والله أعلم | الدكتور علي جمعة يتحدث عن يهود بنو قريظة وقتل المسلمين لهم | الحلقة الكاملة

أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وما أسعدنا حينما نلتقي بصاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ليجيبنا على كل هذه التساؤلات التي دائماً نبحث عن إجابات حقيقية لها، أسئلة كثيرة في هذه الحياة من خلال هذا الدين الذي نصحح به كل حياتنا. مولانا بفضيلتك أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم. اسمح لي مولانا الإمام، في وسائل التواصل الاجتماعي وفي النص لدينا سؤال تكرر يقول: ما قصة يهود بني قريظة؟ وما قصة
أو حقيقة قتل المسلمين لهم؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. لما دخل... النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنى المدينة على مفهوم المواطنة وأكد هذا في صحيفة المدينة، وأصبح لكل مواطن في المدينة حقوق وعليه واجبات، وهذا واضح في الدستور الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم. والدستور هو أبو القوانين، فالقانون الحاكم للمدينة كان يؤكد على الجميع أن يشتركوا في حمايتها وأن يشتركوا في الدفاع عنها وأن يشتركوا في إقامة هياكلها الأساسية وأن يكونوا مواطنين منتمين، ووقَّع على هذا الدستور الجميع
فيما نسميه اليوم بلغة أدبيات العصر الاستفتاء العام، وكان هناك قبول عام لهذه القضية، وكان يسكن المدينة ثلاث طوائف كبيرة وقبائل كبيرة هم بنو النضير وبنو قينقاع. وبنو قريظة، وحدث في معركة من معارك المسلمين وهي معركة الخندق أن جاء المشركون في عشرة آلاف من المقاتلين، لكنهم فوجئوا بهذه الحيلة العسكرية التي كانت جديدة عليهم وهي إحاطة الخندق بالمدينة المنورة. إذاً فنحن الذين نضرب، ونحن الذين يُعتدى علينا ويُعتدى على هذا الوطن، والوطن
فيه قانون، وبالرغم من ذلك اتصل اليهود، وكانوا هم البقية الباقية في المدينة، بنو قريظة، اتصلوا بالعدو زمن الحرب وخانوا خيانة عظمى في زمن الحرب. إنها خيانة عظمى بلا شك. وما هي خيانة عظمى؟ باتفاق كل من سيقرأ القصة، سيرى أن اليهود قد خانوا وطنهم وبلدهم وخالفوا قانونهم الذي ارتضوه. خيانة عظمى تستوجب في... أغلب تشريعات الأرض تقضي بالإعدام، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل معهم شيئاً لم يحدث في النظام القضائي إلى اليوم. ماذا فعل مولانا وسيدنا صلى الله عليه وسلم؟ خيَّر المتهمين في اختيار قضاتهم.
ليس هناك شيء من هذا، بعد ما حاول الذهن البشري أن يصل إلى شيء قريب من هذا في المسائل الاقتصادية فيما يُسمى بالتحكيم أن يختار الخصمان قاضيهم أو المحكِم الذي سيحتكمون إليه، وتقول المحكِم وليس المحكَم. لا تقل المحكَم، الصحيح هو محكِم من الطرفين، يعني قالوا له: "كن حكماً بيننا"، احتكمنا إليه. هذا لم يرد إلى الآن في الجنائي، في المجال الجنائي لم يرد إلى الآن شرقاً وغرباً أن يأتي نأتي بالمتهم ونقول له من تريد أن تتخذه قاضياً عليك فيقول
أريد فلاناً. اجتمعت يهود بعد ما تحصنوا في حصونهم وبعد ما كادوا أن يعلنوا الحرب على نفس المسلمين بعد وقوعهم في الخيانة العظمى وبعد كل ذلك اختاروا شخصاً يضع أمواله عنده للتجارة. لماذا؟ لأنه لن يستطيع أن يقول إلا الحفاظ على مصالحه. من هو يا مولانا سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه وجزاه الله عنا خيراً؟ سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه كانت أمواله عند اليهود، عندما تكون أموالي عندهم ماذا يحدث؟ يعني توجد علاقات بيننا، مصالحهم ارتبطت بمصالحي ومصالحي بمصالحهم، فاختاروا. سَعِدَ فالنبي وافق
فوراً وترك القضاء يعمل عمله دون تدخل وهو سيد الكائنات وهو موحى إليه من رب العباد ولكن ترك القضاء حتى يعلمنا حرية القضاء واستقلالية القضاء واستقلالية القضاء واحترام القضاء. تركه ليدرس سعد القضية ويحقق مع بني قريظة وكيف ارتكبوا الجريمة التي وقعوا فيها باعترافهم، خيانة عظمى في الحرب في زمن الحرب هذا تعني أنها تتيح للتشريعات الحديثة أن ينفذ الأمر فوراً، أي لا يحال إلى القضاء العادي، بل يحال إلى قضاء عسكري يحكم في أول جلسة،
ولا نقض له ولا إبرام. لكن النبي لم يفعل هذا، ولم يُخرِجهم إلى القضاء العسكري، بل أخرجهم إلى القضاء المدني. المعتاد وزاد فلم يلحقه أحد من العالمين، انظر لم يلحقه أحد من العالمين إلى يوم الناس هذا، أن خير المتهم في قضية فحكم سعد بعد دراسة القضية، وبعد مشاورات مع بني قريظة، وبعد ما تقوم به النيابة العامة من تحقيقات، وبعد سماع حجج هذا الطرف المجرم باعترافه، ثم حكم. قال لهم: "أنتم أنتم فعلتم شيئًا عجيبًا غريبًا، هذا يا أبناء، في إعدام الجريمة التي ارتكبتموها هذه. لماذا
أصبح فيها إعدام؟ لماذا؟ لأنهم أتوا بالخيانة زمن الحرب للوطن قاصدين عالمين مختارين، أي قاصدين عارفين ما يفعلونه، عالمين بالجرم والخيانة، مختارين لم يكرههم أحد". فسيدنا سعد بن معاذ... قال لهم: "حسناً، حكمت المحكمة حضورياً بالإعدام لهؤلاء الرجال الذين اشتركوا في تلك الخيانة، وكان عددهم ستمائة". إذاً هذا حكم قضائي صدر من جهته المعتادة. انظر إلى الكلمات، كل كلمة منها لها معنى بالطبع. حكم قضائي، ليست بلطجة سياسية. صدر من قاضٍ،
صدر من جهته، من القاضي الصحيح المعتاد يعني. قضية المعتاد وليس قضية الاستثناء ولا العسكري ولا قضية أبداً المختار منهم. صحيح تعجب بنو يهود! الله، طيب أنت هكذا أموالك ستضيع يا سعد. قال: لكن أنا لا أستطيع، لأن هناك شيئاً يسمى ربنا. طيب، أنا أموالي ضاعت في الدنيا. عندما يُحكم عليكم بالإعدام، ماذا عن الآخرة إن... ما شاء الله، ماذا أفعل؟ كيف أقابل ربنا؟ ثم رُفع الأمر إلى رئيس البلاد والعباد، سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، صلى الله عليه وسلم. فعندما يحكم القاضي عندنا بالإعدام، يُحال الحكم إلى المفتي، ثم يُحال إلى جهات أخرى، وبعد ذلك نرفعه إلى رئيس الجمهورية لكي يعتمد الحكم.
قال رئيس ماذا؟ رئيس البلاد والعباد، رئيس الخلق أجمعين. قال ماذا يا سعد: "لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أسقف"، يعني يا سعد أنت حكمت، أنت استطعت أن تأتي بها كيف يا سعد؟ لقد كنت أتصور أن الحكمة تكون بمعنى أن تصيب في بعضه وتخطئ في بعضه، لا عليك لو فعلت تجاوزتُ عنك ذلك لأنني لا أتدخل في حريتي القضائية ولا استقلالها صلى الله عليه وسلم، لكن هذا يا سعد، هذا الذي نزل على حقِّ هؤلاء الناس. ماذا؟ إذ كان الله سبحانه وتعالى يوحي لنبيه ماذا يستحق هذا، فأحياناً ربنا يقول له يستحق القتل فالنبي يعفو، يقول له
يستحق القتل فالنبي من شدة رحمته، و"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، "لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً، ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً". يقول القاضي عياض: "ولم يثبت أن النبي قتل منافقاً أبداً". ما هذا؟ إن ربنا يقول له أنا... أُتيحت لك قتل المنافقين الذين يُظهرون الإسلام ويشوِّهون الأديان، لعلهم "أنا سأصبر عليهم أيضاً من أجل التي هي فرصة للصبر". قال له: "لك فرصة للصبر، أعبدك صبراً كما عبدتك
حباً"، فلم يقتل منافقاً قط. فقال له: "يا سعد، لقد حكمت بما حكم الله به" أو "بحكم الله من فوق سبعة رقائق التي هي سبع سماوات، فالله سبحانه وتعالى خارج عن هذه الأكوان، فهو فوقها أي متعالٍ عليها. لا يمكن أن يحل فيها ولا في أحد من البشر. ولذلك ربنا سبحانه وتعالى أوحى لنبي بأن هذا حكمه عنده، فطابق سعد ما كان عند الله، فرضي الله تعالى عنه. سعد الذي بلغته عدالته وبلغه إتقانه وبلغته شفافيته بأن يوافق حكم الله في قضية
بني قريظة، ولذلك فإن الست مائة هؤلاء، لأنه صدر فيهم حكم قضائي، لا نعدهم من قبيل القتل العسكري. القتل العسكري الذي حدث، لدينا ثمانون نزاعاً بين المشركين، القتل العسكري الذي حدث. كانت ثمانون غزوة أو ثمانون صداماً بيننا وبين المشركين في عشر سنوات. حضر النبي من الثمانين سبعةً وعشرين، وقاتل النبي في السبعة والعشرين سبعة فقط. مجموع من قُتل في الثمانين ألف وستة، وليس محسوباً منهم الستمائة هؤلاء. فسألني أحدهم: لماذا؟ فقلت له: هذا ليس له علاقة بقتل الحرب. قتل الحرب مائتين وستة وخمسين مسلماً مقابل ثمانمائة وسبعمائة
وبضعة مشركين عبر عشر سنوات. عشر سنوات يموت فيها سبعمائة وخمسون. يعني بحثنا مرة فوجدنا أن هذا العدد أكثر أو ضعف ما يموت في باريس من حوادث السيارات. ضعف هذا العدد الذي مات في شهر، ضعف هذا العدد الذي مات في. عشر سنوات إذا لم تكن المسلمون متعطشين لسفك الدماء ولا كذا إلى آخره، وفي حديث أبي موسى الأشعري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكثر الهرج"، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل والكذب"، قالوا: يقتلون أكثر مما نقتل، يعني مستكثرين كمن السبع مائة وخمسين. سبع مئة وخمسون هم الذين ماتوا في عشر سنوات، هم مستكثرونهم لأن عندهم وازع لعدم
الاعتداء "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين". فكانت أيديهم هكذا دائمًا. قالوا: "يا رسول الله، أرأيت لو قطع يدي؟" فنادى بشجرة فشهد الشهادتين، قال: "اتركه". ما الآية؟ الآية، التربية التي تجعله حتى غير قادر على الانتقام لنفسه، هذه هي التربية التي تربوا عليها والتي تربينا عليها. ولذلك هذا الحكم هو حكم قضائي. سنأتي الآن ونخلط ونجعل هذا نوعاً من أنواع الإفساد في الأرض. والذي لا يعرف ماهيته، إنه فساد عظيم لأنه تقرر عند جميع العقلاء أن الاعتراض. على القضاء فساد
في الأرض، وأن القضاء يقتل إذا ما قتل بحق لا بباطل، فلا تُلبسوا ولا تُدلسوا على خلق الله. يقتل بحق وليس بباطل، وهنا سيتميز لنا كلام المفسدين من كلام المصلحين. مولانا، أشكرك شكراً جزيلاً على توضيح هذه الحقيقة، حقيقة قصة بني قريظة في غزوة الخندق، ولا ينبئك خبير، فاصل ونعود إليكم. ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. إلى متى سوف نتلقى نحن البسطاء هذه الحكايات بهذا الشكل للدرجة أن البعض يتساءل: هل هناك غرض؟ والغرض كما يقولون
مرض. والله "الغرض مرض" هذه جميلة جداً، وينبغي على المشاهدين أن يحفظوها عندما يكون أحدهم جالساً يتحدث بما لا. يعرف لغرض في نفسه، غرض التشويش، غرض التلويش، غرض كذا إلى آخره، فيكون هذا مرضاً. هذا هو الكلام، لأننا أيضاً نسينا أمثالاً كثيرة من أمثالنا. فالغرض مرض، كان هذا مثلاً هنا عندنا، يتهم صاحب الغرض بأنه مريض مسكين، ولذلك المريض ضعيف فلا يُلتفت إليه، أما... شيوع استخدام الأقمار الصناعية والإنترنت وما إلى ذلك لن يمنع أحداً من الكلام. ما ينبغي علينا أن ننشئ ثقافة سائدة أهم عن طريق البرامج والحوار للناس حتى يكون معها ما يحصنها، لا أن
نمنع الناس من الكلام. دعوا الناس تتكلم، فالمدارية تكسر المحركات كما قلنا قبل ذلك بالأمس فقط. بالأمس حدث أن تعرف على مقولة "المدارية تكسر المحرات"، هذه التي كان يقولها من؟ اللورد كرومر. انظر إلى دراسته المتعمقة للأمثال المصرية "المدارية تكسر المحرات". كان في ذلك الوقت بعض الصحف موالية للإنجليز وكان يكتب فيها أناس وغيرهم، وكانت هناك صحف أخرى ضد الإنجليز، فيقول اللورد كرومر: لا تمنعوا الصحف قال لهم إن المدارية تكسر المحرك، وذُكِر هذا المعنى في المدرن إيجيبت (مصر الحديثة)، فهي الغرض المرض. الذي عنده غرض خفي مريض لأنه سيكسر المحركات عندما يكون خفياً. فدعهم يتحدثون، ولكن يجب أن يكون لدينا من الحصانة
والوعي والمعلومات ما يجعلنا نتلقى هذا ونضعه في مكانه الصحيح، فنعرف ما هو اسمحوا لي واعتذر أيها السادة المشاهدين وأهلاً بكل تساؤلاتكم واستفساراتكم على تأخرنا في استقبال المكالمات الهاتفية وأهلاً بك، السلام عليكم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضلي يا سيدتنا. فداها الله، يجعل العلم نافعاً لنا في الدنيا وشافعاً في الآخرة، آمين يا رب العالمين. تفضلي يا سيدتي، أنا عندي سؤالان. صحف إبراهيم وموسى لم تكن هي الصحف، وكانت مكتوبة باللغة العربية أيضاً يا إبراهيم. ولدي سؤال آخر، تفضلي يا سيدتي. أنا أخلط وأتلعثم في الصلاة، فتتداخل الآيات على بعضها، فأصبحت أصلي بالآيات الصغيرة وأربك في تلاوتها عندما أصلي. فهل يمكن أن تعطيني دعاءً أقوله حتى لا أخطئ؟ وهل يمكن أن سبحانه وتعالى يحسن
ختامك واختمنا جميعًا يا رب ويشرح صدرك يا رب ويسبح بذاكرتك. أما بالنسبة للذاكرة فأنت تقرأ السبع آيات الأولى من سورة سبح اسم ربك الأعلى حتى "فسنقرئك فلا تنسى"، وبعد ذلك تقرأها من البداية التي تقول "سنقرئك" سبع مرات إلا إذا شاء الله تعالى. فلا تنسَ، وبعد ذلك بعد أن تُنهي السبع مرات، اقرأ السورة حتى آخرها مرة واحدة. هذا سيساعدك على الحفظ ويجعلك ابنًا طيبًا ولن نُحرم منك أبدًا. أما سيدنا موسى فكانت لغته وكلامه العبرانية التي هي العبرية، فالتوراة عندما نزلت باللغة العبرية. وأما سيدنا إبراهيم فكان
من أور الكلدانيين فكانت ولسانه كلداني أصلاً، والكلداني أيضاً أحد الفروع للغات السامية كالعربي والعبري والكلداني والسرياني والآرامي. الآرامي كانت لغة سيدنا عيسى وبها نزل الإنجيل، يعني الآرامي هي نفسها السرياني ولكنها لهجة منها، مثلما عندنا الصعيد وعندنا الوجه البحري كلهجات مختلفة. لكن الآرامي هو السرياني، فإذاً صحف إبراهيم كانت بالكلدانية وصحف... سيدنا موسى كانت صحفه بالعبرية، وصحف سيدنا موسى هي التي سميناها بعد ذلك بالتوراة، وهي اسمها التوراة. وصحف سيدنا إبراهيم، هذه الصحف الأولى، كان فيها غرض أساسي ومحور
أساسي الذي هو التوحيد، أن الله واحد، وأن احذروا من عبادة الأوثان، وأن حرروا قلوبكم حتى تكون من القلوب الضارعة، ومجموعة من مجموعة من الأدعية، مجموعة من الالتجاءات إلى الله سبحانه وتعالى، فهكذا كانت في صحف إبراهيم، هكذا كان في صحف موسى، هكذا كان في زبور داوود، هكذا كان حتى في صحف آدم وصحف شيث، كلها كانت تميل إلى الأدعية وإلى التوحيد وإلى قدر كبير من التخلق بالأخلاق الحسنة مع النفس مع... الله مع الناس مولانا، اسمح لي معك. سيزا منى يا أستاذة منى، أهلاً بكِ أستاذة منى. طيب يا أستاذة ليلى، أهلاً بكِ. ألو وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضلي
يا سيدتي. لدي سؤالان. نعم، السؤال الأول: صديقتي لديها ذراعها وأعطيتها نصيحة وأنا خائفة. كنت لك صديقتي ذراعها لا تستطيع. ترفعه عندها ألم فيه وتقوم بعلاج طبيعي وهكذا، فتوقفت عن الصلاة، فقلت لها: تيممي وصلي. يعني إذا كنت غير قادرة على رفع يدك، أو غير قادرة على فعل كذا، أو غير قادرة على تشمير الكُم للأعلى، فتيممي حتى تتعافي وصلي. فأنا أخشى أن أكون قد أخطأت. لا يا ليلى، لم صحيح أو نصيحتك صحيحة، أنا لكي لا تتوقف صلاتي يا مولانا وسيدنا، هكذا لا تتوقف الصلاة يعني ضرورة أن أتيمم على الفور، حسناً. السؤال الثاني حضرتك: أنا أسعل فينزل البلغم، وأثناء صلاتي للمغرب الآن نزلت مني نقطة، فهل أنقض الصلاة؟ فأنا لا أعرف هل صلاتي صحيحة أم أعيدها؟
جالساً؟ حسناً، كيف حالك؟ لأن هذه ليست عادتك، أي ليست عادتك. لا، لدي مشكلة. أصبح لدي الآن مشكلة، أريد هذه المشكلة. انتبه، ليس من عادتك أن تسعل. من عادتك أنه عندما يحدث سعال يخرج شيء، لكن ليس من عادتك أن تسعل باستمرار. أنت تسعل. وقت برد، وقت إنفلونزا، وقت كذا إلى آخره، ففي الحالة التي هي ليست دائمة، أي ليس اسمه الحدث الدائم، هذا حدث مؤقت بحالة مؤقتة، فحينئذ نعيد له، لأن الإعادة ستكون سهلة وميسرة وبسيطة. فأول ما يخرج الشيء هذا بالطريقة هذه، نخرج من الصلاة، ونذهب لنعيد طهارتنا ووضوءنا، ثم نرجع لنصلي. مرة أخرى في أي سؤال ثانٍ سيدة ليلى، نعم، كتب شيخنا
الجليل أين أجدها؟ يعني ستجدينها تُباع في وسط المدينة وفي الأزهر وفي المكتبات الموجودة في الأزهر التي توجد حول الحسين وهذه المنطقة، نعم حول سيدنا الحسين الله نعم مدد يا مولانا السيدة، أهلاً. بك يا سيدة، السلام عليكم وعليكم السلام، مرحباً بكم. أريد أن أعمل صدقة جارية للمرحوم زوجي، فكرت أننا نقوم بتوفير سرير في مستشفى أو نساهم في إدخال المياه إلى قرى بعيدة. أريد أن أسأل الآن: لو افترضنا مثلاً أن هذا السرير تكسر أو هذه المياه حدث فيها ما يهددها... أريد أن أفهم ما معنى صدقة جارية وهل لها متابعة طوال حياتي أم أنها تُعمل مرة واحدة في العمر وانتهى الأمر؟ تُعمل مرة واحدة في العمر وتتركها لله وليس هناك شيء مؤبد، فكل الأوقاف التي أُنشئت منذ ثلاثمائة أو أربعمائة أو خمسمائة سنة قد انتهت،
فنحن نفعل هكذا ويكون هو. هذه صدقة جارية معناها أن الله يُجري ثوابها لأنها تنفع الناس أبداً المستقبلين بغض النظر عن بقاء جسدها وعينها وفائدتها، لأنه في بعض الأحيان المستفيدون أنفسهم لا يكونون موجودين، وفي بعض الأحيان العين نفسها غير موجودة قد هلكت من الزمن. الذي نفعله هو أننا نعمل الخير ونرميه في البحر، ثم يجلبه من البحر ويعطينا عليه ثوابًا لأنه سبحانه واسع وسبحانه كريم وسبحانه لا يناله منا نفع ولا يناله منا ضر، ولذلك لا تتأخري يا عيدة في عمل هذا الخير من أجل زوجك رحمه الله. اعملي وتوكلي على الله، والله سبحانه وتعالى هو
الذي يوصل هذا الخير وخلاص ويُحسب لزوجك. أن هناك صدقة جارية تجري عليه الثواب إلى يوم الدين. أما العين، فماذا يحدث فيها؟ يحدث ما يحدث، فهو سبحانه وتعالى ملك الكون وهو الذي يفعل فينا وفي الكون ما يشاء. مولانا الإمام، هناك سؤال يقول: من شدة البرد - أنا سيدة - من شدة البرد لا أستطيع أو يعني عن صلاة الفجر، أنا حاضر ولا أستطيع أن أستيقظ من النوم. ثانياً، هل أمسح على غطاء الرأس فإنني أغطي رأسي دائماً في الشتاء؟ يكفي في مسح الرأس ولو شعرة واحدة أو بعض شعرة، يعني يكفي أن تأخذ قدر إصبع هكذا وتمسح عليه هنا، ليس كل شعرها هو المطلوب في المسح. الوضوء هو مقدمة في المسألة، مقدمة لتلبس خفاً أو تلبس جورباً وتمسح عليه على طهارة وتبيت وتصبح في
الصباح والدنيا باردة، تمسح عليه في فصل الشتاء، لكن لا تترك أبداً الصلاة، "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً"، والصلاة هي عماد الدين، والصلاة هي الإناء الذي يُوضع لنا فيه. الله التجليات والرحمات والسكينة وكل ما ينزل علينا من خير، فعندما نضيع الصلاة نضيع الإناء، أين سنضعه؟ فلا بد عليها أن تقوم بنفسها في هذا ولها الأجر والثواب لأنه من أحد مكفرات الذنوب الوضوء على المكاره. نعم، في شدة هذا البلد، في شدة البلد مكاره. أكره أنا ذلك ولكن بالرغم... أنني كاره إلا أنني أقول له سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. ماذا يعني كاره؟ يعني أضغط على نفسي قليلاً، يعني لو كان الأمر بيدي ما كنت توضأت ولا قمت ولا عملت وكنت تدفأت تحت اللحاف، لكن
لما كان الأمر أمر طاعة ولما كان الأمر أمر بركة ولما كان الأمر. أمرٌ تعلَّق بالله، فيقوم لأجل ذلك قومٌ يُكرمهم الله أعظم كرم في الصحة وفي الأولاد وفي الرزق وفي رفع الدرجات وفي منح الحسنات وفي دفع الآثام والمعاصي إلى آخره. تقول لك ما هذا يا مولانا؟ ربنا يشرح صدرها ويمكِّن لها من نفسها ما تطيع به ربها وينقلها من دائرة سخطه. إلى دائرة رضاه آمين يا رب العالمين. اسمح لي مولانا أن آخذ اتصالاً هاتفياً قبل الفاصل مباشرة. سيدتي أهلاً بكِ، سيدتي مرحباً، سيدتي أهلاً بكِ يا سيدتي، تفضلي. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أنا بحضرتك، لكن حسناً الآن تكلم مع مولانا. معك، تفضل. السلام
مولانا وعليكم السلام، تفضل يا طه، جزاك الله خيراً. سيرتك كلها طيبة، الله يكرمك. تفضل حضرتك. لكن من إجاباتك - أحسن الله إليك - الحمد لله رب العالمين. حضرتك بمثابة ابني، يعني كنت حضرتك تجيب على سؤال الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي والقرآن الكريم، وحضرتك شرحت لنا - الحمد إلى جانبِ ذلك، سؤال أحببتُ أن أعرف الإجابة عليه من حضرتك، يعني هل الأنبياء أو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مخيرون وليسوا مجبرين؟ يعني من الأنبياء لا أحد منهم يخطئ وإن شاء الله ربنا جعلهم معصومين. طيب، السؤال الثاني: هل هم مخيرون في كل الأمور؟ أرجو أن يكون السؤال واضحاً. حضرتك بالطبع، وتكرم حضرتك. دعني أبدأ بأن أدعو له لعل الله يهديه ويكرمه. الدعاء يا
رب، يا ربنا يكرمه إن شاء الله ويهديه هداية تقر بها عينك. سنذهب إلى فاصل ثم نعود للإجابة على كل ما لدينا من تساؤلات. وأهلاً باستفساراتكم دائماً، أهلاً بحضراتكم. مولانا، اسمح لي أن آخذ الاتصال الأستاذة وفاء، يا أستاذة وفاء أهلاً بكِ، أهلاً بكِ. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضلي بنا. حضرتكِ إذاً أسأل مولانا الإمام عن مشروعية أو حرمانية وجود الكلب في البيت. يعني أنا سمعت آراءً كثيرة جداً وناساً تهاجم بشدة، رغم أنني أعتقد أن أحد الأئمة الأربعة... أجاز بوجوده في المنزل هذا الكائن الوفي الجميل النبيل في زمن عزّ فيه الوفاء يا مولانا.
ولو كان شخص مقيم بمفرده، فهو خير أنيس. وهل وجوده مع أهل الكهف في سورة أهل الكهف أليس هذا تكريماً له؟ حسناً، لقد أجبت أنت يا هو يا وفاء، يعني أنت الآن أجبت. وتصلح أن تكون كما يقولون في الإنجليزية "مساعد المفتي" يعني يمكنك أن تكون مساعداً للمفتي. فتشرفنا يا مولانا، هذه علاقة الله ووزننا، هذا الوحي. دعنا نتجاوز هذا المستوى من الوقوف عند القضايا كما تقول. الكلب أوفى حتى إن ابن المرزبان ألف كتاباً أسماه "فضل الكلاب على". كثيرٌ ممن لبسوا الثياب، فالكلب مفيد، وبعد ذلك فإن الكلب نافع. فهناك كلب للحراسة، وكلب للكشف عن الجرائم والمخدرات والحرائق، وفي كشف مساعدة
الضرير، وكلب للصيد، وكلب للحرث، وكلب للزراعة. أي أن القضية هي أننا لدينا ثقافة تجزئة الدليل، يأخذ كلمة ويطير بها من غير أن يعرف. أصلها وفصلها وعلاقتها مع الأحكام الأخرى وكيف إلى آخره، فالإمام مالك قال بطهارة الكلب، ولكن في نصوص تتحدث عن كلب معين في وضع معين وفي حالة معينة بأسباب معينة، ولذلك نحن دائماً نقول افتقدوا الشروط. هذه هي الإشكالية، أن كثيراً من الناس أثناء التعلم تفتقد الشروط وأنا ليس لي علاقة هذا هو الإمام فلان قال كذا وكذا. حسناً يا أخي، إذا كان اختلاف أمتي رحمة، حسناً
يا أخي، فقد نص العلماء على أنه من ابتُلي بشيء من ذلك فليقلد من أجاز. ما معنى ابتُلي بشيء يا مولانا حتى نفهم؟ يعني يقلد من أجاز، احتاج إلى... احتاج إلى... نعم. انظر إلى الكلب، انظر إلى شعور الوفاء، ماذا تقول لك؟ تقول لك هذا الكلب وفي، هذا الكلب جميل، بيني وبينه علاقة، هذا الكلب يعني هو أوفى من أولادي أو أوفى من الإنسان أو أوفى من كذا إلى آخره. أتى لأصدمها، قل لها: ولو كان لازماً أن ترميه في الشارع، فافعل. قوم يشعرون بأن هذا الدين هو شيء غريب القسوة، هل تلاحظ؟ هذه الأمور لا تتناسب مع بعضها، وتنشأ المشاكل من هذا الشعور. حسناً، إذا كانت هناك امرأة مؤمنة بالله ورسوله، ومسلمة، وتربت على الإسلام، ويحدث في قلبها شيء
ضد هذا الموقف العجيب الغريب، فماذا نقول لها؟ ماذا نقول لها من يرى الإمام مالك أن هذا الكلب ليس نجساً وما إلى ذلك، ويجلس وهكذا. ونقول لها حقيقة أخرى أن الملائكة لا تحب المكان الذي فيه كلب أن تدخله، لكن ليس أنها لا تحب الكلب، بل هي لا تحب المكان فندخله. فعندما نعد مكاناً للصلاة، نخصص غرفة لا يدخلها الكلب ويجلس فيها. أصبح يسرح في المكان الذي يريده لكنه طاهر، لعابه طاهر، وجسمه طاهر، وكله طاهر. هذا الفكر هو فكر الاختيار الفقهي المبني على الاحتياج، وهذا الاحتياج قد يكون احتياجاً فكرياً، وقد يكون احتياجاً مادياً، وقد يكون احتياجاً متعلقاً بالعصر، وقد يكون احتياجاً متعلقاً بالمكان، وهكذا عندما يأتيني
في أمريكا رجل معه كلبٌ ضريرٌ يريد أن يركب سيارة أجرة، وبعد ذلك الأخ مسلم فيقولون له: لا، تنجس لي الدنيا. حسنًا يا سيدي، الله يحفظك، أنت بهذا شوهت صورة الإسلام والمسلمين ورفضت الإنسانية التي هي قبل التدين أصلًا. أنت بهذا أربكت الدنيا بغير وعي وبغير علم. لماذا التقليد الأعمى؟ يعني من دون لا تركبه، والكلب ليس نجساً، وكن سفيراً للحضارة، وكن وردة بين الأمم، لأننا مكلفون بتبليغ الدين لهؤلاء الناس جميعاً. والدين ليس هكذا، الدين لم يُجمع على شيء من هذا. الدين جاءت أمامه مصادر، والذي استطاع أن يؤول المصادر ويفهمها فهماً معيناً يتناسب مع عصرنا ويتناسب مع حقائقنا، فليكن
به. نأخذه ولا يحدث له شيء، فيقول إنه من ابتُلي، يعني من احتاج إلى شيء من ذلك، فليقلد من أجاز. حسناً، في الماضي كان المسلمون يرفقون بالكلاب لكنهم لم يكونوا يحبون إدخالها البيوت، ثقافة سائدة هكذا، فكانوا يصنعون لها مساقي الكلاب هناك في بيت القاضي. رأيتها هنا أباً ماتشاب أو أوقفها ينظفونها وكان الشيخ علي الخواص يذهب ليغسلها من العشاء إلى الفجر، وبعد أن يصلي الفجر مع الناس يذهب لينام رضي الله عنه. لماذا؟ لأن الكلب يشرب مياهاً نظيفة. لقد فعلنا أشياء كثيرة، فالنبي عليه الصلاة والسلام تركنا ونحن وهو يقول: "دخلت امرأة بغي الجنة في كلب". فالسيدة... وافق. ماذا تقول الآن؟ تقول لك فقط أننا سمعنا كثيراً. نعم بالطبع. هيجان... من أين يأتي؟
أغلبهم من النابتة. ومن هم النابتة هؤلاء؟ يريدون أن يقصروا أنفسهم على وضع معين ولا يتزحزحون عنه، ولا يفرقون بين النص وتفسير النص وتطبيق النص. ونحن نرشد لوجه الله تعالى. كثير جداً منهم يكبر كثير منهم يصر على ما هو عليه لأنه يتعبد بألفاظ الكتب التي فهمها فيقف عند النص دون مراد النص إلى آخره. هذا ما حدث مولانا الإمام معالي سيادته. أهلاً بك، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله. هل
هناك خلاص والحمد لله؟ ألا يكون هذا ما نسميه يا... تجديد النية الإجمالية وليست التفصيلية. حسناً، السؤال الثاني يا أستاذ، تجديد سؤال ثانٍ: الحماة التي هي أم الزوج، هل لها حقوق على زوجة ابنها أم ليس لها حقوق؟ بمعنى أنه إذا تجاهلتها زوجة ابنها ولم تتعامل معها، فهل تُعتبر زوجة الابن مقصرة تجاهها؟ لا ذنب عليها ولا قسم. إن الأخلاق الدينية التي
نمتلكها تقول إنها بمنزلة أمك، نعم، لكنها ليست أمك، بل هي بمنزلة أمك. ما معنى الفرق؟ يقال لك: هذا بمرتبة وزير لكنه ليس وزيراً، بمرتبة رئيس وزراء لكنه ليس رئيس وزراء، بل بمرتبة فقط. هل فهمت؟ فهنا تكمن المسألة، بمرتبة فقط في اللغة الإنجليزية، مفهومان يقولان لك إن الحماة (أم الزوج) في القانون، أي أن القانون هو الذي جعلها أمك. والشريعة هي التي جعلتها أمك، ولذلك عليك أن تعامليها معاملة الأم. إذا غضبتِ منها، فكأنك غضبتِ من أمك. وخدمتك لها كخدمتك لأمك. فتحصلين على ثواب كبير، وهذه فرصة لا ينبغي أن لا أستطيع أن أقول لك لا، ولا لأمك، ولا شيء من هذا القبيل،
وأشجعك على الترك، فأكون قد ضيَّعت عليكِ فرصة كبيرة جداً ستندمين عليها يوم القيامة. هي ليست أمك فقط، بل هي مثل أمك، أي في منزلة أمك. فكل خير ستفعلينه، وكل صبر ستصبرينه، وكل مداراة ومحاولة معها ستقومين جداً لأنك أنزلتها منزلة أمك من ناحية الأخلاق الشرعية. نعم مولانا الإمام، معي الأستاذة نجوى. يا أستاذة نجوى، أهلاً بكِ. أهلاً بحضرتك. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضلي. في الحقيقة سؤال حضرتك كان سؤالين. السؤال الأول: إذا صلحت أنا وربنا بصلاتي الورد - الحمد لله - ومعاهدتي العملية حينما كانت رعاية الله، فإن الحمد لله ليس مرضًا سيئًا، أنا بخير والحمد لله. يعني الذبح هو ذبح وتوزيع مثلاً، أو إعداد طعام للناس، أو أن تقومي بالتوزيع. يعني شفاء الله وعافاه، كل هذا صحيح، كل هذا
صحيح. إما أن يأكلوا أو يُوزَّع عليهم، يا أختي، حسب القدرة وحسب إمكانياتك آخره كل هذا صحيح وكله عليه ثواب. مولانا الإمام، ارجع لسؤال الأستاذ الذي يقول: هل الأنبياء مسيرون أم مخيرون؟ كل العالم بما فيهم الأنبياء على حد التخيير. ذلك النبي من النبي ماذا حصل فيه؟ رُفعت عنه الحجب. كل إنسان منا حوله حجب، هذه الحجب فيها الغفلات، فيها الرغبات، فيها الشهوات، أشياء مثل هذه تُعد عوائق يا مولانا، هذه الحُجب عوائق بيننا وبين الوصول إلى رب العالمين. هل تنتبه كيف قال: "ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك" الذي هو الحُجب؟ فالنبي وكل الأنبياء أيضاً ليس حولهم هذه الحُجب، فتعلَّق قلبه
متضرعاً لله رب العالمين، فلما حدث ذلك لم يعرف. يحدث أن يشعر بالخجل والحرج، لكنه لا يزال مخيَّراً، لا تزال إرادته التي سيحاسبه الله عليها موجودة، ولذلك مع هذه الإرادة توجد عصمة. هذا الاختيار هو صفة البشر جميعاً أنهم مختارون، وهبهم الله العقل، وكلفهم الله بافعل ولا تفعل، وأكرمهم الله بالنعم المتتالية، ثم بعد ذلك قال لهم هذا. حلال وهذا حرام ففعلوا، فما الذي يميز النبي عني؟ يتميز عني بأنه قد رُفعت عنه الحُجب، ولما رُفعت عنه الحُجب ماذا حدث؟ حدثت العصمة. هذه العصمة من أين أتت؟ من اختياره. يعني عقلاً، هل
يمكن أنه باعتبار البشرية يرتكب معصية؟ نعم عقلاً، يمكن أن يرتكب. وواقعاً؟ أبداً لا يرتكبها ولا يقترب منها، لماذا؟ لأنه لم تحط به حُجب تدعوه برغبات وشهوات وغفلات وحُجب تدعوه إلى المعصية. فهو قد تحرر، وأزال هذا الحمل الثقيل من على ظهره. "ورفعنا عنك"... انظر، "ووضعنا عنك وزرك"، الحمل الذي كان عليك، أزلناه، ليست المعصية، بل الحُجب، حسناً، لأنه لو أنه ربنا سبحانه وتعالى "ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين"، الله
هو الذي يمكنه ذلك باعتبار الألوهية، أما باعتبار الواقع فلم يخفِ رسول الله ولا كلمة ولا حرف ولا شكلة، لقد قام بواجبه خير قيام صلى الله عليه وسلم فاستحق عند ربه الفردوس والمقام المحمود يبقى السؤال: هل هم مُسيَّرون أم مخيَّرون؟ لا، بل مخيَّرون هم مخيَّرون. حسناً، هذا التخيير يشمل... نعم... حسناً، ما الفرق الذي بيني وبينهم؟ أنا مخيَّر وهو مخيَّر، فلماذا هو معصوم إذن؟ هو معصوم لأن الحجب قد سقطت عنه بفضل الله. حسناً، ولماذا لا يُزيل الله الحجب عني؟ لقد لي فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. أعطانا الطريق وقال لنا: والذاكرين الله كثيراً والذاكرات. يعني عندما أفعل هكذا مثل النبي في سقوط الحجب، وليس
مثل النبي في درجة النبوة لأن النبوة قد ختمت. سبحان ربي وما الوحي بمكتسب، أي لا يمكن أن أجلس في المغارة وأبقى. أعبد ربنا يعبد روحي، قم فربنا يوحي إليّ، خلاص انتهت هذه الحكاية. ولذلك هؤلاء الشباب الإرهابيون وشباب الإخوان وغيرهم عندما يقرؤون (الحسن بن...) في المؤتمر الخامس هذا، يتحدث على أساس أنه نبي. هل تدرك كيف يتصرف هؤلاء الشباب؟ عندما تأتي بالشباب الإرهابيين يقول لك: "الأصل أن سيدنا الخضر فعل في يقول "وما فعلته عن أمري" متغافل، أتظن نفسك نبياً مثل الخضر؟ وهكذا فإن هؤلاء الشباب في داخلهم يريدون - يا للأسف - أن يكونوا على يقين الأنبياء. لكن النبي يوحى إليه وأنت لست موحى إليك، وبذلك بطلت حجتهم. وكل ما قالوه بعد ذلك كان بناءً على قصة يوسف أو بناءً أو بناء على
هذا الكلام، فإن الذين يستدلون به مخطئون لفقدان الشرط. فهناك شرط اسمه النبوة لم ينتبه إليه. هناك شرط هنا اسمه النبوة في سيدنا يوسف لم ينتبه إليه، ولذلك حسبنا الله ونعم الوكيل. لماذا يوجد أناس يفهمون النصوص على غير وجهها الصحيح؟ مولانا الإمام جزاك الله عن نوعٍ وعن أمة سيدنا محمد كل الخير لأنك تُنبِّه الناس وترفع الالتباس وتعمل بحزم وتقول بحزم كما يقول الكواكب ولا تنفك حتى تنال ما تقصد، شكر الله لكم مولانا الإمام، شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،