيها الأئمة الأعلام من ناحية اللغة ومن ناحية الفقه ومن ناحية التوثيق ومن ناحية التفسير ومن ناحية البلاغة وكل هذه الإمكانيات في أصول الفقه لاستنباط الحكم الشرعي بطريقة منضبطة تصبح طقوساً وهي لا تريد إلا وجه الله، يعني أننا بدأنا نهذي ومن... هذا التخريف بدأ ينهار، ولذلك نحن نشعر بالأسى الشديد على أولئك الذين افتُتنوا بهذه المدرسة، ونقول: لا يا جماعة، قد يكون حب الوطن من الإيمان، مع أن هذا
التركيب ليس حديثاً "حب الوطن من الإيمان"، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب وطنه، لأنه في ما يسمى بهجرة الأنبياء فيها أنهم تركوا أوطانهم، وعندما تركوا أوطانهم تركوها وهي عزيزة على قلوبهم، أي أنهم كانوا يحبونها كثيراً والوطن عزيز عليهم جداً، لكنهم فرّوا بدينهم. حتى إن الإمام القرطبي وهو ينظر إلى هجرة الأنبياء، قال: "إني مهاجر إلى ربي". سيدنا إبراهيم يقول: "إني مهاجر إلى ربي"، فهو ترك أور الكلدانيين على فلسطين وهكذا إلى آخره، سيدنا موسى هاجر إما فرارًا وإما انتصارًا، فقالوا: "نعم، إن الهجرة أصبحت نوعين: هجرة
أمن وهجرة إيمان". فإذا اختل الأمن في وطني فقد أهاجر، ولكن ليس كراهية لوطني. سيدنا النبي هاجر هجرة الإيمان، وهاجر أهل الصحابة إلى الحبشة هجرة الأمن، فهذا هاجر أمنًا وهذا هاجر. إيماناً، فيتكلم القرطبي بالحلاوة، ماذا يقول القرطبي؟ منه في هجرة الأمن، في هجرة الإيمان، وأن الهجرة بهذا المعنى، عندما تكون أنني لم أستطع أن أفعل ديني في مكان ما فهاجرت، فهذه هجرة إيمان. أما لو كان وجودي فيه خطر محقق، فهذه هجرة أمن. مولانا الإمام يقفون أيضاً على... كلمة مهمة جداً لدينا، كلمة "الأمة"، وأن الإسلام أمة وليس دولة، فلذلك لا ينبغي
أن تكون هناك ما يسمى بالأوطان وبالتقسيمات الجغرافية التي موجودة على مستوى العالم، بمعنى أنه لا يوجد وطن ولا بلد، هناك أمة، هناك الأمة الإسلامية، هناك أمة إسلامية بدون شك ولكنها دائرة متسعة داخلها. دوائر، فداخل هذه الأمة الإسلامية هناك أمة عربية، ووجود الأمة العربية لا يناقض ولا يناطح ولا يصادم ولا ينقض ولا يلغي ولا يكر بالبطلان على الأمة الإسلامية. الأمة الإسلامية أمة متسعة لا تعرف الزمان ولا المكان، لكن هذه الأمة داخلها وفي وسطها أمة تسمى بالأمة العربية، وهذه
الأمة العربية بداخلها. وطن من الأوطان، فمصر طوال حياتها اسمها مصر، لها حدود ولها معالم. ليبيا اسمها ليبيا، لها حدود ولها معالم. الشام اسمه الشام، له حدود وله معالم. وهكذا، فإذًا هذه الأوطان ليست من صناعتنا ولا من تقسيمنا. ولذلك عندما يأتي أحدهم فيستطيع أن يوحدها تحت نموذج اتحادي، هو لم يلغها، نعم. هو لم يهجم عليّ بالإلغاء بل جعل هناك نموذجاً للتعاون، ففي فترة من الفترات اتحدت الأندلس حتى الهند في دولة واحدة مقرها بغداد. هذا
الاتحاد ما بين الأندلس إلى الهند في الدولة العباسية أو أواخر الدولة الأموية كان صورة نموذجية من الاتحاد، ولكن هذا لم يلغِ أن يقول الإنسان في... الأندلس أنني مسافر إلى مصر صحيح أو أنني سأنتقل إلى الشام أو أنني ذاهب إلى الهند أو مثل هذه المقولات. بعد ذلك استقل الأمويون بالأندلس وأصبح هناك خليفتان: خليفة عباسي من المغرب حتى الهند، وخليفة آخر هناك في الأندلس. وظلت الخلافتان إلى أن سقطت الأندلس فسقطت. الخلافة الأموية في
القرن الخامس عشر الميلادي وظلت بعد ذلك في ذات نفس القرن. استولى العثمانيون على الخلافة العظمى العباسية ولم يقتلوا الخليفة بل أخذوه مكرماً معززاً وما إلى ذلك. وبدأ الأتراك في بناء دولة كبيرة مقرها إسطنبول وظلت هذه الدولة نحو أربعمائة سنة أو يزيد إلى أن انتهت. كمال أتاتورك، حسناً، هذه أمة لها صفوة الاتحاد، فلما انهار هذا الاتحاد وظهر أن سايكس وبيكو - سايكس هذا رجل إنجليزي وبيكو هذا رجل فرنسي - قسّموا المنطقة سياسياً لا جغرافياً، لم يقسموها جغرافياً بل قسموها سياسياً حتى
يزيدوا الطين بلة، مستغلين في ذلك ضعف الدولة "الرجل المريض"، المريض لأن سنة ثمانية عشر أو ما شابه عندما فعل ذلك، تحركت النفوس ومنهم أستاذنا وعالمنا ومجتهدنا عبد الرزاق باشا السنهوري. الناشئة لا تعرف عنه شيئاً وتتهمه بأنه صاحب القانون الوضعي، هذا كلام
سخيف. الدين لا يوجد فيه وطن، هذه فكرة الجماعات الإرهابية التي تقول إن هويتنا إسلامية، وهذا كلام حتى... يخالف كلام الرسول عليه الصلاة والسلام عندما أخرجه المشركون أو الكفار من مكة وهو خارج نظر إليها وقال: "والله إنك لأحب البلاد إلى الله"، وأكمل الجملة التي نعرفها جميعاً. وهذا ليس حقيقة. كيف ترى أننا يمكن أن ننشر ثقافة حب الوطن؟ والله، طبعاً رجال الدين لهم دور، والإعلام أيضاً. بالنسبة لدور الجامعات، فلها دور كما أن لكل المؤسسات دوراً يُفترض أن تقوم به عن طريق الوعي الثقافي وعن طريق الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك بالنسبة للدين عن طريق
المساجد والأزهر وخطب الجمعة. نُعلِّم أبناءنا ونُنشئهم على حب الوطن وحب المكان الذي تربوا وولدوا فيه، لأن الوطن بالطبع هو صاحب على أولادك حب الوطن، فهذا ليس بالنشر، إنما حب الوطن يكون غريزة، كما أن الإنسان منذ ولادته يحب ابنه أو أبناءه، فهو يحب بلده. هل ترى أن حب الوطن يعتبر جزءاً من الإيمان؟ ولماذا؟ نعم، حب الوطن من الإيمان لأن الشرائع كلها جاءت ومصر مهبة الدين. يتميز الدين عن الوطن. ما معنى التضحية من أجل الوطن من وجهة نظركم؟ التضحية من أجل الوطن هي تضحية كبيرة وهذا واجب على كل إنسان يحب وطنه، لأن الوطن هو الوطن الأم. يجب على أي شخص أن يضحي من أجله
بكل شيء: بماله، بنفسه، بكل شيء. أعلى درجة من التضحية يقدم روحه ويقدم نفسه في سبيل غيره، أن يعيش في سبيل وطنه، أن يظل حراً طبعاً، حماية حدوده - هل انتبهت سيادتك - وحماية أرضه وحمايته من أي فتنٍ داخلية أو خارجية. ماذا يا حسين سي بي سي ويا وطني، وجدتك بعد عناء كأنني قد وجدت بك الشباب، هكذا قال بعد أن عاد مولانا الإمام من فاه الاختيار من إسبانيا إلى مصر، فضيلتك دائماً تراهن على هذا الوعي الموجود في التقليد. كيف ترى هذا الوعي ما بين ثقافة كلمة وطن ومفهوم هذه الكلمة وتفاهم الناس، لأن هذه الجماعات ضد الوطن؟ ونحن عندما نتعامل، مع المعاني والمسميات.
والحقائق والوطن يُطلق ويُراد منه معنى صحيح ومسمى صحيح وحقيقة صحيحة هي التي أدركها هؤلاء الشباب وعاشوا فيها. أما اللفظ من الواو والطاء والنون التي مثلت عند جماعات الإرهاب أنها حفنة من التراب، فهذا جهل ونظرة قاصرة. الانتماء، نحن نتكلم الآن عنه، وهكذا، أي أنهم لم يدركوا أن الوطن هو... مجموعة هذه العناصر
التي أتى لنا بها الدين في كل كبيرة وصغيرة وفي كل قصص من قصص الأنبياء وفي كل توجيه نبوي وهو يرشدنا في كيفية حب الأوطان وحب الأرض وحب الدفاع عن العرض وهو يقول من مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد ومن مات دون أرضه فهو شهيد، فهو يقول: من كان له أرض فليلحق بأرضه، ومن كان له غنم فليلحق، ومن كان له بقر فليلحق ببقره. إذاً هذا في أيام الفتن، يعني الوطن هو الملجأ إلينا، الملاذ إلينا عند الفتن. هؤلاء الناس عندما وقعوا في هذه المعضلة لأنهم ادّعوا أن هذا التعبير وطن. كأنه ليس تعبيراً شرعياً أو كأنه ليس له
حقيقة شرعية أو لأنهم لم يدركوا هذه المعاني من العِرض والأرض والانتماء والحوزة والدفاع عن الحوزة، وهذا الدفاع أباحه رسول الله، ولذلك يسأل هؤلاء الناس قائلين: هل الذي استشهد في سبيل وطنه فهو شهيد؟ نعم، النبي قال ذلك. هكذا من قاتل يعني دفاعاً عن عرضه عن ماله عن أرضه فهو الشهيد، نعم، هو الشهيد لأنه يدافع عن حقه. المشكلة التي نواجهها الآن هي: هل يتعارض الوطن مع الأمة؟ لا، الوطن دائرة من دوائر الأمة، وهذه الدائرة تؤيد ولا تقاوم أو تعارض، ولذلك من كان... محباً لوطني فهو محب
لأمته، من هنا انطلق الفقيه الدستوري عبد الرزاق باشا السنهوري رحمه الله تعالى. وفوجئنا عندما نُشر ديوان شعره أنه كله شعر إسلامي بعد ما قالوا إنه وضع القانون الوضعي، الذي فوجئنا عندما نُشر المطوَّل الذي سماه بعد ذلك "الوسيط في شرح القانون المدني" أن مصدره... الأول هو الفقه الإسلامي وغرضه الأول هو أن يكون هناك اجتهاد جديد، أن يكون هناك اجتهاد جديد في واقع الناس، وكيف يبني المجتهد. وتعاون مع عبد الرحمن باشا عزام لإنشاء معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية من أجل إنشاء المجتهد وجعل الناس
يدرسون فيه من أجل الوصول. إلى هذه الغاية درس فيه الأستاذ عبد المنعم الصدى، الدكتور عبد المنعم الصدى درس في عبد الله العربي ودرس في الأكابر الأساطير فدرسوا فيه وأخرجوا طائفة من الخلق تفهم وتعرف، وهؤلاء الناس تتلمذت، هؤلاء هم الذين تولوا المحكمة الدستورية العليا، هم الذين نقرأ مذكراتهم فإذا بها مذكرات المجتهدين. نمط علم الشافعي ومالك ومحمد بن الحسن الشيباني والأوزاعي والنمط الخاص بهم، اللغة الخاصة بهم هكذا، كون التراث الفقهي أي أنهم ليسوا فقط فاهمين، وأيضاً فاهمين الواقع
ويعرفون مآلات الأمور ويعرفون مصالح الناس ويعرفون مقاصد الشريعة، ومن أجل ذلك عندما ذهب عبد الرزاق باشا السنهوري إلى باريس للحصول من السوربون رسالة الدكتوراه ابتدعت نموذجاً جديداً للاتحاد وانتبه جيداً أنه يتواءم مع ترتيبات العصر. نحن الآن مائتان وثلاثون دولة على وجه الكرة الأرضية، منها مائة وستة وتسعون دولة عدد سكانها أكثر من عشرة آلاف نسمة، والباقي وهم الأربعة والثلاثون أقل من عشرة آلاف نسمة. نحن بهذا التكوين كيف نتعاون سوياً كأمة إسلامية دون أن تتعارض كلمة الوطن. أحبُّ
الوطن كما أحبُّ الأمة، أبداً ما هو متعارض لأنه جزء منه أصلاً. كيف يتعارض دائرة بداخل دائرة؟ وكانت رسالته للدكتوراه حول هذا وذهب إلى شيء يشبه فكرة منظمة التعاون الإسلامي التي تعمل الآن، يشبه فكرة الاتحاد الأوروبي. الاتحاد الأوروبي له فيدرالي. ولا أمريكا كنفيدرالية وهي خمسون ولاية، لكن هذا له فيدرالي أو كنفدرالي. هذه فكرة عبد الرزاق باشا السنهوري، الفكرة التي تولد منها بعد ذلك جامعة الدول العربية. الفكرة التي لو أُحسِن تطبيقها لظهرت السوق العربية المشتركة وهيئة التصنيع الحربي وهكذا الدفاع المشترك والقوانين المشتركة وكل هذا يعني لم...
نترك نخوض تجربتنا وسلطوا علينا أناساً أغبياء من داخلنا وليس من خارجنا. أي أننا لا نلقي اللوم عليهم لأن هذه مصالحهم وهم أعداؤنا أصلاً وكانوا مستعمرينا أصلاً، ولكننا نلقي اللوم على أبنائنا الذين انبهروا وتم استخدامهم من خلال هؤلاء. استخدموا منهم استخداماً. على الفور مباشرةً وفجأةً، مولانا، إن الوعي بهذه الحقائق يجعل نوع... يجعل السعي بعد ذلك سعيًا حقيقيًا في اتجاه هدم كل ما أراده هؤلاء، والمضي قدمًا إلى البناء. حالة الوعي،
كيف نوجد هذا مع بعض العناصر التي تكاد تكون مؤمنة بهذه الأمور التي هي من الحقائق، ويجدونها شيئًا من أشياء الأدوات التي يهدمون بها الأوطان: لماذا لا يصدق البعض أن هؤلاء استُخدموا لهدم الأوطان أو لإعدادهم لخوض الجيل الرابع من الحروب؟ هم لا يصدقون لأن مشربهم غبي، والقدرة العقلية هكذا غير راضية أن تصدق، غير قادرة أن تصدق. يكفي أن تقرأ ما كتبته لجنة رئيس وزراء إنجلترا كاميرون في شأن المسلمون والحقائق التي صدرت من مكاتب المخابرات العالمية الأمريكية وتُرجمت
إلى العربية يكفي أن تقرأ فقط وترى كيف تعاون حسن البنا هذا مع هتلر حتى أشاع الإخوان هنا أن هتلر أسلم وكانت المظاهرات تخرج وتقول تقدم يا روميل يعني يريد أن يستبدل محتلاً بمحتل، تقدم يا روميل تأخر يا مونتجمري. ويسقط هور بن الطور، هور هذا كان رئيس وزراء بريطانيا. حسناً، أنت تدعو إلى الاستقلال التام أو الموت الزؤام، أم تدعو إلى أن تتقدم يا رمل وتتأخر يا مونتجمري، يعني هذا شيء، ولكن هذا تعاون مع هتلر، والتعاون سابق وهو مُسجل بالصوت، وهذا الصوت هو الذي كان في أمين. الحسيني وهو كان من أتباع حسن البنا وهو يتفاهم مع
هتلر ما الذي يستطيع الإخوان المسلمون أن يقدموه في روسيا وفي البلقان وفي مصر وفي فلسطين من أجل النازي هتلر. يا أخي نحن لو فقط يقرأ هذا، لكنه للأسف لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا. يقتنعون إلى آخره. حسناً، مولانا الإمام، إذا كانت المناهج التعليمية كذلك، فلا بد أن يهتم المسؤولون بهذا الأمر لتحويله إلى خطاب
تعليمي واعٍ من أجل بناء الوعي الذي نطالب به أو الذي نريده، والذي نرى أنه سيقي من شرٍ كثير. التعليم هو القناة الأولى، والقناة الثانية هي قناة الإعلام، التلفزيونية ستشمل الصحافة وستشمل وسائل التواصل الاجتماعي، وطريقة التواصل الاجتماعي تشمل كل هذا العالم، عالم الفضاء هذا كله لا بد أنه يمتلئ بمادة سمعية وبصرية. وهكذا القضية الثالثة أو القناة الثالثة هي القناة الأدبية أو الدراما، في صورة الأفلام والمسلسلات وما إلى
ذلك، لا بد أن تبني الوعي. وأن يصل بالإنسان إلى مرحلة يفهم بلا عناء ما هو الوعي، فيجعله يفهم بلا عناء، وتكون هناك مقررات ومسلمات بديهية لأنها هي الأكثر شيوعاً. بهذه الثلاثة: مناهج التعليم، والفضاء الإعلامي، والدراما، تنشأ ما يسمى بالثقافة العامة. خلاص، كل الأمة فهمت، كل الأمة قد عرفت. لا يأتي أحد بعد ذلك لو شذَّ، في النار، حسناً. هذا يمكنك السيطرة عليه، لكن هذه تعد ثقافة عامة. إنما هذه تعد ثقافة عامة التي ستقف أمام هؤلاء الناس. هؤلاء الناس
عبر التاريخ عشرة في المائة دائماً، هل تنتبه؟ فهؤلاء العشرة في المائة يؤيدهم بعض من لا يعلم، فنحن نعمل ليس لأجل... العشرة في المائة، لمن لا يعلم، لمن لا يعلم، هذا لكي نعلمه أنه لا يقف معهم. عندما نفعل ذلك أحياناً، هذه العشرة تصبح خمسة، هل تنتبه؟ ويكون معنا تسعون في المائة، فيصبحون خمسة وتسعين ضد خمسة. هذا هو الحال في الدنيا كلها وفي جميع الأصول. نحن لن نستطيع أن نقضي هو الفكر المنحرف الذي لا فائدة فيه، لِمَ أنت هكذا يا بني؟ اشربه هكذا، وفي أي مجتمع، وفي أي مجتمع، وفي أي زمان، وفي أي مكان، حتى عند أهل الخير، عندما كانت هناك أمة خيرية تامة، كان في هذا النوع إلا فيها، إلا هذه، ما زلنا سنخرج إلى فاصل.
قصير ثم نعود، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. ربما البعض منهم أو هم يقولون دائماً أن الأصل أو الأساس أننا نفرق بين من كان مؤمناً أو غير مؤمن، هو هذا أصل التفريق أو النظرة التي يرونها لوطنهم أو مجتمعهم. لا، عندما جئنا ونكتب... في مجال الهوية المصرية، كلمة "هوية" مشتقة من كلمة "هو هو"، أي أنه هو نفسه في الذهن وهو نفسه في الخارج. فالذي في الخارج هو ذاته الذي أمامي، وهو ذاته الذي في الذهن، فهو هو. ومن هنا جاءت كلمة "هوية". وماذا
تعني الهوية؟ تعني حقيقة الشيء. صِف لي الهوية المصرية، هذه الهوية المصرية باتفاق أهل مصر أنها - على سبيل المثال - تتكون من اللغة العربية ومن الحضارة الإسلامية. هذه هي الهوية المصرية. لديهم إرادة وخلط عجيب غريب ما بين الديانة الإسلامية والحضارة الإسلامية. لا، نحن الهوية مكونة عندنا ليس من الديانة الإسلامية ومن اللغة العربية، لا، نحن الهوية خاصتنا... هي الحضارة الإسلامية التي اندرج تحتها المسلم وغير المسلم والعربية، ولذلك تجد المسيحي يتكلم
عربية، أتلاحظ ذلك؟ وعندما يأتي ليتعلم الإنجليزية، يتعلمها كأي شخص مصري، قد يتقنها وقد لا يتقنها وقد لا يعرفها، وهكذا. لكن لغته الأم والتي يفكر بها أصبحت عربية، فهو عربي، وكذلك الحضارة الإسلامية، الحضارة. دخلتُ إلى محل حلواني مرة، ووجدته كاتباً "كحك صيامي، كحك صيامي". تساءلت كيف يكون "كحك صيامي"؟ هل يعني أننا سنأكل الكحك ونحن صائمون؟ ثم سألته قائلاً: "يا سيدي، حفظك الله، كنت شاباً صغيراً آنذاك، وكلمة كحك الصيام لم تكن موجودة عندما كنا أطفالاً" أو نحو ذلك. "كحك الصيام" لم نكن فسألته ماذا يعني كعك الصيام، فقال لي: "هذا من أجل إخواننا المسيحيين". فقلت له: "كيف؟" فأجابني: "إن الصيام عند المسيحيين
هو ألا يأكلوا ما كان فيه روح. هذا هو معنى الصيام. عندما يقول أحدهم 'أنا صائم'، فهو ليس صائماً مثل المسلمين عن الأكل والشرب من الفجر حتى المغرب، لا، ليس إنما هو صائم معناها عنده أنه ممتنع عن أي طعام فيه روح أو ما خرج من روح تراه، وماذا يعني ذلك؟ قال إذن يجب علينا أن نصنع له شيئاً لا يحتوي على سمنة، نصنع له شيئاً لا يحتوي على بيض، نصنع له شيئاً لا يحتوي على ما خرج من روح فاللبن والزبدة قلت له إن هذه عملية صعبة جداً، فقد كنا نظن أن الصيام هذا سهل عندهم لأنهم يأكلون ويشربون، فقال: لا، هذا أصعب، لأنك تريد أن تنتبه إلى أنه لا توجد أي شيء كهذا، وعندما
نحضر الدقيق، فالدقيق يأتي من القمح الذي ليس فيه روح، وعندما نُحضر ماءً، وعندما نحضر ملحاً، والملح يأتي من البحر، ونعجن ونصنع وهكذا، ونُخرِج شيئاً، وعندما نحضر سكراً ونصنع كعكاً صيامياً. "صيامي" ماذا يعني؟ يعني أنه لا توجد سمنة، ولا بيض، ولا لبن، ولا كل هذه الأمور. إذاً هذا هو معنى كلمة "صيانة". ولماذا تفعل ذلك؟ نعم، لأن المسيح. هو داخل وهو صائم ويرى الكعك الخاص بنا هكذا، وهو يريد أن يأكل منه شيئاً. ما هذا؟ إنها حضارة. هذه هي الحضارة. إذاً ستقول: ما هذه إلا حضارة التي احتوت جماعة الفاطميين عندما جاؤوا إلينا وعلمونا الاحتفال بالمولد النبوي والاحتفال
بعيد الفطر والاحتفال بعيد... الاحتفال بلا أعرف بماذا، وصنعوا لنا أجد أن لقمة القاضي هذه جاءتنا من قبرص، وكانوا قديماً يسمونها الزلابية القبرصية. حسناً، من يأكلها؟ يأكلها كل شخص، ليس فقط من نقلها، ولا المسلم ولا المسيحي ولا اليهودي، الجميع يأكلها لأن المصريين استحسنوها. طيب، المسيحي إن شاء الله ماذا يأكل في الصباح؟ فطيرة أو طعامين. يعني الآن الكل يأكل من طعامين فحسب، وعندما ينظر إلى البصارة أو الكشك أو الشيء الآخر، يعرفها أم لا؟ نعم يعرفها، لكن شخص قادم من الخارج قد يقول لك: "ما هذا؟ ما هذا الذي أمامي؟ لم أره ولم أتذوقه من قبل". والفتاة عندما
يجري المسيحي تتأخر. عن الساعة كذا فيقول لماذا يا ابنتي تأخرتِ؟ من الذي كان معها؟ هكذا ذهبت رقابك! أهذه حضارة؟ إنه نفس المسلم الذي يفعله. أين ذهبت وأتيت من أين وماذا فعلت في الحزن. يلبس نفسه المسلم والمسيحي وهكذا. أريد أن أقول لسيادتك إن الحضارة واحدة، والفرح واحد، والمأتم واحد، والطعام واحد، واللباس الطعام واحد والشراب واحد والمباني واحدة والأثاث واحد، كل ذلك هو ما نسميه الحضارة الإسلامية وليس الديانة. الهوية المصرية هي الحضارة الإسلامية واللغة العربية، ولذلك عندما نأتي
لتشكيل لجنة من أجل الدستور، فقد كان حاضراً في دستور واحد وعشرين اليهود قطاني باشا، دستور ثلاثة وعشرين ألف وتسع مائة وواحد وعشرين بعد ذلك كان في الثالث والعشرين الشيخ بخيت المطيعي كان حاضراً، وقطاني باشا كان حاضراً وهو اليهودي، وكان هناك ثلاثة: حاخام يهودي والشيخ والقسيس، وبعد ذلك جلسوا يبحثون ويفكرون لماذا يجتمع هؤلاء مع بعضهم، وكيف يوافقون على أن يكون الدين الرسمي لهذه الدولة هو الإسلام. المادة مائة ستة وأربعين. نعم، إنها حضارة إسلامية. لماذا وافقوا في الدستور الأخير على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع؟ لقد وافقوا على ذلك. ما
هي مبادئ الشريعة الإسلامية؟ حفظ النفس، فهم موافقون معنا، وحفظ العقل، وحفظ الدين، وحفظ... العرض الذي هو كرامة الإنسان وحفظ المال، لا يوجد أحد مختلف عليه. في الحقيقة، لا يوجد أحد عندنا مختلف. قد يختلف على هذا شخص ملحد أو شخص فوضوي أو أناركي، ولكن ليس عندنا. لن يفوز، لن يفوز لأن الجمهور كله متفق على هذا. حسناً، كلمة مبادئ... لماذا لا تقول مبادئ العدل الطبيعية ليست متفلسفة كما هذه متفلسفة، ولا مصوغة كما هذه مصوغة. فلنا وفَّيت عليه يا شعب يا مكون من مسلم ومسيحي ويهودي، قال الذي وفَّيت عليه
الهوية المصرية، الهوية المصرية المكونة من الحضارة الإسلامية واللغة العربية. مولانا ونحن نتحدث في شهر أكتوبر شهر الانتصارات وانتصرنا. في شهر رمضان الذي يشهد انتصارات للمسلمين ويشهد انتصارات للجيش المصري على مر العصور والدهور، وكيف كانت التضحية من أجل مصر، من أجل الأمة، من أجل هذا الوطن، من أجل هذه الأمة. كيف نفهم معنى التضحية في سبيل الوطن؟ رد الجميل؟ هذه التضحية في الأصل ليست تضحية. رد للجميل ودفاع عن الهوية والذات يا أستاذ حسن، ليس هناك أحد على وجه الأرض إلا وقد أباح الدفاع عن الذات. فحضرتك ماذا تعني بالتضحية؟ أو
ماذا تعني بالفداء؟ أو ماذا تعني بالدفاع عن الذات؟ عندما أنضم إلى الجيش المصري أو الشرطة المصرية، فأنا أقوم الآن برد الجميل، أنا تعلمت. في هذه الأرض وُلدت، ورُزقت في هذه الأرض، وتربيت في هذه الأرض. ثانياً: والدي دُفن هنا، وأمي دُفنت هنا. ثالثاً: أولادي هنا، وأهلي هنا، وإخوتي هنا وهكذا. فأنا أدافع عن الذات، وهذا الدفاع عن الذات، ولو أن أضحي بحياتي، لأنه ماذا عليّ أن أفعل؟ شخص يأتي ليعتدي عليّ فأنا... أُدافع عن الذات، والدفاع عن الذات هو الذي
نسميه التضحية والفداء. الدفاع عن الذات هو الدفاع عن الهوية، هو الدفاع عن رد الجميل، أن أرد الجميل لأبي وأمي وجدي وجدتي. هذا الوطن ملكنا وإخواننا، هذا وطننا، نحن لسنا غرباء، ولو تركناه لن نجد مكاناً يأوينا. عندما زوّجت بناتي الثلاث في عام واحد خلال ثلاثة أشهر، حيث تتكلف الفتاة كثيراً في هذا الأمر، كان الذي ساعدني أنني استطعت الإنفاق على ثلاث بنات وتجهيزهن جميعاً جهازاً كاملاً. وهكذا إلى آخره. كيف هذا؟ من أين أتيت بهذه الأموال؟ الأموال؟ بعتُ
بعض أرض جدي عبد الوهاب، الله! هذا شيء مجنون. يعني لولا عبد الوهاب ما كنا سترنا أنفسنا. عبد الوهاب ترك الجد، هو عبد الوهاب، وما أنا إلا معالي جمعة محمد عبد الوهاب. عبد الوهاب هذا هو جد أبي، وجد أبي هذا بعتُ بعض أرضه لأنني لم أشتغل بالزراعة. وانتقلنا من الريف إلى المدينة ومن المدينة إلى العاصمة، وكل جيل يأتي تحصل فيه نقلة اجتماعية، فحرام حتى أن أتمسك بهذه الأرض. وهذه الأرض، انظر إلى الشعور الآن، انظر إلى الشعور بالوطن، هذه الأرض خاصتي، إنها ليست ملكاً اغتصبته من أحد،
وقد بعتها لأنفق على أولادي. هذا هو الشعور. انظر الجد وانظر الأولاد وانظر المعاني وانظر الحياة، فماذا أفعل إذاً؟ إن شاء الله أنا أعيش في وطني، هذا كله ملخصها أنني أعيش في وطني. هذا الوطن هو الذكريات، هذا الوطن هو المصالح، هذا الوطن هو التاريخ، هذا الوطن هو المستقبل، فهذا هو الوطن الذي من إخواننا النابتة. والأوباش لا يرضون أن يفهموا أن معنى الوطن هو هذا، ولذلك الشاب الذي ينتمي إليهم يقول لك: "ما هي مصر إلا حفنة تراب". لا يا عزيزي، ليست حفنة تراب، أنت جاهل للغاية وغبي، لأن ما تقوله لا يصح. الوطن هو ما نخبرك عنه، والجندية المصرية قدمت
أعظم. مثالٌ في هذه التضحيات وأن جندنا لهم الغالبون، مولانا الإمام شكر الله لكم دائماً ورضي الله عنكم، شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه، إلى اللقاء،