والله أعلم | الدكتور علي جمعة يرد علي إدعاء المتطرفين بجواز قتل النفس لنصرة الدين | الحلقة الكاملة

بسم الله الرحمن الرحيم وقل رب زدني علماً يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين افتح علينا فتوح العارفين بك. أهلاً بكم في هذا اللقاء الذي يتجدد دائماً مع صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ليرد الرد الجميل والرد المفهم. على هذه الشبهات التي يثيرها المتطرفون الإرهابيون اليوم، هم دائماً يقولون: نحن ندافع ونجاهد ونقتل الناس لأجل هذا الدين. كيف يتشبثون بهذه الآراء المعوجة؟ أيضاً، كيف
فهموا خطأً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم مولانا. كيف أتى إليهم هذا المعنى أنهم يقتلون الآمنين بحجة... نصرة هذا الدين الذي جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. صدقني ويصدقني كل من يسمعني أنهم أتوا بهذا من جهلهم ومحض هواهم ومن عقولهم الفاسدة الكاسدة ومن شهوة الزعامة التي تصدروا فيها قبل أن يتعلموا وتزعموا فيها قبل أن يفهموا، فإن لله وإن إليه الرجوع، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه النابتة
وقال: "أقوام حديثو الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من كلام خير البرية لا يجاوز إيمانهم تراقيهم"، وقال: "يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم"، وقال: "لئن أدركتهم لأقتلنهم". قتل عاد وقال طوبى لمن قتلهم وقتلوه، وقال صلى الله عليه وسلم في وصفهم: "هم منا من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلوبهم قلوب الشياطين". فهؤلاء الناس حكم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الموحى إليه من ربه، أنهم كلاب أهل النار، فقال: "الخوارج كلاب أهل النار" ونبهنا ودلنا. ونصحنا وتركنا على المحجة البيضاء وقال إذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد
الأعظم ومن شذ في النار، وهذا هو خمسون ألفاً أو مائة ألف مع الخوارج، ومليار ونصف المليار من المسلمين هم السواد الأعظم، السواد الأعظم الأجل الذي يذوب فيه كل هؤلاء كما يذوب الملح في الماء، هم كُثُر في من العلماء والفقهاء والأولياء والأتقياء والمتمسكين والملتزمين من المسلمين رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم رفضوا هذا المنهج النجس وردوه وأطاعوا رسول الله فيهم، وهذه العسكرية المصرية متمثلة في جيشها وفي شرطتها تقاومهم وتقتلهم، ولعل الله سبحانه وتعالى أن يلقي في قلوبهم
هذه القوة التي أرشدهم إليها رئيسهم فقال بالقوة الغاشمة. التي لا تميز بينهم لأنهم لا يمتلكون فكراً نفكر به معهم، ولا يمتلكون شبهة، وإنما هي كلمات قد درسوها بقلب هرم مقلوب، وبجيل متتالٍ بعد جيل، وبدين موازٍ لدين محمد صلى الله عليه وسلم. تسألني عن سبب لا وجود له، ما سبب أن يكون هؤلاء؟ كذلك حكى أهل الفكاهة أحوال هؤلاء فتكلموا عن رجل يريد أن يسمع نشرة الأخبار في الحائط، وكلما وضع أذنه استمع وكأنه يسمع
شيئاً من الحائط. فسأله أحدهم: "ماذا تصنع؟" قال: "أسمع نشرة الأخبار"، فوضع الرجل أذنه معتقداً أن هناك نشرة أخبار حقيقية، فوضع أذنه على الحائط فلم يسمع شيئاً، فقال اسمع شيئاً، قال: ما هذا الذي يُجنّنني؟ يعني هو يبحث عن الأوهام بالأوهام في الأوهام ويعيش معها ومقتنع بها، فهذا أقرب إلى الجنون منه إلى استقامة العقول والتفكير المستقيم. هذه حقيقة الموقف، أما ترتيب الأدلة فإنهم يستحلون القتل برواية صاحب موسى، وصاحب موسى نسميه في رواياتنا بالخَضِر عليه السلام. والخضر
عندما قتل الغلام، وعندما خرق السفينة، وعندما أقام الجدار، قال: "وما فعلته عن أمري"، يعني أنه قد تلقى علماً من لدن الله سبحانه وتعالى. ولذلك تحدث العلماء عن أنه كان نبياً. أرادوا أن يقيسوا أنفسهم في إدراك النص الشرعي وفي إدراك الواقع المعيش على النبي. وفي الوصل بينهما على النبي، فوصل بهم الغرور واليقين الزائف والجزم المخالف للواقع الناشئ عن غير دليل، وصل بهم إلى أن يعتبروا أنفسهم كالخضر. طيب، الخضر موحى إليه، هل أنت موحى إليك يا مغفل يا فاسد؟!
ليس موحى إليك ولا شيء، إنك رجل بدأت خطأً وتوسطت خطأً وانتهيت خطرًا. على المجتمع والناس هذا ما أنت فيه، فالله سبحانه وتعالى قد حرم في كل الديانات النفس التي حرم قتلها إلا بالحق. وحقها أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً. ما هذا؟ هذا هو الذي كتبه الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل، يقول. ربنا سبحانه وتعالى من أجل ذلك، من أجل قصة ابني آدم: "واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قرّبا قرباناً فتُقُبّل من أحدهما ولم يُتقبل من الآخر قال لأقتلنك"، انظر إلى الطغيان. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما من قاتل يقتل أخاه"، أخاه في الإنسانية، في الوطن، في الديانة، في القرآن ما من أحدكم يقتل أخاه إلا كتب الله كفلاً من هذا على ابن آدم الأول لأنه من سنَّ سُنَّةً سيئةً فعليه وزرها ووزر من اتبعها إلى يوم الدين لأنه هو الذي بدأ، هو الذي علَّمنا العبارة القبيحة هذه أن يقتل "لأقتلنَّك، لأقتلنَّك، إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك". وصبر وقتل، فلما بعث الله غراباً يواري سوءة أخيه قال: "يا ويلي! أعجزتُ أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي"، فأصبح من النادمين. ربنا بعد ذلك يقول: "من
أجل ذلك"، من أجل أمر ذلك الذي هو إشارة إلى القتل بغير حق هذا، من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل. كما كُتِبَ علينا، لأنه يقول: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ"، فهذا خاص بنا. "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا". والذي يقتل الناس جميعاً، هذا قتل مَن؟ المؤمن وغير المؤمن، نعم. والذي يقتل... غير المؤمن، هذا المؤمن، حسناً عرفناه وعرفنا عظم ما يفعلون، وعلى فكرة هؤلاء الخوارج لم يقاتلوا إلا المسلمين فقط لا غير عبر تاريخهم الأوائل والأواخر، لم يقاتلوا
إلا المسلمين. الجماعات الإرهابية أول ما قتلت أحمد ماهر باشا، وقتلت أحمد الخزندار باشا، وقتلت سليم زكي، وقتلت محمود فهمي النقراشي. وقتلت السيد فايز منهم من عصابتهم وحاولت قتل عبد الناصر وقتلت السادات وقتلت الشيخ الذهبي وقتلت الشيخ الذهب، كل هذا من تحت الجماعة البلاء الأسود هذا، خوارج العصر الذين وصفهم الأزهر الشريف بأنهم خوارج العصر منذ أن خرجوا وإلى الآن. وُلِدَ حسن البنا سنة ست وبدأ دعوته سنة ثمانية وعشرين. اثنان وعشرون سنة، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام. آه، ما هو اثنان وعشرون سنة، اثنان وعشرون سنة وتصدّر
وتزعّم وما إلى ذلك. يروي لنا الشيخ القليوبي رحمه الله تعالى، وكان مولوداً سنة ستة، وكان من المعمّرين. فائقة عبد الهادي القليوبي، وكان من تلاميذ الشيخ عبد الوهاب الحصافي. قال لي: زارنا حسن. البناء بأكمله وبجميع تفاصيله، أي معه كل المحتوى، وكانت أمه [حاضرة]. وفي الخطبة قدم شيئاً مميزاً، فهو ماهر باللسان، أي يتكلم بأسلوب جميل. "فَرُبَّ أن يكون أحدكم ألحن بالحجة من أخيه"، أي أكثر فصاحة، لكن هذه الحجة إلى أين ستذهب عند الله عندما يُضِل بها الناس ويخرج [عن الحق]. بها عن حدود مرادها، فهذا الرجل جاء، ثم جاء الشيخ
الحصافي بعده بقليل، الشيخ محمد بن عبد الوهاب الحصافي رضي الله تعالى عنه، الذي هو شيخ حسن البنا، الذي كان شيخ حسن البنا، وعندما عرض عليه ما سوف يفعل قال له: "يا بني، هذه فتنة"، فقال: "وكان لنا طريق وكان طريق فصار كل في طريق. حسن مشى في طريق الحصافي، مشى في طريق الله، يبقى حسن مشى في أي طريق؟ طريق الشيطان! فقد كان هو - أي حسن - يقول هكذا في مذكراته التي طُبعت سنة خمسين، بعد وفاته بسنتين، أو سنة تسعة وأربعين وخمسين. فالشيخ عبد الهادي يحكي لي شخصياً ويقول فلما جاء الشيخ عبد الوهاب وكنت فرحاً بحسن على الناس التي حولي كلها، فقال له: "يا سيدنا الشيخ محمد، يا عبد الوهاب، يا حصفي، إنما ماذا!
حسن جاء وخطب خطبة، إنما ماذا!" وكان يهزأ ويسخر، "أهو إنما ماذا يا مولانا، لا تقل إنما ماذا"، قال له: "لعنة الله". فعرفت حاله من سيدنا الشيخ منذ إذ لعنة الله عليه. إن النبي عليه الصلاة والسلام ما كان يلعن إلا للكبيرة، فيصبح هذا الرجل قد ارتكب كبيرة. ما هي الكبيرة التي ارتكبها؟ إنه غيّر معالم الدين، وأضل الناس، وخرج على المحجة البيضاء، واستباح القتل. هذه هي الكبيرة التي ارتكبها والتي نحن... نجلس نشاهده حتى هذه اللحظة، كل هذه الأموال المهدرة في مقاومة الإرهاب، التي كان من الممكن أن نبني بها المدارس والمستشفيات ونعمر بها الأرض ونفعل بها الخير.
حسبنا الله ونعم الوكيل، ولن ننسى. هل يجوز قتل الإنسان أم لا؟ قتل الإنسان هذا محرم في كل الأديان، من أجل ذلك كتبنا يعني كما كتبنا عليكم أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون أسرفوا على أنفسهم. هل يوجد من يفعل ما فعلوه هذا؟ هل يوجد من الناس أمام هذا الأمر ويقول لك إنها نُصرنا بالرعب، وهؤلاء هم الذين أسرفوا على أنفسهم، طبعاً أسرفوا في القتل، نعم، طبعاً أسرفوا على أنفسهم حتى ظلموا أنفسهم، لأنهم سينالهم من الله عقاب في
الدنيا وفي الآخرة. هذا المدعو محمد العدناني الذي قُتل كان يقول: أنا قرأت سيد قطب وكتبته بخطي عشرون سنة حتى حفظته، انظر إلى "في ظلال القرآن"، حفظ كتاباً في عشرين سنة، تخيل إذاً كيف أعرف أن أُخرِجه مما هو فيه. فالقضية ليست هكذا، القضية أننا نخاطب عقلاء الأمة وعقلاء العالم بأننا براء من هؤلاء. أنا بريء ممن خرج على أمتي لا يميز بين برها وفاجرها، هؤلاء. خرجوا على الأمة هؤلاء خرجوا على الأمم، والنبي صلى الله عليه وسلم كما يقول ابن طلاع في أحكامه، يقول ابن طلاع: "ولم يثبت في المصنفات المشهورة المعروفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل مرتداً ولا منافقاً".
لم يقتل النبي عليه الصلاة والسلام، جاءه أعرابي وقال له: "يا رسول الله". أقلني بيعتك، ماذا تعني يا مولانا؟ دخل الإسلام وبعد ذلك يقول له: نريد أن نلغي هذا الأمر، أريد أن أخرج. قال له: لا، أقيلك بيعتك. صلِّ يومين هكذا. وجاء إليه، يا محمد، الأعرابي عندما بايع أول مرة بايع على الإسلام ودخل الإسلام، يريد الآن، وهو خجل، أن يمشي ويرتد يا محمد، أقِلني بيعتي، أي دعني، أي أنا أريد أن أخرج من الإسلام. قال له: "لا أستطيع أن آمرك بالكفر يا أعرابي، أنت الآن قلت لا إله إلا الله لأجل الله، والآن أنت تقول إنك
لا تريد هذا الأمر. كيف آمرك بالمنكر؟" وفي المرة الثالثة أخذ الأعرابي نفسه ومضى، فقالوا... له: هذا ذهب يا رسول الله. قال: إن المدينة تنقي أو تنفي خبثها كما ينفي الكير الحديد. نعم، يعني الحمد لله أنه ذهب، ولم يرسل وراءه أحداً ليقتله. لم يقل له في المرة الأولى: "الله! أنت تقول هكذا؟ كيف؟ تعالَ أقتلك". هؤلاء الناس لا يفهمون شيئاً مطلقاً البتة. هؤلاء الناس يأخذون بعضًا من الآيات. يقول لك: "أنا لا أصلي، لماذا يا إرهابي؟" قال: "لأنه قال تعالى: فويل للمصلين". هكذا يعني. أعطني حتى نفهم ما يفعلونه. ربنا يقول ماذا؟ "وقاتلوا"، لا يقول "اقتلوا"، بل يقول "وقاتلوا".
تعني أن هناك حربًا، قاتل يعني هناك حرب، قاتل يعني هناك جيش. هاجم عليه قاتل، فتكون الراية واضحة ليست علمية. قاتل قاتلوا وقاتلوا في سبيل الله، ليس في سبيل الشيطان ولا الزعامة ولا الأرض ولا غير ذلك. الذين يقاتلونكم، فيجب أن يقاتلوني، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين. أهي هذه منسوخة؟ "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" يعني بعد ذلك. لم يحب ربنا المعتدين أبداً، ما هذا الجهل المركب الفاسد الفاشل؟ إنه يقول لك: "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين". هل نُسخ الدين أبداً؟ فهذا ما نحن فيه مع هؤلاء البلاء الأزرق أو الملون كله. "ومن يقتل
مؤمناً متعمداً"... أصبح الناس يصلون في الروضة في مسجد الروضة، رضي الله قم بإرشائهم بذلك الشيء، فجزاؤه جهنم خالداً فيها، وغضب الله عليه ولعنه، وأعد له عذاباً عظيماً. الله! بعد كل هذا ماذا سنقول؟ يقول لي ماذا؟ إنه يقول لك: "الإنسان بنيان الرب، ملعون من هدمه"، أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني. فهذا لا أرى فيه قرآناً ولا سنة ولا فقهاً ولا أي شيء. هذا لازق هذا لازق بعض الأشياء هكذا يقول لك الخضر وسيدنا يوسف، أنت تتحدث عن أنبياء أوحي إليهم بما أوحي إليهم به وتريد أن تَسِم نفسك وتريد أن تجعل نفسك نبياً. إن حسن البنا هذا في المؤتمر الخامس قال: "إذا سألوكم من أنتم فقولوا نحن صحابة رسول الله". يعني ماذا؟ طبعاً
الناس تظن أننا نتمثل بصحابة رسول الله كأي عاقل. حسناً، ما الرأي الذي اتضح من التصرفات أنه يقصد أنهم صحابته، صحابة حسن البنا، وليس صحابة سيدنا صلى الله عليه وسلم. هذا ما نحن فيه، هذه الورطة التي نحن فيها، نحن لسنا... نحن نعرفها متى سننتهي من هذه الأكاذيب ومن هذا الأوان، إذا كان هذا الأمر ديناً فانظروا عمن تأخذون دينكم، هكذا قال لنا مشايخنا. فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. ربما يروون بعض الأمور التي لا محل لها من الصحة ولا طائل من ورائها سوى أنهم يقولون بعض... العناوين
الكاذبة أو المكذبة، فيقول أحدهم مثلاً أن الرسول في سبيل نشر هذا الدين قتل أعمامه، فهل هذا صحيح يا مولانا؟ هذا كلام المخدوعين، كلام متعاطي المخدرات، يعني هؤلاء الناس الله أعلم أنهم غائبون عن الوعي. مَن هم أعمام النبي؟ النبي عليه الصلاة والسلام كان له أحد عشر عماً، أدرك سيدنا حمزة أسلم منهم، وسيدنا العباس أسلم منهم، يعني أبو لهب زوّج ابنيه لابنتي النبي، يعني عتبة وعتيبة تزوجا رقية وأم كلثوم، ابنا أبي لهب تزوجا رقية وأم كلثوم من حبه له، والله هو كافر مشرك نزل فيه قرآن. قتل أعمام مَن؟ أعمام مَن هذا؟
هذا كلام سكارى، أي أعمام اقرأوا هؤلاء، أي مثلاً أنهم خرجوا في بدر مثلاً فسيكونون قد قُتِلوا. لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقتل أحداً، انتبه الآن، لا في حرب ولا في غير حرب. هل تفهم كيف؟ إنما دعا على بعضهم فقتل، والسبع أكل واحداً منهم مثل أمية بن خلف، أليس كذلك؟ كُلُّ السَّبْعِ الذين دعا عليهم النبيُّ، والأشخاص الذين سقطوا في معركة بدر، نعم قُتِلَ منهم سبعون لأنهم جاءوا ليعتدوا علينا، فقُتِلوا في المعركة، ماذا سنفعل؟ ولكن قتل النبي لأعمامه، هذا غير موجود لا في الأحاديث الصحيحة ولا الضعيفة ولا الروايات ولا أي شيء في أي مصدر، إلا إذا كان شخص يتحدث شخص
مخمور كلاماً لا نعرف معناه ولا من أين أتى به. يقول لنا ليوضح لنا الأمر الذي اشتبه عليه في هذا الموضوع. يا أخي، يزعم أن النبي قتل أعمامه. وقالوا إن الشاب الإرهابي التابع للجماعة [ذكر ذلك] للأستاذ عماد أديب وهو معه. هذا الشخص المرتبط بليبيا، الجماعة التي سقطت. الشاب الليبي نعم وهذا فاجأ ظني، ربما لا يعرف القراءة والكتابة، فهو سمع من أحدهم يقول إن النبي قتل الأعمام وما إلى ذلك، فهذه معلومة يرددها هو فقط هكذا، فليس هناك شيء من هذا، هذه ليست شبهة يعتمدون عليها، ولا شيء من هذا القبيل، ولا حتى موجودة في كتب الدواعش يوجد فيها شيء مثل هذا، ولذلك هذا الكلام يعني كأنه محض خرافة وليس له وجود. مولانا يا إمام،
يعني أيضاً المتطرفون يأتون عند بعض الأحاديث أو بعض الروايات ويقولون أن حديث الجابر يقول: أمرنا الرسول أن نضرب بهذا (وأشاروا إلى السيف) من خرج عن هذا (وأشاروا إلى المصحف) لا (وأشاروا فما دليلهم على ذلك أو ما هذا الفهم؟ هذا كلام الخوارج، نعم، كيف يقرؤون هذه الأمور؟ أليس كذلك؟ هذا الحديث الذي تتحدث عنه هو الحديث الذي حدث مع الخوارج، عندما جاء الخوارج إلى الصحابة وقالوا لهم: ألم يقل الله سبحانه وتعالى "وقاتلوا حتى لا تكون فتنة"؟ فقال لهم: "لقد قاتلنا حتى لا تكون فتنة، نحن قاتلنا في سبيل الله حتى لا تكون فتنة، وأنتم تقاتلون على الفتنة". هذا هو رد الصحابة للخوارج هكذا: "نحن
أيها الصحابة قاتلنا بإذن الله وبإذن رسول الله حتى لا تكون فتنة، لكنكم تقاتلون حتى تكون فتنة". هذه هي النقطة الأولى. النقطة الثانية هي أنه كان ماشياً فوجد رجلاً متقلداً سيفاً وفي رقبته مصحف، فقال له: "لماذا تفعل بنفسك هكذا؟" فأجابه: "أمرنا هذا الخارجي"، أي أن الخوارج هم الذين أمروه وليس الرسول. قال: "أُمرنا أن نقاتل بهذا لمن خرج على هذا"، يعني السيف والقرآن ليسا معلقين في رقبته. هكذا فيقول أمرنا أن نقاتل بهذا لمن خرج على هذا، فرد عليه وقال له: ونحن أمرنا أن نقاتل بهذا لمن خرج على هذا، وأشار إلى... نعم، أنت
يعني أنت تقلب الحقائق، يعني كلام سيدنا علي كلمة حق أُريد بها باطل، نعم أنت منتبه، يعني يريد أن يقول أن الحكم إلا... لله فقال لهم ذلك، فيقول له ماذا؟ يقول له: أنت فاهم غلط، العبارة صحيحة أن الحكم إلا لله، لا إله إلا الله، لا حاكم إلا الله. حسناً، لكن معناها ألا يكون حاكم من البشر. حسناً، إذن أنت مخطئ، إذن أنت فاهم غلط. كلمة "تحقق" كلمة جميلة منمقة لكنها وهمية. فيها باطل وهو نفي الرياسة ونفي القيادة ونفي الراية ونفي كل ذلك، حسناً، ونقصد بذلك إلى الفوضى وإلى الرأي العلمية التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم. حسناً، مولانا فضيلتك تفضلت من قبل تقول أن سيدنا لم يقتل أحداً لا في حرب ولا في سلم ولا في شيء وليس هكذا، هل يمكن أن يقول أحد: هل لم يحارب الرسول؟
نعم، حارب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في سبع وعشرين غزوة حضوراً. نعم، هذه السبع والعشرون غزوة هي عدد غزوات المسلمين الذين هجم عليهم فيها الكافرون في هذا، أو كانت ترتيبات ثمانين غزوة منها سبع وعشرون حضرها الرسول. قاتل في سبعةٍ ولم يقاتل في العشرين. كانت تخرج السريّة وفيها رسول الله، فيذهب ليجدهم قد رحلوا، أو يذهب فيجدهم قد أسلموا، أو يذهب فيجدهم قد انهزموا، أو يتفقون على أمور كهذه. سبعةٌ وعشرون، عشرون منها لم يحدث فيها شيء، وسبعةٌ قاتل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان كيف كان شكل القتال؟
نعم، كان المقاتل يرتدي درعاً، وكان النبي يرتدي درعين: درعاً من الأمام وآخر من الخلف، أي يرتدي ما يشبه القميص، يلبس اثنين متقابلين، واحداً وآخر مقلوباً، سترة كاملة. يمكنك تسميتها سترة، ومعه درع، وسيف، وخوذة التي... التي... على الرأس، حتى عندما تضرب هذه الخوذة بسيف العدو، لا يصيبه منها شيء، فيبقى المكشوف وجهه فقط أو وجنتيه ونحو ذلك. والدرع والقاطع، عندما يضرب بالسيف هكذا، يمكن أن يطير السيف من يد العدو، فيجري العدو. وفي المعركة يوجد عدو آخر قادم إليك، فعليك أن تذهب جريًا.
وراء العدو الذي جرى هذا وتترك الذي يأتيك بالسيف، حسناً، لقد دفعت السيف فسقط من يده. كنا إذا اشتدت المعركة احتمينا برسول الله. فعندما تشتد المعركة مثلاً وتنقلب الأمور هكذا، كان القوم يحتمون برسول الله. ما معنى أنهم يحتمون برسول الله؟ يعني إذا كان هناك ثلاثة قادمين هكذا، فهو الذي يضرب الثلاثة هكذا كما لو كان فارسًا مغوارًا مؤيدًا من ربه، يُشهر سيفه، فيطعن هذا ويجرح ذاك، فيجري الآخر مصابًا، ويقطع ويضرب بالسيف على الدرع الذي يرتديه، فإذا كان الدرع ضعيفًا نوعًا ما، فينقسم نصفين. لكن النبي لم يقتل أحدًا، أي لم يقتل أحدًا، يعني السبعون الذين قُتلوا في غزوة النبي لم يقتل أحداً منهم، بل الصحابة هم الذين قتلوا. انتبه لهذا، لكن سيدنا
المصطفى صلى الله عليه وسلم بلغ من تمكين ربه له أنه ينزل في وسط عشرة، في وسط جماعة، ويضربهم جميعاً فيهربون جميعاً أمامه، ولم يقتل أحداً. افهم ما معنى "نُصِرتُ بالرعب"، هذا هو المقصود. المعنى يا مولانا، نعم بالطبع، لأن "نُصِرتُ بالرعب" هذا ليس نحن الذين نُصِرنا، بل هو الذي نُصِر بالرعب صلى الله عليه وسلم. هو فقط الذي نصرنا، والصورة تكون مكتملة، إذ إنه هو صلى الله عليه وسلم الذي نُصِر بالرعب صلى الله عليه، لأنه عندما كانوا يرون هكذا عندما... يرون شخصاً حوله عشرة أفراد جالسين يحاولون الوصول إليه من كل جهة، من أمامه وجانبه وكذلك خلفه، وهو ثابت ومتمكن. إنه ثابت الفؤاد بدرجة عالية، وسيفه ثابت في يده، ليس مستسلماً. ثم إن هذه اليد التي لا ترضى أن تتعب، والتي تُطيح
بالسيف من أمامها، والتي تقطع الذراع. من أمامه والذي تشنَّك، لم يُذكر أنه صلى الله عليه وسلم قتل في السِّيَر والروايات وما إلى ذلك. قالوا إنه قتل شخصاً واحداً فقط في كل هذه المعارك السبع، أظن أنه ابن القمئة، ابن القمئة تقريباً، هذه هي الرواية التي... التي... يأتي هكذا ورواية ماذا تعني، ولكن لم يقتل، لم يقتل إلا ابن اللئيمة هذا. إن ابن اللئيمة هذا أصبح استثناءً، وكان هذا الشخص سيئًا جدًا. يعني لو قتله النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يستحق القتل مضاعفًا، ولكن سيدنا النبي كان لديه رحمة واسعة وكان يرجو أنه... الذين يضربهم هؤلاء والذين
يجرون أمامه هؤلاء، أن يُسلموا هو الأهم بالنسبة له. الأهم عنده أن يعرفوا الحقيقة، وأن ينقذهم من النار، وأن يوحّدوا الله، وليس الأهم أن يسفك دماءهم. هذا الشعور الذي كان عند سيدنا النبي لم يكن بنفس الدرجة عند سيدنا عمر ولا سيدنا علي ولا سيدنا. فلان أو علان ليسا بنفس الدرجة، سيدنا النبي هذا شيء آخر صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام، هذا الأسوة الحسنة الذي فوق الجميع. وبعد ذلك كل الصحابة يأخذون منه، وكلهم من رسول الله ملتمسون غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم، وواقفون لديه عند حده من نقطة العلم أو. من شكله الحُكم فهو الذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئ النسم، منزَّه عن شريك في محاسنه، فجوهر الحسن
فيه غير منقسِم. أفيعني سيدنا النبي يأتي العامة بثلاثة مساقات يشوهون كل هذه المعاني الجميلة الجليلة؟ أنا أقول لك وأنا شاب كنت دائماً أسأل نفسي كيف المسلمين يا ربي ويكونون... أهل النار يا ربي كيف يعني لرؤية ما طاروا الأبالسة هؤلاء القوم ورأيناهم بأعيننا، نعم لأنهم يشوهون صورة الإسلام ويبيعونه رخيصاً بغير ثمن. هؤلاء الناس قتل الإنسان فساد في الأرض جزاؤه في الدنيا خزي وفي الآخرة عذاب
الجحيم. اللهم اهد القوم فإنهم لا يعلمون، فنبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه... خير خلق الله كلهم صلوا عليه وسلموا تسليماً. إمامنا، ونحن دائماً في عمق هذا المنهج، منهج فضيلتكم في الإصلاح والتجديد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كيف فهموا هذا الأمر خطأً؟ وهذان الأمران من تجليات خيرية الإسلام. الأبجدية التي تعلموها عن الدين كانت خطأً، كانت خطأً، ولذلك الولد الذي يقول لك. زار مع الأستاذ عماد، لو نظرت إلى عينيه تجد أنه هادئ وواثق مما يقوله، لأنه جاهل علموه أن الألف لا يسميها، وعلموه أن
الطاء اسمها راء، وعلموه أن الفاء اسمها حاء. سيرى خطأً، وسيقرأ فاطمة ماذا؟ حارة، سيقرؤها حارة. ما العلاقة بين فاطمة؟ ليس هناك علاقة بين اسم فتاة واسم مكان (حارة). هم يفعلون ذلك ضلالاً مبيناً، أي ضلالاً واضحاً، ضلالاً بعيداً، وهو طبقات فوق طبقات فوق طبقات فوق طبقات من الضلال. ولذلك الأطفال مخهم ممسوح، مخهم ممسوح. ولكن أين أصل الديانة؟ أين؟ يجب علينا أن نتأنى في... الفهم: ربنا في سورة المائدة ينعي على ابن آدم الأول قضية
القتل، يقول لك: أصل هابيل قُتِل، وقابيل هو قاتل هابيل. قتل هابيل، وبعد أن قتله، يكون هابيل هذا من آبائنا. نعم، فيلزم أننا نقتل نحن أيضاً. أي أننا نحن أبناء القاتل، نحن أبناء القاتل، وماذا تفعل هذه [الحقيقة]؟ يعني أن تكون ابن القاتل لا يعني أنك مجرم مثله، فإذا ارتكب أبوك معصية فلا تنتقل إليك. قال تعالى: "لا تزر وازرة وزر أخرى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى" حتى قال: "إن هذا لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى". أي في صحف إبراهيم وصحف موسى وفي القرآن وما شابه ذلك أنه "لا تزر وازرة وزر أخرى" ثابت، يعني
هذه هي الشريعة، هكذا الخطاب الإلهي. فأنت عندما تريد حين قتل قابيل هابيل وارتكب هذه الجريمة، أن تقول إنك ابن قابيل، فمن الذي قال لك أنك ابن قابيل؟ فربما قابيل لم... يتزوج وهو الثاني، انظر إلى التخمين، انظر إلى الخطأ في الاستدلال، هذا يُسمى خطأً في الاستدلال. أنا ابن أي قبيلة؟ من الذي أخبرك وأنت كانت معك شجرة نسبك حتى جدك السابع؟ حتى لو كان أبوك من قبيلة، فهذا لا يجيز لك القتل، ولو أن أباك ارتكب جريمة، فهو أبوك. الذي أصبح هو القريب هذا مبر لأنك ترتكب نفس الجريمة باعتبار أن الجينات هكذا، يعني أعطِ كل الاحتمالات الواردة، أعطِ الإجابات عليها. فهذا لا، لكنني لا أريد أن أتوقف عند هذا الحد، أريد أن
أتصور الضلال المبين الذي الولد فيه، هذا ضياع مبين، إنه يلصق نفسه بسيد. عندما قالت له "فالنتاين" ظن أنها تقصد "ضاي"، فقال: "الله، إن حسن البنا هو الذي توفي"، وبدأ يجلس في المجالس ويتجول قائلاً: "لقد أصبحت مسلماً منذ ذلك اليوم، يا بيت مسلم على بسكويت وشاي"، يعني فهم خطأً، ثم ظن أنهم يحتفلون بوفاة حسن البنا، وأنهم يحتفلون بوفاة حسن البنا، حسناً. افترض أنهم يحتفلون بوفاة حسن البنا وهذا لم يحدث. كيف تكذب على الله؟ كيف أنك تعتمد على هذه الحجة وأمثالها من التفاهة والسفاهة والبلادة التي يتصف بها الصغار. هذا ينشئ عقلية مثل أبي عدنان أو أبي محمد العدناني الذي أهلكه الله، والذي كتب الظلال بيده. حافظه
منصب العمدة عشرين سنة، والله أهلكه منذ سنتين تقريباً ولا شيء، وخلَّص البشرية منه. كان فصيح اللسان، يقوم بالخطابة هكذا، لا يترك جانباً لا يعلم عنه، ثم يفتن الناس. فهذا فصيح اللسان، ليس هو أستاذ هذه القصة. هي المحجة البيضاء التي تركها علينا الرسول. الله صلى الله عليه وسلم والذي عندما قال: "فإن لم يكن في الأرض خليفة فالهرب الهرب، فإن لم يكن في الأرض إمام فاعتزل تلك الفرق كلها". حذرنا من رمي الناس بالشرك، ومن وضع اليد في الهرج. قالوا: "وما الهرج؟" قال: "القتل والكذب". قالوا: "ماذا نفعل يا رسول الله؟" قال: "الزم وكن حلساً من أحلاس بيتك، قطعة أساسية، يعني كان الحلس هذا عبارة عن قماشة هكذا نضع عليها المكواة، نضع
عليها الملابس. كن حلساً من أحلاس بيتك، فإن دخل على بيتي قال: ادخل دارك. قال له: فإن دخل على داري؟ قال له: ادخل حجرتك. قال له: طيب وإن دخل على حجرتي؟ الزم مصلاك فإن أخذك بريق سيفيه فكن أنت عبد الله المقتول ولا تكن أنت عبد الله القاتل. أنا الآن أجمع مجموعة من الأحاديث، انتبه جيدًا فكل هذه أحاديث لكنني أجمعها لك لأريك الصورة التي أمرنا بها سيدنا، وللشباب المضللين الذين يريدون إيقاع العالم كله وهم ألعوبة بيد الأجهزة. مخابرات معروفة مفهومة، العالم كله يُوقعونه في الدماء ويُوقعونه في الفساد. مولانا الإمام، فضيلتكم تحدثتم عن هذا اللسان العليم أو عليم اللسان. البعض ربما يغتر بهذا اللسان، وهذا لسان ينطق بما قاله الله وقاله الرسول صلى الله عليه وسلم، فيغتر
البعض ويستشكل عليه الأمر. كيف نميز الخبيث أو نميز الخبيثة؟ مِنَ الطَّيِبِ، أَعْرِفُ عِنْدَمَا ظَهَرَ حَسَنُ البَنَّا، مَا الَّذِي جَعَلَهُ يَنْتَشِرُ أَنَّهُ يُجِيدُ الخَطَابَةَ فَقَطْ، وَلِذَلِكَ قُلْتُ لَكَ القَاعِدَةَ رُبَّمَا مَرَّةً مِنَ المَرَّاتِ وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ كَلَامِ الإِمَامِ الغَزَالِيِّ العَمِيقِ، صَاحِبِ الفِكْرِ المُسْتَنِيرِ وَالعَمِيقِ، فَيَقُولُ: "مَنْ طَلَبَ الحَقَّ مِنَ الأَلْفَاظِ هَلَكَ"، نَعَمْ، هَا هِيَ جَاءَتْ، مَاذَا بَعْدُ؟ لَمْ يَسْبِقِ الَّذِي... مرّ جماعة من الناس طلبوا الحق من الألفاظ، هلك. لا بد من معرفة ما وراء هذه الألفاظ. هذه الألفاظ عبارة عن وسيلة وليست غاية. أما المعاني المستبطنة في هذه الألفاظ، والعلاقات، والمناهج، والأدوات،
والأغراض، فهي التي يجب أن نسعى لفهمها بعمق حتى نعمّر الأرض. مولانا، سؤالنا على صفحة الفيسبوك يقول... كيف يرد على الدعاة المتطرفين الذين يجيزون القتل لتطبيق الدين؟ السادة المشاهدون، في تعليقاتهم، تقول الأستاذة إيناس: إن الدين لا يأمر بالقتل إلا للقصاص، والأمر فقط هم من يقومون به، وإلا نتحول أو يتحول المجتمع إلى قانون الغاب. ديننا سمح يدعو إلى الرحمة، وقد انتشر بقوة الإيمان والقدوة الحسنة، لا الأستاذة آمال تقول: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل"، حتى الولي نفسه لا يسرف في القتل، إنه كان منصوراً، نعم منصور من عند الله، ولذلك يقول له: انتبه، لقد شرعنا القصاص "ولكم في القصاص حياة يا". أولو الألباب والقصاص هذا
لم تصل إليه البشرية بعد، لماذا؟ لأنه جعل فيه من العفو والدية، إما عفو وإما دية. ليس هناك نظام في العالم هكذا، فهو يقول لك إما إعدام وإما لا إعدام. أما هذا فلأجل أن أهدئ البال وأصلح الحال نجعل فيه إما دية وإما... أيضاً عفو الله وأما القصاص عندما يقول لي لا، أنا سأفسد في الأرض، أنا خلاص لم أعد أحتمل ولابد لا هذه مسألة رائعة متميزة لم تدخل حتى الآن عقل البشرية، لأن هناك نظريات كثيرة من الأمور التي تم إنشاؤها عبر القرون دخلت وأصبحت في المدرسة الإنجليزية والفرنسية والألمانية. القانونية لكن هناك أمور ما زالت نظرية. لحظة اللطف ما زالت نظرية، وذهاب المحل بذهاب الحكم، والحكم بذهاب العلة. حلقة عن المنهج
يا مولانا، لأن النظريات التي نتحدث عنها ما زالت لم تستوعب منهج الفقه الإسلامي. "ولكم في القصاص حياة" شيء يعني. كان العرب قديماً يعتبرون القتل أفضل من القتل. فالمعنى الأروع والأرقى والأسمى ولكم في القصاص حياة، هذا القصص الذي تتولد منه الحياة. انظر عندما جاء أحدهم ليعمل مفاضلة قال: حسناً، "ولكم في القصاص حياة" هذه أربع كلمات، بينما "القتل أنفى للقتل" ثلاث كلمات، فتكون أفضل. فرد عليه مصطفى صادق الرافعي وقال له: لا. القتل أنبل القتل، ليست هذه في مقابل الكلمات الأربع هذه، بل في مقابل "في القصاص حياة"، وهما كلمتان، وتلك ثلاث. ثانياً، انظر: قتل لكن هنا قصاص وحياة. ثالثاً، أتى له من ثمانية وجوه بين له فيها معنى كلام الله، أي لا يمكن أن يكون كلام
الله غير بليغ. ولذلك حتى غير المسلمين انبهروا بالقرآن وعدّوه أنه هو المعلم الأول للعربية. الله. السيدة سحر نرجع ثانيةً إلى ما تفضل به السادة المشاهدون. السيدة سحر تقول: أي دين، تعالوا نتعلم الدين من الأول، نتعلم الدين أولاً لكن من أهل العلم. وبعد ذلك بسم الله، بسم الله الرحمن الرحيم. أين هم؟ أو يهددهم الأسود سحر، هي تقول هكذا، والسيدة وفاء تقول: "إن الله لم يأمرنا بالقتل، وتطبيق الدين والرسول لم يقتل أحداً، وإلا كان قد قتل أبا لهب وغيره. والله ذكر في كتابه: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)". الرسول لم يقتل أبا لهب، لا، لم يقتل أحداً، لم يقتل أحداً أصلاً، سواءٌ كان أعمامه أم أبوه، وسواءٌ خرج أو لم يخرج، أو ذهب أو جاء، فتلك قضية أخرى. يعني مولانا، الوعي الذي هو قبل السعي
دائماً مطلوب منا، ومطلوب منا أن نذهب إلى أصحاب الاختصاص، ومن تحدث في غير فنه أتى بالعجائب. مولانا الإمام، تعليقي الوحيد هو تعليق سهل. إن المسألة أوضح من الواضحات وأجلى من البينات لمن أراد أن يلتمس الهدى في هذا الدين الواحد. أما من يريد أن يشتمنا أو ينتقص منا أو يخرج عن المحجة البيضاء فحسيبه ربه. مولانا الإمام الدكتور علي جمعة وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، رضي الله عنكم وشكر الله لكم دائماً يا شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمن. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إلى اللقاء.