والله أعلم | علي جمعة يتحدث عن حكم وضع الشرح والترجمة مع الآيات بالمصحف الشريف | الحلقة الكاملة

أشعل الله أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في "والله أعلم". نسعد دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الدكتور علي جمعة وشيوخ كبار العلماء بالأزهر الشريف. نواصل الإجابة على أسئلة ملحة في التجديد دائماً في هذه الحياة لنستقبل هذا المستقبل الميمون إن شاء الله. مولانا الإمام أهلاً بفضيلتكم أهلاً وسهلاً. مرحباً بكم مولانا، ونحن نتحدث عن القرآن الكريم ونقرأ هذه القراءات المتأنية لآياته في الشرح والتفسير، نأتي إلى سؤال حول الشرح والترجمة، هل
يعني الشروح التي توضع في الهوامش في بعض المصاحف، ما حكم هذا الشرح الذي يوضع كثيراً في بعض المصاحف يا مولانا؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. منذ مئات السنين درج المسلمون على أن ينشئوا تفسيراً صغيراً يتناسب مع عموم الناس، بحيث أنه إذا ما أشكلت عليه معاني كلمات أو ألفاظ أو تراكيب، أو أشكل عليه معنى آية أو حكم من الأحكام، يجد تفسيره بسيطاً سريعاً دقيقاً. وهكذا يذكرنا هذا بصناعة جلال الدين المحلي، وهو إذا ما أُطلقت كلمة العلامة انصرفت إليه،
فالعلامة جلال الدين المحلي بدأ وشرع في مثل هذا، فوصل إلى منتصف القرآن من الأسفل إلى الأعلى، فلما وصل هذا العمل الجليل إلى الإمام جلال الدين السيوطي الذي انتقل في عام تسعمائة وإحدى عشرة للهجرة. أي في القرن، في أوائل القرن العاشر الهجري، وقد قضى حياته كلها في القرن التاسع الهجري. وُلِد سنة ثمانمائة، أي ثمانية وأربعين، لأنه عندما توفي ابن حجر كان عمر الإمام السيوطي أربع سنوات، وقد حمله أبوه إلى مجلس ابن حجر للتبرك. فالإمام السيوطي أكمل هذا التفسير، فسُمي بتفسير الجلالين، أي الدين السيوطي وجلال الدين المحلي، جلال الدين المحلي أحد أركان الشافعية، وجلال الدين السيوطي أيضاً أحد أركان الشافعية، وممن
بلغ ومنّ الله عليه بدرجة الاجتهاد. فالجلالين عندما تذهب إليه تجد حتى وهو مطبوع هو المصحف وحوله هامش يسمى بالجلالين. كانت درجة العلماء على هذا في الجيل الأول، وكانت المصاحف ضخمة وليست مصاحف صغيرة، أجاز الإمام مالك في القرون الأولى إذا كان مصحفًا تعليميًا يحفظ فيه الأولاد وينقلون ورقة هنا وورقة هناك، ما هو بمصحف عمدة يرجع إليه الناس، يعني المصحف الذي موضوع في المسجد. لأي شيء تفسير "عمدة" يا مولانا؟ يقول: هذا الكتاب هو الكتاب العمدة، هذا المرجح هو المرجع. العمدة هو من يرجع إليه الناس عند الخلاف، وهذا معناه أن العمدة هو فصل الخطاب في هذا
الموضوع وفي هذه المسألة. فقد كانت المصاحف التي كتبها سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه وأرضاه وأرسلها إلى الآفاق مصاحف كبيرة ضخمة، لأنها كانت مكتوبة على ورق سميك مثل جلد الغزال وكالأشياء الثقيلة وكان عدد الأسطر في كل صفحة لا يتجاوز من أربعة إلى ستة أسطر، وبذلك كان عدد الصفحات ضخمًا كبيرًا هكذا إلى هذا الحد. وبعد ذلك تطورت كتابة المصحف تطورًا كبيرًا بعد قرون الخلفاء الراشدين، وكذلك مع شيوع الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، بدأنا في الكتابة
بطريقة معينة قللت من عدد. ازدادت الصفحات من عدد الأسطر وجُعل في كل سطر عدد كلمات أكبر. القرآن يشتمل على نحو ستة وستين ألف كلمة، فإذا جعلت السطر يحتوي على خمس كلمات والصفحة فيها خمسة أسطر أو ستة أسطر، فسيكون فيها ثلاثون كلمة، وعندئذٍ تقسم ستة وستين ألفاً على ثلاثين فينتج عدد الصفحات. كبير جداً، لكن عندما يكون خمسة عشر سطراً وفي كل ستة أسطر عشرة، فيصبح مائة وخمسين، فيصبح مائة وخمسين من ثلاثين، أي مضروبة في خمسة. فالرقم الذي ستصل إليه هنا يصبح خمسة هنا، فهذا ما جعل المصحف اليوم بعد طريقة الدرك نار التي اشتهرت وانتشرت بها بعد مصحف. الملك
فهد رحمه الله تعالى جعل المصحف ست مائة صفحة، وبعد هذه الكمية الضخمة كان ذلك لأنهم حريصون جداً على التقديس العالي للقرآن، وأن يكون هناك عُمدة، وعندما يكون هناك عُمدة فلا نمس العُمدة ونتركه هكذا بمفرده، فهذا مرجع. مرجع. عندما يكون الولد يكتب في لوحه أو يكتب ورقة ويجمعها مع ورقة أخرى ثم يكوّن منها مصحفًا، فيجوز أن يكتب كلمة في الهامش ويفعل كذا إلى آخره، لأنه ليس متعمدًا. يعني عندما يأتي ويقول: "والله هنا كلمة" يقول له: "أنت الذي أحضرتها من عند..." نفسك إنما العمدة المرجع الحجة الذي يرجع إليه الناس كان لا يُمس ولا شيء مثل ذلك إلى أن انتشرت الكتابة ووصلت
إلى غايتها في العصر المملوكي إلى أن ظهرت المطبعة وطُبع المصحف فيها فشاع وانتشر حتى أصبح في كل بيت عدة مصاحف الآن بين المسلمين وهذا يحدث معه لكم من بقدر ما تتحدثون، فلم يعد هناك المفهوم الصحيح للمصحف الإمام الذي هو مرجع يُحال الناس إليه عند الخلاف ويكون الفصل، ويكون محفوظاً بطريقة معينة. لم يعد هذا المفهوم موجوداً، بل إنه قد شاع وذاع وأصبح معتمداً وهو في صدور الرجال وفي صدور الأطفال. يعني كان مرة أحد مشايخنا العظام مقرئ كان يقرأ في أحد المساجد فارتجت عليه آية،
واختلط عليه الأمر، أي نعم، الآية لم تأتِ معه وهو من الكبار المعروفين. وقد ورد يا مولانا هذا الأمر، طبعاً القرآن غالب لا مغلوب، أتفهم ذلك؟ وكما قالوا فإن القارئ شارب وإن السامع حالب، فإن القارئ حالب وإن السامع شارب. يعني الذي يقرأ ربما لا يلتفت إلى الخلق، فطفلان صغيران من أهل الكتاب، فقام الولد يضرب زميله بمرفقه هكذا ويقول: ما الخطأ يا ولد؟ ما الخطأ يا ولد؟ فضحك الشيخ في هذا الموقف لأن الأطفال الصغار حفظة، وأعاد الآية مرة أخرى وقالها بالطريقة الصحيحة لأنه في الحقيقة يعني... القرآن غالب لا مغلوب، هذا يعني ماذا حدث فيها؟ آيات كثيرة. كان الشيخ يسير في سورة فدخل في سورة
أخرى، وانتبه أن الأمر تشابه عليه لأنهما تشبهان بعضهما. نعم، فعندما ضربه الولد قال له: "لقد أخطأ الشيخ". "يا ولد" قالها باستحياء، فهو فقط ينبه. أن الشيخ الأولاد يحفظونه، فلم تعد هناك مشكلة في الفكرة والخوف عليه من أي شيء، أو أن يكون في نزاع. لا، انتهى الأمر، فالعلوم سُجلت وضُبطت، وتخلصنا من هذا الوقت. وبالرغم من ذلك، فإنه على كل حال ظهرت المطبعة، وعندما ظهرت المطبعة، كُتب بهامشها ما هو مفكك عندنا، مثل تفسير تجده على هامش المصحف عندنا تفسير الدكتور الزحيلي رحمه الله، عندنا تفسير عبد الجليل عيسى، عندنا تفاسير كثيرة كانت تُكتب على هامش
القرآن حتى تكون يعني عندنا البيضاوي طُبع على هامش القرآن، النسفي يُطبع على هامش القرآن أيضاً، وتفننت المطابع في هذا الشأن، كان المصحف الذي لوالدي الله. يرحمه الله الذي يعني يقرأ فيه في رمضان ويحتفظ به احتفاظاً كبيراً. كان عليه تفسير البيضاوي وتوريثات الأجيال، فكان عليه المصحف، هو يقرأ في المصحف وعليه من الخارج تفسير البيضاوي بنصه وفصه، يعني ليس مختصراً ولا شيء. نعم مولانا الإمام، هل وضع مثل هذه الشروح لهذه الآيات على... هامش في بعض هذه المصاحف أو المصاحف المشهورة على هذا النحو يجعل هناك أحكاماً مختلفة عن أحكام المصحف الذي ليست فيه هذه الشروح. نص الفقهاء أن المصحف الشريف هو ما كان خالصاً
لكلام الله سبحانه وتعالى دون سواه، بحيث أن يكون كلام الله هو الأصل والأساس، فإذا تكاثر الكلام حوله. حتى كثر عليه فأصبح هو الغالب مثل تفسير صفوة التفاسير للشيخ الصابوني، تجد فوقه حوالي خمسة أو ستة أسطر وتحت الشرح ثلاثة أجزاء، لكن الكلام أكثر من الكلمات القرآنية. يعني نحن نقول إن القرآن ستة وستون ألف كلمة، لكن ما تحته هذا مائتان أو ثلاث مائة ألف كلمة بهذا الشكل، لغير المتوضئ وللحائض وهكذا، فقد نص الفقهاء على أن المصحف المُنزَّه عن
غير المتوضئ أو غير المتطهر إنما هو في المصحف الخالص. فإذا خالطه كلام كتفسير وشرح وأسباب نزول وغريب ونحو ذلك، فإنه يجوز لمسه لأنه لم يعد مصحفاً خالصاً، بل صار تفسيراً مع المصحف. نعم، إذا كانت هناك أسئلة لا أعرف طبعاً
معاني كلمات المصحف، لذا يُفضل أن يكون مصحفاً مبسطاً بالطبع، شرحه مبسط حتى تستطيع أن تعرف الكلمة مع معناها في القرآن. وعندما تأتي لتقرأ المصحف يكون به شرح مبسط، لأن هذا يسهّل على الناس الذين مثلنا، الذين ليس لديهم أيضاً معلومات كبيرة مثل العلماء، أن يستطيعوا فهم طبعاً نزلت مصحفاً مبسطاً للمبتدئين لكي أفهم ما يدور فيه. فأنا لا أعرف بعض المعاني، ولا أفهم ما معناه، فأريد أن أعرف معناه. المصحف المبسط أفضل لي، يعني أفهم ما أقرأه، ليس مجرد كلمات غير مفهومة. فالقرآن يجب أن أفهم ما فيه. ما رأيك حضرتك؟ في ترجمة القرآن للغات أخرى، هذا بالطبع شيء جيد لأنه يجب أن يُترجم القرآن حتى تستطيع الشعوب الأخرى التي لا تتحدث العربية أن تعرفه. فهذا يُسهِّل على الناس الذين لا يعرفون اللغة العربية بالطبع أن يفهموا القرآن، وأن يفهموا القيم والمبادئ التي يحث عليها. لكن ينبغي أن تكون هناك رقابة، من المفترض أن يكون هناك
من يراجع تعليقك على الناس الذين يقولون أنه إذا فتحنا باب ترجمة القرآن هكذا، سيتم التلاعب في معانيه. هذا الأمر صحيح فعلاً، فمن الممكن أن تقوم أي دار نشر أخرى بالتلاعب في معاني الكلمات. وبالطبع، هذه مسألة خطيرة لأن الترجمة قد تحمل كلمة أقطع من... معنى أن القرآن يقصد بها شيئاً وهم يترجمونها شيئاً آخر، فمن الممكن أن يحدث أيضاً عدم فهم أو خطأ لغوي محتمل. لا، يجب أن تُترجم وتُعرض على مجمع البحوث الإسلامية أو الجهة المختصة، إذا كان المترجم جيداً ومؤهلاً أزهرياً جيداً، ويكون ذلك تحت إشراف الأزهر أو... جهات دينية متخصصة لا توجد مشكلة إذا كان القائم عليها شخص خبير فيها، لن تتغير المعاني، فهي هي نفسها في أي وقت وفي أي مكان وفي أي زمان. ذُكر أن في كتاب محفوظ، أرى من هي الجهة الموثوق بها التي تنشر كتاب الله من خلال. ترجمة الأزهر الشريف
بالتأكيد، طبعاً الأزهر الشريف، الأزهر الشريف طبعاً المعتمد الذي هو الأزهر، الشريف أو مجمع اللغة العربي اللغوي أو الذي هو مجمع الإسلام، الجهة الوحيدة في العالم التي هي منوطة بهذا الكلام الأزهر بصراحة، يعني أهلاً بحضراتكم مولانا، إذا يعني كل الإجابات كانت تجمع على... أنه يعني من الأفضل أن يقرأ من مصحف يحتوي على هذه الشروح أو هذه التفاسير المبسطة في الهامش، فهل هذا يعني أنه يستغني عن سماع التفاسير أو معرفة التفاسير الأكثر تخصصاً؟ يا مولانا، التفاسير عندما تتكاثر وتتنوع فنونها ما بين بلاغة وأدبيات وأشعار وأحكام فقهية وأسباب للنزول
وما إلى ذلك. إلى آخره قد لا يحصل هذا للشخص غير المختص أو الذي لديه رغبة شديدة في المعرفة، لكننا هنا نتحدث عن القراءة التي تقترب من العبادة. يعني هو يريد أن يعرف ماذا تعني "تلك إذاً قسمة ضيزى"، ماذا تعني "ضيزى"، سمعها ولم يفهمها، فالشيخ يشرحها له، فيقرأ ما في القوسين هكذا. هذه قد تجدها مفككة وسهلة فيفهم معناها يعني هو فاهم من السياق أنه يقول له هذه تلك يعني قسمة غير تامة، لكن ماذا تعني "ضيزة" بالتحديد؟ فيذهب للبحث في الخارج. فالقضية ليست قضية هل يكتفي أو لا يكتفي، بل القضية تتعلق بالقارئ، عامة الناس، وانتهى الأمر، يعني إذا...
فهذا يكفيه ويوضح له المعاني ويوضح له الأحكام. طيبًا، مولانا الإمام، في سؤال آخر في سياق التقرير حول الترجمة: ماذا نعني بترجمة القرآن الكريم؟ هل هي ترجمة مفردات ومعاني القرآن الكريم وإلى هذه النقطة ولهذا الحد، ويكون هذا هو المعنى الحقيقي لترجمة القرآن الكريم للغات الأخرى؟ أُثير هذا الموضوع في القرن العشرين وذهب الأزهر الشريف وعلى رأسه الإمام الأكبر حينئذٍ وكان الشيخ بعد ذلك المراغي، وألَّف في هذا أن الترجمة الحرفية للقرآن ممنوعة، نعم، وهي استبدال لفظ بلفظ أعجمي آخر لأنه يُذهِب السياق وتذهب الحكمة ويذهب السباق ويذهب المعنى العام،
لأنه كما يقول اليونانيون إذا أردت أن... تكون خائناً فكن مترجماً، لأن اللغات تختلف في خصائصها، فالترجمة فن وعلم، صعب ليس بعلم سهل، ويتطلب التعمق في اللغتين: اللغة المنقول منها واللغة المنقول إليها، وهذا ينطبق على جميع أنواع الترجمة، نعم في أي ترجمة حتى الترجمة البسيطة التي تتعلق بالحياة اليومية أو تلك التي تجري بين الرؤساء، مشاكل بين الدول، فلو لم يكن دقيقاً وعالماً وفاهماً لمردود الكلمة، لأن في الكلمة وفي مردود الكلمة وفيما يسمى بالمعاني الأصلية التي يشير إليها الشاطبي والمعاني الفرعية.
الآية التي أمامك لها حكم ولها معنى أصلي، لكن أيضاً يتولد من هذا المعنى الأصلي معانٍ أخرى من الإجمال والتفصيل والعموم. وخصوصاً من الإطلاق والتقييد تتولد معانٍ أخرى تُسمى المعاني الفرعية، فعندما نترجم فإننا نترجم المعنى الأصلي فقط، لكننا لا نستطيع إيجاد عبارات في اللغة الفرنسية أو الإنجليزية أو الألمانية تعطي المعاني الفرعية للكلام العربي، وهذا يعني أننا نترجم الأصل فقط، نترجم المعنى الأصلي فقط أولاً ورقم واحد. نحن نترجم معاني القرآن ولا نترجم القرآن،
هذه هي الضوابط، فنريد دائماً أن يعتاد الناس على هذه الكلمة: نحن نترجم معاني القرآن الكريم، معاني القرآن الكريم، ولا نترجم القرآن الكريم، لأن القرآن الكريم بشكله الحرفي غير قابل إطلاقاً للترجمة، ولا أي نص أيضاً قابل للترجمة، إنما يجب أن يكون المعنى يترجم فأصبح الكلام كله على ترجمة معاني القرآن الكريم. طيب، النقطة الثانية ما هي اللغة؟ اللغة فيها النقطة الأولى: مفردات. كم جذر في اللغة العربية في القرآن الكريم؟ ألف وثمانمائة وعشرون جذراً. نعم، ما معنى الجذر؟ يعني "عالم، علم" هذا جذر. نعم، منه "عليم"
ومنه "عالم" ومنه "علم" ومنه... هكذا يعني إذا علم ومنها من الثلاثة حروف يعني من هذا الجذر يبدو هناك حق للغة ولهذه الكلمة ما هو أصله في اللغة العربية فيه خصائص. يبقى رقم اثنين: أولاً المفردات وثانياً الخصائص الخاصة باللغة. فمن ضمن خصائص اللغة ما يسمى بالاشتقاق الكبير، والاشتقاق الكبير هذا أن كل ثلاثة حروف تكوّن كلمة مهما تم ترتيبها فإن بينها علاقة. نعم، عالم عمله، نعم. وبعد ذلك نأخذ مثلاً "ملكة" و"لكم" و"مكله" و"كمل" من نفس الحروف الثلاثة. هذه الحروف الثلاثة تكوّن ستة كلمات. تجد ستة كلمات، تجد منها
ما هو مهمل ومنها ما هو مستعمل. المستعمل منها: "اللكم" و"الكلم" و"الكلام" بينها علاقة، ولذلك أول ما المشركون سمّوا أن النار عليها تسعة عشر ملكًا، فالرجل قال: ماذا إذن؟ يعني ألف رجل منا ضد كل ملك. لماذا هكذا؟ لماذا لم يفهم أن هذا الملك شيء صغير كعصفور هكذا، ويضربون واحدًا منهم أو شيئًا من هذا القبيل وانتهى الأمر؟ ما الذي يجعله يقول منا وصاد الملك. الميم واللام والكاف، الميم واللام والكاف تشتمل على القوة. فالملك غير الذي ليس ملكًا. كلمة "جرح" فيها قوة، وهي "لكمة"
يعني أعطاه ضربة في وجهه، أيضًا فيها قوة. وهي "كمّله" يعني كان ناقصًا وأكمله، فيها قوة أيضًا. إذًا، هذه الخصيصة غير موجودة في اللغة الإنجليزية. في لغتنا الجميلة فقط، توجد ميزة غير موجودة في أي لغة من اللغات الثلاثة آلاف التي ينطق بها البشر، وهي الاشتقاق الكبير، فهي خاصية مثل هذه تجعل من غير الممكن أن تنشئ نصاً في أي لغة كانت يترجم ما يترتب على المعنى الأصلي. هذا ما يترتب على المعنى الأصلي. دعنا فيه وأخرج بمخارج عجيبة غريبة، فيكون إذاً أول شيء سنترجم معاني القرآن، وثاني شيء سنهتم بالمفردات. حسناً، كم عدد الكلمات في
القرآن؟ قلنا ستة وستين ألف كلمة. وكم عدد الكلمات التي لم تتكرر إلا مرة واحدة، أي وردت مرة واحدة فقط؟ ألف وست مئة وأربعين كلمة. هل أنت منتبه؟ بناءً على الدراسات التي أُجريت على القرآن، فإن القرآن كله يحتوي على ألف وثمانمائة وعشرين جذراً لغوياً، يتفرع منها الأحكام اللغوية لهذه الكلمة أو لهذا الجذر. أما التعابير القرآنية، فهناك شيء هو كذلك مفرد، وأين الجمل القرآنية مثل "عليم بذات الصدور"، و"الرحمن على العرش استوى"، هذه العبارات. لها معنى يكون إذا لا بد من مراعاة السياق والأسباب، يكون لا بد من مراعاة دلالات الألفاظ، لا بد من مراعاة التراكيب اللغوية، لا بد من مراعاة الجملة العربية، لا بد
من مراعاة خصائص اللغة، أن هذه تعريف وهذه إضافة وهذه صفة وهذا تأكيد وهذا وما إلى ذلك. في خصائصٍ للغة العربية لا بد من مراعاتها، كما أنه لا بد من التفرقة بين المعنى الأصلي والمعنى الفرعي. خلال هذا نذهب لنترجم. عندما يكون المترجم مثلاً مثل شروكي - هذا الرجل الذي ترجم إلى الفرنسية - أنا قبلته ثم وجدته لا يعرف العربية، فأقول: يا الله، كيف إذن قمت الفرنسية كيف؟ أنا ظننته مثل جان بيرك ومثل جاك بيرك. هذا هو جاك بيرك كان عضواً في مجمع اللغة العربية لدينا ونشأ في منطقة الجمالات، وهو متمكن في اللغة العربية. على أي حال، ترجمته أيضاً سيئة للغاية، وقد كتب في ثمانين صفحة في الداخل هكذا يشكك فيها في القرآن
وما إلى آخره الذي هو جاك فلكن لكنه كان يعرف بعض العربية، لكن شوروكي هذا لا يعرف العربية. قلت له: "من أين ترجمت؟" فقال لي: "من الترجمة الإسبانية"، يعني أخذ ترجمة معاني القرآن إلى الإسبانية وترجمها إلى الفرنسية، فخرجت ترجمة مضحكة للغاية. هو قال: "بسم الله الرحمن الرحيم" يعني... ربنا له رحم - جل جلاله - خرج منه الكون، وبعد ذلك يُتَّهم المسلمون بأنهم من المشركين أو الوثنيين أو غير ذلك إلى آخره. ويزيد الطين بلة. سنعود بعد الفاصل لنناقش أكثر وأكثر قضية الترجمة. قالوا لا تهوك الذي إذا ألّف ترجم، وإذا ترجم ألّف. فاصل ونعود إليكم. أهلاً بحضراتكم ما تقدم وما ذكرته منذ قليل يعني رفض الفقهاء، وكان هناك رفض قطعي للترجمة الحرفية للقرآن الكريم، طبعاً لأنه -على
سبيل المثال- "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، فمن ترجمها "بنطلون"، أتفهم قصدي؟ طيب "هن لباس" يعني هن البنطلون الخاص بك؟ والآخر يقول: "والعصر إن الإنسان لفي خسر"، فهل يُترجم هل هو يعني شيئاً سيئاً جداً مثل نجس؟ هذا تحريف للمعنى تماماً. المؤمن لا ينجس، ويقول الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، ونحن عندنا أن جثة الآدمي طاهرة. فجاء شخص مثلاً هكذا، كالثالث الذي يقول "رسول الله وخاتم النبيين"، ثم جعل "خاتم النبيين" مثل الطالب الذي يأتي في المرتبة الأخيرة خاصة الدبلر، كنا نسميه دبلر لأنه يعني يقضي السنة فيها
سنتين، فوضع دبلر مكان خاتم النبيين لكي يشتم النبي عليه الصلاة والسلام. تخيل، انظر الفرق بين خاتم التي فيها الزينة، زينة النبيين وآخر النبيين، ولعله أخرك ليقدمك، وسيد المرسلين، وإمام العالمين، وبين أن يكون هو الكذاب يضعها. أنه هو الولد الفاشل الذي في آخر الصف الذي هو ضاعف سنته دراسية أي أعاد السنة، وهكذا يعني الترجمة بهذا الشكل مثل ما قالت إحدى البنات من أبنائنا في التقرير أنه يجب أن نعرف لأن كل كلمة من ألف وثمانمائة لها معنى، حيث إن مجمع اللغة العربية أعد شيئاً اسمه وعشرون، هؤلاء
هو طبعاً صنعهم ألفاً وسبعمائة وتسعين، الذين هم الجذور، الجذر اللغوي، الجذر اللغوي. ألف جذر لغوي لدينا، هو ألف وسبعمائة وتسعون، لأنه ترك الأسماء مثل إدريس وإبراهيم وعيسى وغيرها، لم يُدخلها، فأصبحوا ألفاً وسبعمائة وتسعين جذراً. يُحضر لك الجذر من هؤلاء ويرى لك هل ورد. في القرآن بكم معنى لأنه يمكن مثلاً "عين" ترد بمعنى رعاية، وترد بمعنى بئر، وترد بمعنى الجارحة هذه، وترد بمعنى عين الشيء، وترد بمعنى هكذا. فحسناً، جاءت هذه العبارة في القرآن بكم معنى وأين؟ وخلاص، موجود الجزءان هذان، فهما مهمان جداً في الترجمة أن تدخل إليهما أولاً وترى المقابل. لهذه الكلمة على قدر المستطاع،
وإذا كانت موجودة أو غير موجودة، ثم ترى فيها تصاريفها، فمن الممكن ونحن نقوم بهذه العملية أن نذهب إلى الجذر ونقول: هذا بالشكل الذي ورد في القرآن، فيكون هذا يحل له كلمتين أو ثلاث في هذه كلمة كذا، وفي الآية الثانية كلمة أخرى، وفي الآية. الثالثة كلمة "ثالثة" لكي تتسق مع السياق وما سبقها ولكي تتسق مع المعنى، وبعد ذلك توجد تراكيب لابد أن تُنقل كما هي مثل "عليم بذات الصدور"، أو مثلاً "الرحمن على العرش استوى". أحدهم كان دقيقاً وهو الهلالي، فترجم "استوى" وجعلها "جنب"، ولكن كلمة "جنب" هذه تعطي مردوداً مختلفاً في اللغة تماماً مختلف تماماً عن استوى. عندما ترجع إلى معنى "استوى" في اللغة العربية تجد لها خمسة عشر معنى، من ضمنها "ناضجة"،
فتقول: "استوى الأرز". ومن ضمن معانيها "جلس"، ومن ضمنها أيضاً "قهر"، كما يقال: "لقد استوى بشر على العراق من غير سيف أو دم مهراق". فإذاً نحن بحاجة إلى الاعتماد كثيرة جداً لبيان المفردات ولبيان الخصائص ولبيان التراكيب ولبيان السياق والسباق ثم لبيان الأحجام ثم لبيان المعنى الأصلي دون الفرعي ثم لبيان ما يمكن أن يكون شرحاً بعد ذلك. أي أنه يترجم معنى الآية وبعدها يشرحها، حتى يضيق المجال مولانا الإمام، تفادياً لكل هذه الأمور وما ينتج عنها. من مشاكلَ كثيرةٍ ومن إشكالاتٍ أكثر ومن تضليلٍ وضلالٍ: هل المسلمون معنيون بترجمة معاني القرآن الكريم إلى كل اللغات حتى العبرية؟ هل القرآن
الكريم تُرجمت معانيه فعلاً إلى اللغات المختلفة؟ يعني هل هو مترجمٌ إلى اللغة الإنجليزية في معانيه مائتين وثمانين مرة؟ من ضمنهم تراجم أزهرية، ومن ضمنهم تراجم اعتمدها منهم تراجم رضي عنها الأزهر، من بينهم ترجمة محمد أسد مثلاً، والمسلمون نشروها مرةً ثانية. جمعية النصوص الإسلامية، من بينهم مثلاً محمد عبد الوهاب متعه الله بالصحة، وهو رجل أزهري ذهب إلى لندن، وتزوج في لندن، وأنجب في لندن، وعاش في لندن من سنة ستين حتى يومنا هذا. ثمانية وخمسين سنة وأصبح أستاذًا في سواس. ترجم معاني القرآن للشباب وخرجت ترجمة بسيطة معقولة وما إلى ذلك في مجلد.
من ضمنها مثلاً بيكتال في أيام الشيخ المراغي. جاء بيكتال وقد بدأ الترجمة في حي درباد الدكن، وجاء هنا وقابل الشيخ المراغي. والشيخ المراغي راجع ترجمته بلجان علمية متخصصة وأجازوها. ضمنه الأستاذ بن أحمد حماد، فتم هذا ونُشر في مجلد أو مجلدين أحياناً في أمريكا. وأيضاً بذل مجهوداً ضخماً كبيراً جداً في هذه الترجمة، وهكذا فأحمد زكي حماد، فالقضية أنه يوجد لدينا مائتان وثمانون ترجمة، طبعاً فيها تراجم خبيثة غبية مثل ترجمة مستر سال مثلاً، وإن كان... اختر العبارة
البليغة جداً في مواضع، ولتأتِ في المواضع المهمة المتعلقة بالعقيدة أو الشريعة أو الأخلاق أو تصوير الإسلام على حقيقته، ولا تخلط كل هذا. كل هذا محصور يا مولانا، كل هذا محصور وقد أُخذت فيه درجات الدكتوراه وأُعدت فيه رسائل علمية ونُشر وكل شيء بمائة واثنتين وثلاثين لغة. تُرجم إليها القرآن، اللغة الإنجليزية الواحدة تُترجم مئتين وثمانين مرة. فالموجود والحكاية موجودة في الفرنسية. هناك فرق طبعاً بين بيرك وبين شوروكي. هذا مصيبة، هذا جهل فوق جهل. ولكن مسألة صحيح ترجمها بالإنجليزية من المعتمد البيت الملكي الأردني، ترجموها واعتُمدت، وبكتال عندنا في الأزهر معتمد، وهكذا وأسد معتمد. أيضاً كذلك مجمع البحوث راجعه وغير ذلك إلى آخره وأعطاه
الإجازة فهناك مجهودات ضخمة كثيرة سواء من الأزهر أو من المؤسسات العالمية أو حتى من الأفراد المخلصين أو ممن يؤتمنون على العقيدة الإسلامية والمسألة ليست في الفراغ، إنما فعلاً تُرجم إلى مائة واثنتين وثلاثين لغة في العالم. مولانا الإمام، دائماً نبحث عن الثواب من قراءة القرآن، حسناً، ربما من يقرأ المعاني وترجمة القرآن الكريم بمعانيه، أو هل يُثاب على ذلك؟ يُثاب على اتصاله بكتاب الله سبحانه وتعالى، لكن يُثاب على كل حرف بعشرة من أمثاله عندما يقرأه بالعربية حتى وإن لم يفهم، لأن قراءته بالعربية تعبُّد. في حد ذاته، ولذلك في ماليزيا وفي تركيا وفي
أفريقيا تجد الولد حافظاً للقرآن وهو لا يعرف العربية، يحفظه ويتلوه في صلاة التراويح ويقرأ به في المحافل وهو لا يعرف العربية. فكل هذا معناه أن التعبد شيء والعبادة شيء آخر، وهو أن يكون متصلاً بالقرآن أو يفهم القرآن أو ما آخره هذا حقه ويجوز له ويأخذ عليه ثواباً ولكن ثواب عبادة هكذا وليس ثواب تلاوة. ثواب التلاوة أن يقرأه بالعربية. طيب، استخدام ترجمة القرآن في الخطب، يعني نحن نرى مولانا بعض اللغات الأخرى، أصحاب اللغات الأخرى حينما يتعرضون للقرآن الكريم يذكرون الآية ويقرؤونها قراءة سليمة ولكن يرجعون إلى المعنى. والترجمة الفورية في ذات اللحظة هل هذا الاستخدام على هذا النحو استخدام جيد؟ الإباحة وأبو حنيفة كان منذ زمن بعيد يتحدث عن هذا ويقول: حتى لو أن المسلم
الأعجمي لم يستطع أن يقرأ الفاتحة بلغة العرب فإنه يقرؤها بلغته. يعني إلى هذا الحد، لأنه طبعاً واجه هذا مع الفارسية وواجهه. هذا مع السريانية والأرمنية، وهذا مع القبطية، كل هذه الأشياء تُرجمت إليها معاني القرآن الكريم. مولانا، اسمح لنا أن نقرأ تعليقات السادة المشاهدين سواء على صفحة الفيسبوك: أيهما تؤيد: ترجمة المصحف لمختلف اللغات أم نشر اللغة العربية؟ الأستاذة رجاء تقول: نشر اللغة العربية، لأنه بنشر اللغة سوف يفهم. يُفهم القرآن على حقيقته لكن الترجمة لن تصل إلى المعنى المراد من الآيات مهما ترجمناها، لأن اللغة العربية بها مفردات لا توجد إلا في لغتنا الجميلة. الأستاذ حسن إبراهيم يقول إن اللغة العربية هي وحدها من تفك بعض ما يصعب فهمه من القرآن مباشرة. الأستاذ سلدين أو الأستاذة سلدين لا لغةٌ
أقدس من لغة كل اللغات الإنسانية. خلق الله، ومن آياته خلقُ السماوات والأرض واختلافُ ألسنتكم وألوانكم. نشر اللغة العربية لأن الترجمة ستُفقده المعنى وستغير المفهوم من الآيات. هذه هي تعليقات السادة المشاهدين. يعني نحن الأصل، انتبه أن حكاية الـ(أو) هذه الموجودة في السؤال قد لا أؤيدها بل... إنه الاثنين مع واحدة ننشر اللغة العربية ونترجم معها مولانا الإمام الدكتور علي جمعة شكر الله لكم ونلتقي دائماً على هذا الخير. أهلاً وسهلاً بكم، دمتم في رعاية الله وأمنه. إلى اللقاء،