والله أعلم | الدكتور علي جمعة يرد على شبهة إنشاء الجماعات والفكر المتطرف | الحلقة الكاملة
أهلاً بكم وأحييكم بتحية الإسلام، وتحية الإسلام هي السلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ويوجهنا سيدنا دائماً أن أفشوا السلام بينكم، هذا هو إسلامنا، هذا هو ديننا، هذا هو نبينا صلوا عليه وسلموا تسليماً. وسعدت دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا العالم الرباني الأصولي الدكتور علي جمعة وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. لنناقش معه في حلقة الثلاثاء من كل أسبوع الرد على كل تلك الشبهات المتعلقة بالجماعات الإرهابية منذ إنشائها والأفكار المتعلقة بها من التكفير
إلى التفجير. مولانا الإمام أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم. بداية الفكر المتطرف وهذا التيار، لماذا نشأ في البداية وأنشأ هذه الجماعات؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. البيئة التي نشأت فيها هذه الجماعات وهي بيئة معاصرة كان قبلها احتكاك كبير بين الغرب والشرق، بين محور فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وبلجيكا وسُمِّيت بالدول المستعمِرة، وبين المحور الإسلامي الذي نقول عنه: تنجى جاكارتا غانا فير غانا، هذا محور وهذا. محور ولكن هذا المحور الغربي اعتدى على بلاد المسلمين واحتل بلاد المسلمين، ومن أول هذه الحملات
التي وُجِّهَت إلينا بعد فشل الحروب الصليبية فشلاً كبيراً في القرن الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر من الميلاد، فقد جاءت الفترة الاستعمارية، هذه الفترة الاستعمارية ولأن هناك جدلية أو صدام بين هذا المحور. وذلك فإنها كانت تريد القضاء على دولة الإسلام والخلافة الإسلامية، والخلافة الإسلامية استقرت في تركيا بعدما جاء سليم خان إلى القاهرة وأخذ معه معززاً مكرماً الخليفة العباسي، والخليفة العباسي الذي خرج من القاهرة طبعاً خرج منها سنة تسعمائة وخمسة وعشرين هجرية، ذهب وأُكرم وعومل معاملة الخلفاء على
أساس. أنه هو خليفة المسلمين إلى أن مات، فلما مات أعلن سليم خان أنه هو الخليفة، وذلك أن سلطانه قد استولى على مصر وعلى الحجاز وعلى الشام وعلى العراق، ودانت له هذه الدولة. وكان في ذات الوقت نفسه هناك أمور متعلقة بانهيار الأندلس وخروجها من يد المسلمين، وكان هناك أمور. متعلقة بخروج الصفويين الشيعة في إيران محاولين إحداث انقسام في صفوف المسلمين، فمن الداخل ومن الخارج كانت هناك أسباب تستلزم أن يعلن سليم خان هذه الخلافة. نعم، إن الحدود الفكرية كانت محدودة لهذه
الدولة إلا أنها قدمت مميزات كثيرة وحمت كثيراً، واستمرت هذه من تسعمائة وخمسة وعشرين التي هي... اتُّهمنا بعد رحيل الخليفة العباسي الأخير من القاهرة وحتى ألف وتسعمائة أربعة وعشرين حيث انتهت الخلافة تماماً في بلاد تركيا. هذا إنشاء جديد، يعني نحن الآن نتخاصم منذ الثورة الفرنسية ألف وثمانمائة اثنين وثمانين. يأتي إلينا هنا المستعمر الإنجليزي سنة ألف وثمانمائة وثلاثين، وفرنسا تحتل الجزائر بعد ذلك. قبل ذلك احتلت إيطاليا ليبيا، ودخل الإنجليز السودان، كما دخل الإنجليز أيضاً قبل ذلك منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر
الهند، وكانت في الهند مملكة إسلامية كبيرة في حيدرآباد الدكن، استمرت حتى عام ألف وتسعمئة وستة وثلاثين وهي تحكم بالإسلام، وكانت جزءاً من إمبراطورية إسلامية كبيرة، وبالرغم من ذلك فإن هذه الدول المستعمرة جاءت من أجل أن تأخذ خيراتنا ومن أجل أن تأخذ مواردنا ومن أجل أن تبني قطارات الأنفاق عندها. فلندن تحتها مدينة اسمها لندن، كلها من دمائنا وأموالنا. هذا الوضع يعني إذا كان هناك صدام، وكان الكفاح المسلح تحت هذه الراية جائزاً، وكان الكفاح المسلح مأموراً به. أن أعداء البلاد دخلوا واحتلونا، والاحتلال كما تقر ذلك كل الأعراف الدولية جنيف الأول وجنيف الثاني بشأن
الحرب، أن الكفاح المسلح جائز ضد هذه الاعتداءات. وتدخل ضد هذه الاعتداءات "واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل". ما يفعلونه من سرقة الشعوب هو فتنة والله أعلم بها. بأن هذه الفتنة أشد من القتل، فبالفعل هؤلاء القوم جاءوا وأخذوا خيرتنا وأخرجونا من ديارنا، وكانوا أذكى من الأوائل من التتار ومن الصليبيين الأوائل، فلم يقتلوا ولم يفعلوا ذلك، وإنما تحت عناوين أخرى من الخداع مثل حقوق الإنسان، ومثل الاستعمار بزعم أنه سيعمر بلادنا، وكان ذلك في سنة ستة. في الثلاثينيات، أبرمت مصر اتفاقية مع إنجلترا، فأنشأت الطريق القديم الخاص بالصعيد من أجل مرور القوات،
وليس من أجل تحسين مصر، وتركت الريف كما هو، واكتفت فقط بأن يزرع القمح حتى يُصدّر إلى لانكشاير ليتحول إلى قماش ثم يعود مرة أخرى. القرش ببعضه لنا بجنيه وباثنين نظل نجمع الغلال يا مولانا، وسوق للاستهلاك، هذا سعر السوق بعد ذلك. فهذا هو الظلم البيّن الذي لم يفعله المسلمون قط في حياتهم. دخلوا الأندلس فما خربوها، دخلوا مصر فلم يخربوها، دخلوا إيران فلم يخربوها، دخلوا في كل مكان، لم يخربوا، لم ينقلوا. خيرات البلاد إلى المنبع أو إلى الأصل حتى تكون الحجاز مثلاً روضة من رياض الجنة. كانوا يقفون نعم في المجاعات ويقفون في الملمات،
ولكن ما فعلوا هذا الاستعمار بمفهومه أبداً. هذا مفهوم غربي قبيح جاء من إنكار الله، يعني هؤلاء الناس خرجوا من كل ملة فلا المسيحية توافقهم ولا غيرها. يوافقهم إطلاقاً على ما فعلوا، وظل هذا النزاع. وسقطت الخلافة، سقطت الخلافة، وواضح عند كل المسلمين أنها لم تسقط لحالها، وأنهم لم يتركوا دولة الإسلام لحالها، بل حاربوها وقهروها وما إلى آخره. في سنة أربعة وعشرين سقطت الخلافة، فلم يعد في الأرض خليفة. سنة ثمانية عشر فجئنا بواحد إنجليزي وواحد فرنسي اسمه. يجتمع سايكس وبيكو في الهند ويقسموننا. أهذا
صحيح؟ ما شأنك أنت بتقسيمي؟ لماذا تتدخل في شأني الداخلي؟ أنت مجرد محتل. في عام 1919 وجدنا بلفور رئيس وزراء بريطانيا، التي لا تغيب عنها الشمس حينذاك، يتدخل ويمنح فلسطين هدية لليهود، واليهود لم يكونوا قد تجمعوا أو تشكلوا بعد. في المحارق التي أقامها هتلر، هل تدرك أنها ليست مزعومة تماماً بل هي مزعومة في الأعداد؟ مثلما يقال إن ستة ملايين ذهبوا ضحيتها. لم يكن هناك ستة ملايين يهودي في ذلك الوقت، وهذا بسبب المبالغات. فهذه المبالغات هي التي نتحدث عنها. إنها مذعورة لكن فعلاً هتلر ارتكب جريمة وجريمة ضد الإنسانية وجريمة ما فعلها المسلمون قط، لكنهم ارتكبوا جرائم؛ أبادوا الهنود الحمر وأبادوا سكان
تسمانيا في أستراليا وأبادوا الزولو والبوير في إفريقيا. لقد أبادوا وأبادوا، ولكننا لم نُبِدْ شعوباً ولم نُخرج أحداً من دياره ولم نسرق أموالهم وجعلنا... عبيدنا الذين يقول بعض الناس: هل يوجد من يجعل عبيده حكاماً؟ نعم يا سيدي، نحن جعلنا عبيدنا يحكموننا لأننا أناس حضارتنا مبنية على الإنسانية، وليست مبنية على الحمق والغباء. فالكفء يحكم حتى ولو كان عبداً، حتى لو أن سلطان العلماء العز بن عبد السلام باعهم بالفعل، فاستجابوا لبيعه المماليك. طبعاً لماذا؟ لأنهم يطبقون الشرع الشريف، فما هذا الإيمان كله! ما هذه الحلاوة كلها! أن يرضى شخص وهو رئيس الدولة أن يُباع ويُشترى وما إلى ذلك، حتى ينهي مشكلة فقهية دستورية قانونية. إذاً
نحن أناس في المستوى العالي تماماً، ففي هذا الجو، جو القرن التاسع عشر والقرن... في القرن العشرين سقطت الخلافة. سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما نذهب إليه لنسأله: "يا رسول الله ماذا سنفعل؟"، فيجيبنا. يجيبنا عندما نسأل ماذا نفعل عندما نتخذ القرآن هدىً لنا. أما إذا لم نتخذ القرآن هدىً لنا، وهو عليهم حجة. هل انتبهت؟ "هدى للمتقين" يا رسول الله. نحن الآن في خلافة، وهذا الخليفة يعني عقله على قدره، ماذا أفعل؟ قال لي: "فإن كان في الأرض خليفة أخرجه أحد، فالزم الخليفة ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك".
قلت له: "طيب، فإن لم يكن في الأرض خليفة يا رسول الله، السادس من مارس سنة أربعة وعشرين؟" قال: "فالهرب الهرب"، ماذا يعني؟ الهرب الهرب يا مولانا! انسحب! ارفع يديك! إلى أين أذهب؟ ابق مكانك. والنبي عليه الصلاة والسلام في حديث آخر قال: "من كان له بقر فليلحق ببقره، فليلحق ببقره، ومن كان له غنم فليلحق بغنمه". أنت ليس لك، فابق كما أنت واصمت. كن حتى إذا جاءتك الفتنة فادخل بيتك، لو دخل. عليك ببيتك فادخل دارك، كل هذا النبي يقوله. فلو دخل عليك دارك فادخل مصلاك، فإن بهرك بريق سيفي وخفت منه فضع عباءتك على وجهك، وكن أنت عبد الله المقتول ولا تكن أنت عبد الله القاتل. العظة هذه تعني أننا فهمنا إلى أين نذهب، فهمنا الهرب.
الهرب يعني خير مال المرء. غنيمات يتتبع بها شعف الجبال ومواضع القطر، يفر بدينه من الفتن. إنه يوجهه إلى مكان مثل اليمن، مكان مثل أفغانستان، مكان فيه جبال يعني. حسناً، هنا أنا لو ذهبت وجلست في الجبل، قد أدخل في منطقة عسكرية وأنا غير منتبه، حينها عليك أن تلزم بيتك وتبكي على خطيئتك، كن حلساً. من قطع أثاث بيتك؛ قطعة الأثاث تعني ماذا؟ يعني مثل قطعة قماش توضع عليها الملابس، أي مثل الخزانة. كن قطعة أثاث من قطع أثاث بيتك. علماً أن الخزانة لا تتغير كل يوم لأنها ثقيلة فلا أحد يغيرها، لدرجة أن الناس صنعت خزانة في الحائط وتركتها، فكن قطعة أثاث من قطع أثاث بيتك. أريد شيئاً أكثر من ذلك يا منقذي من النجاة يا مولانا من النجاة يا رسول الله، فهو هو في كله. لقد قلت
لك الآن حوالي عشرة أحاديث متتابعة. حسناً، وعندما أفعل ذلك هل أتكبر على الناس وأكفرهم وأشركهم وأفجرهم وأخرج عليهم بالسيف إلى آخره؟ فقال لي: لا يا أبا موسى. حديث أبي موسى الأشعري يقول لي ماذا؟ يقول لي: "يكثر الهرج"، فقال: "وما الهرج يا رسول الله؟" قال: "القتل والكذب". إذاً أنت لا تفعل هذين الأمرين، عرفت الهرج يعني ماذا؟ القتل والكذب. نبتعد عن هؤلاء تماماً، الذين هم من أتباع الإخوان. فأنت لو دخلت على مواقع الإخوان... ولا قنواتهم كذب محض طوال النهار لأنه تقويم للواقع على غير ما هو عليه، فالقتل والهرج
يكسر الكذب، ويكسر القتل القتلَ والكذب، فقالوا: فما نفعل يا رسول الله حينئذٍ أكثر مما نقتل؟ يعني القتل الذي تتحدث عنه أكثر مما نقتل؟ حسناً، كم قتلوا هم؟ في عشر سنوات قتلوا ألفاً. وستة لم يقتلوا، لو مات ألف وستة منهم مائتان وستة وثمانون شخصاً مؤمناً ماتوا في الحرب، فيكون الفائت من الباقي سبعمائة. يعني الصحابة قُتِل منهم خلال ثمانين غزوة سبعمائة نفر، أي أقل من حوادث المرور في باريس في مدة شهر واحد بسبب الضباب وما شابهه، وذلك في عشر سنوات. لم يقتلوا شيئاً. قال: "ليس هذا الجهاد
في سبيل الله. أنتم تدافعون عن كلمة الله، عن الموضوع، عن حقيقة الدنيا، ليس هذا، وإنما يومئذ يقتل الرجل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه". فقالوا: "يا رسول الله، أمعهم عقولهم يومئذ؟ أهم مجانين أم فاقدو العقل؟" فقال: "يومئذ يسلب الله عقول..." أهل هذا الزمان يفعلونها هكذا بالإنترنت وبكسب القنوات الفضائية وبالشرك، فقال الرامي: قم وارمِ يا رسول الله.
قال: بل الرامي هو الذي سيفعل هكذا. وفي حديث البزار يقول: أخاف على أمتي من رجل أوتي القرآن مثل سيد قطب هكذا، حتى إذا بدت عليه بهجته وبهاؤه، بهاؤه هكذا هو، نعم. أتدرك أنه عندما خرج على غيره، أول ما يفعله هو تغييره؟ الطبعة الثانية من "الظلال" غيَّرها، وخرج على جاره يتهمه بالشرك. فقالوا: الرامي بالتهمة أم المُتهم أحق بها؟ قال رسول الله: "بل الرامي". سيد قطب هذا هو الذي كفَّر الأمة، هو الكافر لأنه هو الذي كفَّر الأمة، وليس الذي يترك لك من... كتب: أنتم لا تكفِّرون الذي يقول لا إله إلا الله، نعم، وارتكب فعلاً من أفعال الكفار وهو أن يُكفِّر المؤمنين، فهذا فعلٌ من أفعال الكفار، ولذلك سيُؤاخَذ
عليه مؤاخذةً شديدة. الله يعامله بما يستحق، والله عادل لا يظلم عنده أحد، ولا يظلم ربك أحداً. فهذه هي الخريطة الخاصة. عندما نشأت هذه الجماعة سنة ثمانية وعشرين، نشأت في جو صراع دولي، وجو احتلال للبلاد، وأجواء تأويل، وأجواء عدم استهداء بكلام النبي. هذا ما جعل هؤلاء الناس يتصرفون هكذا من خلال هذه القراءة المتأنية والواعية جداً لهذا التاريخ ولهذه المساحة الزمنية، وبالرغم من خروج التكفير والهجرة والسلفية. الجهادية والجهاد من عبادات الجماعة
الإرهابية، لماذا إذاً انضم إليها الكثير من الشبان في تلك الفترة؟ فاصل ونعود إليكم لنجيب على هذا التساؤل. أهلاً بحضراتكم، ذكِّر أستاذ المشاهدين بسؤالنا على صفحة الفيسبوك: ما رأيك في إنشاء جماعات باسم الدين؟ وسنجيب في الجزء الأخير من الحلقة على التساؤل الثالث من حضراتكم. على صفحة الفيسبوك مولانا الإمام، ونحن نتتبع هذه القراءة الواعية لفضيلتكم لهذا التاريخ لنخلق هذه حالة الوعي وعودة الروح. لماذا انجذب وانضم شباب كثير إليهم في البدايات يا مولانا؟ سأقول لك كلمة واحدة تلخص ما هنالك وهي الخداع، نعم، والخداع يتمثل فيما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه. حذرنا صلى الله عليه وسلم من تغيير المصطلحات، وكثير من الفرق التي خرجت قامت بتغيير
المصطلحات، والنبي حذرنا وقال: "سيأتي على الناس زمان يستحلون فيه الخمر يسمونها بغير اسمها"، يستحلونها بذلك، فيسمونها ويسكي، أو يسمونها بيرة، أو يسمونها شامبانيا، حتى يقول لك: "لا، أنا لا أشرب خمراً، إنما أنا أشرب"، وقد كان وارد عن... الملك فاروق كان يشرب الشامبانيا وقال: "أنا ملك مسلم لا أشرب الخمر". من الغريب هذا النوع من التناقضات. من الممكن أنه فعلاً لم يكن يشربها إطلاقاً وأن كل هذه إشاعات، ومن الممكن أنه كان يشرب الشامبانيا باعتبار أنه يقول: "أنا ملك مسلم وهذه شامبانيا ليست..." خمار يعني وارد هكذا وارد هكذا يا مولانا وارد هكذا وارد هكذا أنت تعرف المشهدين نعم نعم حتى لا نظلم الرجل رحمه الله تعالى بارك الله فيك لكن كان واردًا أنه
كان يشرب شامبانيا لكنه يسميها اسمًا آخر. بعض الناس من العوام وهو يشرب البيرة ولا ينتبه إلى أن البيرة هذه خمرة لأنها تسمى بيرة، يعني كانوا يشربونها لتدر البول أو لأنها شراب شعير أو ما شابه ذلك. لم ينتبه أن هذه خمرة، لأن ما كان كثيره مسكراً فقليله حرام. هم لم ينتبهوا لذلك، لا بأس، لكن انظر كيف حذرنا النبي: احذر من تغيير الأسماء، احذر من تغيير الأسماء، فعندما... تغيرت الأسماء وأعطيت الأسماء بغير اسمها فيتخبط الناس. هذه القصة حدثت في التاريخ الإسلامي عدة مرات، من ضمنها تسمية البن قهوة. فالقهوة هذا اسم في العربية من أسماء الخمر، فعندما سألوا المشايخ:
"هل القهوة هذه حلال أم حرام؟"، قالوا لهم: "حرام قطعاً، قهوة تعني خمرة، تعني حرام"، وهم لم يدركوا ذلك. بلغهم أن هناك نباتاً جديداً ظهر يغلونه اسمه القهوة، فانظر كيف تم التلاعب، كذلك عندما ظهرت البنوك سمّوا ما يقوم به البنك قرضاً وهذا خطأ، فالذي يقوم به البنك هو تمويل وليس قرضاً، وليس قرضاً إطلاقاً نهائياً البتة. فلأجل هذا التكييف الفقهي، قال علماء كثيرون إن كل قرض جرّ نفعاً فهو ربا. نحن نحفظ، نعم، ولكنك بهذا فقدت إدراك الواقع. فمن المهم جداً جداً أن تعرف المصطلحات، فالنبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن الجماعة، والجماعة في كلام سيدنا الرسول معناها يساوي الدولة،
فذهبوا وسرقوا اسمه. احتلال المصطلحات، نعم، هناك اختلال وهناك احتلال، الفرق بينهما نقطة. احتلال المصطلحات، فذهبوا كلمة. جماعةٌ تعني دولة، قالوا: خلاص نحن جماعة، يعني أنتم دولة. نعم، حسناً. كان فاروق يصلي وفاروق يحضر، وجعل مشايخ الأزهر الكبار ومشايخ الأزهر ووكيل الأزهر والمفتي وغيرهم أن يلقي خطبة كل أسبوع، وكان يذهب معهم. فاروق وعبد الناصر كانا يصليان، وكانت له خطبة. ليت الناس تطّلع على خطابات عبد الناصر في... المولد النبوي الشريف وترى ماذا يقول على المنبر يا مولانا. لا، هذه خطبة. نعم خطبة، نعم خطبة. إنه خطاب في المولد، نعم، نعم. لقد اعتلى المنبر سنة ستة وخمسين، وخمسين صحيح في الأزهر. لكن في الأزهر من
باب الصعيدة هكذا صحيح، ولكن، ولكن أغلقوا باب الصعيدة منذ ذلك الوقت. حتى فتحته أنا، أنا الذي فتحت باب الصعيدة بارك الله فيكم لكي يدخل الناس من الجهة القبلية. فكان عبد الناصر يصلي، عبد الناصر يصلي الجمعة اليتيمة في مسجد سيدنا الحسين دائماً. كان عبد الناصر يصلي العيدين بشكل ملتزم، وكذلك حسني يصلي. أما السادات فكان يُلقب بالرئيس المؤمن من كثرة صلاته. كثير من أتباع السيسي يصلون، اسمه ماذا هذا؟ هو الثاني يعني مرسي كان يصلي، هل انتبهت؟ المستشار عدلي منصور رضي الله تعالى عنه كان يصلي. كل الناس يا إخواننا، فهو يكون "ما أقاموا فيكم الصلاة"، فإذا هذه الجماعة هي الجماعة وهي الدولة، فلا تهرب من الجيش ولا تهرب من الضرائب. لم يخالف القوانين،
لم يكسر إشارة المرور، ومن خرج عن الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية. قالوا نحن الجماعة إذن، فيصبح هذا ما نسميه دائماً الدين الموازي. نعم، يكون الدين في شيء لفظ مصطلح، وذهبوا هم وأخذوا هذا المصطلح وركبوا عليه مفهوماً آخر. هذا هو الاحتلال يا مولانا، هذا هو الاحتلال، يترتب على... هذا الاحتلال اختلال في الفهم دائماً، أصبح هذا في كل شيء. لقد جعلت حسن البنا هو الإمام الذي طاعته من طاعة الله، وجعلت الخروج عن هذه الجماعة والرجوع فيها وتغيير الرأي فيها نوعاً من أنواع المروق والخروج وما إلى ذلك، وخرجت عن الحاكم الشرعي الذي ربنا سبحانه. وتعالى نصره، ودائماً يقوم بنصرهم عليهم ثمانين سنة. أكثر من ثمانية وعشرين، نحن الآن داخلون في تسعين سنة، داخلون
في تسعين سنة، والله تعالى يهزمهم وينصر جماعة المسلمين عليهم. حسناً، جماعة المسلمين هؤلاء، هل نحن فعلاً جماعة المسلمين؟ حسناً، هيا نرَ عندما جاءوا وحاولوا قتل عبد ناصر، عبد الناصر. جمع كل من له علاقة بالإخوان بمعنى الذين في التنظيم والذين كُتبت أسماؤهم والذين لم تُكتب أسماؤهم، ويمكن أن يكون هو وعائلته، ويمكن أن يكون متعاطفاً. جمعهم فبلغوا ثمانية عشر ألفاً. هؤلاء الثمانية عشر ألفاً ظل يحقق معهم حوالي ستة أشهر. هؤلاء الثمانية عشر ألفاً كانوا عندما كنا آنذاك في سنة أربع وستين. وخمسين الأزمة الأولى ثمانية عشر مليوناً، فيكون الثمانية عشر ألفاً من الثمانية عشر مليوناً يساوي كم؟ يساوي واحداً في الألف.
حسناً، هذا كل ما في الأمر. هذا الواحد في الألف حققه معهم، فاستمر في حبس ألفين وستمائة، والباقي من الثمانية عشر ألفاً خرجوا وعادوا إلى وظائفهم وأماكنهم وما إلى ذلك. لأنه تبين أن لديهم شيئاً من النزق، نعم يعني ما هم ليسوا مشتركين في الجرائد، متعاطف متعاطف يفهم خطأً، ليس منهم منه، وهكذا عاد ليصبحوا ألفين وستمائة، هؤلاء الألفين وستمائة هم المشتركون الفعليون في الجريمة، مائة تقدموا للمحكمة، احسب لي الآن النسب أكرمك الله، واقسم لي ألفين. واحد ثلاثة آلاف، واحد لا داعي له، ألفان وست مئة
لأجل كذا، على ثمانية عشر مليوناً. ثلاثة آلاف على ثمانية عشر مليوناً تصير واحداً في الستة آلاف. تخيل أن أمامك ستة آلاف إنسان، وتخيل أن واحداً منهم إخوان، إخوان فعلي. خلاص، الألفان والست مئة هؤلاء ماذا يعنون؟ تمت تصفيتهم فلم يعودوا موجودين. منهم إخوان أو ما شابه، الذين هم من الإخوان صحيح؟ كم عددهم ممن ثبت عليهم ذلك يعني؟ كم تقريباً؟ هو حوالي ألف وخمسمائة أو شيء مشابه، لكن لا بأس، دعنا نقول ثلاثة آلاف شخص من الإخوان في شعب يبلغ عدده ثمانية عشر مليوناً، فيصبح شخص واحد في كم؟ في الستة آلاف، شخص واحد في الستة آلاف. يا أستاذ، قلت الآن، وأصبحت واحداً في العشرة آلاف. كم نحن الآن؟ نحن مائة مليون. واحد في العشرة آلاف،
فكم شخصاً في كل عشرة آلاف؟ يكون رقم العشرة مع رقم المائة فيصبح عشرة. أي عشرة آلاف، فهم من أولهم إلى آخرهم عشرة آلاف إنسان. آدم بما فيهم أزواجهم وأولادهم وكل شيء، عشرة آلاف بني آدم. هؤلاء العشرة آلاف بني آدم يحاولون أن يلعبوا من خلف الستار، من الخارج يتظاهرون بالحماس ومن الداخل هم مختلفون. مرة يقولون عشرة آلاف شخص، ثلاثة أرباعهم أصبحوا من الخلايا النائمة، ومرة أخرى يقولون لك: لا، هؤلاء الإخوان سيئون. انتبه أن عشرة آلاف شخص من مائة مليون شخص بما فيهم الكبير والصغير، هؤلاء الناس نشأوا في بيئة لها مبررها. ماذا تقول هذه البيئة يا جماعة؟ نحن نريد
بعد انهيار الخلافة أن نتجمع مع بعضنا البعض. ألم يكن هذا الكلام يقوله الملك فؤاد؟ نعم، هذه بداياته كما يقولون. هكذا ثمانية وعشرون يعودون لهذا، نعم. وقد عُقِد مؤتمر الخلافة في القاهرة سنة خمسة وعشرين ولم يتفق المسلمون والملك فؤاد على شيء في المؤتمر. وفي سنة ستة وعشرين أقام الهنود مؤتمراً ثانياً للخلافة فتدخل فيه الإنجليز وأفسدوه. ثم ظهر صاحبنا سنة ثمانية وعشرين وكان عمره اثنين وعشرين سنة من أحداثه. الأسنانُ سُفهاءُ الأحلامِ، وهكذا ذهب وأنشأَ جمعيةً لكي تُعَلِّمَ الناسَ أن تحافظَ على الصلاة، وأن تنظِّفَ المساجدَ، وأن تفتحَ مستوصفاتٍ، وأن تقدِّمَ خدمةً اجتماعيةً، وأن توزِّعَ زيتاً وسكراً، وأن تُكوِّنَ فريقَ كشافةٍ، وأن تُشكِّلَ فريقَ تمثيلٍ، وأن تقومَ بنشاطٍ اجتماعيٍ،
فدخلوا من هذه الناحية، انظر. الخداع قالت: نحن جماعة هكذا يعني جماعة نذكر الله، حسناً لا مانع. لست أحب أن أعترض على كل هذه الأمور، ونحن نصلي، لا مانع. ونريدك أن تقول هذه المأثورات التي هي الوظيفة الزروقية، حسناً لا مانع. الصوفية، الناحية الصوفية، ونريد أن نربي على الإيثار. جميل جداً هذا الإيثار، وعلى الخلق. القويم. نعم، يجب أن تكون لدينا همة. لا مانع، فطبيعة العصر في هذا المجال جعلت شخصاً مثل الشيخ محمود خطاب السبكي في سنة ألف وتسعمائة واثني عشر، قبل ذلك بستة عشر عاماً، يؤسس الجماعة الشرعية، لكنه قال: "يا جماعة، نريد أن نربي، لا نريد أن ننازع السلطة، نحن نتبع هذه الدولة، فنحن..." نريد أن
نربي، نريد أن نبلغ كلمة الله ونربي الناس، وهناك الفارق أو هنا الفارق يا مولانا. الفارق سيأتي أيضاً بعد ذلك بصورة أشد. لقد انكشفت النيات بعد إحدى عشرة سنة، سنة تسع وثلاثين أو أربعين، اثنتي عشرة سنة. بدأ حسن البنا بعدما كان يقول إننا نربي الأمة فقط، انتبه جيداً. أصبح لدينا حتى نصل إلى الدولة، محمود خطاب يقول: "نُربي الأمة" ولكن لا يوجد شيء آخر حتى نصل إلى هذه الدولة، فأنشأ الجماعة الشرعية. والجماعة الشرعية موجودة حتى الآن، تقدم الخدمات وتعمل ولها فروع حوالي خمسة آلاف فرع. هؤلاء الخمسة آلاف منهم ألف وثمانمائة فرع فيها مستشفيات، المستشفى الواحد بثلاثين. أربعون مليوناً لأنه يوجد بناء منذ مائة سنة مضت ويقدم خدمة ولا أحد، وهي موجودة
وحية وكل شيء. جاء الشيخ الخضر حسين وعمل شيئاً اسمه الهداية. الإمام الأكبر جاء، والطرق الصوفية كان الشيخ التجاني محمد حافظ التجاني - شيخنا رحمه الله ورحم الجميع - عمل نشاطات يرد فيها على المستشرقين، يرد فيها على المستغربين يرد فيها على المبشرين، يرد فيها على البهائيين، يرد فيها على من الناحية الفكرية. جاء الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم وأسس العشيرة المحمدية، الإمام الرائد، وانتبه جيداً ووضح للناس أموراً عديدة، وكلهم متفقون أن الجماعة هي دولة الله، ولذلك تقبلها الناس بقبول حسن، وكان من هؤلاء الناس الوزراء والأمراء وال... كذا إلى آخره لأنهم يشعرون أن هؤلاء يتحدثون بصدق. هل عندما رأوا منكراً تستروا عليه أبداً؟ بل أمروا بالمعروف ونهوا
عن المنكر وقالوا عن الخطأ إنه خطأ ونصحوا لله ورسوله، لأن الدين هو النصيحة. ليس الدين أن تحمل سلاحاً وتقتل به أحمد ماهر وتقتل به سليم زكي وتقتل به أحمد. الخازندار وتقتل به مقراشي وتقتل به إبراهيم عبد الهادي محاولاً وفشلت، وتقتل به واحداً من أتباعك اسمه سيد فايز لأجل نزاع بينكم، وتقتل به عبد الناصر وفشلت، وتقتل به حمد جده وفشلت، وتدمر به سينما عابدين، وتدمر به محكمة عابدين، وتدمر... ما هذا؟ أليست إرهابية؟ كيف يعني؟ أنتم تحكمون على... روحكم فيصبح هؤلاء الناس عندما برزوا، برزوا في بيئة فيها صراع. انتهى الصراع، وقامت الثورة، وخرجت إنجلترا، وتحررت البلاد كلها. الشام تحرر، والمغرب تحرر. ما اسم هذا؟ كان المغرب
مُستولى عليه من قِبل الإسبان والفرنسيين، وليبيا كان مُستولى عليها من قِبل الإيطاليين. تحرر الجميع، ودخلنا في عصر تحرر البلدان وزوال الاستعمار بصورته التقليدية. أنتم إذاً تجاهدون من؟ تجاهدون أبناء جلدتكم ودينكم وأبناء لغتكم ووطنكم أم تجاهدون من؟ ففي هذا الموقف حدث فيه بعد ذلك أولاً الخداع، وثانياً عدم استشارة النبي. لم يذهبوا إلى النبي ليستشيروه، ولو كانوا ذهبوا إلى النبي ليستشيروه لقال لهم لا تفعلوا هكذا. من الذي قال له إذاً لا... لا تفعل هكذا، فإن النبي لا يرضى عن مثل هذا. الشيخ محمد عبد الوهاب الحصافي، كما أقر في مذكراته، قال لحسن البنا التي طُبعت سنة خمسين بعد وفاته: "كان لنا طريق وكان له طريق،
وصار كلٌ في طريقه". فهل كان طريقه طريق الله وأنت طريق الشيخ؟ الحصافي أنت طريقك طريق الشيطان، كان له طريق وكان نبَّهوه أن ما تفعله يا بني هو فتنة، ولكنه لم يستمع وظل في غيِّه، وبدأ كل جيل يأتي أشد سوءاً من الجيل الذي قبله، حتى وصلنا إلى إرهابية سيئة. لذلك وجب علينا أن نرد على كل هذه الشبهات المنتشرة على الفيسبوك لنجيب عليها. عليها فيما تبقى من وقت في هذه الحلقة. الأستاذ مجدي يقول:
أرجو رد فضيلة الشيخ على من يحتج من الإخوان بأن الدولة تحارب النقاب. هي الدولة لا تحارب النقاب ولا تحارب الحجاب ولا تفرض على أحد أي شيء، مثل الدولة الإسلامية الأولى. الدولة الإسلامية الأولى تُبلِّغ الناس أحكام الله فتقول... لهم عورة المرأة هكذا، وليس من عورة المرأة الوجه والكفان، لأن امرأة قامت في المسجد سعفاء الخدين. طيب، وكيف عرف أنها سعفاء الخدين؟ وكذلك المرأة لا تخفي وجهها في الحج، فجاءت امرأة جميلة فأخذ الفضل بن العباس ينظر إليها والنبي يحول بيده وجهه، يعني يقول له: لا، لا تنظر. بالأسلوب الذي لا ذوق فيه، فيشيح بوجهه هكذا، يعلمه كما يعلمنا جميعاً الأدب الرفيع. فالنبي عليه الصلاة والسلام
في الحقيقة، حكاية إخفاء الوجه هذه قد شاعت فينا وانتشرت بيننا، ولكنها ليست من الشريعة، إنما هي من العادات. فالبلد الذي اعتاد على ذلك، تسير على ذلك. "خذ العفو وأمر". خذ بالعرف وأعرض عن الجاهلين، والبلد الذي لم يعتد على ذلك، فلا حرج فيها إن لم يُفعل شيء، وليس هناك إثم ولا تكلف، لدرجة أن الإمام مالك قال: إذا لم تكن عادة البلد فيكون مكروهاً. وإذا ظنت أنها أفضل من صاحباتها لأنها غطت وجهها، فهذا لا يصح، ويكون فيه كِبر. هنا في هذا الموضع فكرة التمايز هذه يا مولانا، فالإمام مالك فيما روى، أو الشيخ الدسوقي في الحاشية، أنه هذا يكون مكروهاً، لكن المغاربة مالكيون لكنهم يغطون وجوههم. ففي خطبة
قديمة لجمال عبد الناصر كان يتحدث فيها مع حسن الهضيبي، فحسن الهضيبي يقول له: في الأصل يعني هناك مشكلة بيني. وبينك الآن وكذا قال له: ما المشكلة؟ قال له: أنت لازم تفرض الحجاب على السيدات. قال له: كيف أفرض الحجاب على السيدات؟ الحجاب الذي تريد أن تتحجب فلتتحجب. انظر، هذه سياسة: من تريد أن تتحجب فلتتحجب، لأنني لو فرضت عليها الحجاب فسأكون آمراً بشيء من النفاق، وستتحجب أمامي فقط. وستخلعه ليس أمامي، بمجرد أن تركب الطائرة تخلعه. فالقضية أنني لا أمنع الحجاب، فمن تريد أن تتحجب فلتتحجب، لا يوجد قانون يمنع الحجاب ويفرض محاربته. ماذا؟ من تريد أن تتحجب فلتتحجب، ومن تريد أن تتنقب فلتتنقب، ومن لا تريد
فهي لا تريد. من يستطيع فليفعل، ومن لا يستطيع فلا يفعل، وهذه مهمة الدعاة. والعلماء الذين يوضحون الدين والأحكام الدينية للناس، ليس للدولة شأن في ذلك. الدولة لم تكن ضد هذا الأمر ولا هي أيضاً تفرض هذا على الناس. لماذا؟ لأن هذا ما فعله الصحابة عندما دخلوا ما وراء النهرين، فوجدوا نساءً سافرات، فقالوا لهن: "حسناً يا سيدتي، أنتِ وهي هكذا؟" فردوا عليهم: "لا، نحن لسنا متحجبات لأجلكم". الصلاة لكم والصيام لكم، نحن نشهد الشهادتين، نعم، ولكن يا سيدتي غطي رأسك، فنحن لسنا مغطين. فسألوا سيدنا جعفر الصادق في هذا الأمر، قالوا له: ماذا نفعل في هذه المشكلة؟ كيف نغض أبصارنا؟ فقال: سقطت حرمة النظر إليهن. كلام جعفر الصادق فيه فلسفة أنه إكراماً للمرأة، لا أحد يرى شعرك إلا بإذنك. عندما تريد
أن تقول له: "هذه موافقة على أن يصبح زوجي"، فقد أفرطت في حقك. هذا يعني أن الواجب والحق وجهان لعملة واحدة. أنت حر صحيح، لكنك حر، وعلى فكرة هو إثم أيضاً، لكن من شاء فليفعل ومن شاء فلا يفعل، كما قال ربنا: "فمن شاء فليؤمن". ومن شاء فليكفر، الذي يريد [أن يكفر] فليفعل. لا تأتِ بعد ذلك لتقول لي أي شيء آخر غير ما فعلته الأجيال الأولى؛ فإنهم دخلوا فعلاً ووجدوا أن ليس كل الناس استجابت. فماذا فعل؟ قال: حسناً يا أخي، كفى الله المؤمنين القتال، لكنه لم يفرض على أحد شيئاً ولم يمسك أحداً ليضربه ويجري. وراءه بالشيء، نعم في العصر العثماني حدث هكذا، الحرام لك والسلام لك والشيء لا أعرف ماذا، حدث هكذا، لكن هناك في القرون الأولى لم
يحدث هكذا، فلا الدولة ضد الحجاب ولا الدولة ضد النقاب ولا قالت لأحد لا تفعلوا ولا أصدرت قوانين مثل هذا، فهذا كذب، نعم، ومن ضمن قلة. العقل الذي يصف الواقع بغير ما هو عليه، وبعد ذلك ما الأمر بالنسبة للنساء؟ عندما كنت تذهب لحفلة أم كلثوم تراها في الشاشات هكذا، تجد كل النساء الجالسات شعرهن ظاهر. أما الآن فستجد أكبر الشخصيات في البلد، وستجد كل الجالسات محجبات. لم تقل الدولة لهؤلاء اخلعن، ولا قالت الدولة لهؤلاء. البسوا البسوا، إنما ربنا له حكمة في هذا يُسأل عنها العلماء. هذه هي القصة، مولانا الإمام. كذلك هناك سؤال من الأستاذ أحمد يقول: فيما أعلم أن الكلب مخلص
أمين، فلماذا سُمي الخوارج بكلاب أهل النار؟ لأنهم يشبهون الكلب في إيذاء أهل النار بأصواتهم، يعني صوتهم عالٍ مثل نباح الكلب. الكلب عندما... ينبح ويكون مزعجًا مزعجًا، افهم أنهم سيزعجون أهل النار. كلاب أهل النار معناها أنهم سبب في إزعاج أهل النار، يعني أهل النار يقولون لهم: أليس كافيًا ما نحن فيه؟ أكنا ناقصين وجودكم؟ هل تدرك؟ فيجدون النفرة حتى ممن معهم في العذاب، يجدون هذه النفرة شيئًا مؤلمًا. جدًا أن يجد المرء من في جنسه متحاملًا عليه. كان سيدنا الشيخ إسماعيل العدوي
يأتي ليسجل في التفسير، فتبدأ الكلاب بالنباح. ما هذا الأذى! فيعيد ثانية، ثم يعيد ثالثة، إلى أن دعا الله أن يُسكتهم فسكتوا إكرامًا للنبي صلى الله عليه وسلم. فهذه هي الحكاية، وهؤلاء الناس هم كلاب أهل النار. لأنهم يؤذون أهل النار بنباحهم من شدة العزف. مولانا الإمام، اسمح لنا كل ثلاثاء إن شاء الله أن يكون لنا تساؤلات كثيرة والإجابة عنها والرد على هذه الشبهات من منهجكم الأصيل الإصلاحي. فاسمح لنا بذلك دائماً عبر حلقة الثلاثاء من كل أسبوع إن شاء الله. أشكرك شكراً جزيلاً ورضي الله عنكم. وشكر الله لكم دائماً،
دمتم في رعاية الله وأمنه، إلى اللقاء.