والله أعلم | الدكتور علي جمعة يتحدث عن الأحاديث القدسية وحقيقة الكذب على رسول الله | الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم، باسمك اللهم نمضي على طريقك، فثبت اللهم أقدامنا على طريقك، وما أجمل أن نستفتح بها كل حياتنا. اللهم ارزقنا أسرارها وبركاتها دائماً ودوماً. أهلاً بكم في "والله أعلم" لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. نواصل هذه المتانة في منهجه الإصلاحي ليجيبنا دائماً على أسئلة التجديد والإصلاح. في هذه الحلقة سوف نناقش كل الأسئلة المتعلقة بالأحاديث القدسية وما الفرق بينها وبين الحديث النبوي، وما الفرق بينها
وبين القرآن الكريم. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم وكل عام وأنتم في أفضل صحة وسعادة وهناء. أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً مولانا الإمام. يعني مفهوم الحديث القدسي ما معناه. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. عندما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجدنا أنها على نوعين، يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوع الأغلب الأكثر. كذلك يعني هو نفسه يتكلم عن نفسه، "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان"، مثلاً "ثلاث من كن فيه فهو منافق خالص". النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، "الراحمون يرحمهم
الرحمن تبارك وتعالى"، "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". وهذا هو أغلب ما رُوي عن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولما عددناه وجدنا أنه باختلاف الروايات وصلت إلى ستين ألف حديث أو نحو ذلك، يعني يمكن أقل قليلاً. وبعد ذلك وجدنا نوعاً آخر من الصياغات يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصدر الكلام قال. الله تعالى أو قال ربنا أو يقول الله ثم يأتي بكلام منها مثلاً يقول عبدي في بداية الحديث هكذا قال الله تعالى
عبدي. إذا النبي لم يقل للآخرين عبدي إنما يقول لهم قال الله تعالى: "عبدي أطعني تكن عبداً ربانياً" مثلاً. يعني لما عددنا هذه الأحاديث طلعت حوالي... ألف وخمسمائة حديث وبعد ذلك أتينا لنفرزها، ونفرزها يعني ماذا؟ يعني ننظر في الصحيح من الضعيف ومن هذا إلى آخره، فوجدنا أن الصحيح منها لا يزيد عن مائتي حديث من ألف وخمسمائة إلى مائتي حديث، مائتي حديث. هل تنتبه كيف؟ الباقي في بعض الأحيان يكون معناه صحيحاً. صحيح ولكن السند ليس صحيحاً، فعندما يأتي حديث مثلاً ويقول: قال
الله "كنت كنزاً مخفياً"، هل ربنا يقول هكذا: "كنت كنزاً مخفياً فأردت أن أُعرف فخلقت الخلائق" وما إلى ذلك؟ عندما نذهب ونبحث عن "كنت كنزاً مخفياً" هذه، نجده ضعيف السند وليس صحيحاً، مثل هذه الأحاديث الأخرى. ولكن الأحاديث المائتين نجدها في الكتب الستة المشهورة التي هي دواوين الإسلام الكبرى العظمى، نقول الكتب الستة وأحياناً نقول الكتب السبعة وأحياناً نقول الكتب العشرة وهي البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وموطأ مالك ثم بعد ذلك مسند الإمام أحمد بن حنبل ومسند عبد بن حميد وبعد ذلك إليها سُنن
الدارقطني أو يضيفون إليها عاشراً وهو المستدرك أو يضيفون إليها سُنن الدارقطني ونحو ذلك، فيصبحون عشرة. هم العشرة هؤلاء الذين فيهم أغلب الأحاديث. هذه العشرة فيها نحو ثلاثين ألف حديث من الستين ألف حديث. ثلاثون ألف حديث موجودة في هذه الدواوين العشر. نحن نقول... الروايات التي وردت عن رسول الله في أي كتاب، أيُّ كتاب الذي هو، إذ عندنا مائتان وخمسون كتاباً ذكرت الأسانيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. يعني عندنا مائتان وخمسون كتاباً ذُكرت فيها الأسانيد. هذه الأسانيد عددها مليون سنة، ألف سنة،
وعدد الأفراد الذين في هذه. المليون نحو عشرين ألف إنسان، كل إنسان له ملف عندنا. الضعيف ضعيف والقوي قوي، وأمير المؤمنين في الحديث، أمير المؤمنين في الحديث. والحكاية وصلت إلى نحو واحد وعشرين علماً يخدم هذا التوثيق للسنة النبوية المشرفة، ألهمه الله للمسلمين ولم يلهمه لأحد من قبله، غير مسبوق بالمرة يا مولانا أن يكون. في ملف لكل رجل من الرجال توجد علوم جديدة لا يعرفها أحد في علم الحديث يا مولانا، ولا يعرفها أهل اليونان، ولا يعرفها أهل الهند، ولا يعرفها المصريون القدماء، ولا يعرفها أهل أنطاكية أو قبرص أو نحوها، لا يعرفها أحد، لا يعرفها في العالَمين أحد حتى يومنا هذا. لا يعرفه أحد أيضاً، يعني لم نرَ أحداً حاول هذا. حاول المورمون في أمريكا أن يقلدوها وفشلوا،
حاولوا أن يقلدوها عن طريق النسب من أنا، فيقولون فلان ابن فلان، ويريدون أن يصلوا إلى فلان حتى آدم، فقد فشلوا في هذا فشلاً ذريعاً، ولكن الله ألهم المسلمين بهذه العلوم من التوثيق ولذلك عندما بحثنا فيها ووجدنا الستين ألف، منهم ثلاثون ألفاً في العشرة الكبار هؤلاء، وبقية الثلاثين ألفاً الأخرى وردت في المائتين وخمسين هؤلاء. يعني مثلاً من قال لأخيه: "أنصت" والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغا، أو هذا موجود عندنا في الكتب الصحيحة الواردة، ومن لغا فلا جمعة له. الزيادة هذه جاءت من أين؟ أخرجها ابن بحشل في تاريخ
واسط. دعونا نعد من المائتين وخمسين، ابن بحشل في تاريخ واسط لأجل هذه الزيادة التي تقول إلى هذا الحد من التدقيق. المهم، الحاصل أن الستين ألف حديث منهم ثلاثون ألفاً موجودة في الدواوين الكبرى، وثلاثون ألفاً في البقية. المائتان والأربعون عنواناً الذين ما زالوا تحت أيدينا في الغالب الأعم، يعني ما ضاع من المائتين وخمسين عنواناً هؤلاء شيء حوالي ثلاثين أو أربعين كتاباً، وبقية الكتب موجودة إلى الآن معنا، وربما يكون العنوان الواحد يا مولانا عدة مجلدات، كلها عدة مجلدات تقريباً، يعني تاريخ واسط هذا مجلد واحد لكن بغداد عشرة مجلدات، لا أعرف، مسند الإمام أحمد
طُبع في أربعين مجلداً، البيهقي طُبع في عشرة مجلدات كبيرة، وهكذا. اسمح لمولانا أن نخرج في فاصل قصير ثم نعود. حسناً، نكمل المسيرة ونفهم أكثر وأكثر، والإجابة على كل هذه التساؤلات تزيد من فهم الحديث القدسي، وهل حينما يرويه سيدنا صلى الله... عليه وسلم، هل رواه بمعناه أم بلفظه من الله سبحانه وتعالى. تكلم سيدي محي الدين بن العربي في التفريق بين الحديث النبوي الشريف والحديث القدسي والقرآن، فالقرآن لفظه ومعناه من
عند الله سبحانه وتعالى، وأما الحديث القدسي فمعناه من عند الله ولفظه من عند النبي صلى الله عليه وسلم. وقالَ اللهُ عليه وسلم، وأمّا الحديث النبوي الشريف فلفظه ومعناه من عند النبي صلى الله عليه وسلم تحت إشراف الله له أن لا يقول إلا حقاً، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. ولذلك كان بعض العلماء المنسوبين إلى الشافعية يسمّون النبي صاحب الوحيين: الوحي المتلو. وهو القرآن الكريم والنحو غير الوحي غير المتلو وهو الحديث سواء كان منسوباً إلى النبي في لفظه ومعناه أو كان مما أوحى الله إليه معناه فصاغه النبي وهو أفصح العرب. ولذلك عندما تأملنا
وجمعنا ما في الكتب الستة الأوائل هذه التي هي البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي من الأحاديث. جمعوا حوالي مائتين حديث، وكان الشيخ محمد المدني - وهو من علماء القرن الثاني عشر الهجري تقريباً، أي سنة ألف ومائة وقليل من الهجرة - قد جمع الإتحافات الثانية في الأحاديث القدسية، فبلغت ألفاً وخمسمائة حديث. وعندما جمعها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مجلدين وعدّوها، وجدوا أنها بلغت مائتين وقليلاً، هؤلاء المائتان الموجودون في الكتب الستة، فالحديث النبوي صياغته من عند النبي. وعندما نبحث في الستين ألف حديث عن موضوعه، نجد أن الأخلاق تشكل ما يقرب من ستة
وتسعين في المائة منه، أو سبعة وتسعين في المائة من السنة المشرفة تتحدث عن الأخلاق، وتتحدث عن أنه لا... ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. تتحدث عن قول عائشة: "إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه". تتحدث عن حديث بسند ضعيف: "اتق فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله". تتحدث عن الأخلاق، سواء كانت صحيحة مقبولة أو... كانت حتى ضعيفة، وهذا الضعف له تفصيل. كل هذا الخضم الهائل من الستين ألفاً، ألفان فقط يتحدثان عن الأحكام. نجد هذين الألفين أين؟ نجدهما في "بلوغ المرام من أدلة الأحكام" لابن حجر العسقلاني، ونجدهما مثلاً في "إرواء الغليل
في أحاديث السلسبيل في معرفة الدليل". فالسلسبيل في معرفة الدليل هذا هو... عبارة عن حوالي ألفي حديث نجده في المنطقة، منطقة الأخبار من كلام سيد الأخيار في الأحكام الذي شرحه الشوكاني في نيل الأوطار. أيضاً سنجدهم مع التكرار خمسة آلاف قطعة، لكن مع عدم التكرار والضمن الذين هم أنفسهم الألفان الخاصان ببلوغ المرام وهم الألفان الخاصان بالسلسبيل، إذاً يعني المسألة واضحة. جداً وحصل له. طيب، هؤلاء ألفان من ستين ألفاً، يعني اثنان من ستين، يعني واحد من ثلاثين، واحد من ثلاثين، أي ثلاثة في المائة. هذه الثلاثة في المائة تعني أن الباقي سبعة وتسعون في المائة في الأخلاق المرتبطة بالعقيدة.
فانظر إلى مدى أهمية الأخلاق عند النبي ومدى أهمية "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" و"إنك لعلى خلق عظيم"، ولذلك الذي يأتي ليأخذ حديثاً من هنا أو لم يفهمه من هنا أو شيئاً من هنا ويريد أن يهدم به السنة المشرفة كلها، نرثي له. يعني هو يستحق الرثاء. لماذا يا مولانا؟ لأنه لا يفهم شيئاً، لأنه ما... ليس فاهماً هذه الخريطة كلها ولأنه يريد أن يحطم منظومة الأخلاق بغباوة لأنه ينكر العلوم وينكر أن الدين علم، وماذا لو جاء لأهل العلم يا مولانا؟ إنه لن يأتي لأنه أتى لغير أهل العلم، وانتهينا من هذه الحكاية. وأحكام ادفع له الأجر ودعنا لا نخوض فيما نعلمه لأننا سنعلم. كثير جداً في هذا المقام
والحمد لله الذي كشف لنا الحال وأوضح لنا المآل، فنحمده سبحانه وتعالى على نعمائه على كل حال. فهذه الخريطة التي نتعلمها والواحد والعشرين علماً الذي ندرسه، يأتي شخص وهو متكئ على أريكته، يعني لا هو عالم ولا هو كما يقول سيدنا صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام لم يقرأ عن ولم يقرأ فيه، فيترك شبهة هنا وشبهة هنا وشبهة هنا، فهو أمر مضحك، مسألة تستدعي منا الرثاء وأن نرثي لحاله. أما دعوته إلى أن يعود، فهو يعلم أنه لن يعود إلى العلم ولن يعود إلى الحق الذي ذكرناه من قبل. هكذا مرارًا وتكرارًا أن هناك
فارقًا بين النص وبين تفسير النص وبين تطبيق النص، وأن النص يحتاج إلى قواعد حتى نفسره، والتفسير يحتاج إلى قواعد حتى نطبقه. فمفتقدو هذه القواعد سيكونون نصيين كما يفهمون يطبقون، وهو هذا شأن الإرهابية وشأن داعش وشأن هذا الالتباس المقيت الذي شوش على المسلمين أمرهم. بدَّلوا دِينَهم وشوَّشوا على العالمين فَهْمَ الإسلام وصدُّوا عن الله بغير علم أو بعلم، حسيبُهم ربُّهم. فادي الخريطة: الحديث القدسي هو حديث نسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربنا عز وجل، وعادةً ما يكون يتحدث عن إخلاص العبادة لله والتوحيد، وكلام راقٍ في
"لا يزال عبدي..." يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يرى به، ورجله التي يمشي بها، ويده التي يبطش بها. التزكية مرتبطة بالعقيدة دائماً، التزكية مرتبطة دائماً بالعقيدة، دائماً التزكية مرتبطة بالعقيدة. العقيدة التي هي الإيمان، الذي هو بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر. خيره وشره دائماً السبعة والتسعون في المائة من الأخلاق دائماً مرتبطة بالعقيدة. والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، نحن منهم. الإيمان الآن هو سلوك، قال لك: "لا والله لا يؤمن من بات شبعاناً وجاره جائع وهو يعلم"، "لا من كان يؤمن بالله". لماذا يصدّرها هكذا؟
لأنه يريد أن يربط. خيراً أو ليصمت. وخذ بالك، مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، فلا يؤذي جاره. فما هذا؟ ما علاقة الإيمان بأن لا أؤذي جاري ولا أرمي القمامة أمام بابه ولا غير ذلك إلى آخره؟ لا، هناك علاقة. أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز. ما هي منيحة العنز هذه؟ أعطي المعزة خاصتي لجاري كي يحلبها ليشرب منها هو وأولاده ويعيدها لي في آخر النهار. حسناً، وما الخسارة في ذلك؟ لا شيء فيها على الإطلاق، لأن اللبن الذي كان في الضرع ولم أشربه كان سيبقى في الضرع. وعندما استعدتها، هل أخذت هذا اللبن منه؟ كلا، فهي ستلد مرة أخرى. من عند الله لا يوجد تخزينه ولا يوجد شيء ولم أدفع شيئاً ولا سحتوت، والسحتوت هذا كان عملة بسيطة
جداً هكذا مثل ما يقال لك نصف بارة أو يارة أو نحو ذلك. المهم أنه عندما نأتي هنا يقول لك ماذا؟ أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز، العامل بواحدة منها ثوابها وتصديق. موعودها أدخله الله الجنة. آه، أربعون خصلة، لكن أدخله الله الجنة. أدخلني في قضايا العقيدة، أخلاق متصلة بالعقيدة، متصلة بالإيمان بالله، متصلة بأنني مدرك أن بعد هذه الحياة الدنيا التي هي دار اختبار وابتلاء، فيه دار جزاء، متصلة باليوم الآخر. وهكذا الأحاديث القدسية محلها التزكية، أغلبها المائتان حديث هؤلاء. ليس فيها أحكام وإنما فيها تزكية مرتبطة بالعقيدة، هذا هو شأن الحديث القدسي وشأن الحديث النبوي.
أما القرآن فهو ما ورد إلينا متواتراً، الذي هو القراءات العشرة التي نقرأ بها، نقرأ بها في الصلاة. لا يصح في الصلاة أن أقول آمين بعد الفاتحة ثم أقول إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل. لا يصح (ذلك)، لماذا؟ لأنه حتى لو كان وحياً في الحديث القدسي مثلاً، ولأنه مثلاً في الحديث القدسي - لأنه من عند الله سبحانه وتعالى - لا يجوز أن يُعامَل معاملة القرآن. يقول (الحديث القدسي): "ومن تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً"، وهكذا. لماذا لا يصح لأنه ليس وحياً متلواً، يعني لا يجوز تلاوته في القرآن. هذه هي الأصناف الثلاثة مما ورد إلينا عن سيد
الخلق صلى الله عليه وسلم. وكان أبو هريرة يسمي هذا تراثاً إلى أن احتلت كلمة تراث بالتراث اليوناني، وليس هو كل شيء موروث، ولكن قال من أراد. مَنْ أراد منكم أن يأخذ تراث محمد فليذهب إلى المسجد، فذهبوا إلى المسجد جميعاً ليروا ما الذي تركه النبي، فوجدوا الناس يقرؤون القرآن، فهذا هو تراث محمد. على كل حال، هذا في اللغة، أما اصطلاحاً فلا، فقد أصبح التراث يُطلق على الإنتاج الفكري البشري بخلاف المصادر التي هي الكتاب والسنة الآن هو أن هذا مما تركه لنا المحجة البيضاء التي تركها لنا رسول الله تتمثل في الكتاب الشريف الذي وصل
إلينا بالتواتر، ليس فيه همسة ولا لمسة إلا وقد حُفظت، والسنة المشرفة وهي على نحوين أساسيين: مقبول ومردود. فعندما نروي حديث سيدنا صلى الله عليه وسلم، البعض يمكن أن يرويه ليس باللفظ. هل تصح هذه الرواية بالمعنى؟ تفقد الحديث حجيته في النحو. نعم، انتبه يعني. فأنا الآن أروي بالمعنى فاستخدمتُ لغتي أنا، لا لغة الرسول. ربما يكون المعنى صحيحاً، لكن هذه نكتشفها أين؟ نكتشفها من مقارنات إزائية كما يسميها العلماء. لماذا المقارنات الإزائية؟ ماذا تعني "إزائية"؟ تعني أن
أضع... شيء بإزاء شيء في مقابلة يعني بإزاء شيء آخر، فأنا عندما يأتي حديث حاطب بن أبي بلتعة مروي بواحد وعشرين رواية، أضعهم جنباً إلى جنب، ثم أرى هنا زيادة وهنا نقصاً، هنا تقديماً وهنا تأخيراً، هنا معنى استُعملت حروف للمعاني وهنا استُعملت حروف أخرى للمعاني، وقع ذلك، أدرس حجة. الوداع هكذا أيضاً، انتبه، وكلها مروية، ولكن نضعهم جنب بعضهم البعض. وجانب الأمر الآخر هو أن نتوصل منهم إلى ما الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم بالضبط، وماذا كان يعني، انتبه،
وما الذي لم يقل. نعم، يعني مثلاً أعطيك مثالاً، ليت، لأن بالمثال يتضح المقال مثل... كما يقولون والحال أيضاً، والحال نعم يتضح المقال ويتضح الحال عندما يأتي النبي عليه الصلاة والسلام ليقول لك: "وإن أحدكم لا يعمل بعمل أهل النار حتى إذا ما قرب الكتاب عمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى إذا ما قرب الكتاب" يعني اقترب أجله. حسناً، اقترب اقترب! يعمل بعمل أهل النار فيدخل النار. كيف نفهم هذا الحديث يا مولانا؟ هناك أسئلة كثيرة عن هذا الحديث تحديداً. دعنا نرى الرواية الثانية التي ستوضح الأمر. نعم، قال: "فإن أحدكم يعمل بعمل أهل
الجنة فيما يبدو للناس". حسناً، حُلت المسألة هكذا، نعم فيما... يبدو للناس - كما أرى بعيني القاصرة - أنهم رأوه ذاهباً إلى المسجد وعائداً من المسجد، وهو لا يدري، ملتحٍ وهو يذكر الله ويمسك سبحة، قال: تمام حسناً، وبعد ذلك، وبعد ذلك، يتبين أن ما في القلب في القلب، والله هو المطلع على القلب، إذ إن الله لا ولكن ينظر إلى قلوبكم. هذا القلب لم تنفعه الصلاة، "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر". فهذا القلب صلى ولم تنهه صلاة عن الفحشاء والمنكر، إذاً إذا ارتكب خللاً فبموجبه سينكشف
الحال التي يسمونها في الأدبيات المعاصرة "تسقط الأقنعة"، نعم، سقوط الأقنعة، هل انتبهت لهذا الرجل؟ كان يعمل عمل أهل الجنة لكن يسمونه قناعاً في اللغة الإنجليزية، أي قناعاً يضعه على وجهه. ثم سقط هذا القناع المسكين، وانكشف حاله، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها لأنه يستحقها. حسناً، ويا رب كان يصلي طوال الوقت، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام. أول من يدخل النار يوم القيامة شهيد! ما هو إذًا؟ عليك بالصبر قليلاً. لم يقاتل في سبيل الله، إنما قاتل من أجل أن يُقال عنه فارس مغوار، وقد قيل، فذهبوا به.
وقارئ القرآن، نعم، هل هناك أشرف من ذلك؟ لا يوجد. كيف يكون قارئ القرآن الذي هو كلام الله الذي خالط جسمه وقلبه وهكذا حتى يُقال عنه أنه قارئ، وقد قيل يعني أنا هنا لم تكن في النية الخالصة مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لم تكن موجودة، يعني سيادتك كنت تفعل ذلك مراءاة للناس، والرياء هذا هو نوع من أنواع الشرك الخفي، على كل حال الله هو الذي يحكم. لست أنا من يناديه "يا سيدنا"، وأنا أعتز بكل القرّاء. أفعل ذلك كي يقوم فوق رأسي. عندما كان واحد من الأكابر مثل الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الحصري والشيخ رفعت، كانوا عندما يسافرون إلى باكستان ونحو ذلك، كانوا يحملون سياراتهم ويرفضون
أن تسير السيارات على الأرض لأنها تحمل كتاب الله، نعم. وأيضاً القارئ المخلص أمثال هؤلاء إن شاء الله سيقال له في يوم القيامة اقرأ وارتقِ، فها هو حافظ القرآن أصبح كالشيخ المنشاوي يقرأ هكذا ويرتقي إلى عنان السماء. شيء آخر، أما شخص يقرأ القرآن ويتظاهر بذلك، ولكن نيته ليست للقرآن، وهذا هو الذي نحن... غضبنا وجعلنا غاضبين، والناس يتساءلون: لماذا نحن غاضبون من هذه الجماعة الإرهابية؟ نعم، إنهم يفعلون ما يفعلون، لكنهم أثبتوا حتى في حياتهم الدنيا عندما فضحهم الله سبحانه وتعالى أنهم يرفعون راية الدين لغير وجه الله. وأنت دخلت قلبهم؟ ما يظهر على الوجه ينبئ عما في القلب. أنا لا شأن لي بالقلب الله، أنا لا أحكم عليهم في قلوبهم، أنا
أحكم على أعمالهم وسلوكهم وأحكم على مقارنتها بالحجة البالغة البيضاء النقية التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعندما أجد هؤلاء الناس قد خالفوا سيد الخلق في مراده وفي منتهاه، وذهبوا رافعين راية لكي يخدعوا بها علينا وعلى الخلق ما بين الحزبية وما بين الأمة التي تحتاج إلى العمل، عرفنا أن هذا الأمر هو المهم والمحوري، وهذه هي القضية. فالمهم، وعودة إلى الموضوع، الأحاديث منها ما هو مقبول ومنها ما هو مردود، وهذا القبول يشمل الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة، وهذا المقبول يشمل الأحاديث النبوية والأحاديث القدسية، وأن المردود
يكون لا سند له ولا قيمة له أو مخالفاً لأصلٍ من أصول الدين، مخالفاً للقرآن، مخالفاً لما تواتر، مخالفاً لأصل حديث رسول الله، مخالفاً لمقاصد الشريعة، يترتب عليه الضرر دون النفع. وهكذا الرواية بالمعنى، الرواية بالمعنى تعني أنها جائزة إذا كانت من فقيه عالمٍ باللغة ضابط لألفاظها، حينئذٍ ستجوز مع أنها ستخرج الحديث حينئذ من حد الاحتجاج النحوي اللغوي إلى حد عدم الاحتجاج، ولكن المعنى سيكون واحداً. سيدي، هل تسمح لي أن نأخذ فاصلاً ثم نعود لنقف على حقيقة الكذب على سيدنا صلى الله عليه وسلم، وحقيقة بعض الناس الذين كنا نسمعهم دائماً يقولون بطريقة
الألباني على هذا النحو من غير التحديد سؤال مهم. ننتظر الإجابة، ولكن بعد الفاصل ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام، أسمح لي أن نطلب من حضرتك الإجابة على سؤال مهم غاية الأهمية. كنا نسمع من غير الأزهريين كثيراً حينما يقرؤون حديثاً لسيدنا صلى الله عليه وسلم يقولون في نهايته: "ضعَّفه الألباني". ما أدوات الألباني في تضعيف أو نحو ذلك مما كنا نسمعه كثيراً على وجه التحديد من غير الأزهريين، رحمه الله الأستاذ ناصر الدين الألباني، يعني هو لم يتلق علماً قابلاً للتكرار. يعني
هو كان يعمل بصناعة وإصلاح الساعات، وكان له دكان صغير هكذا بجوار المكتبة الظاهرية بدمشق، فهو ساعاتي أصلاً، وكَبُرَ وكَبُرت معه، وأبوه رحمه. كان الله من الألبان وما زال ينطق باللغة الألبانية، وكان حنفي المذهب باعتبار أن هذه المنطقة كلها في البلقان وتركيا كان المذهب الحنفي هو الأساس فيها. وحاول كثيراً مع ابنه أن يكون دارساً للفقه الحنفي، فأبى واستقل بنفسه ولم يكن له شيخ، حتى أنه مرة يذكر له - رحمه الله ذهب إلى السيد راغب الطباخ، وقال له السيد راغب الطباخ: "كتاب عن
حلب الشهباء"، تاريخ حلب الشهباء كبير، وكان عنده مكتبة يبيع فيها كتباً، لكنه كان مشتغلاً بالعلم، فأعطاه إجازة، والإجازة محفوظة إلى يومنا هذا على سبيل التبرك، وكلنا نفتخر بها لأنها لنا بها سبب لرسول الله صلى الله عليه. وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ينقطع كل سبب ونسب يوم القيامة إلا سببي ونسبي". الله صلى الله عليه وسلم، فلأن الإجازة هي نوع من أنواع ذلك السبب الذي نلتمسه لرسول الله، نحافظ عليها. ولنا مشايخ في الأرض جميعاً، كان شيخنا الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري من كان شيخنا الشيخ ياسين الفداني من مكة، وكان شيخنا الشيخ حامد أبو العيلة الشهير بحامد في مصر، وكان شيخنا الشيخ محمد الحافظ التجاني رحمه الله تعالى، وكان
شيخنا الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى. مشايخنا في الأرض كلها، هذا من الشام وهذا... من الحجاز وهذا من المغرب وهذا من السودان وهذا من مصر وهذا من الهند ونفتخر بهذه الإجازات حتى أن المسلمين حوَّلوا الدفاتر نفسها إلى إجازات وهذه كانت سُنَّة مطَّردة حميدة للمسلمين. فلما أخذ الشيخ ناصر الدين أو الأستاذ ناصر الدين رحمه الله الإجازة من راغب الطباخ أخذها ولما مزَّقها فهذا... يدلك على النفسية فقط لأن هذه النفسية مهمة للغاية، فهو لم يكن له شيخ، وعندما سألته رحمه الله تعالى عن المنهج الذي يمكن أن نسير عليه، قال: "هذا شيء صعب للغاية
لأنني لم أتلق العلم على يد شيخ"، يعني أنتم تسألون عن الأدوات التي كان يستخدمها أيضاً، عجباً للعلم. لا بُدَّ فيه من خمسةٍ: من الكتاب، ومن المنهج، ومن الشيخ، ومن الأستاذ، ومن الجو العلمي، حتى نأخذها وننقلها لمن بعدنا. فما هو المنهج الذي سِرتَ عليه حتى تتعلم الحديث وتتعلم الأدوات المساعدة له من لغتين، من فقهين، من سيرتين، من تاريخ، وما إلى ذلك كان. عبد الحميد العبادي رحمه الله يقول لا يصير الفقيه فقيهاً إلا إذا درس التاريخ، ولا يصير المؤرخ مؤرخاً إلا إذا درس الفقه، حتى يستوعب بعمق هذه المادة الصماء بعلوم مساعدة وأدوات مساعدة له. فكان يقول لي: ليس هناك، هذه المسألة صعبة جداً إذاً، فغير قابل للتكرار، غير قابل للتكرار هذا. شيء يعني اسم إذاً فهو ليس عبداً بدأ في نشر
ما يُسمى بالأحاديث الضعيفة وأثرها السيء في الأمة في جريدة كانت تُسمى بالشهاب، له عمود فيها يمسك الحديث من أوله، يرى فيه شخصاً أو يظن فيه ظناً أو ما شابه ذلك إلى آخره، ينظر إلى السند على ما هو موجود كتب الحديث من مصطلح يتبنى مدرسة من المدارس ويطبق بها هذا على السند الذي أمامه عن طريق الملفات التي تحت أيدينا للرواية ويقول أن هذا الحديث إذا هو ضعيف بعد ذلك وبعد ما نشر مجموعة كبيرة لم يكن له شيوع ولا معرفة ولا أحد يعرفه في العالم كله حتى أتى. واحدٌ اسمه زهير الشويش في المكتب الإسلامي، فنشر له بعض هذه المسائل في السبعينيات. كنّا أول ما
رأينا الألباني هذا وعرفنا عنه كان في سنة ثلاثة وسبعين. أنا التقيت بحضرتك قابلتُ سنة خمسة وسبعين، لكن وردت هنا في مصر كتبه كانت سنة ثلاثة وسبعين، وكان له من الكتب كتب. بسيطة كانت مجلداً في خمسمائة حديث في السلسلة الضعيفة، ولم يكن قد طُبعت الصحيحة بعد، ولم تكن قد طُبعت هذه الأشياء بعد. ثم بعد ذلك، وتحديداً بعد عام ثلاثة وسبعين، وبعد خمسة وسبعين، في عام خمسة وسبعين طُبع كتاب صحيح الجامع الصغير وضعيف الجامع الصغير في ثلاثة مجلدات وثلاثة مجلدات فرغ حياته لهذه الدراسة وتتبع كل شيء له سند وطبق عليه ما فهمه، وهذه الخطورة، منفرداً بما فهمه من كلام علماء الحديث. عرفت
شيئاً وغابت عنك أشياء، كل من يدعي في العلم فلسفة فقد عرف شيئاً وغابت عنه أشياء. هي الأزمة التي بيننا وبين البني إلى حين، أي إلى... حين ذلك الوقت بعد ذلك ارتكب الخطأ الثاني وهو أنه بدأ يُقدِّم نفسه فقيهاً، وهو إلى الآن عندما يقول لك هذا صحيح وهذا ضعيف، فإنه توقف عند حد الصيادلة المحدثين، فيقول هذا في ناحية الصناعة الحديثية صحيح وهذا ضعيف، ويقع في الأخطاء التي سيلومه عليها المحدثون بعد ذلك مثل... الشيخ الأعظمي مثل الشيخ الغماري، لَمَّ يا مولانا، وشيخ أبو جدة أيضاً، كلهم ألفوا في شذوذ الألباني وألفوا في أمور كثيرة، ولكن ليست هذه هي القضية، يعني لو
كان اكتفى هنا لكنا قلنا له جزاك الله خيراً يا أستاذ ناصر أن جعلت الناس تهتم مرة أخرى بعلم الرواية الذي... كاد أن يفقد مكانته عند الناس لأن الناس بدأت تتكلم بعموميات قد توقعها فعلاً في الاستدلال بما لا يُستدل به، وينشأ عن هذا الاستدلال الضعيف الذي لا يُستدل به - الذي هو المردود - مشكلات نحاول أن ندافع عنها مرة ونحاول أن ننكرها مرة أخرى، فكنا حينها نقول له جزاك. الله خيراً أن أحييت في الناس توثيق السنة المشرفة والروايات المنيفة عن سيد الخلق، لكنه تجاوز حدوده إلى الخطأ الثاني وهو أنه نصّب نفسه بذلك فقيهاً. فمثلاً يأتي لك في الأحاديث الضعيفة ويقول لك: "نعم المذكر السبحة" حديث موضوع. طبعاً
هناك السند وليس هو موضوعاً إنما هو قد... يكون حسناً لغيره أو ضعيفاً لكن لا عليه، يعني هكذا نختلف حديثياً لكن عندما يتم تحقيق الأمر، ما هذا؟ نعم، المذكر السبح موضوع، فالسبحة بدعة. أنت لا تعرف كلام الأصوليين من أن ضعف الدليل لا يدل على ضعف المدلول لأنه قد يكون له دليل آخر. أنت لست منتبهاً إلى أين لم تقرأ كلام السيوطي وما شابهه، وكان يا أخي له رد على كل شيء. هذا الرد نسميه في المنطق بالشغب؛ كلام يظهر عليه أنه كأنه من أهل العلم وليس كذلك. فيقول مثلاً: "السيوطي حاطب ليل وجارف سيل"، لماذا؟ ليصد نفسه بقول: "السيوطي نعم، حاطب ليل وجارف سيل"، فيكون قد انتهى أنا لن آخذ بكلام
السيوطي ولا بأي كتاب من كتبه لأنني قد تخليت عنه. حسناً، إن النووي إمام المحدثين يقول عن هذا: "أنا مرة في بيته رحمه الله تعالى بعد ما أكرمنا وأطعمنا" وما إلى آخره. كانت لدينا هذه لقاءات شخصية بين فضيلة مولانا الإمام وبين الألباني، نعم، بعض... السرابيت ينكرونه أو هكذا، لا عليه، فليعيشوا حياتهم. لكنني جلست وقلت له: "يعني أنت أفتيت فتوى سببت مشكلة في الشام، وسببت مشكلة أيضاً ستسمع عنها هنا عندنا في مصر وما إلى ذلك، وهي أن المرأة لا تزيل الشعر الذي يخرج في رجلها؟ لماذا هكذا؟" قال: "لأنه نمص". قلت له: "النمص الوجه فقط، ولكن ما الذي قال أنه في الجسم كله؟ وهذا يعني من أين أتيت بهذا؟ النمص
هو في الوجه فقط، وبقية شعر الجسد يمكن إزالته، ولذلك من السنة إزالة شعر الإبط (هكذا بالتسكين) وشعر العانة. الاستحداد من السنة، فمن أين أتيت بهذا الكلام أيضاً؟ في حديث استدل به النووي على هذه الإزالة وكذا أنه كان يطلي جسده بالنور وسائر جسده كان يطلي بالنور عورته بالنور كان يطلي عورته بالنور وسائر جسده أهله فقال لي هذا حديث أنا لم أسمع به من قبل ما هذا الحديث الغريب هذا؟ قلت له هذا حديث موجود استدل به. النووي قال ما عليّ بالنووي، هكذا ما عليّ بالنووي. حسناً، إذاً أنت تقول لنا شيئاً عجيباً غريباً،
هذا شيء جديد يحرمنا من أن نقول له جزاك الله خيراً، لقد أعدت الناس إلى التوثيق وجعلتهم أكثر. لا، لم يفعل هكذا، بل أحدث فتنة بأن كل ضعيف فهو مردود. وهو ما لم يقل به ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين ولا النووي سيد المحدثين ولا هكذا، وذهب إلى ضعيف الجامع الصغير وبعد ذلك فتح عليه. ها، إنه ضعيف خلاص. هو نفسه كان مضاعِفه وهو لا يشعر. بعد ذلك ارتكب المصيبة الثالثة، والمصيبة الثالثة هذه هي أنه بعدما ضعَّف صحَّح وبعد... ما صحَّح ضَعْفاً وبعد ما ضعُفَ صحَّح في ستةٍ وثمانين في المائة مما ذكره. البلوى الرابعة والأخيرة هي أنه
طبع كل ذلك طبعاً محرَّفاً، أتنتبه؟ طبعاً محرَّفاً في آخر حياته رحمه الله تعالى. نرجو الله أن يسمح بأنه قد أيقظ في الناس الاهتمام بالتوثيق، ويسامحوه عن هذه. الأخطاء الفظيعة، ولذلك هو ليس حجة تُعتمد عند العلماء. مولانا الإمام الرسول الدكتور علي جمعة وكبار العلماء بالأزهر الشريف، رضي الله عنكم وشكر الله لكم. دائماً مولانا، شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
اشتركوا في