والله أعلم | الحلقة الكاملة 13 ديسمبر 2015 | فضيلة الدكتورعلي جمعة يرد على اتهام الصوفية بنشر التشيع

مساءُ الخيرِ وأهلاً بحضراتِكم. حلقةٌ جديدةٌ من "واللهُ أعلم". اليومَ بمشيئةِ اللهِ سنستكملُ الحوارَ مع فضيلةِ الدكتورِ في الحديثِ حولَ الشيعةِ والفرقِ ما بينَ السُّنةِ والشيعةِ والنقاطِ الخلافيةِ التي قد نوَّهَ عنها فضيلةُ الدكتورِ بالأمسِ ووعدَنا بأن يبحثَ ويُفنِّدَ في هذه المفاصلِ كما أطلقَ عليها الخمسةِ بالأمسِ، سنتحدثُ عنها اليومَ. إن شاء الله كذلك سيكون، أنا في هذه الحلقة سأتحدث حول التصوف واتهام الصوفية بأنها قد
تكون الباب الخلفي للتشيع وأمور أخرى مرتبطة بهذه الفكرة. إن شاء الله سنبحث كل هذه الأمور مع فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا، مرحباً بكم، مرحباً بكم مولانا. بالأمس ذكرتَ أنّ موسى الجار الله كان مفتي روسيا أو إمام روسيا وكان لديه عدد من الأسئلة، عشرون سؤالاً لعلماء قم، وفي النهاية لم يجيبوا عنها، وكان هناك خمسة مفاصل رئيسية ومحاور رئيسية لهذه الفكرة. نبدأ اليوم من جديد فضيلة الإمام والحديث حول هذه النقاط الخمس إذا تكرمت. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. النقطة الأولى هي نقطة البداية، وعلى فكرة لكي نرسم الصورة بشكل واضح، فإن موسى جار الله عندما مكث سنة في قم، طرح عشرين سؤالاً
في عشرين مسألة، وقال: هذه هي القضايا التي بيننا وبينهم جماعة إننا لن نسكت على هذا بالمفاهمات والمداولات وتفسير الآراء، وبالجلوس بهدوء توصلوا إلى سبع مسائل، الخمسة التي أخبرتك عنها وأخفيت عنك اثنتين وهما الرجعة والمتعة. الرجعة والمتعة تمثلان عند أهل السنة حساسية كبيرة جداً لأنها يعني فيها نوع... الرجعة معناها أن الإمام علي سيعود وأن... لا أعرف أي إمام سيُبعث من قبره وأمور مثل هذه. نعم، هناك حالات موجودة مثل أصحاب الكهف كما تعلم، فهي ممكنة من الناحية العقلية والشرعية، لكن لا توجد نصوص تدعم ذلك. ولذلك كانت هذه الأفكار نوعاً من أنواع الخرافات أو الأساطير
عند أهل السنة. عند أهل السنة، لكن الشيعة يعتقدون فيها اعتقاداً كبيراً. حسناً يا جماعة، عندما تكون هناك مسألة ممكنة وواردة مثلها في القرآن في الأمم السابقة، فلماذا لا نُحييها ولا نجعلها من المسائل المفصلية؟ كذلك المتعة عند أهل السنة زنا، أتفهم؟ صعب جداً على أنفسهم أن يقبلوا أنها كانت فاحشة وساءت سبيلاً. يعني شيء سيء جداً، فقلنا حسناً، لكن المتعة مهما كانت ذهبت أو جاءت، هي عبارة عن رأي فقهي حول ما إذا كان يجوز الزواج المؤقت أم لا يجوز، والزواج من طبيعته أن يكون مؤبداً كما يقول أهل السنة، فذهبنا إلى الناحية الثانية هذه ليس باعتبار أننا وافقنا، وإنما لخلاف فقهي، عن المفاصل
الأساسية إذا الناس الذين يفعلون هكذا يفكرون بهدوء، يفكرون بعقل بعيداً عن التفسيق والتكفير والتدمير، وكذلك بعيداً عن هذا. وقلنا بالأمس أن سيدنا الشيخ محمد المدني قد توفي سنة ثمان وستين، وفي سنة تسع وأربعين في سبتمبر صدر أول عدد، وظل متولياً رئاسة تحريرها، تحرير رسالة الإسلام، بين علماء السنة بعض هذه المواضيع وما يتفرع منها وما يترتب عليها، فكانت الحقيقة خمسة عشر سنة كانت تصدر مثلاً أربع مرات في السنة أو شيء من هذا القبيل، فكانت شيئاً رائعاً جداً، وتمنيت أن يستمر ذلك، ولكن عندما حدث هذا، حدث بين النخبة. فما هو محمد مادة؟ إنه الشريعة والقانون وكانت له
حكايات وروايات، سنعمل حلقة عنه إن شاء الله. هل أنت منتبه كيف كان تأثيره وإنتاجه وأفكاره هو وجيله؟ الشيخ الصادق عرجون والشيخ دراز قبل ذلك. الشيخ دراز توفي في الخمسينيات، والشيخ فلان وعلان. في الحقيقة، لقد عملوا وكانوا يشعرون بما نحن فيه الآن، وقدموا... أدوا واجبهم ورحلوا إلى الله، نسأل الله أن يلحقنا بهم على الإسلام وكمال الإيمان. وكانوا أناساً عقلاء وفقهاء وعلماء ومفكرين. نعم، سيدنا الشيخ محمد مدني ربما ترك المجلة في آخر سنة تقريباً لعلي الجندي. علي الجندي هذا من علماء دار العلوم، وكان عضواً في مجمع اللغة العربية. وكتب في الأدب وفي الشعر وفي النقد وفي غير ذلك إلى آخره. المهم، الحاصل أنني أريد فقط أن أبين لك كيف كان شكل مصر في هذا
الوقت وكيف استقبلت وحدة المسلمين والتقريب بين المذاهب. ولم يكن ذلك عن غفلة، ولم يكن ذلك عن هوى، ولم يكن ذلك عن سياسة أو كان لوجه الله تعالى بعد ذلك انحصر في الخمسة هؤلاء: البداء وتحريف القرآن والتقية وسب وتكفير الصحابة وقضية العصمة. عندما جاء محمد الخنجي، أخبرتك بالأمس أنه نشر كتاب "الوشيعة في الرد على دين الشيعة" لموسى جار الله. انتشر الكتاب وذاع، فغضب الشيعة. كان الشيعة يدبرون منذ بداية القرن أننا... نريد أيضاً أن نحل المشكلة مع أهل السنة، فقد توافق الطرفان على أنهما يريدان الحل، ولكن الشيعة لديهم شيء غريب جداً هو العاطفة الزائدة، لديهم عاطفة - هل تفهم ما أقصد؟ - ولديهم علوم
ولديهم علم وكل شيء، ولكن لديهم عاطفة جياشة تجعلهم يبكون كثيراً ويفعلون كذا إلى آخره. المهم بدأ الرد عليه عندما ردوا عليه، رد عليه الأمين في كتاب ضخم كبير هكذا يحاول أن يرد على العشرين سؤالاً الخاصة بجار الله التي تخص الشيعة، ورد عليه شخص اسمه شرف الدين الموسوي. هذا شرف الدين الموسوي له معنا حكاية لأنه حدث شيء هكذا أيضاً من التلامز أي ليس من شرف الدين نفسه، شرف الدين الموسوي، عمل الإجابات على أسئلة متداولة هكذا. هو كتاب صغير هكذا، وهذا الذي سنستخدمه على لسان الشيعة، وإن كان ليس هو نصوص الكتب التي تحت أيدينا للشيعة التي طُبعت في القرن التاسع عشر. ليس هو، لكننا سنقبله وسنعتبر
العلماء الشيعة الجدد وتوصلوا. إلى هذا بعد البحث نقبل أو لا نقبل، دعنا نرى ماذا يقولون. يا جماعة أنتم لديكم شيء يسمى البداء. على فكرة، كل ما نقوله نحن، لم نفترِ على أحد ولا جلبنا نصوصاً من الخارج ولا جلبنا نصوصاً من أعدائهم. نحن نستدل من كلامهم المنتشر في كتبهم بطريقة هم أنفسهم اعترفوا بها هنا أو هنا قالوا: لا أبداً، نحن لا نعتقد في الله سبحانه وتعالى أنه يغير رأيه. هذا، نحن ربما نقصد النسخ. ليس من الممكن أن ربنا يغير الحكم وينسخه. قلنا له: ممكن، وأهل السنة عندهم هكذا لكن يسمونه النسخ. هذا قوله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ منها أو مثلها وحتى في مذهب أبي
مسلم الأصفهاني أنه يكون في الشرائع، وفي مذهب الجمهور أنه لا، كما أنه واقع في القرآن وفي السنة وما بين السنة والقرآن وهكذا، ومذهب كثير من المعاصرين من أهل السنة أنه لا نسخ في القرآن وأن القرآن كله كتاب هداية. وأنه محكم من أوله إلى آخره على مستوى الحرف والهمسة وما إلى ذلك، وأن القرآن كالجملة الواحدة. هذا كلام راغب الأصفهاني. حسناً، إذاً إذا لم نلمهم، هذا مصطلح قلنا لهم لا مشاحة في الاصطلاح، يعني لا مشاحة أي لا خلاف في المصطلح ما دام هناك مصطلحات (ترمينولوجي) ما دام. هناك مصطلح، خلاص، أصدق هكذا. يقول ابن حزم قديماً: "لو اطلع الناس على مصطلحات بعضهم بعضاً لانتهت ثلاثة أرباع خلاف أهل الأرض". يعني
أنا أقول بنفس كلامك والخلاف لفظي، أي في المصطلحات فقط. طريقة التعبير مختلفة، طريقة التعبير تجعلني أفهمك خطأً وأنت تفهمني خطأً، ونظل مختلفين على لا شيء. ونحن الاثنان على مفهوم واحد صحيح، وهو الذي جعل قضية اهتمامنا بالمصطلحات والمفاهيم إزاء تلك المصطلحات. قلنا لهم حسناً، إذا كان الأمر مجرد مصطلح، وإذا كان البداء عندكم وهي كلمة سيئة لأنها آتية من "بدا لله رأي آخر"، لا، لم يبدُ، هذا هو الله سبحانه وتعالى بعلمه جعل. هذه السنة هكذا والسنة القادمة هكذا، فهذا يعني أنه لم يغير رأيه ولا شيء. إن الله سبحانه وتعالى يغير الأحكام، سبحان الذي يبدل ولا يتبدل. هو يغير الأحكام نعم، ويجعل علينا صلوات خمس ليست عند المسيحيين، والتي عند المسيحيين ليست عند اليهود، والتي عند اليهود ليست عند ديانة إبراهيم الأولى. لكنه رب واحد ويغير الأحكام بتغير الزمان، لكن
ما هناك تبديل ولا تجد ما هناك بدء، ما هناك بدء له. هكذا اتفقنا على ذلك نحن وهم، خلاص انتهت المسألة. القضية الثانية هي قضية تحريف القرآن. قلنا له ما أنتم انتشر في كتبكم تحريف القرآن حتى ألف الطبرسي النوري الطبرسي. كتاب اسمه "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب". في البداية، اعرف ماذا سيقولون لنا: "لم يحدث ذلك". هل تنتبه إلى المغالطة؟ أنا فقط أقول هذا لشعب مصر حتى لا يخدعنا أحد. لم يحدث؟ حسناً، أين هذا الكتاب؟ أنتم تقولون كلاماً من عندكم. حسناً، ها هو الكتاب، لقد وجدناه. كتاب نادر جداً. لماذا؟ لأنه عندما صدر أحرقوه وقالوا له: "لقد فضحتنا".
فذهب وألَّف كتاباً يؤيد ويرد على مخالفيه. بالله، إذا كان له مخالفون، فهذا يعني أن هناك أناساً معه. لم يأتِ بهذا الكلام من فراغ، بل له أصل. فهناك من يقول إنه محرَّف وهناك من يقول إنه غير محرَّف. هكذا ودُفن في المقابر الموسوية أو المرتضوية أو شيء مثل ذلك، يعني بجوار أحد الأئمة المعصومين عندهم تعظيماً لشأن النور الطبرسي الذي يقول إنه كل الشيعة تقول أن الكتاب محرف. لن نقبل هذه المقولة. موسى جار الله قال: "يا جماعة لا، هذه قراءات شاذة أليست موجودة عندكم؟" شيء اسمه القراءات الشاذة. قلنا له عندنا قراءات متواترة هي القرآن، كل الناس تقرأها وتعمل بها وما إلى ذلك. وهناك
قراءات شاذة موجودة في الكتب، أخطأت أو جاءت بطريقة آحاد، أو أخطأ شخص وهو يكتب الآية، أو أخطأ وهو يتلوها. هل تدرك كيف "عذابي أصيب به من أساء"؟ من أساء. نعم، أنتبه جيداً، وهي من أشاء أم من أساء، مثلاً "أمرنا مترفيها ففسقوا فيها"، هي "أمرنا مترفيها ففسقوا فيها". فالخطأ هذا يُكتب، أتنتبه؟ حتى لو كان إمام كبير يقول لك "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، هنا الخشية أصبح معناها مثل ماذا؟ الاحترام، أنه يعطي له أن الله يؤيده. يعني أو هكذا وهي من معاني الخشية في اللغة هكذا أن أنا يعني ماذا أفعل ما تريد يعني أتفهم كيف أخشاك يعني لست أخافك لا أفعل
ما تريد فربنا يعني يفضل العلماء يعني معناها هكذا لكن خطأ لم ترد هذه فتُكتب في الكتب قالوا نحن نقصد هذا بتحريف القرآن. لكن اللفظ خانه أو المصطلح، لكن القرآن هو قرآن. قلنا لهم يعني القرآن هذا ليس ثلث الكتاب الذي سوف يخرج به الغائب المهدي محمد بن الحسن. قالوا: لا، ما هذا الكلام، ليس هذا هو الصحيح. قلنا لهم: حسناً، أنتم تروون عن أبي جعفر، أبو جعفر الذي هو أبو... جعفر الصادق الذي هو سيدنا محمد الباقر انظر ماذا نقول: سيدنا، نعم لأن هذا من رواية البخاري، نعم. سيدنا هو ابن سيدنا وأبو سيدنا. جعفر سيدنا، ومحمد الباقر سيدنا، وسيدنا علي زين العابدين سيدنا، وسيدنا الحسين سيدنا، والمصريون
يذوبون ذوباناً في حب سيدنا الحسين. فأبو جعفر يقول: سيخرج الغائب أو... القائم آخر الزمان بكتاب جديد، ما رأيكم إذن؟ كتاب جديد يعني، لكن بعد ذلك كلام بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، يعني الذي سيتحدث معه سيقطع رأسه، لن يتفاهم معه. وبعد ذلك يقول لك أهل السنة هم أصحاب العنف، نحن الذين أصحاب العنف، يرفعه ويصفح عنه حتى يأتي الله بأمره، إن الله على كل شيء قدير، وإلا فالسيف. ولا يستتيب أحداً على الإطلاق، من الدنيا إلى النار مباشرة. يا إلهي! فهذا الأستاذ سيكون حازماً بلا تفكير ولا كلام، وسيجعلها معركة دامية، ولا تأخذه في الله
لومة لائم. حسناً، إذن أنا هنا أمام نصوص هذه النصوص لم تصح عن الأئمة، فهو يقول لك: قال أبو جعفر... وأبو جعفر الذي قال لا يُعَد ولا يُعرف. هذه الأمور نُسبت بعد ذلك من أحقاد موروثة تمت هكذا. وكثير جداً من عقلاء الشيعة الحكماء والعلماء قوم يقولون هذا، ويقول ابن بابويه القمي الطبرسي في... تفسيره ينكر هذا، يقول إن هذا الكلام باطل، هذا شيعي، فانتبه جيداً. فنحن هنا في مسألة علمية وليست في مسألة أن القرآن محرف أو غير محرف. مرة قالوا لابن حزم شخص أسيس يناقشه من أهل الأندلس، فقال له: "أنت تعني أن القرآن غير محرف؟ القرآن غير محرف؟ لقد أتعبتنا يا لماذا قال له: أجمع المسلمون على أن القرآن غير محرف؟
قال له: حسناً، لكن الشيعة يقولون أنه محرف. أنت تنتبه إلى المصطلح، نعم، إنه فهم هذا الأساس الذي هو أجنبي عن الثقافة الإسلامية وأجنبي عن المصطلحات وما إلى ذلك، أنه يوجد خلاف بين الشيعة. صحيح، فابن حزم أيضاً كان عصبي المزاج وكان هكذا طبعه. فقالوا له: من الذي قال لك أن الشيعة مسلمون؟ أتنتبه لما أقول يا إخوة؟ ليس هكذا، نحن نريد أن نجمع شمل الأمة. ليس صحيحاً ما تفعلونه، هذا خطأ. فقال جار الله أن التحريف معناه القراءة الشاذة. يعني ليس محرفاً يا شرف الدين يا موسوي. قال في إجابته: "جرادنا، هل أنت منتبه؟" قال: "لا، ليس محرفاً. الكتاب الذي معنا هذا هو الكتاب الصحيح". حسناً مولانا، هل نأخذ بالظاهر ونترك الباطن إلى أمر الله، لأن هذه الأمور كفيلة - يعني البداء وتحريف القرآن والقول بتكفير
الصحابة كل هذه الأمور تكفي لأن يُكفر قائلها، والذي أمامك ينكرها. ما أنت هنا تحولت إلى قاضٍ، والقاضي لا بد [أن يكون عادلاً]. هذا هو الفرق بين الشباب الذين يقولون نحن سلفيون وما إلى ذلك، وبين العلماء. العالِم يريد أن يحل المشكلات ويوحد الصفوف، ولا يريد أن يكون قاضياً، فيستمعون إليه. أنتم بالفعل تقولون في البداية، قال: لا، تقولون بتحريف القرآن، قال: لا، أستطيع. خلاص، حتى وإن كان في مؤلفات لأئمة وعلماء، قال: تبنا إلى الله، هذا لها تأويل وله تفسير. انتبه، أنا لا أستطيع، انتبه، عندما جاء ماعز إلى النبي عليه الصلاة والسلام، النبي... علَّمنا كيف نقضي بين الناس. قال له: "أنا زنيت يا رسول الله، أقم عليَّ الحد". قال له: "اذهب، لعلك لامست، لعلك قبَّلت، لعلك كذا". يعلمنا
أنه عندما جاء ماعز وهو يُرجم بسبب الذنب واعترف، وتم تحويله إلى المختص الطبي، والمختص الطبي قال إنه مختل عقلياً وفعل ذلك وهو... إلى آخره، جاء جاري وقال: "لا، لم أفعل". فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: "هلا تركتموه". نعم، نحن لا نبحث عن علاقتهم مع الله، نحن نبحث عن علاقتهم معنا. تمامًا، افهم هذه النقطة، لأن هذه النقطة المهمة هي أن علاقته بربنا، يعني علاقته مع ربنا، سيحاسبه يوم القيامة. أنا ليس لي تدخل، ولكن أحل هنا في الأرض، ماذا تفعلون يا أبناء؟ ستقولون إن القرآن محرف، وستقولون إن الله يغير رأيه، وستقولون إن الصحابة كفار. أغلقتم علينا المصادر، وستقولون وسيترتب على ذلك مشكلات كثيرة. وعلى كل حال، لا تكن دعوة بيننا، نحن الآن نقول
لكم إننا واسطة بينكم. وبين الأمة التي تكفركم هذه ونقول لا، اهدأوا، ولكننا نرفض هذه العقائد، وهذه العقائد ستودي بنا إلى الهلاك كأمة صحيح. طيب مولانا، أستأذن حضرتك بعد الفاصل. كل هذه الردود التي يقوم علماء الشيعة بالرد عليها أو بتفنيدها ردًا على العشرين سؤالًا لموسى الجار الله، كلها أساسًا تقع تحت بند. التقيا يعني أساساً حضرتك بعد الفاصل نتحدث في هذا الموضوع. فيمكن للمرء أن يُظهر عكس ما يُبطن، ولهذا من فضيلتكم.
وأنا جالس على اليوتيوب، وكثير منا في الحقيقة رأى هذا، نرى عدداً من علمائكم أو غيرهم من علماء الشيعة وقنواتهم التي تبث سواء من إيران أو من خارج إيران. في أوروبا تحديداً نراهم يسبّون الصحابة والسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها بشتائم وبذاءات لا نقبلها على الإطلاق، ولا يرضى بها أبداً أي مسلم حقيقي يحب سيدنا النبي وآل بيته. هل هذا الأمر مقبول؟ في حين أنهم عندما يُسألون يقولون: إننا لا نكفر الصحابة ولا نسبهم ولا... هل هذه التقية؟ هل يمكن أن نتفاهم مع أحد يُظهر عكس ما يُبطن؟ دعنا نمشي معهم خطوة لأن المصيبة كبيرة. في النهاية أقول لك إن محمد المدني كان مستشعراً ما نحن فيه الآن، كان مستشعراً ذلك في سنة تسعة وأربعين وكان يعمل هو وجماعته. وإخوانه لأجل أن يُمنع هذا، ولكن الله غالب على
أمره. فنحن في محنة كبيرة في تفريق الأمة وفي القتال وفي أمور أخرى إلى آخره. ورد فعل هذا هو داعش، يعني أحد أسباب ظهور داعش هو الشيعة، هذا صحيح. فإذا أردنا أن نكون عقلاء وأن تكون أمة المسلمين التي تتجه إلى في الإمكان، لن نيأس لكننا نريد أن نقول إن هناك فرقاً بين العاطفة الجياشة والغضب الذي قد يكون له مبرر، وبين العمل على تمكين الإسلام في قلوب الناس والصورة الحسنة للإسلام في العالمين. التقيا يا شرف الدين، التقيا، ما الخبر الذي معك؟ قال: لا، نحن لا نكذب، الكذب... لدينا حرام مثلما لديكم تماماً لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "أيكذب المؤمن؟" قال: "لا". وأحاديث الكذب هذه كثيرة جداً، وأحاديث
الصدق كثيرة جداً، فمعلومة معروفة من الدين بالضرورة أن الكذب حرام. قال: "لقد خفنا منكم لأنكم أنتم اضطهدتمونا عبر العصور باعتبارنا أقلية، فهذا ما نسميه حكاية مذهب الخصم". قلنا حكاية مذهب الخصم تعني ماذا؟ قال يعني لا تأتني الآن، ثم سيادتك من مباحث الأمن الوطني. مباحث الأمن الوطني تعني أنك تخدم الدولة، ثم تأتي وتقول لي "أقول لك ماذا" وتظهر لي وجهاً قاسياً هكذا "ما رأيك في الرئيس؟" وأنا ضد الرئيس، فأقول لك "هذا الرئيس لا يوجد أفضل منه". هكذا قال: لأنني أخاف منك، فأنا أقول أفضل... لا يوجد أفضل من هذا. إن الخصم هو الذي يقول هكذا، خصمي الذي أنا خائف منه، الذي أنا أتقيه "إلا أن تتقوا منهم تقاة". فأنا أتقي خصمي
لئلا يأخذني من الدار إلى النار، ويُميتني، ويفعل بي كذا وكذا. فبجهوده إذن، ليست مسألة لأجل تجاوز الموقف وأخرج من الإحراج فأقول له: ليس هناك أبرع من الرئيس، لا يوجد أبرع من الرئيس، هل تفهم كيف؟ وهكذا. قلنا له: يعني أنتم لا تقبلون أن تقولوا لنا نحن لا نكفّر وأنتم تكفّرون، نحن لا نسب، فهل سنسبه وهكذا؟ قالوا: لا، هذا يكون كذباً. فقلنا له... حسناً، سنأخذكم على ظاهر قولكم أمام المحكمة. فهناك محكمة من المسلمين تحاكم الأقوال. يا جماعة ما حقيقة هذا القول؟ هذه هي التقية عند شرف الدين في الأجوبة على كتاب السلف. ماذا يقول إذن؟ أتظن أنك ستخدعني؟ هذه هي التقية نفسها، هل انتبهت؟ ولن تستطيع خداعي. وأنا لست مغفلًا، يعني عندما لا نصل إلى الحق الذي
بينه وبين الله، سنكون نحن المغفلين. أم هل ستأخذون الأمور بظواهرها وبصورتها السطحية هكذا؟ يا مولانا، هذا يؤذي الدين. مثل القس الذي قال لابن حزم إن القرآن محرف لأن الشيعة يقولون ذلك، مع أنه يوجد... في النهاية هو لا يؤذيني أنا، بل إنه يؤذي الدين، يؤذي الدين. ولذلك قمنا بكل هذه المحاكمات، ولذلك قمنا بكل هذه الدراسة. لقد قرأنا أطناناً من الكتب، أطناناً من الكتب وليس مجرد صفحات، لكي نفهم كيف نحل المشكلة. هل تنتبه سيادتك كيف؟ فأنا أريد أن أقول لحضرتك، نعم، هو يؤذي ولذلك نحن لم نتشيع، نعم هو يؤذي الدين، ولذلك نحن قلنا لهم: خففوا قليلاً، نعم هو يؤذي الدين، ولذلك نحن اتفقنا معهم، لكن كثير منهم يلتزم، وكثير منهم أيضاً لا يلتزم بما اتفقنا عليه، وكثير منهم عقلاء وهكذا، وكثير منهم عاطفيون لا
يرضون بذلك عندما خرج ياسر الحبيب يشتم في السيدة عائشة، الكويت، الشيعة. في الكويت قطعوا عنه الجنسية. الشيعة في الكويت طالبوا الأمير برفع الجنسية عنه، وتبرأ المرجع الذي في إيران منه. قال: نحن نلمه، وليس أنت حضرتك جالس تقرأ لي الكتب القديمة في سب السيدة عائشة. حكاية الصحابة انتهت، خلاص. حكاية الصحابة، نحن عندنا أربعة مستويات. في مناقشة الصحابة - دعنا نسميها هكذا بالأسلوب المصري - النوع الأول هو الانتقاد. أنا سأنتقد الصحابة وأقول لهم إنهم مخطئون في أخطائهم. يعني عندما يقول عمر: "لن أصلي في الكنيسة"، أقول له: "لا، سنصلي في الكنيسة". وعندما يقول عمر: "اعملوا هذه العهدة"، أقول: "لا، نحن لا نعمل هذه العهدة". في الانتقاد عندما آتي إلى مذهب
الإمام الشافعي مثلاً ويكون عندي شيء مكروه لكن عمر لم يكرهه، فأقول ماذا؟ يقول لي أحدهم: "لكن عمر يقول عكس كلامك يا إمام الشافعي". فيقول: "ذلك مبلغ علم عمر رضي الله تعالى عنه". انظر إلى هذا الأسلوب المهذب في الأدب. مبلغ علم عمر رضي الله عنه رأيه هكذا يعني إذا أنا لم أدَّعِ العصمة في العمر وفعلت كذا وكذا، لكنني أقول "رضي الله عنه" وأقول "سيدنا" وأقول كذا، وأستأنس بكلامه أيضاً، وأقول بل هو مذهب عمر وعائشة وأبي بكر وكذا وفلان وعبد الله وابن مسعود وابن الزبير وابن كذا وكذا، يوافق الدليل الذي فهمته كما فهموه. فإذا عندي هنا المناقرة التي هي التغليط، هذا هو المستوى الأول. المستوى الثاني هو السب والشتيمة. وقد تلقى
منه الكثير وهو يتركه ويقول إنه معصوم. قلت له: لا، ليس معصوماً. قال: افترض أنني سببته. كيف سببت مسلماً حتى عندما... سيأتي على ذنب يصبح سب المسلم في سوق، يعني سب أم المؤمنين ويصبح مثل سب أي مسلم. هل الكلام هكذا؟ أنا لم أفعل إلا الانتقاد. الآن هم يقولون إن الانتقاد كان عن شخص اسمه المجلسي، كان وزيراً وكان غنياً وكذا إلى آخره، فجمع مجموعة من الباحثين وذهبوا. مجمعين كل الروايات التي وردت في كتب الشيعة من أولها إلى آخرها، فعندما طُبعت بأسانيدها كانت في خمسة وعشرين مجلداً في بلاد العجم، كل مجلد بحجم كبير هكذا وهكذا، وكان مطبوعاً بخط اليد على الحجر.
وعندما أرادوا طباعته من جديد طبعوه في مائة وعشرة مجلدات، فأصبحت الخمسة والعشرون مجلداً القديمة في الجديد مئة وعشرة مجلدات، فعندما جئت لأشتري المئة والعشرة، كان عندي نسختان، القديمة والجديدة، لكن لماذا؟ حتى لا يقول لي أحد: "أنت لم ترها" أو "ليست عندك". أنا عندي النسختان. فجاءت المئة والعشرة مجلدات فوجدتها معبأة في صندوقين من الكرتون. وعندما اشتريت الصندوقين، ذهبت إلى البيت ورتبتها، فوجدت أنها من عشرين إلى ثلاثة وثلاثين ناقصين تسعة وعشرين وثلاثين وواحد وثلاثين وثلاثة وثلاثين وثمانية وعشرين، آخرنا أربعة وثلاثين وبدايتنا. فقلت: ما هذا؟ الكتاب ناقص. وبعد ذلك خطر في بالي لكن الكراتين ليست ناقصة، ليس هناك من فتح
الكراتين وأخذها. فبحثت في هذه المسألة، فقالوا لي: لا، إننا لم نطبعها. قلت لماذا استراح حكماء الشيعة بسب الصحابة وتكفيرهم ولعنهم في المجلدات الخمسة هذه، وقالوا إن هذا من باب تقليب المواجع؟ فعندما أرادوا طباعة الكتاب، قاموا بإزالة هذه المجلدات الخمسة حتى لا تنتشر مسألة السب التي استمرت عبر القرون، أي أرادوا تخفيفها قليلاً أو إلغاءها لكي تندثر مع مرور الوقت. وهكذا نفعل، السَّبُّ رَقْمُ ثَلاثَةٍ، واللَّعْنَةُ رَقْمُ أَرْبَعَةٍ، والتَّكْفِيرُ. فَعِنْدَمَا نَأْتِي وَنَقُولُ لَهُمْ: "أَنْتُمْ تُكَفِّرُونَ الصَّحَابَةَ"، وَهَذَا عُنْوَانُ البَنْدِ، يَقُولُ: "وَاللهِ مَا كَفَّرْنَاهُمْ". "وَاللهِ مَا كَفَّرْتُمُوهُمْ؟ كَيْفَ؟" يَقُولُ: "الأَئِمَّةُ الَّذِينَ لَنَا كُلُّهُمْ لَمْ يُكَفِّرُوهُمْ". وَهَذَا صَحِيحٌ. "طَيِّبٌ، لَعَنْتُمُوهُمْ؟" قَالُوا: "وَاللهِ مَا لَعَنَّاهُمْ". "كَيْفَ؟"
قَالَ لَكَ: "الأَئِمَّةُ الَّذِينَ لَنَا، كُلُّهُمُ الاثْنَا عَشَرَ، لَمْ حسناً، أنتم أثبتّم عليهم، فيقول لك: هذا كان في الماضي، وأصبح كل شخص حراً في رأيه. حسناً، وانتقدتموهم، فيقول: نعم، فهم ليسوا معصومين. بهذه الطريقة، مثل علي الزئبق المصري، كان هناك شخص من قصص ألف ليلة وليلة اسمه علي الزئبق المصري، علي الزيبق. هذا علي الزئبق كلما أمسكتموه بشيء قلنا... لهم، لا، ولكن انتبهوا، هذا أنت وهو أزلتموه خمسة مجلدات وأكثر، حسناً أنكم أزلتموها. نحن سعدنا جداً أنكم أزلتموها، لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة والرجوع إلى الحق فضيلة، ومحاولة توحيد الأمة هو ما نسعى إليه. جزاكم الله خيراً، أو نحن نريد ذلك، لكن لا تنكروا عندما شخص ما... سلف يأتي ويأخذ شيئاً من هذه الخمسة من الطبعة القديمة ويقول: أنتم تقولون، قولوا له كان في الماضي، قولوا له تُبنا إلى الله،
قولوا له أي شيء، لكن لا تقولوا له أن هذا لم يحدث، لأنك إذا قلت أنه لم يحدث سيخرج لك ويخرج لك ستين عفريتاً وسيقول نحن نريد أن نعيش في القرن الواحد والعشرين، ونريد أن نعيش من غير سب الصحابة ولا لعن الصحابة ولا تكفير الصحابة. وإذا كنت تريد يا عمي أن تنتقدوا، فقل انتقدوا مثلما ننتقد نحن، لأنه سب البشر، ولكن لا يصدق بالفقر. يعني نناقش وكل شيء تمام ومضبوط، إذ يوجد فرق بين والتكفير والسب واللعن، إذا سب أحدٌ الصحابي أو لعنه، فأهل السنة لا يكفرونه. وحتى لو كفّر الصحابي، فإن أهل السنة في عمومهم لا يكفرونه. لكن ابن السبكي كفّروا وقال إن هذا الشيخ يكون كافراً إذا كفّر الصحابة؛ لأنه باء بها أحدهما. فنحن متيقنون من صديقية أبي بكر، فيكون الآخر هو الذي كفر ليس هو من قال إن أخاه كافر، نعم، فهذا هو
الوضع لدينا وهذه هي القضية، واستمررنا نبحث فيها حتى تردوا على أبي بكر وعمر وتقي الدين الحكيم وجواد مغنية وغيرهم. وقد ألف طالب الرفاعي قنبر، وهو من أئمة الشيعة، كتاباً صغيراً في مدح الشيعة للأئمة والخلفاء وهكذا اقتربنا. قليلاً، يعني نحن نحل المشاكل، لكننا لن نرضى إطلاقاً لا بالسب ولا باللعن ولا بالتكفير، لأن هؤلاء سادتنا، ليس لأنهم سادتنا فحسب، بل لأنهم مصادر الدين، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم نجح في أصحابه وفي أزواجه، أنتم تقولون إنه فشل، وهذا عندنا في أهل السنة. قولان: قول أن أبا طالب أبا سيدنا علي ناجٍ، وقول أنه غير ناجٍ. فذهبنا نحن مخيَّرين بأنه ناجٍ. لماذا؟ لأن النبي تربَّى عنده، فعندما يتربى النبي عند شخص، يكون هذا الشخص
ناجياً عند الله. واخترنا أن أبا النبي وأم النبي ناجيان، لماذا؟ لأنهما أبو النبي وأم النبي، من حبنا للنبي. قلنا لهم نحن تركنا لكم أبا طالب ناجياً حباً في النبي، فلماذا لا تتركون الصحابة ناجين حباً في النبي؟ ولماذا لا تتركون أمهات المؤمنين زوجات النبي ناجيات حباً في النبي؟ لماذا لا تفهمون وتقيسون بمقياسين وتفعلون شيئين متناقضين؟ هذا لا علاقة له بأن سيدنا معاوية أخطأ أو سيدنا عمرو أخطأ أن الحق أصبح عليه أينما كان كما قلنا. أنا أتحدث على أن سيدنا النبي لا... هل تذكر الدكتور حسن وهو يقول لي: "لا تقل سيدنا معاوية"؟ أنا غاضب منه. قلت له: "هذا حباً في النبي، ليس حباً في معاوية، حباً في النبي، لأن هؤلاء الرجال تابعوه. لا تقل..." كيف تقول أن معاوية أخطأ؟ قل أنا غاضب منه كما كان الشيخ
الغزالي يقول لك: "أنا غاضب من عمرو"، ولكن لا تقل إطلاقاً أنه كافر، ولا حتى أيضاً تقول أنه سيدنا أو ما شابه ذلك. لا، بهذا الشكل تكون غير منتبه إلى أننا... نعظم سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم في أصحابه وأزواجه وأتباعه وما إلى ذلك. هذه هي قضية سب الصحابة المفصلة على أربع جهات بهذا الشكل. النقطة الخامسة هي القسمة. والآن قلنا لهم: يا جماعة، وانظروا، لقد حدثت بيننا نقاشات وأمور. يا جماعة، هل يوجد وحي بعد النبي؟ فقالوا: لا. حاشا النبي خاتم النبيين وخاتم المرسلين وخاتم الوحي وكل شيء. قلنا لهم إذاً ما معنى العصمة؟ قال: يا أخي يعني الحفظ، يا أخي يعني ربنا حافظهم، يعني ربنا عاصمهم من أن يقعوا في الكبيرة، في سفاسف الأمور، في كذا إلى آخره. خلط علينا في
البداية، في أول الأمر. محفوظون، إن الإمام النووي محفوظ، كما أن الإمام الشافعي محفوظ، وكذلك الإمام أبو حنيفة محفوظ، ولكن ليس معصوماً. كلهم من أولياء الله، نعم كلهم من أولياء الله. مثلاً محفوظ، وقد شهدنا أن أولياء الله هم الذين لم يرتكبوا ذنباً قط. ولكن هل هذا يعني أنه معصوم بمعنى أنه لا يخطئ الله ولا لا ففي الغاية ما ونحن نجادل هكذا قلنا له والله إذا هم محفوظون فقط وليسوا معصومين، قالوا لا معصومون. وهذا هو الذي يجعل الإخوة يقولون ماذا؟ هؤلاء يتعاملون بالتقية حتى في المناقشات. قلنا لهم معصومون يعني هم مصادر للتشريع، قالوا نعم مصادر للتشريع، ليس هناك تشريع بعد سيدنا. النبي لكن لا يوجد تشريع بعد سيدنا النبي. قال النبي عليه الصلاة والسلام: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين
من بعدي" يعني استأنسوا بها، فسنستأنس بهؤلاء. ثم إن جعفر الصادق عليه السلام قال: "كل ما رويته عن النبي فعن آبائي عن النبي"، فيكون سنداً أي سنداً منيراً هكذا لأنه. يقول: حدثني أبي محمد بكر، حدثني أبي علي زين العابدين، حدثني أبي الحسين، قال: سمعت رسول الله، أو حدثني أبي علي بن أبي طالب. هكذا قلنا لهم: طيب، ما دام الأمر كذلك، فبدلاً من أن يقول للصادق، قولوا: قال رسول الله، ما دام كل شيء خرج من فم الصادق وهي في هذا كلام رسول الله لم يرضوا أن يكون، إذاً هم يقولون بالعصمة الذاتية. وعندما تُراجع كل هذه الكتب التي يقولون لنا ليس لكم شأن بها، لا نجد تصريحاً واضحاً جلياً بأن هؤلاء معصومون من عند الله، بل
وأنهم أفضل من الملائكة الكرام، بل هم أعلى مكانةً من الأنبياء. والمرسلين، حتى الخميلي كتب هكذا في حكومته. طيب مولانا، أستأذن حضرتك، بعد الفاصل ما رأي حضرتك فيمن يقول إن التشيع بدأ يزداد في مصر في السنوات الأخيرة؟ والكثير من الجهلاء يظهرون على شاشات التلفزيون ويخرجون لكي يجادلوا في هذه الأمور، بل إن البعض يتهم حتى الصوفية بأنها أصبحت باباً خلفياً مصلاه
قليلاً في بعض الطرق، يعني بعض الطرق تبالغ وتأتي ببدع لم تكن موجودة من قبل. المشكلة في ماذا؟ أن هناك أناساً يفسدون المنظر، ربما كبدع أو كأشياء مثل هذا. الذي يفسد التصوف تماماً. هم يظنونه مذهباً وهو ليس مذهباً، بل هو طريق يسلكه الفرد للوصول إلى الله. ورسوله أصحاب التصوف الحقيقيين الذين ورثوه عن آبائهم وعن أجدادهم وأنا منهم. تصوف يدعو للعفة والطهر والكرامة. الصوفية تحب أهل البيت، وتحب الصحابة، وتحب التابعين، وتحب كل من يحب الحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. طائفة مجاهدة في الحياة الدنيا، لا لها، لا تضر أحداً، هي كلها روحانية إلى آخره. الصوفية محبون للأهل
وللبيت ومحبون لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبون للجميع، لا يتغالون في حبهم. حسناً، تلك هي آراء المتحدثين الكرام في التقرير. فمولانا، هناك أناس يقولون: انظر، سأخبرك بشيء، انظر، سأخبرك بشيء لن يحل المشكلة بين الشيعة وبين التسعين في المائة. المتبقية من الأمة إلا أهل مصر، هم الذين سمعناهم يذوبون ذوباناً في حب أهل البيت. ماذا تريدون؟ تشيعاً آخر؟ حتى الشيعي يدخل ليقول لك هكذا أيضاً. لا تكن ناصبياً، حب بقلبك. مرة كان معي أحد علماء الشيعة في الماضي، وكان ذلك في مولد سيدنا الحسين، فرأى الوضع وهو في أمريكا. يعني جالسٌ في أمريكا، قال لي ماذا؟ هذا ليس قم ولا النجف ولا أي شيء. بالآلاف! وذهب وقال لي:
هل يمكنني التصوير؟ قلت له: صوّر، خذ فيديو بالآلاف الناس وهي ذاهبة منجذبة إلى سيدنا الحسين. هذا هو الذي سيحل الدنيا. هذا الرجل نسي كل شيء وظل منبهراً بتصرف المصريين. مع أهل البيت نحب أهل البيت يا أخي ونرعى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم. ما علاقة هذا بالتحريف والتخريف والسب واللعن والتكفير وكذا وكذا؟ نحن الذين سنحل المشكلة لماذا؟ لأننا نفهم ماذا يقول هذا وماذا يقول ذاك. صحيح، هذه هي الحكاية. مصر هي أم العالم. وأم الدنيا وأم أمه، لا إله إلا الله، إنها مصر هذه والمصريون، كما سمعتم جميع آرائهم وكل ما لديهم، يحبون أهل البيت والصحابة الكرام. هذا ليس
فيه تشيع ولا طريقة صوفية، هل تدرك كيف؟ ليس فيه تشيع مطلقاً، ولا صوفية إطلاقاً، ولا نهائياً، ولا البتة. ظهرت طريقة صوفية صغيرة ممتدة على سبيل المثال، خلاف الأصل، يعني الطريقة الرفاعية لم تستمر وما شابه ذلك. وضعها فاطمي متأثر بالتشيع، أي أن التشيع ليس في التصوف. تعال الآن، تجد هنا في مصر مشيخة الصوفية تضم أربعة وسبعين طريقة، نعم، هؤلاء أهل السنة، هل تفهم؟ ليسوا متشائمين، ولا توجد أي طريقة منهم كذلك، فلا ما شأني بالناس الذين صعدوا ونزلوا
وهكذا إلى آخره؟ لكن لدينا في مصر وحدها أربعة وسبعين، وبقية العالم الإسلامي من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلى فرغانة. وصنفوا ألف طريقة صوفية. ما شأن التصوف؟ هو ما للتشيع؟ حسناً، جاء شخص عراقي ويبدو أنه شيعي والله أعلم. أعني أنني لست متأكداً من معلومة تشيعه هذه، وكان اسمه مصطفى كامل الشيبي، ومصطفى كامل الشيبي هذا ألّف كتاباً ضخماً بعنوان "الصلة بين التشيع والتصوف"، وحاول أن يرى بعض الظواهر التي هنا، فهؤلاء يحبون أهل البيت وهؤلاء يحبون أهل البيت، وهذا يُظهر أن هناك صلة من المتشابهات بينهم. يبدو أن هناك صلة، نعم، هؤلاء يدعون إلى ظاهر وباطن، وهؤلاء يدعون إلى ظاهر وباطن. يظهر أن هناك صلة كبيرة ضخمة هكذا. من الذي طبعه له دار المعارف في مصر؟ أنت تنتبه كيف في
الستينيات الذي يريد أن يقول شيئاً، والذي يريد أن يدرس، والذي يريد أن يتكلف، يقول أهلاً في القرون الماضية، لم يكن المتصوفة مثل أبي الحسن الشاذلي ولا ابن بشيش ولا المرسي أبي العباس ولا ابن عطاء الله السكندري على هذا النهج، فهؤلاء جميعهم قد قرأوا ووعوا وكانوا علماء كباراً، ولكنهم لم يذهبوا إلى هذا المذهب لأن هذا المذهب في الحقيقة عليه علامات استفهام كثيرة ولا يصح تتركون آباءكم وأجدادكم العلماء الأتقياء الأنقياء الأولياء المحبين لأهل البيت والصحابة، انظر كيف كل واحد يقول لك هنا في التقرير: نحب أهل البيت ونحب الصحابة، وتذهبون لبعض الدعاوى بأن "تعال تشيّع"، لماذا تتشيع؟ لماذا تتشيع؟ لكي تصبح من شيعة سيدنا علي؟ حسناً، نحن بالفعل من شيعة سيدنا علي، فهل كنّا... هل نكفّر سيدنا علي أو
نناصب سيدنا علي العداء؟ إننا معه ومع أولاده، مثلما يذوب السكر في الشاي. فكيف إذن أتصرف مع عقائد مضطربة تسب سيدنا أبا بكر وسيدنا عمر والسيدة عائشة وأمهات المؤمنين؟ لماذا هذا؟ أليس هذا عيباً؟ وإننا نقول لحكماء أهل الشيعة... يا جماعة، رجاءً لا ترسلوا لنا الكتابات الصغيرة التي لا نفهمها، فهذه لن تنفعكم وقد تضرنا. فقد يتشوش شخص ما لأنه ليس لديه فكرة عن كل هذا الكلام. لماذا تفعلون ذلك؟ دعونا نتعاون مع بعضنا بدلاً من أن نحاربكم ونهجم عليكم ونبدأ بفتح الكتب، وإذا فتحنا الكتب فليس هو... في صالحكم ما هو في صالحكم؟ رسالةُ الإسلام لسيدنا محمد المدني هي التي في صالحكم. وكنا نسير على الطريق الصحيح، ولكن للأسف لم نُكمل ولم تنتقل هذه الرسالة من إطار النخبة إلى
إطار العموم. لو كنا أكملنا لما أصبحنا نضرب بعضنا ونقتل بعضنا. مَن الذي يريد أن نقتل بعضنا؟ في لندن هناك مثلاً مَن فتح قنوات هناك، والذي فتح القنوات لأبي حمزة هوك وغيره إلى آخره. أبو حمزة هوك من ناحية والآخر من ناحية، طبعاً قبل أن يقبضوا عليه عندما هدد أمنهم. عيبٌ ما تفعلونه كل هذا لأن اللعبة مكشوفة وبائنة وليست وليدة اليوم. وتقسيم الدولة لا يرضي الله ورسوله صحيح. طيب قل لنا ما الحكم إذن أو التصرف في إعطائه جاره الذي يجاهر بتشيعه، ونحن نعرف في أذهاننا مسألة سب الصحابة وتحريف القرآن والكذب والتقية وما إلى ذلك. كذلك في مواقع التواصل الاجتماعي لديه أصدقاء شيعة يجهرون ويضعون بعض المعلومات مثلاً لكي يراها تسأل ما هذا؟ ما
قصة عيد الغدير مثلاً؟ ما هذا؟ ما قصة الغدير هذا؟ فيقول له: نعم، هذا الغدير كذا وكذا وبالتالي يحاول أن يروج لفكر الشيعة بسلاسة ولطف هكذا. ما الحكم في هذا؟ خاصة وقد حدثت مشاكل كما رأينا في قضية حسن شحاته الذي تم... قتله في أبو النمرس. نحن ضد القتل وضد العنف وضد كل هذا، ولكننا نقول إننا سنقاوم هذا التوجه الذي يريد أن ينشر أشياء أولاً هي خطأ، ثانياً هي مخالفة للشرع، ثالثاً هي تُحدث فتناً ويترتب عليها أمور سيئة، رابعاً نحن لسنا معتادين على هذا، يعني عندما تذهب إلى إيران. هذه متشيعة منذ زمن بعيد، فلديها كتبها وثقافتها الخاصة ولديها ما يكفيهم للعيش. وقد حاولنا أن نخرجهم من المذهب الشيعي إلى المذهب السني. فإذا لم نفعل ذلك معهم، فهم طوال
حياتهم يأخذون من أهل السنة ويذهبون بهم إلى التشيع، ولم يحدث أبداً أن أخذ أهل السنة أحداً من الشيعة أنت تقول عليه حضرتك كل هذا هي فتنة، ولذلك نتعامل معها تعامل القضاء على الفتنة. هذا الشخص الذي عنده كل هذه العقائد، نحاول أن نهديه إلى الله سبحانه وتعالى ونبين له أنه على طريق الخطأ والخطيئة، دون عنف ودون إيذاء، وإنما بالدليل وبالكتب، نعم وعن طريق... العلماء يا مولانا ليس أي شخص يطوّع ويقول له أنت مخطئ، يعني لابد أن يكون عالماً، يعني لا، كل شيء موجود وكل شيء مرصود وكل شيء كذا إلى آخره، والهادي هو الله، نعم، ما هو حصل في القضايا هذه، لكن بوجهيها الأقصى والأقل، على فكرة قبل أحداث يناير سنة إحدى مصر مائة واثنان وأربعون واحد. المائة واثنان وأربعون واحد هؤلاء كانوا
هم يقولون هذا: نحن أصبحنا سبعين ألفاً، سبع مائة ألف، لا، مائة وأربعين، مائتي ألف، مليونين بهذا الشكل. فعندما جاؤوا ليطبعوا مجلة، فشلت وأُغلقت، لم يشترها أحد. وعندما جاؤوا ليطبعوا ويصنعوا جريدة، لم يشترها أحد. فإذاً وكانت أسماء. الشيعة المصريون في الستينيات والسبعينيات عندما كان طالب الرفاعي هنا وكان صديقي ومازال صديقي قبل أن يرحل إلى أمريكا ولا أعرف أين هو الآن، ربما في العراق أو أمريكا. لم يكن لدينا في البلد كلها شيعي نعم إلا طالب نعم، فأحضروا السادات ليصلي على الشام نعم في ذلك الوقت. كلها لم يكن فيها، ولكن لم يكن هناك إلا واحد، نعم واحد فقط شيعي. ثم بعد ذلك جاء صالح الورداني وجاء النفيس وجاء آخرون. حدث هذا لماذا؟ عندما جاء الخميني قالوا: الله، حسناً فليكن هذا حلاً إذاً. هل تنتبه
أيضاً لفكرة الإخوان في التمكين وفي أمور أخرى إلى آخره؟ أصبح... هناك عدة أشخاص انتشروا، أصبحوا مائة وأربعين شخصاً، أو ألف، أو ألفين، حسناً. أشكر حضرتك جزيل الشكر، وأستأذن حضرتك إن شاء الله أن تكون اللقاءات القادمة لنا حلقة مع التصوف، ما زالت هناك أسئلة كثيرة معلقة في هذا الأمر. حاضر، تحت أمرك. شكراً لحضرتك، شكراً لعافيتك فضيلة الشيخ. أمر الله. شكراً جزيلاً لمعلمي لنا. الشكر موصول لحضراتكم. غداً إن شاء الله نراكم على خير. وحلقة الأسئلة بإذن الله. إلى اللقاء.
شكراً للمشاهدة.