والله أعلم | علي جمعة يرد على دعوات تكفير المجتمع و كيف نواجه فتاوى المتطرفين | الحلقة الكاملة

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وما أجمل وأسعد دائماً بلقاء صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وهو يؤدي واجب وقته ليجيب على كل هذه التساؤلات الملحة وليرد على هذه الشبهات التي تثيرها الجماعات المتطرفة ونسأله اليوم عن فتنة التكفير ولماذا لجأت هذه الجماعات إلى التكفير. مولانا الإمام أهلاً بفضيلتكم،
أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً مولانا. لماذا لجأت هذه الجماعات الإرهابية إلى التكفير؟ ولماذا اتُّهم سيد قطب بهذا الفكر المعوج والأفكار السقيمة المجتمع المسلم بأنه... بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. بداية الأمر، صلى الله عليه وسلم، هو نوع من أنواع المرض النفسي الذي يجعل صاحبه أو من ابتُلي به يقرأ النصوص قراءة معوجة خارج جميع المعايير والأدوات والمناهج والأساليب التي وضعها علماء الإسلام. حتى نفهم الإسلام على حقيقته، فالإسلام يفترض أن الحجة في الكتاب والسنة. ولكن لو
عرضنا الكتاب نجد أن الله سبحانه وتعالى يؤكد لنا أنه لا تناقض فيه. فقد يخطر على بال أحدهم تناقض ما، يرد في ذهنه أن هذه الآية تناقض هذه الآية، فحينئذ عندما يحدث له هذا التناقض هناك... أساليب ترجح المعنى الذي ليس به التناقض هذا أساس المشكلة الخاصة بالتكفير. لقد فقد الولد هذا الميزان، فقد هذه الأداة، فقد هذه المناهج، فقد هذه الحاسة والملكة التي نتربى عليها على يد العلماء.
كيف نفك ما قد يخطر في بالنا من معانٍ متناقضة إثر تلاوة هذه المصادر الدينية التي أنزلها الله باللغة العربية هو أساس المشكلة وهذه بدايتها وهذا حلها. منذ زمن الأوائل، عندما ذهب معاذ بن جبل إلى اليمن، ولما ذهب إلى اليمن قام بتربية الناس، ولكن كان منهم من بدأ في حفظ القرآن دون وعي به. ونشأت فكرة الكتاتيب التي تقوم على جعل الأولاد يحفظون القرآن،
وفي القرآن والقرآن الذي حفظه ابن العاشرة وابن الخامسة عشرة من العمر فإنه قد لا يدرك كيف يحدث هذا التناقض وكيف يُفَكُّ هذا التناقض لكنه من قداسة القرآن يحفظه وقد لا يفهمه. فكان منهم عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل السيد علي باب مدينة العلم، كان حافظاً للقرآن الكريم يا مولانا، كان. حافظاً للقرآن، وكان معاذ من تلاميذه، ولكنه عندما حاول أن يسترجع ويتدبر القرآن لم يستطع أن يفهم ما يمكن أن يكون من تناقضات، فصارت هذه التناقضات في ذلك الوقت
مشكلة له، فأصبح خارجياً وإن كان حافظاً للقرآن. من الخوارج يعني يا مولانا، ما هي هذه الخوارج؟ إن الأمة كلها لله في مسارها هكذا وهذا خرج عنها، خرج عنها وإن كان ما زال يصلي ويصوم ويقوم الليل ويدعو، ولكنه وضع نظارة على عينيه فلم يستطع أن يقرأ بها النصوص. عندما كنا نتعلم في الأزهر على يد مشايخنا الكبار رضي الله تعالى عنهم ورحمهم الله، كان أول شيء نقرأه في التفسير الرحمن الرحيم، وياسيدي يا سيدي، كم من الوقت تستغرق دراستها يا مولانا؟ بسم الله الرحمن الرحيم، هذه في البدايات، لقد جلست على يد الشيخ أدرسها نحو ستة أشهر، لماذا؟ لأنها المفتاح، لأنها أول كلمة، لأنها عنوان
الخطاب، لأنها هي التي ستريني تصنيف العلوم، تصنيف العلوم مكتبياً من بسم الله الرحمن الرحيم، فلقد كان الشيخ عليش يهتم بهذا الأمر في القرن التاسع عشر ويؤلف كتاباً وغيره كثير. كتابه "إبداع بدع الحكيم في بسم الله الرحمن الرحيم"، ما هو إبداع بدع الحكيم؟ دعني أفتح الفهرس لأرى هل "بسم الله الرحمن الرحيم" هذه مقررة علينا أم أننا سنظل ستة أشهر الكتاب ما وراء ما حكاية هكذا؟ نعم، يقول لك: بسم الله الرحمن الرحيم في الفقه، بسم الله الرحمن
الرحيم في التفسير، بسم الله الرحمن الرحيم في المنطق، بسم الله الرحمن الرحيم في الأصول، بسم الله الرحمن الرحيم في اللغة، بسم الله الرحمن الرحيم في اللحى، بسم الله الرحمن الرحيم في... بسم الله الرحمن الرحيم، الصرف هو صنف من العلوم كلها. بسم الله الرحمن الرحيم، يعني أنني سأفتتح بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" هذه في أصول الفقه فالعلة. يعني حكاية، فكان مشايخنا -رضي الله عنهم، رضي ربنا عنهم- قد نظموا عقولنا وجعلونا نعرف كيف نفكر ببساطة هكذا لكي يفهم الناس ما الحكاية؟ ما الفرق بين من دخل هذا المعهد العريق الأزهر وتتلمذ على أساتذته كيف يفهم الواقع، وكيف يفهم شكري
مصطفى إمام أهل التكفير الذي حمل لواء كلام سيد قطب النظري وحاول أن يطبقه عملياً واغتالوا الشيخ الذهبي. فنجد فرقاً واسعاً في فهم الواقع نفسه، ولذلك لا أعرف يا... عيني يعيش في الحياة وعام عامل ضجيجاً ويسفك الدماء ويفسد في الأرض ويغير ملامح الدين ومعالمه، ولذلك كانوا يحكون لنا حكاية وهي أن طه حسين كان في لجنة، وكان طه حسين كثير الكتابة في الصحف ضد المشايخ وضد العمائم وكان متمرداً هكذا، فاللجنة عندما اجتمعت تناقش. وكان فيها الشيخ الدسوقي العربي، والشيخ الدسوقي العربي
هذا شيء آخر، وكان فيها شخص كان اسمه الشيخ شلبي. هذا الكلام غير موجود في الكتب ولن نجده في الكتب، إنما هذا الكلام سمعناه من مشايخنا الذين سمعوه من مشايخهم الذين أدركوا هؤلاء الناس وعرفوهم وتتلمذوا عليهم، تتلمذوا على محمد عبد. وتتلمذوا على الشيخ الشربيني عبد الرحمن وتتلمذوا على الشيخ الشرواني وتتلمذوا على الشيخ أبي الفضل الجزاوي وتتلمذوا على الشيخ البشري كابراً عن كابر، كابراً عن كابر. هذه السلسلة الذهبية، هل انتبهت؟ فتكونت اللجنة، وكانت اللجنة حينها من اثني عشر شخصاً، اثني عشر عالماً، ويجلسون معاً ثلاثة أيام يناقشون ثم يقررون. العالمية فلما دخل طه حسين - الله يرحم الجميع -
فالشيخ يقول له: "اقرأ يا طه، اقرأ يا طه"، وهذا يعني أنه سيقرأ تعييناً معيناً وبعد ذلك سيناقشه فيما يقرأ، فقال له: "اقرأ يا طه"، فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله"، فقالوا: "لا، يكفي هكذا يا طه، بسم الله طيب، أو لم يمشِ، يعني ما هو بسم الله الرحمن الرحيم قلناها الآن، شيء جميل جداً. انظر الفرق بين الجيلين والعقليتين والأحوال وما إلى ذلك. طبعاً هذه أصبحت من أجل أن ينصروا طه حسين، وأصبحت مثار سخرية وما إلى ذلك. نحن نرى النتيجة في النهاية، ماذا حصل فيها ونحن... لستُ مع التشديد الذي قامت به هذه اللجنة لأنهم كانوا غاضبين من
طه، أتفهم ذلك؟ كان ينبغي أن يكون هناك شيء من الرفق، ولكن انظر كيف جاءت القصة. يقول لي ما علاقة أصول الفقه بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"؟ ما علاقة "بسم الله الرحمن الرحيم" بأصول الفقه؟ قال له: قل لي أعامة أم خاصة، مطلق أم مقيد، هل تنتبه؟ كيف؟ كلي أم جزئي؟ فَطِن يريد أن يعمل بعض الذكاء. هو لا ينتبه يعني الأمر هكذا. قال له اللفظ الجلاء "الله الله" هذا جزئي. قال له: حسناً، هناك إشكال عندما تقول جزئي يا طه، معناه أنه...
شخص قام بتشخيصات فأخبرتني مثل إبراهيم هكذا حسن الشاذلي، حسن الشاذلي هذا قامت فيه بعض الملامح وغيرها جعلته جزئياً، لكن إنسان مثلاً الذي هو موجود في حسن الشاذلي هذا كلي، فأصبح يعني جزءاً الذي كلي، قال له حسناً فليكن كلياً هكذا يعني لأنه لم تقم. بل صفات حاشا لله، فقال له: حسناً، أنت لو قلت "كلني يا طه"، هل تلاحظ كيف يصبح جائزاً الشرك فيه؟ بذلك تكون أجزت الشرك بالله، وجعلت ربنا واحداً من الأفراد، لأنه يوجد حسن وإبراهيم وحسنين وغيرهم، فما معنى ذلك؟ ما رأيك في هذه المسألة؟ فقال
يعني لا كلي ولا جزئي، كيف يعني؟ أنت تقول إنه إما كلي أو جزئي، فحسناً، هل هو عام أم خاص؟ هل هو مطلق أم مقيد؟ يقول له: مطلق، فيأتي له بالآية التي تدل على الإرادة المطلقة، ويأتي له بالمقيد فيجلب له الآيات التي تدل على الإرادة المقيدة، ويأتي له هذا الشيخ شلبي، وكان كثير من المشايخ يقول: حسناً، كان أُعطي له العلمية وكفى، ودعنا من تشويش الدماغ. هل تفهم ما أعنيه؟ لكن وراء هذا فكر عميق. وما هو الفكر العميق الذي وراءه والذي نريده نحن في الرد على الإرهابيين؟ أن الإرهابيين لا يعرفون هذه العلوم، وأنه عندما... هذه العلوم سكت عنها، فقد أجازنا لكل أحد أن يقرأ القرآن
فيقول فيه من شاء ما شاء، التي هي دعوة إخواننا أنصاف المثقفين الذين يقولونها الآن، لأنهم يقولون أن الدين هذا، الإسلام هذا، ليس ديناً وليس علماً، ليس علماً. الإسلام هذا الدين ليس علماً، ما هو بعلم، لا يا إخواننا. الدين علم، وهذا العلم عندما فُقد، حدث أنه ظهرت داعش في النهاية في تسلسل الأجيال. ظهرت داعش عندما افتقدنا الإجابة على مثل هذا التفكير والوقوف أمامه. أما "بسم الله الرحمن الرحيم"، فما الفرق في هذه الألفاظ "الله الرحمن الرحيم" بين الاسم والصفة؟ الاسم هو ما دل على الذات. والصفة
معنىً قائمٌ بالذات، ما الفرق بين ما دلَّ على ذات والمعنى القائم بالذات؟ وما هو حال تعدد الصفات أمام تعدد الذوات؟ هذا الكلام الذي ينفر منه كثير من الناس للأسف ابتغاء الانطلاق. وابتغاء ما هو الانطلاق؟ لا بد أن يكون على أساس. لا يوجد مانع من الانطلاق، ولكن على والدين علم والتدين سلوك صحيح، لكن هذا الدين علم، فافتقدنا في هذه المصيبة أولاً وهو أن الدين علم، وأن أدواتنا لم تعد موجودة، أو الذي يريد أن يقول سيستحي، فليستحِ أن يقولها. قال له: يا طه، ليس هو عام ولا خاص، ولا مطلق ولا مقيد، ولا كلي ولا جزئي يا لأن هذه الصفات من صفات المخلوقين، فأنا
عندما أقول لك لفظ الجلالة، ماذا تقول لي؟ لا هذا ولا ذاك، هذه من تقسيمات المخلوقين يا طه، أليس كذلك؟ فطه ارتبك وقام وتصرف لحظة، يعني وقال: الله أعلم. لم أر ساعتين في الضحى بين العمائم واللحى، هكذا كتب، هكذا كتب. مقالة ساعتان في الضحى بين العمائم واللحى. هل تنتبه؟ يقال أنه كتب، أنا لم أرها، هذه المقالة أو ما شابه، لكن مشايخنا كانوا يروون هذه الأمور وهم أدرى بوجودها. ساعتان في الضحى بين العمائم واللحى، وأخذ يسخر من هذه الطريقة التي سألوه بها سؤالاً وبعد ذلك لم يستطع الإجابة. وبعد ذلك هو لا يعرف ماذا فعل هذا الكلام، لكن في الحقيقة، في الحقيقة لا، هذا كان منهجًا كان ينبغي علينا أن ننطلق به ومنه، لا ننطلق
عليه، فهذا هو بداية الطريق للانحراف. لماذا يُحيي هذا الكلام كله؟ ماذا فعل هذا الكلام كله؟ هو الذي وقى الأمة بعد... القضاء على الخوارج في سنة اثنتين وثمانين هجرية أنهم لم يظهروا مرة أخرى إلا بعد مائتي سنة عندما ظهروا وحوصروا من الأمة كلها. فلما جاء سيد قطب ليحيي ما كان خفياً ويُخرج مرة أخرى من أضغانه وأحقاده ورغباته وتصوراته، لم يُخرج هو شيئاً جديداً، بل أخرج شيئاً كان في الماضي المنهج وضياع الأدوات والسكوت عنها واحتقارها والتعالي عليها، وعندئذ تمكن سيد قطب، لكنه
تمكن من العوام الذين لا يعرفون الفرق بين هذه العلوم وبين غيرها، وهذا هو الفرق الذي يوضحه النبي صاحب الفضيلة مولانا الإمام بين العلماء الربانيين الذين يمتلكون المنهج وبين أولئك الذين لا يمتلكون أدوات. هذا المنهج ولا هذا المنهج من أصله. فاصل ونعود إليكم. قوموا على أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. يعني بعد هذه الخطوة الأولى التي تم توضيح أن هؤلاء لا يمتلكون منهجاً ولا يعرفون عنه شيئاً، ماذا تعني البداية بالتفكير بالتكفير في المجتمع؟ بدايات. طبعاً نحن بقينا من غير تكفير ولا نسمع عن... التكفير أقول لحضرتك منذ سنة اثنين وثمانين
هجرية لم يكفر أحد، انتبه جيداً، وإذا كفَّر فإنما يكفر المعاني، يعني يقول مثلاً: ما قولك فيمن يقول بقدم العالم مثلاً، ما قولك فيمن يقول بتعدد القدماء، ما قولك في من يقول بحوادث لا أول لها، هكذا يعني مسائل، لكن لا يقول. فلان كافر يقول بثلاثة كفر الفلاسفة العدة، وبعد ذلك بعض الإخوة الذين هم فلاسفة والذين يقرؤون الآن لا يفهمون ماذا يعني. هو أنهم لم يكفِّروا بالعين هكذا شخصاً معيناً لأن التكفير يكون أمام القضاء، لكنهم كفَّروا المقولات. افترض أن أبا العلاء المعري أنكر الميعاد،
فيقوم من يقول: لا، الذي ينكر انظر كيف أن الذي ينكر الميعاد لا يقول أبو العلاء المعري، لا، يقول أبو العلاء المعري. وتجد أناساً هناك يحبون المعري ويحفظون شعر المعري وينقلون لنا "سقط الزند" ويقولون لنا "لزوم ما لا يلزم"، الذي يلتزم ما لا يلزم، وينقلون لنا دواوينه ويشرحونها. البطليوسي يشرح، وابن السيد البطليوسي. موسى يشرح والآخر يشرح وأبو وكذا فهموا الذين يُقيمون علينا القضايا، وهذا تعلموه من القرآن أننا لسنا كارهين لليهودية ولا كارهين للمسيحية، لكننا نكره الصفات التي اتصف بها بعض الأتباع ممن خالفوا الربانية. أأنت منتبه؟ يعني شخص يدّعي أنه متبع لله ثم يكذب على الله ويقتل.
طيب هذا يتعلق بالله ويسرق ما يتعلق بالله، ويخدع الناس ويأكل أموال الناس بالباطل. حسناً، هذا لا يصح. فالنعي في هذا الأمر، ولذلك علمنا القرآن دائماً ونحن نقرأ أن ننتبه لهذه المسألة. كيف؟ انظر ماذا يقول: "ودّ كثير من أهل الكتاب" - لا يقول ودّ أهل الكتاب كلهم. ودّ كثير من أهل الكتاب، من أهل الكتاب، طيب مقابل الكثير ماذا؟ الأكثر، وليس القليل، لا، ما هو فعيل مقابلها أفعل، التفضيل صحيح. المقابل الخاص بالصحيح هذا هو من الناحية الأخرى الأصح، والأصح المقابل الخاص به ماذا؟ الصحيح، حسناً، والصحيح المقابل الخاص به بماذا من
الناحية الأخرى؟ الأقل، نعم، منهج الإمام النووي: انظر عندما يعلموننا هذه المصطلحات، فيأتي في الامتحان سؤال: ما الفرق بين الصحيح والأصح؟ فأقول إن الأصح أعلى لأن مقابله صحيح، لكن الصحيح مقابله ضعيف. فيكون إذا كانت المسألة فيها قولان أحدهما قوي والآخر ضعيف، عبّرت بالصحيح، وإذا كانت المسألة فيها قولان أحدهما صحيح. والآخر أصح وأرجح، والآخر أرجح منه مؤيد بالدليل، والثاني أكثر تأييداً بالدليل، فاضل ومفضول يا مولانا. أقول الأصحاب، فعندما آتي أنا وأقرأ، وهذا كثير فعلاً، هذه أخذت منا وقتاً، يا سلام كثير. ولكن من أهل الكتاب يعني
مائة من ألف، حسناً، والأكثر الذين هم تسعمائة قوم ربنا في. موضع آخر يقول لك "ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة"، من أهل الكتاب أمة، انظر "أمة"، انظر. فعلاقتنا سوية بأهل الكتاب وكذا إلى آخره. لا عرفوا يقرؤوا القرآن ولا عرفوا يقرؤوا الفقه الذي نزل زمنياً مع التعاملات. عندما يأتيني هؤلاء الصليبيون ويقولون نحن أتباع الصليب نقول... ليس ضدهم، بل نحن ضد الاحتلال، ضد إبادة الشعوب، ضد الاستعمار، ضد الفساد في الأرض، ضد، وبعد ذلك تتقلب الأيام ويكونون هم الذين يقولون هكذا، ويقولون لك: "لا صليب ولا شأن لي بهم، إن الصليب يدعو أهله إلى التسامح". هل انتبهت كيف يكون ذلك؟
فكيف تفعلون أنتم هكذا؟ أنتم تفسدون في الأرض، وهم يسمّون هذه الحملات حملات صليبية. ليكن أن هناك من يقتنع ومن لا يقتنع، هذه ليست مهمتنا، لكن مهمتنا أن نفهم نصنا على مراد الله. فانظر، لا يقول "وود أهل الكتاب"، بل يقول "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم". انظر إلى إرادتها هذه. هل هذا الود شيء سيء جداً؟ هل هو شيء ضد حقوق الإنسان؟ "ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق". ماذا سنفعل إذن؟ "فاعفوا". ما هذا؟ إنه أمر يا مولانا، أمر مباشر هكذا: فاعفوا واصفحوا حتى
يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير. نُسِخت هذه ولم تُنسخ ولن تُنسخ. وأقيموا الصلاة. نريد الآن أن تعملوا، أنتم اعملوا وآتوا الزكاة. إذاً المسألة واضحة جداً، أوضح من الواضحات. عندما يأتي ويتحدث عن اليهود والنصارى، قال لي اليهود والنصارى هم، ولم يقل لي ما قال لي: "اليهود والنصارى"، فأقول له: "أنت لم تدخل لتتعلم كيفية قراءة الألف واللام يا أستاذ". أنت جاهل في جميع النواحي، جاهل في جميع النواحي. فالألف واللام قد تكون للاستغراق، وقد
تكون للجنس الذي يصدق ولو بواحد، وقد تكون للعهد الحضوري أو الذهني. فحضرتك لأنك لم تدرس هذا ولا تعرفه. ولا تعرف ما الفرق بين الاستغراق وبين الجنسية وبين العهد، ستختلط عليك الأمور وستحمل كل شيء على الاستغراق حملاً واحداً، لكن هذا يعني أنك تفهم بشكل خاطئ وستظل تفهم خطأً. علَّمَنا علماؤنا رضي الله تعالى عنهم أن القرآن كالجملة الواحدة. انظر إلى هذه العبارة، انظر إلى سهولتها: "القرآن كالجملة الواحدة". يقول القرآن هذا سطر أمامك، احذر أن
تجعل بعضه يضرب بعضاً، لأن ربنا سبحانه وتعالى يقول: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾، ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾. هل انتبهت كيف؟ فانظر، انظر الجملة الواحدة: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾. فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا، يبقى إذاً أنا أمام جملة واحدة يا أستاذ. لا تأتِ وتقول لي إنني قرأت سورة التوبة وشعرت فعلاً أن الإسلام عنيف. طيب، وهل قرأت الفاتحة وعرفت أن الإسلام لا يميز بين الرجل والمرأة ولا بين الكبير؟ والصغير ولا كذا إلى آخره،
قرأت سورة الحجرات: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". أريد "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي". أريد "لست عليهم بمسيطر". أريد "لكم دينكم ولي دين". أريد "ما على الرسول إلا البلاغ". أريد "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله". يهدي من يشاء، قرأت في سورة الكهف "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". وأنا لم أقرأ، لم أقرأ، أو قدمت شيئاً على شيء، فهذه ليست جملة واحدة. علمونا، انظر إلى القواعد، انظر إلى القواعد، عندما يعلمني الألف واللام هذه سأحل بها كل شيء. علمونا قضية أشرنا إليها مرة من المرات المعاني لا تزال تمكننا أن نعرف عنها بالأمس تسعين حرفاً، تسعين حرفاً منهم ستة وثلاثون في
القرآن لهم ستة وخمسون معنى. كل حرف يمكن أن يكون له معنى أو اثنان أو ثلاثة، يمكن أن يكون حقيقة أو مجازاً. علمونا الجدل والتضمين، نعم، ذلك ما تعلمناه بالأمس وكانوا يسمونه ماذا؟ يقولون العكاز هو كون الألف واللام هذه للاستغراق أو للعهد أو للجنس، وكون أنني أعرف قضية حروف المعاني هذه واسمهم، هذا هو العكاز الذي سأمشي عليه والذي سأتوكأ عليه. لكن إذا لم يكن معي عكاز فلن أستطيع المشي، وإذا لم تكن معي نظارة فلن أستطيع القراءة. هذا هو العكاز الخاص بنا، الآيات التي يستشهدون بها يا أخي ليست بالضبط كما يقولون،
فويل للمصلين بالضبط، فقط لتسهيل الأمر على الناس يجعلون اليهود والنصارى كلهم سواء، والله تعالى لم يقل ذلك، بل يقول لك "ليسوا سواء من أهل الكتاب"، فهو يقول إنهم ليسوا سواء يا أخي، ثم تأتي أنت لتجعلهم سواء، فتكون قد ربنا ولا ما خلقتموه، وأنا أُمّة يا مولانا. كلمة أمة تعني أكثرية. نعم طبعاً، الأمة كثيرة، هل أنت منتبه؟ كيف أن "هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"، و"أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون"، إن هذه أمتكم أمة التي هي من آدم إلى النبي كثيرة. كثير جداً أمة يعني ناس كثيرة، لكن الآن عندما يأتي ويحدثني عن العكاكيز التي يستند عليها وهو
يسلبها منه، فنحن تعلمنا أن القرآن كالجملة الواحدة، ولذلك لا يجوز. تعلمنا أيضاً رقم ثلاثة الشروط، قالوا لنا يا جماعة هناك شيء اسمه الشروط، وهذه تُفهم بها أيضاً الفقه. وتفهم بها القرآن وتفهم بها السنة بل وتفهم بها كلام الناس. وماذا نعني بالشروط يا مولانا؟ يعني كل شيء له شروط، لا يمكن أن تأخذ الشيء دون أن تبحث عن شروطه. نعم، لا بد وأن تتحقق هذه الشروط لكي أصل إلى هذه الآليات
السقيمة جداً. نأتي إلى نظرية الشروط أو... ماذا نعني بالشروط؟ وهل معناها أنه لا بد أن تتحقق شروط هذا الموضوع لكي نصل إلى هذا الفهم ونصل إلى هذه النتيجة حتى نكون مرضيين عند الله سبحانه وتعالى؟ عندما يقول لي: "أقم الصلاة"، حسناً، أنا أقوم وأصلي، ولكن أين الشروط؟ أي شروط؟ وأبحث عنها من... القرآن جملة واحدة هو قال لي أقِم الصلاة وخلاص، فهل هي غباوة؟ لا بد
من الوضوء، وهذا شرط، ولا بد من استقبال القبلة، وهو شرط، ولا بد من ستر العورة، ولا بد من دخول الوقت، ولا بد من طهارة المكان والثياب "وثيابك فطهر"، لا بد من شروط، ولا بد حتى شروط: فالشرط المهم والضروري معرفته متى تجب عليك الزكاة؟ أولاً: أن يكون معك مال زكوي. ثانياً: أن يمر عليه الحول. ثالثاً: أن يكون قد بلغ مبلغ النصاب. رابعاً: المال الزكوي، فهناك مال زكوي ومال غير زكوي، نعم، فليس كل مال تجب فيه الزكاة. هذا هو المال القادر على
أن تقسمه بحيث تعطيه للفقير فتُغنيه، وهو الذي عليه الزكاة. فالزكاة في الأموال النقدية، والزكاة في المزروعات، والزكاة في عروض التجارة، والزكاة في كل شيء. أما الأرض الزراعية فعليها الزكاة أيضاً كأرض، يعني كم تكلفتها الأصلية، وإنما الناتج وآتوا حقه يوم حصاده لأنه قابل لكل يقول أبو حنيفة نعم لكل شيء، بينما يقول الشافعي لا، فقط في الحبوب والقوت. حسناً، إذاً كل شيء له شروط، والحج خارج البلد. كان هناك شخص مضحك اسمه، لا أعرف، اللواء فلان، ظهر في السبعينيات وقال: "يا جماعة، لماذا لا نؤدي الحج كل سنة؟ يعني الناس تحج في شهر محرم." لكي لا نُحدث ازدحاماً، هو منتبه، حسناً، موافق. بغض النظر عما يشربه أو نوع صنفه، أحياناً الآن هذا عمل المدمنين. لماذا هكذا
يا مولانا؟ لماذا تشتمون يا مولانا؟ لا، أنا لا أشتمه، إنما أصفه. هذا عمل المدمنين، عمل المدمنين هذا الذي سيجلس ويُقيّم. لدي أدلة عليه، من أين أتت؟ أمن تعاطي الحشيش نفسه أم مما يماثل الحشيش في تأثيره على الدماغ. يقول لك "عمل دماغ"، واتضح بعد ذلك أنه من الممكن أن يكون بالصوت، ومن الممكن أن يكون بالخنق، ومن الممكن أن يكون بطرق أخرى، يصنع تأثيراً على الدماغ أيضاً. وهذا الأمر معروف هذه كلها أصبحت الآن مخدرات رقمية، فهؤلاء الناس يتعاطون الحشيش أم ماذا؟ أنا لا أدري، ولا أفهم لماذا يصرون على ذلك. لا أفهم أبداً أن هناك شروطاً زمانية ومكانية وشروطاً في القدرة في
الحاضر القادر، وشروط وبعد ذلك في تلك اللحظة يأتون بالحجج في زمن معين، في مكان الذي يقول غير ذلك فمعناه أنه حطم نظرية الشروط. وحسناً، عندما نحطم نظرية الشروط ماذا سيحدث؟ داعش يقول لك: "وقاتلوا في سبيل الله"، ربنا قال: "واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم". يهز لك رسوله وقال الله وقال الرسول. قال الله نعم، وهو فعلاً قال، لكن أين الشروط يا بني الخاصة بها لكي... افهم هذا لكي تفهم يا عزيزي، لابد أن تعلم عند كل شيء حينما يقول "واقتلوهم"، أين تكون الشروط؟ عندما أوقفنا مشايخنا هكذا عند البحث عن الشروط، قلنا لهم: "حسناً، هذا في كتاب الله واضح، يعني 'واقتلوهم حيث ثقفتموهم' كما
في الآية، 'وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل'"، فهذه الصهاينة عندما يُخرجون أهل البيت من بيتهم ويشردونهم، فهؤلاء وجب علينا فيهم الجهاد. أباح الله لنا فيهم الجهاد، فهنا تحقق الشرط يا مولانا، هنا تحقق الشرط. وهو "واقتلوهم حيث وجدتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم"، من حيث أخرجوكم. والفتنة التي أحدثوها سنة ثمان وأربعين وبدؤوها سنة ألف وثمانمائة. عام ألف وثمانمائة ستة وثلاثين وألف وثمانمائة سبعة وعشرين بدأوها، كان في ذلك الوقت في ستة وثلاثين، وكان محمد علي باشا لا يزال حياً، أتفهم؟ والجيش المصري كان قوياً، ذهب وقاتل في المكسيك وطرق أبواب
الآستانة. نعم، فأرسل له اليهود من القدس [رسالة] إلى "مولانا ولي النعم" هكذا عندما كان قوة إلى مولانا ولي النعم، حسناً، جيد. إذاً إذا قرأت هذه الأمور كلها في التاريخ ستجدها موجودة، وستجد أن هؤلاء الناس لا يصلح معهم إلا ما ارتضوه لأنفسهم من قتال. لماذا الجهاد واجب؟ ولماذا كذا؟ لا، أنا الشروط تحققت، فلن أقاتل تحت راية عمياء، ويجوز أنها عمياء لكنها رواية. مسلم هكذا تكسر عمياء يعني عمياء تعال قاتل معنا في داعش. من هي داعش؟ أنا لا أعرفكم. أنا أعرف الجيش المصري صاحب التاريخ المبهر عبر
القرون، والراية ليست عمياء ولا شيء. هل تعرفون من أين سلاحه؟ هل تعرفون ما ديونه؟ هذا موجود على الإنترنت. هل تعرفون ما عقيدته القتالية؟ وكل كل شيء من تاريخ وحاضر ومستقبل موجود على شبكة الإنترنت. على فكرة، عندما تبحث عن شيء ما مثل ميزانيات الجيوش، تجد كل شيء مكشوفاً بالفعل. ونحن منذ أن بدأنا العمل بهذه الطريقة ونحن نعلم، لكن يا داعش أنت يا غاش، من أين جلبت السلاح؟ نحن لا نعلم، فهذه راية عمياء، عن القتال تحت رايات عمياء، انظر الفرق بين الجهاد وبين البلطجة، بين الجهاد وبين التزييف التاريخي الذي يقوم به "ترامبو". كان السهيلي يقول في كتاب "الروض الأنف" أننا عندما لا نُسر من شخص ما، نغير اسمه، فبدلاً من "ترامب" نقول "ترامبو"، وبدلاً من
"ترامب" نقول "ترامبو"، أفهمت؟ بالك كيف لأنه لا يستحق إلا هكذا، أن تغيير الاسم يعني ليس ضرورياً أن ننطقه بشكل صحيح. يعني فترامبو هذا هو الذي فعله في نفسه والذي فعله في الناس، إنه يتكلم بالتزييف، يقول: "هؤلاء يعدون من قتل يهودياً أنه من الأبطال". هذا الكلام ليس سليماً. هو أنه يوجد شخص مغتصب جاء إلى بيتي وطردني منه بالقوة واستقر فيه، فذهبت إلى آخر الشارع وأمسكت ببعض الحجارة ورميتها عليه، فقال لي: "إنك إرهابي ويجب أن أقتلك بالنار لأنك ترمي علي الحجارة". هكذا أصبح الظالم مظلوماً والمظلوم ظالماً. النهاية أن القرآن في كل شيء فيه
حكمة. شروط ثم ذهبوا ناقلينا إلى الفقه، ماذا فعلوا في الفقه يا مولانا؟ قالوا لنا اسمه "قيد الحيثية"، يعني يجب أن تقول "من حيث ماذا"، يجب أن تقول هذه الكلمة عندما تأتيك عبارة. تقول: حسناً، "أقم الصلاة"، أنت تقول لي "أقم الصلاة" من حيث ماذا؟ يعني من أين حيثيتها؟ فيقول... لك من حيث استيفاء خمسة شروط قبل الصلاة واستيفاء ثمانية عشر ركناً داخل الصلاة واستيفاء الفرق ما بين هذه الصلاة الفريضة والنافلة واستيفاء كذا وكذا الله، عرفتَ نظرية الشروط التي نسميها قيد الحيثية من حيث ماذا؟ علمونا رضي الله تعالى عنه أن في اللغة شيئاً اسمه... الحقيقة
والمجاز وفوجئنا بأولئك الناس العجيبة الغريبة التي كانت أول خطوات الضياع يقولون: "لا، هذا لا توجد حقيقة ولا يوجد مجاز، هذا كله حقيقة"، كل ذلك لكي يصلوا إلى التجسيم البغيض لرب العالمين. لا، هناك حقيقة ومجاز، هذا انعكاس للحقيقة والمجاز، وقالوا لنا: "كيف نعرف الحقيقة وما هي؟" هي علاقات المجاز درسونا في السنة الأولى خمسة وعشرين علاقة، وفي السنة الثانية وجدناها أربعين علاقة، وفوجئنا بالخمسة عشر علاقة الزائدة، وجلسنا ندرس ونحفظ ونمتحن ونعمل وما إلى ذلك، حتى أصبحت ملكة لدينا أنك عندما تقول "رأيت أسداً في الحمام" و"رأيت بحراً في المسجد" بمعنى أنه يتدفق منه
العلم، تفهم. أنه مجاز، وعندما تسمع "من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى"، فهذا يتعلق بعمى البصيرة وليس بعمى البصر. فالضرير الذي بشره النبي عليه الصلاة والسلام بالجنة، وأن من فقد حبيبتيه (عينيه) في الدنيا عوضه الله عنهما بالجنة يوم القيامة، هذا الضرير هو الكفيف الذي نحن... أي أن أحد المبشرين بالجنة سيكون أعمى يوم القيامة وسيكون في النار، سيكون في النار أليس كذلك؟ إنه أمر غريب جداً. الذين ينكرون هذه الحقيقة يحتالون عليها بكل احتيال، ويأتون بقول من هنا، ويقولون لك: الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، الأستاذ لا أعرف من، لا، لم يحدث هذا الكلام. هذا فيه انتقاء وفيه اضطراب، ويجب علينا إذا عرفنا السياق والسباق، وعرفنا
أن الألف واللام لها معانٍ، وفهمنا ما معنى حروف المعاني، وأدركنا ما تعنيه نظرية الشروط هذه، وعرفنا معنى الحقيقة والمجاز، فأحضر لي يا أخي ما يثبت قولك بأن الإسلام ضد أحد في العالمين. أحضر لي آية تقول إننا نجلس ونذبح الناس، أحضر لي آية تقول أنها ليست ترجمة لقول النبي "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير". أحضر لي آية أو حديثاً يؤيد هذا الهراء الذي يعيش فيه هؤلاء بعد فقدان هذه الأدوات البسيطة، هناك أدوات أخرى. مركبة على المستوى العاشر، أنا أقول لك المستوى الأول فقط. هذه يا مولانا ربما تجعلني أسأل سؤالاً مهماً جداً: هل هذه القراءة المنهجية، هذه القراءة العلمية لا بد وأن تتوفر للعلماء ولطلاب العلم؟ ولكن أنا كقارئ بسيط ليست عندي هذه
الأدوات، كيف أقرأ القرآن؟ وإذا ما أردت أن أفهم، إلى لكي لا تختطف هذه الجماعات هذه العقول البسيطة، اذهب إلى العلماء. نعم، لا تسأل سيد قطب الذي لم يكن عالماً ولا تربى على أيدي العلماء. كان سيد قطب أديباً صحفياً فناناً، مريضاً نفسياً وجسدياً، يعاني من مرض الربو وضيق في الصدر. لكن "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". حتى فبعض الناس يقولون هذا تفسير إذن لأنك تسير هكذا، لا، هذا ليس تفسيراً والعياذ بالله تعالى، يعني اعترف أنه ليس تفسيراً. فلا تذهب إليه إذن لكي تأخذ منه شيئاً ولكي تقول: "الأصل أنني أشعر هكذا" يعني استحسانه. لا، إنما "إن من البيان لسحراً"، ولعل أحدكم أن يكون ألحن بالحجة. مِن أخيه فأقضِ له، فأقضِ
له، فمن قضيتُ له شبراً من الأرض، طُوِّق به سبعين أرضين يوم القيامة. فإذاً الحكاية: الحق أبلج والباطل لجلج. فيبقى إذن، نحن فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. هي لا تعجب كثيراً جداً من الناس الذين يريدون أن يحولوا الدين إلى مجرد تذوق، لن وعندما نقول لهم إنكم وداعش وجهان لعملة واحدة، يغضبون منا ويقولون: "نحن مثل داعش؟" نعم، أنتم في المنهجية مثل داعش تماماً. داعش جهلت الأدوات وفسّرت، وأنتم جهلتم الأدوات وفسّرتم. داعش واجهتها بعض المشكلات فحلتها بالعنف، وأنتم تواجهكم بعض المشكلات فتحلونها بالتملص والإنكار. هذه هي الحكاية، فأنتم وجهان لعملة واحدة، والله وتعالى يُخرجنا
من بينكما سالمين، أي من خلال هذه القراءة المتأنية ومن خلال إيقاظ الوعي بما تفضلت به مولانا، نستطيع أن نواجه كل هذه الأفكار السقيمة والعقليات الموجهة. مولانا الإمام الدكتور علي جمعة عضو هيئتي العلماء بالأزهر الشريف، شكر الله لكم ورضي الله عنكم دائماً ودوماً يا مولانا. شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،