والله أعلم| فضيلة د. علي جمعة يتحدث عن حقيقة حب الرسول وكيفية الاحتفاء بذكرى مولده| الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" صدق الله العظيم. فلكل حق حقيقة، وحقيقة الحب هو أن تطيع، إن المحب لمن يحب مطيع. أهلاً بكم في "والله أعلم" لنسعد دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الدكتور علي جمعة وضيوفي كبار العلماء بالأزهر الشريف لنتعرف منه. ولنتعلم حقيقة حب سيدنا صلى الله عليه وسلم، وهل حب سيدنا من الإيمان، وكيف تزعم تلك الجماعات أن ما تفعله هو من
حب سيدنا أو تحقق به حب سيدنا صلى الله عليه وسلم. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً، وكل عام وفضيلتكم بألف خير. والجميع بخير إن شاء الله مولانا. يعني هل حبّ سيدنا صلى الله عليه وسلم من الإيمان؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. علَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه هذا الأمر فقال: له: لا يُؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من مالِه وولدِه والناسِ أجمعين، فقال: يا رسولَ الله، أنتَ أحبُّ إليَّ من مالي وولدي والناسِ أجمعين إلا نفسي. ويبدو
أنَّ عمرَ، كما يقولُ بعضُ الشُّرَّاح، أرادَ أن يستنطقَ رسولَ الله ليلومَه، يعني عمرُ فعلاً كانَ يُحبُّهُ أكثرَ من نفسِه، ولكن أراد أن يُسمِع الأمة حتى نفسك فقال: "يا عمر، حتى نفسك". فالكلمة عندما خرجت من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلت النفس التي لم يذكرها في المرة الأولى. ففي رواية هكذا، فسيدنا عمر قال: "والله إنك لأحب إلي من نفسي". فهذا أمر غير معقول، يعني في... لحظة هكذا، إنه يقولها، طلباً للتعلم ولتعليم الأمة من بعدهم، فكانوا يحبونه أكثر من أنفسهم. رأيت البخاري عندما
يروي عن سيدنا أبي بكر، وعندما ذهبوا إلى أم معبد، أم معبد في البادية، فنزلوا عليها. "أليس لديك شيء نحلبه؟" قالت: "ليس لدي، إنما عندي معزة عجفاء ما...". ليس فيها لبن، ذلك في طريق الهجرة يا مولانا، في طريق الهجرة، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراحها على فخذه الشريفة وحلبها، فامتلأ الضرع لبناً، فلما ملؤوا يعني دلوين كبيرين هكذا، فأخذ أبو بكر واحداً منهما وأعطاه لرسول الله لكي يشرب، يبدأ بسُنَّةٍ صلى الله عليه وسلم، نعم الأدب قال كلمة غريبة جداً فشرب حتى رويت، الله
هو شارب، نعم إلى أن أنا لم أبع، ما هذا، ما هذا الامتزاج العظيم، هم كانوا هكذا، كانوا ممتزجين، ولذلك لي كتاب صغير هكذا اسمه "حاكم الحب"، يا جماعة أنتم لا تفهمون كيف كانوا يحبونه وكيف كانوا يحبون بعضهم بعضاً. ماذا يعني "حاكم الحب"؟ ماذا نقصد بـ"حاكم الحب"؟ يعني اذهبوا واقتلوه ما دام لا يعجبكم. فكل واحد يأتي ليتطاول عليّ ويرفض نصاً من النصوص ويقول ما معنى رؤيته؟ ما معنى "حاكم الحب"؟ أليس صحيحاً؟ يعني ماذا تفعل أنت الآن؟ هذا من الحب. وأنت يا ناس ما هذا ويفعل؟ لماذا يضع على وجهه هكذا ما يسمى بزهر المجن الذي يسمونه الآن
الوجه أو القناع؟ كيف يقارنها بالدناءة التي هو فيها وليس بحال الصحابة الكرام وحال الحب؟ قلت لهم: حسناً، لا مانع، اذهبوا واقتلوا الحب، ابحثوا عنه واقتلوه لكي تعيشوا في كراهية. وتبقون عائشين في ظلمة وتبقون عائشين بطريقة لا علاقة لها لا بإنسانية ولا برحمة ولا بغيرها إلى آخره، فهذا الكتاب الذي يقول إن حاكم الحب - بعض الناس - كثير جداً من النصوص فيها حب، يحبون بعضهم، كلهم يحبون بعضهم. أبو بكر يحب عمر، أبو ذر يحب بلالاً، الكل يحب. سيدنا فزوجات النبي يحبون بعضهم، والجماعة كلهم يحبون
بعضاً، ونحن نحب مشايخنا الذين يحبون سيدنا النبي. فالنبي عليه الصلاة والسلام كان طاقة حب كبيرة، فكيف لا نحبه والله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نتبعه وأن نحبه، وجعله باباً لهذا الحب: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم". الله، إذا كنت تريد أن تحب ربنا حقاً، فعليك بالاقتداء بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. فعندما علَّم النبي عمر هذا العلم، أوضح أنه يجب أن يكون النبي أحب إليك حتى من نفسك. إذا وصلنا إلى هذه المرتبة، نكون قد دخلنا نطاق الإيمان الحقيقي. لكن إذا افترضنا أننا لم نصل نعم، نحن مسلمون وكل شيء وشهدنا الشهادتين ونحن في أمانة الله،
لكن ما زالت درجة الإيمان الذي إذا خالطت بشاشته القلوب لا يخرج أبداً ولا يتشكك ولا يرتاب، هذه المرتبة التي هي مرتبة الإيمان لو دخلتها لا تستطيع أن تكفر، ليس الإيمان الذي هو التصديق العقلي، بل هذا الإيمان هنا منيرة بحُسن إليها، إن دخلناها تصبح مثل البرزخ، تدخل ولا تخرج، لا يمكنك الخروج. فالإيمان هذا الذي فيه هكذا، الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب. هذا هرقل الذي يقول - هرقل مسيحي لكنه يعرف هذه القصة، فهو قد جربها، إذ عندهم هذه القصة في عبادة ربنا يعني. وضعية
هرقل هذه هي وضعية سليمة مائة في المائة وهو يقول: سألتك أبا سفيان أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، وهكذا شأن الإيمان إذا خالط مشاشة القلوب فاح بالناس. والله، يعني لا يؤمن أحدكم، فهو لم يصل بعد، ما زال في بنها وهو ذاهب إلى الإسكندرية حتى أكون... أُحِبُّ من مالي ونفسي وولدي وكل هذا، نعم مولانا الإمام. يعني المتشدد والمتطرفون يزعمون ويدّعون أنهم يتبعون سنة سيدنا صلى الله عليه وسلم، كذبوا والله كذبوا. هذا جهل مركب فوق جهل، لا اتبعوه في منهجه ولا اتبعوه في أحكامه ولا أرادوا أن يستمعوا
إلى العلماء. رسول الله صلى الله عليه... وسلم أمر أحدهم وأمته كلها ألا تتحدث بما لا تعرف، هم يتحدثون بما لا يعرفون. رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فإن لم يكن في الأرض خليفة فالهرب الهرب"، وهم أصبحوا متصدرين المشهد وصاروا عملاء للشرق والغرب. فأي اتباع هذا؟ اتبعوه في أي شيء؟ في تحريق الناس وفي الإفساد. في الأرض وفي الهمجية التي وصلوا إليها، سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعمل كتاباً اسمه "إدارة التوحش"، يعني قلة الأدب. كذبوا كلهم، كذبوه، لم يريدوا وجه الله. هؤلاء ضلوا وأضلوا وضيّعوا الدين والدنيا معاً. هؤلاء الذين حدث
أمامنا في هذه التجربة المريرة التي بدأت سنة ثمانية وعشرين وتستمر. إلى يومنا هذا وكلهم يكذبون بعضهم على بعض ويكذبون على أنفسهم. "لا، نحن شيء آخر"، دائماً يقول لك هكذا: "نحن أصل شيء آخر". أين المحجة البيضاء؟ اسأل رسول الله: "ماذا أفعل يا رسول الله لو أن الخلافة قد انتهت؟" فأجاب قائلاً لي: "فإن لم يكن في الأرض إمام فاعتزل تلك". الفرق كلها وفي موسى هذا قال فالهرب الهرب، ماذا أفعل؟ أقول لا، هذا الذي لديه حول وقوة، وسأعمل منظمة لكي أتفق مع هتلر لكي أُخرِج الإنجليز. ما هذه الخيبة التي ليس لها نهاية؟ هذه خيبة المصريين. ماذا يقولون؟ بالويبة، الويبة هذه نصف كيلو يعني بالمكان الظاهر هكذا. هل كذبوا؟
أم علاقة لهم لا بالله ولا برسوله ولا بالدين ولا بالدنيا. صلوا على من علمنا الخير كله والحب كله، صلى الله عليه وسلم، عليه الصلاة والسلام. والله أحدثك أننا نستطيع أن نحقق هذا الموضوع بأن يراعي كل واحد ربه في بيته وفي أهله وفي ناسه. لا ننظر ولا نتطرق إلى مواضيع هكذا نهتم باليتيم ونهتم بالجميع. أي شيء أقره الشرع ننفذه. الكلام الذي قاله والأقوال التي ذكرها، يعني نسير على خطاه. نقرأ القرآن ونحاول
أن ننتبه لعلاقاتنا مع الناس أكثر. يعني نقتدي به، نقتدي في معاملاتنا حتى معه، نطيع الأمر كما نطيع الرسول صلى الله عليه وسلم. الله عليه وسلم أمر بماذا ونطيعه كما كان هو مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأوصانا أن نحب بعضنا ونقف بجانب بعضنا ونساعد بعضنا وهذا المطلوب يعني نقتدي به في أقواله وفي أفعاله وفي سكناته وفي كل ما أتى به الرسول عليه الصلاة والسلام وما نهانا عنه ما رأيك في المتطرفون يقولون إنهم يحبون الرسول ويقتدون به، والله سأقول لحضرتك شيئًا بالنسبة لهذا الطرف، لقد رأينا بكل وضوح عبر جميع المنصات أن الموضوع أبسط من ذلك بكثير. فحب الرسول ينطبق على تصرفاتنا الداخلية في بيوتنا قبل خارجها. خارجها. دولتنا هم الذين يتبعون الرسول ويقتدون به، عمرهم ما كانوا متطرفين. هؤلاء الناس بعيدون كل البعد عن الإسلام ولا يمثلون الإسلام في أي شيء. هم لو يحبون الرسول
سيستمعون لكلامه ويفهمون كلامه وليسوا متطرفين. ما من أحد متطرف يحب الرسول، بالطبع ليس منطقياً ما يقولونه أبداً. لأن الإسلام مشتق من كلمة سلام، فليس هناك أحد يقتل بني آدم ويكون بذلك مقتدياً بالرسول. أي شخص يريد أن يبرر جرائمه وأفعاله لا بد أن يقول هذا الكلام، أي لا بد أنه يخفي الحقيقة بكلام مزخرف. الرسول عليه الصلاة والسلام أوصى بكل الناس، أوصى بكل البشر، أوصى أن نتعامل مع كل الجيران أوصى بالحب وأوصى بالمعرفة. الجماعة المتطرفة هي التي أوصت بالإرهاب، هي التي أوصت بالعنف. أرى أن الاحتفال بالمولد النبوي يُعبّر عن حبنا للرسول، بالتأكيد. فعندما تأتي مناسبة معينة نحن نحتفل بها، ونحتفل بها نابعاً من طبع داخلي لأنك تحب. أي أنه يكون هناك حب لشخص معين فتحاول أن تحتفل بيوم كهذا. طبعاً العالم كله يحتفل، ليس فقط مصر أو الأردن أو العراق، بل كل العالم العربي، وفي أوروبا أيضاً يحتفل به
المسلمون في أوروبا كلها. الاحتفال نفسه مقبول، لا توجد مشكلة، لكن الإسراف هو المشكلة. وهذه الأمور كلها ليست ضرورية، إذا كنت تريد الاحتفال بالرسول فقم بزيادة الصلاة عليه. آية حسام سي بي سي، خالص التحية والتقدير للزميلة آية حسام على هذا التقرير. مولانا الإمام، ما رأي فضيلتكم فيما تفضل به السادة الذين أسعدونا في سياق هذا التقرير من فهم ووعي لهذه الإجابات المصرية؟ فيهم جينات في حب الرسول وفي حب أهل بيته، وكان لدينا شاعر اسمه عباس الديب رحمه الله، والد الأستاذ فريد والأستاذ وحيد والأستاذ سعيد،
هؤلاء الناس الذين هم أبناؤه. فكان يقول: "أصل النبي يحبنا لأن ابنته عندنا"، فهم يحبون النبي، وماذا سيفعل هو؟ فهذه الخاصية تميز المصريين. أنهم يحبون النبي طوال عمرهم وهم يحبون النبي انبهروا بهذه الشخصية، إذ إن النبي يحبنا من خلال ابنته المدللة ونحن نغنيها. نحن العلماء، والملك المظفر - وانظر إلى الملك المظفر هذا - ملك إربل، نعم، وإربل هذه في العراق. يقول لك هذا ليس في مصر فقط، الرجل يقول أعطيك العالم أوروبا هو قال هكذا في أوروبا فالبداية
بدأت من الملك المظفر في إربل ومن حكم المصريين في هذا الملك مسمين شارعًا الآن في المانيال أمام النيل هكذا الملك المظفر فالناس ربما لا تعرف من هو الملك المظفر هذا ملك إربل صاحب إربل وإربل هذه مدينة في العراق فجمع العلماء وقال قال لهم يا جماعة أنا أحب النبي كثيراً، قالوا له عليه الصلاة والسلام، قال لهم: هل يجوز أن أوزع على الناس حلوى في هذا اليوم احتفالاً بالنبي؟ فاجتمع العلماء وشكلوا لجنة وبحثوا، فألّف له ابن دحية، وكان موجوداً وقتها في هذه اللجنة، كتاب "الأدلة التي
بها منشأ المولد الشريف"، بعد أيَّد الإمام ابن حجر العسقلاني ما ذهب إليه ابن دحية، ثم جاء الإمام السيوطي فأيَّد وزاد عليه، وقالوا إن النبي عليه الصلاة والسلام فرِح بيوم عاشوراء لأنه يوم نصر الله فيه موسى، فإذا كان تذكير الناس بأيام الله دليلاً، فإن النبي احتفل بيوم مولده وكان يصوم. فقال هذا يوم ولدتُ فيه وهذا يوم بُعثت فيه، فأحتفل بالميلاد وأحتفل بالبعثة وأرجو أن ألقى الله فيه وأحتفل بالوفاء. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم، وذبح كبشين أقرنين، فالأدلة كثيرة من القرآن ومن السنة ومن عمل العلماء، لكنهم في
الحقيقة بينهم وبين سيدنا النبي شيء. إن المصريين - ليسوا من النابتة الذين بينهم وبين سيدنا النبي خلاف - فهم يفترون عليه كثيراً قولاً وعملاً وعقيدةً، أي أنهم يكذبون على سيدنا صلى الله عليه وسلم، سواء شعروا أم لم يشعروا، لأن بعضهم لا يشعر، أو كثيراً منهم لا يشعر، لكنهم يكذبون لأنهم يقولون غير الحقيقة ودائماً. يقول ولم يفعل الصحابة هذا. لم يمدح الصحابة رسول الله؟ من الذي قال لك هذا؟ إن قصائد المديح عن حسان وعن كعب بن زهير، وأول بردة في الإسلام وغير ذلك إلى آخره كثيرة جداً. وكان النبي يحب أن يُنشد هذا ويقول لحسان:
"قل وروح القدس تؤيدك" في المسجد. أين هذا لم يسبق لنا أن سمعناكم وأنتم تدّعون أنكم تحبون النبي، وأنكم أناس تسيرون بهدوء. لم نسمع أبداً أنكم أحضرتم شاعراً يمدح في مسجد، بل على العكس، أنتم تشنّون حرباً شعواء عليها. فإذا كان في قلوب هؤلاء الناس شيء من حب رسول الله، وهناك شخص قال هكذا، قال ليس... المديح الزائد عن اللزوم هو إطراء. لا يا أخي، ليس إطراءً، هذا ليس من قبيل الإطراء، هذا من قبيل وصف بعض الحقيقة وليس وصف كل الحقيقة. هل أنت منتبه؟ كيف يعجز اللسان عن وصف حال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه الإنسان الكامل.
فمدحه الإمام البوصيري فقال في ذلك في كالزهر في طرف، والبدر في شرف، والبحر في كرم، والدهر في همم، فتكلم وفي النهاية قال: "فإن فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفمه"، يعني لن نستطيع أن نعبّر عنه بأفضل مديح مهما مدحنا. الشيخ النبهاني جمع مدائح النبي في أربعة مجلدات كبيرة ثم يقول... أصله لم يرد. ماذا هذا؟ ما الذي يحدث؟ أهذا كذب أم جهل؟ على كل حال، سواء كان كذباً أو جهلاً أو عمى قلب، ففي شيء بينهم وبين رسول الله. هم لم يُدركوا الحقيقة المحمدية
يا مولانا كما تشير إليها دائماً، الحقيقة المحمدية ولا النور المحمدي ولا أن النبي صلى الله. عليه وسلم، ظنوا أنه مات يعني انتهى الأمر، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: "تُعرض علي أعمالكم"، وهو انتقل، أتدرك كيف؟ وهذا الانتقال ليس فناءً، لكنهم يظنون أن الموت فناء والعياذ بالله تعالى. لم يقل أحد من المسلمين أن الموت فناء، بل قال هذا انتقال من حال إلى حال. ولذلك روح سيدنا رسول الله باقية في الأرواح، تُعرض عليه أعمالكم، فإن وجد خيراً حمد الله، وإن وجد غير ذلك استغفر لكم. أخرجه البيهقي وصححه. إذاً هو صحيح أم لا؟ لأن الشيخ الذي تتبعه لم يصححه، وهو ضال مثلك. وهكذا فنحن لا بد علينا أن نرجع
مرة أخرى إلى... العلماء هم ولاة الأمة لا النابتة. يقول مولانا الإمام سيدنا: "إنما أنا رحمة مهداة، إنما أنا نعمة مزداة". ونحن المصريين دائماً نغير ونقول: "حب الرسول يبدو". وبدت علامات حب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لكي نذوب كل هذا الذوبان، وهو يعني في حب عاطفي أقل أنه لا يستطيع. يجب على الإنسان ألا يمنع نفسه من الصلاة عليه كلما ذُكِر وعلى أهل بيته الكرام. وأيضاً يترقى هذا إلى شعور وحب وميل في القلب. ولكن في النهاية الحب عطاء، فلا بد عليك أن تتوافق الأعمال مع الأقوال. فيجب علينا أن
نبحث عن قولنا هذا وما معناه، أو كيف نقوله. اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله. حسناً، هذا هو القول، لكن ما معناه الآن؟ لأن ربنا يقول: "لِمَ تقولون ما لا تفعلون، كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون". فنذهب ونكون أن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً. ما هو المفتاح هنا؟ آية "وسلموا تسليما" ثم "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما" وبعد ذلك يقول سبحانه وتعالى في موضع آخر "فلا وربك لا يؤمنون لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم" هذه
هي حقيقة الصواب "ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما" قضيت ويسلموا تسليماً لها، هذا يريد أن يقول لك هذه مثل في ذلك لها اسمها المناظرة، فنرى الختام هنا والختام الآية هذه هي ختام الآية هذه، أن هذا القول وهذا العمل، أما من ناحية القول فالبخيل من ذُكرت عنده ولم يصلِّ عليه صلى الله عليه وسلم، فهذا أثر من آثار. الحب طيب والعمل أصبح فلا وربك لا يؤمنون أيضاً إلى نطاق الإيمان الذي نقول إننا نصل إليه ليس مطلق الإيمان الذي هو وجه آخر للإسلام، لا، نطاق الإيمان الذي سنذهب إليه لا نستطيع الرجوع منه ثانيةً من حلاوة الإيمان. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر
بينهم. هذه هي الصلاة على النبي وهي مقياس الحب ثم حسناً أو كفى، أهو حكم علينا وانتهى الأمر، حسناً، اصبر، لا يا حبيبي، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت، يفرح بالحكم تماماً، يفرح به، راضٍ ليس فقط راضياً، بل إنه فرحان، إنه مسرور، لماذا؟ لأنه عرف أن هذا هو الذي سيدخله هذا ما سيجعل الله يرضى عنه، وأنه هذا هو الحق، وأنه كان سيرتكب مصيبة فمُنع منها، وكان سيكون حق الغير، فهو فرح. نعم، هذا يحب الرسول هكذا، وهذا لا يتحقق إلا بالحب، والحب عطاء. الشفاعة يا مولانا هي أن نرد حوض سيدنا صلى الله عليه وسلم يوم لا ظل إلا... ظله إلى ظل ربنا سبحانه وتعالى، أي كيف
ننال هذه الشفاعة؟ كيف نرد الحوض مع سيدنا صلى الله عليه وسلم ونشرب من كفه الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً؟ "فاتبعوني يحببكم الله"، اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، سلمه قيادك، اجعله يحكم فيما بينك وبين الآخرين مثل... ما نحن هكذا جماعات إرهابية وإخوانية ومجرمة وما إلى آخره، ما الذي بيننا وبينهم؟ أنا أقول لهم: أنتم خالفتم المحجة البيضاء وانحرفتم عنها بتأويلات فاسدة كاسدة. النبي ينص نصاً على الحالة التي نحن فيها وينص نصاً على كيفية تصرفنا فيها، وحضراتكم قد خالفتم وكأنكم تقرؤون السنة من أجل المخالفة. لماذا؟ لأنكم تريدون كرسي الحكم، لعنكم الله. في كل
كتاب يا أخي، ما هذا؟ ما هذه الفتنة التي ليس لها نهاية؟ ويصممون على هذا ويتدبرون ويرون لأنفسهم حولاً وقوة. يقول: لماذا ونحن خرفان؟ نعم، أنتم خراف، أنتم لستم خرفاناً فحسب، بل أنتم خراف أيضاً. لماذا خراف؟ لأنكم لا تتبعون سيدكم. وَمَنْ تُظْهِرُونَ أَمَامَ النَّاسِ أَنَّكُمْ تُدَافِعُونَ عَنْهُ وَعَنْ سُنَّتِهِ، ثُمَّ تَأْتُونَ وَتَسْتَدِلُّونَ بِعُمُومَاتٍ أَوْ بِأُمُورٍ لَيْسَتْ فِي الْوَاقِعَةِ، هَذَا فِي الْوَاقِعَةِ فِي نُصُوصٍ، وَمِنْ هُنَا يَأْتِي قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾، وَيَأْتِي قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْإِسْرَاءِ: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾. السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً. يأتي
هذا إلينا لأن هؤلاء الناس يتحدثون بما لا يعرفون، ويتكلمون قبل أن يتعلموا. ومن تكلم قبل أن يتعلم كمن صار زبيباً قبل أن يتحصرم، فهو من الخارج يبدو جميلاً لامعاً، ومن الداخل لا شيء فيه. فعندما تمسك الزبيبة بأكملها تجدها حصرماً. الناس من الخارج رخام ومن الداخل سخام، لذلك قالوا: تحطم كثيراً من فرح بنا، ففرحنا به. هل ما نُعبّر عنه من حب سيدنا من فرح وتنوع
ومظاهر كثيرة في هذه الحياة عهدناها في مصر وفي أماكن كثيرة؟ هل من صور حب سيدنا صلى الله عليه وسلم صور الحب أن نفرح؟ أن يكون في مظاهر نقوم بها، نُفرح الناس معنا، نأكل الحلويات، نعقد مجالس الذكر واحتفالات. دعهم يا أبا بكر، فإنهم في يوم عيد. سيدنا كان يحب هكذا، كان يحب الضحك وكان يضحك حتى ظهرت نواجذه الشريفة، والنواجذ هي التي نسميها الآن في لغة العصر ضروس العقل، وهي آخر الأضراس. فالنبي كان يضحك، أي أنَّ أغلب ضحكه كان تبسماً، لكنه كان يقهقه أيضاً حتى تظهر نواجذه الشريفة.
وقد ألّف أحدهم كتاباً اسمه "الأقوال المنيفة في ظهور النواجذ الشريفة"، جمع فيه الأحاديث التي وردت "حتى بانت نواجذه"، وقد صار مجموعاً جيداً ومفيداً. فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يحب الانبساط ويحب المرح والفرح، كان يحب جداً واحداً من الصحابة رضي الله تعالى عنه وعفا عنه بعفوه، كان اسمه نعيمان. هذا كان مُضحِك النبي، نعم، كان نعيمان يأتي لسيدنا ويقول له بعض الأشياء هكذا، فالنبي يضحك. وكانت له بعض المقالب، يعمل مقالب. فمرةً كان النبي جالساً يدرس مع
الصحابة. درسٌ ليعطيهم درساً، فذهب متظاهراً بأنه أعمى، جاء هكذا وذهب إلى البقال وقال له: أنا أريد كذا وكذا للنبي والصحابة. قال له: حسناً. أعطاه الرجل الحاجة وحسب: كم؟ أربعة دراهم. وذهب بها وقال له: يا رسول الله، هذا من فلان. فظن النبي أنها هدية، فأكل ووزع يأكلون قليلاً، وفي منتصف الدرس هكذا، جاء الرجل وقال له: "يا رسول الله، الحساب أربعة دراهم". قال له: "حساب ماذا؟" قال له: "إن نعيمان جاء وقال لي سيتكئ ويفعل كذا
وكذا لرسول الله، وأحضروا لسيدنا النبي بالفعل، فأنا أخذته". نظر إليه فوجده مختبئاً وراء عمود وبدأ يضحك، فضحك رسول الله. ما يعني هؤلاء الناس، هؤلاء الناس يغيّرون ديننا الحقيقي، الدين الذي عرفناه. يغيّرون... فالنبي عليه الصلاة والسلام كان كذلك، هو كان... هذا هو ينسى نفسه قليلاً هكذا، هو مدمن الخمر فيشرب الخمر ويأتي في اليوم التالي عندما يفيق يذهب إلى النبي فيقول له: اضربني، يقول له... لماذا يقول "إني شربت بالأمس"، فيقول له "حسناً"، فيقومون بضربه بطرف الثوب، أي يمسكون الثوب هكذا ويضربونه نحو أربعين ضربة، أي بمعنى "لا تفعل ذلك يا ولد مرة أخرى"، وهذا معناه هكذا،
ويستمر على هذه الحال شهراً تقريباً، ثم تغلبه نفسه فيشرب ثانية، ويأتي باكياً في الصباح: "يا رسول الله، الخطيئة هذه، فيقول له: "حسناً، اذهبوا وانظروا إلى نعيمان" ثلاث، أربع، خمس، ست مرات. من ضاق صدراً؟ سيدنا عمر قال له: "يا رسول الله، دعني أقتل هذا المنافق". قال له: "لا يا عمر، إنه يحب الله ورسوله". نعيمان، هذا ليس من كبار الصحابة، يعني ليس أُبَيّ بن كعب ولا... عمر بن الخطاب ولا عبد الله بن مسعود ولا عبد الله بن عباس ليس هكذا، ولكنه يحب الله ورسوله. فهؤلاء الناس في الحقيقة - يعني أقول لك - أفسدوا الدين
والدنيا معاً، حسبنا الله ونعم الوكيل. لكننا ها نحن نكرر ونعيد ونزيد ونبين مواطن الخلل عندهم في الشدة والجهامة والتجهم كل هذا لا علاقة له بدين الإسلام الذي هو إسلام والذي سمى رب العالمين بالسلام والذي سمى دار السلام على الجنة والذي في كل صلاة حتى يخرج الإنسان منها ولو كان وحده يقول السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله يعني مع العالمين مع الكون هذا سلام مع الكون. ولكنهم فعلوا هذه الأفاعيل لأنهم
لم يضعوا الشيء في نصابه. هو الذي تم معناه وصورته، ثم اصطفاه حبيبًا بارئ النسب. يا مولانا، كيف يمكن لهذا الحبيب أن يكون في كل حياتنا وفي مظاهر حياتنا، وأن يرى الآخرون دائمًا سلوك المسلمين تنعكس فيه كل هذه التربية، كل هذه القدوة، رسول الله. عندما أمرنا بكل هذه الأوامر، وضع لنا البرنامج العملي الذي إذا ما اتخذناه وصلنا إليها بيسر وسهولة، وهذا يتأتى مما كنا نتحدث عنه وهو الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ابن السبكي عندما جمع ما ورد في تعليم النبي للصلاة عليه، جمع نحو بضع وأربعين صيغة أو
حديثاً. عن سيدنا النبي وهو يعلمنا كيف نصلي عليه وكيف نسلم عليه، وقد تفنن أهل الله والأولياء والفقهاء والعلماء في صياغة الصلوات على النبي. وبالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يحدث كل ما تطلبه، كما ذكر الإمام الشافعي هذه الصلاة البديعة في الرسالة: "اللهم صل أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه عدد معلوماتك ومداد كلماتك وكلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون. رأوا الشافعي
في المنام بعد وفاته فقالوا: يا شافعي، أنت ألفت الأم وألفت الخلاصة وألفت كتباً كثيرة، ماذا فعل الله بك؟ يريد أن يقول إنه وضع علم أصول الفقه والأم في هكذا رسالة كبيرة أو غيرها إلى آخرها، أصول، قال: أعلى درجتي بالصلاة على النبي التي ذكرتها في الرسالة صلى الله عليه وسلم كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون. تخيل يا أخي، أعني انظر إلى هذه الصياغة التي صاغها إمام مجتهد كبير عظيم اسمه ناصر
السنة، لقبه هكذا سيدنا الإمام الشافعي، ناصر السنة، لأنه كان متمسكاً بدقائق السنة المشرفة. الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام هذه مسألة كبيرة جداً، ولذلك كما قلنا مرة أن الإمام نور الدين الشوني، ولم يكن من كبار العلماء المتعمقين في العلم كثيراً كغيره مثلاً. ابن حجر متعمق في العلم، لكن كان نوره كله آتيًا من الصلاة على النبي. فجاء من بلدته إلى الأزهر الشريف وأصبح مكتفيًا بالقليل، كان يأكل أطعمة بسيطة، يعني يتناول وجبة واحدة في اليوم، وجلس يصلي
على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأزهر، هذا الأزهر. هو مشبع بالذكر من مجالس الصلاة التي تخص نور الدين الشوني ثمانمائة وسبعة وتسعين. بدأ فجأة الشيخ الشهاب البلقيني وجمع ما يفعله هذا الشيخ المبارك في كتاب وشرحه وقدمه للعلماء. فالعلماء قالوا: "لا، هذه مسألة عالية جداً وهذا تطور كبير". وبدأت مجالس الصلاة على النبي تنتشر فذهبت إلى دمشق منتشرة. في دمشق حتى يومنا هذا، وقد أرجعناها الحمد لله رب العالمين في مسجد سيدنا الحسين وفي الأزهر وفي الدردير وفي السيدة زينب وفي كل
مكان، وذهبت إلى طنجة وذهبت إلى كل مكان. مجلس الشيخ الشوني هو الذي يحقق إجابة سؤالك أننا لا نصلي على النبي ونقول إن الله يصلي عليه لا يعني نلهج بالصلاة عليه فيزداد الحب والتعلق ويزداد القرب والثواب وتُفتح به الأبواب وتزداد الدنيا سعة على قلوبنا. مولانا الإمام، سؤال صفحتنا على صفحة الفيسبوك: برأيك كيف نحقق محبة الرسول ونحتفي بذكرى العطلة؟ السادة المشاهدون والمتفاعلون معنا، قالت السيدة بهيرة عاشور: "بحبه وكثرة الصلاة عليه واتباع سنته أحبه". وكثرة الصلاة عليه واتباع سنته صلى الله عليه وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله. الأستاذة
تيسير تقول: "أحبه وأتبع سنته صلى الله عليه وسلم". أيضًا الأستاذة سمسمة علي تقول: "باتباع سنتي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه في كل وقت وحب أهل بيتي". صلوات. الله عليهم، الله يتقبل ويشرح صدورنا وييسر لنا الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، أداء لبعض حقه في أعناقنا. ودائماً ندعو ونقول: اللهم جازه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته ورسولاً عن قومه. شكر الله لكم مولانا الإمام لأننا نتعلم منكم كيف نحب سيدنا صلى الله عليه وسلم. بارك الله لنا فيكم ورضي الله عنكم دائماً
ودوماً، كل عام وأنتم بخير، كل عام وأنتم بخير، إلى اللقاء،