والله أعلم | فضيلة الدكتورعلي جمعة ‎ يوضح كيفية إكرام اليتيم وطرق تكريمه | الحلقة الكاملة

والله أعلم | فضيلة الدكتورعلي جمعة ‎ يوضح كيفية إكرام اليتيم وطرق تكريمه | الحلقة الكاملة - والله أعلم
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" وأشار إلى السبابة والوسطى، أو كما قال. صدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. كيف نصحنا وأوصانا رسولنا الكريم باليتيم؟ هذا ما سيدور عليه الحوار في هذه الحلقة مع... مولانا الإمام الرجل الدكتور علي جمعة وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أهلاً بكم وأهلاً بفضيلتك يا مولانا الإمام. أهلاً وسهلاً بكم. اليتيم الذي علّم الناس الخير وعلّمنا الجمال وعلّمنا النظافة وعلّمنا كل ما هو
جميل في هذه الحياة، ما معنى اليتيم إذا أردنا أن نستقي هذا المعنى من وحي حبنا؟ لسيدنا صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أما في لغة العرب فإنهم يطلقون اليتيم على من مات أبوه وإن بقيت أمه، فهو يتيم لأنه كان الرجل في سالف الأزمان هو المسؤول عن التربية وهو المسؤول عن الإنفاق وهو المسؤول عن السعي وأمثال هذا النشاط الذي في نهايته قوام الأسرة، وبالأساس لأن فكرة المرأة المعيلة كانت موجودة ولكن كانت موجودة على استحياء، أي لا تزيد إطلاقًا عن واحد في المائة من
الأسر نجد المرأة هي التي تولت الإنفاق وتولت العمل وتولت الخروج، ولم يمنع الإسلام من هذا. لكنه لم يكن ثقافة عامة ولم يكن أمراً منتشراً، بل كان الرجل يقوم بهذه المهمة، والمرأة إنما هي مسؤولة في بيت زوجها عن أبنائها رعايةً وعنايةً وأداءً. فكان العرب يسمون من مات أبوه وقد فقد السند الأساس بأنه يتيم، وكانوا يسمون من ماتت أمه من الحيوان، يعني لنفترض أنه حيوان. صغير مثل القط أو مثل البقرة أو مثل الماعز ماتت أمه فقد ماتت بقوام الحياة وهو الإرضاع، ولذلك
كان اليتيم في لغة العرب من الحيوان من ماتت أمه أو ما ماتت أمه، ومن الإنسان من مات أبوه. هذا في اللغة، ولكن لما فُتحت الفتوح ودخلنا البلدان وجدنا أصنافاً شتى من توزيع العمل بين الرجل والمرأة تارةً، أو من أيضاً قيام المرأة بدور قوي تارةً أخرى، أو بزيادة نسبة المرأة المعيلة في بعض العصور وفي بعض الأماكن في تارةٍ ثالثة، وهكذا. فأصبحنا نطلق اليتيم على من فقد أحد أبويه أو كليهما، يبقى إذاً من مات أبوه أو من ماتت أمه أو... من مات أبوه وأمه نسميه
يتيماً (كلاهما)، وهذا الحال يتعلق بالصغر، بمعنى أنه بعد البلوغ لا يسمى الإنسان، سواء كان ولداً أو فتاة، يتيماً عند فقد أحد أبويه. لدينا أيضاً تغيرات اجتماعية اقتضت أن نمد فترة الطفولة إلى سن الثامنة عشرة، فيكون إذاً في العرف أيضاً يُعد يتيماً. من مات أبوه أو أمه أو كلاهما قبل الثمانية عشر سنة فهذا هو اليتيم العرفي. الآن اليتيم العرفي هو الذي لا يُسمح لأحد بعد الثمانية عشر عاماً أن يقول وقد مات أبوه أو أمه: "أنا يتيم". أنا لست يتيماً هكذا الآن، هل تنتبه حضرتك؟ لست يتيماً، انتقل الوالد منذ قليل من الزمان. رحمه الله
تعالى رحمة الله وأنا كذلك لست يتيماً لأن أبي مات بعدما رأى أحفاده وأمي ماتت كذلك منذ خمسة عشر عاماً، رحم الله الجميع. فهذا لا يُعَدُّ يتيماً، أتفهم؟ يحلو لبعض الناس أن تمزح وهو كبير في السن عنده أربعون سنة ويقول أصبحت يتيماً عندما يكون هكذا لأنه... طبعاً حنان الأم وحنان الأب ورعاية الأم ورعاية الأب تجعل الإنسان يشعر بشيء من الفقد يشبه فقد اليتيم لأبويه، فيظل الإنسان مع كبر سنه وخروجه عن حد اليتم يشعر بهذا الفقد الذي يدفعه دفعاً إلى أن يسمي نفسه يتيماً بالرغم من أنه كبر في السن. على كل حال. اليتيم الذي تكلم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ذلك الذي احتاج
الحنان، احتاج الشعور بالأمان، احتاج الرعاية، احتاج الرعاية والعناية في الصغر. وهو يدعونا كواجب اجتماعي أن نتكاتف جميعاً حتى نُشعر هذا الذي فقد أحن الناس إليه من أب أو أم، أن نشعره بفيض الحنان، أن نشعره. بالإشباع في الأمان بهذا العوض لا بد أننا نحتضنه، ولذلك تكلم كلاماً غريباً لم يتكلم الأدباء بمثله قط ولا الحكماء صلى الله عليه وآله وسلم، فجعل أن من وضع يده على رأس يتيم فله بكل شعرة تحت يده - هل تنتبه - حسنة والحسنة بعشرة
أمثالها. فهل نستطيع أن نعد هذا الشعر أبداً؟ ها نحن لا نستطيع أن نَعُدَّه. حسناً، فقد ربط على شعره بالحنان، أي أنه قام بواجبه الاجتماعي أو التكافلي أو واجبه أيضاً الأخلاقي والديني تجاه هذه الطفولة البريئة التي لا نريد أن تشعر بالضياع أو الغربة أو الوحدة، وألا تشبع من الحنان، لأن عدم الشبع من الحنان يؤثر في... الكبر بقسوة القلب يؤثر نفسياً يا مولانا، فيصبح قلبه قاسياً وتجد أنه حتى هو نفسه يتعجب من نفسه في قسوة قلبه وفي عدم اهتمامه بالآخرين وفي عدم مراعاته للشعور وفي تبنيه للعنف في بعض المواقف التي لا تحتاج إلى هذا التبني، وهكذا لأنه لم يحصل على إشباع وهو صغير، نعم. في السن المناسب له، نعم. يعني
لم يذق الحنان بصورة مشبعة مستقرة حتى كان كذلك. طبعاً الاحتفال بمثل هذه الأيام كيوم اليتيم وما شابه ذلك إلى آخره، كانت أفكاراً لها جوانب متعددة. الجانب الأول هو أن يُذكَّر الناس بهذه القيم التي قد تخبو ولا يلتفت إليها أحد في ضجيج الحياة وفي البرنامج. اليوميّ السائر فلا يلتفت أحد إلى أن يحنّ على اليتيم، بل إنه لا يبحث عنه أصلاً. يعني هو لا يعرف من هو هذا اليتيم ولا غير ذلك إلى آخره. فكانت دعوة صالحة، أي أن هذا اليوم ليس فقط لإدخال السرور على اليتيم، هذا جانب من الجوانب، لكنه أيضاً إيقاظ للشعور الجمعي وللشعور. المجتمع والناس لأنه يتوجه لهذه الخدمة
التي ينال منها ثواباً وينال منها أيضاً مديحاً في الدنيا والآخرة، ثم إنه ينال مرة أخرى ولهُ أماني المجتمع، يعني وهو يحنو على اليتيم، هذا الحنان يرجع إليه هو في صورة البقاء في مجتمع آمن ساكن خالٍ من المنغصات، خالٍ من المشكلات، خالٍ من الصدام والعنف الخالي من الدماء التي تُراق وما إلى ذلك، هذا المفروض عليَّ أنا الذي - يعني نحن - على اليتيم من أجل أن يعود هذا عليَّ أنا إليك. آه، هذا مثل، يعني، الصدقة تدفع البلاء. فشخص يقول: كيف يعني تدفع البلاء؟ فكان بعض مشايخنا يقول:
والشحاذ من البلاء، فضلنا، ليس... نفهم جيداً أن المتسولين نصدهم بطريقة صارمة حتى يسكتوا، أو لأي سبب آخر. حتى جاءت أدبيات السنوات الماضية وعرفنا ما يُسمى "بثورة الجياع". نعم، تخيل أن الجائع عندما لا يجد ما يأكله فإنه يثور على المجتمع، ويقوم بتقويض دعائم هذا المجتمع بدءاً من الصدقة البسيطة. التي هي خفيفة هكذا التي تخرج لتصد عنك شر هذا الخراب عليك أنت وفي مالك أنت. بعض الناس يريد أن يحسبها بالورقة والقلم، حتى لو حسبتها بالورقة والقلم ستجد أنك أنت الرابح. إذاً ربنا سبحانه وتعالى يرشدنا لعمارة الدنيا ولتزكية النفس بما يرضيه عنا،
ولذلك يأمرنا وينهانا في هذا المجال كذلك. اليتيم، اليتيم، هذا إذا ما أشعرته بالحنان والأمان وإشباع هذا النوع من أنواع الشعور، سيعود عليك أيها الفاعل بالأمن والأمان عليك وعلى أهلك وكذلك إلى آخره، لأن اليتيم إذا خرج مخرجاً حسناً كان حسناً لأمته ومجتمعه، ولو خرج مخرجاً سيئاً كان سيئاً على من حوله. مولانا الإمام، دائماً رؤيتك متجددة. وتعطي أبعاداً إصلاحية للمجتمع من خلال الوقوف عند هذه القضايا والعناوين الرئيسة. من إطار فضيلتك، منذ قليل كنت تقول حضرتك أن في الماضي كانت المرأة التي تعول الأسرة بنسبة واحد في المائة وليست ثقافة عامة، أما الآن فنسبة المرأة التي تعول كثيرة، وإذا أصبحت مسؤولة عن أيتام كثيرين في هذه الحالة، هل لا... لا
بد أن يكون هناك إصلاح ما، ومشاركة مجتمعية، ومشاركة جماعية لضبط هذه الأمور في حياتنا، ليس من خلال يوم اليتيم فقط، بل من خلال المسؤولية المجتمعية الكبرى التي من ضمنها يوم اليتيم ويوم المعاقين ويوم المرأة المعيلة نفسها، فهذه لها يوم ولها دعم لأن... الحقيقة أن ظاهرة المرأة المعيلة إنما ظهرت من أمور مثل هذه الأمور، منها الثقافة السائدة في وسط طائفة من الرجال بعدم تحمل المسؤولية، ومنها هذه الظاهرة الخبيثة التي يتزوج فيها الرجال الكثير من النساء ويترك المرأة هي وأولادها ويهرب وينتقل
من بلد إلى بلد وما إلى ذلك. صحيح أن هذا... الحال موجود في طبقة منحطة أو طبقة ضعيفة أو نقول الطبقة الدنيا، ولكن هذه الطبقة الدنيا أيضاً من الناحية الاقتصادية في عصرنا الحاضر تتسع. هناك كانت إحصاءات للأمم المتحدة، إحصاءات كأنها تقول للناس ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾، كأنها تقول للناس هكذا. يعني شيء غريب، يعني شيء غريب جداً، يعني آه. كأنها تقول هكذا: "لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي". يعني نحن الآن أصبحنا في التعداد سبعة مليار تقريباً على وجه الأرض، فيقول لك: يا أخي، أنت إذا كنت تصلي وتصوم وتذكر الله سبحانه وتعالى بلا أي عائق، فاعلم أنك
أفضل من خمسمائة مليون إنسان لا يستطيعون هذا. في خمسمائة مليون إنسان من السبعة مليارات يُعذَّبون ويُسخَّرون السخرة الخاصة بهذا الزمان ويُستعبدون ويُمنعون من العبادة ومن أشياء أخرى. حسناً، أنا لست كذلك، نحن نصيبنا هذا في خمسمائة مليون، ليس واحداً ولا اثنين ولا عشرة. إذا كان عندك مسكن فاعلم أنك على رأس ثلاثة. مليار شخص ليس لديهم مسكن من السبعة مليارات، فإذا كان لديك مسكن فاحمد ربنا. وبعد ذلك يستمر معك في هذا الأمر ويقول
لك: أنت تأكل كل يوم، وليست عليك ديون، ولديك صحة تذهب بها إلى العمل وما إلى ذلك. ما رأيك أنك بهذا الوضع تكون أفضل من مليون شخص فقط؟ حسنًا، هل محفظتك تحتوي على مبلغ صغير حتى تستطيع أن تذهب وتملأ وقودًا في السيارة أو تفعل أي شيء؟ قلت له: نعم، يوجد في جيبي مبلغ صغير نتدبر به أمورنا. قال لي: حسنًا، أنت الآن أصبحت ضمن مليون شخص فقط في العالم الذين هم هكذا، يعني سبعة مليارات لا يملكون محفظة. قال لي: "إن سبعة مليارات إلا مليون هم الذين معهم محفظة". فأنا أريد أن يُترجم هذا الكلام. إن جمال سيدنا النبي أنه كان بسهولة تامة يحوّل هذه المعاني
والحقائق المشاهدة والمحسوبة والإحصائية إلى برنامج عمل يومي، فيأمرنا بالوضوء قبل الصلاة، ويأمرنا بأن نضع أيدينا على رأس اليتيم، ويأمرنا بأن... نحن نحسن علاقتنا مع جيراننا، ويأمرنا أن نكرم ضيفنا، ويأمرنا أن نعبد ربنا، ويأمرنا بسهولة هكذا، أي الأشياء التي نفعلها هكذا. فإذا بك تكون عبداً صالحاً معمراً للأرض، عابداً لله، مزكياً للنفس، حيزت لك الدنيا وما فيها، وحيزت لك الدنيا وهذا هو. نص الحديث، نعم، نص الحديث الذي يقول: "من بات عنده قوت يومه آمناً في سربه معافى في بدنه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها". هذه هي دلالة الإحصاء، هل
انتبهت؟ لقد أضافوا جزءاً بسيطاً وهو أن يكون معك محفظة تحتوي على مبلغ صغير أو شيء من هذا القبيل لأي طوارئ، وبذلك يكون معك. محفظة! والله، إذاً أنت على رأس مليون إنسان. هذه هي التي تثور وتجور وتتبرم ولا توجد شيء يكفيها، ودائماً كما كان اسم السماوي عند مصطفى حسين رحمه الله، أحمد رجب يقول لك: اسم السماوي كانت نائلة، كانت نائلة في حظنا السيئ. من الذي قال لك إن حظك سيئ؟ أنت بهذا الشكل، فأنا أريد التفاتاً إلى اليتيم يكون من هذا الجانب، جانب النعمة، جانب الشكر، جانب أداء الواجب، جانب نبهنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن اليتيم طريق الجنة:
"أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة". اليتيم عندما ننظر قليلاً هكذا، سنجد الذي يعوله فيقول أنا. في إعالة المرأة الأرملة، نعم، إنه أيضاً كهاتين في الجنة. وهكذا، فإذا، حسناً، ولماذا الأرملة؟ لأنها أيضاً هي الدائرة التي بعد اليتيم، هي التي تُنفق على اليتيم وهكذا. طبعاً، لدينا أيضاً هنا قضيتين: القضية الأولى إنشاء دور لإيواء اليتامى، وهذه قضية عفا عليها الزمان، يجب أن نحن. نفكر في ترتيب الأسرة البديلة، نعم، لكي يكون الموضوع أوسع وأشمل. يا مولانا، اسمح لي، سنتوقف عنده للحظات، سنخرج إلى فاصل ثم نعود لنعرف كيف تحل الأسرة البديلة محل مفاهيم أصبحت قديمة إلى حد كبير. وفي هذه العناوين
الجديدة حل ناجع لكل مشكلات اليتيم أو مشكلات المجتمع. فاصل ونعود إليكم. ابقوا معنا، ما هو أفضل تكريم لليتيم من وجهة نظر حضرته؟ أفضل تكريم لليتيم أن نذهب ونجلس معهم ونصطحبهم في نزهة ونرى ما هي طلباتهم. وأنا أعتقد أن أفضل تكريم لليتيم هو أن نُشعره بأنه ليس يتيماً طوال العام، وليس يوماً واحداً في السنة، بل طوال العام نتفقد طلباته ونرى... احتياجاته التعليمية نرى ما يريده، ولا نُشعره أنه ينقصه شيء، ونعامله مثل أولادنا. يعني أنا مثلاً عندي ولد وبنت، فعندما أرى يتيمة مثل أولادي أو مثل ابنتي، فآخذ الذي نساعده بالمال أو بالملابس. جيد أن نوفر له معيشة جيدة. عندما يكبر وتكفله، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول... أنا وكافل
اليتيم كهاتين في الجنة وأشار إلى إصبعيه. هل تعتقد أن هناك أناساً يمكن أن يستغلوا الأيتام لتحقيق مصالح خاصة؟ طبعاً أنا لا أريد أن أقول ذلك، لكنه بالتأكيد يكون وارداً. لكنني أتمنى إذا كان هذا يمثل واحداً في المائة، فعندنا تسعة وتسعون بالمائة لا يستغلون. هذه النقطة، وهم يعملون على رعاية الطفل اليتيم. هناك أشخاص مثلاً يقولون لك "أنا تبنيت طفلاً"، وتجده لا يعامله معاملة جيدة ولا أي شيء، وربما أيضاً يُشغِّله في الشوارع. ونرى أنها ظاهرة منتشرة بكثرة. هناك أشخاص يمكن أن يستغلوهم للاستفادة منهم، وهناك أشخاص يستغلونهم لأجل أن يهبهم الله ذرية. نعم بالطبع. جمعوا أموالاً واستغلوها سياسياً حيث تاجروا بها وفعلوا بها كل شيء، وهناك أناس عاديون مثل الذين يبنون الجامعة لمجرد الحصول على المياه والكهرباء. كيف نستطيع حماية الأيتام في المجتمع من وجهة نظره ومن وجهة نظرهم؟ كان يتمنى أن يكون هذا المكان جيداً، ويجب أن يكون الأشخاص الموجودون بداخله جيدين أيضاً. ومحترمين لكي نرى كيف يتعاملون معهم، ولكن في دور الأيتام يفعلون ذلك بكثرة، ويتم توجيههم بالأمر وليس بالحب. إذا كانوا يتعاملون معهم بالحب فسيخرجون ليحبوا
هذا المجتمع. هذا هو دور الدولة الحقيقي، وكذلك دور الأفراد القادرين الذين قدّر الله لهم أن يكفلوا طفلاً يتيماً أو يكفلوا أسرة. فقدت عائلها الذي هو الوالد أو نحو ذلك، أشعر أنه ينبغي أن يساهم مساهمة مع الدولة. أعتقد أنه لو تم تشريع في مجلس النواب في الفترة الحالية بأن كل من يؤذي أي طفل يتيم سواء عن طريق استغلال وظيفته في جمعية أهلية أو جمعية خيرية أو ما إلى ذلك. ذلك يتم عقابه بحكم إنهائي أو محاكمة عسكرية. قالها حسان سي بي سي: أهلاً بحضراتكم. المجتمع يعي ماذا يجب أن يكون من اهتمام ورعاية. أوجه هذا الاهتمام باليتيم لكي لا يكون هناك مصدر لاستغلال وتوظيف هذا اليتيم في أمور غير صحيحة وغير حقيقية. سبقتنا مجتمعات كثيرة لتطبيق هذا.
المراد وهو رعاية اليتيم، تعليم اليتيم، الاهتمام بصحة اليتيم بما يُسمى بالأسرة البديلة. هذه الأسرة البديلة أخذت درجات؛ أول درجة هي قضية كفالة اليتيم وهو يكون في دور الرعاية. هذه الدور لها قواعدها، ولابد فيها من الضبط والربط والنظافة والصحة وقواعد كثيرة جداً تصبح نوعاً من أنواع القيود على الطفل إنشاءً. دور إيواء الأيتام هذه كانت: النقطة الأولى، والنقطة الثانية هي الكفالة، حيث أدفع أموالاً لتصل إلى يتيم. النقطة الثالثة هي الأم البديلة، حيث أحضر إلى دور
الإيواء هذه نساء، كل امرأة يكون معها ستة أو سبعة من الأطفال، فتكون هي الأم البديلة لهم. النقطة التي تليها هي الأسرة البديلة، حيث يؤخذ الطفل ويذهب ليلتحق بها. بأسره طبعًا التاريخ الإسلامي يقول إننا دائمًا كنا نفعل هكذا، وفي طبقات العلماء المفسرين والفقهاء وغيرهم، تجد "فلما مات أبوه تربى عند خاله، فلما مات أبوه تربى عند جاره، فلما مات أبوه تربى عند عمه، فلما رباه جده"، دائمًا كان المعروف والفضل هو أنه ليس هناك دار. لا يوجد دار ولا يوجد أطفال شوارع، أطفال الشوارع لا، لا يوجد أطفال شوارع ولا توجد دور إيواء، وإنما الموجود أسر بديلة. فالأسرة البديلة التي وصلت إليها أستراليا
والتي وصلت إليها أمريكا والتي وصلت إليها أوروبا كلها خاصتنا، خاصتنا، وخاصتنا. حتى وقت قريب كانت هناك ظاهرة أطفال الشوارع هذه في... القرن التاسع عشر أبداً، بل حتى القرن التاسع عشر لم يكن هناك دور للرعاية ولا أطفال شوارع. ظهر أطفال الشوارع بعد الحروب التي كانت في أوروبا بين أطرافها، حرب المائة عام وحرب كذا، ثم دخلنا في الحربين العالميتين الأولى والثانية. بدأت تظهر هذه الدور كحل مؤقت لذلك، ثم عادوا سريعاً إلى... مفهوم الأسرة البديلة، كان أولاً أننا بوعي وبمرونة وبعمق نُفَعِّل هذا. الذي أخّرنا هو عدم فهم الناس لقضية تحريم التبني، لأن بعض الناس يظن أن تحريم التبني يحرم الأسرة البديلة. يظن هذا
وهذا خطأ. تحريم التبني لا علاقة له بالأسرة البديلة، أي لا خلط بين هذا وذاك. المعنى وذاك المفهوم وكل هذا مُفصَّل وله إجراءات، وهذه الإجراءات يجهلها الجاهلون ويعلمها العالمون. ما زلنا نريد أن تتحول إلى ثقافة سائدة بحيث إذا سمع الإنسان، وخاصةً الموظف في الأماكن المختصة بالرقابة على هذه الدور، بالرقابة على هذه الحالة، بالرقابة على التسجيلات وما إلى ذلك، يجب أن يفهم أن هناك فارقاً. بين التبني المحرم شرعًا وبين الأسرة البديلة المرغوب فيها
شرعًا وطبعًا هناك فرق كبير. طبعًا برنامج مثل برنامجنا هذا لا يتسع لأن نتحدث في تفاصيل التفاصيل والحالات المختلفة وكيفية حلها والقواعد الضابطة والمفاتيح التي ينبغي أن يعلمها المسؤولون في هذه الأماكن. أنا أتحدث لك عن تجربة. واسعة لمدة طويلة في هذا المجال في كيفية خدمة الطفل اليتيم. الطفل اليتيم يحتاج إلى - هنا سمعنا بأنه يحتاج إلى تشريع القضية، ليس تشريع القضية فحسب، بل الثقافة السائدة، كيف تتفق مناهج التعليم مع الإعلام مع الاتصال الجماهيري مع الخطاب الديني. إذا فعلنا هذا واكتفينا
به مثلما حدث في الثلاثة. عشرة قرون من تطبيق الإسلام في حالة الأسرة البديلة كما حدث في أستراليا وأمريكا وغرب أوروبا، واستطاعوا أن يحلوا هذه المشكلة. وعلى فكرة، هم هناك يسمونه تبنياً وهو ليس تبنياً بل أسرة بديلة، هذه هي الأسرة البديلة لأن الولد يعرف أن هذا ليس... أبوه أو أمه، حسناً، فكيف يكون متبنى إذاً؟ الولد يعرف ذلك، وأيضاً الآخرون يعرفون أين هو، وهكذا. إنه مثل سيدنا زيد بن حارثة عندما ألحقه النبي بنفسه الشريفة، فجاء أبوه وعمه وآخرون يطلبون الولد زيد رضي الله تعالى عنه، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال له: "أطع أباك واذهب معه"، فقال: "لا". هذا زيد الذي قال هكذا، زيد زيد
هو الذي رفض، وزيد هو الوحيد الذي ذُكر اسمه في القرآن، لا أبو أسامة ولا عمر ولا علي ولا الأكابر العظام، فزيد هو الذي كان هكذا. فأنا أريد أن أرى كيف أن سيدنا زيد رضي الله تعالى عنه، وقد مات في حياة النبي، فمات والنبي راضٍ عنه. عنه يعني هو من أهل الجنة، عندما نأتي لنحسب من هم أهل الجنة أو المبشرون بالجنة، أُعطي بنص صريح، بنص صريح بالوحي، بنص صريح، أتفهم؟ وأيضاً أنه استشهد في حياة النبي، أي أنه شهيد ومشهود له وكل شيء. فسيدنا زيد رفض، قالوا: لا، دعه، اترك هذه الأنوار وتعال. معك أنت إذا زيد يعرف أم لا، هذا النبي سأله من هؤلاء؟ قال له: هذا أبي وهذا عمي. فإذاً التبني المحرم هو التبني الذي يخلط الأنساب والذي
يدخل ويغير منظومة الميراث والذي يغير منظومة الحل والحرمة في عمود النسب في الزواج والطلاق. هذا هو التبني المحرم، ولكن كون أن إنسان... يعلم أنه منتمٍ وأنه يعيش في وسط أسرة بديلة، ولا يضيره شيء. لو كان في أمريكا، لم يكن الولد يعلم أن هذا أبوه وتلك أمه، هكذا هو يقول له: يا بابا، يا ماما. وبعد ذلك، وبعد ذلك، إذا علم وأراد أن يعرف أباه، يتم إخباره فورًا، ويُقال له: لا مانع. هل دار مرة أو مرتين هل أبوك الطبيعي الذي خُلقت منه أو أمك التي حملتك في بطنها فلان وفلانة وكفى؟ من أين أتت هذه الثقافة؟ ما معنى أن يكون لدينا أطفال سينهارون عندما يعرفون الحقيقة؟ لأنك أنشأت له ثقافة هكذا، وصنعت له ثقافة ضد اليتم، وصنعت له ثقافة
ضد الواقع. وعمله ثقافة تعني أنها مطلية بالطين، لكن أنت يا سيدي افهم أن الحل في يدك. نعم، افعل هكذا - ثقافة عامة - ستجدها موافقة لما أمر به الشرع. وعلى فكرة، ما أمر به الشرع، وللأسف الشديد طبقه غيرنا، فأصبحت الثقافة هكذا سائدة. هل الولد يدرس في المدرسة هكذا؟ هل الولد يعرف هذا وما... هو محتاج لمعرفة كهذه، ولكن هذا أبي الذي هو مسؤول عني، الذي سيحضر لي الحذاء الرياضي، الذي سيأخذني إلى التمرين، وهذه أم مسؤولة عنك أنت، تطعمني وتسقيني، وهو يفهم ذلك هكذا لأنها أسرة بديلة عليها مسؤوليات، وبعد مرور الوقت تجد الأمة أحبته كحبها لطفلها، وتجد الولد قد تعلق بها كتعلقه بأمه. وهكذا نعم مولانا الإمام، الإسلام دائماً،
وسنناقش بعد هذا الفاصل كيف يعطي البدائل التي دائماً ترسخ لمفهوم الوقاية خير من العلاج. سيدنا صلى الله عليه وسلم علمنا التراحم، فإذا رحمت فأنت أم أو أب، هذان في الدنيا هم الرحماء. صلوا عليه وسلموا تسليماً. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام، إذاً الإسلام يعطينا. هذا يرسخ لهذا المفهوم أن الوقاية خير من العلاج، وهي بضاعتنا لا بد وأن ترد إلينا. ما النتائج التي ترتبت على هذا الاهتمام بهذا الشكل؟ الأسرة البديلة ليست ما أراده الشرع ولا ما أراده سيدنا ولا ما أراده ربنا سبحانه وتعالى. الأسرة هي وحدة المجتمع الأولى، ولذلك لما أراد الفوضويون أن يغيروا، لأنهم... يرون أن كل سلطة
يجب أن تزول: سلطة الأسرة وسلطة الدولة وسلطة اللغة وسلطة الدين وسلطة الثقافة العامة. أرادوا أن يقولوا دعونا ننطلق لأن الإبداع أو الابتداع هو الذي سيولد الأفكار الجديدة ويجعل ذهن الإنسان يعمل. نقول لهم: لا، الفوضى لم تأتِ إلا بفوضى ودمار وتشتت للمجتمع الشريف، فاشتغلوا على الأسرة. ومن هنا أجازوا الشذوذ الجنسي وأجازوا أن يتزوج رجل رجلاً وامرأة تتزوج امرأة، لأنهم يعتبرون الأسرة عائقاً كبيراً جداً في الوصول إلى ما أسموه ظلماً بالنهضة الثانية. الأسرة عقبة في ظل هذا، وعندما تأتي قضية الأسرة البديلة فإنها
تحل مشكلات البيوت حلاً جذرياً ولا يبقى هناك دور للإيواء. لا يوجد شيء اسمه دور إيواء. دور الإيواء هذا ينتقل إليه الطفل تهيئةً للإلحاق، نعم مرحلة مرحلة، أسبوع، شهر، وهكذا حتى يلحق الطفل بالأسر البديلة كائناً ما كان في سنه، سواء كان عمره يوماً أو شهراً أو عشر سنوات، كما هو ويلحق بالأسرة المناسبة له في كل شيء، وهذا لا علاقة له. له بالتبني المحرم شرعاً والذي سيظل محرماً شرعاً، والذي سنبين كيف مع تحريمه تسير في تفاصيل التفاصيل في الأسرة البديلة. كل من جرّب دور الإيواء أو دور
كذا اشتكى منها. اشتكى منها، بعض الناس يقول لأن هذا تقصير، أو بعض الناس يقول لأننا نريد تشريعاً. الحقيقة غير ذلك تماماً. الحقيقة تكمن في ماذا يا مولانا؟ دور الإيواء تحتاج إلى قواعد حازمة وجادة حتى يتم الضبط والربط، وحتى يتم الحفاظ على حياة الأولاد وصحتهم، وحتى تتم العملية التعليمية بصورة جادة. ومن أجل هذه الضوابط يعيش الطفل في غياب الحنان والأمان، وتحدث تجاوزات فوق هذا أيضاً. لا، أنا أقول لماذا... تحدث تجاوزات، سنفترض عدم حدوث تجاوزات غير صالحة حتى لا - مع عدم حدوث التجاوزات - وجود التجاوزات، وهذه فرضية مولانا يفترضها لكي يصل إلى
نفض الدار. أخذت مائة في المائة درجات، درجة مائة في المائة هي أسوأ بكثير جداً من الأسرة البديلة. نحن هكذا نحبس الأطفال في معسكر، والمعسكر له قوانينه. الذي لم أستطع قوله هيا بنا نجعلها معسكراً، هيا بنا نجعلها غير معسكر في نفس الوقت. كيف يكون المعسكر ليس معسكراً؟ فهم في معسكر. هذا المعسكر في هذا السن لا يناسب ولا يصلح مع أنه ليست هناك تجاوزات. فإن أضيف إلى هذا بعض التجاوزات ولو كانت قليلة لأصبحت كارثة. فإن أضيف... لهذه التجاوزات الكثيرة لأصبحت مصيبة. حسناً، كيف يكون الخروج من هذا كله؟ بالأسرة البديلة، ليس بالإنفاق ولا بالأم البديلة، ولكن بالأسرة البديلة. حسناً،
أيبقى الشيخ بذلك يدعو إلى أن الناس لا تكفل اليتيم؟ إياك أن تفعل ذلك، إننا نتحدث عن الأمل، لكن من هنا إلى الأمل. احذر أن تفسدها، عليك المضي في هذه الخطوات. يجب أن تستمر في دفع كفالة اليتيم والدعاء: "يا رب انقله نقلةً أخرى". واصل إجراء التدريب والتعيين للأم البديلة حتى يأذن الله بالأسرة البديلة. فكثيرٌ جداً الآن يقول لك: "الله! يعني أمواله هذه ضاعت هدراً وليس هناك فائدة". لا، هكذا ادفع بالتي هي أحسن. ادفع لتدخل الجنة. أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة. احذر إياك أن تمتنع عن فعل الخير، لكننا نريد الأخيار. احذر أن
تتوهم أن الواقع كامل، ولكننا نريد الكمال. نعم، هل تنتبه لما أقول؟ يعني الذي يصلي نقول له صلِّ السنة، لا يتوقف عن الصلاة حتى يؤدي ذلك، فهذا لا يصح. هذا الكلام دائماً، ما من كمال إلا وهناك ما هو أكمل منه، فأخونا الذي يدفع الآن لكفالة اليتيم يستمر، لا يقول: "لقد قال الشيخ هذا هنا، يعني ليست خدمة جيدة للأيتام، هيا نترك اليتيم". لا، نحن إلى أن نصل، سنظل نرعى اليتيم، ونُطعم اليتيم، ونُفرح اليتيم، ونقيم يوماً له. اليتيم ليس من أجل ذلك، وإنما هناك فرق كبير بين رؤيتنا للكمال وبين أن
نخرب البيت ونسكب الزيت. الذي سيمنع ذلك يخرب البيت ويسكب الزيت. استمر وقل يا رب وفق. إنها جمل مفيدة لا بد أن نعيها بكاملها وبكامل معناها مولانا الإمام، بعد هذا الحديث المضيء جداً. المُشير إلى مستقبل واضح وزاهٍ بالنسبة للمجتمع، هل اليُتم أو اليتيم أو يعني حالة اليُتم هذه بلاء لهذا الطفل أم اختبار لنا؟ هذا تشريف، هذا ليس بلاءً ولا اختباراً، هذا تشريف له أن جعله كسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام صلى الله عليه وسلم، نعم فهو هذا. يجب علينا ونحن نتحدث إلى الأيتام هكذا نقول له: تعالَ يا ولد يا نبوي. فيسألني: ماذا يعني نبوي؟ أتدرك، كان لدينا وزير صحة قديماً -رحمه الله- اسمه النبوي إسماعيل، لذلك يوجد هذا الاسم نبوي. نبوي يعني منسوب
إلى النبي، فنقول له: لأنك أنت منسوب إلى النبي بالمحنة التي وضعك الله فيها تشريفاً. وأخذت بالاً للولد ليفرح الذي هو الآن مثل سيدنا النبي، آه اسمح لي مولانا، استعارة بعض مداخلات السادة المشاهدين حول سؤالنا: برأيك هل هو أفضل تكريم لليتيم؟ الأستاذة إيناس أحمد تقول: المعاملة الحسنة والرعاية الاجتماعية والإنفاق عليهم وتعليمهم وتربيتهم تربية كريمة لأن الإنسان قبل البنيان، ويجب أن نتذكرهم يوماً واحداً. كل عام ونهملهم طوال العام بل يجب أن نرعاهم رعاية كاملة تمنع انحرافهم وتعليمهم تعليماً واعياً وتربيتهم على حب الوطن، حب الله والوطن. وكل هذا لازم أن نستمر فيه وعلينا أن نعمل على تطويره. نعم، ولكن أفضل تكريم صادفته في بيت الكافر والتعرف على أسرة الكافر وإحساس الأخوة والأم والأب ليس له مثيل. يعني أيضاً أسرة بديلة، أي أنه يزورهم ويذهبون ويأتي ويعيش معهم يوماً أو أكثر. إلا
أن الدين يقول بعدم قهرهم والإحسان إليهم، وإن كانوا فقراء فيجب التكفل بهم. الأستاذة نادرة تقول بالحب والاحتواء، والأستاذة هناء سعد تقول بالعطف والرحمة. مولوين الإمام شكر الله لكم ورضي الله عنكم دائماً، شكراً لكم، دمتم بخير. في رعاية الله وأمنه إلى اللقاء. رسول
الله، يا رسول الله" موسيقية