والله أعلم | الدكتور على جمعة يتحدث عن القراءات المتعددة والشاذة للقرآن الكريم | الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم وقل رب زدني علماً يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين افتح علينا فتوح العارفين بك وأهلاً بكم في "والله أعلم" لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف ونكمل هذه المسيرة النورانية معه ونقتفي أثره. في هذا المنهج الإصلاحي التجديدي سنجيب على هذه الأسئلة مع العقلية الفارقة في اللحظة الفارقة. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً مولانا الإمام. نريد مزيداً من التوضيح حول قراءات القرآن
الكريم وهذه العلوم وهذه المعاهد التي أُنشِئت لتعليم كيفية قراءة كتاب الله سبحانه وتعالى الذي كله معجزات الآن. السؤال حول القراءات الشاذة: ما مدى خطورة وجود ما يسمى بالقراءات الشاذة؟ ما مدى وجود علم خاص بالقراءات الشاذة؟ في البداية، هل القراءات الشاذة هي عكس القراءات المتواترة؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبضدها تتميز الأشياء. الوجه مثل الصبح مبيض والشعر مثل الليل مسود، ضدان لما تجمعا حسن والضد يظهر حسنه ضد. وهكذا فإن القراءات الشاذة مع القراءات المتواترة تعطينا كمال التوثيق، وتفهمنا كيف أن القرآن
قد حُوفظ عليه من عند رب العالمين بواسطة المسلمين. فالقراءات الشاذة تجعل الإنسان في مأمن وفي راحة. في كيفية الحفاظ على هذا القرآن الكريم هناك ثلاثة أمور وضعها الإمام ابن الجزري بعد التأمل والتدبر في هذا النقل المبارك للقرآن الكريم، وقال إنه إذا كان هناك صحة الإسناد مع تواتره، وإذا كان هناك موافقة لوجه من وجوه العربية، وإذا كان هناك موافقة للرسم العثماني المنقول عن عثمان بن عفان.
بالتواتر أيضاً تُقبل القراءة وتكون قراءة متواترة، نعم التي هي من القراءات العشر الكبرى التي تحدثنا عنها في الحلقة السابقة، القراءات العشر، نعم، القراءات العشر لها طرق، ومن طرقها أن هناك زيادات من قبيل الطيبة أو من قبيل النشر، الشاطبية تسمى بالزيادات النشر، نعم، زيادات النشر وردت إلينا. أيضاً ومتواترة ولكن من طرق أخرى غير التي وردت إلينا من غير الطيبة. نعم، فإذاً هناك ما في الشاطبية وهي أم السبعة لأنهم أدخلوا الثلاثة في السبعة باعتبار الاكتفاء. ما هي الطيبة والشاطبية لكي نعرف فقط ما هذه العناوين ونحن نتحدث هناك؟ اختيار قديم للإمام
مجاهد لسبعة قراءات اكتفى بها عن العشرة لأن الثلاثة التي فوق السبعة دخلت في بعض رواياتها تحت جناح السبعة. فنحن عندنا هؤلاء السبعة، ما هم؟ عندنا السبعة: عاصم، وعندنا من السبعة: حمزة، وعندنا من السبعة: الكسائي، وعندنا من السبعة: أبو عمرو وابن عامر، وعندنا من السبعة: ابن كثير. نافعٌ ما هو؟ نافعٌ المدني. فجأةً قال: حسنا، وأبو جعفر هل هو من العشرة؟ أبو جعفر، حسنا ويعقوب هل هو من العشرة؟ يعقوب، طيب. وخلف هل هو من العشرة؟ خلف الله. قالوا: ما هو خلف هذا هو حمزة، هو هو. حسنا، أليس أبو جعفر هذا
هو قالون عن نافع؟ هذا يكاد يعني لا يكون إلا في أربعة مواضع ما بين قالون وأبو جعفر، حسنا إذا أما يعقوب فهو كأنه الكسائي، فإذاً الثلاثة هنا اندرجت تحت السبعة، فاكتفى الإمام مجاهد بالسبعة وألف كتابا فيها واسماه "السبعة". نعم، الكتاب مطبوع، فإذاً لدي عشرة تفصيلاً، يعني إذا أردنا العشرة. يكون هؤلاء الثلاثة هم الذين سيكملون العشرة، وإذا أردنا السبعة فيكون ذلك من دون هؤلاء الثلاثة. فجاء الإمام الشاطبي رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وقبره في الطريق وانت متجه إلى سيدي ابن عطاء الله السكندري في ناحية التونسي، نعم في ناحية التونسي بالقرافة الكبرى. وكان ضريراً
ولكنه منحه الله قدرة عجيبة غريبة في صياغة هذه القراءات، فعمل على القراءات السبعة التي تركها مجاهد، ولذلك جاء من بعده وعمل التتمة، التتمة للثلاثة الذين تركهم الشاطبي، وتركهم الشاطبي لأنهم مندرجون بالجملة بصورة إجمالية وليس بصورة تفصيلية في السبعة، فأصبحت الشاطبية التي هي عبارة عن منظومة. هذه المنظومة تشير إلى مواضع الاختلاف والائتلاف بين هذه القراءات السبعة، وتعطي لكل شخص في هذه القراءات السبعة حرفاً من حروف أبا جادِ أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ
ضظغ، فتعطي كل واحد حرفاً، وتجعل الكلام الذي يشير إلى هذا شيئاً كالمعجزة حقاً، يشير إلى عندما تأتي بالكلام الذي يشير إلى القرّاء ويشير في نفس الوقت إلى مواضع الخلاف بين القراء، ووضع قال أنني والله قد وضعت للسبعة أحرف، وسأضع أيضاً لكل اثنين منهم حرفاً ثالثاً، فعندما يأتي لك هذا الحرف فهذا يعني أنه عبارة عن نافع وعاصم، وهذا عبارة عن عاصم وحمزة، وهذا عبارة عن الكسائي وفُلان وعاصم وهكذا أعطى لكل واحد منهم جعلت أباً جادِ، هو الرجل يقول هكذا، فجعل
كل واحد في النظم أولاً لكل ماذا، إما أن يكون قارئاً واحداً أو اثنين أو ثلاثة، وبعد ذلك بدأ يعمل في هذا المجال بحيث أن هذه الكلمة التي يشير بها إلى الخلاف الذي بين الثلاثة. أو الذي بين الاثنين أو الذي بين السبعة أو الذي بين فلان وعلان تكون هي الرموز التي يبدأ بها الكلام وجعلها على منظومة سُميت بالشاطبية. المتخصص في القراءات يذهب ليقرأها ويحفظها لكي تكون أمامه القواعد منضبطة تماماً، وهو أثناء القراءة يقرأ البيت الخاص بالشاطبية فيتذكر ماذا قال حمزة. يقرأ فيتذكر ماذا قال عاصم، ويقرأ فيتذكر ماذا قال نافع، وهكذا. والتتمة هي تتمة الشاطبية التي تتناول القراءات الثلاثة. وعندما جاء
ابن الجزري - واسمه محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري - نسبةً إلى جزيرة ابن عمر في العراق، توفي. ثمان مائة وثمانية، توفي سنة ثمان مائة وثمانية، فلما توفي سنة ثمان مائة وثمانية، أي أنه توفي في أول القرن التاسع، لكن الشاطبي كان قبله. الشاطبي كان قبله لأنه كان معاصراً لابن مالك، لدرجة أنهم يقولون إن الشاطبي يذكر ذلك في الروايات، لكن هذا ليس محرراً ولا شيئاً مؤكداً، فقد كان نحوياً. فألَّف في القراءات، وكان ابن مالك متخصصاً في القراءات فألَّف في النحو التي هي ألفية ابن مالك. فهذا ألَّف وذاك ألَّف، يعني لكي يُقال إنهم علماء كبار جداً، لكن على كل حال، انتشرت شاطبية الشاطبي
وبارك الله في شاطبيته وهي عبارة عن ألفية في القراءات، وربنا بارك أيضاً لابن مالك محمد. جمال الدين محمد ابن مالك وأيضاً هذا في القرن السابع وهذا في القرن التاسع يعني بينهما قريب من مائتي سنة، عندما جاء ابن الجزري قام بتأليف النشر في القراءات العشر، كتاب في مجلدين اعتمد فيه على أكثر من خمسين مصدراً أساسياً من نقلة القراءات المتواترة، ثم جعل هناك طيبة النشر في صورة بيوتٍ ونص التي هي الطيبة التي نقول عليها الطيبة إذا الطيبة هي عبارة عن نظم لما في النشر الذي جعله من مصادره الكامل للهذلي والمبسوط وغيرهما من كتب القراءات. مصادر النشر
هذه حوالي سبعة وخمسين كتاباً، طبع كثير منها في العشرين سنة الماضية لأنها كانت مصادر نادرة لا يعرفها إلا علماء القراءاتُ لكن عندما طُبِعَت وشاعَت وذاعت أصبحت تحت يدِ الناسِ جميعِها، التيسيرُ المبسوطُ الكاملُ الذي كذا، الذي كنا نسمعُ عنه عن طريقِ النشرِ، أصبح بين أيدينا الآن في مكاتبِنا، والذي يحكي قصةَ وروايةَ القراءاتِ العشرِ. هذه هي القراءاتُ المتواترة. إذاً سنخرجُ فاصلاً ونعود لنتعرفَ على
القراءاتِ الشاذةِ وكيف كانت. وكيف حُفِظت لنفهم وندرك أهمية هذه القراءات لحفظ القرآن الكريم فاصل ونعود ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام، قلت لنا ما يتوفر للقراءة المتواترة لكي تكون متواترة، إذاً ما الذي يجعل القراءة التي أمامنا شاذة؟ فقد شرط من هذه الشروط الثلاثة: إما أن تكون مخالفة للرسم وإما أن تكون مخالفة لقواعد العربية وإما أن تكون مخالفة لتواتر السند، يعني لا يوجد لها سند مثلاً يا مولانا، قد يكون ليس لها سند وقد يكون لها سند لم يصل بها إلى التواتر. فسند التواتر هذا الذي هو الشيوع والانتشار والأعداد، واختلفوا كم من الأسانيد يكفينا للوصول إلى التواتر. في الحقيقة بعضهم قال عشرة والآخر قال عشرون والثالث قال مائة، لكن
في حالة القرآن وصل الأمر في القراءات المتواترة إلى ألف سند ألف سند. يعني القرآن هذا يضرب أي توثيق بالقاضية بالضربة القاضية، إذا كنا سنستعمل مصطلح الملاكمة "الضربة القاضية". هكذا هو شيء معجز، شيء ليس له حل، هل أنت منتبه؟ لكن الشاذ يأتي مثلاً ويقول ماذا؟ وإذا أردنا أن نُهلِك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها. قراءة شاذة تقول: "أمَّرنا مترفيها ففسقوا فيها" أي جعلناهم أمراء. يختار مَن الله سبحانه وتعالى لهؤلاء القوم الذين ارتكبوا الذنوب وخالفوا حتى يعاقبهم؟ يختار الأمراء من المترفين، ليس من عامة الشعب، ليس من أهل الكفاءة، بل من أهل الترف.
حسناً، وأهل الترف ماذا سيفعل بنا هؤلاء؟ سيستغلوننا ويعيشون في ترفهم على حساب الشعب. هل تنتبه كيف؟ فانظر كيف أمَّرنا مترفيها. الكلام جميل بالمناسبة، وقد يكون تفسيراً لـ "أمرنا مترفيها". لأن شخصاً قد يأتي ويتفلسف قائلاً: هل الله يأمر بالمنكر؟ كيف "أمرنا مترفيها ففسقوا فيها"؟ هل الله يأمر بالفسق؟ فالعلماء قالوا له: "لا، اقرأ بشكل صحيح". كيف يقرأ؟ طيب، "أمرنا مترفيها فعصوا ففسقوا فيها"، يعني نحن أمرناهم فخالفوا، أمرناهم بالخير، "أمرنا مترفيها" افعل ولا تفعل، نعم، فلم يستجيبوا ففسقوا بذلك فيها. اللغة العربية هي هكذا، هل انتبهت؟ فأنت ذهبت تربط بين الفسق وبين الأمر كأن الله أمر بالفسق، لا. لم يحدث هذا. إن
الله أمر بالخير، فخالف الناس هذا الخير، فاعتُبروا بذلك - بهذه المخالفة - فاسقين وخارجين عن الحدود. أما الثاني، وهو الشاذ، فهو أمر المترفين، وهي فكرة مختلفة تماماً، وهي أن الله سيسلط عليكم من يتولاكم فلا يحسن فيكم القيادة لأنه أمر المترفين ولم يؤمر فينا العقلاء، العقلاء منا الذين يحبوننا. ونحبهم. هل انتبهت؟ أمَّرنا مُترَفيها ففسقوا فيها. من أجل ترفهم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم. ففي القراءة الشاذة في أصول الفقه عندنا مبحث يقول إن القراءة الشاذة هذه لها سند.
هل يا تُرى نستعملها في التفسير؟ هل تُرى نستعملها في الأحكام؟ هل يا... باعتبار أنها كأنها حديث آحاد، ونحن نأخذ الأحكام من الحديث الآحاد، فما العجب في أن لا نأخذها من القراءة الشاذة؟ فثمة توجه يقول: إن القراءة الشاذة هذه تخالف المتواتر، فتكون غير صحيحة، أي غير مقبولة، أي مردودة، أي لا يصح أن أقرأها في الصلاة ولا أتعبد بها الله. لندعها. وفي توجه آخر يقول لك: لا. إنها تماماً كالحديث، أنت لا يمكنك أن تقف في الصلاة وتقول "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، لا يصح. لا يصح "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة"، هذا حديث يا سيدي، لا يمكنك أن تصلي به. ما يصح أن تصلي به هو القرآن هذه لا تصح كذلك، لكن هذه الأحاديث
أخذنا منها أحكاماً. حسناً، فلماذا لا نأخذ أحكاماً أيضاً من هذه ما دام لها سند؟ هاتان وجهتا النظر، وهذا رأي معتبر وذاك رأي معتبر يقولون به ويؤخذ، وهذا أيضاً رأي معتبر وله آثار في الفقه. هل انتبهت كيف؟ أي أنه يقول لك: وذلك لقوله في القراءة. الشاذّة كذا، نعم، هل انتبهت؟ وأوقات يعتمدوا حتى عليه فيما يتعلق بما يُسمى بالعقيدة المتعلقة بالقلب. نعم، "عذابي أصيب به من أساء"، فيكون هنا العذاب مقابل الإساءة. لكن في الحقيقة، في القراءة المتواترة: "عذابي أصيب به من أشاء" وليس "من أساء"، ليس "من أساء". نعم، فتكون هذه هي القراءة الشاذة. هذه ليست واردة عندنا. القراءة الشاذة يقال فيها مثلاً: "لا ينال عهدي الظالمون" بدلاً من "لا ينال عهدي الظالمين". "الظالمون" ليست قراءة متواترة، لكنها قراءة صحيحة في اللغة، لكنها تخالف الرسم لأن الرسم مكتوب
"ظالمين" وليس "ظالمون". ليست في موضع الفاعل، ليست فاعلاً. لكن كل ما هو يتلقاك فأنت تتلقاه، نعم، فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، الآيتان متواترتان والآيتان جميلتان لأن كل ما هو متلقٍيك فأنت متلقٍيه حتى قراءة الجمهور "فيَقتُلون ويُقتَلون" وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل، والثانية تقول "فيُقتَلون ويَقتُلون" وهي قراءة حمزة. أتفهم؟ فقدم هذه علي تلك لا مانع هذه متواترة وهذه متواترة إذاً، فلو أنني جئت هكذا، فسؤالي: هل يجوز الاعتماد على القراءة الشاذة كحديث آحاد في التفسير وفي بناء الأحكام؟ قولان للأصوليين، نعم، قولان للأصوليين: بعضهم قال نعم وبعضهم قال لا. أنت
إذاً ترى، افترض أن مذهبك ليس يعني لا يريد أن يتقبل هذه القراءة الشاذة، إذاً كيف تكون نافعة بشكل عام؟ إن فائدتها بشكل عام أنني عرفت أن المسلمين متيقظين هكذا، وأنهم منتبهون لما يوافق الرسم وما لا يوافقه، وما يوافق الموصول السند وما ليس كذلك، والذي موصول السند والذي ليس موصول السند. طيب، وكم عددهم؟ ومن له سند ومن ليس له سند؟ الله! أنتم علماء جيدين هكذا؟ نعم، نحن علماء جيدين هكذا. نعم، وهذا هو الذي جعل المسلمين يتميزون بالبحث العلمي. يعني عندما تجلس في العالم مع أناس كثيرين تجدهم ليس لديهم قدرة على البحث العلمي بهذه الطريقة. وبعد ذلك الآخرون الذين هم قد عملوا في العلوم الاجتماعية
والإنسانية والكونية وهم لا يصدقون أن المتدينين هكذا، ولا يصدقون أن الديانة تكون فيها هذا، ولذلك يأتون ليسخروا من الشباب الذين يذهبون ليأخذوا الأشياء من لندن ومن أماكن أخرى، ويقولون لهم إنها الرسائل التي يأخذونها من هناك تلك، إن الدين ليس علماً، بل إن الدين علم. يا أستاذ، قال إننا لم نشاهد، نحن لم نشاهد هذا النموذج. نعم، أنت لم تشاهد، لكننا نحن شاهدنا ودرجنا ونشأنا وتربينا على أنه علم، وهذا لا يؤدي إلى كهانة ولا يؤدي إلى تحكم، بل يؤدي إلى منهج علمي متصل بمعرفية ونموذج معرفي متصل باستنباط الأحكام لتحديد المصادر وطرق البحث. وشروط الباحث هذه التي علَّمونا إياها من هذا الكلام. الرازي هو
من علمنا هذا الكلام: "أصول الفقه معرفة دلائل الفقه وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد" بين قوسين (البيضاوي) بين قوسين (الرازي في المحصول) بين قوسين (الشافعي في الرسالة). أنتم تأتون بعد أن إننا تعمقنا في العلم تعمقاً كبيراً، هذه هي الحقيقة ولذلك تحديد هذه الأمور كلها فالقراءات الشاذة لها أهمية؛ فإما أن تكون للتفسير، وإما أن تكون للأحكام، وإما أن تكون لبيان التوثيق. سنخرج الآن إلى فاصل، ودائماً ما يؤكد
علماؤنا الكبار، يؤكد صاحب الفضيلة دائماً أن العلم دين وأن الدين علم. فاصل ونعود ولكن ابقوا معنا أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. إذاً، هل ما ذكرته من مخالفة اللغة، مخالفة الرسم، أو ما لم يكن متصل السند أو مجهول السند، هذه هي ما نسميه بأنواع القراءات الشاذة؟ نعم، القراءات الشاذة على نوعين: إما أن يكون لها سند وإما أن لا يكون هناك سند. إذا كان له سند، فقد يكون له سند معتبر. له سند معتبر يعني ماذا؟ يعني له أربعة أو خمسة أو ستة أسانيد، وهؤلاء أربع قراءات نسميها القراءات المشهورة فوق المتواترة. وقد ألف فيها الدمياطي كتاب "البنا في القراءات الأربع عشرة".
الأربع عشرة لأن العشرة هم المتواترة، والأربعة يكونون مشهورين، والمشهورون هؤلاء معناهم أن لهم أسانيد. وأيضاً متعددة ولكنها لم تصل إلى حد التوتر، هل يجوز القراءة بأحد هذه الأربعة في الصلاة؟ لا، لأنه من قبيل الشاذ وليس من قبيل... حسناً، إذن ما هذا؟ هذا أيضاً من زيادة الدقة، جعلوا هذه الأربعة كما هي. ابن محيصن ها هم الأربعة، هكذا، ابن محيصن هو ليس من العشرة أو السبعة أو نحو ذلك، لكن أيضاً ليس شاذاً جداً مثل بعض الروايات التي ضربنا بها المثال. فهذا هو النوع الأول الذي له أسانيد، وهذه الأسانيد مشهورة. النوع الثاني له نسبة واحدة، نسبة واحدة، فأصبح يعني
له سند واحد. لكن ذاك له خمسة أو ستة أسانيد، بينما هذا له سند واحد وهذا آحاد، والنوع الثالث ما لا سند له. هناك أيضاً نوع رابع، وهذا النوع الرابع دقيق بعض الشيء. ما هو؟ أن يطرأ على السند آحاديّة فيخرج من التواتر إلى الشذوذ. أن يطرأ على السند آحاديّة فيخرج من التواتر إلى الشذوذ. هل انتبهت؟ وهذا يدل على أن المسلمين حريصين على نقل الكتاب بصورة متصلة بحيث أنهم لا يتألون على الله ولا يهرفون بما لا يعرفون. يعني هذه النقطة الأخيرة للأحوط يا مولانا، وهي
أنه ليس الأحوط ربنا فقد سنده وانتهى الأمر لا أقرأه، بل هو مثل الأداء، هل تفهم ما أقصد؟ أنا الآن الأداء قادم والراجح عند العلماء. كابن الجزري وغيره أن الأداء من قبيل المتواتر، طبعاً ابن الحاجب وأمثاله يقولون: لا، هذا الأداء ليس من قبيل المتواتر. ما معنى الأداء؟ لماذا تقول "وَضْحاً"؟ نعم، لماذا تقول هكذا؟ لماذا لم تقل "وَالضْحى" لأن الحاء منقولة هكذا؟ هذا الأداء هو الأداء، أن تنطق بالقرآن بالشكل هذا انتبه لماذا تقول الأرض الأ أرض؟ لماذا تفعل هكذا؟ لماذا لا أقول الأرض الأ ليست الأ الأرض، ليست الأرض؟ لماذا تقول هكذا؟ هل هذا الأداء متواتر؟
فابن الجزري يقول نعم متواتر، والقراء كلهم يقولون إن هذا متواتر. ابن الحاجب وهو من كبار القراء أيضاً لكن يعني كان أصولي أكثر يقول: لا يا جماعة، هذا ليس متواتراً. حسنا، هذا إنه بحث علمي هكذا ولكن تعال إليّ الآن، فقد كان هناك شيء اسمه قراءة ابن قتيبة. فقراءة ابن قتيبة هذه كانت فيها إمالة فاحشة للفظ "لا إله إلا الله"، وظلت متواترة حتى القرن السابع، ثم بدأت تخف تدريجياً حتى أنه يقول وهو في القرآن هكذا قالوا لا إله إلا الله، هذه تسمى الإمالة الفاحشة. الإمالة الفاحشة "لا إله إلا الله"، حسناً، هي جميلة هكذا، لكن "ديكهت" لا، لا إله إلا الله. نعم،
استمرت هكذا حتى القرن السابع، وبعد ذلك لم يعد أحد يقرأ بها إلا أفراد قليلون، واحد اثنان ثلاثة. فخرجت من التواتر. هنا طرأ على التواتر أحدية يا مولانا. فطرأ على التواتر أحدية هو هذا المعنى، هو هذا المعنى، نعم. فجاء ابن الجزري وقال: "أنا قرأت بها على مشايخي ولكن لم تصل إلى حد التواتر، وأنا مستعد لأجل أن أحافظ عليها، أنا سأقرئ بها". فلم يتمكن، كتب ولم يتمكن، فأصبح المعتمد. المنقول ليس المكتوب، نحن لا نأخذ علمنا من الكتب. حسناً، أنا أقول لك الآن، لكنني لم أسمعها من شيخي. لا إله إلا الله! من أين أتيت بها إذاً؟ هل سمعتها من شيخك هكذا؟ سأقول لك: لا، لقد قرأتها في الكتاب. هذا لا ينفعني، أريدك أن تكون قد سمعتها من شيخك. ولذلك
المسلمون هؤلاء عجب عجاب إلى اليوم، أمر سيظل كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها. دعوة لله تعالى حتى يرث الله الأرض ومن عليها. لماذا؟ لأن هذا من عند الله وليس من عندنا. هذا حفظ الله الذي حتى ما هو ليس في أيدينا، والله ما نعرف أن نفعله ولكن الله. سبحانه وتعالى حفظ هذا الكتاب من عنده. لما طرأت الأحادية على هذا النحو، فهذا يؤكد أيضاً مدى التوثيق وأن التوثيق متصل، حتى لا يأتيني أحد الآن ويقول لي: من أين أتيت بهذا؟ دعك منها، كفى أتركها نحن لا نريد جدالاً بشأنها لماذا؟ دعك منها لماذا دعك منها؟ أليس ما تفعلونه إذن يعني أن جزءًا من القرآن ضاع؟ كيف ضاع؟ لم يضع شيء. إن القضية كلها هي مزيد التوثيق. حسنًا، في لحظة واحدة، ما حكم من يقرأ من القراء
القرآن في المناسبات المختلفة بقراءة شاذة؟ لا يجوز، لا يجوز، لا يجوز. مولانا الإمام الأستاذ الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف شكر الله لكم ورضي الله عنكم مولانا الإمام شكرا لكم.دمتم فى رعاية الله وامنه إلى اللقاء