والله أعلم| فضيلة الدكتور علي جمعة يكشف محاولات تحريف القرآن.. وكيف تم مواجهتها؟| الحلقة الكاملة

والله أعلم| فضيلة الدكتور علي جمعة يكشف محاولات تحريف القرآن.. وكيف تم مواجهتها؟| الحلقة الكاملة - والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم وقل رب زدني علماً يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين افتح علينا فتوح العارفين بك. أهلاً بكم في هذا اللقاء الذي يتجدد دائماً فتتجدد به حياتنا مع صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة وضيوفي كبار العلماء بالأزهر الشريف لنقرأ معه هذه القراءة المتأنية لنكتسب هذا الوعي الذي يأتي من بعده السعي من خلال هذه العقلية الفارقة التي تحكم على الأمور الآن ونستشرف به هذا المستقبل إن شاء الله. مولانا الإمام أهلاً بفضيلتكم، أهلاً
وسهلاً بكم، مرحباً مولانا. اسمح لنا ونحن نتعرف على حضرتك كيف سخّر الله الناس والعالمين لكتابة وطباعة. المصحف الشريف: هل ظهرت محاولات لتحريف القرآن الكريم؟ ولكن قبل هذا السؤال، ثمة سؤال: هل اهتمت أوروبا بطباعة المصحف في البدايات؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ابتداءً، تكلمنا قبل هذا في حلقة بالتفصيل عن محاولات فرنسا والبندقية في طباعة... المصحف الذي تبين فيما بعد أنه كان مجرد تجربة ابتدائية التي نسميها بروفة، ولم يُطبع، ثم بعد ذلك طُبع في ألمانيا وطُبع بعد ذلك في إيطاليا، ولكن كل
هذه المحاولات كانت محاولة للاطلاع أولاً على اللغة العربية، وثانياً على الإسلام، لأن اهتمام الغرب بالإسلام بعد الحروب الصليبية بالعلوم الحديثة. جاءَ مع عصرِ النهضةِ وهناك بدأَ صراعٌ بين العلمِ وبين الكنيسةِ. فالكنيسةُ تريدُ ألّا ينتشرَ الإسلامُ في أوروبا، وكانت تحظُرُ هذا الحظرَ لدرجةِ أنَّ أحدَ البابواتِ، ربما أوربان الثاني أو شيءٍ من هذا القبيلِ، أمرَ بترجمةِ المصحفِ ترجمةً محرفةً إلى اللاتينيةِ، حتى يُقرأَ فيُضحَكُ منه، وجعلها مرفوضةً تماماً. إلى
هذا الحد من الترتيب وإلى هذا الحد من التاريخ غير المشرف، الحقيقة لهذه المحاولات أولاً التي تبتعد عن الحق، ثانياً التي تبتعد أيضاً عن العلم، وثالثاً التي تشتمل على غباء في السلوك إن صح التعبير، أن تنقل نقلاً محرفاً كذباً وتكذب على الناس من أجل أن تصد عن سبيل. الله بغير علم، كثير من فرسان الحروب الصليبية رجعوا مسلمين إلى أوروبا، فتخوفت القيادتان الزمنية والدينية من هذه الحركة، وحاولوا في القرن الرابع عشر القضاء عليها. ولكن ابتداءً من القرن السادس عشر بدأ هذا الصراع، وبدأت عمليات دراسة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي من أجل التبشير.
من ناحية، بدأ المبشرون، خاصة الفرنسيون منهم، في إجراء الدراسة المتأنية والعميقة لدرجة أنه كان يأتي هنا كثير جداً من الفرنسيين الذين نتج عن بعضهم اقتراح غزو مصر. الحملة الفرنسية التي جاءت بعد ذلك، حيث وجدوا الأوراق في خزائن لويس جاهزة بشأن غزو مصر، وهذا من نابليون أيضاً. نعم بالطبع، النابليون وجد فقط الأوراق عندما استولى على قصر فرساي واللوفر وغيرهما، أي أنه وجد هذه المستندات ووجد خرائط تفصيلية للإسكندرية ومخططات وما إلى ذلك. وكان الجبرتي يتحدث أن والده،
أي حسن الجبرتي والد عبد الرحمن، كان يستقبل الطلبة الفرنسيين لتدريسهم، وعندما دخل نابليون مصر كان كثير من الطلبة... العلماء يتحدثون الفرنسية واستخدمهم في الترجمة وما إلى ذلك. وكان سيدنا الشيخ المهدي العباسي الكبير يتحدث الفرنسية بطلاقة فأحبه نابليون كثيراً وقرّبه ووضعه في الاحتفالات المهمة. الحاصل أن هذه المحاولات لطباعة المصحف كان الغرض منها أمران: الغرض الأول اللغة العربية، والغرض الثاني الدراسة للديانة الإسلامية ابتغاء قضيتين، القضية الأولى هي... قضية التبشير والقضية الثانية قضية الاستعمار، ولذلك عمر فروخ رحمه الله تعالى ألف الكتاب الماتع الذي
قال فيه "العلاقة بين التبشير والاستعمار"، فكانت هناك علاقة وثيقة. لماذا؟ لأنهما وجهان لعملة واحدة. أما السياسة والحكومة الزمنية فهي تهتم بالاستعمار من أجل الموارد ومن أجل السيطرة السياسية، أما السلطة الدينية فتهتم بنشر في أوساط المسلمين ومن هنا كان التبشير والاستعمار وجهان لعملة واحدة، ليس معنى ذلك أنهما متساويان، بل معناه أنهما متلازمان، كانا معاً كوجهين لعملة واحدة. ولكن هذا كان مصدره الزمني وذاك كان مصدره الديني. فهذه كانت الإجابة على سؤالك: لماذا يهتمون بهذا في هذا الوقت؟ حسناً، كيف؟ استمرت يا مولانا، كيف استمرت معاملة أوروبا
وما تلاها مثل هذه الفترة من مستشرقين في التعامل مع المصحف الشريف مع طباعة المصحف الشريف؟ هل كان هناك منهم المنصف وغير المنصف؟ يا مولانا، هناك من المنصفين كثيرون، وكان بعضهم يدرسون من أجل المعرفة، من أجل أن يكونوا علماء.
يعني وليام لين جاء إلى القاهرة كأنه مخلص لأنه درس القاهرة وترجم ألف ليلة وليلة إلى الإنجليزية وترجم أيضًا القاموس المحيط إلى الإنجليزية، وكانت ترجمته كالسهل الممتنع. وجاء هنا ودرس على أيدي مشايخ الأزهر والتحق بهم وعاش معهم، ثم لم تُطبع كتبه في حياته ولكنه ترك تراثًا، فجاءت الملكة فيكتوريا وطبعته. تراثه لأنها وجدته أنه علم رصين، فهو عمل هكذا لوجه الله. يعني وليام لين، وليام لين هذا لا تشعر بأنه مثل المعتدي أو كأنه يحرف أو يخرف أو
ما شابه ذلك. فبالقطع يوجد من المستشرقين من كان على هذا النمط من الخلق، وهو الدقة والمنهج. العلمي ولكن بعضهم أيضاً أسلم يعني واعتنق الإسلام منهم رينيه جينو. رينيه جينو من أكابر من كتبوا في الفلسفة الفرنسية وعليه الآن أكثر من مائتي رسالة علمية في السوربون لدراسة فكر رينيه جينو عبد الواحد. يا حبيبي، هو أسلم وسمى نفسه عبد الواحد. ففي هذا وفي هذا، ولكن في... من درس اللغة العربية وتعمق فيها ولكنه لم يسلم وكان منصفاً، أو لم يسلم وكان مسيئاً، أو... في القلب شيء. يعني هو قادم وهو متعالٍ على هذه اللغة وهذا
الشعب وهذا الدين وهذا... إلى آخره، وكل هؤلاء حسيبهم ربهم، ولكن شخص مثل... جولدستهير، شخص مثل جولدستهير كان يدرس في الأزهر تحت اسم الشيخ الذهبي لأن شعره ذهبي، هل تلاحظ كيف كان ذلك؟ وكان متعمقاً جداً، أي رصيناً ومتعمقاً، ولكن بالرغم من ذلك لم يكن منصفاً إطلاقاً، وكان يتلمس أي شيء يحاول من خلاله الفرار، أي يثير المشكلات، مما يُروى لنا شفوياً من مشايخنا عن الأكابر من مشايخهم أن جولدستير وهو الشيخ الذهبي هذا كان في حضرة الشيخ الشوني، والشيخ الشوني
ارتج عليه مرة مسألة في الميراث، يعني تأمل هكذا واضطرب فيها، ارتج عليه، فحلّها له جولدستير الشيخ الذهبي. هذا الشيخ الذهبي، لكن عندما تأتي لتقرأ، لا، هناك فجوات ضخمة يصل إليها فيها إلى التعمد والكذب المختلق الذي ليس له أصل أو المنهج منهج الرفض ومنهج التشكيك وليس المقصود بالتشكيك هنا الحيرة وليس التشكيك العلمي والتشكيك المنهجي. فهكذا كانت طباعة المصحف، طبعة فلوجل. لقد طبع فلوجل المصحف من أجل أن يصنع عليه المعجم المفهرس حتى يكون بين أيدي المبشرين ليستطيعوا أن يصلوا. إلى الكلمة من أقرب تاريخ لأنهم لا يحفظون القرآن، فكان
حتى عندما قام محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة بترجمة كلام في الفهرسة وضبط معجم المفهرس للقرآن، قال المشايخ: "وما فائدة هذا؟ نحن نعرفه ونحفظه"، يعني كتاب يقول أن القرآن فيه كم. مرة علماء وكم مرة لا أعرف ماذا وكم مرة تحصيل حاصل بالنسبة لموضوع تحصيل حاصل ومحفوظ، وبعض المشايخ كان يرى أن هذا يساعد على نسيان القرآن. نحن دائماً نتلو القرآن لماذا؟ أنت عندما تسألني أقول لك هكذا كم مرة قال كذا وكم مرة قال كذا، وكانت امتحانات. يقول لك معهد القراءات: كما أن الله تعالى يحب - والله يحب - أخبرني كم مرة قال هكذا، فيأتي الطفل مجيباً لأنه حافظ كم
مرة قال "يحب"، وكم مرة قال "يكره". المهم أن المستشرقين طبعوا هذه الطبعات، جزء منها للعلم وجزء آخر للتهيئة للتبشير. وجزءٌ منها تهيئةٌ للاستعمار، ففي مرةٍ كانت هناك - أي المواد التي أُنتجت في القرن التاسع عشر من كتبٍ وأبحاثٍ ومجلاتٍ وما إلى ذلك - بلغت عشرة آلاف عنوانٍ في المكتبة الإنجليزية وحدها حول الديانة الإسلامية واللغة العربية وتاريخ المنطقة وجغرافيتها وما إلى ذلك، وطبائع البلاد والعباد سواءٌ كان المناخُ كانت العادات والتقاليد وكل ذلك تهيئة للتبشير والاستعجال في الهيمنة والفروق بالنفوذ سواء سلطة زمنية أو سلطة دينية. على كل حال، فهذا هو الذي حصل، والذي حدث
هكذا، وهم لا ينكرون هذا. مولانا الإمام، ربما أيضاً سيأتي سؤال، وحضرتك تفضلت في البداية وقلت: كانوا يريدون أول طبعة للمصحف أو من في البداية عندما قام الأوروبيون بترجمة منحرفة نوعاً ما، هل ظهرت بعد ذلك محاولة لتحريف القرآن في أوروبا وفي طبعات المصحف؟ يعني هل قاموا بتحريف الترجمات؟ نعم، هناك تحريف في الترجمات، أما أن يكون التحريف متعمداً فلا، هذا غير موجود. ولكن توجد محاولات أخرى، وهي قليلة جداً حتى في... التاريخ كله محاولات، والتي هي محاولة تقليد القرآن، يعني أنه يريد أن يتحدى أن يأتي بسورة من مثله أو أن يأتي بآية من مثله أو ما شابه ذلك إلى آخره. فيحاول
هذه المحاولات، يرصد منها مصطفى الرافعي في كتابه "تحت راية القرآن" محاولات منها محاولات ابن المقفع مثلاً ومنها محاولات في الغايات في الفصول والغايات منها محاولات ابن الراوندي الفاسق، منها محاولات مسيلمة الكذاب، منها محاولات المتنبئة - هذه امرأة متنبئة ظهرت - محاولات يعني سجاح، تقوى. خيبة سجاح، نعم، خيبة محاولات. خيبة لماذا؟ إما أن تكون مضحكة، وإما أن تكون لا معنى لها، وإما أن تكون... يعني لا علاقة لي بالقرآن، عندما ألَّف أبو العلاء المعري كتاب "الفصول والغايات" وهو مطبوع موجود بين أيدي الناس، فقالوا: "يا أبا العلاء، ما لنا لا نجد حلاوة كحلاوة القرآن؟" يعني عندما نثبت للقرآن أن فيه شيئاً كهذا.
قال: "اقرأوه في المحاريب أربع مائة سنة تجدون له حلاوة"، فلا أحد. أراه ولا أحد سيقرؤه، وإذا قرأت الآن "الفصول والغايات" هذه تضحك ولا تجد فيها أي نوع من أنواع البلاغة، يعني حتى ما اشتهر به أبو العلاء من سعة المعرفة ومن لزوم ما لا يلزم، إلا أنه إذا صح - يعني بعض الناس ينكر ويقول لا أبو العلاء لا يقول هذه الحكاية، فهو ليس أحمق كي يقول هذا الكلام. وحتى لو كان قال أو لم يقل تحت وطأة نفسية معينة، نتراجع عنها يا مولانا، أي نتراجع عن هذه المواقف أو هذه الترهات التي تعرضوا لها. نرجو ذلك، نرجو ذلك، لكن القضية ليست هكذا، القضية نحن... كموضوعيين ليس لنا علاقة بالأشخاص وندعو الله سبحانه وتعالى للجميع بالسلامة وما إلى ذلك، لكن في النهاية تعالوا
للفصول والغايات، ها هو موجود أمامكم. قل لجميع العقلاء على وجه الأرض ممن يعرفون أي شيء في اللغة العربية وقارن بينه وبين القرآن، تجد البون شاسعاً ويثبت ذلك إعجاز القرآن أو مثلاً... هذا الرجل المضحك الأمريكي الذي ألّف سبعين سورة، قال: "سأقلد القرآن وسأكتب مائة وأربعة عشر سورة". يا له من مسكين! ألّف سبعين سورة فقط، ولكن عندما ألّف هذه السورات السبعين كلها، أدرك أنه يحاول أن يصنع شيئاً مثل القرآن، على نفس نظم القرآن الداخلية. حسناً، ماذا فعلت إذاً؟ وثانياً: مكرر وحشو وتكرار وما شابه، فكل هذه الأشياء تثبت إعجاز القرآن، فالحمد لله رب العالمين. ولكن قرآننا له حلاوة، وعليه طلاوة، وله مستقبل مشرق، وأسفله مثمر، وإنه لا يُعلى عليه ولا يُتجاوز. ونحن نواجه
كل هذه المحاولات التي رأيناها، وفضيلتك فندت هذه المحاولات، واطمأننا من خلال هذه الكلمات. وهذا التأمل السليم يا مولانا. مصحف الفرقان الذي تحدثت فضيلتك عنه منذ قليل، صاحبه ألّف سبعين سورة، حاول أن يصنع ما أسماه بسبعين سورة ولم يكمل. ما مصير هذا الذي أسماه صاحبه بمصحف القرآن؟ إذا كانت أسماء من يكتبون هذا الكلام أسماء من المسلمين؟ لا، لم يكن من... المسلمين هو الذي نشر حينئذ، وهذه المحاولة كانت من رجل لبناني مقيم في أمريكا كان اسمه أنيس شروش،
وأنيس شروش هذا ادعى أن الفرقان سبعة وسبعين فصلاً، وأن الذي ألفه شخص يقال له الصفي الهندي، وأنه هو ترجم هذا الشيء إلى اللغة العربية من أجل تحميل المفاهيم المسيحية حتى. يفهمها المسلمون الذين لا يفهمون التعاليم المسيحية. فانيس الشروش هذا كان قد وعد سابقاً بأنه سيصنع مائة وأربعة عشر صورة مثل القرآن، فلم يصنع إلا سبعاً وسبعين. يبدو أنه تعب، ويبدو أن التمويل نفد. يبدو أن إسرائيل التي كانت تموّل المسألة ربما رأت أنها لا جدوى لها، أنها لا جدوى أي أنهم رأوا أن قتل الفلسطينيين ربما يكون أولى من هذه المحاولات
من الظلم والعدوان والإفساد في الأرض، وهكذا. ولكن عندما أصدر أنيس شروش الكتاب، أصدره تحت اسم "ذا فرقان" أي الفرقان، وهذا الفرقان لم يجد صدىً في الشرق ولا في الغرب، ولم يؤثر في شيء، ولم يحاول أحد. أن يتفهموا أو مثلاً يطبعوا أو ما شابه ذلك إلى آخره واغلق على هذا وأقول لك إن هذه المحاولات في التاريخ كلها باءت بالفشل وبهزيمة صاحبها. مسيلمة عندما فعل ذلك هُزم، سجاح عندما فعلت ذلك هُزمت، ابن المقفع ضاع حتى قُتل في أمر آخر لا علاقة له بالباقي. إطلاقاً نهائياً البتة، ابن الراوندي قد ذهب وذهبت كتبه
ولم يلتفت إليه أحد. أبو العلاء، حتى كتاب "الفصول والغايات"، يبدو أن الرواية متشكك فيها عليه وانتهى الأمر وخلصنا. فكل شخص يحاول هذه المحاولة، وذلك لأن أنيس شروش كان متحدياً للمسلمين. حسناً، تفضل وأرنا ماذا ستفعل وماذا ستقدم حتى إنك تحمّلها حمّل لكنه فشل فشلاً ذريعاً وانتهى الأمر. مولانا الإمام، يعني، المدهش وفضيلتكم تتفضلون بالتحدث عن الأزهر. يفتح بابه حتى للمستشرقين ليأتوا ويدرسوا فيه وأهلاً بهم، وهذا من جمال الأزهر الشريف ومن طبيعة الإسلام السمحة وإتاحة الفرصة لكل الناس ليعرفوا الإسلام. طيب، هل اهتم علماؤنا الأكابر بجمع كل هذه الأمور؟ المنحرفة والذين ألفوا وحاولوا تحريف القرآن الكريم وجمعوها، وكان لديهم من الجرأة أن يعرضوها دائماً ويحذروا الطلاب منها. نعم بالطبع، لقد
بلغت دراسات المتانة في القرآن غايتها، لدرجة أن الأزهر الشريف افتتح كلية كاملة للقرآن اسمها كلية القرآن الكريم في طنطا. صحيح، فماذا تقول رسائلها العلمية؟ وهكذا هي في هذا المجال فيتكلمون عن القرآن سواء كان الخط أو الرسم أو النقط والتشكيل أو الورق المكتوب عليه المصحف أو المواد التي كُتب بها المصحف أو القراءات المتواترة أو القراءات الشاذة أو محاولات التحريف وكيف هو وأين هو ومن الذي قال علمية. شامخة هنا قوية ضخمة رائعة، أي ليس هناك أي كلية مبنية على دراسة كتاب مثل هذه، أي هذا أمر لا مثيل له. كل شيء في كل شيء، كل ما تتصوره
مبحوث بدقة عجيبة وعميقة. ألَّف في هذا من قبل عبد الرحمن بدوي رحمه الله تعالى دفاعاً عن محمد ودفاعاً عن ودراسة دقيقة للمستشرقين خاصة المستشرقين الألمان، فلا يعني هذا الجانب، الحمد لله، مستوفى وبدقائقه وعلومه كلها موجودة. هناك أفكار تنشأ، أي أفكار تشبه أفكاراً غير منضبطة، وتريد أن تضع شيئاً بجوار شيء وما إلى ذلك. مثل من يقول لك إن أصل القرآن مكتوب بالآرامية، أي أشياء من هذا القبيل. حتى المتبحرين في القرآن يتعجبون من هذه الأفكار العجيبة الغريبة ويردون أيضاً عليها بدراسات وما
إلى ذلك لكي نبين لهم أن لا السرياني ولا الآرامي - طبعاً السريانية لهجة من لهجات الآرامية - ولكن ما يقولون عنه غير صحيح إطلاقاً. مولانا يا سماحة، لماذا أقرأ تعليقات السادة المشاهدين على... سنة على صفحات الفيسبوك، برأيك لماذا كانت هناك محاولات دائماً لتحريف المصحف؟ الأستاذة عولة تقول: محاولات فاشلة من مرتزقة أمريكيين يحاولون زعزعة عقيدة المسلمين في دينهم، تارةً بالتشكيك في المصحف وآياته، وتارةً أخرى بالتشكيك في السنة النبوية الشريفة وأحاديثها، ولكن هيهات! قال تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". يقول الأستاذ هشام إنه الطريق الثاني لضرب الإسلام بعد تشكيك الناس في سنة نبيهم ودينهم، ومن ثم تشكيك الناس في القرآن فيضيع الإسلام، وهذا لن يكون فقد تكفل الله بحفظه. أما الأستاذة هبة فتقول إنها فتنة من أجل الناس الضعيفة التي ليس لديها إيمان قوي، ولن يقدروا علينا وسندافع. عن القرآن الكريم وآياته وأحكامه
بكل قوة، الأستاذة أسماء محمود تقول: لأن البشر من طبعهم التمرد والهروب من الحقائق والواجبات والالتزامات، ولا يريدون أن يكون هناك حد فاصل وثابت يشهد عليهم وعلى جرائمهم وظلمهم، وينبههم وينبه غيرهم بالصلاح والرشاد والهداية. كل هذه التعليقات، لكنني أريد أن أقول تعليقاً على... كل هذا أنه فعلاً ما تم من محاولات خائبة فشلت فعلاً ليس أنها ستفشل لاحقاً أو أن من سيفعل سيفشل، لا، بل إن كل ما تم عبر التاريخ قد فشل بالفعل وأصبح القرآن حقاً واضحاً، والحق واضح والباطل متلعثم، وهذه المحاولات كالنار تأكل بعضها إن
لم تجد ما تأكله. مولانا وضعية كبار العلماء بالأزهر الشريف، شكر الله لكم، رضي الله عنكم دائماً، شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه، إلى اللقاء، .