والله أعلم | فضيلة الدكتورعلي جمعة يوضح كيفية إدمان المعصية وأسبابها | حلقة كاملة

بسم الله الرحمن الرحيم، أهلاً بحضراتكم في حلقة جديدة من "والله أعلم". للأسف، كل واحد منا وأبدأ بكلمة "للأسف" يعني أشعر بهذا، كل واحد منا يكون عنده ذنب ما أو معصية ما، ربما يتوقف في وقت من الأوقات مثل شهر رمضان لو ودعناه من أسابيع قليلة، يتوقف عن هذا الذنب. أو هذه المعصية ولكن سرعان بعد ما ينتهي هذا الشهر أو تنتهي وقفته مع نفسه يرجع مرة أخرى إلى هذه المعصية وهذا الذنب حتى يتحول إلى شكل من أشكال الإدمان. كل واحد منا يعرف الذنب الذي لا يستطيع أن يقلع عنه ويجاهد
نفسه عليه، هذا إن كان عنده نفس لوامة تشعره بالذنب. الذي ليس لديه نفس لوامة هذا شيء آخر، لذلك اليوم إن شاء الله سنتحدث مع فضيلة الدكتور على مسألة إدمان المعصية حتى لا نصل إلى مرحلة الغفلة التي تحدث عنها فضيلته ونبه لخطورتها بالأمس. سنتحدث عن أسباب إدمان المعصية، لماذا نحن ندمن المعصية، وكيف نقلع عن هذه المعصية، وهل في حالات نفسية ووجدانية للشخص مرتكب هذه المعصية يستطيع من خلالها أن يتخطى هذه العقبة النفسية أو الحاجز النفسي ويكون أقرب إلى طاعة الله ويطمع في طاعة الله، وأيضاً هناك أناس تغريهم الحياة أو يغريهم طمع رحمة ربنا سبحانه وتعالى، وقد جاء ذلك في أكثر من موضع في القرآن أن هم يتمادون في هذا الذنب على اعتبار أن الله غفور رحيم، يا أخي وربنا سيغفر لنا جميعاً. لذلك حلقتنا اليوم مع فضيلة الدكتورة تكون مخصصة حول موضوع إدمان المعصية. أرحب بحضراتكم وأرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم
مولانا. أهلاً وسهلاً. أهلاً بفضيلتك مولانا. إدمان المعصية، كل واحد منا، وأنا واحد من هؤلاء، عنده ذنب معين يجاهد نفسه لكي يتخلص من هذا الذنب. ربما في وقت معين يستطيع أن يبتعد عنه، ولكن سرعان ما يرجع ثانية للأسف إلى هذه المعصية. هل هذا إدمان الذنب أو هذا إدمان معصية؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة. والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. إدمان المعصية معناه الإصرار عليها، وليس معناها تكرارها، فهناك فرق كبير كما هو ما بين السماء والأرض تماماً ما بين الإصرار والتكرار. الإصرار هو أن تقيم على المعصية فرحاً بها، فرحاً بها، مسروراً بها، قاصداً لها، مطمئناً
لفعلها. ما هذا؟ هذا فاجر، إنه يرتكب الذنب وهو فرحٌ به، وهو ليس نادماً ليتوقف عنه، وليس لديه نية للترك. هل انتبهت كيف يُصِرّ على المعصية؟ هذا ما نسميه إدمان المعصية، لأنه يفعلها في اليوم التالي والثالث والرابع، لا يستعظمها بل يحتقرها، فهو لا يقول إنني ارتكبت مصيبة كبيرة، لا. يقول لك هذا: أنا بالأمس فعلت كذا وكذا وكذا، ويغفر الله سبحانه وتعالى للجميع إلا للمجاهرين. قالوا: ومن المجاهر يا رسول الله؟ قال: الذي يفعل الذنب بالليل، يستره الله، فيقوم
ويقول: فعلت كذا وكذا. هذا يفتخر حضرته أنه شرب أي نوع من أنواع الخمر ولا يبالي أنه مقيم. على الزنا ولا يبالي أنه كان سبباً في الهلاك أو في القتل أو ما شابه ذلك إلى آخره، ولا يبالي أنه كان مغتصباً للأرض أو سارقاً للمال أو منتهكاً للعرض أو ما هذا، وهو فرح بهذا وهو مقيم عليها وهو يرى أن هذا من كمال شخصيته وليس من نقصه وما شابه ذلك إلى آخره. تكرار في المقابل، التكرار هذا الإصرار. حسناً، الفرق بين الإصرار. عرفنا أن الإصرار هو أن يقيم على المعصية ويستمر فيها وفي
فعلها راضياً بها، غير ناوٍ أن يتركها، فرحاً بتلك المعصية، محتقراً لها. ماذا يعني التكرار؟ لا، كل ابن آدم خطّاء، خطّاء هذه تعني أنه يكرر الخطأ، وخير الخطائين التوابون. كان عندنا... صحابي جليل رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهو مع معصيته معدود من المبشرين بالجنة على معصيته، نعم اسمه نعيمان رضي الله تعالى عنه. سيدنا نعيمان ليس هو سيدنا أبو بكر وليس سيدنا عمر، ليس يعني واحداً من هؤلاء كبار الصحابة، لا ليس هو، إنما كان يحب الله. ورسوله فكان يشرب الخمر، وبعد أن يشرب الخمر
يستيقظ في الصباح يقول: "أنتِ لن تتوقفي؟ يعني ماذا أفعل بكِ؟ أنا الآن يا نفسي، ألم نقل إن الخمر حرام وانتهى الأمر؟ ما هذا النسيان؟ لماذا هكذا؟" فيذهب باكياً إلى رسول الله، باكياً باكياً. انظر انظر إلى الندم، هذا هو الفرق بين الإصرار. والتكرار فيه ندم وفي استعظام للمعصية، ويقول يا رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو مختنق بالدموع: وقعت في المعصية. فسيدنا الرسول هذا ماذا كان يمثل؟ كان يمثل الحكومة، كان يمثل القائد، كان يمثل إدارة الدولة، كان يمثل الدولة. يعلمنا أنه ما دامت وصلته المعصية، فلا
بد أن يطبق. فيها القانون، القانون الشرعي مضبوط. أتفهم؟ حسناً، هو الشرع (القانون) جعل ضرب الولد الذي يشرب الخمر أو البنت التي تشرب الخمر ويُقبض عليهما في ذلك كم؟ في حدود أربعين، أربعين جلدة، أربعين جلدة. وعنده أناس يقوم واحد بضربه بحبل والثاني يضربه بعصا، ها، ويعدّون. يعني مثلاً لو كانوا أربعة. واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة، كل واحد منهم يضربونه. هذا الضرب موجع وأيضاً مؤلم، ويسمى إهانة، إنه مهين، مهين طبعاً. هل أنت منتبه؟ لكن لكي يعرف أنه... وبعد ذلك ينسون الذنب، خلاص، لا يعيرونه به ولا يُعيَّر
به. من عيَّر أخاه بذنب، لا يموت حتى يبتليه الله به. لا حول. ولا قوة إلا بالله، ولذلك كانوا خائفين أن يقولوا له: "يا خمرجي، شارب الخمر، أنت". لا أعرف، لكن خلاص، المجتمع ينسى هكذا، الثقافة هكذا، أن يخاف أن يعير أخاه بالذنب، فيساعده على التوبة. أعينوه على الشيطان ولا تعينوا الشيطان عليه، وبعد قليل يمكث له شهر بقليل من الضرب. هؤلاء، وينسى نفسه ويشرب ثانية ويُضرب ويشرب، وهكذا. من يراقب الموقف من الخارج هكذا، كل شهر، كل شهرين، كل ثلاثة، يأتي له نعيمان يا رسول الله ويبكي، يبكي بالدموع هكذا. فقال له:
"يا رسول الله، اتركني أقتل هذا المنافق! أنحن سنلعب أم ماذا؟ ماذا؟ كل قليل أنا ضعفت، أنا..." عملت أنا ضعفت أنا، دعما سيدنا عمر. ما التفتش إلى ما التفت إليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المعلم أن هناك فرقاً بين الإصرار والتكرار، وأن الرجل هذا ليس مصراً. لماذا؟ لأنه يتوب. ولماذا؟ لأنه يكره الذنب. ولماذا؟ ولأنه لا، ولأنه لا يحتقر الذنب. إياكم ومحقرات الذنوب. احذروا. تَحقِروا الذنب هذا شيء بسيط وماذا يعني؟ نعم، احذر! لماذا؟ قل إنني ضائع، إنني ذاهب، إنني كذا، من أجل أن تجعل نفسك تسيطر عليها وتعرف أنك أنت تبتعد عن هذه القاذورات، وأنك أنت. فيقول له: هو أبعد ما
يكون يا عمر عن النفاق أنه يحب الله ورسوله وظل أنه... عيبان هو خفيف، أنت تعلم عندما يكون هناك شخص كثير المزاح والهزل، هكذا هو. كان كذلك سيدنا نعيمان رضي الله تعالى عنه وأرضاه، يعني شماس بن قيس. على العكس من ذلك، سيدنا عمر جهوري الصوت، صوته عالٍ هكذا. أما سيدنا أبو بكر فهو أسيف، أي صوته منخفض يكاد يُسمع. بالكاد الذي بجانبه سيدنا عمر كان إذا تكلم أسمع وإذا ضرب أوجع، هكذا يعني، والاثنان وزيرا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذاً هذا هو تنوع الأمة وهكذا. وبالتكرار، سيدنا نعيمان هذا كان ماذا يفعل؟ بعض المقالب هكذا في سيدنا رسول
الله لأجل... يضحك ورسول الله يضحك عارفًا أن هذا الرجل قلبه نظيف وقلبه أبيض يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يذهب إلى البقال ويقول له: أعطني بعض كذا وكذا وكذا، قليلًا من البقالة، كما نذهب نحن ونقول: أعطني خبزًا وجبنًا وحلاوة وأشياء أخرى لرسول الله عليه الصلاة والسلام. يقول له: "حسناً، تفضل". هذا مثل من خدم رسول الله، يعطيه الشيء، فيحسب الرجل حاجته، فتبلغ درهمين أو شيئاً ما، ثم يذهب ويقول له: "يا رسول الله، هذا الشيء من عند البقال". فيظن النبي أنها هدية، فيأكل هو وأصحابه وهكذا إلى آخره. وبعد ذلك البقال، بعد مدة، يأتي ليصلي الفريضة. الذي جاء فيقول له: "يا رسول الله، الحساب درهمان"، نعم، فيقول: "فعلها فينا
نُعَيمن، نُعَيمن". هذا وأنا أظن أنك أرسلتها هدية، وهو قال لك، بحيث إنه لم يكذب. تمام، هدية أنا أوصلها لرسول الله، والآخر قال له: "هذه من عند فلان"، لم يكذب الرجل. ونُعَيمن خلف السارية يضحك. العمود الذي في المسجد خلف العمود الذي في المسجد وهو يضحك ويصنع جواً من المرح، فالنبي عليه الصلاة والسلام ينظر إليه ويضحك ويقوم للصلاة ويعطي للرجل الدرهمين الخاصين به. فأنا فقط أقدم لك هذه الشخصية، إنها شخصية ليست سيئة، وإنما هي يقع منها الذنب لكنها تستعظمه وتذهب وتبكي وتتركه وتحاول أن تصبح. إذا الإدمان معناه الإصرار على المعصية بمعناها الذي ذكرناه وليس تكرار
المعصية، فتكرار المعصية هذا مجبول فينا لأننا نمتلك ضعفاً وشهوة ورغبة ونسياناً، ولدينا العديد من الصفات التي تجعلنا نقع في المعصية. بعض الناس يسمون هذه المعاصي، والبعض يتخيل أن الشخص الملتزم يجب أن يكون أقرب إلى الملائكة، أي كشخص لا... لا يخطئ، ولا يصح أن تخطئ، ولا يصح أن تذنب، المرء حتى يحاسب نفسه على ذلك. كيف أقع في هذا الذنب؟ ويبدأ يدخل في حالة اكتئاب إذا وقع في ذنب كبير، هو نفسه لوّامة ويكره الخطأ ويحزن. بماذا تنصحه حضرتك؟ بمراحل التوبة التي نص عليها العلماء المأخوذة من الأحاديث النبوية. الشريفة وقد تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، فقال لي: أول شيء الإقلاع عن الذنب، فيجب أن نصمم أن نقلع عن الذنب، انتهينا والنية لله سبحانه وتعالى، وإنما الأعمال بالنيات. ثاني شيء هو الندم على ما فعلت. ثالث شيء
هو العزم على ألا أقع فيه مرة أخرى. رابع شيء أنه لو كان متعلقًا بحقوق الناس رددتها إليهم، لو كان متعلقًا بشيء خاص بي أنا، أنني تركت صلاة، أنني شربت خمرًا، أنني وقعت في معصية، فهذا يكون ماذا؟ أستغفر منه لنفسي هكذا، لأن الرابعة هذه غير موجودة، ثم ثم، انظر إلى كلمة "ثم ثم"، ماذا تعني؟ ترتيب مع التراخي يعني ماذا؟ يعني انتهينا هكذا الآن، ثم نسيان الذنب، نسيان الذنب، نعم. ماذا تقول لنفسك كي تساعدها على الاستمرار وتساعدها على السير في طريق الله؟ هل أقول: أنا أخطأت؟ أنا لا أتذكر أنني... هكذا فقط أخدع نفسي. لم يعد يذكِّر نفسه كل فترة بهذا. أنت أخطأت هذا الخطأ وأصابك اكتئاب فعلاً، لا، لقد انتهى الأمر، نسيان الذنب، نسيان الذنب،
ومن نسيان الذنب هذا ستبدأ ما نسميها بالصفحة الجديدة، التي نسميها بالمحطات، التي هي من رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما، من العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما. الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، والصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما. طالما أنه يتوب ويستغفر ويقلع عن الذنب ويستغفر، وهو يصلي ويحضر الجمعة ويذهب إلى رمضان، وربنا أحياناً يفتح عليه فيذهب للعمرة، يقال له: "هذه صفحة جديدة من كل شيء"، ومعنى ذلك نسيان الذنب، نسيان الذنب. نعم، لكي أعرف الكامل. نعم بارك الله فيكم مولانا. سنكمل بعد الفاصل الذي لدينا إن شاء الله. لدينا أسئلة كثيرة، وأيضاً سنذهب مع مولانا بعد أن ننتهي من جزء الشخصية التي تكرر الذنب على عكس المقصرة في الذنب. سننتهي من التي تكرر الذنب، وبعد ذلك نرى شخصية الذي
يصر على هذا الذنب. ما نتيجته بعد الفاصل؟ ابقوا معنا. بحكم الظروف التي نعيش فيها في المجتمع، وأننا نعيش في هذا الوقت، بالتأكيد توجد عدة معاصٍ، أي كأن أمامنا ليست معصية واحدة متوفرة أمامه بشكل سهل، وفي نفس الوقت الشيء الحلال أو الطاعة غير متوفرة وليست بسهولة، لأن الإنسان بشر. هو على كل حال لابد أن يخطئ لأن كل البشر خطَّاؤون، وخير الخطائين التوابون. علينا أن نؤمن بالله وحكمة أمره، ألا نذهب إلى المعاصي من أجل الفروض التي أمرنا الله بها. حكمتنا أن نكون قريبين من ربنا ونبتعد عن المعاصي. المجتمع
أصلاً لن يكون صالحاً إلا حين يكون الناس الذين فيه صالحين. آية حسان سي بي سي طيب. هذا كلام جميل جداً. أول اثنين متحدثين يا مولانا يقولان: إن المعصية سهلة والحرام صعب، ولابد أن نخطئ. هذا الذي حولنا كله، والبيئة التي نعيش فيها كلها تدعو إلى الخطأ. وللأسف بعض الحياة الحرام سهلة. يعني هنا تأتي فكرة أن الشخص يرى: والله إن ربنا غفور رحيم وقال هكذا في... القرآن يعني وأن الدنيا جميعها تسمح بذلك، الجميع ينظرون، الجميع يسرقون، الجميع يرتشون، الجميع يأكل من الناس ومال الفقراء، فبالتالي يشعر أنه أمر عادي. هل هذا تكرار أم أسرار يا مولانا؟ النبي عليه الصلاة والسلام عندما جاء، ربانا على ما أسماه الناس بعد ذلك الشخصية الاستقلالية.
أن تكون شخصيتك مستقلة لا إمّعة، أن تكون حراً نبيلاً فارساً. الذي بعد ذلك وصفه جان جاك روسو بالشخصية الاستقلالية. فسيدنا قال: "لا يكونَنَّ أحدكم إمّعة، يقول أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت". لو وصل إلى هذه الدرجة وجعل الناس هم الذين يقوّمون الحلال والحرام. والخطأ والصواب وما ينبغي أن يكون وما لا ينبغي أن يكون سيدخل في السرار هكذا، فهو هكذا بوصفه الأماعة، هذا يقول لك: "أنا ماضٍ مع ما كل الناس هكذا"، لا، هذا يقول لك: "بل وطِّنوا أنفسكم على أنه إن أحسن الناس فأحسنوا"، لأن هذا مطلق، هذا شيء قبل الناس وقبل الخلق. جميل وإن أساؤوا فأحسنوا. أخالفهم
أنا في تلك الساعة وعوّدوا أنفسكم على أنهم إن أحسنوا فأحسنوا وإن أساؤوا فأحسنوا. وفي رواية يقول لك: "فلا تظلموا"، يعني لا تظلموا أنفسكم، وهكذا. جميل، نحن نحذر من الإصرار لا من التكرار، ولذلك يقول: إن أصل المعصية سهلة. وفي الحقيقة المعصية سيئة ورديئة. وصعبة؟ هذا بالعكس أصبح سهلاً! كيف هذا؟ هذه المعصية مقرفة وقذرة وفي نفس الوقت صعبة، ما هي السهلة؟ أنت تنتبه كيف هذا؟ لأن الإنسان حين يرتكب معصية فهو أحد أمرين: إما أن يفعلها علناً جهاراً نهاراً لا يبالي بأحد، وإما
أن يفعلها سراً إذا أراد سراً، هذه... يريد إذن مكاناً وزماناً وأشخاصاً معينين لكي يفعلها في السر، فيتلفت حوله ويُؤَمِّن نفسه. وإذا فعلها علناً فهذا يكون في مجتمع فاجر أصلاً. هل تلاحظ أنهم يصفون المجتمع الآن بأنه كذلك؟ المجتمعات بالطبع تختلف، فلو نظرنا إلى الحالة المصرية مثلاً نجدها تختلف عن الحالة الأمريكية وغيرها. الحالة الخاصة بهايد بارك أو شوارع البلاك ماجيك في نيويورك وبرلين وهولندا وبلجيكا مختلفة تماماً، فنحن ما زال لدينا بعض الحياء ولدينا مجتمع يراقب، وأنت ذكرت في بداية البرنامج أننا خارجون من رمضان، فانظر كيف كان
رمضان فيه معونة من الناس بأن هناك صلاة تراويح وقرآن. في عبادة وأن في كذا وكذا وكذا يعني أننا مازلنا في خير موجود في هذه الأمة وينبغي علينا أن نكثره. حسناً، فالمجتمع عندما يكون فاجراً، فقد ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا. يصنعون فليحذر هذا المجتمع الذي هو المجتمع الذي يفعل هكذا، فليحذر من هذه الأزمات التي يرسلها الله رحمة بالعباد حتى يعودوا، "ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون"، ليس المقصود الانتقام ولا شيء، إنما لعلهم يستفيقون ويرجعون. المجتمع الذي ضرب الله له مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة. هذا لازم أن يقوم
بدوره أيضاً فلا يدع الأمور تستشري فيها المعصية ويستشري فيها الذنب حتى يستمر. حكى النبي صلى الله عليه وسلم في القصص عن رجل من بني إسرائيل قتل تسعة وتسعين نفساً فذهب إلى عابد وقال: "هل لي من توبة؟" قال: "لا توبة لك يا رجل! هل كانوا أطفالاً صغاراً؟" هذا ثابت يا أستاذ، لا توجد توبة فقتله فأتم به المائة. انظر إلى استسهال المعصية واستسهال الروح البشرية، قتله ليتم به مائة. فذهب إلى عالم قال: ومن الذي يمنعك من التوبة إلى الله؟ تب إلى الله. ولكن العبرة... ولكن أراك بأرض قوم
سوء. كيف تقتل تسعة وتسعين نفساً من... كيف يتركونك هكذا؟ كيف لم يضربوك؟ كيف لم يصيبوك بالعطب؟ كيف لم يقبضوا عليك؟ كيف لم يقيموا عليك كلمة الله والقصاص؟ كيف أراك سالماً؟ إنهم قوم سوء، فاتركهم واذهب إلى قرية كذا، فإن فيها أقواماً يعبدون الله. فذهب الرجل مهاجراً في سبيل الله توبةً إلى الله. هذا ما كان مخبأً لك. من الأسرار إليك توبة وربنا أبى ذلك بعد أن قتل مائة نفس، بعد أن قتل مائة نفس، خلاص وأصبح وحشاً وكل شيء، لكنه جاء تائباً إلى الله فمات في الطريق، فاختلفت فيه ملائكة الرحمة
وملائكة العذاب، قصة تُظهر لك معانٍ، فأصحاب الرحمة يقولون إنه جاء تائباً، وأصحاب العذاب يقولون... هل عمل شيئاً؟ إنه لم يفعل خيراً بعد. هو بالكاد سيبدأ في فعل هذا الكذب. لو كان ذهب ليبدأ، فقد ذهب نعم. فاختصموا في ذلك، فرفعوا الأمر إلى رب العالمين: "يا رب، هذا الرجل..." فالله أيضاً يريد أن يُعَلِّم الخلق حتى الملائكة. حتى الملائكة يسألون في عنوان كتاب لطيف، حتى الملائكة يسألون. أرادوا أن يتعلموا، فقال: قيسوا جثمانه هكذا إلى هذه المدينة، وقيسوه من هذه الناحية، في ذات المكان الذي كان سيدوم فيه، فوجدوه أقرب إلى المكان الذي هو ذاهب إليه، فعدوه من الناجين. يا سلام! وهناك
روايات أخرى تقول لك... ماذا بعد الله بين المدينة التي خرج منها بعد المسافات لأنك عندما تقيس تجدها أقرب للمدينة الفاضلة وقرب المدينة الفاضلة وأشياء مثل ذلك؟ هذه الروايات كثيرة هكذا، والرواية الثانية تقول لك ماذا يعني، لكنها كلها في نفس المعنى يعني أن سدره اتجه إلى عندما. مات، جاءت على، أصبح، قال، هكذا، أخي، ماذا، عند، فخذه، هكذا، مثل خط التسلل في كرة القدم، نعم، وأصبح سدرة عند ماذا، عند الناس الطيبين تماماً. الكلام هذا معناه أهمية المجتمع في ذهن الشباب. صحيح، الذي هو الذي سمعناه في التقرير، الأولاد أحياناً يرون معصية، وأحياناً يرون انتشار مخدرات. في حيٍ
معين سهولة المعصية، وفي حيٍ آخر سهولة ترك الصلاة وعدم العناية بها، وفي حيٍ ثالث انتشار الرشوة. يجب علينا أن نهجر هذا المكان، ويجب أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وإلا فلن يجمع الله سبحانه وتعالى بين قلوبنا. يجب أن نعمل نوعاً من أنواع الرقابة المجتمعية، ونعيد المجتمع إلى هذا المطلق. الذي تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه الخير وفيه نفع الناس وفيه حب الله وفي كذا، أما أن المعصية طاقة طاقة وأتوب منها، ليس استهانة بها، إنما وضعها في حجمها الطبيعي، ليس استهانة بالله يا مولانا. المرء يقول ماذا؟ حسناً، أنا عندما أخطئ وأتوب، وأخطئ وأتوب، وكل... مرة التجأ فيها في النص هكذا، ربنا ما أعطانا استهانة بالله وبعذاب الله. كيف يعني فيها استهانة؟ كيف إذا كنت تتوقف؟ المفترض أن جلال الله
يُذكر، فتصبح هذه المعصية ولا تفعل هكذا قبل أن تفعلها. على فكرة، لو لم تتذكر... على فكرة، لو تذكرت ما فعلت، لو كنت تذكرت، لو تذكر. فعلاً فعلاً، نعم، لم أكن أفعلها، هذا لأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم، هذه هي الحكاية كلها من النسيان، فنحن الآن نفترض حالة، يعني فيها مع هذا التقسيم والأسرار والتكرار، نفترض شيئاً، حالة غير موجودة، فأنت إما ناسٍ وغافل، التي هي الغفلة التي تحدثنا عنها بالأمس، وإما أن تكون متذكراً وعامداً. متعمداً قاصداً مستهيناً كذا إلى آخره فأنا لست كذلك، أنا أنا أنا شغلتني الدنيا وحجب قلبي الغفلة "يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون". فالذي أريد أن نركز عليه في الفهم
لكي نصنف الفرق بين الإصرار والتكرار هو في اللغة العربية "تَفْعال" كلها مفتوحة "تكرار تكرار"، هل انتبهت؟ أظهرُ إلا موضوعين فقط تلقاءَ ومِدْياً وتبياناً لكل شيء موجودين الاثنين في القرآن، هذان هما المستثنيان عربياً من تِفْعال التي لكن عسى تسيار. هل أنت منتبه كيف تذكر تذكر تكرار وهكذا كلها مفتوحة؟ نعم، هذه الآية، هذه المصادر. انتبه أن هذا مصدر على وزن التِفْعال. أما الأسماء فـ... ففيها كثير مكسور، تمثال تمساح، أتنتبه؟ الأسماء كثير فيها (م)، لكن يا أحد نتعامل مع المصادر. المصادر مفتوحة، إذا كان المصدر: كرَّر تكراراً، سار
تسياراً، ذهب تذهباً، تذكَّر تذكُّراً، كلها مفتوحة يا أخي. نعم، بارك الله فيك يا مولانا، إلا اثنين فقط: تبياناً لكل شيء، ومن تلقاء. هذه تلقاء وما هذه إلا تلقاء وتبيان، والحمد لله نفرح نحن كثيراً عندما تكون الأشياء المختلفة موجودة في القرآن، لكي نحفظها ونكون حافظين لها بشكل صحيح. نعم، هل أنت منتبه؟ تبياناً لكل شيء، تذكاراً. ليس هناك تذكار، نعم تذكاراً، تسياراً، تكراراً وهكذا. حسناً مولانا، إذاً نحن أنهينا الشخصية التي تدوم بالتكرار، لندخل في شخصية. المعتادة على الأسرار، هل في ضوء ممكن فضيلتك ترميه له، الذي هو ممكن يكون قاعداً يسمعنا، ترميه له، بحيث... طيب، ليس هذا يا
فضل، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مرة أخرى في ضوء النجاة، نتمنى من فضيلة الدكتور إن شاء الله أن يقذف به إلى هذا الشخص الذي يداوم أو يصر على هذه... هل في قوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" صدق الله العظيم، هل في هذه الآية المولى عز وجل يتحدث عن الشخص المصر على الذنب أم الشخص مكرر الذنب؟ لا. أنا أعتقد أنها موجهة لمكرر الذنب وليس
المصر عليه. المصر عليه هذا مريض، المصر عليه هذا يحتاج إلى علاج ببرنامج. مثلما عندما أذهب إلى الطبيب فيرسم لي برنامجاً هكذا ويقول لي افعل كذا ولا تفعل كذا، كُل كذا ولا تأكل كذا، اجلس في المكان الفلاني ولا تجلس في المكان العلاني، يضع لي... برنامج هكذا في مصر هذا يحتاج برنامجاً، يحتاج برنامجاً لكي يخرج من وأحاطت به خطيئته، رأيت كيف؟ فأولئك أصحاب النار. قال: أريد أن أخرجه من النار، أنت تقول: سأرمي له طوق النجاة، أين هذا الطوق إذن؟ فالطوق هذا يتحدث عنه أهل الله في عدة مواقف: الأول المذاكرات، والثانية المكفرات، والثالثة الذكر، والرابعة. التغيير
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فهؤلاء أربعة نريد أن نرى ما قصتهم. المذكرات، ما هذه المذكرات؟ فسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام قال لنا إن من المذكرات زيارة القبور. انظر إلى فكرة زيارة القبر، زيارة القبور هذه اهتم بها المسلمون جداً، ألا فزوروها. فإنها تذكر بالآخرة فجعلوها وصفة للرجل الصالح، أما هذا العاصي فقالوا له: اذهب وزر القبور كي يتذكر أن هناك موتاً، ويتذكر مع زيارة القبور اتباع الجنائز، والنبي عليه الصلاة
والسلام جعل لها أجراً عظيماً. فاتباع الجنائز يعني أن أسمع بشخص فأذهب لأصلي عليه صلاة الجنازة ثم نوصله. إلى مثواه الأخير وتعمل نوعاً من أنواع غسيل النفس من هذا الإدمان، وكم من أناس رجعوا من الجنائز تائبين وقد ظهرت لهم حقيقة الدنيا وأنها إلى زوال، وظهرت لهم حقيقة الدنيا وأنها ليست باقية لأحد، وأن أحداً من البشر ليس خالداً، ولذلك رجعوا بمفهوم آخر غير المفهوم الغافل الذي كانوا. من ضمن ذلك - وهذه مسألة غريبة جداً ولكنها مُجرَّبة - وهي في نفس البرنامج عيادة المريض: أن يزور المريض، أن يزور المريض. تخيل أن شخصاً
يقول لي: "أنا أشكو من إدمان المعصية والإصرار عليها والاستهانة بها"، فأقول له: "اذهب وزُر مريضاً، حسناً، اذهب وزُر مريضاً". ما علاقة التوبة بذلك يا مولانا؟ ماذا ستفعل مع هذا ولو زرته لوجدتني عنده، هذا ذاهب إلى ربنا، ربنا عند المريض هذا. فتخيل أن شخصاً ذاهباً إلى ربنا فربنا يكرمه ويوفقه. ثانياً، ترى هذا المريض الذي كان نشيطاً ويذهب ويأتي وكان أكثر واحد فينا يجري، ها هو الآن غير قادر على الحركة، أو كان يشاركه الذنب وها هو الآن. إنها مرحلة يراجع فيها نفسه مع ربه، وماذا فعل؟ فبدأ يعود المرضى ويحضر الجنائز ويزور القبور. ماذا يسمون هذه الأمور؟ المذكّرات، وهي
موجودة في أحاديث كثيرة متتابعة هكذا، يدفعهم إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنها فعلاً لها أثر تربوي ونفسي على الإنسان الذي ابتلي بالإصرار على... المعصية والمكفرات: هناك ما يُسمى بمكفرات الذنوب، فمن ضمن هذه المكفرات الصلاة، ومن ضمن هذه المكفرات العمرة، ومن ضمن هذه المكفرات الجمعة إلى الجمعة، ورمضان، والستة أيام بعده من شوال. والصيام من المكفرات، والصدقة من المكفرات، فإنها تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. أتفهم؟ نعم، فعندما نطفئ هذا الحريق الناتج عن المعصية. ستجد في داخله هذه راحة
البال التي كانت موجودة وقت أسراره، فتكون إذن المذكِّرات والمكفِّرات، هذه المكفِّرات واسعة جداً وكثيرة جداً، ومن ضمنها وعلى رأسها الذكر، وهذا الذي أفرضته في كلمة واحدة هكذا، وخاصة عندما يأتي شيء أو شخص مثل هذا مجرب، نقول له: حسناً، صلِّ على النبي عليه الصلاة. والسلام، أكسر الصلاة على النبي. أحدهم يقول لي: ما علاقة أنني مبتلى بهذه الحالة النفسية؟ يقول: صلِّ على النبي. فأقول له: إن الأعمال بين القبول والرد، إلا الصلاة على سيدنا الرسول فإنها مقبولة. فأنت إذا كان وضعك سيئاً جداً مع الله وصليت على النبي، سيقبلها من أجل الحبيب المصطفى. وعندما يتقبل الله منك عملاً صالحاً سينظر إليك بنظر الرحمة لا بنظر العذاب، يا سلام! الله الله! سيتقبلها.
قال لي: حسناً، ألا أسبح ربي؟ قلت له: لن ينفع، من الممكن أن يقال: ماذا يقول هذا؟ شخص أحضر مالاً حراماً وذهب ليحج به، أو يلبي "لبيك اللهم لبيك" بشفاه، أي ذكرى قال. له لا لبيك ولا سعديك، حجك مردود عليك. أنا أخشى من ذلك. طيب، ما الذي لا يقولونه "عملك مردود عليك"؟ الصلاة على النبي. الصلاة من الممكن ألا ترتفع فوق رأسه شبراً. الحج والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأذكار التي تنقذ حالته بهذا الشكل والتي نحن... قلنا في البداية أن التغيير يشمل المكان والأشخاص والأحوال وغير ذلك. هذه الأربعة هي طوق النجاة الذي يمكن أن نقدمه لأي شخص مُصر. حسناً مولانا، هذا الشخص المُصر وصل إلى مرحلة أنه يئس من رحمة الله، فهو يقول
منذ البداية: "هل سيقبلني الله بعد ما..." فعلت وصنعت ويعدد في ذهنه، فنقول له الآية: "لا تقنطوا من رحمة الله". لأنه على فكرة بدأ يخرج من الإسرار بأنه استعظم الذنب، بدأ يشعر أن هناك بلوى، فهذا استعظام للذنب، فخرج من نطاق الإسرار إلى نطاق فعل الذنب أو... لا تكرهه، بل إن الله سيغفر له بمجرد أن يقول: "يا رب، إني رجعت إليك"، وأستغفر الله العظيم، صفحة جديدة، صفحة جديدة. نعم، ولو كان عليه دين للناس أو ذنب تجاه الناس، يعود نقياً كيوم ولدته أمه. هذا ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام في حديث خطير جداً ذكرناه مرة من قبل. الزمان قليلاً قال من حج البيت واعتقد أنه لم يُغفر له فقد كفر. قلنا هذا الكلام صحيح يا مولانا. تخيل لا، نعم، نعم مباشرة، ونقول له الآيات
الخاصة بالرجاء هذه بأن الله يغفر الذنوب جميعاً، كل الذنوب تُغفر، فيجب إذا كان قبل عندما غيّر، أصبح عندما غيّر. الشرك كان موجوداً قبله وحاضراً معه مجرد مثال مثل الرجل من بني إسرائيل الذي قتل مئة نفس، قتل مئة نفس، لكنه نوى التوبة فتاب، وبذلك انتهى الأمر. ليس هناك حماية أعظم من أن الله يفرح بتوبة عبده كما يفرح أحدكم إذا نام وفقد بعيره فبحث عنه ثم نام من التعب، فاستيقظ فوجد بعيره أمامه. طبعاً البعير أصبح عليه الزاد والمؤونة وكل هذا، وأنا سأموت هكذا في المكان، ففرح فرحاً شديداً حتى قال: "اللهم أنت
عبدي وأنا ربك"، أخطأ من شدة الفرح. انظر إلى التصوير، أي أن الله يفرح بكتابتنا للدرجات، يفرح بنا كثيراً، ونحن نرجو الله سبحانه وتعالى ونسأله أن نكون أهلاً لذلك كبشر. نعم نعم طيب مولانا. الحقيقة أنا شاكر جداً لحضرتك على هذا الإيضاح الوافي والشامل لمسألة إدمان المعصية، والفرق ما بين التكرار والتعود على هذا الأمر والتوبة والرجوع، وما بين الإصرار. الحقيقة يعني شكراً لحضرتك، لكن عندي الحقيقة مجموعة من إجابات على سؤالنا على صفحة "والله أعلم" على الفيسبوك. السؤال كان يقول ما أسباب رأيك، ما أسباب تعود الإنسان على المعصية. بعض من هذه الآراء وسأضعها أمامي. الدكتور عبد الله بكير يقول: البعد عن الصحبة الصالحة. اللهم اجعلنا في محيط الصالحين ورضي الله عنكم يا إمام الأئمة. رحاب تقول: اليأس من
رحمة الله والاعتقاد أن الله لن يغفر له، ممكن. يكون سببًا للانخراط في المعصية والتمادي فيها. يقول عمرو ماجد: عدم محاسبة النفس والصحبة السيئة وعدم الخشية من الله ووهم النفس بأمان العذاب. تقول صفاء علي: لأنني أثق أن ربي غفور رحيم، ولو لم نخطئ لأتى الله بغيرنا يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم. هنا مولانا مسألة أمان العذاب، يمكن أناس... تقول هذا يعني أننا سنتعذب هكذا أو أن الله سيرجعني قبل فترة معينة وأتوب وبالتالي لن أتعذب. قال قبلنا وهم أصحاب خبرة في هذا، اليهود: "لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة". قل: "أتخذتم عند الله عهداً؟". يعني يا أخي الذي تقول هكذا، هل أخذت وعداً من الله؟ الله سيقبل توبتك. وهل ستلحق أن تتوب أساساً؟ وبعد ذلك قال لك أنني لن أعذبك على شيء بسيط هكذا، لا يوجد كلام
كهذا، فهذا كله عقلية الوهم. نعم، بارك الله فيكم. طيب، ننتقل إلى اتصالات حضراتكم. السيدة ميوسف الفاضلة، فما أسمعكِ. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام. لو سمحتِ، أنا كنت أعرف البشر ويمكن الامتحان. نشعره بموته قبل أن يموت بما بين خمسة وأربعين يوماً أو أربعين يوماً لضربة من الوحي تظهر في أنه لا يستطيع أن يمشي حياته ولا يستطيع أن يهتم بأولاده بسبب هذا الإحساس المتمكن فيه بشدة بأنه خلاص، مضى يوم أو يومان أو أسبوع وسأموت، رغم أنه لم يمرض وضحك الحمد لله وله. ما الإحساس هذا من ربنا، يعني هل هو تعب نفسي مثلاً أم أننا فعلاً نحس بأننا سنموت قبلها؟ حسناً يا مولانا، أشكرك. هناك فكرة أن الإنسان تسقط شجرته التي هي خاصة بالعمر قبلها بأربعين يوماً أو بخمس وأربعين يوماً، فيقول الإنسان: ما هذا؟ أنا أشعر أن هذا نهايتي. بقي لي أسبوعان أو ثلاثة أيام أو يومان وسأموت. واضح أن هذه الحالة تتكرر عندها، مسألة الإحساس بدنو الأجل. فماذا تفعل في هذه الحالة؟ لا، ليس هناك شيء محدد. النبي عليه
الصلاة والسلام تحدث حتى عن آخر الزمان وقال: "ويكثر موت الفجأة". فموت الفجأة هذا لا يعرف المرء عنه شيئاً، لكن الموت حقيقة. يجب على الإنسان أن يعتبر بالموت قبل الفوت، وكذلك أيُّ شخص، امرأة أو رجل، منَّ الله عليه بأن أشعره بدنو أجله، فعليه بكثرة الاستغفار. نعم، بارك الله فيكم. تفضل يا أخي، السلام عليكم وعليكم السلام. لا، فضيلتك، أنا كنت أريد أن أسأل الشيخ خالد جمعة، أنا يعني لا أريد. أسأل عن المعاصي التي نرتكبها بأرجلنا أو بأيدينا أو بأعيننا. أنا كنت أريد أن أسأل عن ما نفعله بقلوبنا، أي أمراض القلوب، كيف نتخلص منها لكي نصل إلى الراحة النفسية مع ربنا سبحانه وتعالى. حاضر، أشكرك يا سيدي. شكراً أستاذ علامة. أهلاً وسهلاً. وعليكم السلام. كنت أكلم الشيخ أنت على. الهاوي أفندي حضرتك، يا شيخ معاذ، وعدتني وحدثتني. حضرتك تقول لنا: إذا ذهبتِ إلى العمل
تصبحين طالقاً. هل إذا ذهبتْ إلى العمل تكون طالقاً أم ليست طالقاً؟ وأنت كنت تريد أن تطلقها عندما قلت لها هكذا. يعني فعلاً، هل إذا ذهبت إلى العمل تنفصم العقدة التي عقدتَها عند المأذون؟ العقد الذي أنت أجريته عند المأذون؟ أنا حابس هذه الإمكانية لأجل أن أوضحها فقط، هكذا فقط، أي أنك تستعمل كلمة الطلاق في غير موضعها، نعم، لأنك لا تعرف كيف تتعامل مع هذا الأمر. هل تريد أن تبتدع لغة جديدة؟ أي أنك تريد أن تبتكر لغة جديدة وشرعاً جديداً! يا رجل، لا تفعل هكذا مرة أخرى، لأن هذه الكلمة ليس معناها هكذا، فأنت... الآن تقول لها شيئاً في اللغة ليس كذلك لكنك تقصد به كذلك، حسناً يا علام، لا يقع الطلاق بهذا الشكل. بالنسبة للسؤال الغريب، مسألة ما هي الذنوب التي في القلب، التي في القلب لدينا برنامج طويل يكتبه أمثال الإمام القشيري والإمام ابن
عطاء الله السكندري. والإمام المرسي أبو العباس والإمام أبو الحسن الشاذلي والإمام الغزالي والإمام، وهكذا أئمة أهل الله هؤلاء كتبوا برامج كبيرة في التخلية والتحلية، كيف تخلي قلبك من القبيح وتحلي قلبك بالصحيح. فالإمام الغزالي في إحياء علوم الدين جعل الربع الثالث والربع الأول في العبادات، والثاني في المعاملات، والثالث في التخلية. في المهلكات والرابع في المنجيات، المهلكات كيف نتخلص منها والمنجيات كيف نتحلى بها. فسموها التخلي والتحلي. والتخلي والتحلي يأتي ببرنامج، يكون برنامجاً دائماً لكنه شديد قليلاً: قلة الكلام وقلة
المنام وقلة الأنام وقلة الطعام، وكلها واردة في الأحاديث. هل انتبهت؟ بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ومن الليل. فتهجد به نافلة لك في القرآن قم الليل إلا قليلاً، مثلاً يعني الاعتكاف ومفهوم الاعتكاف من قلة النوم والصمت. ألّف ابن أبي الدنيا كتاباً كبيراً هكذا في الصمت، فبالصمت وبالسهر في عبادة الله وقيام الليل وبقلة الطعام - بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه - وبقلة الكلام والنهي عن اللغو وكذا إلى... آخر هذه الاعتكافات والخلوة التي كان النبي يختلي بها في غار حراء، تتم التخلية ببرنامج واسع. ما هي الصفات القبيحة للقلب؟ كيف نتخلى منها؟ وكل هذا موجود والحمد لله في تجربة
المسلمين مع ربهم. بارك الله فيكم. طيب السيد إلهام، تفضلي يا سيدتي لو سمحتِ. السلام عليكم. وعليكم السلام يا سيدي، أريد أن أسأل في موضوع السهو عن إخراج زكاة الفطر. لقد قلت للبنت أن تخرجها في يومها وتضعها في البنك بالنسبة لزكاة البيت، فقالت لي إن هناك امرأة ستقوم بتوزيعها وهي تعرفها وستذهب إليها في اليوم الثاني. فقلت لها في يومها، فأخبرتني أن هذه المرأة تذهب قبل الإفطار، وقلت لها حسناً غداً. غداً كان آخر يوم في رمضان وأنا نسيت أن أسألها وضاع لنا. أريد أن أسأل ما هي الكفارة أو ما شابه. لا توجد كفارة ولكن تُخرج الآن يا سيدة إلهام ونتوب إلى الله. كفارتها الاستغفار والتوبة، لأننا بهذا التأخير ارتكبنا ذنباً. الذنب خلاص فعلناه، ماذا نفعل؟ نستغفر وفي نفس الوقت. نخرج القيمة الآن كي لا نستغفر وهي في ذمتنا،
الحق أن نؤديها ثم نستغفر. نعم، يمكنني أن أقدم رسالة نصية رقمها ينتهي باثنين وثلاثين يقول فيها: فضيلة الدكتور، هل يمكن أن توضح حقيقة قول الإمام الشافعي رحمه الله في قوله: "ما لازم أحد الصوفية أربعين يوماً إلا عاد عقله إليه أبداً" من كتاب تلبيس إبليس. صفحة ثلاثمائة سبعة وثلاثين، لم يثبت عن الشافعي أنه قال هكذا أصلاً، يعني هذا كلام باطل على الشافعي. الإمام الشافعي، يعني شيبان الراعي، كان يجلس معه وكان يأخذ منه الحكم. قال: "صاحبت الصوفية فاستفدت منهم الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك". كيف يكون هذا الكلام؟ هل انتبهت كيف؟ فقليلاً يعني. هذه كانت عدم تثبت في الرواية. نعم، بارك الله فيكم مولانا. شكراً جزيلاً لحضرتك. مرحباً، شكراً لحضرتك. الشكر موصول لحضراتكم. نراكم
غداً إن شاء الله، وحلقة الأسئلة حلقة يوم الاثنين. اطرحوا أسئلتكم إن شاء الله غداً على الهاتف والاسم اسم وصفحات والله أعلم على الفيسبوك. إلى اللقاء.