والله أعلم | حقيقة البصيرة ولماذا يفقدها الإنسان ؟ | الحلقة الكاملة

والله أعلم | حقيقة البصيرة ولماذا يفقدها الإنسان ؟ | الحلقة الكاملة - والله أعلم
أسعد الله مساءكم بكل خير، أرحب بحضراتكم في حلقة جديدة من "والله أعلم". في حلقة هذا المساء إن شاء الله سنتحدث مع فضيلة الدكتور حول مصطلح البصيرة. نسمع هذه الكلمة أو هذا المصطلح ونستشعر أن هناك قدرة للإنسان يعطيها أو يهبها الله سبحانه وتعالى له على استشراف الأحداث أو... رؤية الأحداث على أحسن وجه أو حسن التفكير في الأمور، ولكن لا نستطيع على وجه اليقين أن نحدد هذا المعنى، وكيف يمكن أن نصل لمرحلة البصيرة، وأن يهبنا الله سبحانه
وتعالى هذه النعمة وهذه القيمة الكبيرة. ما الفارق ما بين البصر والبصيرة؟ أمور أخرى إن شاء الله ومحاور أخرى مرتبطة. بمفهوم البصيرة سنناقشها مع مولانا فضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا. أهلاً وسهلاً بكم. أهلاً بفضيلتك يا سيدي. مولانا، نحن نستخدم الكلمة كما ذكرتُ في المقدمة، ولكننا لا نعرف أصل الكلمة من أين أتت وما معناها. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الكلمة "بصيرة" عندما نزنها لنعرف أين الحروف الثلاثة الأصلية التي فيها، نجدها على وزن "فعيلة"، وعلى ذلك فهي من البصر. "أبصر" الشيء أي نظر إليه وعرفه وأدركه بالعين الجارحة، العين الجارحة التي هي عين الرأس التي بها يرى الفرق بين. الرؤية والرؤيا بين الرؤيات
والرؤيا: واحدة نكتبها بالألف وواحدة نكتبها بالتاء المربوطة. الرؤية تكون بالعين البصرية، أما الرؤيا فتكون في المنام. الفرق بينهما هكذا: التي بالألف هي التي في المنام، التي بالألف هي التي في المنام. رأى رؤيا ونكتبها بالألف، أما عندما نقول: إنني رأيت، بعيني. رأسي رؤية حقيقية فأكتبها بالآية البتة المرغوبة بصيرة إذا كانت أساساً من البصيرة. حسناً، فما الفرق بين بصر وبصيرة؟ دائماً ما نسمي هذه أفعال المبالغة، والزيادة في المبنى زيادة في المعنى. بصر ثم بصير، هذا بصر وهذا بصير، فزادت الآية هي لتوصلني إلى أن البصر إدراك بالعين. أما البصيرة
فإدراك بعين القلب، فيكون في عيني فراسة هنا أرى بها، وهناك عين في قلبي أقرأ بها أشياء أخرى. حسناً، وهل عرف الشرع ذلك؟ ففي حديث جبريل الذي جاء يعلمنا أمر ديننا، قال: "وما الإحسان؟" حيث كان سيدنا جبريل يسأل سيدنا النبي عن أمور لكي يعلمها للناس وتنتقل. مِن بعد قال أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك. "كأنك تراه" يعني أنت لا تراه بالعين المجردة لأن حكم الله هكذا، سبحانه وتعالى قال: "لا تدركه الأبصار". أما البصائر، جمع بصيرة، فتدركه سبحانه وتعالى، تدرك منه ماذا؟ تدرك عظمته، تدرك جلاله، تدرك جماله. تدرك أننا عبيد
له سبحانه وتعالى ويستحق منا الثناء والحمد، فإذن أن تعبد الله كأنك تراه، كأنك تراه، فهذا يعني أنه يتحدث عن البصيرة. موجودة أيضاً حتى في حديث البخاري عن أبي هريرة: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما". افترضته علي وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به. انظر إلى الجزء القادم: وبصره الذي يبصر به. ما معنى هذه الكناية أو ما معنى هذا الكلام؟ أن الله سبحانه وتعالى أصبح سمعي وأصبح بصري، وكنت يده التي يبطش
بها ورجله التي يمشي. بها وإن سألني لأعطين، ولئن استعاذني لأعيذن. يصبح إذاً هذا العبد ربانياً، يكون عبداً ربانياً إذا قال للشيء كن فيكون عن طريق الدعاء، يعني عن طريق الله وبإذن الله فقط. فهو يدعو الله سبحانه وتعالى. "مالي أرى الله يسارع في هواك" يعني مستجاب الدعاء، يدعو من هنا فتُنفَّذ من هنا. فالفاعل هو الله الحقيقي لكن البصيرة موجودة. كان هناك ولد منافق في آخر طريق أُحد، أي بعيداً قليلاً عن المسجد النبوي وذلك المكان، وكان حاقداً جداً على سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام. هذا الولد كان اسمه مربع بن قيضي، حتى اسمه غريب، مربع بن قيضي.
بينما كان النبي يسير مع الجيش، مر بحديقة أو بستان وكان لا بد لهم أن يعبروا منها، وإلا إذا داروا حولها ستضيع أوقات وجهود كثيرة. عند العرب، عندما كان يحدث هذا الأمر أن تكون قد بنيت جدارك أو حائطك، أي أن بستانك أو حديقتك تقع في الطريق، كانوا يرحبون بذلك. بالضيف، وعندما يدخل الضيف، يُقدم له قطعة برتقال وقطعة موز وبعضاً من الفاكهة. هكذا "تفضلوا" على طريقة العرب، هكذا كانوا دائماً. أما ذلك أعمى القلب، فعندما كانوا يسيرون، قال له: "يا محمد، تمر في بستاني دون إذني، أنا لا أرضى عنك ولو كنت نبياً". انظر، إلى عمى القلب! ولو نبي وهو
عمي فذهب وأمسك بعض التراب هكذا وقال: "والله لو أنني ضمنت أني أضع هذا في وجهك أنت وحدك فيصيبك أنت وحدك، لا حول ولا قوة، لفعلت". إلى هذه الدرجة؟ آه، حقد شيء أسود في أسود هكذا. المدينة وضعنا لها صحيفة المدينة، وأصبحت المدينة معرضة للعدوان، فلا بد كلنا نعرف عنها بما فيها إلا فندي هذا، إنما الحقد الأسود الذي أكل قلبه جعله يقف هذا الموقف السيئ. الصحابة طبعاً يحبون رسول الله كثيراً ولا يتحملون عليه كلمة، فذهبوا يريدون أن يفتكوا به أو يضربوه، فقال: "اتركوا هذا
الأعمى فهو أعمى البصر والبصيرة". سبحان الله، أعمى البصر يعرفونه كفيفاً كفيفٌ، لكن هذا ليس أمراً يُعيّر به، فهو أعمى البصر، وسيدخل الجنة لأنه فقد حبيبتيه فصبر. قال: "من فقد حبيبتيه اللذين هما عيناه فصبر، كان جزاؤه الجنة". فنحن لا نعيّر الضرير أبداً، بل على العكس، فالضرير الذي شرح الله صدره هكذا، وتجد أن هذا الضرير أو الكفيف أو الأعمى تجده... ستجده منوراً نعم، الشيخ، شيخنا الله يرحمه، الشيخ أحمد الشرباسي رحمه الله تعالى، له كتاب في مجلدين في عالم المكفوفين، يذكر لك فيه اللطائف والظرائف الأزهرية التي لديهم. هذه
القصة عن الضرير أو الكفيف أو الأعمى، وكم هي ظرافتهم، وكم هم خفيفو الدم، أي أنهم ظرفاء، ثم إنهم مبصرون. ذات مرة قال لي شخص: "فلان هذا كان ضريرًا، فقال لي: فلان هذا هو من بلّغ عني وأحضر سيارة الشرطة لأخذي". فسألته: "كيف عرفت أنه بلّغ عنك؟" فأجابني: "عندما ركبت سيارة الشرطة شممت رائحته، شممت رائحته". هذا يعني أنه يملك بصيرة. بالطبع أنت تدرك كيف، وهذا الرجل... كان حافظًا للقرآن وكان لا بد أن يقرأ كل يوم ربما عشرة أجزاء ليُكمل القرآن في ثلاثة أيام، فقال لي ذلك. وعندما ذهب بسبب
التهمة الباطلة التي دبرها له هذا الإنسان، أخرجوه لأنهم لم يجدوا عنده شيئًا، ولكن بعد ذلك، شمّ أو عرف أن هذا الشخص موجود، فقال لي فلان. هو الذي فعلت، فقال: سبحان الله، وكيف عرف ذلك؟ بعد الكلام قال: أنا شممت رائحته، فإذا كان عندما يمشي هكذا ثم يقول لي: يا ولد علي، وهو لا يراني، فقد فهمت كيف يعرفني. فربنا عندما يسلب هاتين العينين يعطي أيضًا شيئًا من البصيرة للإنسان حتى يكمل متطلبات حياته. في عالم المكفوفين للشيخ أحمد الشرباصي رحمه الله فيها أمور لطيفة جداً من إخواننا الذين رأيناهم ورأينا عجائب وغرائب في هذا الجانب، رأينا غرائب وعجائب في حفظهم
وفي أدائهم وفي تقواهم وفي أشياء كثيرة جداً، فالحمد لله رب العالمين. إذاً عندما قال لابن قيضي هذا قال... له هذا احمل بصيرة، هذا لو كان فهم فقط بعقله لتحرك، إذ كان حتى على شركه أو كفره أو نفاقه أو غير ذلك إلى آخره. فهم أن هناك أصولاً يجب أن تُتبع، منها الضيافة ومنها غيرها، ليس أن يقول له: "لا، أنا لا أريدك أن تمر من هنا". فأنا إن البصيرة هي عين القلب، فالقلب يرى كما أن العين ترى. طيب، بعد الفاصل مولانا، أستأذن حضرتك. ما زلنا نستخدم مصطلح أن هؤلاء الناس لم يعد لديهم بصيرة، فهم فقدوا البصر وفقدوا البصيرة. هل البصيرة هنا يمكن أن تُكتسب؟ ماذا نفعل؟ هل ندعو ربنا أن يجعلنا على بصيرة؟ وفي أي في القرآن يقول "هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني". نعم، إذاً هي
(البصيرة) يمكن أن تكون لدينا إن شاء الله بعد الفاصل الذي نجلس عليه أو الرؤية المستقبلية. هذه لا يؤتيها الله سبحانه وتعالى إلا لصفوة عباده، إلا لصفوة عباده، لكنها لا تعني هذه البصيرة لا ادعاء الغيب أن البصيرة هي شيء من عند الله سبحانه وتعالى، شيء يكون فطنة الإنسان
التقي من عند الله، يرى بنوره. البصيرة نفسها، وربنا يقول لكل الناس أن كل إنسان عنده البصيرة، يعرف هو إلى أين ذاهب، ولو ألقى معاذيره، يعني لو قال: أنا غير قادر، أنا لا أعرف. لا أعرف ما معنى "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، هو علم أو نور من نور الله سبحانه وتعالى يعطيه للعبد المخلص، فيرى حقائق ما وراء الستار، يرى أي يبصر بنور الله سبحانه وتعالى. ربنا سبحانه وتعالى ينعم به على الإنسان، فهناك أشياء تكون كالرباط بينهم. بيّن ربنا سبحانه وتعالى شيء رباني يُخلق في الإنسان،
لكن المؤمن بالله والمتقرب جداً إلى الله هذا يكون عنده. معناه يا مولانا أن الناس يرون أن البصيرة هذه نعمة من عند ربنا يمنحها للناس ويحرم أخرين منها. كيف نستطيع أن نتعرض لهذه النعمة من ربنا لكي تكون عندنا بصيرة؟ ما هو ربنا سبحانه وتعالى قال: "قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ"، نعم، هذه نعمة من ربنا، "فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا". يعني ربنا سبحانه وتعالى كما قال: "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ"، "فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا". ونحن مرة، أظن منذ زمن، قلنا إن "ألهمها" أي علّمها طريق الخير والشر، هداها. أي أرشدها إلى هذا،
لم يُعلّمها الفجور، لا لم يُعلّمها الفجور، بمعنى أنه أرشدها إلى الفجور وليس أنه دفعها إلى الفجور. فربنا يقول: "قد جاءكم بصائر من ربكم"، بصائر جمع بصيرة، ففيها بصائر وتنزلات للسكينة وللرحمة وما إلى ذلك. فكيف نصل إلى هذا؟ ابن رجب في جامع العلوم والحكم وهو الذي تعرضنا له وهو من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب فيقول المراد أن من اجتهد بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى فإنه ينقله من دائرة الإيمان إلى دائرة الإحسان. فينبغي أن نريد التقرب إلى الله بما افترضه علينا ثم بالنوافل ثم بالاستمرار والديمومة على العمل وكان عمله دائماً فيصير. العبد في الحضور دائماً يكون حاضراً هكذا أمام هذا
الحضور، أنت تعرف يعني كما يقول الرجل: ساكن في القلب يعمره، إنه ساكن في قلبي، أين سأذهب؟ إنه ساكن في قلبي. يقول له: أنت تنساه. فيجيب: كيف أنساه إذا كان هو ساكناً في قلبي؟ كيف أنساه إذن؟ ساكنٌ في القلبِ يعمرُه لستُ أنساهُ فأذكرُه، هو أنا، كنتُ نسيتُه لأجلِ أن أذكرَه، إنَّ الذكرَ دائمٌ، ها لا يزالُ لسانُك رطباً بذكرِ الله، فاذكروني أذكرْكم واشكروا لي ولا تكفروا. الذي هناك يقولُ لك: والذاكرينَ اللهَ كثيراً والذاكراتِ. ساكنٌ في القلبِ يعمرُه لستُ أنساهُ فأذكرُه، غابَ عن سمعي وعن بصري هذا غاب عن سمعه وعن بصره، فسُويداء القلب تُبصره، إنها
البصيرة، فسُويداء القلب تُبصره. كان للشيخ الرفاعي منظومة شرحها ابن عجيبة وهي عندنا من المهمات. كنا قديماً نذهب إلى دار الكتب المصرية وننقل شرح ابن عجيبة هذا على هذه القصيدة. كانت هذه القصيدة تقول ماذا؟ تقول: "يا من..." تعاظم حتى دقَّ معناه ولا ارتدى رداء الكبر إلا هو تاهوا بحبك أقوام وأنت لهم نعم الحبيب وإن هاموا وإن تاهوا ولي حبيب عظيم لا أبوح به أخشى فضيحة وجهي حين ألقاه مغالط الناس طراً في محبته وليس يعلم ما في القلب إلا هو قالوا أتنسى الذي تهوى فقلت
لهم قم من هو روحي كيف أنساه وكيف أنسى ما به الأشياء جُمِّلت من العجائب ينسى العبد مولاه. الله، الشيخ الرفاعي مؤلف هذه القصيدة وهي أطول من ذلك، إحدى عشرة بقية جميلة فجميلة. يا من تعاظم حتى دق معناه ولا ارتدى رداء الكبر إلا وبعد ذلك، لكن الشاهد الذي فيها. الذي هو أننا ذكرناه هكذا قالوا انسَ الذي تهوى فقلت لهم يا قوم من هو روحي كيف أنساه؟ النابتة يقول لك انظر هذا حلول الاتحاد هذا يقول روحي ما هم واعون أنه هو في سويداء القلب تبصره يقول هكذا هو ساكن في القلب يعمره لست أنساه فاذكروه عن سمعي وعن بصري ما هو لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، فسويداء القلب
تبصره. نحن فاهمون، لكنهم غير راضين أن يفهموا، بل يحاولون أن يكفروا المسلمين وأن يظنوا شراً بالمسلمين. والمسلمون ماضون في سبيلهم في طريق الله سبحانه وتعالى، غير مبالين بهؤلاء النابتة ولن يبالوا بهم، لأنهم غير فاهمين وغير مدركين. ولذلك هذا الجزء مهم جداً في الإجابة على سؤال حضرتك: كيف نصل إلى البصيرة؟ نصل إلى البصيرة بالتقرب إلى الله، وكيف نتقرب إلى الله؟ الحديث القدسي الذي يقول فيه الله تعالى: "وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه". إذاً يجب علينا أن نحافظ على الفروض أولاً، ثم ثلاثة: نستمر في العمل. رقم أربعة: نواصل ذكر الله سبحانه وتعالى حتى يكون في سويداء القلب فتحدث
البصيرة، على حد قوله تعالى: "قد جاءكم بصائر من ربكم". بارك الله فيكم مولانا. هل من الممكن مولانا أن تتعدد أوجه أو نواحي هذه البصيرة؟ نعم، من الممكن أن تكون في أمور الدنيا، أجد أناساً لديهم في الدين بعض الأمور التي ربما لا يفعلونها في الخير ولكن يمكن أن يفعلوها في الشر، فعقله يفكر هكذا. هل هذه بصيرة أيضاً؟ تلك التي في الشر ليست بصيرة، ليست بصيرة نعم، لكن التي في الخير دائماً تكون نوعاً من أنواع البصيرة. شاهدنا وهذا مُشاهَد في كل تذهب إلى طبيب، سبحان الله، فبأقل شيء وأبسط طريقة يتم الشفاء، وهناك طبيب آخر، يا لحاله، أعلم منه مائة مرة، لكن لم يُمنح القبول، ويصف لك ويصف لك ويعمل لك وصفة كهذه. تذهب وتدفع في الوصفة الأولى هذه عشرة جنيهات، وفي الوصفة هذه ألف
جنيه، فإما أن تُشفى بالعشرة وإما... ألف مرة لا تصح هذا الكلام، الناس شاهدوه مئات المرات. ها هو الرجل هذا، وهبه الله بصيرة، وأجرى الشفاء على يديه، ووفقه لأن يشخص تشخيصاً سليماً، لأن أول مراحل العلاج هو التشخيص السليم. هذه هي الخطوة الأولى للبوابة السليمة، ثم تأتي الهمة بعد ذلك، وببصيرته يعرف ماذا تفعل هذه المشكلة كيف أُنهي الدواء فيستحضر في ذهنه أشياء ربما لم تكن تُستحضر بالطريقة المعتادة. فإذن نعم، هناك بصيرة، هناك بصيرة في الطب، وهناك بصيرة في الهندسة، وهناك بصيرة، لكن البصيرة كلها تُطلق على عين القلب. والقلب نافع إلا مَن أتى الله بقلب سليم. أما القلب المعوج الذي هو مغلق فأصلاً... ليس فيها بصيرة وهو مغمض عينيه، ولذلك أصلاً هو أعمى.
فأي نوع من أنواع الشر هكذا ليس بصيرة، هذا ذكاء يمكن أن نقول عليه، هذه تجربة يمكن أن نقول عليها، لكن لا يمكن أن نسميها بصيرة. البصيرة هي عين القلب، والقلب لا بد أن يكون منفتحاً، والشر ينغلق معه القلب، هل يجوز لأحدٍ أن يحكم على الناس فيقول هذا عنده بصيرة وهذا ليس عنده بصيرة، أو أن يتفاخر من عنده بصيرة على الناس بأن لديه بصيرة وقدرة وحصافة وموهبة من الله سبحانه وتعالى تمكنه من إبصار الأمور بشكل جيد دون الآخرين؟ هذا ما أدركناه من مشايخنا. العظماء الكبار الذين علّمونا وربونا، رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، كانت لديهم العبارات الآتية التي تبين لك حكاية الافتخار وما شابهه. نعم، أنا تراب بن تراب الله. هذه هي الخلاصة، هذه هي الخلاصة التي رأيناها منهم،
أنه يقول: أول الطريق أن تجعل نفسك تحت قدمك. هذا ما سمعناه منهم. أن البصيرة لا تتأتى إلا بمخالفة النفس، والبوصيري في البردة يقول: "وخالف النفس والشيطان واعصهما، وإن هما محضاك النصح فاتهم، ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً، فأنت تعرف كيد الخصم والحكم". يقول له: احذر أن تطاوع نفسك. وهناك روايات موجودة غير موثقة أن سيدنا عمر سمع بأن هناك يهودياً وراء الحائط، فذهب إليه عمر وقال: "لا، هذا سيسبب فتنة في الأمة، أنا أريد أن نقضي عليه". كان
عمر يحمل سلاحه متأهباً، فنظر اليهودي هكذا وقال له: "لماذا أتيت يا عمر؟ هل جئت لتقتلني أم ماذا؟" قال: "بالله! وأنت تراني من وراء الباب؟" فقال له: "نعم"، فقال له: افتح ولك الأمان، ففتح ودخل إليه عمر. كل هذه روايات، نحن لا يهمنا إن كانت قد حدثت أو لم تحدث، إنما نقصد أن نأخذ العبرة منها لأنها روايات موجودة في الوعي الجمعي للتاريخ. فقال له: "أأنت بلغت هذا المقام؟ لقد بلغت مكانة عظيمة حسنة." جداً. هكذا. هذا. أنت. ترى. من. وراء الحائط. فعلت. هكذا لماذا. كيف. يعني. قال له. والله. أنا أقول لك. وهذا نوع من أنواع الجدل الديني الذي كانوا يبحثونه مع بعضهم. يقول له. ما خبرتك أيها اليهودي للوصول إلى هذه المرتبة
الرائقة الفائقة الجميلة هذه. أنك. عندك بصيرة هكذا. فاليهودي. أجابه لا يخفي عنه، يقول له: "ما عُرِض عليّ شيء قط إلا قبل أن أفعله أعرضه على نفسي، فإن وافقت خالفتها، وإن خالفت وافقتها". هذا الأمر: النفس قالت لي "لا" فأقول "نعم"، والنفس قالت لي "نعم" فأقول "لا". قال له: "أهكذا دائماً؟" قال له: "نعم، أريد أن آكل هذه البرتقالة". سآكلها أم لا؟ قالت له: هذه مقرفة، يأكلها؟ قال: قالت له: نعم، كل هذه البرتقالة، لا يأكلها. ثم إن نفسه تدربت على هذا فأصبحت هكذا. قال له: والله إني لأستخصرك في الإسلام يا صاحبنا، فأنت لو دخلت الإسلام لأصبحت شيئاً عظيماً. أنا أستخصرك في الإسلام يعني أن الإسلام يفتقدك، نعم. في اليهود باللغتنا
نستحصرك في اليهودية، نريدك أن تدخل الإسلام. أي نستحصرك في الإسلام بمعنى أنك كنت في اليهودية فادخل الآن إلى الإسلام. نستحصر أن يكون الإسلام ليس فيه هذا النوع من الأمور خاصتي، هذا نوع نادر. قالوا: حسناً، لا بأس، أمهلني قليلاً، ثلاثة أيام وسأعود إليكم. قال له: حاضر ثلاثة أيام وجد اليهودي (ياسلم سبحان الله)، فقال له: ما الأمر؟ قال له: لقد عرضت الإسلام على نفسي فأبت وقالت لي: لا تُسلِم. فذهبت إلى مسلم وعرفت أنه صاحب فراسة، فنجّى هذا صاحبنا بالطريقة الذكية، واستمرت البصيرة عنده. وإذا في شيء "قد جاءتكم بصائر من..." ربكم قد جاءتكم بصائر من ربكم، هذه مهمة جداً. طيب، مولانا في قول تعالى: "يعلمون ظاهراً
من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون"، يعني الناس الذين علمهم وبصيرتهم وبصرهم فقط في الدنيا، ليس لديهم بصيرة للآخرة. هنا قيمة البصيرة أنها يمكن أن تكون مفتاحاً لنا للنجاح، والبصيرة على قدره قادر على رؤية الحقيقة التي هي الآخرة، ويمكن بالتالي أن تؤدي به إلى مسالك أخرى. لدينا أركان الإسلام خمسة: الشهادتين والصلاة والصيام والزكاة والحج. ولدينا أركان الإيمان ستة، ومن ضمن أركان الإيمان الستة: الإيمان باليوم الآخر. لماذا هذا ركن من أركان الإيمان؟ لأجيب على سؤال حضرتك الآن وهو... أنني وأنا أسير في هذه الحياة الدنيا وعُرض عليّ خير، ترددت نفسي. أنا لا أريد أن أفعله، فيأتي عقلي ليقول لي: "بل افعله، فأنت ستنال أجراً عند الله". متى أنال الأجر
عند الله؟ ليس في الدنيا، بل في الآخرة. إيماني بالآخرة وإيماني بالحساب وإيماني بالثواب. وإيماني بالعقاب وإيماني كذلك يمنعني من أن أمنع الخير ويدفعني إلى ترك الشر، فعندما أهمُّ بفعل معصية، يقوم العقل ويقول لي: انتبه، فالعقل يعقل أي يمنع، انتبه فهذه ستغضب الله، أو هذه سيترتب عليها العقاب، فأقول: لا، دعني أتجنبها. هذا هو الأمر الطبيعي للقلب. فوق العقل والعقل فوق السلوك، وحينئذٍ ستعمل البصيرة، وحينئذٍ ما يأتينا من ربنا سنقوم بفعله. بارك الله فيكم مولانا. سننتقل إلى فاصل بعد إذن حضرتك، وقد سألنا حضراتكم على صفحتنا "ولا أوالم" على الفيسبوك: برأيك لماذا يفتقد الناس البصيرة أو يفقد الناس البصيرة؟ بعد الفاصل سنعرض
إن شاء الله. مع مولانا بعضٌ من إجاباتِ حضراتِكم، ابقَوا معنا. أهلاً بحضراتِكم مرةً أخرى مولانا. في قولِه تعالى: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي" صدق الله العظيم. هنا الدعوةُ على بصيرة، الدعوةُ إلى الله على بصيرة، فهل توجد دعوةٌ إلى الله يمكن أن تكون على غير بصيرة؟ سيدنا الفضيل بن عياض، وكان من كبار العابدين الأتقياء الأنقياء، حللنا هذه الحكاية وقال: "لا يقبل الله العمل إلا بالإخلاص والصواب"،
فيجب عليك أن تراعي في عملك هذين الأمرين: الإخلاص والصواب. من الممكن جداً أن يكون عمل أحدنا على الصواب لكنه يفتقر إلى الإخلاص، فهناك من يفتح مؤسسة للعمل المدني أريد الشهرة ولا أريد مواجهة الله مثل عبد الله بن جدعان عندما كان يُطعم ضيوف مكة، فكان النبي كلما تذكَّره ضحك، فقالت له: لماذا يا رسول الله؟ قال: كانت لديه قصعة يصعدون إليها بالسلالم طابقين، أي حوالي ستة أو سبعة أمتار، يضع فيها الثريد لضيوف مكة، لضيوف الرحمن، يستحسن هذا. العمل كرم فقالت له: أهو في الجنة؟ قال: لا، لم يقل
يومًا قط "رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين". يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون. ابن جدعان يفعل ذلك لماذا؟ ليس لأجل ربنا، ليس لأجل الله، ليس لأن الأعمال بالنيات، إنما يفعل ذلك من أجل مؤسسة الخيرية تبقى بعده وتحمل اسمه، لكن كون أن هذا العمل، وهو عمل بسيط، النبي يؤيده ويُسَرُّ منه غاية السرور. إنه يُطعم الطعام، نعم، يُطعم الطعام. أطعم الطعام، وأفشِ السلام، وصلِّ والناس نيام، وهكذا. فلن يأتيني أحد أبداً ليقول لي: أنا أعمل عملاً خيرياً، فأقول له: لا تعمل. فول برايد فورد، لا أعرف أي مؤسسة
خير. تمام، أهلاً وسهلاً، أهلاً وسهلاً. هذا الرجل الثاني الذي يختص بالبرمجيات، أنشأ مؤسسة بلجيكس. أنشأ مؤسسة كبيرة ضخمة بالمليارات. أهلاً وسهلاً. اعمله لأن هذا علم، هذا علم في الصحة وفي التكافل الاجتماعي. وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. حسناً، ذهب وجاء. الله كل واحد بنيته. أنا لا أعرف، سيدنا النبي كان عنده وحي فكان يعرف، لكنني لا أعرف هل هو مثل ابن جدعان أم مثل عمر بن الخطاب في نيته. كل واحد نيته مع ربنا. أنا لا أعرف، لكنني عرفت من النبي أنه يجب أن يكون العمل لله حتى يُقبل عنده. الله، هذا هو الإخلاص، إنما الأعمال بالنيات، ولا
بد أن تكون بالصواب. فأحياناً يقوم شخص بعمل صائب وهو غير مخلص، أو أحياناً يكون لديه إخلاص ولكنه ليس على الصواب، مثل هؤلاء المتطرفين، أغلبهم لديهم إخلاص ولكن ليس لديهم صواب، فهم مخالفون لأمر الله ولأمر الرسول ولإجماع الأمة ولفقهاء الأمة وهكذا، أنتم تضرون أنفسكم، أنتم تفعلون كذا وهكذا. إذن، لأن لدي إجابة السؤال، نقول ماذا؟ بالإخلاص والصواب، بالإخلاص والصواب. إذا كان هناك إخلاص وصواب سنكون سائرين بشكل صحيح. إذا فقدنا واحدًا منهما، نعم، من الممكن جدًا أن أفعل الخير وأفقد عنصرًا من العنصرين، فلا يُقبل مني، وإنما يقبل الله العمل. بالإخلاص والصواب بارك الله فيكم مولانا بارك الله فيكم. سؤالنا لحضراتكم
على صفحة "ولا أعلم" على الفيسبوك: برأيك لماذا يفقد الناس البصيرة؟ تعالوا نرى بعضاً من إجابات حضراتكم. الأستاذ عبد المعطي يقول: أعتقد أن انشغال الناس في الحياة أكثر من اللازم، ومن الممكن أن تكون هبة من الله عز وجل الناس ليس كلهم لديهم بصيرة. الأستاذة وفاء محجوب تقول: كلما اقترب العبد من الله من القلب وبإخلاص، يجد عنده نوعًا من الوعي للواقع الذي نعيشه بشكل أكثر فطنة ويقين. هنا الإخلاص كما يقول مولانا والوعي. ريم الرواس تقول إنها لا تُعمي الأبصار ولكن تُعمي القلوب التي في... الصدور بكثرة الصد عن أوامر الله والانجرار إلى ما نهى الله عنه. نورا الحاشمي تقول: بسبب البعد عن الله، البعد عن ذكره، عن تدبر كتابه العظيم. وكما نعلم أن الشيطان يفر من ذكر الله. هذه كمية إجاباتكم، نشكركم على التواصل، بعض الإجابات يعني. ولكن بعد إذن مولانا، لدينا اتصالات. مكالمة هاتفية مع الأستاذة سهير: "تفضلي يا
سيدتي، السلام عليكم"، "وعليكم السلام ورحمة الله يا سيدتي". "السلام على الدكتور علي جمعة"، "أهلاً وعليكم السلام يا سيدنا". "أنا لدي مشكلة يا دكتور علي جمعة، ابنتي تعيش في باريس، وشاب إنجليزي تقدم لها يريد الزواج منها، أي هو إنجليزي من أصلٍ إنجليزي لكي يعرف الدين الإسلامي ذهب إلى المسجد، وهناك في فريد لكي يتعرف على الدين الإسلامي وفرِح بالدين الإسلامي ونطق الشهادة أي "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله"، وبعد ذلك حفظ سورة الفاتحة وسورة الإخلاص "قل هو الله أحد"، والآن جاء ليتقدم لابنتي ويريد أن يتزوجها، وابنتي أي أن كل الأمور المتعلقة بالصلاة وما شابهها، أريد الآن أن أعرف، هل يجب علي أن أجعل هذا الرجل يصلي أمامي ويصوم أمامي لكي أوافق على زواجه؟ متى يمكنني التأكد من أنه أسلم
حقاً؟ نعم، كيف أتأكد من أنه أسلم بصدق؟ نعم، ماذا أفعل الآن وهو يقول لي أنني أسلمت؟ وبسورة الفاتحة وسورة الإخلاص (قل هو الله أحد)، أنا الآن لا أريد أن أجعل ابنتي تقع في الخطأ. فأنا الآن، مع أن كثيراً من المسلمين يكونون مسلمين ولا يصلّون، نعم صحيح، لا يصلّون، لا يصلّون، لكني أريد أن أعرف يعني طريقة إذا كان يصلح أن تتزوجه، كيف تكون طريقة الزواج؟ يجب عليه أن يشهر إسلامه ويحصل على ورقة تشهد بأنه مسلم بشكل صحيح، وأن يذهب إلى المأذون ليعقد القران. يعني أنا... يعني أنا أقبّل يد الدكتور علي جمعة. أنا محاصر ولا أعرف ماذا أفعل حيال ذلك يا سيدة سهير، حيال ذلك. لكن ابقي معنا، يا سيدة سهير. سيدة سهير، أولاً أي شخص سيشهد الشهادتين يُعتبر مسلماً وليس
لنا علاقة بالكلام الثاني الذي هو أنه سيستمع إليها أو يمكن ألا يحفظ، يمكن ألا يعرف كيف يحفظ، لكن الإسلام يدخلونه بالشهادتين "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، يقولها بلسانه ويعتقدها بقلبه، بذلك يحل لابنتها أن تتزوجه، حسناً متأكد كما كان يعتقدها بقلبه؟ لا، لسنا متأكدين من أي شيء في أي شيء. نحن الآن لنا الظاهر تماماً والله يتولى عنا السرائر. فالرجل يأتي ويقول لها: أنا رجل مسلم وأنا شهدت الشهادتين وذهبت إلى المسجد وعرفت وما إلى آخره، والفتاة تريد... فهنا تكمن العبرة في كل الحكاية. إن هذه الفتاة تريد، ونحن نسأل من الناحية الدينية: هل يجوز للفتاة أن تتزوجه؟ الإجابة بوضوح وبتحديد: نعم، يجوز للفتاة أن تتزوجه. أما ما يجب عليه فعله
من إجراءات داخل مصر لهذا الأمر، فعليه أن يذهب إلى الأزهر ويُعلن إسلامه، فيُعطى شهادة بذلك. ثم بعد ذلك يذهب بهذه الشهادة لأنه من الخليج سيذهب إلى الشهر العقاري إذا أراد أن يتزوج مصرياً، لأن زواج الأجانب من المصريات أو زواج الأجنبي من المصري لا يتم عند المأذون. فالمأذون مختص بالزواج بين المصريين، فالكنيسة تُزوِّج المسيحي والمسيحية، والمأذون يُزوِّج المسلم والمسلمة. هذا واضح هنا، حسناً، هذا للمسلم والمسلمة، ولكن إنجليزي ومصرية، إنجليزي ومصرية. يذهبون إلى الشهر العقادي لكن بعد ذلك ليس الإسلام، وقامت لجنة إشهار الإسلام بالأزهر في الدراسة. نعم، ولكن يا مولانا لو هم فقط جالسون في لندن وذهبوا إلى المسجد الكبير هناك في لندن وشهدوا الشهادتين أمام إمام المسجد، أليس من الحرام أنه تزوجها؟ لكنها تسأل، السيدة سهير، هل جاء
على أنها تريد توثيق هذا داخل مصر، فكيف يكون؟ أولاً: ستذهب إلى الأزهر لتأخذ منه الشهادة، ويمنحها إياها في نفس اليوم. ثانياً: ستذهب إلى الشهر العقاري، وسيتم تزويجها في الشهر العقاري الذي في الألفي فقط، وهكذا. سيزوج الأجانب ويأخذ منه كذا إلى آخره. ومن الممكن أن تكون هناك أوراق مطلوبة من ضمن الأوراق المطلوبة ما هي من ضمن الأوراق المطلوبة أن تكون بلدك موافقة على هذا الزواج أم لا، لأنه حدثت اختلافات سياسية، فيذهب إلى السفارة البريطانية ويُخرِج أنه نعم، نحن ليس لنا شأن بأن يتزوج أو لا يتزوج، ليس لنا تدخل، أو نحن موافقون، فيأخذ هذا المستند عندهم كأول يقولها موظف الشهر العقاري عندما يجد هذه الأشياء تتغير، والأوراق كلها بسيطة تماماً. حسناً، ولكن ما هذا؟ هذا هو
الجانب الديني في المسألة. أما الجانب الاجتماعي، فيا ابنتي، قبل أن تفعلي هكذا، تأكدي مائة في المائة أنك تحبين هذا الشاب وأنك لا تخاطرين. بحياتك معه أو نحو ذلك من الناحية الاجتماعية، هذا النموذج من الزواج يفشل كثيراً لكنه لا يفشل دائماً. هناك نسبة نجاح عشرين إلى ثلاثين في المائة، لكن هناك نسبة فشل سبعين في المائة. نحن انتقلنا هنا إلى نصيحة اجتماعية يا سيد تسهير، وليست دينية، ليست ديناً من ناحية الدين الرجل. هذا أسلم ومن ناحية الدين فالزواج هذا حلال ومن ناحية الدين هذه هي إجراءاته، لكن من الناحية الاجتماعية نحن لا نفضل هذا النوع
من أنواع الزواج، وليس دائماً يفشل، أحياناً يفشل وأحياناً لا يفشل. هذه هي الإجابة بارك الله فيكم مولانا. سيدة ماجدة تفضلي، أستاذة ماجدة، نعم تفضلي يا سيدتي، أريد أن أسأل الشيخ عن أنني دائماً أحلم بابني ووالدتي وهم متوفون رحمهم الله. أريد أن أعرف بالتحديد عن آخر حلم جميل رأيته، كانت والدتي في مكة وظهر عنب، وكانت تأكل منه، فأخذت منها بعدما انتهت من الأكل، وكان العنب بشكل جميل جداً، فأخذت منه وذهبت لآكله. معها مع والدي وأبي رحمه الله، أيضاً أرسلتُ أنا وهو طعاماً من نفس الطبق. حسناً، أنتِ يا سيدة ماجدة متعلقة بأبيكِ وأمكِ تعلقاً كبيراً، وربنا سبحانه وتعالى يُطمئن بالك بهذه الرؤيا
ويعطيكِ بشارة أنهم بخير، وأن السيدة تأكل طعاماً جميلاً طيباً إن شاء الله يكون من... طعام الجنة إن شاء الله، إن شاء الله بإذن الله. السيدة خديجة، تفضلي يا سيدتي. السلام عليكم، وعليكم السلام. مثلك يا أستاذ عمرو، الله يحفظك يا سيدتي، مثلك علي. أهلاً وسهلاً، تفضلي. وأقول لحضرتك: أنا كنت، يعني، أنا عمري ستون سنة، وكنت أصلي الفجر، وبعد ذلك حدث لي. ظروفٌ اجتماعيةٌ أتعبتني نفسياً وكتبت لي الطبيبةُ أدويةً مهدئةً ومنومة، فلم أعد قادرةً على القيام لصلاة الفجر إطلاقاً. هل أنا آثمة؟ حسناً، نامي مبكراً يا خديجة، هذا كل ما في الأمر. يجب أن ينام الناس مبكراً بحيث يزول مفعول هذه المهدئات قبل الشروق. يعني نعم، تماماً. أي إذا نامت مبكراً هي يبدو أنها تشاهد التلفزيون وتسهر
حتى الساعة الواحدة ثم تتناول الدواء المهدئ وتنام. فهي تنام متأخراً، ولو نامت باكراً ساعتين، بدلاً من أن تنام في الواحدة، لو نامت في العاشرة والنصف مثلاً، سيكون هناك فرق كبير جداً. بارك الله فيكم مولانا، جزاكم الله خيراً، أهلاً وسهلاً بكم، شكراً لحضرتك، خيرٌ إن شاء الله، إلى اللقاء،