والله أعلم| مكانة الأبوين في الإسلام.. وحكم تخصيص يوم للاحتفال بالأم | الحلقة الكاملة

والله أعلم| مكانة الأبوين في الإسلام.. وحكم تخصيص يوم للاحتفال بالأم | الحلقة الكاملة - والله أعلم
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي أجاب السائل الذي قال له: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. صلوا عليه وسلموا تسليماً. أهلاً بكم في برنامج "والله أعلم" لنسعد. بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الرسول الدكتور علي جمعة وضوئيات كبار العلماء ابن الأزهر الشريف لنعرف هذه الوصية الغالية على كل ابن تجاه أبويه. مولانا الإمام أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، وكل عام
وكل أم بخير، وكل أب بخير، والأسرة المطمئنة الآمنة المصرية المسلمة العربية، والأسرة المسيحية بخير، كل الأحوال. الجميع بخير والمصريون بخير والمسلمون في العالم كله بخير، وربنا سبحانه وتعالى يقينا شر كل ذي شر، آمين يا رب العالمين. يقينا شر الخونة الذين كرهوا أنفسهم فكرهوا أوطانهم، والتبس عليهم الحق بالباطل فلبّسوه على الناس. يكفينا شرهم وشر المفسدين الذين قتلوا الأبناء وأوقعوا الدماء في أرض مصر ونقل. لهم دائماً سيُهزم الجمع ويولون الدبر. كل عام ومصر بخير والمصريون جميعاً بخير والمسلمون أيضاً في كافة أركان الأرض. ربنا يرفع عنهم
البلاء والغلاء والوباء ونكون سبباً لسعادة البشرية. مولانا الإمام يعني من خلال سياق هذا الحديث الشريف "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك". هذه وصية للأبوين معاً وأن... تعددت التوصية أو كانت تخصيصاً هنا للأم أكثر. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة هنا وأوصى بها لأن الشرع يكمل الطبيعة، هكذا قال العلماء. الابن لم يرَ ما الذي عانته أمه في. حمله لم ير ما الذي واجهته في ولادته، ما الذي فعلته في الرعاية والعناية قبل أن يشب وأن
يسير على قدميه. كيف كان قلبها والقلب أمر خفي لم يره. قد يرى الأب وهو يخرج لتحصيل الأرزاق وهو يحمي الأسرة وهو يرعاها وهو يدربه ويعلمه ويحنو عليه. قد يرى. هذا لكنه لم يرَ ما الذي بذلته الأم، فلا يتصور، وقد يظن ظان إذا اكتفى بالظاهر أن الأب قد بذل الجهد الأكبر وأن له الجهد الأعظم من الحب، فالنبي صلى الله عليه وسلم بالذكاء الفطري النبوي الإلهي الصمدي الذي وهبه الله إياه أراد أن يعلم السائل أن
أمك ثم أمك. ثم إن أمك قد بذلت لك ثلاثة أضعاف ما بذل الأب من العناية والرعاية والتحمل، والكره الذي فعلته، حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً، يعني شيئاً ليس لطيفاً، يعني صعب جداً، صعب جداً أنها كل فترة تتقيأ وكل فترة تتوحم وكل فترة يختلط عليها أحوال الحياة، مقتضيات الحياة نفسها، وبالرغم من هكذا تحبه كثيراً وتتعلق به بطريقة غريبة غير مبررة وستظل كذلك متعلقة به أبداً طوال الحياة. حتى قال العوام عندما شاهدوا هذا المشهد: "قلبي على ابني انفطر، وقلب ابني عليّ حجر". لماذا؟ الابن يحبها وكل شيء، وربما
يبرها وكل شيء، لكن ليس بنفس القدر ولذلك ورد في الأثر. أن أحدهم حمل أمه وهو في الحج فطاف بها وكذا إلى آخره وهو يحملها على كتفيه فأتى فقال: "أنا قد وفيت حقي لها، حقها علي"، فقالوا: "لا، لأنك فعلت ذلك وقلبك من الداخل يتمنى وفاتها لكي ترتاح، وهي فعلته لك وهي تتمنى حياتك". انظر إلى المفارقة الكبيرة، يعني الحكاية بالعكس تماماً. إله إلا الله، فالقضية هنا أنه الأم هذه شيء لا يصدقه عقله. ولذلك صنعوا فيلماً تسجيلياً هكذا في بلاد أوروبا،
والأمريكيون أيضاً صنعوه. يعني قد يكون هذا الفيلم ليس أوروبياً وإنما أمريكي. رجل تقدم ليطلب موظفين، فجاءه موظفون وتقابل معهم وسجل اللقاء. فكلما يدخل أحدهم يقول له على شروط المهنة التي تُعرَض عليه والوظيفة والأجر وعدد الساعات والشهادات المطلوبة والكفاءات المطلوبة، فقال له: "نحن نريد"، وقال الجميع: "نحن نريد أن تعمل أربعاً وعشرين ساعة، ليس هناك راحة في الأسبوع ولا في الشهر ولا في السنة"، فقال له أحدهم: "ولا الكريسماس؟"، فرد عليه: "ولا الكريسماس"، فقال له: "حسناً". وماذا أيضاً؟ يجب أن تكون معك شهادة في الطب وشهادة في
الاقتصاد وشهادة في تربية الأطفال وشهادة في كذا وكذا وفي إدارة المنزل أو الإدارة عامة، وقال له: "لكن هذا غير إنساني، تبدو الأمور تعجيزية". "نعم، يعني تعجيزية. حسناً، كم ستعطوني لقاء ذلك؟" قال له: "كم ستعطوني مقابل ذلك؟" قال: "لا، مجاناً". قال له: "نعم، لا، أنا هذا فشخص ثالث". قال له: "هل هذا قانوني؟ أنت تقول له هذا وهذا وهذا، هل هو إنساني أم قانوني أم معقول؟". قال له: "لكن هذا في ناس كثيرة جداً هكذا وأخذوا الوظيفة". فقالوا له: "ما هذا؟ من الناس وراءها؟ هل أنت نذل هكذا؟". قال: "الأمر صحيح". فهذا يلخص ما هنالك، فكلهم ضربوا على رؤوسهم. ونعم صحيح، فالأم فعلت كل هذا وتفعل كل هذا، هي الطبيب وهي المداوي وهي المدبر للبيت وهي التي تستخدم عقلها، لكن ليس هناك إجازة نهائية، ليس
هناك إجازة، وهي أستاذة في الإدارة وأستاذة في التربية وما إلى ذلك. ولذلك الشباب وهم يمزحون مع بعض وكذا إلى آخره يقول لك ماما رائعة، ما هذه الماما الرائعة؟ هي التي تكون في المطبخ تُعد لأهلها وبيتها وما إلى ذلك. والشخص يبحث عن الحذاء فتقول له إنه تحت الأريكة. كيف عرفتِ أنه يبحث عن الحذاء وعرفتِ أنه تحت الأريكة؟ وهكذا، يعني هذا تعلق قلبي تام يجعل... الألم في مصاف التعجيز ولكنه من عند الله، هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه. فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الولد قد لا يلتفت إلى هذا المعنى، فأكد ثلاثاً: أمك ثم أمك ثم
أمك. وعندما قال له: ثم ماذا؟ قال: يا أخي افهمها الآن. ثم أبوك، هل انتبهت؟ فهنا يتضح الحال أن مجهود الأم لا يكافئه شيء، وأنها هي من بعد هي من بعد هي. آه، يعني من الذي بعدها؟ هي. طيب، ومن الذي بعد التي هي الثانية؟ هي أيضاً. فهي من بعد هي من بعد هي. هذا كلام نبوي لا يُصدَر. إلا إن سيدنا الرسول ينبه ويلفت نظر البشرية كلها إلى هذا المعنى الذي قد يكون قد التفت إليه بعضهم في مثل هذه الأمثلة. مولانا يا مولانا، كيف ضبطت هذه الأم موجة قلبها على إرسال أولادها تلتقط ذبذبات الخوف والقلق والحب والمرض حتى لو كانوا بعيدين عنها؟ لا، ليس بيدها هذا. شيء من خلق الله سبحانه وتعالى،
نعم لأن قلب أم موسى كاد أن يطير منها وأن ينفطر، لولا أن ثبته الله سبحانه وتعالى. إن ربنا أنزل السكينة أو رابطها على قلبها، لولا رابطها على قلبها، لكن، ومن غير ذلك كانت ستجن، أتفهم؟ كانت سترتكب أشياء إلى... إنها قد تضر الولد، قد تضر الولد، وهنا يأتي دور الأب أن يربط على قلبها من أجل ألا يصل حبها إلى أن تخنقه. ربما من حرصها عليه، من حرصها عليه تحيط به. ففي الإدارة كانوا يعلموننا عندما نتولى مؤسسة أو ما شابه ذلك، يقولون لك: احذر أن تجعله. كطفل كالحبيب فتضعه، تجلس عليه حماية
له فتقتله، فما فائدة الحب وما قيمة الحب الذي يقتل؟ إذاً هنا هذه الكلمة... فالأم حبها يصل إلى هذا الحد، ولكن يأتي بعد ذلك فضل الله، ولذلك دائماً نقول يا جماعة: الولد يُربى في ظل أبيه وأمه، يا جماعة لابد من هذا التوازن، لماذا؟ لأن الأم ستتعلق به. تعلقاً شديداً حتى أنه قد يضره من شدة حبه وحبها له، ومن هنا يأتي دور الأب في هذه المسألة. فسيدنا في الحقيقة كلامه عميق جداً في هذا المجال. ومن هذه النظرة الموسوعية الشاملة نقف عند كل هذه الحدود والأبعاد الدينية والنفسية والاجتماعية في التنشئة والتربية بدءاً من... الاحتفاء بالأم وبالأبناء،
إنَّ علينا أن نَبر أمنا مخلصين. إذا غضبت منا في شيء، فطبعاً أهم شيء هو رضا الأم. لا يصح أن أكون طوال السنة أغضبها، وأي شيء تطلبه مني أرفضه، وأعارض كل شيء، ثم في النهاية أحضر لها هدية لأرضيها بها. هذا بالطبع غير صحيح، فالمفترض ألا نحتفل بها فقط [في مناسبة واحدة]. في يوم عيد الأم وطوال السنة كلها، فإن الكفاية أننا نحتفل بها. أفضل احتفال لمن توفيت أن نعمل لها صدقة جارية والدعاء لها. وإن كانت على قيد الحياة، فنحن نقبل يديها ورجليها، ونبقى تحت قدميها دائماً. كلمة طيبة، هدية جميلة، وتلبية طلباتها، فهذا يُعتبر أفضل احتفال بالنسبة لي. يا حضرتك،
هناك بعض الناس الذين يحرمون تخصيص يوم للأم. هذا فقط لأن الأطفال المحرومين من أمهاتهم يكون هذا اليوم صعباً عليهم بعض الشيء. إذا تركنا أنفسنا لهؤلاء، فسوف يحرمون علينا شرب الماء. هل تنتبه حضرتك؟ لقد قال لك سيدنا النبي وأرهفت قلبك، لا شأن لك بأي شيء. يتحدث أحدهم عن موضوع التحريم والحلال والحرام قائلاً: "هذه ليست مسؤوليتنا، هذا موضوع يختص به الأزهر أو تختص به دار الإفتاء. أنا لم أجد فيها ذلك، يعني أن العلماء هم الذين تحدثوا فيه. لكن بالنسبة لي، فيما يخص عيد الأم، يجب علينا أن نحتفل بها طوال السنة في كل يوم، وليس يوماً واحداً فقط." هذه مسألة كبيرة جداً. أشعر أنها متشددة بعض الشيء، بمعنى أننا لا نقوم بأي شيء أو طقوس تُحرّم الاحتفال بالعيد أو نحو ذلك، بحيث تتردد بين الاحتفال أو عدم الاحتفال. هذا مجرد تأثير، والمهم أنها تتعب معي. هو فقط خصوصاً لله، هي يوم في السنة فقط لأنها قدمت لي شيئاً طيباً أو أنها معي طوال عمرها وسند لي. يعني أم الشهيد دائماً هي أكثر واحدة تكون هي التي نرغب
في التوجه معها، فأنا أقول لأم الشهيد، أقول لها كل ألف سنة وأنتِ. طيبة هي الرسالة ببساطة. اللهم يا حسين، إنها رسالة حب وتقدير إلى أم الشهيد، يا مولانا الإمام. أم الشهيد التي ضحت بابنها وقالت: "لو كان معي آخر لضحيت به في سبيل هذه الأرض". تعجز الكلمات عن توجيه الشكر والثناء، ولكن نقول لها: كل هذا الشعب الكريم، ليس الآن فقط. بل هو أيضاً من سيولد منه
له من في رقبته لك، كل واحد، كل شخص. فأنت استبدلت بابنك الشهيد في الدنيا مائة مليون إنسان، المائة مليون إنسان كلهم يعتبرونك أماً لهم، تأمرينهم بما تريدين وتنهينهم عما تريدين. أما في الآخرة فهذه منح ربانية، منحة لنا ومنح صمدانية. من الواسع سيجعل الشهيد شفيعاً في سبعين من أهل بيته ويأخذ بيدك أيتها الأم التي أنت من أهل الجنة لوفاة ابنك شهيداً ويدخلك الجنة، فمن
أراد منا أن ينظر إلى شخص من أهل الجنة في الدنيا وهو يعلم أنه من أهل الجنة ولا يعلم ذلك إلا الله فلينظر إلى أم. الشهيد فأم الشهيد أخذت الشهادة تخرجت خلاصاً وأخذت الشهادة وكل ما نسعى فيه في الدنيا من أجل أن ننال رضا الله وأن ندخل الجنة من عبادة ومن ذكر ومن صلاة ومن صيام ومن حج ومن فعل الخير ومن تعاون على البر والتقوى ومن كذا وكذا من أجل هذه الشهادة التي لم نحصل عليها بعد وهي حصلت عليها، هي أخذت الشهادة الكبيرة. على كلام بلدنا، أخذت الشهادة، لكن ليست الشهادة الابتدائية، لا، إنها الشهادة الكبيرة. الشهادة الكبيرة هذه تُذكر للدكتوراة وما شابه. لا، أنت أخذت شهادة بالجنة أنك من أهل الجنة. هذه رسالتنا إلى
أم الشهيد، نعلم لوعة قلبك. ونعلم حزن فؤادك ونعلم الحسرة على هذا الفقد، فقد فقدت من هو أعز من نفسك على نفسك، ولكن في النهاية نقول لك إنها منحة لكنها عند الله، إنها محنة ولكنها عند الله منحة. قلنا الإمام كلما أردنا أن نحتفي بالأم، والاحتفاء بالأم والأب ليس مربوطاً أو مرهوناً بيوم واحد، ولكن يتتابع. هذا أو الاستمرار في هذا الاحتفاء كيف يكون والبعض الذي يحرم أي شيء يقول أنت لماذا تحتفل؟ لماذا لا يوجد شيء اسمه عيد الأم ولا يوجد شيء اسمه يوم الأم، لأنهم لم يدركوا معنى النصوص. ربنا سبحانه وتعالى قال في الكتاب: "وذكّرهم بأيام الله" وهم وقفوا
بغباءٍ عند الألفاظ ودينهم. كلها ألفاظ يعني لا معنى لها وعند قوله صلى الله عليه وسلم إنما العيد عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى. طيب هذا العيد الذي فيه نوع طقس ونوع شعيرة ولذلك نبدأ هذا اليوم بالصلاة ونبدؤه أيضاً بالتكبير ونبدؤه أيضاً في عيد الأضحى بالأضحية وفي عيد الفطر بإعلان الفطر. نبدؤه بأمور شرعية. مرعية ولذلك فالعيد وعيدان فقط لا غير، لكن ما هي ترجمتها؟ هي في الحقيقة ليست عيداً، هي في الحقيقة يوم، لكنه
وقف وقال له: "يا أبا علمني الغلبة"، قال له: "يا بني تعال في الهي فوتصدر"، فذهب ووقف عند آية كلمة يوم وقال: "لا، هذا العيد يكون حراماً". لا، هذا هو اسمه يوم محافظة قنا ويوم الإسكندرية الذي هو العيد القومي الذي يقولون عنه. حتى إنك تقول اليوم العالمي للمرأة ومستحكن سيدة عالمية على فترة، كله هو اليوم العالمي للمرأة. أتنتبه؟ يوم الأم ويوم الحب واليوم العالمي للمرأة ويوم الخلو من التدخين. صحيح اسمه اليوم، اسمه يوم صحيح. فنحن قلنا مراراً وتكراراً أن اللغة مهمة، لو أننا قلنا لهم ذلك منذ البداية لما حدث هذا الخلاف ولا استطاع أحد أن يفعله، ولذلك وجدنا أن بلاداً فيها هيئات كانت تحرّم هذا، يوزعون الآن الورد وما شابه ذلك
في الأيام الفضيلة، هذا هو الذي ما نفعله في يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو نفسه ما نفعله في يوم الاحتفال بالإسراء والمعراج، وهو نفسه ما نفعله في يوم بدء السنة الهجرية الجديدة، وهو نفسه ما نفعله ونحن نحتفل بانتصار بدر، وهو نفسه ما نفعله ونحن نحتفل بانتصار أكتوبر أو فتح مكة وهكذا، هذا هو. ماذا نفعل أولاً؟ نتذكر هذه "وذكرهم بأيام الله"، نتذكر فضل الله علينا. طيب، وهل هناك نعمة أعظم من نعمة الأم؟ لما جاءهم السلمي، جاءهم السلمي قال: "يا رسول الله، أردت أن أغزو وقد جئتك أستشيرك، أنا أتجهز
للخروج في الجهاد في سبيل الله". فقال: "هل لك من أم؟" فقال: نعم. قال: فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها. الذي أخذه الناس بعد ذلك وقالوا: "الجنة تحت أقدام الأمهات". هذا التعبير لم يرد، نعم، لكنهم استنبطوا المعنى. إنما المعنى: "فالزمها فإن الجنة عند رجليها"، عند رجل هذه المرأة. هذا صحيح، رواه النسائي ورواه أحمد وغيرهما إلى آخره فيأتون. مثلاً عندما يقول لك أن الجنة تحت أقدام الأمهات، يقول له: حديث باطل. هذه هي النقطة الأولى، والنقطة الثانية لا تقولوا عيد الأم، لأن عيد الأم هذا هو - يا أخي - حرام، ويشوش بغباء على المعنى الأسمى أن نحتفل بالأم وببر الأم، وأن نعطيها جزءاً مما هو في رقابنا. نتيجتها
أنه لا ينظر إلى هذا كله. لو كانوا صادقي النية لقالوا: "حسنًا، لا بأس، فلنفعل ذلك لكن نسميه شيئًا آخر، دعنا نتجنب تسميته عيدًا". كنا سنستمع إليهم حينها، ولما كان الخلاف بيننا وبينهم يمثل فجوة كبيرة، حتى إن الرجل يقول في التقرير: "يا الله، هؤلاء سيحرمون علينا الماء!". يا الله، أنا شربته، أتفهم لماذا توجد هذه الفجوة؟ تتسع هذه لأنهم مع سوء التصرف والوقوف عند الألفاظ دون المعاني والعناد في المخالفة والتأثر بأقوام لا يعرفون الدين، يعني تأثُّر يا مولانا. ذكروا أن الضبع حتى لا يتكلف نقل جثمان فريسته وهي حية، ينظر إليها هكذا فينومها تنويماً مغناطيسياً، وبعد ذلك يمشي فتمشي وراءه.
وراءه تبعه، فيقول العرب انضبعت وراء هذا الضبع. انضبعت يعني مشيت وراءه إلى مهلكها دون أن تدري، سبحان الله. مشيت وراء الضبع حتى يأكلها عنده كي لا يتكلف مصاريف النقل. فانضبعت. فانضبع فلان يعني يمشي وراء من؟ الضبع. يمشي وراء الضبع يا عيني وهو لا يعرف أنه... في ذلك هلاك الضبع، معناها أنه مشى إلى هلاك آتٍ من هذا الضبع. ويقولون أشياء أكثر قرفاً في هذا الضبع، كيف يكون هذا الضبع مهلكاً وبالرغم من ذلك نسير وراءهم، هؤلاء الجماعة النابتة والإخوان، أي أنهم يسيرون وراء ما يهلكهم وهم غير مدركين، هم يظنون أن. هم يسيرون
حذو النعل بالنعل كما يقوم، أتلاحظ كيف وهم ذاهبون في داهية، ذاهبون في داهية لأنهم منقادون وراء هذا الضبع الشرس. فالحقيقة أن هؤلاء الناس لا يعرفون الحق ويلبسونه، ويلبسونه، بينه، بين، يلبسون الحق بالباطل. فحسبنا الله ونعم الوكيل، فقط خلاص فُرجت وإن شاء الله خلاص لأنه في... النزع الأخير عندما تناقلت الأخبار أنهم قدموا إلى دولة أوروبية معروفة، دولة أوروبية معروفة معروفة، وبعد ذلك يريدون أن يتدخلوا في شأن مصر الداخلي، فنقول لهم: هذا مقياس جيد أنكم أنتم بدأتم تخافون وترهبون وتنتهون، فربنا يخلصنا منهم قريباً عاجلاً إن شاء الله، ويتم الفرحة
للأم المصرية التي فقدت أبناءها مع. هذا الحمق والفساد في الأرض من الخونة النابتة مولانا، لم يتركوا الأمر عند هذا النحو فقط، بل خاضوا حتى في أبوي سيدنا صلى الله عليه وسلم. ما حكم الخوض في أبوي سيدنا صلى الله عليه وسلم؟ هذا السؤال سنجيب عليه بعد قليل، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام، كيف. نرد على أولئك الذين تجرؤوا إلى حد أنهم خاضوا في سيدنا عبد الله وفي سيدتنا آمنة بهذا الشكل. كل هذا من العصبية لأنهم لم يجدوا حديثاً يقول هذا ولأنهم كذا
إلى آخره. أما الآخرون مثل الذين أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وواحد مثل مفتي الشافعية في مكة. الزيني دحلان وهو يرد على النابتة وما إلى ذلك يؤلف كتاباً اسمه "أسنى المطالب في نجاة أبي طالب" عم سيدنا صلى الله عليه وسلم، فقالوا له: "ألله! الشيخ الأبطح لماذا تجعله يُسلم؟" قال: "لأن النبي قد تربى في بيته"، يعني رجل واعٍ النبي عليه الصلاة والسلام. تربى في بيته، فتخيل أنه يرى أن الله سبحانه وتعالى أكرم من أن يربي رسوله إلا عند الشخص الذي في النهاية قال العباس لرسول الله: "يا رسول الله، رأيته يذكر الكلمة
التي أمرته بها". انتبه أنها كانت "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، لكن كانت أمور. أخرى من الوجاهة ومن التصدر ومن مسؤولية الحكم في مكة تمنعه من الجهر به فيلتمس له هذا ويجعله مسلماً. انظر بالعكس الآن، هذا الداعشي كل شيء يأمره به الدين بالذهاب يميناً يذهب هو شمالاً. مرة، شخص داعشي في الرقة في سوريا أتى بأمه أمام المشهد كله لأنها قالت له: تترك. داعش وخرج منها فاعتبره كافراً وقتلها. فهؤلاء الناس الذين يقولون إن والدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، الرد عليهم موجود في تسع رسائل مطبوعة ومشهورة وموجودة
في الأسواق، تسع رسائل علمية، تسع رسائل للإمام السيوطي يقيم فيها الأدلة تلو الأدلة على نجاة والدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وبالتفصيل. عند أهل السنة والجماعة السادة الأشاعرة الكرام أن أهل الفترة ناجون وأنهم في الجنة، والنبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى الأبواء، والأبواء هذه على بعد نحو مائة وستين كيلومتراً من المدينة حيث وفاة آمنة - عليها السلام - فزارها في قبرها. فهؤلاء الناس يا رب ليست قضية استنباط ولا قضية. أدلة بقدر ما هو قضية قلب وتعني أن غمامة الله سبحانه وتعالى تنزل على قلوبهم قبل عقولهم، ولذلك
كان سيدنا الشيخ صالح يقول: "أغلقوا على أنفسكم الباب". وكان سيدنا الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم يقول: "يقول المحرومون محروم، آه محروم، لا! يدعو وحرم نفسه من الأنوار ومن الطمأنينة ومن السكينة وادخل". نفسه في جدليات وفي تركيبات لا نهاية لها وفي حيرة وفي ضيق وفي صدام وفي النهاية أصبحنا في عنف وفي إراقة دماء. قال المحرومون هكذا: المحروم رجل محروم لأنه حرم نفسه وصد نفسه وهكذا. والآخر يقول: أغلقوا على أنفسهم، هذا مغلق عليهم، لم يروا، إنهم غير راضين أن يقول لك. من ذاق عرف ومن عرف اغترف، فالأبوان الكريمان هما نجوان، وفي أدلة علمية كثيرة وفي تسع رسائل كانت مطبوعة سابقاً في مطبعة
كانت موجودة هنا في مصر كان اسمها مطبعة المدني، وطبعهم سيدنا الشيخ حسنين محمد مخلوف، طبعهم وطُبعوا قبل ذلك وبعد ذلك، لكن طُبعوا في الهند وطُبعوا كذلك موجود. الكتاب تسع رسائل في نجاة أَبَوَيْ المصطفى صلى الله عليه وسلم، والتسع للإمام السيوطي، من أجل أن ينتهي من أي شخص يقول لك هذا ليس فيه دليل أو ليس فيه كذا إلى آخره. مولانا الإمام، تتنوع صور العلاقات في حياتنا، هناك أمي ولدتني، وأمه ربتني، وأمه حنت. تتنوع هذه الصور في الحياة في حمى وفي من يرعى أموري، ربما لِمَ لا تكون أمي؟ كيف تنضبط هذه الحياة؟ كيف تنشأ هذه العلاقات؟ كيف أتبادل هذه العلاقة؟ كيف أحرص وأتعامل مع أمهاتنا على أنهم أمي في إطار هذا الاحتفاء
بهذا اليوم؟ ربما ماتت أمي منذ زمن ووجدت. لماذا لديّ أكثر من أم ترعاني؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الخالة أم". نعم، يعني في هذا المعنى توسيع لمفهوم الأم. والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بشيء لم يؤمر به أحد في العالمين، يعني نحن متفردون به، وهو الأمهات من الرضاعة. "أمهاتكم من الرضاعة" هذه لا وجود لها إلا عندنا. في المسيحية ولا في اليهودية ولا في البوذية ولا في أي ديانة ولا في أي مذهب حتى قانوني يعني يتحدث عن هذا المجال، فالتي أرضعتني أصبحت أمي، نعم، وليس هذا فحسب، وينتشر التحريم، ينتشر التحريم، فيحرم علي
أن أتزوجها، ويحرم علي أن أتزوج ابنتها، ويحرم بناتها كلهن، ويحرم علي. أن أتزوج أختها لأنها خالتي في الرضاعة، ويحرم عليّ أن أتزوج أخت زوجها صاحب اللبن. الذي هو اللبن نازل هكذا، كانت متزوجة، حسناً من تزوجها؟ فلان، أخته تكون عمتي من الرضاعة، أمه تكون جدتي من الرضاعة. هذه القضية يتفرد بها الإسلام، وهو أنه لم يقصر الود. والرحمة والتربية على الأم التي ولدت، بل أيضاً كان النبي عليه الصلاة والسلام عندما تدخل حليمة السعدية يقوم لها، وهو نبي الله ورئيس في المدينة، ويفرش لها عباءته ويُجلسها عليها باعتبارها أمه. فالأم
قد تكون الأم وقد تكون الخالة وقد تكون المرضعة أيضاً وقد تكون حماتي أو قد تكون... أي أن حتى الحماة في الأصول الشرعية من المحارم. فهي في القانون، فهي حماتي قانوناً، ولذلك يحرم عليّ أن أتزوجها كما يحرم عليّ أن أتزوج أمي، حتى لو ماتت ابنتها أو طلقتها أو لم أدخل بها. حتى لو لم أدخل بها، حرمت عليّ هذه المرأة أبداً، أي طوال حياتي. مؤبدة، حسناً، لقد أصبحت هذه بمنزلة الأم، ومن هنا كانت كلمة الأم في القانون هذه، أو الأم شرعاً التي تختلف عن وهي أوسع من الأم طبعاً. فالأم طبعاً هي التي حملت، لأن الله رتب على الحمل والولادة أحكاماً: "إن أمهاتكم اللاتي
ولدنكم"، يعني الولادة هذه، هذا هو. المشتق الذي بُني عليه الحكم، نعم، أنها لابد أن تلد لتصبح الأم الطبيعية، أما الأم الشرعية فهي أوسع من هذا. نعم، اسمح لي مولانا، يعني أقرأ بعض تعليقات السادة المشاهدين حول سؤالنا: برأيك كيف نحتفي بالأم ونكرمها؟ الأستاذ مجدي زهران يقول: لا نقول لهما أو لها أف ولا ننهرهما ولا ننهرها ونقول لها قولاً كريماً ولا نبخل عليها ونفرحها ولا نحزنها وندعو لها. الأستاذ العلي محمد محمود يقول: يا محمد، عليك بالدعاء لهن والرحمة والرأفة بقلوبهن. رضي الله عنك يا أمي وأرضاك، وكل عام وأمهاتنا بألف خير. الأستاذ أحمد الدورة يوصي بالود والمحبة الفعلية إذا كانت على
قيد الحياة، وإذا كانت بين... آيات الرحمن، فهناك الكثير لتكريمها والاحتفاء بها. الأستاذة هالة تقول: ببرها واتخاذها صديقة وإدخال السرور عليها وطاعتها، وكل هذا إن كل لا بهدية تكون خيراً وبركة. مولانا الإمام الدكتور علي جمعة وشيوخي الكبار العلماء بالأزهر الشريف، كل عام وفضيلتكم بألف خير، كل سنة وأنتم طيبون وعلى الخير سائرون، ونرجو الله سبحانه. أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يستمر المصريون في تحويل الإسلام إلى برامج عملية
يومية يعيشون فيها، يا رب العالمين، يا رب العالمين، سنة بعد سنة على مر الوقت.