والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن أصحاب الكرامات | الحلقة الكاملة

أسعد الله ومساءكم بكل خير، أرحب بحضراتكم في حلقة جديدة من "والله أعلم". اليوم سنتحدث إن شاء الله مع فضيلة الدكتور حول فكرة الكرامات، وإن كانت هذه الكرامات أو الأشياء المعجزة أو الخارقة لباقي البشر حتى أو لقدرات باقي البشر، هل هي ربما - كما يظن البعض - تتعارض مع السنن. الإلهية أو لا تتعارض ومن هم أصحاب وشروط أصحاب هذه الكرامات. اسمحوا لي أن أرحب بمولانا العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا، أهلاً وسهلاً بكم. أهلاً وسهلاً بحضرتك.
أهلاً بكم مولانا. بدايةً ما هي فكرة الكرامات؟ ما حقيقة الكرامات؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، عندما خلق الله الخلق جعله على قوانين معينة، من هذه القوانين أنك إذا تركت شيئاً ثقيلاً سيسقط إلى أسفل، وهو ما احتاروا فيه: لماذا يسقط إلى أسفل؟ فنيوتن عندما سقطت التفاحة على رأسه ألهمته بفكرة الجاذبية، والجاذبية لها نظريات مختلفة. كثيرة لكن نظرية نيوتن لاقت قبولاً عاماً أن في الأرض هذه لها جاذبية مغناطيسية وأنها تجذب الأشياء إلى أسفلها ولذلك كلما حاول الإنسان أن يلقي نفسه من المرتفع فإنه
ينزل إلى أسفل مثل الذي يلقي نفسه في حمام السباحة هكذا لا يجد نفسه يرتفع إلى أعلى، الكل يريد. يصعد إلى الأعلى فتبين أنه يلزم آلية معينة التي هي آلية الطائر بجناحين، وهذا هو الذي يستطيع أن يطير ويقاوم بطريقة معينة، والتي منها جاءت فكرة عباس بن فرناس التي تطورت بعد ذلك وجاءت منها الإخوان رايت وهم يصنعون طائرات تنطلق بقوة فترتفع وهكذا إلى آخره. حسناً، تكون إذاً سنن الله في كونه. هكذا ثابتة هناك ما يخرق هذه السنن ولذلك تسمى خرقها يعني خالفها يعني هو بدلاً من أن يصعد إلى الأعلى هكذا، ينزل تحته،
بدلاً من أن ينزل إلى الأسفل صعد إلى الأعلى، وهو الثقيل يغرق في المياه، لكن هذا مشى على المياه، هذا يصبح خارقاً، ما هذا؟ هذه ليست طبيعة الحكاية هكذا لكي أمشي على المياه لا بُدَّ أن أربط نفسي في قارب، والقارب هذا يسير بطريقة معينة، وأن أمسك بالأداة بطريقة معينة حتى أتزلق على المياه ولا أغرق. وإذا لم أفعل ذلك فالسنن التي جعل الله الناس يكتشفونها مثل أرخميدس عندما اكتشف قانون الطفو، وكيفية الإزاحة، وكيفية الطفو، وكيفية كذا إلى آخره، فهذا هو. السنن الإلهية في كونه، إذًا هناك سنن إلهية وهناك ما يخرقها. كيف يمكن لشيء أن يخرق هذه السنن ولماذا؟ قال: إن الذي
يخرقها قد يكون متحديًا بالنبوة، كشخص يأتي ويقول للناس: "أنا نبي ويوحى إليّ من عند الله". فيقولون له: "لم نرَ ما هو هذا الوحي؟" فيجيب: "هناك ملَك يأتي ويكلمني". ربما لديك حالة نفسية. ما هذا الوحي؟ قال لهم: أنا لدي شيء ضد السنن الكونية، خارق للسنن الكونية، علامة وتصديق أنني نبي. فهذا ما نسميه المعجزة، وهي خارقة للعادة التي تجري على يد من يدعي النبوة مصدقة له، مصدقة له وليست عكس مراده. حسناً، افترض أن هذا النبي قال... سأفعل لك شيئاً. أترى هذا البئر؟ إنه وصل إلى منتصفه. سأبصق فيه فتزيد
المياه وتفيض حتى تصل إلى فم البئر. قلت له: حسناً، أرني ذلك. فبصق فيه، فغاضت المياه منه. غاضت تحت ولم يعد فيه ماء. هذه خارقة من خوارق العادات أن أبصق في... البئر فالبئر يا عيني ينتهي، ما هذا؟ هذه خارقة، هذا ليس معتاداً صحيح، لكنها جاءت على عكس مراده. تقول له: إنك شرير، إنك فضحك الله، إنك الله لم يمكنك، إن الله خزاك، إنك قلت كذا ثم بعد ذلك ظهر أن كذا، لا. هذا العكس، وهكذا يُنسب إلى مسيلمة الكذاب الذي ادّعى النبوة. فهو يقول لهم: "حسناً، تعالوا
أُريكم خارقة"، فأراهم هذه فلم يجد. فأصبح خجلاً وتظاهر بالبلاهة. إذاً، الخارقة للعادة التي تجري على يد النبي تأييداً لدعواه، ماذا نسميها؟ معجزة. إذاً ماذا فيها؟ فيها ثلاثة أشياء: رقم واحد أنها خارقة، رقم اثنين أنها جارية على يد نبي، النقطة الثالثة أنها مؤيدة لدعواه وليست مخالفة لدعواه. حسناً، افترض أنها كانت مخالفة لدعواه، فيكون ذلك استدراجاً مثل ما حدث مع مسيلمة. حسناً، افترض أنها لم تكن على يد نبي ولا يتحدى ولا شيء، وهو يمشي على الماء هكذا، فأذهب وأمشي على الماء، تكون... ماذا قال؟ هذه تُعدّ كرامة إذا كان أمره
موافقًا للشرع. قال: حسنًا، افترض أنه غير موافق للشرع، رجل لعين. قال: حسنًا، هذه لا تُعدّ كرامة، هذا يُعدّ استدراجًا. لكن في كل منهما ليس في تحدٍ وليس في دعوة نبوة. أتفهم؟ فهو يسير هكذا، دعه يسير مثل أي شخص. ينزلق على المياه ماشياً خاصتنا ومن هنا قال أهل الله: إذا رأيتم الرجل يطير في الهواء أو يمشي على الماء فاعرضوا أمره على الشرع الشريف، فإن وافقه فهو كرامة وإن خالفه فهو شيطان. يتضح إذاً أن الحكاية واضحة جداً أن خارقة العادة ليست مقياساً للحق، لماذا؟ لأن
خارقة العادة قد تجري. على يد الولي وقد تجري على يد الفاسق وقد تجري على يد المتخلف وقد تجري على يد العاصي إلى آخره، وبناءً عليه عندما يأتي أحدهم ويقول لي: تعال انظر هذا الشخص يطير في الهواء، ها هو قد ألقى بنفسه من مرتفع فطار هكذا في الهواء، أقول له: إنه لا يطير، فيقول لي: لماذا أنت غاضب منه؟ أقول له إنه لا يصلي، وأنه يشرب الخمر، وأنه رجل منحرف، وأنه كذا وكذا وكذا. فإذا ذهبنا ووضعنا قاعدة أن خارقة العادة ليست مقياساً للحق، خارقة العادة ليست مقياساً للحق؛ لأننا رأيناها أيضاً عند المختلفين. فعندما نحضر واحداً من كهان التبت نجده يصنع خوارق عادات،
وعندما نحضر شخص مختلف معي تماماً في العقيدة وفي التثليث وفي كل شيء، سواء كان من عبّاد البوذا أو من عبّاد الهندوس، نجده يفعل نفس الأشياء. عندما نحضر أحداً من المسلمين نجد أن هذا يجري عليه، أو الناس النُّسّاك الذين هم الرهبان في الأديرة، نجد أنه يجري عليه هذا أيضاً. فأين يكون الله إذن؟ مقياس الحق يعني هو هذا له علاقة بالأدلة ونظرها ونحو ذلك؟ أبداً ليس له علاقة. هذه عمدية مثل كونية، ولذلك خارقة العادة لن تكون أبداً مقياساً للحق. لا تقارن بفكرة المعجزة، يعني الكرامة لا تقارن بالمعجزة إطلاقاً نهائياً. حتى الكرامة الطيبة التي
تجري على يد إنسان للتثبيت تقي. لتثبيتي يعني أريد أن الله يثبتني قليلاً وأريده أن يجعلني أرى بعناية أنني أستمر في العبادة ولدي همة لفعل الخير، فيُريني كرامتك. أرى من الذي يطرق خلف الباب، لا أعرف ماذا، أشياء مثل هذه. حسناً، كل هذه الأشياء، الرجل الذي كان يرى خلف الباب هذا يهودي، نعم، نعم. وبعد ذلك أسلم، فهو أيضاً يرى ما وراء الباب، يعني أنت منتبه بشكل صحيح. فإذاً، الكرامات ليست خوارق العادات كلها، وليست هي مقياس الحق. مقياس الحق هو الشريعة. وإذا أجرى الله على يديك كرامة وأنت رجل متشرع صادق خدوم تحافظ على فرائضك، ذاكر لله، لا تؤذي
الخلق، فسأسميها لك. ماذا يقول؟ أهل الله في الكرامة يقولون كنا نستحي من الكرامة كاستحياء البكر من دم حيضها، يُخفي الكرامة، أي يُخفي أنه يحدث له حياء، هل تنتبه؟ إنه لا يفتخر، لا يقول لهم تعالوا فأنا صاحب كرامات، فأنا حاوٍ، نعم وصاحب كرامات وأناس يقومون بالمئات من الأمور والأشياء، هذا يكون حاويًا. لا يكون ولياً ذلك الذي يجلس ويجمع الناس ويقول لهم: أنا هنا، يا طاولة تعالي هكذا، يا طاولة اذهبي هكذا، فتذهب الطاولة. هذا ليس ولياً، هذا مشعوذ، ربما صنعها بخيط، ربما استخدم السحر، ربما شيء آخر، الله أعلم، لا أعرف، لكن المهم أن هذا ليس مقياساً للحق ولا مقياساً للولاية، وكنا نستحي. من جريان الكرامة على أيدينا كاستحياء البكر، فقديماً عندما يأتي للبكر هذا الأمر،
تبدأ في الارتباك وتقول: "ما هذا؟ ما الذي يحدث؟ أهذا نزيف أم ماذا؟" فلا تعرف، فكانت تستحي وتخجل، يعني ماذا تقول؟ هل تقول أن الدم قد دهمني؟ كيف ذلك الآن؟ خلاص التربية تقول لك لا تخجل ولا تفعل، لا بأس، ففي كلامهم القديم يقولون أنه كان يستحي عندما تظهر كرامة أو شيء كهذا. سبحان الله، فرشيد رضا مرة وهو يحكي عن نفسه أنه كان نازلاً على الدرج فوجد نفسه فوق الدرج، وأن قدمه ليست مستقرة. قال السليم: "ما هذا؟ ما الأمر؟ أشعر بخفة في جسمي وشفائها". فكان هناك شيخ في الماضي من مشايخ النقشبندية العظام اسمه الشيخ عثمان طويلة، وهو
موجود في سند الطريقة النقشبندية، وهو تلميذ الشيخ خالد. وكان الشيخ عثمان لديه عبد، وكان يصعد إلى الجبل ويختلي في كهف لعدة أيام لأن... النبي كان يختلي في غار حراء فهو يريد أن يفعل السنة هذه ويختلي في المكان الذي يذهب إليه هناك في منطقة في العراق اسمها السليمانية في شمال العراق في شمال العراق. فالعبد وهو يحمل الشيخ عثمان وهو صاعد يقول لي: هذا خف الريش في مخه، هذا خف الريشة. فقال له الشيخ: خيراً. بدلاً من أن أكون ثقيلاً فأُتعبك هكذا يعني، كأنه سمع ما في بالي، كأنه السمع الذي في زيكو.
حين كانوا خفيفي الوزن. هذه خارقة من خوارق العادات. وأنا أصعد الجبل، هذه عملية صعبة جداً، لكن سهّلها الله على هذا العبد لكي يصعد سيدنا الشيخ عثمان. في ذهنه يوجد شخص يقول... لماذا وأنت مصدّق هذا الكلام؟ حسنًا، لماذا لم يصدقوه؟ قال لي: دعني لا أصدقه. ماذا يعني المضلل في العقل؟ واحد يحمل واحدًا فيحسبه خفيفًا. وعندما يأتي الأمر عند الناس، حتى الذين يقومون بأعمال الخير، فنجد واحدًا يحمل أمه مثلًا في الحج، تجد واحدًا يحمل والدته ليطوف بها، فنأتي لنسأله: أليست ثقيلة؟ يقول إن الريش يخف على خالقه، فهي المفروض أنها ثقيلة حتى لو كانت خمسين كيلو، فهي ثقيلة أيضاً. خمسين كيلو تعني كيس إسمنت، يعني ثقل كيس الإسمنت، فهذه تحتاج إلى شخص قوي. هو ليس
قوياً، لكن الله يخفف عنه لماذا؟ لأنه يكرم أمه، لأنه يبر أمه، فهي كرامة من الله. هذه كرامة وهذه كرامة الشيخ، عندما خطر في باله أن هذا الرجل يقول هكذا في عقله. ماذا يعني أنه وافق؟ إنها تحدث كثيراً أن أتكلم كلاماً فتقول أنت: "الله! هل عرف الشيخ ما في عقلي أم ماذا؟" انتبه، هذا يحدث كثيراً جداً. هذا التوفيق. هو نوع من أنواع الكرامة، يعني أن ربنا يُكرمني أو يُكرمك أو يُكرمنا كلنا. هذا حدث معنا في الدرس كثيراً جداً، أن يتحدث المرء بكلام فيجلس يقول: "الله، الشيخ قصدني أنا". هذا ما كنت أفكر فيه الآن، فتكون هذه سبباً لهدايته أو سبباً لزيادة همته أو سبباً. لكذا ولا الشيخ دريان أنه عمل هكذا ولا هذا
الشخص خارق له لأن الله أراد أن يكرم هذا التلميذ الطيب وأن يرسل رسالة عن طريق الشيخ وكذا إلى آخره. هل تسمح أن تقول لي ماذا إذا كانت وقعت، لماذا ننكرها؟ لا ننكرها، ولكن أيضاً نحن نعرف الكرامات وأن لها حدودها وأن لها أغراضها وأن أغراضها هو زيادة الهمة والتثبيت على الطريق، ولكننا نستحي منها، ولا نصنع أموراً مبتذلة كتلك التي يفعلها المشعوذ. لا، ليست من أعمال المشعوذين، فهي والله ليست من الشعوذة، بل هي مصممة لتثبيت الفؤاد كما قال تعالى: "لنثبت به فؤادك"، مصممة من أجل الهمة، لكي تكون هناك همة عالية وإخلاص النية لله. أستأذن حضرتك بعد الفاصل نناقش فكرة الضوابط أو الحدود لهذه الكرامات، وفكرة الناس الذين ينجذبون وراء أصحاب هذه الكرامات سواء كانت
حقيقية إيمانية تقية أم بأغراض شريرة، وبإذن الله سنخصص وقتاً كافياً لنستعرض آراءكم ونعرضها على مولانا. الحقيقة أن هناك أناساً لو جئت أقول لهم... مثلاً تؤمن بالكرامات سأقول
لا، يعني ما تقول أحدهم يطير أو يمشي على الماء، أقول لا، هذه في أضيق الحدود أو في عصر مضى. فقد يكون شخص ينكر هذه الكرامات، هل عليه إثم؟ أهل السنة والجماعة نصوا في كتب العقائد أن الكرامات واقعة، فعندما يأتي شخص وينكر الكرامات هو... ينكر الواقع، لكن إنكار الواقع هو غباء وليس إثماً، أي أنه نوع من أنواع الغباء فقط وليس إثماً. يعني شخص يقول: "والله أنا..." وانتبه أنه إما أن يكون قد جرّب وإما أنه لم يجرب. حسناً، فإذا كان لم يجرب، ولم يرَ، ولم يعرف، ولم يدرك... نعم، صحيح، فهمت. انتبه لكن إذا كان قد جرّب وينكر ما أمامه فإنه يقول لا لا لا لا لا لا لا هكذا يقول حدثت
بالصدفة، حدثت بالصدفة، حدثت بالصدفة، أو أن كثيراً جداً من الأشياء ليس فيها صدفة. فإذا أنكرها مع هذا وأصرّ على إنكارها بالكلام، مع أن الواقع يقول إنها تحدث، والشريعة تقول لك إنها تحدث، لأنه... أهل السنة والجماعة يقولون: نعم، هذا يحدث. وقد رووا كثيراً جداً من هذا، رووا أن عبادة بن الصامت كان إذا دخل البيت يسمع تسليم الملائكة، وبعد ذلك أصابه مرض فاستعمل الكي. كانت هناك طريقة للكي بالنار، وبعد أن كووه - والنبي كان يكره الكي لأن فيه ألماً شديداً وكذا - أول ما...
توقفوا عن إلقاء السلام. قال: "والله، كنتُ أستأنس بها وكانت تصنع لي جواً جميلاً، فتوقفتُ عن ذلك". فعاد أحد الصحابة كان يمشي مع آخر وفي يده شيء يشبه السوط، يُصدر صوتاً، وكانت الدنيا مظلمة، فهو لم يكن يرى في الظلام، فوجد أن السوط يضيء مثل المصباح. هل انتبهت؟ ذهب. كشّاف فيسيران هما الاثنان معاً، وصلا إلى مكان سيفترقان فيه، فانفصل النور معه. انتبه، إنه موجود. ثم يأتي ليقول له: لكن هذا لا يدخل عقلي. لماذا يعني عقلك؟ ماذا يعني عقلك؟ لماذا
رفضها يعني؟ حسناً، ضعها هنا هكذا وصورها، ستجدها مُصوَّرة في العقل. حسناً، ما هو إذاً؟ عقلك يتصورها. لماذا تكذب هذا الخبر بكل هذا يا مولانا؟ لأنك لم ترها مع أحد آخر؟ هذا لم يحدث، ولذلك نقول لك الآن عن الملف الثاني وهو أنك عندما تراها لا تنكرها. لكن إذا رأيتها فلن أنكر. نعم، حدث كثيراً مع مشايخنا، يعني أشياء مثل هذه كثيرة. هل تنتبه كيف الصدفة؟ نعم، من الممكن أن تكون صدفة مرة. من المرات سأقول لك كيف حدثت الصدفة. ربما أقول إن الشيخ ذكرها صدفةً. زوجتي اختلفت معي ونحن ما زلنا في بداية الزواج، غضبت كما هو شأن الزوجات مع الأزواج. لم يحدث شيء، لم يحدث شيء، لا أحد يغضب من مولانا، يعني بالرغم من أن لا أحد يغضب من
مولانا، فعندما غضبت... مُنِيَ ضده لأنني كنت مظلوماً أو أنا أرى ذلك أنني مظلوم، هو يرى أنني لست مظلوماً وأنني في هذا الموضع مخطئ. فذهبت لزيارة الشيخ، وأول ما دخلت قال لي: "لا عليك، اجلس". لا عليك، اجلس. حسناً، الكلام الذي حدث بيننا هذا حدث في... قطعة أخرى تماماً وهذا لا بأس به، لا بأس به، نعم، هذا يكمل الحوار يعني هذا اتركوه، لا بأس به، اجلس. فقال لي: أنت تعرف أن الشيخ عبد القادر الجيلاني، الشيخ عبد القادر الجيلاني هذا عندنا شخصية عظيمة جداً. الشيخ عبد القادر الجيلاني كانت زوجته تقول له: أنت دجال، أنت الدجال، نعم، ها أنت. قلت: أنت تروي القصة، نعم. فقلت له: إن زوجة الشيخ عبد القادر - كما قال لي - كانت تقول
له: أنت الدجال. فاستنكر الناس ذلك وقالوا لها: يا سيدتي، عيب! هذا سيد الأمة، هذا عالم الأمة وعالم بغداد والأمة كلها. تعالي وانظري إليه في المسجد. فذهبت إليه بعد صلاة العصر، فوجدت حوله آلافاً مؤلفة من الناس. المسجد قالت: "ها هو الآن تيقنت أنه هو الدجال لأنه خدع كل هؤلاء الآلاف. لماذا يخبرني بهذه القصة؟ هل يسليني؟ يعني يواسيني وما إلى آخره. نعم، قد تكون صدفة، ربما خطر في باله في هذا الوقت، وربما الله هو الذي يسليني فجعل الشيخ يقول لي هذا الكلام." هذه مجرد صدفة، لكن الشيخ حضر وجاء أحد أصحابنا وقال: "يا شباب، أنتم لم تنتبهوا إلى شيء غريب جداً في الشيخ". قلت له:
"ما هو؟ نحن لم ننتبه". قال: "الذباب لا يقف عليه، ويأتي فيفعل هكذا، كان حوله هالة أو ضوء أو شيء ما، والذباب لا يدخل". قلت: له لا، أنا لم ألتفت إلى ذلك. وبدأت غرائب الشيخ، وكان الشيخ يمسك دائماً من الشراب، فوجدته لا يستعملها أبداً، يمسكها فقط. ووجدت الذباب لا يقف عليه ولا يقترب منه، ونحن في الأريكة التي أمامه هكذا في المجلس الذي أمامه، الذباب يأتي ويلدغنا ويفعل بنا ذلك، وهو أبداً لا يأتيه. ذبابة واحدة فيها، ما اسم
هذا؟ يعني وبعد ذلك، تؤذي. لا يوجد كرامة. حسناً، إذن ما هذا؟ الأصل أن لديه طاقة فوق بنفسجية وحوله هالة تحت حمراء، ويمشي ليقف لكنه معتاد أم غير معتاد؟ غير معتاد، لكن حسناً، كسر للقاعدة يعني. ثم إنني أريد أن أفهم الآن، أنا الشيخ. هذا رجل حافظ للقرآن، نعم يحب النبي صلى الله عليه وسلام، محافظ على فرائضه، توفي بعد صلاة الفجر وهو يسبح الله. وبينما كان يسبح قال لابنه: "اصنع لي شاياً". وجلس هكذا يسبح وضحك قائلاً: "اصنع لي شاياً يا فلان"، ابنه: "ها ها ها ها"، ثم توفي. عمره
ستة وثمانون سنة وسبعة [أشهر]. وثمانين سنة رحمة الله عليه وآله. رحم الله، ما حكاية الضحك هذه؟ أو الشيخ المتوفى الخاص به سنة ألف وتسع مئة وأربعين. مات، فيقولون له، يشتكون له التلاميذ أن الشيخ أحمد هذا كثير الضحك ودائماً يضحك، فيشكونه للشيخ الكبير. فالشيخ الكبير قال: يعيش يضحك ويموت يضحك. ويبعث يوم القيامة يضحك، الله الله الله الله! هذا الكلام قاله لنا الشيخ قبل أن يموت بعشر أو خمس عشرة سنة، وكان يقول لابنه: "اصنع لي شاياً"، وضحك. لِمَ يضحك؟ ما سبب
الضحك؟ هو أنهى الصلاة ثم انشغل بالتسبيح ثم جلس وأراد أن يشرب شاياً، ما علاقة هذا بالضحك؟ لا شيء. أي مناسبة للضحك لا توجد مناسبة وهي أن تكون هناك كرامة للشيخ الذي قال يعيش يضحك ويموت يضحك ويبعث يوم القيامة. أحدث الشيخ الكبير الذي آه بالفعل أي اهتم به الناس يعني ولا شيء ولا أي شيء. في يوم من الأيام. لا تفضل تفضل يا مولانا. في يوم من الأيام قال. قال لي صلِّ على النبي عليه الصلاة والسلام عدة مرات بالصيغة الفلانية في اليوم، فقلت له: حاضر. مرَّ شهر، والحقيقة بيني وبينك، لم أستطع أن أصلي إلا يومين بهذه الصيغة، فهي ثقيلة عليَّ جداً. أنا
أحفظها، لكن كلما حاولت إكمالها أرتبك فيها، مع أنها سهلة. ففي اليومين والثالث لم أكمل المائتين. قال لي: افعل هذا. مائتين كل يوم ففتّشت فإذا به يقول لي حقاً ما فعلتها إلا مرتين، سبحان الله، ولا يعرف أحد أنه قال لي هذا إلا أنا وهو والله ثالثنا شاهدٌ عليّ، ولا يعرف أحد إطلاقاً لا أبي ولا أمي ولا زوجتي ولا أحد يعرف هذا الخبر إطلاقاً أنني فعلتها مرة. ثانية فأنا قلت له نعم، قال لي لماذا، فقلت له لأنها ثقيلة علي وتربكني وهي محفوظة وسهلة جداً، أقولها خارج الورد فينطلق لساني، وأقولها
داخل الورد فلا أستطيع نطقها. فقال لي: لِمَ لم تخبرني بشيء لأغيرها؟ قلت له: أنا مخطئ. قال لي: حسناً، الواقع لا يرتفع، انظر. الكلام يعني أنت مخطئ، نعم الواقع لا يرتفع، وأنت بهذا الشكل تحرجني لأنك اعترفت مباشرة من أقرب طريق. فماذا أعطيك الآن؟ في البداية أقول لك: لا، أنت لست مخطئاً، الواقع لا يرتفع، وأنت هكذا تحرجني. فقلت له: "السباحة". قال لي: "حسناً، صلِّ بكذا"، وغيَّر لي الصيغة. ما هذا الذي ستعرفه إن شاء الله؟ وكيف عرفتها؟ هذا ما نسميه كرامات أهل السنة والجماعة، ليس السلف فقط بل الخلف أيضاً، يعني الجميع يقول أن الكرامات ثابتة. رأينا ذلك، وأنا أريد أن
أفهم الآن. وقبل ذلك بوقت، أي قبل وفاته بخمس أو ست سنوات، قال لي: أتصدق بالله. أن عمري ما رأيت الشيخ في المنام، شيخ، لكنه قال لي: "يا أحمد، سآتيك في المنام قبل الوفاة". قبل ذلك، الشيخ أحمد رحمه الله، نعم، أنا عمري ما رأيته، هذه من أربعين إلى ثمانين، أربعين سنة، لم أره سوى مرة في المنام، لكن عندما يأتي تكون اقتربت وفاة الشيخ أحدكم، وبعدين. أنا نسيت هذه العبارة، هو قال إلى ألف وتسعمائة وثمانين ونسيتها تماماً، وبعد ذلك جاء قبل أن يموت بحوالي أربعين يوماً وقال لي: "ألم تر الشيخ اليوم؟ لا حول ولا قوة إلا بالله"، فقلت له: "والله..."، ودخلنا في الكلام ونسيت تماماً هذا المعنى،
وبعد ذلك بعشرة أيام قال لي: "هذا أنا..." رأيت الشيخ اليوم مرة ثانية، لا أعرف ما هذه العبارة وأنا لست منتبهاً تماماً. اختفى ومُحي من عنده بعد عشرة أيام. ثم قال لي: "إن المرء يريد أن يجلس قليلاً في الدنيا ليتفرج". سبحان الله! يريد أن يجلس قليلاً، يحاول أن ينبهك. نعم، يريد أن يجلس قليلاً في الدنيا ليتفرج. هذا الكلام. لم أفهمه إلا بعدما انتقل. أول ما انتقل تذكرت ما ذكره لي في سنة ثمانين، أي منذ أربع سنوات مضت، أن الشيخ قال له كذا وكذا وكذا. أنه كان ينبهني لقرب الموعد وأنا لم أنتبه. لم آخذ
ما اسمها؟ إن شاء الله هذه تمام. غرامة طبعاً، حسناً. ما هي خارقة من خوارق العادات أن يقولوا ويموت يضحك، وفعلاً يموت يضحك. ما هي خارقة من خوارق النابتة فيجلسون ويفتشون في هذا ليُسوِّدوا قلوبهم ويُسوِّدوا قلوب الخلق. نعم، لا يا أخي، الخارقة موجودة وهي لا تدل على شيء إلا زيادة وتثبيت الإيمان في القلب. زيادة همة العبادة، زيادة الصدق مع الله سبحانه وتعالى، معرفة أن وراء هذا المنظور عالمًا غير منظور إلى آخره، هذا الذي أُمرنا به في الإيمان بالغيب، ومؤيد بالأدلة في القرآن والسنة، ومؤيد بماذا؟ بأهل السنة والجماعة. بارك الله فيكم مولانا. بعد الفاصل، أستاذنا فضيلتك، نتحدث على فكرة ما ذكرت من. أسيادي ومشايخنا
والأئمة أنهم ربما كانوا يطَّلعون على أشياء ستحدث وبالفعل حدثت بعد ذلك. هل هذا، إذاً مولانا، بعد الفاصل إن شاء الله، هل هذا ممكن أن يقوله المرء؟ وهل يمكن أن يتعارض مع السنن الإلهية؟ فكرة أن الغيب هو من أمر الله، يعني هل هنا اطلاع على الغيب أم أنه... فتح من الله. أما تفسير هذه الكرامة، فهذه الكرامة في إطار سنن الله. بعد ذلك مرة أخرى مولانا، ما ذكرته حضرتك من أسياد والأئمة والعلماء الكبار ربما يدفع للسؤال:
أليس هذا الغيب أو هذا الأمر أو الاطلاع على ما سيحدث في المستقبل هو أمر من أمور الغيب فيما يخص الله سبحانه وتعالى؟ هل هناك تعارض ما بين السنة الإلهية وما بين هذه الكرامة التي نعترف بها الآن ونقرأ وتأكدنا منها؟ هذا الغيب بيد الله، يعطيه من يشاء. نعم، ما الأمر؟ أليس هو بيد الله؟ أليس الغيب بيد الله عالم الغيب والشهادة؟ فأنا نمت فرأيت في المنام أن هناك امرأة. سيموت، أصبحت، وجدته، اليوم، مات. طبعاً، ماذا أفعل يعني؟ الذي أعطاني هذه الرؤية هو الله، نعم. فأنا لا أعلم الغيب بذاتي، أما الذي يعلم الغيب تأييداً من عند الله سبحانه وتعالى، أو تثبيتاً للفؤاد، أو تهدئةً للبال، أو إصلاحاً للحال، فهذا بيد الله يفعل فيها
ما يشاء. ما الذي جعل الشيخ يقول له "وتموت تضحك"؟ يعني توفيق، توفيق الله أن يقول هذه الكلمة التي هي مطابقة للوحي، فإذاً هذا توفيق لا يوجد فيه نوع من أنواع التلاوة ولا الدعوة ولا أي شيء من هذا القبيل. كذلك ما الذي جعل الله يكرمه هكذا من ضمن الأمور العجيبة الغريبة؟ ابنه الله يرحمه، الله يرحم الجميع. ما الذي يحدث له؟ ابنه يمرض، عنده إنفلونزا ونزلة برد، فيقول له الشيخ: "يا أخي، اذهب هكذا وابحث لك عن علاج". نعم، فقال له: "هات يديك
لأقبلهما حتى لا تصيبني نزلة البرد هذه". فأنا استغربت من عبارة "هات يديك لأقبلهما"، أي يدين؟ فقلت له: "يا..." سيدنا الشيخ، هذه الكلمة وراءها قصة. قال لي: "ما هي القصة؟" فقال لي: "وراءها قصة بالفعل. عندما كنت شاباً في السابعة عشرة من عمري - نحن نتحدث الآن وهو في الثمانين من عمره - دخلت مسجد سيدنا الحسين، فوجدت رجلاً وجهه مُسوَدٌّ خارجاً من الضريح، أسمر اللون، طويل القامة، نحيف الجسم. فخطر في بالي أن..." هذا من أولياء الله الصالحين، وجهه منير وقادم من عند سيدنا الحسين. حينها فرحت وقلت: سأقبل يديه. وعندما اقتربت منه، بدا
كأنه لا يريد أن يعطيني يده لأقبلها، فأخذت يده بالقوة وقبّلتها. فوضع يده على رأسي ودعا لي ألا أصاب بنزلة. برد الأمل، فأنا من سن السابعة عشرة حتى الآن لم أُصب بنزلة البرد. يا الله! حكى هذه القصة ويفتخر بها أن الشيخ دعا له. هناك شيخ دعا له وهو لا يعرف من يكون. على فكرة، لقد دعا له لأنه أصرّ على تقبيل يديه وما إلى ذلك، فابنه يقول له: أحضر لي واحداً. مثل هذا وأنا أُقبِّلُ قدميه فقط لكي لا تصيبني نزلة البرد لأنني أتعب منها وغير ذلك. أعطني قبلةً واحدةً على يده أو قدميه. ما هذه الدعوة؟ تجنب هذه
القصة. تأمل الآن، أربعين سنة لم يُصَب بهذا الشيء من الدعاء الذي دعاه، لا يعرف هو هكذا. يحس أن في كرمه، طبعاً سبحان الله، هذا إحساس رائع. أنا أريد أن أفهم، شخص ما وبعد ذلك سأجلس معه لأثبت له بمقتضيات المنهج العلمي الحديث أن هذا حدث بالصدفة. يقول لي: "لماذا أضيّق على نفسي وأعتبرها صدفة؟" هذا أنت. تشدد على نفسك، فأنا أعيش في نعيمها، وأؤمن بوجود الدعاء واستجابة الدعاء ووجود الله عز وجل وما إلى ذلك. لماذا تريد أن تبعدني عن هذا النعيم وهذه الجنة كلها؟ اذهب يا عزيزي بكلامك الفارغ هذا، لأن الواقع يناقضه، وأنت لا تتحدث عن الواقع ولم تدرس الواقع، بل
تريد أن تجعل لكل شيء سبباً. لا يوجد شيء يُسمى هكذا "وآتيناه من كل شيء سبب"، ولكن ليس "وجعلنا من كل شيء سبباً". لا يوجد فيه دعاء واستُجيب، فما الذي معك؟ ماذا عليك؟ ماذا يعني؟ وهكذا يا أخي، أشياء كثيرة كثيرة كثيرة كثيرة رأيناها عند هذا الشيخ وذاك الشيخ وذلك الشيخ. عندما أشرع في الحديث معك عن الأشياء التي شاهدناها، في الحقيقة رأينا أشياء كثيرة. لماذا نغلق الباب على أنفسنا؟ كان الشيخ صالح، رحمه الله، يأتي ويقول: "أغلقوا على أنفسهم الباب، أغلقوا على أنفسهم الباب"، فضاعت منهم الحلاوة، ضاعت منهم الروحانية الجميلة التي يعيش فيها الإنسان، التي يتحدث عنها أهل... والله لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها لكي يأخذوها، فهذا إحساس روحي وجداني
قلبي ضارع لا مزيد عليه. بارك الله فيكم مولانا، شكراً جزيلاً لحضرتك. وسأستعرض بحضراتكم إن شاء الله بعض إجاباتكم على سؤالنا على الفيسبوك: هل تؤمن بوقوع الكرامات؟ تعالوا معاً لنرى بعضاً من الإجابات. يقول علي عزة بعد بعض: نعم، إن لله عباداً إذا رفعوا إليه حوائجهم قُضيت حوائجهم. ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. نوران الحاشمة تقول: نعم بكل تأكيد، وأولياء الله دائماً حولنا ولكن أخفى وليه. بين عبادة السيد، فتح يقول: كرامات من شخص إلى شخص لا أعتقد أبداً، فتلك خرافات وفتح باب للدجل والشعوذة. أما كرامات للشخص نفسه فهذا جائز والله أعلم. رمضان عصام
يقول: نعم، ولكن هذا لا يعني أن تُبنى لهم أضرحة وتُقام لهم زيارات كما نرى للأسف. على أي حال، أشكر مداخلتك على هذا. على هذه المعلومات ومعنا هواتف ربما يكون فيها أمر مثل صلة، أي أستاذة يا مندى، تفضلي يا سيدتي. السلام عليكم. وعليكم السلام يا سيدتي، هل يمكنني أن أسأل سؤالي؟ تحت أمرك، تفضل، ربنا يكرمك. هناك فتاة عمرها ست سنوات، تركها أبوها ورحل، وأمها ذهبت وتزوجت وتركا الفتاة، تركاها لجدتها نعم، ولخالتها. هم أناس غير مختبرين إطلاقاً، يعملون ويساعدون في البيوت. يعني هل تُعتبر هذه الفتاة يتيمة؟ هل أستطيع أن آخذها بمعنى أنها يتيمة، يعني آخذها عندي أو أتعامل معها لأنها يتيمة وهكذا؟ وهل تستحق الزكاة؟ لا أعرف، يعني قليلاً في يوليو، هل تستحق من الزكاة؟ وهل.. حسناً، أهم شيء هل تُعتبر... يتيمة أم لا، حاضر. يتيمة أم لا، أو هل تعطيها
من زكاتك أم لا؟ نعم، هو موجود في القضية. الحياء وأبوابها موجودة، لكن أمنا فاهم هكذا. لك فيها أجر اليتيم، لك فيها أجر اليتيم. أنت تعرف أن هناك شيئاً يسمى الشهادة في سبيل الله، وهناك شيء يسمى له أجر الشهيد، الشهادة. في سبيل الله ذلك في الحرب مع الكفار ومع المفسدين، لكن له أجر الشهيد وهذا شيء آخر. فأنت لك أجر اليتيم، هذه البنت ليست يتيمة لأن أباها موجود وأمها موجودة، لكنهما كالعدم. الأم ذهبت وتزوجت والأب هرب وذهب في داهية، فهذه البنت لا بد من كفالتها. لكل المسلمين يعني المسلمين كلهم هذه في أعناقهم يوم القيامة، فإذا كنتِ ستصرفين عليها فتصرفي عليها من الزكاة، لا مانع من ذلك ولكِ فيها أجر اليتيم. أستاذتنا، تفضلي يا سيدتي. مساء السياسة، مساء السياسة، كيف حالكِ يا فضيلة الشيخ؟ أهلاً وسهلاً، جميل.
لا عليكِ، سامحني يا فضيلة الشيخ، أنا متعبة جداً. جارتي... إذا كنت لا حول. حظها الكلام. لي جارة تربي قطة ماء قطة في الشارع كلها. لما هو أمام البيت وحوالي خمسة وثلاثين قطًا، تطعمهم وتغذيهم وتعكسهم ولا تريد تمشيتهم. ثم هجموا علي بالأمس وأنا أحمل طعامًا، أحمل سمكًا معي. هجم علي ثمانية قطط فوقعت على الأرض. هجمت قطة. على رأسي جروح ورأسي تنزف، وكل جسمي مخدوش وعظمي من الذل. ذهبت إلى المستشفى، المهم لا أريد أن أطيل في الحديث عن الموعد. أنا مولانا فضيلة الشيخ، أنا الآن يقولون لهم اسمهم الحلال والحرام. أفدني أفادك الله ونوّر وجهك، لا حول ولا قوة إلا بالله. أنا معدودة من المضطهدين وهي لا تريد أن تذلهم. حسناً، حاضر يا ابنتي. هو الآن على فكرة ليس الحل هو السم
وما إلى آخره، لأنه لو سممتهم ستأتي قطط أخرى وستأتي مجدداً. هذا يستلزم وجود نظام، وهذا النظام نحن الآن نحاول أن نصنعه في شيء يسمى المأوى أو الملجأ. هذا هو الحل، هذا هو التفكير التأسيسي. الذي رقمه واحد نعلن فيه موقفنا من الحيوان، ورقم اثنين أيضاً لا يوجد عدوان من هذا الحيوان إلا على الإنسان. فهذه المخاوف وبنيتها وكيفية إدارتها وما إلى ذلك، لها القواعد التي نعمل عليها الآن، وإن شاء الله عندما يبدأ - وهذا قريباً جداً - مجلس الشعب، نحن أيضاً محضِّرون قانوناً. للرفق بالحيوان والتعامل معه كان لدينا ونحن صغار شيء يسمى الكلاب الضالة، فكان قسم الرفق بالحيوان يجمعهم
ويتعامل معهم بطريقة يسمونها ببروتوكول معين. إنه يتعامل مع خمسين قطة تأتي معها المرأة وتجرحها وتعضها وما إلى آخره، وتتركها في هذه الحالة السيئة من أثر العدوان، فهذا مرفوض ولكن. مع هذا الرفض إلا أننا لسنا ضد الحيوان ولسنا ضد الرعاية لخلق الله كلهم بما فيهم الحيوان، ولنا فيها طريقة، والقوانين هذه ستحمي البشر من هذا العدوان، وستحمي هذه الحياة من الإهانة أو المعاملة غير الحسنة. طيب، ماذا تفعل السيدة مرة يا مولانا؟ يعني هكذا تحرم. على ماذا تدخل؟ بالأكل وتدخل بالسمك وتدخل لا أعرف ماذا وتدخل باللحم. هل هذه
السيدة في كل مرة هكذا؟ نعم، مؤقتاً أنا... أنا أرى بقليل يعني خمسين قطة إلى خمسة والأخرى قطة. هذا شيء غير منطقي. يعني مؤقتاً هذه لها شكوى إلى البوليس، إلى الشرطة. يعني هذه السيدة مرة أنا نصحتها لأن في الأصل نحن... نزاع متبادل أصل سيكونون هكذا سيصومون حالة التوحش يعني يعني هكذا صحيح ولذلك فيما زالت الرفق بالحيوان يجمع هذه الأشياء والجمعيات المهتمة بالحيوان تجمعها فنتصل بهم ليأتوا ويصطادوا الخمسين قطة هؤلاء وينظفوا الدنيا منها وفي نفس الوقت لا يسمموهم قليلاً يعملوهم ولا تبقى فيه جرائم ضد الحياة طيب نتمنى لكن إذا سمحنا الزمان، اذهب إلى أي جمعية من جمعيات الرفق بالحيوان أو مكتب البيئة الموجود في المحافظة، واذهب وقل لهم واشتكِ. نعم، هم يعملون في ذلك الآن، يوجد قوانين صارمة وأشياء مماثلة. لكن هل يصح يا مولانا أن
يكون هناك جار يجمع خمسين أو ستين قطة ويطعمهم ويسقيهم دون أن نعرف؟ هل سنصعد أم ننزل ولدينا أطفال ونساء؟ أمعقول هذا أيضاً؟ إنه خارج عن المنطق تماماً. قديماً قال الحكماء: "كل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده". فبدأت البلاطة تُشكل مكانة وأُنساً للبيت، وكذلك بلاطة واحدة أصبحت الآن هذا الجمع كله، أو ينتج عنه حوادث وينتج عنه أخطار جسيمة ضد الإنسانية. وضد الصحة العامل وتحملها السيدة لربط القطط هذه كلها ولا للم تقول هذه كلها شكراً مولانا يا ربنا يا خديجة سيدة نوهب فضلي إذا السلام عليكم وعليكم السلام أنا عندي مشكلة كان كان بيني وبين زوجي خلاف أيام أيام ولادتي وولادة ابني وهو سمى على اسمه وعارف أنني لست أكرهُ اسم "ذاهب" لأنه مرتبط عندي بشؤم. أنا الآن أسأل: يعني كان هناك شخص قال لي أن ابني الذي احتسبته واسمه
عمر، سيكمل يوم القيامة باسم عمر ويكون اسمه في الجنة عمر. وأنا أناديه باسم "عيني". زوجي يرفض أن أناديه باسم ثانٍ غير اسمه. له محمود وحبل يحب الاسم هذا، هل هذا حرام أن هذا من أسماء الرسول؟ أنا متضايقة منه، وهل أنا لو ناديت له باسم تيمي وناديت له بعمر، هل هذا ثواب أم حرام؟ حاضر، حتى لو هو افتعل معي مشاكل لفترة، أتقبل أن هذا وأنادي له بالاسم الذي أنا؟ هل هذا حرام؟ حاضر. يا سيدي حاضر يا سيدي، أنا ماذا؟ أنا حاضر يا سيدي. طيب ابقَ معنا فضيلة الشيخ، تابع معنا. والله لقد تذكرتُ الآن مشهداً من مشاهد فيلم "رمضان مبروك أبو العالمين حمودة" للأستاذ محمد هنيدي، وهو يدخل الفصل فيقول للولد: "ما اسمك؟" فقال له: "اسمي تامر"، وبعد ذلك قال له: "طيب يعني لكن..." هو سمّاني كذا، قال: نفسه سيد، لكن يدلّعونني ويقولون لي:
يا جلال. نعم، فيعني... يعني نريد يا إخواننا أن نلتفت قليلاً إلى مشاكلنا الحقيقية. وعلى كل حال، تسمية الشخص بأسماء: هناك شيء يُسمى اسم الشهرة، وهناك شيء يُسمى اسم الميلاد، وهناك شيء يُسمى اسم كذا، ففيه سعة. نعم، سيد. تمو كريم، السلام عليكم. وعليكم السلام يا فندم. أولاً، أنا سعيدة جداً أنني أتكلم مع فضيلة الشيخ. الحقيقة أنني من مستمعي هذا البرنامج ومشاهديه جداً. ربنا يزيده خيراً وبركة يا رب. الله يحييك، تفضل. لديّ سؤالان، السؤال الأول: أنا كنت أعيش فترة في الخارج، وبعدها انتقلت بالفعل. الذكاء بشكل مُضايِق كل سنة ذكاء المال، وبعد ذلك انتقلتُ من هذا البلد إلى بلد آخر أبعد قليلاً. في الحقيقة أنني أصبح لي مثلاً حوالي
كم سنة، ثلاث أو أربع سنوات. في هذه السنوات الثلاث، أنا لست أدري، أتذكر هل دفعتُ فيهم الذكاء الخاص بك سويًا أم لا، يعني أنا أتذكر أنني دفعتها أولاً. سنة على سبيل المثال لكن السنة الثانية والثالثة أنا لا أدري أتذكرها إطلاقاً هل دفعتهم أولاً، والسنة الرابعة أنا لم أدفعها أصلاً لعدم المقدرة. فسؤالي هو: هل بسبب عدم التذكر الذي أنا فيه، هل ينبغي عليَّ أن أدفعهم يعني أقضي الدين الذي عليَّ، هذا دين؟ الذكاء بما أنني أتذكر إذا كنت قد قمت به أولاً أو من المفترض أن أقوم به، وعلى قدر علمي أيضاً يا حضرتك، أنني أعلم أنني أستخرج المال الموجود معي وأشتري به شهادة في بنك من البنوك، وأتعايش من فائدته التي من المفترض حسب علمي أيضاً أنه يجب علي أن أدفع عنها زكاة. ونصف في المائة على المبلغ كله أو عشرة في المائة من الفائض، فهذا هو الذكاء الذي أقوم به. لكن ما أسأل عنه
وأنا لم يحصل لي أحد، أسفل ما أسأل عنه: هل من الذكاء إذا تأخرت فيها أن أستطيع دفع الدين الذي علي من فائدة هذه الشهادة؟ إذا لم يكن لدي المبلغ، وإن لم تكن لدي المقدرة على المبلغ كله، فما التصرف الذي أستطيع القيام به؟ وجزاكم الله خيراً، حفظك الله سيدنا الكريم مولانا. مولانا، لقد نسيت إن كنت قد خرجت أم لم أخرج، فيبدو أنني لم أخرج، فيجب عليها أن تقضي الدين الخاص بالسنة الثانية والثالثة والرابعة، فهي غير قادرة. الآن تبقى في ذمتها إلى أن تستطيع، هل تستطيع من الشهادات الجديدة أو من الفوائد الجديدة أو العوائد الجديدة؟ نعم تستطيع لأن هذا دين في ذمتها مثل الدين البشري تماماً، ولكنه في حق الله سبحانه وتعالى الذي يمتلكه هم الفقراء في مجملهم والمساكين في مجملهم، ولذلك ستخرج السنة
الثانية. والثالثة والرابعة وستخرج على الوداية عشرة في المائة ومن الربح ويبقى عندها إلى أن تستطيع أن توصلها إلى مستحقها. شكراً لك، بارك الله فيكم مولانا. شكراً جزيلاً لحضرتك. الشكر عليكم طبعاً موصول، ونراكم على خير إن شاء الله. إلى اللقاء.