والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن أحكام الحج عن الغير.. ومتى يصح ؟ | الحلقة الكاملة

أهلاً بحضراتكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج والله أعلم. نسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة وضيوفه الكبار من علماء الأزهر الشريف، لنتأمل معه هذا المشهد الرائع. اللغة في هذا المشهد واحدة، اللباس واحد، الصوت واحد، مشهد يدل دائماً على الوحدة، وفيه وعنه أسئلة كثيرة نطرحها صاحب الفضيلة وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر صدق الله العظيم. من هذا المنطلق أطرح تساؤلات حول أحكام الحج عن الغير.
مولانا، أهلا بفضيلتكم أهلا وسهلا بكم مولانا، ونحن نتساءل كثيراً حول أحكام الحج عن الغير لأن لدينا أناس رحلوا ولم يحجوا من أحبابنا ومن معارفنا. ونريد أن نحج عنهم، ما حكم الحج عن الغير؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه صلى الله عليه وسلم. الحج جعله الله ركناً من أركان الإسلام وسماه بالحج الأكبر لأنه كما ذكرنا مراراً جمع بين كل العبادات وهو مرة واحدة العمر واسمها حج الفريضة والصحابة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تكرار الحج هل علينا مرة واحدة أو أنه يتكرر فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لو قلت حجوا لفرض عليكم كل عام الحج
مرة واحدة يعني من حج فريضته فقد لزم أرضه وذلك لما في من المشقة وبعد المسافات وما يتكلفه الإنسان من مال وما يتكلفه من مجهود بدني شديد، الميراث حتى إلى يومنا هذا، مع قرب وسهولة الحج وتقارب الزمان بالمواصلات والاتصالات والتقنيات الحديثة، إلا أنه ما زال فيه مشقة، والسفر قطعة من العذاب. وكانت السيدة عائشة وهي تروي عن سيدنا هذا الكلام تقول... ولو شئت لقلت العذاب قطعة من السفر من شدة ذلك طبعاً لأنها امرأة والسيدة تتألم أكثر من تعب ومشقة الرحلة عن الرجل الذي ربما جسمه يساعد قليلاً، لكن إذا كان الرجل يقول السفر قطعة من العذاب فالمرأة تقول العذاب قطعة من
السفر، فإذاً الحج صعب وليس سهلاً، وربنا وصف الصلاة. فقط وأنها ليست كبيرة إلا على الخاشعين، فيوم الحج الأكبر كما سماه ربنا سبحانه وتعالى جمع بين كل العبادات، ففرض مرة واحدة في العمر. إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً. ولله الشاهد، ولله على الناس. حج البيت من استطاع إليه سبيلاً، ومن كفر - انظر إلى هذا الكلام - ومن كفر، يعني الذي سيرفض هذا الركن فسيكون فيه كفر مباشرةً. ومن كفر، ماذا يعني كفر؟ يعني كفر بنعمة الله عليه. بدلاً من أن يحمد ويشكر، كفر. بدلاً من
الشكر، الكفر، وهما متضادان، ومن. كفر فإن الله غني عن العالمين، فإذا الحج هذا أساس أن يكون في ذمة الإنسان لمن استطاع إليه سبيلا. يأتي العلماء وهم يفصلون كلام الله ويقفون عنده حتى يحولونه إلى برنامج عمل، فقالوا: حسناً، كيف يكون ذلك؟ قالوا: الاستطاعة المالية أن يكون معنا فقط الانتقال، والاستطاعة البدنية، وهذه الاستطاعة البدنية... لها بداية ولها نهاية، قالوا ما نهايتها؟ إنها غير موجودة. استطاع بدني قال: لا يستقر على الراحلة. تخيل هكذا أنك جالس على الراحلة. دعنا نترك موضوع الراحلة التي هي الإبل، ولنتحدث
عن الراحلة التي تعني الطائرة. لست قادراً على الجلوس هكذا، ستسقط، غير قادر على الجلوس، ولذلك في بعض أنواع اسمها الطائرات الطبية، لا أستطيع أن أجلس فيحملونني وأنا نائم، وينقلونني من هنا إلى بلد أخرى للعلاج وأنا نائم ومعلق في يدي دم أو جلوكوز أو غير ذلك إلى آخره. الحالة التي مثل هذه تكون غير مستقرة على الراحلة، فلا يصح له الحج بمعنى لا يُفرض عليه الحج، فإذا كان... لا توجد قدرة مالية أو لا توجد قدرة بدنية، قالوا: حسناً، لنفترض أنه قطع الطريق، لو ذهبنا ستحدث مشكلات في الطريق، ستهجم علينا عصابات اللصوص ويقتلوننا أو يمنعوننا أو ما شابه ذلك. فقالوا:
إذن يُشترط أمن الطريق، أمن الطريق. فإذا كان هناك استطاعة مالية وبدنية وأمن الطريق، يجب أن يتوفر أشهر الحج التي تبدأ من شوال وتنتهي بذي الحجة بشكل عام، أي أشهر الحج المعلومات، وآخرها التاسع من ذي الحجة الذي هو يوم عرفة، والذي إذا لم تدركه فلا يصح لي الحج. أنا فقدت شيئاً من هذا كله وأنا حي، انظر كيف وأنا حي. يسمون ذلك... الفقهاء المعضوب المعضود المعضوب بالباء نعم مثل المغضوب هكذا لكن بالعين غير المغضوب عليهم مثل المغضوب لكن أزل النقاط المعضوب
هذا ماذا يعني؟ يعني الذي هو ملازم الفراش الذي هو غير قادر أن يستقر على الراحلة. حسناً، المعضوب هذا حي إذاً. الأطباء إما لهرم عنده رجل عجوز وإما. لمرض، وأما فالأطباء قالوا له: "خلاص، أنت ستبقى هكذا، ليس هناك أمل". قال: "حسناً، أنا أريد أن أحج، إن معي أموالاً كثيرة جداً". يُسمح له أن ينيب عنه من حج عن نفسه. نعم، يكون هذا هو المعضوب الحي. نحن هكذا نكون نتحدث في من؟ في المتوفى؟ لا، في الحي، الآن قبل ذلك كنا نتحدث في الماضي، الآن في الوقت الحاضر، نعم نحن نتحدث عن الحج، عن غير، عن غير. الألف واللام هذه لا تدخل على كلمة غير، ولكن أجازها المجمع في
الأمور القانونية: "حق الغير"، نعم، هل انتبهت؟ كيف "رأي الغير"؟ لأنها عوض عن مضاف إليه، أي "غيرنا". حسناً، عن الغير هذه تصلح للمريض الذي لا يستطيع الحركة وهو حي. طيب، أنا مريض فذهبت وأحضرت شخصاً ليسافر عني ويقول: "لبيك اللهم عن علي"، وأعطيته مالاً لتغطية النفقات، وربما أعطيه أجراً حلالاً. هذا الأجر أحل منه ما لا يوجد، حلال جداً، حلال جداً. هل تفهم كيف؟ فيأخذ هذا الشيء ويسافر. بها وكل شيء وله أجر أيضاً. حسناً، لنفترض أنني رأيت أحد الأشخاص الطيبين يسكن في مكة وسيحج عني هناك، يحج ولا يصيبه شيء. فيكون إذاً، سواء كان هذا الحاج النائب
عني من بلدي أو كان من بلاد أخرى أو كان في مكة، فكل... ذلك يجوز بشرط أن أكون معضوباً. ما معنى معضوباً؟ يعني غير قادر على السفر بدنياً وإن كان معي أموال. حسناً، أنا لست معضوباً، أنا حي كما ترى، لكن ليس معي نقود ولا أستطيع السفر، فأحد أصدقائنا قال لي: "أنا أحج عنك". قالوا: يُنزل منزلة المعضوب. أنا حي هكذا، أنا حي وقادر، ولكن لا توجد نقود، يعني قادر بدنياً وغير قادر مادياً، فذهبوا وقالوا ماذا؟ قالوا يُنزَل منزلة
المعضوب، هذا غير قادر بدنياً، فوكلت من يحج عني وتسقط عني الفريضة بهذا الشكل للضرورة التي أنا فيها من عدم القدرة المالية، وهنا اختلف الفقهاء أن... إذا حصلت على مال، فهل يجب علي أن أحج أم لا؟ والراجح أنه لا بد لي أن أحج، بالرغم من أن شخصاً قال لي: "سأحج عنك"، أي من مالي الخاص، يعني المال هو هدية، لأنه هناك لن يتكلف شيئاً، نعم، حسناً، لن يتكلف أي شيء. مليم هذا هو من أهل مكة، فطيب، الرجل مات، الرجل مات، فهذا يعني أننا نسأل أنفسنا سؤالاً مباشراً على الفور: هل حج قبل ذلك أم لا؟ لا، لم يحج، فدين الله أحق أن يُقضى، دين الله أحق أن يُقضى
باتفاق أبي حنيفة. الإمام مالك قال لا، أحد، لا. حياً أو ميتاً، الإمام مالك أنكر كل ما نقوله هذا. لا حياً ولا ميتاً، ولا قادراً ولا غير قادر، ولا معذوراً ولا غير معذور. لا تصح النيابة لأنها عبادة بدنية، والعبادة البدنية لا توجد فيها نيابة. هو من ألزم صاحبها، هو اليوم به، نعم، لقد أبطل لنا كل ما نقوله. هذا من أوله لآخره، لماذا أنتم تقولون على سبيل ماذا؟ على سبيل الشافعي وعلى سبيل أبي حنيفة وعلى سبيل أحمد بن حنبل. أليس مالك؟ مالك ليس عنده هذه المسألة، وقال: لا، كل ما تقولونه هذا أنا غير مقتنع به، لا يدخل عقلي، لأن هذه مثل الصلاة والصوم. لا أحد يعبد ربنا نيابة عن شخص آخر. من ليس لديه أو لم يفعل، فلا نعرف. حسناً، من ليس لديه فلا يلزمه. ها هو سيدنا الإمام مالك قد أراح الدنيا
من هذه المسألة، لكننا نفتي بماذا؟ بالشافعي وأبي حنيفة وابن حنبل الذين يمثلون الجمهور. حسناً مولانا الإمام، أنا الآن مشغول جداً ولا أعرف أن آخذ من عملي أي إجازة. هل يمكن في هذه الحالة أن ينوب عني أحد ويذهب بدلاً مني؟ لا، فقد قلنا إلى أي مدى؟ قلنا إلى أن حتى غير القادر مالياً وحج عنه متبرع، قد حج عن نفسه أولاً، وحتى هذا لو أنه قد رزقه الله بمال حكاية الانشغال هذه فلماذا لا نعرفها؟ لأن أصل الحج هو مرة واحدة في الحياة، فإذا لم يستطع في هذه السنة بسبب العمل، فليخطط للسنة القادمة أو التي تليها. نعم، ومولانا أولى الناس بالحج عن الغير، يعني الأب والابن عن أبيه، والأب عن ابنه الذي توفي أو رحل. من أولى الناس بالحج عن الغير في هذه الحالة؟
الجمهور يقول: الأصول والفروع، الأصول والفروع. لكن هناك آراء في الفقه الإسلامي تقول مطلقاً، نعم، لأن الأحاديث تدور حول: "ماتت أمي ولم تحج"، "مات أبي ولم يحج"، "أخي شبرمة ولم يحج"، يعني في علاقة الأصول والفروع والحواشي القريبة. والرأي الثاني يقول: يقول إن أي شخص يستطيع أن يحج عن أي شخص آخر، وهؤلاء جماعة الظاهرية متمسكون بهذا المبدأ، ولذلك الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى لم يحج، فقد كان في الأندلس طبعاً، والرحلة بعيدة جداً، فلم يحج. وقد قام أحد الظاهرية المحدثين في عصرنا هذا بالحج عنه، حج عن ابن حزم، هل تلاحظ؟ وطبعاً بينهما ألف سنة، فابن حزم كان في القرن الخامس
الهجري، ونحن في القرن الخامس عشر. وحج عنه، وحج عنه، نعم مولانا. سنخرج إلى فاصل قصير ثم نعود لنجيب على ما لدينا من تساؤلات حول أحكام الحج عن الغير، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم، هل يجوز أن... يوصي المتوفى أن يحج عنه أحد من أهله، ابنه مثلاً أو ابنته، هذه ليست وصية وإنما هي رجاء مثل: "يا أبنائي، أرجو أن تحجوا عني" وما إلى ذلك. أما الوصية فهي أن يترك مالاً لأحد، يعني الوصية لا تكون إلا في الثلث، هذه هي الوصية المالية، أما الوصايا بمعنى النصيحة فهذه كثيرة، يوصيهم بأنه لا أحد يشق الجيوب ولا يلطم الخدود ولا يعملوا مناحة ولا
ما شابه ذلك. هذه كلها وصايا تسمى وصايا أيضاً في اللغة، لكنها وصايا على سبيل النصائح. أما الوصية التي هي المالية فهذه لا تكون إلا في الثلث، فمن ضمن النصائح أن تحجوا عني. وتكونون هكذا يعني نعم مولانا الإمام، أنا حججت أو شخص حج وأسقط يعني أدى فريضة الحج، فقال لشخص آخر أصبح الحج الذي يؤديه حجاً ثانياً. والله يعني أنا شخصياً، هل تسمي هذه حج النافلة بهذا المعنى الموجود في كتب الفقه؟ هذا الكلام ويسمونه التنفل بالتطوع، يعني التطوع بالتنفل. يعني هي حجة نافلة وشخص ما سيتطوع بها. نعم، والدي حج والأمر إلى خير، وأنا أريد أن أحج مرة أخرى. أرى أن الحديث ليس هكذا، عندما يأتي ويقول له "فَدَيْنُ الله أحق أن يُقضى"، هذا معناه أنه
يقضي دينه، معناه أنه يقضي دينه. هناك فكرة أخرى. وهي أن أنا بعد أن حججت عن نفسي أقول: "اللهم هب ثواب هذا الحج لأبي"، هل يصح ذلك؟ يصح، فأبي قد حج والثواب يصل إليه، وكذلك يصل إلى أمي، ويمكن أن تصل نسخة ثانية من الثواب لأمي، ولخالي، وتصل نسخة ثانية لخالي، ولأختي، ولزوج أختي، ولابن عمي. فيكون إذا كان ماذا يقول؟ يقول هكذا "لبيك اللهم عن أبي". هذا الشيء قد ذُكر سابقاً. حسناً، لأنك تقول "اللهم عن أبي"، يعني أين تسدد الدين؟ أين هو الدين أصلاً؟ كما لو أنه لا يوجد دين. هذا أسقط دينه. نعم، علماء الفقه الذين نصّوا على هذا الكلام، وهو التطوع بالتناول في
الحج، قالوا حديث شبرمة مطلق. انظر إلى وجهة نظرهم أيضاً لنتفهمها. قالوا إن حديث شبرمة مطلق. ما معنى "مطلق"؟ يعني أن النبي لم يسأله هل حج شبرمة أم لم يحج. هو يقول له: "هل حججت عن نفسك؟" فقد سمعه يقول: "لبيك اللهم عن شبرمة". فقال له: "ومن شبرمة؟" قال: "أخ لي مات يا من تريد الحج ولم يقل (لم أحج)، قال: أخٌ لي. قال: هل حججت عن نفسك؟ هل حججت عن نفسك؟ قال: لا. قال: حُجَّ عن نفسك ثم حُجَّ عن شُبْرمة. يقولون ماذا؟ يقولون إنه انظر، الحديث ليس فيه كلمة "لم أحج يا رسول الله" مثلاً أو نحو ذلك. هذا مطلق هل
شَبْرُمة حجّ أم لا يا أخانا؟ لو كانوا سألوه: "شَبْرُمة حجّ أم لم يحجّ؟" فقال له: "لا، لم يحجّ"، فبذلك يكون كلامك يا مولانا الشيخ علي صحيحاً. لكن لو أنه لم يقل ذلك، وإنما قال: "أحجّ عن شَبْرُمة وشَبْرُمة أخي"، فقال له: "حجّ عن نفسك ثم حجّ عن شَبْرُمة". مطلقاً لم يسألوه، إذاً يصح أن يحج عن شبرمة حتى لو كان قد حج قبل ذلك. هذا كلام الذين أجازوا ذلك، وهذا الكلام يفقد ما تعلمناه من قيد الحيثية. ماذا يعني "من حيث أنه لم يحج"؟ نعم، يجب حمل هذا المطلق على المقيد الذي هو دين الله. أحق أن يُقبل، فحكاية أننا نفهم النص بعيداً عن النصوص الأخرى
هذا لا أحبه. ينبغي أن نفهم كل نص مع النصوص كلها، نعم، جملة واحدة مع جملة أخرى، فهذا سيؤثر على ذاك ويعطي المعنى. مولانا وفضيلتكم تشرحون لنا المنهج والتجديد، نريد أن نعرف ونفهم ونطبق ونتقن معنى الجملة الواحدة، أو نص جملة واحدة لكي نقف على أرض الواقع بما تراه من خلال هذه الرؤية الحقيقية للتجديد مولانا، سأرجع إلى فكرة أنني لم أحج عن شخص متوفى، فهل هذه الحجة تغفر له ذنوبه أو يعني أن الله يغفر له ذنوبه بموجب هذه الحجة كأنه حج بنفسه، نعم كأنه حج، انظر إلى ماذا سيفعل فيه إذا كان حاجاً عن نفسه؟ خلاص، فكأنه حج. لا نستطيع أن نقول إنه يعني... هناك عموم للمغفرة للحاج، لكن الله
سبحانه وتعالى كريم، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يغفر له، لكن ليس هناك حق على الله صحيح، فنحن نتوسل إلى الله سبحانه وتعالى أن هو... يقبل وأن يغفر وأن يتجاوز وأن يعفو وأن يرفق وأن الله سبحانه وتعالى يرحمنا برحمته الواسعة. مولانا يا فضيلة الشيخ، لقد أخبرتنا عن فرصة جميلة جداً، فنحن ذاهبون للحج، وبعد أداء الحج، اللهم اجعل هذا الثواب لأبي وأمي وإخوتي وأحبابي دون أن ينقص. هذا من أجري في هذا الحج، يعني البعض ربما يقول لك بالله عليك، وأين ثوابي؟ خشية أن يذهب ثوابي لكل الناس هكذا. إن ثوابك هو الأصل الذي سُجِّل في دفترك أو في ملفك أساساً، وصور منه توزع على الآخرين من فضل الله. أصل قربنا واسع سبحانه وتعالى فأنت تتعامل مع واسع، ولذلك
فنعم، لا ينقص ذلك من أجرك شيئًا إطلاقًا نهائيًا، بل تدخل تحت قوله "أو ولد صالح يدعو له". طيب مولانا، في الناس سؤال بشكل: "لبيك هذه الحجة عن فلان، أنا سأؤدي حجة"، هل آخذ أنا الذي أديت عنه؟ هذه الحجة نال ثوابها أيضاً، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً. أنت أحسنت عملاً، فإذن لا يضيع الله أجرك حتى لو كنت نائباً وحتى لو كنت فعلت هذا. وانتبه إلى أمر آخر، وهو أنك فرّجت عن كربة من كرب المؤمنين. إنكَ خدمتَ واحداً من المسلمين، كل هذا لك أجرٌ كبيرٌ. بالحركات والسكنات هذه التي موجودة في الحج، فالحج ستُكتب لك
أيضاً، ستُكتب مثلها لك مولانا. يعني المرأة، هل المرأة تؤدي الحج عن غيرها؟ نعم، تؤدي الحج عن غيرها، وهذا هو الذي ورد في الأحاديث. نعم يعني هو. امرأة من جهينة وأخوها شبرماء. نعم، يعني ورد في الحديث المرأة وورد في الحديث الرجل. هل لها شروط معينة للمرأة؟ لا، الشروط تجتمع في الرجل والمرأة وقيامها على حد سواء في التكليف وكل أفعال الحج على حد سواء. دائماً الرفقة الآمنة يا مولانا بالنسبة للمرأة وفي... سيدات كثيرات يُرِدن أداء فريضة الحج ولكن يُقال لهن أنه يجب وجود محرم. هل الرفقة الآمنة تُعَدُّ بديلاً عن المحرم أو تُعتبر محرماً بدون شك؟ لأن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال له خباب بن
الأرت: ألا تستنصر لنا؟ فقال: "إني رسول الله ولينصرني الله". حتى تسير الظعينة أي المسافرة من مكة إلى الحيرة لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها، فالعلة الأساسية في الانتقال هي الأمن، فإذا توفر الأمن، سواء أمن الطريق أو أمن الرفقة الآمنة أو أمن الدولة، تسافر المرأة بلا حرج، بل إن هذا مما بشر به رسول الله صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم أن النساء ستسافرن بمفردهن دون الحاجة إلى ذلك. كان في الماضي إذا سافرت المرأة بمفردها تُختطف، وبعد أن تُختطف ماذا سنفعل؟ إن شاء الله النبي لن يسكت، سيرسل
الجيش وراءها، وبالتالي لن ننتهي من المشاكل. فكان سفر المرأة هذا يمثل قضية أمن دولة، أمن قومي. هل لأنه حسناً وبعد ذلك لا تشغلونا هكذا ولذلك قال من كانت تؤمن بالله واليوم الآخر، ربطها بالإيمان لماذا؟ لأنها متعلقة بأمر الدعوة فلا تسافر إلا بمحرم، لماذا؟ لئلا تُختطف وبعد ذلك أجهز لها جيشاً وهكذا. فهذه يسمونها أنها مسببة أو معللة، هي علة معقولة المعنى يعني العقلانية في ماذا؟ في أمن المرأة وأمن الدولة التي أنتمي إليها، فأنا لن أترك امرأة مسلمة تُخطف، لن أتركها. وعندما يعلم الناس ذلك، فمن المفترض أن تعي هي أيضًا ألا تُعرِّض نفسها لهذه المخاطر. ولكن سيأتي على الناس زمان تسير
فيه الظعينة من مكة إلى الحيرة، وفي حديث آخر من مكة إلى صنعاء لا الله، أمانٌ يعني. زكاة ستخاف فتصبح والذئب على غنمها، لكن في أمان. فالحمد لله أن هذا الأمان حدث لأنه لا يوجد قطع طريق الآن، ولا رأى أجدادنا قطع الطريق قبل وصول الملك عبد العزيز في عام واحد وعشرين عندما دخل الحجاز. قبل ذلك كان هناك قطاع طرق موجودون وكانت... محفوفة بالمخاطر بشكل كبير على الدوام، كانت في كتيبة من الجيش المصري تخرج مع محمد للدفاع عن الحجاج من ماذا؟ من الإرهاب ذاك الخاص بقطاع الطرق وما شابه ذلك، والمفسدين في الأرض. فهذا الحمد لله أننا في عصر آمن في هذا المجال، وإن كان الخوارج... والنابتة أفسدوا
في أماكن أخرى. إذاً، لنعُد إلى سؤال: هل يلزم إذن الزوج للمرأة حينما تحج أو تحج عن غيرها؟ فاصل ونعود. وألقاكم أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. يعني ما موقع إذن الزوج من رحلة الحج بالنسبة للمرأة؟ هل يلزم أن تستأذن الزوجة زوجها في الخروج للحج سواء للفريضة التي تؤديها؟ أما بالنسبة للحج عن غيرها من الناحية الدينية الشرعية، فالحج نوعان: إما فريضة وإما نافلة مكررة. لا بد من الاستئذان وطاعة الزوج أيضاً في النافلة، أما في الفريضة فالاستئذان فيها ليس من الناحية الشرعية والوجوب الشرعي، بل هو من الناحية الاجتماعية. تقول لزوجها
يعني: أنا مسافرة، فإذا أبى ولم يؤذن وقال لها بصراحة: "أنا لا آذن لك أن تسافري". فإذا أسقط هو ولاية نفسه بعناده وخصامه ولدده، فإنه في حج الفريضة لا يلزم موافقة الزوج، وفي حج النافلة يلزم موافقة الزوج. حسنًا يا مولانا الإمام، الآن المرأة في فترة العدة، يعني وردتنا أسئلة كثيرة عنها. دخلت في العدة وكانت قد دفعت مائة (ربما المقصود مبلغاً) عن الحج أو العمرة، ماذا تفعل؟ لا تذهب إلى الحج لأن فترة العدة لن تتكرر عندها كثيراً، أي أن وفاة زوجها حالة نادرة. هذه المسألة مهمة جداً بالنسبة للثواب. أمام ثواب الحج والعمر سيكون
لها كثير جداً لأن هذه شعائر إنها على غير القياس، يعني لماذا تجلس المرأة أربعة أشهر وعشرة أيام؟ هي يكفيها شهر حتى تستبرئ رحمها وتعلم أنه ليس في رحمها من المتوفى جنين إذا كانت الأمور بيولوجية ومادية محضة هكذا، لكن لا، عشرة أشهر وأربعة أشهر وعشرة أيام، حسناً، أليست مائة وعشرة أيام لكي يتبين. أقول لك إنه أمر إلهي خاص بالله سبحانه وتعالى. أتذكر الحديث الذي يقول: "إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به". حسناً، عبارة "فإنه لي" هذه ماذا تعطيك؟ إنها خصوصية الصيام. فهذه العبادة ذات خصوصية عند ربنا. هل تنتبه؟ الحج كذلك، فكل شخص يحج: الكبير يحج، والصغير يحج، والمتزوج يحج. والمتوافق يحج الرجل يحج
والمرأة تحج، إنما هذه العدة لمن مات عنها زوجها لله تعالى تقوم بهذا الأمر. ولذلك قالوا: لماذا إذا كان شهر يكفي في استبراء الرحم، فلماذا تمكث هكذا؟ قال: تعبداً، إنه أمر تعبدي، أمر تعبدي. لا نقول العلم يتقدم فأستطيع أن أعرف أنني حامل أم لا. ما يوجد شيء... أنا أعرف منذ اليوم الأول. حسنًا، دعنا نتجنب هذا الأسلوب. إذن ماذا؟ لنفترض أن هذا الرجل لم يقترب من زوجته منذ سنوات ثم توفي بسبب العجز، هل أيضًا يجب عليها أن تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام؟ لنفترض أن هذا الرجل كان يجعل حياتها بغيضة، وكانت تدعو عليه ما هذا؟ إنها غير معللة ولا معقولة. المعنى هنا هو عبادة "سمعنا وأطعنا، غفرانك
ربنا وإليك المصير". وينطبق ذلك أيضاً على عدة المطلقة يا مولانا. كذلك قد ساوى الفقهاء بعد البحث بين عدة المطلقة كعدة وبين عدة المتوفى عنها زوجها في قضية السفر إلى الحج. مولانا الإمام، ماذا لو جاءت... الدورة الشهرية للمرأة في الحج: ماذا تفعل؟ كيف تتصرف؟ تقوم بكل مناسك الحج من المبيت في منى في يوم التروية، والذهاب إلى عرفات، وذكر الله سبحانه وتعالى، والدعاء مع الحجاج، لكنها لا تصلي لأن هذا مانع من الصلاة. تفعل كل شيء إلا الطواف، وترمي الجمرات، كل هذا تفعله. لأنه لا يوجد به طيب،
طافت بالبيت، انظر كيف طافت بالبيت فداهمها الحيض، انتهت من هنا وشعرت أن الحيض نزل، من هنا تطوف بين الصفا والمروة، نعم، فيكون الطواف بالبيت فقط هو الذي يحتاج إلى طهارة، والسعي بين الصفا والمروة وهي حائض لا يوجد مانع، لكن بعد... لابد أن يكون بعد الطواف يعني بعد أن تكون قد أتمت الطواف، ثم جاءها الحيض مباشرة بعدما طافت وسعت بين الصفا والمروة، فقد أكملت العمرة بذلك. أو إذا كان هذا طواف الإفاضة فتكون قد أكملت الحج. أما المرأة التي لم تستطع الطواف، فعليها أن تنتظر حتى تطهر، وهذا مع الحج يكون قبل الطواف. هذا هو الحج، قبل الحج، في أي يوم من الحج في عرفات،
في أي مكان، تفعل كل ما يفعله الحاج من الذكر، من الدعاء، من كذا، من الانتقالات، من الوقوف، من الرمي، من الرجم، وبعد ذلك تنتظر أن يرتفع عنها الحيض، تؤخر ارتفاع الحيض ساعات، المرأة تتوتر، فهذه العادة خمسة أيام تمكث ثمانية، أي من التوتر، كأنها تتعنت فيها أنه حسناً، ماذا سنفعل؟ هذه الطائرة خلاص غداً، وغداً آخر موعد لنا، وغداً هو اليوم السادس، وهي غير راضية بالذهاب. وجاءت بعد أن انتظرت كل ما في وسعها، لا بد من هذا الأمر أنها تنتظر كل ما في وسعها، ثم وما
زال الحيض موجوداً أو النفاس، على فكرة يعني يمكن للمرأة الحامل أن تلد فتذهب لتحفظ نفسها هكذا كي لا يكون هناك دم يلوث المسجد أو أي شيء، وتطوف فيكون عليها دم، عليها دم، عليها إذن ذبيحة. يعني أبو حنيفة قال جمل، وابن حنبل قال لا ليست جملاً يكفي خروف أو معز أي ما يُسمى بالهدي، ونحن نُفتي بمذهب ابن حنبل حتى لا نُثقل على الناس، لكن من تملك المال فلتدفع وتُجمل (في نسكها) فلا يضرها شيء، أما من لا تملك المال فلتقلد ابن حنبل (في رأيه) بأن خروفاً يكفي. مولانا الإمام، هل
اللون الأبيض الذي ترتديه المرأة السؤال الوحيد الذي يجب أن ترتديه المرأة، أي سؤال جريء حقاً. لا، طبعاً لا ترتدي أي شيء، وكن كالغرابيب السود. ماذا يعني ذلك؟ أن يرتدين الأسود بالكامل من أولهن إلى آخرهن، هكذا باللون الأسود. لكن مسألة أن هناك حجاجاً يرتدون اللون البرتقالي، وهناك حجاج يرتدون اللون الأخضر للسيدات، فكل هذه لكن لا، ليس من الضروري أن ترتدي سابقاً، لكن الأشياء المصرية تعودنا، نعم، على ارتداء الأبيض. لا يحدث شيء، لا يحدث شيء. مولانا، اسمح لي بأن أقول إن التساؤلات كثيرة والتفاصيل كثيرة، وكلنا نحترق، والمرأة تحترق كثيراً، والرجل يحترق أكثر أيضاً، وهما الاثنان يتحركان، يريدان أن يشعرا بأن الأمر تم الشعر بالنسبة للمرأة، هل يجب أن تقصه هي بنفسها أم يمكن أن يقصه لها شخص آخر؟ سواء كانت هي أو غيرها، بنفسها أو بغيرها،
ما المقدار المناسب يا مولانا؟ هل هو بقدر قلامة الظفر؟ أي بمقدار قلامة الإصبع هكذا، الذي هو بهذا القدر؟ إنه بمقدار الأنملة، يقال لك الأنملة على من هي؟ إنها تحلق؟ وإذا حلقت فهذا حرام عليها، فالحلق للرجل فقط، الرجل هو الذي يحلق "محلقين رؤوسكم ومقصرين". لكن هي فعليها بالتقصير فقط، هكذا. حسناً يا مولانا، وإذا كانت تمشي وهي محرمة، هل يجوز لها أن تمشط شعرها؟ وإذا سقطت شعرة منها أثناء المشي، فلا يترتب على ذلك شيء، معفو عنها من المعفوات. حسناً مولانا، ربما ونحن نتحدث أيضاً ونحن في هذه اللحظات وكل واحد يتحرك كي يكون حجه على أكمل وجه، هل أشعر وأنا أحج أيضاً أن الله يتقبل حجي؟ كيف أعرف بالنسبة للحج بالذات؟ أنا أريد أن أعود وأنا صافٍ تماماً، وأن الله سبحانه
وتعالى عندما رجعت الحج منعك مما كنت تفعله من التقصير أو من المعاصي أو من المخالفات قبل الحج، لو وفقك هكذا تعرف ما هو الحج، لأننا عندنا جملة هكذا نقولها في حياتنا، يقول لك ما أحمد مثل الحج أحمد، نعم هو في ذاته مثل الحج أحمد، مثل الحج أحمد، لكن هو هذا حجَّ وهذا لم يحج، وأحمد مثل سيدنا أحمد، نعم، لكن هذا سيد وهذا ليس سيداً، فلا يتشابهان من كل وجه. المعنى الذي يتحقق به الحج، يا مولانا، هناك في اللغة العربية ما يُسمى بجهة الشبه، يعني عندما أقول لك: أنت كالقمر، في أي شيء إذن؟ يعني مثلاً في... بهائي في ضيائي ليس في وجهه المظلم مثلاً، لا، هذا بعيد، فهو يكون التشبيه ليس من كل وجه بل من جهة معينة تسمى بجهة الشبه،
حتى عندما أتينا نصلي ونقول: اللهم صل على سيدنا محمد وآله كما صليت على سيدنا إبراهيم وآل إبراهيم، قال لك كيف هذا الكلام يعني. هل سيدنا إبراهيم أعظم من سيدنا محمد لأنه مُشَبَّه به؟ قالوا: لا، فهو يصلي على محمد وآله معًا، وآله ليس فيهم أنبياء، بينما يصلي على إبراهيم وآله معًا وهم أنبياء، لأنه أبو الأنبياء. فالتشبيه هنا في جهة نبوة آل إبراهيم، وليس في أفضلية أحد على الآخر. أما من ناحية... الأفضلية في السيدة سيد ولد آدم ولا فقه صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام مولانا يعني بعض السيدات وهل يجوز لهن ذلك أنه يهرول في السعي في المسافة التي فيها هرولة، لا، هذا خطأ، هذا
ممنوع ومنهي عنه، ويسن أيضاً لمن يسير معهن أن يسير بسيرهن إذا كان لوحده الذي يهرول، هذه الهرولة هيئة، الهيئة نعم، أي أنها ليست سنة ولا شيء، لكنها مثل هيئة، لكنها لا تهرول بهذه الهرولة حتى لو كانت عجوزاً أو حتى لو كانت غير مرغوب فيها. حسناً مولانا، ضمن التساؤلات: كشف الكتف وأنا أطوف أو أسعى وعندما أصلي. هل أغطي الكتف؟ أي أنَّ كشف الكتف هذا من بقية الهيئات الواردة عن سيدنا الرسول، وهو أمرهم به لكي يظهروا لقريش القوة، وأن حمى يثرب لم تؤثر فيهم، أو السفر لم يؤثر فيهم، أو نحو ذلك. لكن الذي يغطي الكتف يعني ترك الهيئة. نعم مولانا الإمام الدكتور
علي. جمعة عضونا الكبير من العلماء بالأزهر الشريف، شكراً لكم يا مولانا، شكراً لكم. كل عام وحضراتكم بخير، وأنتم بالصحة والسلامة. كل عام وحضراتكم بخير. إلى اللقاء،
اشتركوا في