والله أعلم | حقيقة الكفاءة في الزواج | حلقة كاملة

والله أعلم | حقيقة الكفاءة في الزواج | حلقة كاملة - والله أعلم
أسعد الله مساءكم بكل خير، أرحب بحضراتكم في حلقة جديدة من برنامج "والله أعلم". في حلقة هذا المساء إن شاء الله سنفتحها مع فضيلة الدكتور موضوعاً يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للكثير من العائلات المصرية، وخصوصاً بالنسبة للأبناء، بالنسبة للشباب من الذكور ومن البنات: مسألة الكفاءة في الزواج، هذه المسألة التي تقريباً العديد من الأحيان نحن سجناء في هذا الموضوع. ما هي الكفاءة في الزواج وماذا عن الاختلاف في المستوى بين الشاب والفتاة؟ هل هي ضرورة
لا بد وأن يكون هناك شيء من التطابق؟ ماذا لو اختلفت المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وحتى البيئية؟ ما بين الشاب والفتاة، هل يُعتبر شرط الكفاءة شرطاً أساسياً من شروط الزواج أم لا؟ عموماً ستدور إن شاء الله حلقة هذا المساء حول هذا الموضوع بتفاصيله. وأرحب في البداية بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلاً بكم مولانا، أهلاً وسهلاً بفضيلتك، أهلاً. وسهلاً بحضرتك مولانا. أولاً، مفهوم الكفاءة في الزواج، لأن دائماً الأسئلة بالجنة: هل ينفع أم لا ينفع؟ الكفاءة أم ليست الكفاءة؟ ما مفهوم الكفاءة في الزواج؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كلمة كفاءة في اللغة معناها المماثلة والمشابهة، مثل شيء آخر، ولذلك
قال تعالى: "ولم يكن له كفواً أحد"، أي ليس له مثيل، ليس له نظير، يعني أنه سبحانه وتعالى متفرد بالوحدانية وبالجلال والجمال والكمال. ولذلك لا يوجد شيء مثله، فالرب رب والعبد عبد، وهناك فارق بين المخلوق والخالق. أنا كفء إليك يعني... مماثل لك أمامي، أنا مماثل لك أو أنت مماثل لي، فيجب أن تكون هناك جهة مماثلة، جهة تشابه في شيء ما. أنا مماثل لك في أي شيء؟ سنقول إذن جهة المشابهة، ربما لدي مال ولديك مال، ربما أنا رجل متدين وأنت رجل متدين، ربما أنا رجل متعلم. وأنت رجل متعلم، انظر إلى الجهات المختلفة. فهناك الغنى والعلم والنسب. أنا
من قريش وأنت من قريش ربما، أو نحن متماثلون في المستوى الاجتماعي. ما هو هذا المستوى الاجتماعي؟ لدينا ما يسمى بالحسب والنسب. ما هو الحسب؟ الحسب هو الوجاهة الاجتماعية. هذه الوجاهة الاجتماعية تتفاوت في درجاتها بين الناس عندنا. مثلاً نعظم طوال عمرنا القضاة، لماذا؟ ونمنحهم حصانة. نعظم طوال عمرنا الأشخاص الذين يذهبون إلى البرلمان، أعضاء البرلمان هؤلاء نقول له سعادة النائب. لماذا نقول له هكذا "سعادة النائب"؟ لأنه عضو مجلس الشيوخ، عضو الكونجرس، أي سيناتور، أي أنه شيخ من شيوخ البرلمان الذي يتولى خدمة الناس والذي...
يتولى نصدره لقضايا التشريع ولقضايا الخدمة وما إلى آخره وقضايا المراقبة على الحكومة ولذلك نمنحه حصانة. طوال حياتنا نعظم من يجاهد في سبيل الله الذي هو الجيش المصري، هل تفهم؟ فهؤلاء الناس كما تقول يعني لهم ماذا؟ لهم وضع معين، فطوال حياتنا يقول لك ماذا؟ وهو مثلاً عندما عبد الناصر رحمه الله مات، أو عندما مات السادات، أو غير ذلك إلى آخره، ويقول لك ماذا؟ وحضر النواب ورجال الجيش والقضاء، وكبار رجال الدولة وأساتذة الجامعات. فلماذا نحن نهتم بأساتذة الجامعات؟ فهذا هو معنى الكفاءة، أنه من ناحية الحسب، نعود
مرة أخرى ونقول: حسناً، وهل هذا ضروري؟ في الزواج، هذا سؤال آخر. فهمنا الآن ما معنى الكفاءة. معناها المماثلة، وقد تكون هذه المماثلة إما في الدين أو في الدنيا. والدنيا معناها من أنت؟ ابن من أنت؟ ماذا تملك؟ من أنت؟ ما هي البيئة التي تربيت فيها؟ وهكذا. أنت غنيٌّ أو فقيرٌ، أنت تواجه الدنيا أو المماثلة في الدين، فيكون عندي الكفاءة. رقم واحد معناها المماثلة، رقم اثنين قد تكون المماثلة في الدين وقد تكون المماثلة في جهة من جهات الدنيا، رقم ثلاثة وهل هذا شرط في الزواج. هذه هي الأسئلة.
الحسن البصري مثلاً وابن حزم مثلاً وغيرهم المحققون والأكابر قالوا إنه لا يوجد أبداً في الكتاب والسنة ما يجعل من الضروري أن تكون هناك مماثلة دينية أو مماثلة في الدنيا. وقالوا: ماذا عن الفقهاء عندنا في الشرق وابن حزم هذا في الغرب في الأندلس، يقولون في ذلك؟ قالوا: هذه مسألة اجتماعية وليست مسألة دينية، بل هي مسألة يرى الفقهاء أن عمار البيت واستمراره يتم بالكفاءة أو التكافؤ بين الطرفين. نعم، هذه مسألة اجتماعية. وما معنى كونها مسألة اجتماعية؟ يعني لو حدث أن بنت وزير أو بنت أستاذ في الجامعة أو بنت قاضٍ أو بنت نائب في البرلمان
تزوجت شاباً بسيطاً يعمل نجاراً فقط. أي حرفي من الدرجة الأولى يعجبك؟ وهذا النجار حاصل على الإعدادية، هل يصلح أم لا يصلح؟ أعطنا ديننا. نعم يصلح، نعم. ما المشكلة؟ لكن لا توجد مماثلة هنا من ناحية الدنيا لأن الشاب لم يكمل تعليمه، كان يسعى على إخوته. حسناً، أليس هذا يجعله مكافحاً وجيداً؟ وما هي درجته في... الصنعة، ما هو يوجد نجار يعجبك يقول لك يعني تفاخراً، فقد كان نجار الأطفال الذين كانوا يصنعون أثاث لويس التاسع عشر وما شابه ذلك. واللويس له التاسع عشر والثامن عشر والخامس عشر وهكذا، التي هي أي الأشياء هذه. صحيح أن أساليب الأساس كانوا نجارين ومليونيرات، فالنجارة ليست
بالمهنة البسيطة. عيبٌ! يعني سيدنا نوح كان نجاراً، نعم. إذن ليست المهنة هي التي تُذِل. أنا أتحدث عن الفتى بشكل عام هكذا. تعال يا ولد، أتعرف القراءة؟ نعم، ولكن أفك الخط فقط. حسناً يا بني، هذه دكتورة في الجامعة، كيف ستتزوجها؟ قالت إنها تحبه وهو قال إنه يحبها، أيصلح ذلك أم لا فانتبه من الفقهاء، صار فقيه ابن حزم وأبو الحسن البصري وكثير من الناس قالوا: يجوز يا حبيبي، لا يوجد فيها أي مشكلة. والآخر قال: يا إخواننا، ما دامت قد وافقت فيجوز. نحن ننصح اجتماعياً، نعم، أنه عندما سمحنا بهذه الزيجات لم تكتمل في الواقع. الخبرة بواقع الحالات الخاصة ثمانين إلى في المائة لم يكملوا،
وهناك من أكملوا العشرة في المائة المتبقية. ثلاثة أو أربعة منهم كانوا تعساء، أكملوا ولكن على ماذا؟ على مضض. فإذاً هذه خبرة اجتماعية تقومون بها لماذا؟ قلب وتقريب للمسافات. يا فتاة، أنتِ في هذه المعادلة، وهذا كان واضحاً جداً في الماضي. الآن أصبحت الحكاية باهتة قليلاً. أنت الطرف الأضعف لأنه عليك تربية الأولاد وعليك عمل البيت وعليك كذا وكذا. أنت لست معتادة إلا على مستوى معيشة معين، وصاحبنا لا يغسل أسنانه، ماذا ستفعلين؟ يعني هل غسيل الأسنان في رأيك يستدعي الطلاق؟ ستتقززين منه؟ سيدنا معاوية تزوج امرأة من البادية اسمها
ميسون. فتاةٌ تُعَنِّف ثم لديه مشكلة في فمه، فميسون هذه الفتاة تشعر بالأمان وتريد العودة مرة أخرى إلى البادية. فبينما كان يسير هكذا، وجدها جالسةً تندب حظها وتقول شعراً: "لَبَيْتٌ تَخْفِقُ الأَرْوَاحُ فِيهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَصْرٍ مُنِيفِ، وَلُبْسُ عَبَاءَةٍ وَتَقَرُّ عَيْنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَكْلِ الرَّغِيفِ". هذه هي الدرجات. يعني أصبحت نادمة وتندم على حظها، هي رحمها الله اسمها ميسون، فتاة لديها قصيدة جميلة كبيرة هكذا، لطيفة، وهي هذه التي عندما غضبت قديماً من زوجها، قالت في الشعر، قالت في الشعر، يعني شيئاً مختلفاً آخر. نعم، هذا
يمكن أن يسبب الطلاق وخراب البيوت والعياذ بالله تعالى، ونحن لا نريد هكذا خاصة لو أصبح لديك أولاد، إما أن تكون حياتك نكداً. طريقة الأكل، واحد يأكل ويصدر صوتاً والأخرى معتادة على الشوكة والسكين، لن تتحملوا بعضكم. لذلك نحن ننبه الفتيات أن هذه المسألة اجتماعية، وأن والدك عندما يلجأ إلى كتب الفقه ويجد الإمام الشافعي قال لا بد من الكفاءة، والإمام أبو والله يجب يا إخواننا هذه الكفاءة، أعلم أنه لو أخفى الزوج عليها وضعه وتزوجها، فإن من حقها أن تطلب الطلاق من القاضي لأنه خدعها، تقول له: حضرة القاضي، أنا لم أكن أعتقد أنه هكذا، لقد جاء وقال لنا إن أبي هو الطنبشوي باشا، ثم تبين أنه ليس الطنبشوي باشا، فإذاً
عليها قضية وتحصل على التطليق من أول جلسة، يعني إذا كذب الزوج أو كذب الشاب على الفتاة أو أوهمها أنه في مستوى اجتماعي آخر غير المستوى الذي ينتمي إليه، نعم، وتزوجته، فمن حقها أن ترجع إلى القاضي، وإن لم يطلقها، فمن حقها... يعني يمكنها أن تكمل، يمكنها أن تكمل، ولكن يعود القاضي فيطلقها فوراً لعدم توفر الكفاءة. أرأيت أن بعض الأئمة يقولون إن مسألة الكفاءة هذه يجب نسيانها، وبعض الأئمة يقولون إذا علمت المرأة بذلك فالأمر انتهى، وبعض الأئمة يقولون هذا حقها، وإذا أُخفي عنها فلها أن تعود، وهناك ما بين ثلاثين إلى أربعين من العلماء يقولون إن هذا حق قال لها: "يا ابنتي، من تزوجتِ؟" قالت له: "تزوجت ابن عدوك". قال لها: "حسناً يا ابنتي، سأختنق هكذا، ابن عدوه إذن". قالت له: "كما نقول إذاً، فيرفع قضية عليه لعدم الكفاءة ويكسبها
مثل القضية المشهورة التي تخص الشيخ علي يوسف عندما تزوج ابنة السادات، كان في..." قديماً كان هناك رجلٌ يُدعى الشيخ السادات نقيب الأشراف، وتزوج من صحفي اسمه علي يوسف، فذهبا إلى القاضي أبو خطوة. وعندما عُرضت القضية على أبي خطوة هذا، وكان الإمام محمد عبده لا يزال على قيد الحياة، قال: "لقد وقعتم عند أبي خطوة هذا، وسيحكم أبو خطوة بالتفريق"، أي من واقع هو يحكم على أولئك الذين يفرقون بين ابنته وزوجها لأنها ألحقت به الضرر، وأبو خطوة حكم بالتفريق، وكانت قضية بالطبع، وعلي يوسف معه المؤيد وغيره، ولا أعرف ماذا، وأشياء مثل ذلك. فأنا أريد أن أقول إن الكفاءة في وجهة نظري مسألة اجتماعية أكثر منها مسألة فقهية، وأن الفقهاء... عندما كتبوها
ونقول ما الأدلة على ما أقوله، فإن الفقهاء عندما كتبوها فعلوا ذلك لأجل الحفاظ على الأسرة، وأننا مع تغير الزمان يمكن أن ندخل في قضية. بارك الله فيكم مولانا، وواضح أن الموضوع لا يزال فيه تفاصيل كثيرة سنعرفها إن شاء الله بعد الفاصل. ابقوا معنا. تختلف معايير اختيار أو الزوجة من أسرة لأخرى، فالبعض يختار على أساس المستوى المادي والبعض الآخر يهتم بالشهادة العلمية أو الوظيفة المرموقة أو المستوى الاجتماعي. لكن هل من الضرورة وجود تكافؤ بين الزوجين لضمان استمرار الحياة الزوجية؟ يجب أن يكون هناك تكافؤ بين الأسر
في الاختيار، وأن يكون الاثنان في مستوى اجتماعي متقارب. بعض الناس يؤسسون فكرهم على البيئة التي نشأ فيها هذا والبيئة التي نشأ فيها ذاك، فيكون بينهم رابط يمكّنهم من التفاهم مع بعضهم. التكافؤ في السن، والتكافؤ في العلم، والتكافؤ في الشهادة، والتكافؤ في الدراسة، والتكافؤ في النسب. أما المادة فلا، لأنه من الممكن أن يتحمل مسؤوليتها وهي تتحمل مسؤوليته. إذا كان هناك منذ البداية ارتباط وعاطفة وحب وقبول، مع تقارب من الناحية العلمية في الدرجة العلمية، بالإضافة إلى تقارب في السن، أي أنه لا يكون هناك تفاوت في السن، فلا يحدث سوء فهم مثل: "أنا اليوم حاصل على بكالوريوس بينما سأتزوج شخصاً غير متعلم أو مستواه التعليمي متدنٍ". قليلة جداً مظاهر التفاهم والحوار والمناقشات، وكثيراً ما تكون المواضيع غير مفهومة، فهذا أمر مهم جداً لكن كون الشخص فقيراً أو غنياً أو ذا مستوى مالي معين ليس أمراً أساسياً بشكل كبير. المستوى العلمي مهم بين الزوجين، يعني لا بد
أن يكون هناك تكافؤ بين الاثنين في مستوى التعليم المجتمع هو الذي يكون مسيطراً عليهم، يعني مثلاً مثل لو أن طبيباً لا يصح أن يتزوج بشخص أقل منه مكانة. طبعاً ينظر إليه أهله والناس ويفكرون كيف لا أفكر أولاً في نتيجته أو في شهادته أولاً، أم لا أفكر في طريقة تفكيره. يعني لا يصح أن يكون طبيباً يريد أن واحدةً قُل لي منها، أو الدكتور يريد أن يتزوج واحدةً قُل لي منه، لن ينفع. أنا أعرف أناساً ليس بينهم تكافؤ في العلم لكنهم نجحوا كثيراً لأنهم يحبون بعضهم ويحترمون بعضهم. والعكس، هناك أناس أغنياء وهناك أناس متكافئون علمياً لكنهم لم ينجحوا في حياتهم. ماذا يا حسام؟ لا يوجد رأيك يعني أن الناس تقول لا، يجب أن يكونوا متقاربين
حتى يستطيعوا أن يتفاهموا مع بعضهم والحياة تمضي. والمتحدث الكريم في آخر التقرير أو آخر متحدث كان يتكلم على أنه لا، والله يوجد مستوى علمي ومستوى علمي أقل وحياتهم تسير جيداً، ويوجد اثنان من نفس المستوى العلمي أو نفس الدرجة ولكن ليسوا سعداء. يعني مولانا، هنا واضح أنها ليست محكومة لأنها مسألة اجتماعية تتغير بتغير الأشخاص وتغير البلدان. فما حدث في مصر يختلف عما حدث في المغرب، وما حدث في نيجيريا يختلف عما حدث في إنجلترا، وما حدث في ماليزيا يختلف عما حدث في السعودية. وهكذا فوالناس خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. والتجربة البشرية تجربة ثرية، فمن أجل هذا لأنها متعلقة ليست بحدوده. أما في الشرع الشريف، فالنبي عليه الصلاة والسلام، أبداً عليه الصلاة والسلام، النبي عليه السلام كان من قريش،
وقريش هذه كانت أكبر قبيلة في العرب نسباً لأنهم سدنة البيت. الحرام الذي كان كل العرب يأتون لتعظيمه وما إلى ذلك فيعظمونه، زوَّج زيد بن حارثة مولاه (عبده) للسيدة زينب بنت جحش، أتفهم؟ فإذاً زينب القرشية ابنة عم النبي عليه الصلاة والسلام وما إلى ذلك، ابنة عمته يعني شيء آخر، زوَّجها سيد الإسلام الذي لا يعرف طبقات. هو ما هو من ناحية التأصيل، فقد تزوجها. كان سيدنا يقول: كان هناك شخص اسمه أبو هند، وأبو هند هذا كان يعمل ماذا؟ كان يعمل شيئاً مثل... يعني شيئاً سيئاً جداً، حجاماً.
ما هو الحجام؟ إنها مهنة ضعيفة جداً، وضعفها أن الحجامة معناها ماذا؟ كان يمص الدم. هنا بالفأر ويشرب شرطة هنا أهو ويمتص الدم، فتخيل الآن أنه يمتص الدم هكذا ويبصق. ماذا يعني؟ كانوا يستقذرونها، لكن ها هي، أي أنهم محتاجون إليها. الحَجّام، وهذه الحجامة كانت في سُلّم الحِرَف والوظائف وما إلى ذلك أدنى مرتبة. فقال: "يا بني بياضة انكحوا آل هند"، زوّجوه. والله وسيدنا النبي دينه وخلقه فزوجوه، هنا يا مولانا انظر إلى الدين والخلق، فنحن قلنا إن هناك في مذهب معين -كالمالكية- يقول لك في
الدين والخلق: "فزوجوه"، وإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. إذاً نحن ليست لدينا قضية الطبقية الإقطاعية ولا الأرستقراطية والبرجوازية والبروليتاريا وهذا الكلام. كل هذا لا نعرفه لا في أصولنا ولا في تاريخنا. فحضرتك نحن لدينا اتساع كبير جداً في القبول. زوَّجوا أسامة بن زيد - أسامة هذا ابن زيد - زوّجوه القرشية النسيبة أسماء بنت عميس وهي قرشية. إذن حكاية النسب هذه سأنساها. أما حكاية الدين والكفاءة فعندما أجد بنتاً قاعدة تصوم وتقوم الليل وما إلى ذلك، وبعد ذلك أحضر لها ولداً يصلي
سطراً ويترك سطراً، حسناً، فليطلقها. ستقول له: ماذا تفعل؟ إذا كنت أنا أصلي سطراً وأترك سطراً - والعياذ بالله تعالى - لن تستمر معه، ولا العكس. فتاة تريد أن تتحرر والرجل يتظاهر بأنه شيخ إسلام كبير، كيف سيتفاهمان؟ يعني كيف، فلا بد أن يكون الدين متساوياً. مرة قام أحد مشايخنا بتزويج ابنته، والشخص لم يكن مرضياً لنا نحن تلاميذه، إذ كنا نرى أنه ليس كفؤاً لها في الدين، ليس كفؤاً في الدين. لا، يعني هو لم يتزوج ابنتك لهذا السبب تماماً. نعم، فقلنا له متجرئين هكذا: "يا مولانا، أنت..." كيف تزوج ابنتك لهذا الرجل؟ فأجاب: هي كفء لي. فقلنا له: يعني دينها خفيف قليلاً؟ قال: نعم، إنها ابنتي وأنا أعرفها، فزوجتها
لمن دينه خفيف قليلاً أيضاً. هذا الذي لا يعجبكم، هي تتوافق معه، فتوافقا وعاشا. مات الشيخ ومات الرجل الذي... هو العريس الذي لم نعجبه وتوفيت السيدة التي هي كذا وكذا متزوجين ولديهم أطفال وعائلة سعيدة جداً، والغريب أن الرجل بدأ يحافظ على الصلاة والسيدة بدأت تحافظ على الصلاة وتوفوا على هذه الحال، لكن انظر إلى الحكمة الأولى قال لن يكلف نفسه، أنا سأحضر لها يعني عبد القادر الجيلاني وهي لا أعرف كيف تحافظ على صلاتها، فلتأخذ التي تشبهها هكذا، يذهبون مرة في السنة أو لا يذهبون مرة، يتنزهون في حديقة الأندلس، ثم يهديهم الله بعد ذلك ويسيرون معًا واحدة وقد كان - سبحان
الله - إذًا هنا الكفاءة في الدين، نعم لها اعتبار، لكن أيضًا حتى الكفاءة في التقاليد في الأكل والشرب، إحداهن تريد أن تفطر على شيء معين، وهو لا علاقة له بهذا الأمر، ويريد البصل المقطع مع قليل من الفول وغيره. هذا أمر جيد، نحن لا نعترض على ذلك، ولكن لماذا ستعترض عندما تجد رائحة فمه ليست طيبة كما تتصور وتعرف وقد نشأت على ذلك؟ ستغضب. الدنيا لن تتوقف بالطبع، فتصبح إذًا قضية الكفاءة قضية اجتماعية. قضية الكفاءة تعني المماثلة وقد تكون في الدين والدنيا. قضية الكفاءة في الأصول الإسلامية من الأحاديث لا وجود لها في القرآن، وفي الأصول الإسلامية في الأحاديث يعني زوّج الجميع وأخرجهم مما كانوا قد توارثوه، والمسألة هنا أوضح من الواضحات، حسناً تشترط بعض الأسر لقبول
العريس أن تكون لديه كفاءة مادية، أي أن وضعنا المالي أو مكانتنا الاجتماعية بهذا المستوى، ووضعنا كذا، فيجب ألا يكون العريس أقل من ذلك، بحيث يستطيع أن يتماشى مع متطلباتهم، ويقولون إن هذا شرط، وإن لم يكن كذلك فهو ليس كفؤاً ولا ينظرون إليه. لدينه ولا لعلمه ولا لحسبه هو هكذا كلنا بأناس أصيلة جداً ولكن حاله المادي متواضع فخطورة اشتراط الكفاءة المادية كمعيار أساسي للزواج إذا أخذناهم فقراء أغناهم الله. أنا أريد فقط ليس الغنى، أنا أريد الإمكانية، واحد معه شهادته، واحد معه كفاءته، واحد في وظيفة جيدة وهو ذكي وواعد أو لديه شركة (أو قوم) ربنا يفتح عليه، هذه الأمور هي التي تؤثر تأثيراً حقيقياً.
أنا الآن بعد السنين الطويلة التي قضيناها، فأنا متزوج منذ واحد وأربعين أو اثنين وأربعين سنة، ورأينا - أقول لك - حتى توفي الناس، رأيناها بأعيننا. هذه التجربة الاجتماعية لها قيمة لأن هذه المسائل هي مسائل اجتماعية. فنحن نقول لأولادنا: يا أبناء، هذه تجربتنا، وانتبهوا إلى سنن الله في كونه. هذه التجربة التي رأيناها هي سنة الله في كونه. إياكم أن تختاروا شخصاً لأنه غني، لأن الغنى يزول والأموال تذهب. في العلاج، تذهب في مخاطرة بسيطة كهذه، تذهب في الأزمات وفي الكوارث وفي الانحراف. ولكن المعدن لا يذهب. الشخص الذي سيحمل البنت في عينيه والذي سيطمئنها والذي سيريحها والذي
يُشعرها بالحنان والأمان، هو الذي أبحث عنه، بغض النظر عن الجانب المادي لأن الأرزاق بيد الله. صحيح، ونِعم بالله، نِعم، بارك الله فيكم مولانا. طيب، نحن إن شاء الله أيضاً. نواصل في هذه الجزئية وبعد الفاصل نتوقف مع فضيلة الدكتور فيما يتعلق بالزوجة، إذا كانت الزوجة من مستوى اجتماعي يراه البعض أقل. يعني إحدى المتحدثات في التقرير قالت: إذا كان هو طبيباً فلا يصح أن يتزوج واحدة كهذه، وتساءلت: هل يليق بطبيب أن يأتي ويقول لابنه ووالدته إنني سأتزوج الممرضة؟ خاصتي أو المساعدة خاصتي يعني سيكون واضح أن هناك مشكلة. فهل الكفاءة بالنسبة للزوجة أو المعيار بالنسبة للزوجة مثل المعيار بالنسبة للزوج؟ وأيضاً سؤالنا لحضراتكم على صفحة "والله أعلم" على الفيسبوك:
ما هي الكفاءة في الزواج؟ تعريف الكفاءة في الزواج من وجهة نظر حضراتكم. وبعد الفاصل سنتلقى إن شاء الله... أسئلتكم وتعليقاتكم مرة أخرى، فالدكتور فيما يطلق هذا بمسألة الكفاءة، هل أيضاً نفس الكفاءة يجب أن تتوفر في البنت أو في الزوجة؟ لا، أيضاً نصَّ الفقهاء طبقاً لعصورهم وطبقاً لمقتضيات عصورهم وطبقاً لمقتضيات زمانهم أن الرجل يرفع المرأة، لماذا؟ لأن الرجل هو الذي عليه النفقة والرجل هو الذي كان أكثر كانت تتعلم لكن ليس بصورة شائعة مثل الرجال. المرأة كانت تخرج لكن ليس بصورة شائعة مثل الرجال. المرأة كانت تتحرك ولها مكانها في المجتمع لكن ليس بصورة كاملة هكذا مثل الرجال. فكان الوضع الاجتماعي
مختلفاً عن الآن، فالفتاة تذهب إلى المدرسة ثم الكلية وتتعلم تعليماً عالياً، وبعد ذلك تعمل ثم خلاصة القول، هي مساهمة كاملة، وقد ذكرنا أن الفتيات يمثلن نصف المجتمع وما إلى ذلك، وأنها تشكل عصراً جديداً يجب أن ننتبه له. ففي الماضي، كان الزوج طبيباً، والحقيقة أن مسألة زواج الطبيب من الممرضة التي تعمل معه - مع العلم أن الممرضة في بعض الأحيان تكون أهم وأعلى مكانة ظن أن في التقرير الثالث وأنا ضدها، هذه الممرضة شيء رفيع المستوى جداً. وعندما
يتزوج الطبيب ممرضته، فيا له من سعيد محظوظ أن يتزوج ممرضته. ولدينا في السينما المصرية التي كانت تبني هذه المفاهيم، كانت الأميرات أو الفتيات الأرستقراطيات يذهبن للعمل كممرضات في الهلال الأحمر، هل تنتبه؟ وفي المستشفيات العادية المستشفيات هكذا، وبعد ذلك بدأنا نهين الممرضة في الدراما التي نقدمها، نهينها ونجعلها من طبقة أدنى. لا، يوجد كلية اسمها كلية التمريض. يجب أن نُشعر الممرضات في كل مكان بعلو قيمتهن وعلو أنفسهن، وأن الطب لن يتحقق في مصر إلا بالتمريض. نعم، سنجد في طبقة الممرضات كما هو موجود في مَن لا تُحسِن هذا الحال
نُدرِّبُها، ولكن لا بُدَّ أن تختلف لهجة المجتمع أثناء الكلام عن الممرضات وتعظيم شأنهن. نُفضِّل أن نُعظِّم شأنهن هكذا حتى تشعر الممرضة بذاتها وأن لها قيمة ومكانة، وأنها تؤدي رسالة. كنا نسميها رسالة الملائكة. خُذ كل الأفلام المصرية حتى سنة ستين وهي... تعامل الممرضة باعتبارها ملائكة الرحمة، وتعامل الممرضة باعتبارها جزءًا من المهن الطبية كما هي الحقيقة الآن، كما هي الحقيقة في الواقع لا في الدراما. أصبحت بعد سنة ستين بدأ أبو بكر عزت يعكس صورة الممرضة، ولا أعرف ما هذا، ما هذا الكلام؟ إن الممرضة هذه جزء، نحن...
أضعنا أنفسنا. شخص ما ألف مرة كتاباً اسمه "المصريون ضد المصريين". نحن نريد أن نعود مرة أخرى إلى مصر الأخلاقية التي تعطي لكل ذي حق حقه. فحتى عندما نضرب المثال، لن نضرب هذا المثال ونقول: الطبيب الذي تجاوز حدوده مع ممرضته، ما شأن ممرضته؟ ممرضته مساوية له في المكانة. إنّ علينا أن ننتبه من هذا الأمر، وألا نركز على وصف الجانب السيء من الواقع كالممرضات أو الممرضين الجهلة أو المتصفين بصفات سيئة، لأنهم ليسوا هؤلاء الذين نريدهم، ولسنا نمدح فيهم، بل نحن نمدح التمريض كمهنة إنسانية تقوم بها امرأة محترمة، ويجب علينا... أن نؤكد ونؤيد شيئاً، لكن في المقابل، أنت تفضل أن تكون هناك كفاءة بين الزوج والزوجة في الناحية العلمية. لا بأس، أقول لك مثلاً، لدينا
في الدقهلية الآن فتيات لا يكملن تعليمهن، يصلن إلى المرحلة الثانوية ويلتحقن بكلية التجارة، فتجد يا أخي أن أغلب الدقهلية غير مكملين للدراسة يا ولد. نجار وصانع محترف يصنع الأثاث ويصدره للخارج، وجاءت البنت لأنها لم تنزل إلى ميدان هذا العمل. فأكمل وأقول له: لا، تتزوج ابن عمك لأن ابن عمك يعمل في الأثاث وأنت حصلتِ على درجة الدكتوراة. دكتوراة ماذا؟ وماذا يعني هذا؟ لا، هناك توافق هنا في البيئة، توافق في العادات والتقاليد توافق حتى مادي سيكون هذا مما يسعده، فلا مانع لدينا، فنحن لا نريد... أقول لك، الأصل أنها مسألة اجتماعية فستختلف من دمياط مع بني سويف، هل تدرك كيف؟ لأن دمياط مدينة صناعية ومدينة تجارية،
أي مدينة تعمل بالأعمال وهي مدينة منتجة، سيكون لها تقييم آخر غير المدن الأخرى، فأنا لست... أريد أن نضع قواعد وتتضح هذه القواعد أنها غير منطبقة على الجميع. نعم، حسناً، أي في نفس الإطار، إحدى المشاهدات الكريمات تقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الدكتور علي، أنا متزوجة منذ أربع سنوات، وأنا بالأساس أبي وأمي من دولة عربية لكنني وُلدت في مصر، وللأسف تعرفت على شاب. منذ خمس سنوات أوهَمَنا بأنه يعمل في جهة مرموقة وجهة حساسة في الدولة. حاولنا أن نتأكد من ذلك فلم نستطع. على أي حال، أتممنا الزواج وعلمت بعد ذلك أنه عاطل أو شبه عاطل. وبالتالي، هل يمكن لنا أن نلجأ للمحكمة من أجل التفريق وطلب الطلاق؟ وهل يُحكم لي بالتطليق قطعاً؟ إذا استطاعت أن تثبت هذا
أمام القاضي فسيطلقها فوراً، لأن هذا بُنِيَ على غش، وما بُنِيَ على غش كان باطلاً. على فكرة، الزواج هذا صحيح، خلاص صحيح، لكنه لا يشفع لها أن تقول له: "خلاص إن ما بيننا باطل، اذهب". لا، كما سمعت مرة من أحد المتصدرين. لا، هذا خطأ، هذا الكلام غير صحيح. ينبغي عليكِ أن تذهبي إلى القاضي وتقولي له: "يا حضرة القاضي، الزوج تعدى عليّ وقال لي كذا وكذا ولكن حدث كذا، ولذلك أطلب التطليق". هذا يُعَدُّ أحد أسباب التطليق، نعم. حسناً مولانا، فكرة أيضاً التشبث في هذا الأمر في أن يكون هناك ما بين الزوج والزوجة ليس في كل شيء تماثل يُقيم الحياة، نعم، لكن الشاب مثلاً متى يخرج عن رأي أبيه مثلاً أو عن مشورة أبيه؟ عندما لا يقدم على هذا الزواج خاصةً إذا رأى أن هذه الفتاة كفء، أو الفتاة رأت أن هذا الشاب كفء والأب لا. يرى أنه كفء في أمر من الأمور
وذلك حسب علاقته مع أبيه وحسب ثقته بوالده، ونحن عامةً ننصح الأبناء بطاعة الآباء والأمهات وأخذ رأيهم، لكن مع هذا المبدأ العام في بعض الحالات شهدناها فعلاً الأب أو الأم ليس لهم حق في التعنت، فعندما يكون هناك عنت وتعنت كما رأينا. نرى بأعيننا الأب الذي لا يرغب في تزويج بناته، لماذا؟ لأنه غيور عليهن وخائف عليهن، فكلما أتى عريس يطرده. وكذلك الابن أو الأم التي لا ترغب في تزويج ابنها، نعم، إنها غيورة عليه أو تريد أن تمتلكه كله ليبقى أمامها طوال النهار والليل، هذه أمور غير سوية، لكن في الأحوال في المائة نقول إن الابن
يطيع الوالدين، حسناً مولانا حضرتك، لقد ذكرت أن الفتاة يمكنها إذا تزوجت شاباً من مستوى أقل منها بدافع الحب ثم اكتشفت فيما بعد عدم التلاؤم بينهما أو عدم التفاهم بينهما، يمكنها أن تطلب الطلاق، ولكن هذا لا يُعتبر ظلماً لهذا الشاب أو لهذا الزوج. لا تعلم منذ البداية أنه نجار وأنه ذو مؤهل ضعيف أو غير متعب. لا، عندما تحدثنا، تناولنا الحالة التي سألت عنها حضرتك الآن، وهي أنه أخفى عنها. نعم، أخفى. أما إذا كانت قد علمت، فقد انتهى الأمر. هذا هو، هي تعلم. نعم بالطبع، هذا لا يصح. إلا إذا كانت هناك أسباب ثانوية كرهته، فمثلاً، خلاص، تذهب وتختلع، وليس أن يكون الخلع طلاقاً. سيُعتبر طلاقاً يعني، لكنه أحد أنواع الفسخ الذي يُعوَّض فيه الشاب بأن ترد له نعم، لكن فكرة أنه يشترط حينما يكون الزوج غنياً أن تكون الزوجة غنية، أو الزوج متعلماً فتكون الزوجة متعلمة. هذه القاعدة لا
يمكن أن تطبق شرعاً، أي ليست بهذا الشكل، فهذه قاعدة ستصبح كاريكاتيرية هكذا، بمعنى أنها ليست دقيقة تماماً وتختلف، لكننا ننقل المسألة من الشريعة إلى الاجتماع، نعم ونقول إن الشريعة تقول لنا: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"، أي أنها توجهنا حتى داخل. الاجتماع البشري، نعم، بارك الله فيكم مولانا وبنار. بارك الله في فضيلتكم. لقد حاولنا أن نطرح بعضاً من الأفكار التي تجعل الحقيقة في الأسئلة واضحة، حتى تكون الأمور جلية بالنسبة لكل من سأل عن مسألة الكفاءة في الزواج. ننتقل الآن إلى اتصالات حضراتكم ومشاركاتكم. أستاذة نادية، تفضلي يا سيدتي. عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من فضلك لو سمحت، أنا أعاني من مشكلة مع زوجي. لقد مضى على زواجي أحد عشر عاماً، وأنا الآن في مشكلة. أنا - والحمد لله - ميسورة الحال، وأبي وأمي هم الذين جهزوا لي كل شيء، هو لم يتكلف أي شيء على الإطلاق، حسناً وانتقلنا
من محافظة ليست في القاهرة، يعني انتقلنا، هو انتقل إلى القاهرة حتى يستطيع أن يعيش معي. جهزنا له كل شيء، وبعد ذلك كانت المعاملة سيئة. ليس يضرب، ليس يشتم، ولكن لا يوجد "وجعلنا بينكم مودة ورحمة"، معدومة، غير موجودة في حياتنا. أكرمني الله بولد وبنت، ابنتي عمرها إحدى عشرة سنة شيء اكتشفته أن لديه عيادة أسنان ويخون، أي أنه يخونني. يخون، أنا لم أره في وضع سيء، نعم، لكنني رأيته مع امرأة في العيادة. لكن الحمد لله. وهو يقول لي: "أنتِ لم تريني على حقيقتي". لكن إحساسي أن هناك خيانة والوضع لم يكن سليماً. هذا أتعب أعصابي. حاول طبعًا، أنا يعني هو اعتذر وفقط رجع وأحاول أنه يكفر عن كل شيء ويقول لي أنا سأتغير، وكان يصلي ويقرأ القرآن، ورغم ذلك فعل هذا الأمر. أريد أن أسأل فضيلة الدكتور علي جمعة: هل بعد اعتذاراته هذه وهو يقول لي أنا سأتوقف... أنت رأيتني يعني الصورة ما...
لم تكن هكذا، لقد كانت مريضة، ويقسم بالله ويقسم برب الكعبة ويقسم بالله ويقسم برحمة أبيه أنها مريضة. هل أصدقه وأعود إلى بيتي من أجل ابنتي وابني، أم أبتعد وأتجنب الشر وأعيش لأجل أولادي؟ أنا لن أطلق ولن أخلع، يعني أنا أعيش لأجل أولادي. حسناً، حاضر يا أستاذة، تحت أمرك، خيرًا إن شاء الله بإذن الله. أستاذة عفة تفضلي يا سيدتي. يمكن للأستاذة عفة أن تتفضل معنا أيضًا. أستاذة فاطمة تفضلي يا سيدتي. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام يا سيدتي. أهلًا بحضرتك. لو سمحتِ، هل يمكنني أن أسأل سؤالًا؟ تفضلي يا سيدتي. أنا متزوجة من مهندس منذ سبعة وعشرين عامًا، كان في البداية صفراً، كان ماذا يا سيدي؟ كان صفراً، ليس معه شيء، نعم، ليست لديه إمكانيات، نعم، وبعد ذلك ساعده أهلي، ساعده أهلي، ووقفت إلى جانبه بقوة شديدة، حسناً. وفي النهاية
تزوج امرأة، ثم يأتي بعد سبعة وعشرين عاماً ليقول إنه لا توجد كفاءة، مِمَّن ولِمَن؟ مَن وبينه تمام الآن؟ نعم الآن، بعد سبعة وعشرين سنة، بعد أن وقفتُ بجانبه وبُحتُ معه وبُحتُ بحكايتي وحتى ملابسي بليت. وهو قريبنا، والسيدة هذه التي تزوجها كانت زوجة صاحبه، صديقه جداً، وبعد ذلك عندما تزوجها هو، مات صديقه، ثم تزوجها. أنا طلبت منها: "لو سمحتِ أبعديني". حسناً، لماذا يتحدث وجلس أربع سنوات من قبل الثورة حتى الآن، فاكتشفت أنه متزوج، فقالوا سنة ونصف. السؤال حضرتك الآن، يعني أريد أن أتصرف كيف في هذه الحالة؟ طلاق أم لا طلاق، أو ماذا بالضبط تحديداً؟ طلاق. نحن مستمرون من أجلها، ويجبرني على البقاء الآن من أجل الأولاد ويظلمني، فلا أعرف ماذا أفعل اثنان لا يستطيعان
تحمل المشقة، نفسه متعبة ولا أعرف ماذا أفعل به. أنا أعول أولادي وهو يأتي أسبوعياً يفعل ما يشاء. لم يرَ... شكراً يا سيدي، خير إن شاء الله. شكراً جزيلاً لحضرتك. أعتقد أنها الأستاذة عفت، أليس كذلك؟ الأستاذة عفت، تفضلي يا سيدتي. نعم، أهلاً بحضرتك. نعم، السلام عليكم. الصحون الكبار، أستاذة عفت، من حفظك، أستأذن
حضرتك بحق أمرك مولانا. التي كانت السيدة عفت، قلنا مرة والثانية والثالثة: يا سيدة عفت، ليس عليك شيء لأنك كنت تجهلين الحكم، فإذاً ليس عليك أي شيء، وليس هناك فيه لا كفارة ولا صيام ولا أموال ندفعها ولا. أي شيء نحن نقول استغفر الله على كل ما علمنا وما لم نعلم، فأنت تقول بتعالٍ، فلا يوجد اسم - إن شاء الله - على تصرفك هذا، وإن كنا نقول إنه تصرف خاطئ للناس التي تعرف، لكن عندما جاء ابنك وأخذ بعضه وجدك منهارة
لمفارقة الزوج، أيضاً هو لا يعرف خدَّك وذهب وفعلتَه هكذا، أو ربنا سبحانه وتعالى رزقك بالعمر، لكن من ناحية أن ربنا لو كان يحاسبنا، فإنه يحاسبنا على ما نعلم. نحن لم نعلم، خلاص لا يوجد حساب. نعم، ذلك مبلغهم من العلم. نعم، السيدة فاتن مسألتها مسألة اجتماعية، بعد سبعة وعشرين عاماً تزوج ويتحجج الآن بأنه سيحضر ويتخذها ذريعة، هو يريد أن يتزوج تلك المرأة التي هي زوجة صديقه أو زوجة شخص ما بعد أن طلقها. هو يريد ذلك، هذه رغبته، ويقول: "لا، الأمر أنه لا توجد كفاءة بيني وبينك، أنا مهندس وأنت دبلوم صناعي". حسناً، نحن الذين أنفقنا عليك، ونحن كذا، وبعد ذلك سبعة وعشرون سنة، تقول إنه لا توجد كفاءة، وإذا كان هذا مجرد حجة فلن
نصدق. تقولين ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟ هذه مسألة اجتماعية وليست مسألة دينية. أنتِ متعلقة بالأولاد، وتريدين البقاء معهم، فابقي واستبعديه من حياتك، استبعديه من تفكيرك. اعتبريه كأنه قد مات، اعتبريه كأنكما انفصلتما وعيشي حياتك. مع أولادك وأكملي المشوار دون أن ترهقي نفسك وتحزني على شخص نخبرك أنه تخلى عنك، فهذا لا تسألي عنه. الأستاذة نادية لديها بنت وولد وتقول إنها لاحظت أن زوجها له تصرفات سيئة، والرجل اعتذر وقال لها: "تبنا إلى الله، نفسي غلبتني فعملت شيئاً دون الكبائر، وسامحيني".
قال الله تعالى: "فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير، ألا تحبون أن يتوب الله عليكم". كذلك ربنا أيضاً عندما يجدني أسامح الناس، وخاصة زوجي وأبي أولادي وما إلى ذلك، وكل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون. ولو أنك تستره بطرف ثوبك، يعني الإنسان... يستر أخاه بثوبه وهو يراه يرتكب معصية، فكل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون، والإنسان مبني على الضعف. فأنا أنصح ندى أن ترجع إلى أولادها البنت والولد، وأن تتجاوز هذه الأزمة السخيفة، وأن تتناساها، ونسيان الذنب جزء من البداية الجديدة سواء كانت في التوبة أو في حالتنا هذه بارك الله بارك الله فيكم مولانا أستاذ
أحمد. تفضل يا سيدي حالياً. والسلام عليكم. وعليكم السلام. مُقَدِّرين حضورك. أنا كنت... السلام عليكم أستاذ. أطال الله عمرك، حضرتك كنت حلفت يمين طلاق من حوالي ثلاثين ونصف، وهذا كان اليمين الثاني. أفضل أن أراك تريد فك اليمين الأول. أنا كنت حالفه وذهبت إلى المحلة في مشكلتي قالوا لي كفارة يمين وقمت بها، ورجعت الزوجة. حسناً، اليمين الثاني أيضاً راحتها، سلطة أهدرتها. فقال لي: هذا هو قال لك اليمين في حالة الغضب لا يُعتد به. حسناً، وكان موجوداً أحياناً في هذه المشكلة، كان والد الزبطي موجوداً وصبر عنه. حسناً، أين المشكلة بعد موتي؟ هو راكب. أي زوجته والأولاد أخذوا بعضهم ورحلوا، نعم أخذوا أنفسهم ورحلوا بعد اليمين الثاني، يعني سقطت قطرة عشرة وكذا وذهبت لغسله،
نعم، فقالت له: هل ستظل العفة والشيوخ؟ قال: ما هذا؟ ويُعتبر اليمين الثاني في حالة ما إذا كان غاضباً أو خارجاً عن وعيه أو شيء مركز، وقد شرب شجرة من هذا الوقت لا يحصل فيه يمين. طيب، أخرج هذا الكلام الذي هم غير مقتنعين به. طيب وهي لا تريد أن ترجع منذ ذلك الحين، ولا تريد أن تتحرك. تسأل عن وضعها الشرعي ما هو، أليس كذلك؟ نعم، حضرتك. أستأذن، حاضر، تحت أمرك يا أستاذ أحمد. أستاذة إيمان، تفضلي يا سيدي، لا، تحت أمرك. واصلت الفكرة يا سيدي. وعليكم السلام يا سيدي. أهلاً بك. أستأذنك أن أسأل فضيلة الدكتور علي جمعة. حضرتك على الهواء فأنا أستأذنك. أنا متزوجة من رجل يحمل جنسية غير المصرية، ورزقني الله بابنة واحدة. عشت معها في نفس البلد هذه ثلاث سنوات فقط فتربّت.
أنا البنت وكنت كل فترة أسافر إلى هذه البلد آخذ زيارة وأعود مرة أخرى، وبعد ذلك مكثت مع والدي رحمه الله حتى توفاه الله. وبقي والداك، لكن هذا الزوج لا يسأل عني ولا عن ابنتي، مضى لي عشر سنوات لم أره، لجأت إلى المحاكم ولم أفعل أي شيء وكل... ما يعلنونه في المكان الذي هو فيه لا أحد يحصل عليه، وهل توجد فتوى لو ذهبت إلى الأزهر؟ هل توجد فتوى تعفيني من هذا القيد؟ لأنني خلاصت يعني استطعت أن أحصل على معاش، والبنت كبرت في الجامعة، لا تعرفها حضرتك يعني طوال السنين هذه لم أره، خلاص أنا منذ... عشر سنوات لم أسافر، وكلما أرسلت إليه ليعمل لي زيارة يتهرب ولا يرد علي. ربما أغلق هاتفه معي واستخدم غيره، وعرفت - يعني استطعت أن أحصل على رقمه - من أخته بالصدفة، لكنه لا
يرد علي إطلاقاً. وليس عليه أي مصاريف للبيت. ولماذا يا إيمان لم ترفعي قضية؟ والله يا فضيلة الشيخ، أنا رفعت القضية، لكن في كل مرة يأتون ويقلبون الجواب، يتم ردهم مرة أخرى عن طريق الخارجية قائلين: "لم يُحصَل عليه". هذا بالنسبة لما لا يوجد عليه اعتراض، فالإجراءات لها حدود. أنت لا تكملين هكذا، فلو أكمل المحامي الخاص بك وحولها إلى قضية خلع لتصبح من التطليق ستأخذين، الخلع الخاص بك. في هذه الحالة سأضطر أن أرد له. لن تضطري إلى ترك النفقة الخاصة بك التي هي سبعة وعشرون شهراً، وستضطرين إلى أن تتنازلي عن مؤخر الصداق. أنا لم أفقد شيئاً أصلاً، أنا ليس لدي أي مصروف يأتي. خلاص، مكتوب أنني متنازل عن كل أنك أنت قبضت مقدماً،
نعم، مكتوب كم مقدماً؟ خمسمائة، دينار. يجب أن تردّ له الخمسمائة دينار أو الخمسمائة جنيه وخلاص أن تنهي. لا تسمح فضيلة الشيخ، لماذا لا تسمح؟ البنت أنا أعتبر نفسي أماً وأباً لها. على كل حال أنا أصرف عليها في الجامعة. اذهبي أولاً لكن لا... عليك الذهاب إلى القاضي أولاً، والقاضي سيحل هذه المشكلة. يعني إذا ذهبت إلى محكمة الأسرة، ستسير معك في هذه الإجراءات بشكل طبيعي وسريع أيضاً. أشكرك يا سيدي، شكراً جزيلاً. حسناً، سيدنا أحمد الآن سؤاله عن اليمين الثاني، وحَلَفَ أخذ زوجته وقال له الطلاق، وفيه كفارة، يعني ليس طلاقاً بل يمين، أفتوا الشيخ التالي بأنه بعد التحقيق أنه هذا غضب والطلاق لا يقع في حالة الغضب. وكون أنهم أصبحوا متعنتين معه، فهذه مشكلة اجتماعية أيضاً.
هو لا يصدق أن يأخذهم إلى لجنة الفتوى التي ذهب إليها في الإسماعيلية ويرى ما هي هذه المسألة. نعم، حسناً، دعنا نأخذ سؤالاً مثل هذا من... يسأل أحد المشاهدين، رقم أربعة وتسعين، قائلاً: هل تخرج المرأة إذا طلقها زوجها الطلاق البائن الثالث؟ هل تخرج من بيته؟ الإجابة: لا، تخرج، ستقضي عدتها حتى لو كان الطلاق بائناً. نعم، أشكرك يا مولانا، بارك الله فيكم. شكراً، أهلاً
وسهلاً. شكراً لوصول حضراتكم، نراكم غداً. إن شاء الله على كل خير، إلى اللقاء.