والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن العداء الإرهابي للتصوف | الحلقة الكاملة

أهلاً بحضراتكم وها هو اللقاء الجديد مع صاحب الفضيلة مولانا الإمام الدكتور علي جمعة وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف لنواصل معه هذه المسيرة وهذه القراءة للمنهج الأصيل لنضع حقائق على هذا الطريق الذي نمضي فيه سوياً معاً لتصحيح هذه المفاهيم ولنتساءل معه عن حقيقة العداء للصوفية عداء الوهابيين والتكفيريين للصوفية. ولماذا يناصبون التصوف العداء؟ هل فهموا التصوف؟ هل عرفوا أن الإسلام
شريعة وحقيقة؟ كل هذه الأسئلة سوف أطرحها على صاحب الفضيلة مولانا الإمام. أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. اسمح لي مولانا في البداية، العملية يسمونها عملية نوعية، انتقلوا - انتقال الإرهابيين - إلى ضرب المسجد والآمنين، الناس وهم يصلون سبحانه وتعالى بحجة أن هؤلاء من المتصوفة. هل أرادوا من خلال هذه العمليات النوعية إبعاد الناس عن المنهج الحقيقي وعن المحجة البيضاء؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. اللهم صل وسلم وزد وبارك. أراد الله سبحانه وتعالى فتح شأنهم. لدى العامة لدى المسلمين وغير المسلمين لدى العالم أجمعين أراد الله سبحانه وتعالى أن يفضحهم وأن يكشف الغطاء عن عقيدتهم الفاسدة الكاسدة وعن تصرفاتهم. كانوا
في أول الأمر يريدون أن يقيموا حكم الله، ويريدون أن يقاوموا الاستعمار ويقاوموا الصهيونية، ويتكلمون في الخلافة وفي الجهاد وفي الحكم بما أنزل الله وفي هذه الموضوعات التي بدأوا بها والله أعلم بنياتهم وما تكنه قلوبهم وعقولهم الخبيثة النجسة، هؤلاء الأوباش في الظاهر أنهم انتقلوا، لكن منذ البداية عندما يقتلون الشرطة والجيش، فهم يقاتلون شعباً، لأن الشعب هو الذي أناب هذا الجيش وأناب هذه الشرطة عنه، فهم يقاتلون شعباً. الآن انكشف الغطاء وافتضح أمرهم.
الحال لدى الكافة شرقاً وغرباً ولدى جميع الناس مسلمهم وغير مسلم، صحيح أنه انكشف الغطاء عنهم أنهم إنما يقتلون الناس بالفعل، سواء كان مثل العصابات الإجرامية ولكن هذه العصابة تتستر تحت راية الدين، ولذلك كانوا كلاب النار. تملك مال الدين ما تعلن أنك تريد فرض رأيك السياسي. على الناس بالقوة والسلاح والقتل والإرهاب، لا تقل هكذا بصراحة للناس. أنت منافق لماذا؟ لكن هذا لأنهم لا يستطيعون أن يقولوا هذا. لا بد أن يحتموا خلف شيء، ولم يجدوا أقدس من الدين ولا أعز
من الدين عند الناس ليحتموا به. العجب ليس في هؤلاء، العجب في من انبهر بهم. ولو في البداية العجب منهم أيضاً لأنَّ عندنا في البلد يقولون لك: خضَّر الجواب. قال: ما هو طالع بيَّن على وجهك. يا بان يا مضغ اللبان. ما هي واضحة من الأول. ما هي التي تحصل للانبهار في البداية هذه يا مولانا؟ لكي نحذر السطحية وعدم العلم لأنهم ما درسوا في... ماذا تعني المدرسة الدينية؟ فكل ناعق ومنافق يقوم إليهم ويخدعهم في الله فينخدعون له، هذه هي الحكاية. لكن هؤلاء الذين جاءوا إلى المسجد الراكعين الذاكرين العابدين ثم يقتلونهم لأنهم من درجة أهل الإحسان، هذا كلام مغفلين، كلام مجانين. لا تتخيلوا علينا، أنتم ستقتلون أهل الإحسان وتقتلون غيرهم.
الإحسان وستقتلون المؤمنين وستقتلون غير المؤمنين لأنكم تتشفون في القتل وتريدون دماء تسيل، ولذلك لا يمكن. وكما ذكرنا مراراً وتكراراً، واستغل الإخوان هؤلاء الذين يقسمون أنفسهم قسم في الظاهر وقسم في الحقيقة وكذا إلى آخره. الحق الشيخ يقول: اضربونا واعملوا لنا هذه التجزئة، انتبه، الخروج عن السياق صحيح. نحن قلنا إن هذا الكلام الذي يجري في سيناء لا يرضي الله ولا رسوله. انظر ماذا قال رجلهم! قال إننا سنحافظ على الخاطف والمخطوف. كلام تضحك منه الثكلى وتسقط منه الحبلى ويشيب منه الأقرع. والله العظيم، إنه كلام في منتهى الغباء
والعمى. ما هذا؟ هذا يؤلم القلب. هذا الأمر أم ماذا الذي يقول إنه الخطف المخطوف، الخطف المخطوف، الله! هذا شيء عجيب الشكل، ولكن هذه عقائدهم الباطنة. هذا هو نتاج التكفير الغبي، هذا هو نتاج حب الحكم وهم لا يعرفون ما الحكم أصلاً. الغريب أنهم يطلبون شيئاً لا يعرفونه، لم يجربوه، يعني نقول مثلاً أن هؤلاء كانوا ملوك والملك ذهب منهم أبدًا، هؤلاء أوباش الناس وأوباش الخلق. أنا أعتقد والله تعالى أعلم، وهذا مجال السياسيين والخبراء الأمنيين، أن هذه العملية الخسيسة التي تمت أول أمس، كأن أناسًا
قد دخلوا من قبل البحر، لأن هذا الكلام فيه رائحة عراقية، فلما طُردوا من الموصل. وتطردونهم من الدواعش ثم تطردونهم من هناك ثم تطردونهم من الموصل وتم طردهم من الرقة ودير الزور وأبو كمال في الشام وفي العراق. صحيح، أين ذهبوا؟ لم نرَ جثثاً ولم نرَ أناساً موتى. أين ذهب هؤلاء؟ ركبوا البحر ودخلوا، وحدودنا واسعة كثيرة، وهم منهزمون ومقهورون لهزيمتنا وفارّون أخذ الحجاج بن يوسف الثقفي في قتال الخوارج وإنهائهم، لا توجد فائدة، فهؤلاء
لا ينفع معهم لا كلام ولا فكر ولا غير ذلك. ما قمنا به بالأمس، وأحضرنا أكثر من عشرين كتاباً وأريناها للناس، وقلنا لهم إننا نعمل حتى لا يقتنع الناس بهذا الفكر النجس، نعم، حتى يعرف الناس المعنى. ما هو دين الله حتى لا يمل الناس من دين الله ويعلموا أنه رحمة للعالمين فعلاً وليس شعاراً ولا كلاماً فارغاً، وكذلك ليعرفوا كيف يعيشون هذه الحياة الدنيا عابدين لله محبين له، وأن يعبدوا هذا الإله سبحانه وتعالى جل جلاله، ويعمروا هذه الأرض وينشروا فيها الخير والنماء والسلام. والتعايش أنها تدرك معنى هذه العقيدة الصافية الوافية الكافية التي تكفي الإنسان لسعادة داريه الذي نتحدث عنه كله هذا أن هناك
عقولاً ضعيفة وتعاملت مع النص مع النص تعاملاً غبياً. يقول تقي الدين السبكي في شأن ابن تيمية أنه واسع الاطلاع، انظر الصفقة واسع الاطلاع لكنه لم يكن له شيخ يربيه، لم يكن لديه شيخ يربيه، ففهم من الكتب مباشرة وظل ضالاً، هذا ابن تيمية. ولكن كما قلت لك بالأمس، أنه كان متجهاً ناحية الضلال. يعني قلت لك بالأمس أن ابن تيمية خطا الخطوة الأولى نحو الضلالة، الخطوة الأولى فقط، وكان من الممكن أن نعيده. يقول الجُنيد: "لو أدركتُ الحلاّج لأنقذته بقشة أمام
أهل الطائفة". بقشة يعني أنه كان قادراً على أن يمنعه تماماً من قول الكلام الذي قاله، وأن يجعله تحت سلطان الشرع الشريف. ولو كان ابن تيمية حياً وجلسنا معه لهديناه ولو بقشة أيضاً، ولكان رجع لأنه... لديه القواعد ولديه العلم ولديه كذا إلى آخره، واحد من علماء المسلمين، لكن من سعة اطلاعه يا عزيزي ومن سعة معرفته وجرأته في الدين كما يقول تقي الدين بن السبكي، مع عدم وجود الشيخ حدثت فوضى كبيرة. كم هو مهم الشيخ يا مولانا؟ طبعاً لأنه ركن من أركان التعليم، هذا مثقف لكنه مستمر، الشيخ في حياة العالم دائماً حياً وميتاً، لأنه هو الذي يدرك كيف يطبق النص. ابن تيمية، سيدي، لديه نص يفهمه بالقواعد التي يملكها. حسناً، فهمتَ
النص، كيف ستطبقه؟ فكان منهجه عنيفاً، ولذلك تجد أنه عنيف في حياته نفسها، لم يتزوج وظل وحيداً. كان متفرقاً أي شخصاً متطرفاً، بمعنى أنه لم يكن سهلاً ولا ميسراً ولا ما شابه ذلك وما إلى آخره. كل هذا نتج من شيء بسيط، لكن مع تتابع الأجيال - ونحن لدينا نظرية تسمى تتابع الأجيال - جاء الذين بعده، وعندما ظهروا كانوا أسوأ منه، ثم جاء الذين بعد الذين اخسؤوا أخسّ منه، جاؤوا حتى وصلنا إلى سيد قطب. وسيد قطب هذا أصبح جاهلاً مركباً. قال حمار الحكيم: "لو أنصف الدهر كنت أركب، فأنا جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب". الحمار سيقول له هكذا. إذاً
نحن في أوضاع مزرية. تقول لي ما السبب لهذه الأمور إن... نحن في أجيال حتى الدواعش أصبح هناك من هو أخس منهم، الذين هم القادمون الجدد. يعني رأينا كيف كان شكل القاعدة، وبعد ذلك تطورت القاعدة وأصبحت ماذا، وبعد ذلك داعش، وكل واحدة قالت إنها أشد من أختها، كل أمة أسوأ من أختها، وها هي داعش، ها هي نهايتها السيئة. من تنظيم داعش أنهم يقتلون المصلين، وقتل المصلين هذا يقتضي لهم من الناحية الفكرية أن يُكفِّروا المصلين. كفَّروهم لماذا؟ يقولون ويشيعون أنهم صوفية، وهم لم يروهم صوفية ولا غير صوفية. لقد قتلوهم من أجل هذه الضجة ومن أجل هذا الألم فقط. يريدون ذلك. لكن أنت يا غبي، هذا خطأ عمرهم. نعم، هذا ما فعلوه هو خطأ العمر، لماذا؟ سيدنا،
إنه خطأ العمر، خطأ العمر لأنهم تحولوا إلى قتل الناس علناً بلا هذه الأمور. اليوم بعض الإخوان المسلمين وبعض القيادات من الخلايا النائمة وجدناهم في التلفزيون يستنكرون، يعني ليس إلى هذه الدرجات، الله! هذا ما قدمت أيديكم، هذا ما فعلتم. هذا حسن البنا يقول لك لا، حسن البنا بريء من ذلك. يعني أصبحوا فجين، يعني خسروا مساحات كبيرة من الناس وخسروا متعاطفين معهم من المغفلين، خسروهم وأصبح الجميع الآن ضد هذا الفساد وضد هذا الدم السخيف الذي يفعلونه وضد هذا التوجه
الغبي الذي يتبنونه. وها هي القصة، نحن قمنا بدراسات، هذه هي. أحضرنا علماء النفس وعلماء الاجتماع وعلماء العلوم الإنسانية والاجتماعية، وقلنا لهم: نريد أن ندرس هذه الظاهرة. فقالوا لنا: نعم، ندرسها. نحن نريد أن ندرسها أولاً من الناحية الشكلية. ماذا نعني بالناحية الشكلية؟ ظاهرة التطرف يا مولانا، ظاهرة الدواعش، ظاهرة الإخوان المسلمين، ظاهرة هؤلاء الناس الذين يقتلون. في الناس الذين هم هؤلاء الناس الفاسدون الذين قتلوا أهلنا وأولياء الله الصالحين وهم سجود، فذهبوا إلى ربهم شهداء، وكُتِبَ عليهم إثم القاتل في النار والمقتول شهيد. ماذا نفعل؟ قالوا لنا: ادرسوهم من الناحية الشكلية.
فقلنا لهم: ما معنى الشكلية؟ قال: الشكلية تعني أنك عندما تجلس معه ترى لماذا يفعل يعني هو يقول ماذا في هذا؟ سمع من الناحية الشكلية نعم، لكن بعد أن تسمع منه لابد أن تبحث في عقله، سمّوه التكوين المعرفي. إذن انظر أولاً إلى لحن القول، فمن لحن القول هذا سنعرف أشياء ستوصلنا إلى كيفية عمل عقله. ما هو هذا التكوين المعرفي؟ ما هو مكوّنه المعرفي رقم ثلاثة: طيب، هذا المكون المعرفي هو الذي يتحكم في السلوك. كيف يبدو السلوك؟ السلوك ربما هو نفسه لا يراه. أنا الذي أراه، أنا الذي أراه وهو يمسك البندقية ويقتل الإنسان. أنا موجود هنا وأرى ما
حدث في بئر العبد في العريش. ماذا يعني أنني أراه من الخارج؟ أراه ولست... أنا أدرك ما المقصود، فما هي الأمور التي تنضح بها الألسنة، وما هو التكوين المعرفي للشخص، ثم ما هو الترتيب السلوكي. ودعني أقول لك أين انتهى بحثنا هذا، وبعد ذلك، النقطة الرابعة قالوا: السمات الشخصية. لدينا أن هذه الشخصية، ما هي، يعني ما معنى الشخصية؟ قال لك: الشخصية مكونة من... عقلية ونفسية، حسناً، هذه عقليته ولها قياسات. هذه العقلية نرى مكوناتها ونقيسها. نقيس قوة ربط المعلومات، نقيس درجة الذكاء. يقول لك الـ "IQ"، وهذا يعني معامل الذكاء، أي ما هو
معدل ذكاء هذا الإنسان، لأنه من الممكن أن تجد شخصاً غبياً لا يرضى أن يفهم الواقع، وهناك العاطفة أيضاً. في معدل الذكاء ومعدل النضج العاطفي، أي الذكاء العاطفي، هناك نضج عقلي ونضج عاطفي، هناك عقلية ونفسية وبهما تتكون الشخصية. يعني النفسية تمثل العاطفة، والعقلية تمثل العقل والذكاء وربط المعلومات وثقافته وبيئته وكيفية تفكيره وأين القواعد المنطقية الخاصة به. فبدأنا ندرس هؤلاء الأطفال، ندرسهم يعني والعياذ بالله. تعالى، هؤلاء يعني هم في صورة بهيمية مثل البهائم، إذ لا توجد روح، ولا توجد عاطفة، ولا يوجد جمال، ولا توجد حلاوة، إنه
ليس إنساناً، فهو يقتل ويقول: تعال، ما هي مشكلتك؟ قال لي: أنا ألخص لك الكلام، أي أقول لك نتيجة ما حدث. وأنا سأصنع سيناريو لنرى ما الذي حدث. إن ما حدث هذا نحن نقضي في دراسته خمس أو ست سنوات الآن. ماذا يا ابني حبيبي، ما الذي... وطبعاً هذا عن طريق ماذا؟ عن طريق اللقاءات وعن طريق كتبهم وعن طريق الأفعال وعن طريق الترتيبات وعن طريق كل شيء. ملخصها ماذا؟ تعال يا بني، أنا أمثّل الآن للمشاهد لكي يفهم ببساطة. أنت غاضب منا لماذا؟ كفى الله الشر! ما هذه الحكاية؟ قال إن كل زعماء
الدول الإسلامية السبع والخمسين عملاء للاستعمار! أهكذا؟ أليس هناك أحد منهم يُعتمد عليه أو يُرجى منه خير؟ قال: أبداً، لا يوجد، كلهم كذلك. عملاء للاستعمار، فهذا هو الشيء الذي أزعجني منه. اسمع يا بني، إذا كان هؤلاء عملاء للاستعمار، فلماذا طردوه؟ أي بمعنى عندما احتل الإنجليز البلاد، كان لدينا رئيس وزراء، ولا مانع من أن يتعاون مع الإنجليز ويتعلم هناك ويرسل ابنه للتعلم ويرسل غيره إلى آخره، لكن هؤلاء الناس جلسوا. معهم وقالت
لهم: "حسناً، أنتم أقوى منا وقد جئتم بالجيوش التي لم نستطع أن نصدها، ونحن لسنا أهل صناعة سلاح وأنتم أهل صناعة السلاح، فلماذا لا نتفاوض؟ ماذا تريدون منا وماذا لا تريدون منا؟" ولو السماء. وجلسوا يتفاوضون، وكان الذي يجلس مع الإنجليز هؤلاء ويميل إليهم أو ينفذ... لديهم أغلب طلباتهم ويقولون عني إنني أتصرف كالإنجليز إلى هذه الدرجة، وهو رجل مصري ويريد أن يحل أمراً ولكن بأسلوب هادئ. لماذا؟ لأنه ليس لدينا قوة تستطيع أن تفعل هكذا. قال لي: "أنا لديّ قوة الآن". فقلت له: "لقد نجحت، أنت نجحت، أنت تعمل منذ سنة ثمانية وعشرين، جمعت الناس
وسلّحت الناس ودرّبت الناس وجعلتها دماء. نجحت، نعم. الذي يرد الآن هو عوض، وهو من أعضاء الجماعة الإلهية. نعم، قال: "لا، لم ننجح، ولكن إن شاء الله سننجح". قلت له: "حسنًا، النبي عليه الصلاة والسلام عندما أجرى الله على المؤمنين لمخالفتهم الهزيمة في أُحد، انتصروا في نفس أُحد". وأدرك المسلمون المشركين في حمراء الأسد فدخلوا مكة فزعين. يعني هم انتصروا في أُحد ثم قال لهم: "يا أبناء، من انتصر منكم فليخرج لي ويلاحق هؤلاء الناس ليأخذوا ثأرهم منهم". فقدرنا أن نأتي بالفلول من آخرهم هكذا، فأصبحوا يدخلون مكة خائفين، وليسوا منتصرين، وليسوا يزغردون، بل هم خائفون. ها هو ابني النص
الذي صنعه الله عندما ضيّق عليهم قليلاً وأنهم أُعجبوا بكثرتهم في حُنين أيضاً، جعلهم في النهاية يكسبون ويربحون. النبي غزا ثمانين غزوة كلها انتصر فيها، حتى أُحُد انتصر فيها، لكن أين نصر الله لكم؟ هنا يحدث للشاب منهم نوع من أنواع الصدمة ويقول: "لا، نحن ما..." أهذا لا يدل على أنكم على الحق؟ حسناً يا بني، أنت أيضاً لست على الحق لأنكم لا تنعمون بالنصر، والنصر هكذا متأخر منذ سنة ثمانية وعشرين حتى اليوم، وكلما نجحتم في شيء ظاهري تظنون به أنكم قد وصلتم. لا تتسرب يا سنيننا من بين... تجد
أيدينا زَقْبَق المصري الذي لا تجده في يديك، وهذا كله في العالم كله يكون بأمر الله أن ينصرك أو يمكّنك يا ابني يا حبيبي. هؤلاء الناس، عبد الناصر هذا عندما جاء طرد الاستعمار، وكانت هذه الطردة هي التي حببت الشعب فيه، لأن ذل الاحتلال هذا ذل فظيع جداً. يعاني إخواننا الفلسطينيون تحت الكيان الصهيوني النجس الآن ذلاً عجيباً. عندما ذهبت إلى القدس وجدت الإسرائيليين واقفين على أهبة الاستعداد، يضع أحدهم يده على الزناد وهو واقف في إشارة مرور. فالاحتلال غبي ومقيت، عندما يكون أمامك هذا الاحتلال ضاغطاً على
نفسك، فجاء جمال عبد الناصر وطردهم سنة أربعة وخمسين وأبعدهم. الجلاء ورحل الجلاء وما إلى ذلك، فمن الذي قال لك أن هذا يخص الاستعمار؟ يحكي المرحوم حسن عباس زكي رضي الله عنه أنه كان يدخل على جمال عبد الناصر وكان وزير اقتصاده، فيجده يذرع الغرفة ذهاباً وإياباً، وهو على الباب لم يره بعد، وهو يفكر في كيفية التعامل. مع الأمريكان ويصدهم ويردهم ويفعل وكذا إلى آخره يقول: حسناً، ولو فعلوا كذا. يتحدث مع نفسه، دعه يتحدث مع نفسه. يا بني، ما رأيناه أن هؤلاء الناس جميعهم مثل حسني، أو لأنه كان أنور السادات، أو لأنه كان حسني مبارك، أو لأنه كان مثلاً كل الناس ضد هذا الاستعمار محبين لبلدهم
فأنت تكذب عليّ الآن، أنا أرى الصدق عندهم لا عندك. أنا رجل ها أنا ذا، لست حاكماً ولست منكم. أنا أرى أنهم هم الصادقون. فهذه أول علة، وهذا الرد عليها: أنهم يتوهمون أن هؤلاء الحكام كلهم أعوان للاستعمار، يعني عدو وهمي أمامهم يحاولون محاربته. يفهمون، كل ما بينهم. هكذا الشباب الذين ينتمون للإخوان يُفهِمونهم هكذا، نعم بالضبط، لكي يكون ذلك مبرراً وذريعة لهم لعمل انقلابات وصدامات حتى يمسكوا بكرسي الحكم الذي هم متعلقون به كثيراً. ولذلك، يا للأسف، الله يكون في عونهم عندما فقدوا كرسي الحكم بعد سنة واصطدموا بالواقع المر. الله يكون في عونهم، أي ارحموهم.
يا إخواننا هذا رقم واحد أصبح يقول الذي بعد ذلك السؤال التالي كل الزعماء الذين أمامك هؤلاء دعنا من الاستعمار نعم هؤلاء محبون للصهيونية العالمية كيف يا بني محبون للصهيونية العالمية يعني هل مثلاً أنور السادات أو مثلاً عبد الفتاح السيسي أو مثلاً الملك فاروق أو جمال عبد الناصر أو معذرة يا بني، مع من تحدثوا؟ ألا تخبرني. حادثة كهذه، أنا الآن لدي توقيع حسن البنا على بروتوكول تعاون بينه وبين هتلر، والوثيقة موجودة ونشرتها المخابرات الألمانية. أين أنت إذن من الصورة التي أُطلقت لعبد الناصر أو للسادات أو للسيسي وهو عميل صهيوني أو
غير ذلك إلى آخره، وعبد الناصر... سيضحي بتاريخه وسيضحي بسلطانه لكي يُهزم هذه الهزيمة في سبعة وستين، والذين هزموه يكونون الصهاينة، ويكون هو عميلاً للصهاينة. أليس يا بني هذا الكلام كلام المغفلين؟ أليس يا بني يا حبيبي أن هذا ليس له واقع وإنما هو محض خيال؟ حسناً، ألم نحارب إسرائيل في ثمانية وأربعين؟ طبعاً نحن لم إسرائيل في ستة وخمسين، هذه ثلاث دول، ثلاث وثلاثون. نحن لم نحارب إسرائيل في سبعة وستين طبعًا، ونحن لم نحارب إسرائيل في ثلاثة وسبعين. يا بني، هل تعرف ماذا تعني الحرب؟ هل دخلت الجيش؟ هل جلست مع جنود الجيش المصري في ولائهم وحبهم لكل ذرة من أرض مصر يا. بني، لا تجنني.
أنت الآن، هناك أناس دخلت أربع حروب، فوقفت قوى الطغيان ضدنا جميعاً في سبع دول عربية كانت تقاتل وانهزموا جميعاً. كان الإنجليز يعطون السلاح للطرفين، سلاحاً نصف قوة هكذا، يعطونه للعراق ويعطون للجهة الأخرى سلاحاً. فهو في وعد بلفور، فيا بني من الذي قال لك إننا لماذا تحولنا وفشلنا؟ أنت تعتبر أننا أحباء للصهاينة - لعنة الله عليهم - فيقول: "هم قالوا لي هكذا". هل معك إثباتات؟ هل معك أشياء؟ فيجلس ويقول: "لا يوجد، لا يوجد". هذا مكوِّن من المكونات، نحن نقوله لأجل أن نعمل عليه، لأجل أن نصنع الأفلام الوثائقية الخاصة
بهذه الحروب، لأجل أن في المدارس، ماذا فعلنا؟ وماذا خسرنا؟ وكم بذلنا؟ وما هي الأسباب؟ وما هي الحكاية والرواية؟ ثم عندما يأتي شخص أحمق مثل هذا، يصنع له عنواناً، فيجد الولد قد حصل بمفرده على درجة ثلاثة أنه ضد وحدة الدول الإسلامية التي كانت في دولة واحدة أيام الخليفة العثماني، والآن أصبحت دولاً متفرقة. إقليمية متشرذمة، نحن نقبل الذي ضد الوحدة. حسناً، هذا الشعار الخاص بنا في مصر مثلاً كان "حرية اشتراكية وحدة"، الشعار الذي نُعلّمه للأطفال في المدارس. يا بني، يا بني تذكر أننا قمنا بوحدة مع سوريا،
وقمنا بوحدة مع السودان، وقمنا بوحدة مع ليبيا، وأنشأنا اتحادات. نحن الذين أنشأنا جامعة الدول. العربية وأصبح مقرها في القاهرة. نحن الذين أنشأنا الدفاع المشترك وهيئة التصنيع العربية المشتركة والقوانين الموحدة العربية. يا ابني يا حبيبي، عيب ما تقوله هذا لأنه ليس له واقع. النقطة الرابعة: أنتم ليس لديكم عدالة اجتماعية. حسناً، هو الذي يقول هكذا، هو الذي يقول هكذا، نعم لأن... سنتبع الحوار والسيناريو كيف يسير، ولأننا لا نملك عدالة اجتماعية، ونحن لدينا عدالة اجتماعية، وسأخبرك كيف. ألم نقل إنه يجب أن نضع دستوراً يكون جميع المواطنين متساوين
أمامه؟ هذه هي العدالة. ألم نقل إنه لكي نضمن السلطات الثلاث في الدولة، يجب أن نفصل بين السلطة. القضائية والتنفيذية والتشريعية، هذه هي العدالة. ألم نقل إن هناك واجبات وحقوق؟ لقد أنشأنا شيئاً يسمى التأمين والمعاشات، وهذه هي العدالة. ألم نضع قوانين للعمال حتى لا يُتركوا في الشوارع؟ هذه هي العدالة. حتى من ضمن السعي نحو هذه العدالة جعلنا عقد الإيجار... الذي هو ربنا خلقه مؤقتاً وجعلنا دائمين حتى يكون لدى الناس عدالة وتعرف كيف تفعل ذلك. الملائكة الآن يصوتون ويقولون: لا، هذه ليست عدالة. طبعاً كان ذلك في حينه ضرورة اجتماعية، والآن سيتغير.
فور أن عرفنا ذلك سنة ستة وتسعين ونحن نغير القانون، فهذه هي العدالة: تغيير القانون. بالإيجار الجديد الذي هو خطوة، وبعد ذلك صدرت تشريعات إلى آخره تسعى إلى العدالة. هذه العدالة يا بني ليست عندنا فقط، فقد كان لدينا بالكاد ألفان وخمسمائة قاضٍ في بداية القرن العشرين، أما اليوم فلدينا نحو عشرين ألف قاضٍ. أنت هبني، أنت لم تأخذ... قد يكون غير منتبه، لكنه سمع كلمة، وعندما نشرح له معنى الكلمة التي سمعها، يستغرب كثيراً ويقول: "يا الله، كيف لم أفكر في هذا؟". هذه هي النقطة المهمة. لقد ذكرنا أربعة من أصل عشرة، وأمامنا ستة نقاط مهمة جداً لكشف هذه
الشخصية وتعريتها، الشخصية التي تنضم لهذه التيارات. التي تُدَلْجِنُ أبناءها وأصحابها، ولكن بعد الفاصل نتعرف على تفاصيل أكثر، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم في برنامجنا. قلنا أربع نقاط مهمة جداً، وفصّلنا ست نقاط لكي نعرف طبيعة الشخصية، طبيعة المرض الموجود، يعني عفواً، هذا المرض المستوطن بداخلهم. حسناً يا بني، عرفنا أن النقاط الأربعة مخالفة للواقع، ما هي؟ ثانياً، قال: أنتم تحكمون بغير ما أنزل الله، وربنا قال: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون". قلت له: حسناً، أبو مجلس يروي عن ابن عباس قوله:
"كفر دون كفر"، وهذا حبر الأمة وابن عم رسول الله والذي فقهه ربنا في الدين. وقال: هذا القاضي يرتشي، قاضٍ وارتشى. معصية ففي كفر دون كفر، فهل رأيتنا في يوم من الأيام ننكر على الله أحكامه أو نسخر من هذه الأحكام، أو أننا نتفلت من هذه الأحكام؟ قال: ما أنتم لا تقطعون يد السارق. قلت له: تطبيقاً للشرع الشريف. قال لي: أعوذ بالله، هل الشرع قال لك ما... لا تقطع يا هذا السارق، قلت له نعم، قال ادرأوا الحدود بالشبهات. هو لا يعرف أن هذه من أجل هذه، وهو لا يعرف أن هذه من أجل هذه. السؤال الوحيد هو: أين الحدود؟ وليست بالطبع تُطبَّق
الحدود. أين هي؟ قلت له انتبه، مصر لم تطبق الحدود منذ أكثر من ألف. منذ ألف ومائتي سنة في مصر، لم يُقم حد - لا حد الزنا ولا حد السرقة ولا أي حد آخر. قال: كيف هذا؟ هل عبد الناصر هو من أوقف الحدود؟ هذا الكلام السخيف الذي سمعه. قلت له: لا يا حبيبي، هذا النبي عليه الصلاة والسلام. وضع شروطاً شديدة لضمان إقامة الشرع الشريف. فالسرقة تستحق قطع اليد وعقوبتها قطع اليد والحد الخاص بها قطع اليد، وهذا يجعلني أستعظم السرقة جداً ولا أمد يدي لا على قليل ولا على كثير،
لئلا أكون كمن أُهدرت يده. خلاص، إذا لم أحترم يدي فستُهدر. فماذا سأسرق إذن الذي يساوي أن لا يوجد مالٌ في الأرض يساويها، فربنا يقول لي: احذر، فإذا ارتكبت الفاحشة وأنت متزوج، سيحدث لك إنهاء لحياتك. يا لها من جريمة كبيرة! ثم وضع بعد ذلك شروطاً بأنه يجب أن يكون هناك أربعة من الشهود العدول. يقول التنوخي في "نشوار المحاضرة": كنا ندخل البلد فنجد أربعين شاهداً عدلاً عندما كان يدخل البلد من هذه البلدان يجمع الناس الوجهاء الصادقين الذين لهم شهادة عادلة عند القاضي فيسجلهم عنده بدلاً من الشهر العقاري. إذا أردت أن أتزوج أو
أردت أن أبيع أو أردت أن أشتري، أذهب إلى اثنين منهم ليوقعوا لي على الشيء الذي نقوم به، فإذا حدث خلاف بيني وأذهب إلى القاضي فيقول لي: "من الذي شهد عليهم؟" فأقول له: "فلان وفلان"، فيقول: "نعم، هؤلاء موجودون من الأربعين العدول، من الأربعين العدول الذين تم تصنيفهم وتسجيلهم". نعم، هؤلاء أصبحوا بعد ذلك مؤسسة اسمها الشهر العقاري. هذا إبداع يا مولانا، واسمه كاتب العدل. الله، في بعض البلدان بعد ذلك نفس أصبح بعد أن كَبِرَ في السن ودخل البلاد لم يجد إلا الاثنين والثلاثة فقط، وأين الباقي؟ الباقي تغيرت الأزمان عليهم، الذي أصبح يعني ليس عنده دقة، والذي ليس عنده وقت، والذي ليس عنده وجاهة، والذي يرتكب بعض المعاصي مما تقدح
فيه هو نفسه، الذي أين الله؟ الأربعون الأتقياء الأنقياء الشهود العدول هم الذين سنبني عليهم الحدود، وسنبني عليهم العقود، وسنبني عليهم كذا وكذا لا يوجد غيرهم، فسننص عليهم في هذا. هل قرأت يا بني هذا الكلام؟ يقول لك: لا، أول مرة أسمع. حسناً يا بني، نحن نحكم بما أنزل الله حتى لو لم نكن نقيم لا نقيمها لأن الله أمرنا، وهكذا فينتقل إلى القوانين الوضعية. يا مولانا، هذا عندما يكون، ماذا يكون؟ عندما يكون فيلسوفهم يقول لي: حسناً، لماذا تقيمها السعودية إذن؟ هل تنتبه؟ قلت له: وما الذي جعلك تفضل التجربة السعودية على التجربة المصرية؟ هذه تجربة وتلك تجربة، لكن التجربة... متوائمة مع أشياء كثيرة جداً، نحن لدينا
نظام قضائي معين وعندنا نظام شهادة معين لا يصلح معه أن أتهور فأطبق الحدود الشرعية فأكون مخالفاً للشرع. من قال لك إن هذه الأمور أثيرت في البرلمان عندما وُضع القانون الجنائي سنة تسعة وأربعين؟ لماذا يا إخواننا لا نأخذ بالحدود؟ وكانت وجهة نظرهم هكذا أننا في عصر شبهة لفقد الشاهد ولفقد القاضي المجتهد ولكثرة الناس ولقلة التعليم، كلها أمور شرعية يا مولانا، لكثرة المظالم التي في حقوق الناس إلى آخره. يا بني، فالشرع هو الذي يقول لي هكذا، لا، وعلمنا عمر والنبي يقول: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين". مِنْ بَعْدِ أن يَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ،
عَلَّمَنَا عُمَرُ أَنْ نُوقِفَ الْحُدُودَ، فَنَحْنُ مُوقِفُونَ لِلْحُدُودِ. نَحْنُ لَسْنَا مُنْكِرِينَ يَا ابْنَ الْحُدُودِ، وَأَنْتَ قَادِمٌ تُرِيدُ أَنْ تُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ حَيْثُ سَتُطَبِّقُ الشَّرِيعَةَ مِنْ غَيْرِ شُرُوطِهَا، كَمَنْ صَلَّى مِنْ غَيْرِ الْوُضُوءِ بِالضَّبْطِ وَهُوَ يَعْلَمُ. آهِ، هَلْ يَصْلُحُ هَذَا؟ لَا. مَا الَّذِي بَعْدَ ذَلِكَ ما الذي تقول؟ أنت ضد الخلافة الإسلامية؟ قلت له: نحن الذين ضد الخلافة الإسلامية؟ الخلافة الإسلامية آخرها كانت في مصر عندما كان موجوداً الخليفة العباسي، وهذا الخليفة العباسي عندما دخل سليم خان أخذه معززاً مكرماً إلى اسطنبول إلى أن مات. وما إن مات سليم خان حتى أعلن أنا الخليفة، وقلنا... له ما شأنه أن نتوحد تحت قيادتك أفضل من أنه لا يوجد قيادة. واستمرت هذه
الخلافة العثمانية حتى السادس من مارس سنة ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين، حين جاء إلى تركيا من عامله الله بما يستحقه، ودعا إلى أن تكون تركيا للأتراك فقط، وانتهى الأمر، وليست لنا علاقة بالخلافة. فتحرك على وصدرت فيه مجلة وصدر منها عدد رقم واحد وعدد رقم اثنين، رآهما وقال لي: "إنها المرة الأولى التي أسمع بها"، يعني أيضاً لم يرهما، بمعنى أنكم لا تبحثون ولا تعملون. نعم، لقد علموهم أن يكونوا أسوداً مثلهم. من هم؟ الإخوان. حسناً، وهل رأى الإخوان هذه المجلة؟ نعم، من بينهم من لماذا لا يتحدثون عن هذا بهذه الطريقة؟ لأنه ضد هدفهم. ما هو هدفهم؟ كرسي الحكم، أي إنكار الحقائق وترويج
الأكاذيب وضياع الأمة. ولذلك حسابهم عسير عند الله. يقول لك: "لا، لا، تقل للناس هكذا"، يعني أنتم تخادعون الناس. حسناً، فعندما حدث مؤتمر الخلافة، دعا من كل الأقطار. في مؤتمر الخلافة جاء سيدي محمد بن الصديق الغماري والد الشيخ عبد الله ووالد الشيخ أحمد الذين هم مشايخنا، قدم من هناك من طنجة وحضر مؤتمر الخلافة في مصر. انظر، من المغرب جاء ومن ماليزيا، وحضروا المؤتمر في مصر من كافة أركان العالم الذين قالوا له إن الخلافة قد ذهبت. يا أبناء، نريد أن نعيد الخلافة، وبدأ السذج يقولون: "لا، هذه لعبة صنعها الملك فؤاد ليصبح خليفة". حسنًا، فليكن خليفة، ما المشكلة في أن
يصبح خليفة؟ هو ابننا بعد كل شيء. ألسنا نحن من أسّسنا حكمنا، وحكوماتنا دعت إلى عودة هذا الأمر. فشل مؤتمر الخلافة بسبب عدم وحدة المسلمين وعدم فأُقيم مؤتمر خلافة آخر بعدها بسنة في الهند، فتدخل فيه الإنجليز ووضعوا بصمتهم عليه فأفسدوه. أتسمع يا بني عن مؤتمر الخلافة الذي أقيم في القاهرة أم تسمع عن مؤتمر الخلافة الذي أقيم في الهند؟ لا. فكيف نكون إذن ضد الخلافة؟ بعد ذلك حاولنا الوحدة بين بلدين فقط، لكنهم لم يصبروا أطراف وقاموا بمؤامرات وأشياء مثل ذلك، فأنتم بمجرد أن تمسكوا بزمام الأمور ستتمكنون من احتواء هذا الدور كله، أم
ستجلسون تقتلون الناس والناس تقتلكم؟ إذاً يا بني أنت تتحدث كلاماً خيالياً. وبعد ذلك، هل من الضروري في كل عصر أن نقيم خلافة؟ هل النبي عليه الصلاة والسلام قال غير ذلك؟ قال النبي: "فإن كان في الأرض خليفة، فالزم الخليفة ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك، فإن لم يكن في الأرض خليفة، فالهرب الهرب". هو لم يقل لك اذهب واصنع داعش وغشًا، بل قال لك اذهب واجلس في بيتك. يعني أنقاد إلى المقاصد كالخرفان؟ قلت له: لا، تذهب برجليك أيضًا كالخرفان. إلى المقصرة لا تُقاد ولا شيء، دعها تمشي برجليك لأنك عصيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم، من يا بني
الذي قال لك أن تذهب وتؤسس جماعة لكي تستولي على الحكم لكي تفعل وتفعل؟ إنك ترى لنفسك حولاً وقوة، ولا حول ولا قوة إلا بالله يا... بني، أنكر المنكر وأمر بالمعروف وادعُ إلى الله وأقم الذكر والفكر في حياتك، ولذكر الله أكبر، وحافظ على الفرائض وعش يا بني كما أرادك الله ورسوله، فالله ينصرك والله يُمكِّنك. أبداً، ليس من الضروري أن تأخذ المُلك يا بني، فربنا لم يقل هكذا، بل قال: "يؤتي الملك من يشاء"، التي ستأخذ المُلك ولن تستطيع، هل لديها الشرط لأخذ المُلك؟ هل لديها الشرط أن تسود؟ لا، أنا لست فاهماً إلى هذه الدرجة، لست فاهماً إلى هذه الدرجة أنه يعرف أنه فاقد الشرطية أو فاقد المعرفة. لا، هذا يعني أنك تتحدث في مستوى فوق
إدراكه. ماذا أيضاً يا بني مما أخذته؟ علينا لأنه اتضح الآن أننا لسنا عملاء للاستعمار ولا لإسرائيل ولا لدينا ظلم اجتماعي بمعناه الذي تم، بل بالعكس، إن الدولة الحديثة أقرب إلى الإنسانية وإلى العدالة الاجتماعية من أي شيء، وأننا لدينا حكم بما أنزل الله، وأننا مؤمنون الآن بوحدة المسلمين وبأن الخلافة نمط. من أنماط الحكم وأنه يجوز أن نعمل اتحاداً، أو نعمل فيدرالية، أو نعمل عملاً مشتركاً، أو نعمل منظمة التعاون الإسلامي. فصل: عمل منظمة التعاون الإسلامي هذه التي كان اسمها منظمة المؤتمر الإسلامي بديلاً عن الخلافة. بقسم اجتماع ونرى شؤوننا، ماذا نفعل بكل الدول السبع والخمسين، فالمسلمون
فيها ماذا نفعل بهم صيغ كثيرة يمتلكها علينا عبد الرزاق السنهوري الذي يكفرونه، وهذا الشخص حصل على الدكتوراه في هذا الموضوع. بعدما انتهت الخلافة، ماذا سيفعل المسلمون؟ حصل على شهادته من السوربون وله قراءات في هذا الأمر قريبة من منظمة المؤتمر الإسلامي التي تسمى الآن منظمة التعاون الإسلامي. توجد صيغ كثيرة للتعاون وللوقوف معاً في المجتمع الدولي هي لا يرفضها الشرع ولا يرفضها العقل، لأنهم دائماً يقولون: هذا ضد الشرع، هذا ضد الدين، هذا أمر محدث لم يحدث. لقد تعلمنا في صلح الحديبية، تعلمنا في الحديبية أشياء كثيرة جداً تحتاج إلى دراسة أيضاً. صحيح التفاوض، ماذا يا بني أيضاً؟ قال: أنتم... لماذا لسنا موحدين بالله؟ لماذا لسنا موحدين بالله؟ ألا إنكم أنتم لا
تؤمنون بالتوحيد المثلث. حسناً، إذا كان مثلثاً فكيف يكون توحيداً؟ ما معنى توحيد مثلث يا مولانا؟ توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الصفات، فأصبحوا ثلاثة: هم الألوهية والربوبية والصفات. حسناً يا بني، هذا مثلث إذاً. هذا الذي تقوله هو فيكون هذا التوحيد ما هو؟ وبعد ذلك، لم يقل العلماء هكذا. لا شأن لنا بالعلماء. السلف الصالح الذي تستخدمه أحياناً كثيراً لم يقولوا هكذا يا أبي. لا شأن لنا بالسلف. إذاً بمن نهتم؟ بالخوارج؟ ولماذا ابتدعوا هذا التوحيد؟ لكي يقول لك: نعم، لا بأس، أنت... موحدٌ بالله ربوبيةً لكنك لست موحداً به ألوهيةً، وما دمت لست موحداً به ألوهيةً فأنت مشرك، إذن نقتلك يوم الجمعة. عقيدتك فاسدة، ولأن عقيدتك فاسدة... آه! من يا
ابن الذي قال هذا من علماء الأمة؟ يقول لك ابن تيمية؟ نعم، ابن تيمية لم يقل هذا بهذه الفجاجة التي أنتم تفهمونها. ولا بهذه الطريقة التي تقولونها، ثم إنه مخالف فيه بقية الأمة. لماذا تنقل الرأي الشاذ الضعيف الذي يترتب عليه البلاء وتترك الآخر؟ فيبدو إذاً أنك صاحب هوى. وماذا أيضاً؟ قال تاسعاً: وعد الله لنا بالتمكين والنصرة. أنا عندما أقرأ القرآن أشعر أن الله يخاطبني بأنه سيمكنني في الأرض. وسينصرني، حسناً، أشعر بذلك، نصرك، مكّنك، بينما أنتم جالسون في الخذلان المبين ها هو، وكلما مثلتم هذه التمثيلية السخيفة
كلما أنزل الله عليكم العقاب، ماذا سنفعل إذن وقد جعلنا الله وكيلاً، سنصبر كما صبر نوح عليه السلام، والله سنصبر ألف سنة في بلائك هذا، حسناً، سيدنا نوح لم يقاتل قومه بل كان جالساً في وسطهم يدعوهم بالسياسة ويصبر عليهم، وجاء جيل بعد جيل تسعمائة وخمسين سنة. لكنك أنت تقاتل الناس، فالناس ستقتلك فتذهب إلى الله وقد غضب الله عليك. ما هي العاشرة؟ قال: نحن أحق منكم بالحكم. لماذا؟ لأننا أناس أتقياء نعرف ربنا، لكنكم أناس غير... أتقياء، فالذي يعرف ربنا قلنا له: طيب، هذا الحكم ليس أنت الذي تسعى إليه، هذا الحكم
يأتي إليك. "يُؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء". أتفهم؟ فليست أنت. هذه العقلية التي نستطيع أن نقول عنها إنها العقلية الشكلية. الكلام الذي... يتوسع به ويتباهى به سواء في كتبه أو في جلساته أو غير ذلك، وهذا ما يجعل هذا الإنسان قاسي القلب عنيف التصرف، كل هذا سنراه في العشرات المربعة الثانية هذه. لقد ذكرنا واحدة وقلنا فيها عشر نقاط، بعد ذلك ماذا؟ حسناً، التكوين المعرفي، هذا هو رقم اثنين. حسناً، يعني قبل أن ندخل في التكوين المعرفي لمولانا الإمام، ودعني أسأل أسئلة من خلال العداء لمفهوم
الصوفية بشكل مطلق أو بشكل متشدد للغاية. المتشدد دائماً يتشدد ويرى أن الصوفية لا وجود لها في الإسلام أصلاً، ولكن دعني أذهب إلى فترة الثلاثينيات والأربعينيات ما دام أننا سنقرأ التاريخ، وقراءة التاريخ يقول: أليس كثير من الناس في الثلاثين والأربعينات ذهبوا إلى الإخوان الجماعة الإرهابية؟ لماذا ذهبوا؟ ذهبوا لأنهم دخلوا تحت راية التصوف، نعم، فكان حسن البنا والده شارحاً للطريقة الوظيفية الزروقية، نعم، ولم يشرح الطريقة الزروقية ويطبعها إلا والده أحمد البنا، فأحمد البنا شرح هذا الأمر وهو موجود في الأسواق. وكان لديه مكان صغير يجلس فيه في حارة الرسام، كان اسمها حارة الرسام، خمسة حارة الرسام. فكان يجلس فيه لكي
يُخرِج مسند الإمام أحمد، بدافع علمنا في ترتيب مسند الإمام الشافعي والسنن وهكذا. فهو رجل متخصص في الحديث، مشتغل بحديث رسول الله، حسناً، وطريق التكية هكذا مباشرة، طريق تكية الصوفية. شاذلي، فالولد خرج شاذلي. الفتى حسن، فحسن عندما خرج شاذلي، تبعه الناس. وعندما كان يدخل دائماً، كان معروفاً أنه يدخل كلية دار العلوم، يعني لديه سمة شرعية، والأمر الثاني أن شيخه هو الشيخ محمد عبد الوهاب الحصافي، إمام الأئمة وبدر التمام، ولي الله الذي يصدق الناس جميعهم ولايته ويقرون بها. بك الشيخ الحصافي، الشيخ الحصافي نعم الشاذلي.
حسناً يا حسن، أنت حصافي؟ نعم. فعندما أحدث فتنته هذه وجاء في سنة ثمانية وأربعين ذهب إلى الإسماعيلية وقال للسكري أحمد السكري: "نريد أن نؤسس جماعة". ثمانية وعشرين، أي في سنة ثمانية وعشرين. نعم، ففي ثمانية وعشرين ذهب إلى الإسماعيلية وقال له: "نريد قال له: "حسناً، لقد كانت ضائعة ووجدناها. أنا أسست جماعة اسمها الإخوان المسلمين وأخذت إعلانها الرسمي، خذها". قال له: "لكنني سأكون المرشد". قال له: "كُن أنت المرشد، لا بأس، وأنا سأكون وكيلك". فأصبح أحمد السكري وكيلاً وأصبح حسن البنا هو المرشد، وهكذا التف الناس حوله. لماذا؟ لأنه ذهب وأحضر الوظيفة الزروقية التي هي مجموعة من الأدعية
الواردة في السنة النبوية، أنشأها الشيخ أحمد زروق الشاذلي المتوفى سنة ثمانمائة تسعة وتسعين والمدفون في مصراتة بليبيا. هذه هي التي نقولها في أورادنا يا مولانا، الوظيفة الزروقية نقولها في أورادنا الشاذلية، هي هذه الأوراد التي نعمل عليها حتى الآن وذهب منظمها ومقدمها ومؤخرها وحاذفها ومضيفها وسماها المأثورات، فتصبح المأثورات الخاصة بحسن البنا، ولكنها في حقيقتها الوظيفة ذات الرقية إلا أنه قد غيّرها. حسناً، عندما أقدمها للناس، يأتي الناس ليقرؤوا المأثورات هكذا، فيقول: نعم، نحن نحفظها، وذلك لأننا نحفظ الوظيفة الزروقية والأدعية النبوية هذه. الشريفة المسماة بهذه المجموعة التي ألفها سيدي أحمد زروق، علينا أن نحافظ
عليها. أنتم أناس طيبون، قرآنيون جميلون، أنتم أناس طيبون. فإذا كان المدخل قد دخل إليهم من قبل التصوف، ولذلك تجد شيئاً غريباً جداً أن من قدماء تلامذته عمر التلمساني. من هو عمر التلمساني هذا؟ كان يعمل محامياً وقد الخلوتية وطابعها عندي في المكتبة، لئلا يقول لك: "لا، لا يوجد" أو "لا، لست أدري ما هو". عندي يا أخي في المكتبة أوراد الطريقة الخلوتية التي جمعها عمر التلمساني المحامي، طبعة ألف وتسعمائة واثنين وأربعين. هل فهمتني الآن؟ نعم، بالطبع. إذاً القضية واضحة هنا، وهي أن المدخل كان هو التصوف. الذين يفسقونه ويكفرونه الآن،
فمتى كفروه وفسقوه؟ على نفس عهد ابن أبي، عهد ابن أبي الذي ذهب واجتمع ببعض الشيعة. هؤلاء الشيعة اجتمع بهم في حدود سنة تسع وثلاثين في المدينة المنورة، فقالوا له: "نحن نسمع عنك سمعاً حسناً، وأنك تقوم بنشاط دعوي وأشياء من هذا القبيل، هل أنت..." ما هي خطتك؟ ففهموا منه أن الأمة قبل الدولة، الذي هو مذهب محمد عبده، ومذهب رشيد رضا بعده، ومذهب الأزهر. إننا نبني الأمة لأن الأمة هي الأساس، وبعد ذلك الدولة، هي عبارة عن أناس سيخرجون من الأمة بشكل طبيعي هكذا. قالوا له: لا، هذا كلام فارغ، هذا الكلام الذي تقوله. الدولة قبل الأمة، يعني سيطر على الدولة ثم
اضرب هذا الشعب بالحذاء واجعلها تتبعك، لا أن يكون الشعب من قلبه هكذا يختار الديانة ويختار العبادة ولا يكون منافقاً. يعني أنا لا شأن لي، نحن نريد الشرع الشريف ولو كان منافقاً، المهم من الظاهر أنه ملتزم، هذا ما أريده أنا. أريد يا سيدي، لا ليس هو، الحقيقة أن هذا كان مذهب جمال الدين الأفغاني أن الدولة قبل الأمة، واختلف معه محمد عبده الواعي الأزهري مفتي الديار وحامي الذمار، فرحل جمال الدين من هنا، فقبض عليه السلطان العثماني بعد مخاز فعلها في إيران، وهو يبدو ربما أصله من إيران وليس... من أفغانستان وقال: "تاريخ يا مولانا" لأن البعض يعتبر أن محمد عبده تتلمذ على يد جمال الدين الأفغاني. لم يتتلمذ ولم يتكرس وتأثر بأفكاره، كان ندًا له. نعم،
لكنهم كانوا يسمونه الأستاذ لأنه أكبر منهم سنًا، يعني فقط لا غير. ومات محمد عبده وتولى من بعده رشيد. رِضا هذه المدرسة وكلهم يقولون إن الأمة قبل الدولة. حسن جاء بعد تسعة وثلاثين، أنهى مرحلة المأثورات وبدأ يُغيّر ويسعى إلى أن الدولة قبل الأمة. فلاحظ هذا أحمد السكاني فانفصل عنه وكتب مقالات في جريدة الوفد وفي جريدة كذا لينعى له ويقول له: أنت بهذا ستسير في الطريق الخطأ وأنا... السلام ختام، أنا لست معك من الآن. لقد طردوا، طُرد صاحب العنوان الإخوان المسلمين، وهو صاحب أحمد السكري. طُرد أحمد السكري والحمد لله أنه نجا بنفسه وخرج أناس كثيرون، وبدأ الناس يلتبس عليهم
الأمر. نعم، يوصف لك هذا الالتباس وعدم الفهم، وأصبح حسن له ظاهر وباطن عبد العزيز كامل في... نهر الحياة كتب هذه الحكاية بالتفصيل كيف أنه في الوجه مرآة وفي القفا آية. يقول عندما يجلس معك يقول كلامًا، ومع النظام الخاص الذي وضعه عبد الرحمن السندي مريض القلب يقول كلامًا آخر. فأصبح حسن يسير بتنظيم سره بطريقة متوسطة، وبعد ذلك قتل أحمد ماهر من السعديين، قتله. سليم زكي مأمور العاصمة من السعديين قتل الخزندار وكان له انتماء سعدي أيضاً، وبعد ذلك كان السعديون يقدمون الأموال لكي يتقووا بها ضد الوفد بالفعل،
فذهبوا وقتلوا قراش باشا، أي أن اليد التي تُمد بالمعونة هي اليد التي تُقطع. ومن هنا هاجت الدنيا واغتيل حسن البنا أساساً ثأراً من السعديين. على هذا المجرم لأنه الذي اتُّهم في قتله. طبعاً هو من مارس القتل؛ إبراهيم عبد الهادي باشا. وإبراهيم عبد الهادي باشا، يعني قصة طويلة فصَّلناها قبل ذلك. المهم أنه حاول قتل... حاولوا قتل إبراهيم عبد الهادي باشا بعد ذلك بضرب حامد جودة رئيس البرلمان الذي كان جار إبراهيم باشا عليه. أريد أن أقول لسيادتك أنك تقول لي لماذا اندفع الناس إليهم. لقد اندفعوا إليهم
لأمرين: للعنوان وأنه عنوان التصوف، والقضية الثانية للخدمة الاجتماعية. الخدمة الاجتماعية جعلتهم يفتحون مدارس ويفتحون مستوصفات، وعملوا حركة للكشافة، وعملوا حركة للفنانين. كان من ضمن فرقه عبد المنعم المدبولي، وكان من ضمن فرقه أميرة. أمير الممثلة كان من ضمن فرقه المسرحية التي تضم أشخاصاً كثيرين، ثم دخلوا في سنة خمسين سعي القلب. وهل تلاحظ كيف كان في الإذاعة؟ في الإذاعة، فكل هذا التاريخ معروف. وكنت تذهب لعبد الرحمن البنات لتجد صوراً معلقة، صور عبد المنعم المكبولي وصور أمير وغيرها إلى آخره يا. أستاذ، الناس انخدعت بهم
فضيقوا عليهم وأمروهم بالتصوف من ناحية وبالخدمة الاجتماعية من ناحية أخرى. جاء الشيخ الحصافي عندما كلّمه على هذا الكلام سنة ثمانية وعشرين، فقال له: "يا حسن، هكذا ستصنع فتنة". نعم، لأن هذا يصنع - طبعاً هذه ليست ألفاظ الشيخ ولكن معناها - ديناً موازياً، نعم، وهذا يا بني، يفتعل فتنة! قال: وكان له طريق، وكان له طريق، وصار كل في طريقه. وفعلاً قد كان الشيخ يضيّق عليه. يحدثني الشيخ عبد الهادي القليوبي رحمه الله تعالى، وقد كان معمراً فوق المائة - مائة وست سنوات - يحدثني، وكان تلميذاً للشيخ محمد عبد الوهاب الحصافي، أن مرة... حسن بن جالهم في قليوب يخطب الجمعة وحوله أمم من الناس وكان فصيحاً، ففرح
به الشيخ عبد الهادي باعتبار أنه هذا تلميذ الحصافي وهذا تلميذ الحصافي، وهو لا يعرف. ولأجل عين تكرم وألف عين نعم، فذهب وهو جالس هكذا. ثم جاء الشيخ بعد شهر أو شهرين يزور المكان فقال له. يا مولانا أقول لك عبارة، إن حسن البنا جاء هنا وما شاء الله كان حوله أمم نعم، وخطب خطبة بليغة جداً. فالشيخ الحصافي، وهو رجل تقي لا تصدر منه إلا لعلة وشفافية، قال: "لعنة الله عليه" مباشرة، قال الشيخ عبد الهادي القريوبي، فعرفت مكانته منذ ذلك الحين ولا. قال له لماذا أو كذا لأنه صاحب فتنة صاحب دعوة صاحب تغيير، فهذا الذي آتاه
الله القرآن حتى إذا بدا عليه بهاؤه وجماله غيّره، نعم، وخرج على الناس يبدأ عند الشيخ: "حضرنا سيدنا صلى الله عليه وسلم". من خلال هذا الحديث، نعم مولانا الإمام، فضيلتك كنت تقول هذه يعني كل... جيلٌ أتى وأضاف حتى وصلنا إلى السلفية الجهادية والفضيلة الغائبة ومحمد عبد السلام فرج واختيار الشيخ الذهبي. حسناً، الآن الجماعات المتطرفة بأجيالها المتأخرة جداً هذه تقف عند التصوف وتقول: هذه الكلمة "تصوف" غير موجودة أصلاً، من أين أتيت بها؟ ويظهرون عداءً شديداً للمتصوفة ويدَّعون أن عقيدتهم فاسدة وأنهم جهلة لم لو نظروا إلى طريقة نقل الدينين، لوجدوا أن هذا الدين ينقله من كل جيل عدوله. نعم، فلو أتوا عند طريقة النقل، سنفهمهم أن أول حديث في الكتب يكون مهماً. فأول
حديث في صحيح البخاري هو "إنما الأعمال بالنيات"، وهنا ذهبنا وقلنا ما هذا؟ هناك كتاب اسمه "الأوائل السنبولية على أوائل في الكتب مهمة جداً، أول حديث يتصدر المشهد هو حديث جبريل عن سيدنا عمر أنه: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، ليس عليه أثر السفر، ولا يعرفه أحد منا"، فهو غريب، نعم، وهذا لا غبار عليه. أَثَرُ السَّفَرِ فَجَاءَ فَجَلَسَ حَتَّى جَعَلَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا الإِسْلَامُ؟ قَالَ: الإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ إِلَى آخِرِهِ. قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا كَيْفَ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. فَسَأَلَ: مَا الإِيمَانُ؟ فَقَالَ:
أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ إِلَى آخِرِ السِّتَّةِ. فَقَالَ: فَمَا الإِحْسَانُ؟ قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ. تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك، قال: صدقت. قال: فمتى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. قال: فما علاماتها؟ فجعل هناك علامات. فالعلماء قالوا: إننا لدينا أربعة أقسام، القسم الأول: ما هو الإسلام، القسم الثاني: ما هو الإيمان، القسم الثالث: ما هو الإحسان، والقسم الرابع. ما هي السيرة النبوية التي تحكي لنا المحجة البيضاء أربعة، وتتكلم عن علامات الساعة باعتبارها أنها كنبي مقيم فينا، عندما كلما تتحقق علامة من العلامات نقول: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأصبح هناك أربعة أمور
كهذه، أربعة علوم، فقام أناس يسمون الفقهاء لحماية الإسلام بشعائره وعباداته ومعاملاته. بقضاياه بشهاداته بعلاقاته الدولية التي هي فعل الإنسان المكلف، وقام أهل التوحيد من أجل أن ينصروا الإيمان، وقام أهل التصوف من أجل أن ينصروا ويدرسوا دراسة عميقة التخلية والتحلية والذكر والفكر، وأن الله مقصود الكل في طريق فيه أخلاق وفيه عمل وسلوك وفيه فعل للجوارح وللقلب وللروح، وقاموا وكتبوا كل هذا يكون إنكاراً للتصوف ويكون إنكاراً لسلوك الدين، بل هو الأهم في أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك. هذا المنكر الجاهل، لم ينكر
ابن تيمية التصوف، بل ألف كتاب "الفرقان بين أولياء الرحمن" و"التحفة العراقية"، وألف ابن القيم "مدارج السالكين"، وجميعهم ألفوا في التصوف وإلا. يذكر أي كان شيخنا الشيخ، وما كانوا متصوفة. كان شيخنا الشيخ أحمد يقول: "أعلم من كتب في التصوف ولم يتذوقه ابن القيم". ابن القيم هذا سؤال محير: هل يمكن أن أؤلف في التصوف دون أن تكون لي تجربة وأن أتذوق منه؟ ومن ذاق عرف. انتبه إلى أنك تعرف ابن تيمية. السجن ثمانية عشر شهراً آخر حياته، آخر الثمانية عشر شهراً كانت سجناً. ظل يتلو القرآن حتى وقف عند قوله تعالى: "في مقعد صدق عند مليك مقتدر"، ففاضت روحه. وأوصى بأن يُدفن في مقابر الصوفية، فدُفن فيها في دمشق. وتكلم عن التصوف حتى أنهم لما القاسم بن القاسم لما عبد
الرحمن. طُبعت فتاوى ابن تيمية وكتاباته، وجعل الجزء العاشر في التصوف والجزء الحادي عشر في السلوك، أي أنه كان يكتب في التصوف، وبعد ذلك أصبح التصوف شركاً وتصوفاً لا أعرف ماهيته. فهؤلاء أناس لم يدرسوا ولم يعرفوا، لا عرفوا الدين ولا عرفوا الدنيا، ولذلك من يتبعهم سوف يخسر دينه قبل دنياه بعد دينه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه. فمن هنا ونحن نفند كل هذه الدعاوى،
نحلل هذه الشخصية المضللة لهذه الجماعات والتي يتم تغذيتها بأمور غير صحيحة بالمرة. حسناً، البعض لا يعرف ولا يقرأ ويروج شائعات وكلمات غير صحيحة بتكفير الناس وبترويج بعض الكلمات أو التراث أي هل هذا يصح، يعني ما حكم الترويج لمثل هذه الأمور على وسائل التواصل الاجتماعي؟ النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا وجعل لنا ضابطاً مهماً في هذا المجال، قاعدة مهمة جداً لعلاج هذا البلاء. أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه وجعله من مفاتيح المعرفة ومن أسس التوثيق، كفى. بالمرء كذباً، وفي رواية أخرى: كفى بالمرء إثماً أن
يحدث بكل ما سمع. وعندما أحال ربنا سبحانه وتعالى الناس من أجل المعرفة قال: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ". لم يقل فاسألوا الذين بجواركم، ولا اسألوا أصدقاءكم، ولا اسألوا... كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع. انتهى هذا قضى على الإسعاد هكذا، وقضى على عقلية الخرافة، وجعل التوثيق جزءاً لا يتجزأ من دين الله. إن هذا الأمر دين، فانظروا ممن تأخذون دينكم. فأنا أمامي شخص، أي شخص ليست معه الأدوات، ولذلك عندما بحثنا في التكوين المعرفي لهذه الجماعات وجدناها تتميز بعشر جهات، هذه العشرة الثانية نعم، أجل، العشرة الثانية، العشرة الشكلية التي
في لحن القول، الذي هو في لحن القول، الذي هو على وشك أن يظهر، يا مدّعي البيان من لسانه، وأخذناها ومن العنوان يظهر مضمون الكتاب. نعم، لكن هذا أصبح بحثاً في حالتهم، ما هي حالتنا، ما هم العشرة هذه، سنذكرهم بسرعة لأجل الوقت. ولكي يكون الناس أيضاً ملمين بالخريطة تماماً: رقم واحد إنكار المذهبية، لم نجد لأي واحد منهم مذهباً، يعني عندما نسأله: أنت شافعي أم حنفي؟ أنت مالكي أم حنبلي؟ أنت كذا أم كذا؟ يقول لك: لا، والعياذ بالله تعالى، هكذا مباشرة ويرد هكذا، حتى أن أحد كبارهم كان يعطي... في نادي الجد الثقافي كان يُلقي محاضرة فسألوه عن أصول الفقه فقال: "هذه طواغيت عُبدت من دون الله"، فهذا جاهل إذن، أي إذا كان هو يجهل أصول الفقه وأنها أسس الفهم وأنها طواغيت، فقد انتهى
الأمر، وليقل من شاء ما شاء في دين الله. إذا لم تستحِ فاصنع ما... شئت وتجد هذا الشخص لا شيخ له، وتجد أنه يفتخر بأنه لا شيخ له، وتجد أنه لم يتعلم لأنه حتى لم يتعلم متدرجاً في المدارس الأميرية مثلاً ولا غير الأميرية أبداً. لم يتعلم، بل هو من تلقاء نفسه، من تلقاء نفسه نوى، وبعد ذلك يتخذونه إماماً ومرجعاً وحجة، والله لا كل علماء الأمة كان لهم مشايخ. ابن حجر العسقلاني له اثنان وخمسون شيخة (شيخة تعني شيخاً)، نعم، غير المشايخ. هذا ليس شيخاً واحداً، لا. المشايخ خلاص هؤلاء علاوة على المشايخ، نعم. هذا، بالمئات، نعم. هذا درس على الفيروزآبادي اللغة مثلاً، يعني، نعم. المشايخ يُقال أول ذلك طلع ابن... حجر لكنهم
يملكون إنكاراً للمذهبين، ويعتقدون أن باب الفتوى مفتوح للعوام، فكل من هب ودب يستطيع أن يقول في دين الله ما شاء. الأمر الثالث هو إهمال اللغة، فلا تجدهم قد درسوا اللغة بعمق، لا في مفرداتها، ولا في تراكيبها، ولا في بلاغتها، ولا في نحوها وصرفها، ولا في فقهها. ولا في أي شيء الماحي في جميع النواحي. كيف يكون ماحياً للجميع نواحيه؟ ثم في النقطة الثانية التي يقول فضيلتك فيها أن الفتوى للعموم للعوام، فيقول لك: "نحن رجال وهم رجال". هذا كان شكر مصطفى وهو واحد من التكفير وما إلى ذلك، كان يقول أن الاجتهاد فرض على كل مسلم. وأنه ركن من أركان الإسلام، قلت له: حسناً، يعني شخص فقير
يبيع شيئاً بسيطاً كالفجل أو ما شابه ذلك، إلى آخره. قال: يجب عليه الاجتهاد. الهوى يعني: "أفرأيت الذي اتخذ إلهه هواه". لكن كما ورد في الحديث: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، يسّر الله له طريقاً إلى الجنة". لكن إنما يخشى اللهَ من عبادِهِ العلماءُ، لكن هكذا يقول "وفوق كل ذي علمٍ عليم"، ولكن في الناحية الثانية يقول لك "وقل رب زدني علماً"، ولكن هنا في المصدر يقول لك "لا بارك الله لي في يومٍ لم أزدد فيه علماً"، لكن وهكذا هناك فرق كبير بين النموذجين: نموذج الجهل المتعمق يصير رئيسًا وزعيمًا وما إلى ذلك. سكر مصطفى كان لديه شهوة عجيبة غريبة في أن يكون رئيسًا وزعيمًا حتى لو كان على مجموعة من الأوباش. هو خلع الشيخ الزهبي. النقطة
الثالثة: إهمال اللغة، والنقطة الرابعة: إنكار التصوف الذي تحدثنا عنه، والنقطة الخامسة: إنكار الدولة، فهو لا يريد دولة ولا أي يا أخي انتبه إلى ذلك يا أستاذ، هذه الدولة النبي عليه الصلاة والسلام أوصى بها وقال لنا حتى ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك، يعني رجل ظالم لكن أيضًا لا نخرج ونُفضِّل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة. مرة واحد منهم جاء في قناة الجزيرة وقال الإمام مالك، انظر إلى الفرق الآن وبين الدَّعِيّ، الإمام مالك يقول: "ظلم غشوم ولا فتنة تدوم"، وأنا أرد على الإمام مالك وأقول: "أبداً فتنة تدوم ولا ظلم غشوم". يا بني، الذي ترد على الإمام مالك بجهل، ترد على الإمام مالك بما يريق الدماء ويجعل
الناس تشرب من المجاري، ترد على الإمام مالك فيما يُذهِب المصالح. الخلق وعبادة الخالق، أنا ليس لدي رد عليه إلا أن أقول له: أخجل من نفسك! (نمرة خمسة ستة) إنكار معنى المواطنة، يعتبر المواطنة رابطة كفرية فينكرونها ولا يفهمون أبداً معنى المواطنة. ولذلك تجدهم ضد المسيحيين، وتجدهم ضد من ليس معهم، فمن ليس معي فهو ضدي، وهكذا تعظيم الدين الموازي، ماذا أصبح تعظيم الدين الموازي الذي كانت جماعة الإخوان الإرهابية هذه في البداية هو الهدف، كان الدين الموازي ضد المؤسسة. الحقيقة أن المرء عندما يقرأ كلامهم ويتأمل فيه بعمق ويقرأه مرة واثنتين وثلاثاً ويضع خطوطاً تحت أشياء وما إلى ذلك، يتضح في
النهاية أن حسن البنا هذا لم يكن رسول الله. وأن هذه الجماعة من أوباش الخلق مكان الصحابة الكرام، وأن هذه القضية التي يدعون إليها مكان الله، هذا دين موازٍ أصبح، هذا ليس الأصلي. أنه لا معصوم ولا محفوظ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأصلي أنه ليس هناك أسوة حسنة إلا رسول الله، وحتى عندما نقدم حجة. حتى مثل الخلفاء الراشدين أو الأئمة المجتهدين أو هكذا يكون من رسول الله، لكن هذا لا. دخلوها باستقلال، هذا هو الدين الموازي، ثم الهرم المقلوب. بمعنى، أننا ونحن درسنا في الأزهر، جلسنا يُدرّسوننا "بسم الله الرحمن الرحيم" هذه حوالي ستة شهور فقط. نعم، وما الأمر؟ لماذا؟ لأنها... أساس الدين لأنها أو الآية لأن هذا هو المفتاح: "بسم الله الرحمن الرحيم". نعم،
لم يقل: "بسم الله الرحمن المنتقم"، ولم يقل: "بسم الله المنتقم الجبار"، ولم يقل: "الله الله الله". إذن يجب أن تضع على عينيك نظارة اسمها "بسم الله الرحمن الرحيم"، فعندما تأتي إلى "وقاتلوا في سبيل يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب، وتدين تفهمها وتعرف متى تتكلم ومتى تقاتل ومتى تمنع يدك، وكذلك ليس أن أذهب وآخذ هذه الآية ونصف تلك الآية "فاقتلوا المشركين" وأطير بها. أين السياق وأين السباق وأين المراد وأين أداة الاستثناء وأين الإمكانية؟ ولماذا أخذت هذه ولم تأخذ "لكم دينكم"؟ ولماذا الدين ما على الرسول إلا البلاغ، لست عليهم بمسيطر، وما أرسلناك عليهم حفيظًا، في آية "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". نحن عندنا لما تعلمنا، أن الدين جملة، أن القرآن جملة واحدة. لما تعلمنا، هكذا،
علمنا مشايخنا، فأصبحنا متعلمين، لكنه مسكين، الهرم مقلوب عنده، أول شيء اقتل من غير معرفة شروط هذا القتل وزمانه ومكانه وقيوده وأهدافه ووسائله وأغراضه وفوائده. عندما يعرف ذلك يصبح إنساناً، ويصبح هناك فرق بين الفساد وبين العقوبة، أو بين الفساد وبين الدفاع المشروع، أو بين الفساد وبين صد العدوان ورد الطغيان. هناك فرق كبير، ولذلك هؤلاء الناس أربكوا الدنيا. هذا الهرم المقلوب يا مولانا، هذا الهرم المقلوب لأنه يقول له اقتل وبعدها ارحم. حسناً، بعد الهرم المقلوب الأجيال المتتالية التي نقول عنها دائماً أنه
في كل فترة يأتي جيل أسوأ من الجيل الذي قبله. كل أمة تلعن أختها، نعم، كل أمة تلعن التي قبلها. انظر إلى الأطفال الذين... قتلوا هؤلاء في بئر العبد، هؤلاء أسوأ من الذين قبلهم، بالرغم من أن الذين قبلهم فسقة فجار، لكن هؤلاء أفجر منهم، إنهم كانوا أظلم وأطغى، ودرجة عالية في تكفير المسلمين، وقد كفّروا الآن المسلمين كافة لأنك أنت لم تُعطِ البيعة لأبي بكر البغدادي ولأبي محمد العدناني وأولئك البلاء ابن البلاء نحن لا نعرف لماذا ظهروا لنا، لكن يبدو أنه من ذنوبنا. لكن هؤلاء الناس سينصرنا الله عليهم لأنهم على باطل. سينصرنا الله عليهم لأنهم أهل الشرع، لأنهم أهل الشرع، لأنهم أهل الشرع بدون شك. فقال لي: هذه عبارة عن
التكوين المعرفي، التكوين المعرفي، الهرم المقلوب على الأجيال المتتالية على الدين على تكفير المسلمين بسبب فقد المعاني الكثيرة التي ذكرناها، كل هذا أدى إلى العقلية التي تتعامل معه. هناك أيضاً العشرة المرتبطة بالأمراض السلوكية: الأمراض السلوكية رقم واحد العنف، رقم اثنين الصد عن سبيل الله بعلم وبغير علم، رقم ثلاثة تشويه صورة الإسلام، رقم أربعة ضياع مصالح المسلمين، رقم خمسة. الفشل المتتالي يفشل وما من فائدة، إنه غير راضٍ بالسكوت. انهزم في العراق فذهب إلى سوريا، وانهزم في سوريا فأراد المجيء إلى مصر، وانهزم في ليبيا فأراد المجيء ليفعل. الفشل المتتالي، هذا هو السلوك الغبي. التعالي
على الخَلق ظناً منهم أنهم أفضل من غيرهم وأنهم فوق ذلك، هو التعالي. على الخلاصة، النقطة التي تليها ثمانية: احتقار المرأة. كانوا في أفغانستان وفي أماكن أخرى وإلى آخره، وفي العراق يأخذون الفتاة الصغيرة من الفقراء بمائة دولار لكي يجعلوها رقيقاً ويفعلون بها كذا، وهي الفوضى التي تحدث الآن في ليبيا من بيع البشر. تاسعاً: التهرب من المسؤولية دائماً، فهو غير راضٍ. يواجه الواقع لكنه غير راضٍ بإدراك الواقع، ومشكلته العاشرة هي كثرة التقلبات. أي أن شكر المصطفى هذا كان يغير رأيه كل أسبوع، يغير رأيه تماماً. فالذي بدأ
به مختلف عما أصبح عليه لاحقاً. وكلما اصطدم بأمر لا يفهمه، وجد أنه لزاماً عليه التغيير، فيغير كل ما كان عليه من البداية. في النهاية لا يوجد علم، ولا توجد معرفة، ولا يوجد تراكم معرفي، ولا يوجد عقل. هذه هي الأمراض السلوكية والسمات الشخصية. السمات الشخصية أحادية التفكير، شخص واحد فقط ينظر هكذا من جهة واحدة فقط، وليس ينظر إلى العالم كله. وأن يكون المؤمن مدركاً لشأنه عالماً بزمانه كما أخرج ابن حبان، البداهة تعني ماذا ستفعل عندما تقول لشخص ما أن واحداً زائد واحد يساوي اثنين فينكر ذلك. وعندما تقول له إن الواقع أن جيش مصر جيش قوي ورابع جيش في العالم وما إلى ذلك،
فإنه ينكر أيضاً. لا يريد أن يصدق، ولذلك يتجرأ عليه حتى يموت بهذا الشكل، ومع ذلك ما مصر تحبني، لا تحبني، بل تحبني والله. النصية والانتقائية تعني أنه نصّي ثم يختار ما يريده؛ الحديث الذي لا يعجبه يرفضه، والحديث الذي يتوافق مع تفسيره في ذهنه يأخذه، وهو لا يفهم لا هذا ولا ذاك. إنهم يتبعون الظنون والأوهام، ودائماً هم غارقون في أوهامهم. إنهم أدعياء العلم. والتجاهل على العلماء وتحققهم؛ هؤلاء العلماء لديهم أصل، هؤلاء علماء السلطان، أصلاً هؤلاء علماء السلطة، علماء السلطة، علماء لا أعرف ماذا، علماء الفنادق ونحن
علماء الخنادق. يا بني، أنت ليس لديك علم أصلاً، إنك لا تُحسن الوضوء ولا تُحسن أحكام الصلاة. أصبحت خلاص، لا، أنا مجاهد في سبيل. الله ترسيخ الكراهية لدى الناس هذه رقم ستة، رقم سبعة فقد السند. ليس لهم سند، لا يوجد شيء اسمه سند مسلسل بالنابتة أو بالخوارج، لا يوجد شيء مثل هذا. أنا لدي سند مسلسل بالشافعية، وسند مسلسل بالمصريين، وسند مسلسل بالأزهريين، وسند مسلسل الشرف. هذا السند هو شرف، نعم، وفيه البركة رقم ثمانية: فقد البركة، ليس لديه بركة، فأصبحت حياة الناس حسب توجههم مادية خالصة. ولذلك كنا نقول سابقاً أن العلمانيين الأصلاء وهؤلاء الناس
وجهان لعملة واحدة، لأن منظومة الله في الحقيقة غير موجودة في كليهما. رقم عشرة: الاهتمام الشديد بالشكليات، تجده مقصر الجلباب، تجده مطلق لحيته، تجده وهكذا. أما في الباطن فلا، لعنة الله، لعنة الله في الأرض، ودعنا أنهم يتخذون الوسائل الشريفة النافعة كالخدمة الاجتماعية وغيرها لتحقيق غايتهم. فهذه هي العشر التي نعتبرها من الأمراض المتوطنة في هذه الشخصية العقلية والنفسية. وهذا هو التحليل العلمي والمنهجي من واحد من أهم الكتب التي استعرضناها بالأمس. كان هناك أيضاً عبارة مهمة استعرضها مولانا الآن وهي أن العلمانيين
الأقحاح وجه للعملة التي يتضمن وجهها الآخر أصحاب الأدلجة السياسية للتيار المتأسلم والتيارات المتشددة. ترى هل هناك قراءات في كتب التراث كما يقول البعض يستخدمها المجرمون ويستخدمها المتطرفون للقيام بهذه الأعمال الإجرامية؟ فاصل ونعود، ابقوا معنا، أهلاً بحضراتكم. مولانا الإمام، يعني بعض الأصوات ترتفع وتقول إن كتب التراث والتراث وترتفع الأصوات وتعلو على أن هناك قراءة في هذه الكتب يعود إليها الإرهابيون ويعود إليها المتطرفون ويعتبرونها مبرراً وحجة لهم ليقوموا بالأعمال التخريبية والإجرامية. لدينا كما قلنا ونبهنا ونرجو أن يُحفظ هذا
الكلام، نعم. لدينا نصٌ وهذا النص موروث. هذا النص عندما ندخل فيه نجده إما أن يكون مقدساً كالقرآن الكريم، وإما أن يكون منقولاً نقلاً موثقاً كسنة النبي الشريفة. وكلاهما وحيٌ من عند الله، حتى سُمي النبي صلى الله عليه وسلم فيما نودي به من المسلمين صاحب الوحيين: الوحي المتلو والوحي غير. المتلو وهذا يمكن أن نقول عنه أنه النص المقدس، وهناك أيضاً اجتهادات المجتهدين وتفسير المفسرين ورؤية الأئمة، لكن مع وجود هذا النص، والنص إما مقدس وغير مقدس، فهناك
قسم آخر يسمى تفسير النص، وتفسير النص غير النص، شيء وتفسيره شيء آخر، قد يكون النص فيه أمر وقد يكون هذا للوجوب قد يكون هذا الأمر، وللإرشاد قد يكون هذا الأمر، وللندب قد يكون هذا الأمر، وللإباحة قد يكون هذا الأمر، وقد ورد بعد حظر، قد يكون هذا الأمر استقلالاً، وقد يكون هذا الأمر تبعاً. ولذلك في كل هذا سأضطر لتفسيره تفسيراً غير أوتوماتيكي، بل تفسيراً واعياً. من الذي يحدد ذلك؟ مَن الذي يُفسّر ومَن الذي يَزِن يا مولانا أصول الفقه؟ نعم، ولذلك سمّوا الشافعي قاضي الشريعة. قاضي الشريعة لأنه أتى بالميزان، الميزان الذي منه
أُسس الفهم الذي نفهم به النص، وأي نص سواء كان مقدساً أو غير مقدس. حسناً، إذا كانوا هم يفهمون النص المقدس مع جلالة قدره وعلو شأنه. فهماً خاطئاً. أفلا يفهمون كلام الأئمة فهماً خاطئاً أيضاً؟ ويحدث في كل خطوات الخطأ منها الابتسار، الاجتزاء، منها التحريف، منها التقديم والتأخير، منها الانتقاء، منها النصية أيضاً، وهكذا. منها أن يفصل النص عن واقعه، فالتفسير شيء آخر تماماً. نعم، صحيح أن هذا الحديث موجود في البخاري، ولكن ما معناه؟ نعم. ما أنت لا تعرف معناه. تعال وسأخبرك بمعناه لأهل الدراية. حسناً،
إذا كان معناه هكذا، فلماذا لا تحذفه؟ لأنه إذا لم تكن له فائدة فاحذفه. حسناً، لكن هذا ضد منهج التوثيق. حسناً، أنت تريد أن تقرأ البخاري بعيداً عن أي لغط حوله. لقد بذلنا المجهود، وكان لدينا شيخ اسمه الشيخ. عبد الجليل عيسى، والشيخ عبد الجليل عيسى هذا له كتاب اسمه "صفوة البخاري"، وقد انتقى من البخاري ما إذا قرأته ستجده شيئاً رائعاً. وقال العلماء إنهم يدرِّبون به تلاميذهم في كيفية القبول والرد، ويدربون به تلاميذهم على ما قد استقر في علوم الحديث، نعم، وفي الشروح وفي اللغة وفي الفقه كيفية الفهم وفي أسس معقدة، حسناً أنا رجل لست
معقداً ولست أريد أن أعمل شيئاً. اقرأ الصفوة، هذا الكلام حدث مرة على مر التاريخ. المزي عمل مختصراً مسلماً أهو حتى الألف المختار من صحيح البخاري. ألفان وستمائة حديث منهم ألف صفوة البخاري للشيخ عبد الجليل العيسي، وأنا أقول الناشرين. والناس الذين يقولون إننا نريد أن نحث دار المعارف أو المؤسسات المختلفة - أي الكبيرة الحكومية وغير الحكومية - على أن يطبعوا خلاصة هذا البحث، يطبعونه مرة وثانية وثالثة ورابعة، فيصبح الناس عندما يسألون عنه يجدونه، هل تفهم؟ لأنه طبعاً الناس يسألون عنه ولا يجدونه، فلو تحقق ذلك، لن ينتقد من أجل الورطة التي
هو فيها أنه يقرأ شيئاً لا يفهمه أو شيئاً يثير لديه أسئلة لا يجد من يجيب عليها إلى آخره، فانظر إلى المجهود الذي بُذِل، إنها مجهودات الشيخ عبد الجليل عيسى في إنشاء صفوة البخاري، هذا هو أو عمارة تحل مشكلة التعاون مع المآثر. الذي حضرتك تتحدث عنه مصطفى عمارة عندما صنع الألف المختار أو غيره وغيره، فإن كل هذه الأشياء هي حل المشكلة ونحن جاهزون، نعم، ليس أننا غير جاهزين بل نحن جاهزون بالفعل، والكتاب مطبوع. هذا كان مقرراً على الأزهر، صفوة البخاري هذا كان مقرراً على الأزهر في الثلاثينيات والأربعينيات، فيكون إذاً سهل والأمر جاهز هنا لكنه يحتاج إلى إدارة وحسن ترتيب ويحتاج إلى مال، فالذي عنده غرض يريد أن يخدمه فليُظهر الأشياء التي تشبه هذا،
ونحن يمكننا أن نعطيه عشرات الكتب بل مئات الكتب التي تخدم في هذا المجال، ولكن لماذا يذهب هؤلاء إلى نصوص للأئمة فيفسرونها على غير مرادها؟ فهم ماذا أفعل الآن؟ هل أذبح الطبري؟ لكن هذا يعني أنني سأذبح القرآن. أأذبح؟ هم يفهمون الطبري بطريقة خاطئة، ويفهمون ابن كثير بطريقة خاطئة. حسناً، فما هو الصواب إذن؟ الصواب أن الشرع الشريف له شروط، مثل الصلاة تماماً، لها شرط الوضوء واستقبال القبلة وستر العورة وطهارة المكان، لا يمكننا أن نصلي نجسة ومكان نجس لا يصلح أن نعرف أن القبلة هكذا ونوليها ظهورنا، هذا الشرط حقيقة لا يصلح أن أعرف أنني لست متوضئاً ولا متيمماً وأذهب لأصلي، لا يصلح لأن هناك شروطاً. كل شيء مما قرأوه افتقدوا شروطه فضلوا وأضلوا، والثالث
الجزء الثالث التطبيق، حسناً أنت... رجل عالم في صومعتك وفي مكتبتك وعرفت النص وعرفت التفسير، كيف ستطبقه للناس؟ للناس! لأن هذا يحتاج إلى استعمال أدوات لإدراك الواقع مثل العلوم الإنسانية والاجتماعية. لماذا صنعوها إذن؟ حتى يدركوا بها الواقع فيعرفوا كيف يطبقون المطلق على النسبي، ويعرفوا كيف يطبقون المناهج على حياة الناس المعيشية، ويعرفوا أن الأمور... تتم بثلاثة والفوائد تأتي. أما حضرتك وأنت عالِم كبير تعتقد أن التفسير هو التطبيق فأنت مخطئ. وكونك عالِماً وعالِماً بكل شيء، فلا مانع، على رأسي، لكن هذا العلم له
كيفية في التطبيق: متى؟ أين؟ من؟ كيف؟ له كيفية في التطبيق، أتنتبه؟ إنه يسأل عن الزمان والمكان والأشخاص والأحوال. لكي يعرف كيفية التطبيق في الجهات الأربع، يا مولانا. الجهات الأربع التي نستوعب فيها كيفية التعامل مع الخلاف، وكيفية تطبيق المطلق على النسبي، وكيفية إدراك الواقع بعوالمه الأربعة: عالم الأشياء، وعالم الأحداث، وعالم الأشخاص، وعالم الأفكار، التي تضمها النظم التي يحيا بها الإنسان. إذاً، إذا كان هذا علماً وله علماء، تجده حافظاً للقرآن ومتقناً للتجويد ومخارج الحروف وحقها ومستحقها، على عيني ورأسي، إننا نرفعه فوق رؤوسنا. فهو يسلك الطريق الصحيح ويأتي في دائرة علمية، لكنه لا يتصدر للتفسير ولا
للتطبيق. فهذا رجل مبارك من أهل القرآن وأهل العلم، وهذا سهل، فماذا إذن؟ والله نقبل فوق يديه، وبعد ذلك هو... عَرَفَ حَقَّ نَفْسِهِ، وَلِذَلِكَ عِنْدَمَا كَانُوا يُرْسِلُونَ أُنَاسًا إِلَى أَفْرِيقِيَا وَإِلَى آسِيَا وَإِلَى غَيْرِهِمَا وَمَا إِلَى ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، وَإِلَى أُورُوبَّا وَالأَمْرِيكَتَيْنِ، كَانُوا يُرْسِلُونَ قَارِئًا وَيُرْسِلُونَ مَعَهُ عَالِمًا، الاثْنَيْنِ مَعًا. حَسَنًا، وَهَذَا الْعَالِمُ لَيْسَ حَافِظًا، نَعَمْ، لَكِنَّهُ لَيْسَ مُثْقَلًا، لَكِنَّهُ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ يُوَاجِهُ الْجَمَاهِيرَ هَكَذَا وَيَجْلِسُ مِثْلَ الشَّيْخِ. رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الحصري والشيخ المنشاوي والشيخ لا يستطيع أن يجلس هكذا. العالِم الخاص بها قال تعالى: "الحمد لله". الحمد ماذا إذن يا أبنائي؟ لله. لا يصح أن يقف هكذا وهذا عالِم، فيُرسلون القارئ ويُرسلون العالِم. القارئ عندما
يأتي وأناس يسألونه: ما رأيك في العقود الفاسدة؟ يقول لهم... اذهبوا معي إلى العقود الفاسدة. ما شأني بها؟ ما أعرفه هو أنني متقن إتقاناً لا مزيد عليه في كيفية التلاوة وفي أحكامها وفي القراءات، ولدي أداء بصوتي جميل، وفي الأداء وفي هذه الأمور. أما أن تأتي وتقول لي عن العقود الفاسدة والعقود غير الفاسدة، وما هي، والباطل، والفرق بين... الباطل والبطلان يا مولانا سيقول له: لا أعرف، ليس لي تدخل. فادي الفرق بين النص وبين تفسير النص وبين تطبيق النص، فيأتي العالِم ويطبق بطريقة مختلفة تماماً عن التفسير. فجاء لابن عباس رجل وقال له: من قتل مؤمناً هل يخلد في النار؟ قال: نعم، يخلد في النار.
فجاءه آخر بعده وبسُؤال عمَّن قتل مؤمناً هل يخلد في النار، قال: لا. فتلميذه الجالس بجانبه قال له: يعني الآن أنت حيَّرتنا، أيخلد أم لا؟ قال: لا يا حبيبي، الأول رأيت في عينيه أنه ذاهب ليقتل، نعم، والشرر يتطاير من عينيه. أما الثاني فيسأل من الناحية العلمية العقائدية، فيجب عليَّ أن أقول للأول التي موجودة في النص، نعم والله إنها "خالدين فيها". أنا لم أكذب، لكن "خالدين فيها" يعني خالدين فيها. لا، هذه مشروطة بشروط ندرسها في المدرسة، لا أن نقولها للرجل الذي ذهب ليقتل فنقول له: "اذهب واقتل ولا يهمك"، نعم، لكي نطفئ جذوة الثأر التي بداخله، والقاتل الذي بداخله، وقد كان. فإذا هؤلاء الناس، نعم، يوجد فرق بين التفسير وبين
التطبيق. فهذا فن وليس علماً فقط، بل هو علم وفن. هذه ملكة، والملكة هي كيفية راسخة في النفس تُدرك بها المعلومات. فهذه ملكة يا حبيبي. فالاضطراب الذي عليه هؤلاء الشباب اضطراب لم يَرِد على أحد. فهناك أناس ضربتهم السبت وأناس ضربتهم هناك أشخاص لم يرد عليهم أحد، وهم هؤلاء الشباب الناشئون. اسمح لي مولانا أن أستعرض بعض تعليقات السادة المشاهدين حول سؤالنا على صفحة فيسبوك وهو: برأيك لماذا يعادي الفكر المتطرف التصوف؟ محمد قبالي يقول: مولانا، هدفهم الوحيد تدمير الحكومات والأديان، والتصوف الإسلامي هو قلب الدين، فإذا... قتل قلب الدين، فأصبحت شعائر جامدة بلا روح، وهذا ما يُراد: دين بلا روح، فتكون بداية النهاية. ولكن يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين. المُحكَم
سبحان الله ذكي، يقول لأن الفكر المتطرف يعتمد على السمع والطاعة والغلظة والعنف، وبالتالي البعد عن التفكير والمشاعر واتجاه التصوف بما فيه من فلسفة ومشاعر. تتجه الدينية نحو الرفق والتفكر والتدبر وكافة ما يرفضه الفكر المتطرف. أبو حمزة العرواني يرى أن التصوف يجمع الأمة ويوحد صفوفها ويعلّم الناس الحقوق والواجبات التي لهم وعليهم. والتصوف هو من قاوم الاحتلال للبلاد في مراحل متعددة، أي حارب الاحتلال في فترات مختلفة، فهل تطيب هذه؟ الأمور للمعلم الأكبر ومغذي التفرقة الأستاذ عمر ضياء الطائي لأن الفكر المتطرف يحارب الفهم الصحيح لأن التصوف هو الفهم الصحيح وهو الحاجز الذي تتهدم على جنباته شبه المتطرفين. أريد أن أستعرض للأخير بسرعة لأن فضيلة مولانا ربما يعلق عليه. التصوف علم ذوق والأصول علم نقل ولا يستوي البحران هذا عذب وهذا ملح أجاج، أنا لا أعرف
ماذا يعني بالأصول. الذي يقول: التصوف علم ذوق، والأصول علم نقل، ولا يستوي البحران، هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج. يعني هو يريد أن يقول إن الحاجة الإنسانية إليهما، نعم، كما أن الإنسان محتاج إلى الملح الأجاج ومحتاج إلى العذب الفرات، نعم. للاثنين فإنه يحتاج إلى هذا، ولكن في هذا جمال وتذوق، وفي هذا مجهود ومعرفة، وكذلك مولانا الإمام الدكتور علي جمعة والعلماء الكبار بالأزهر الشريف، رضي الله عنكم ورضي الله عنكم دائماً، وشكر الله لكم، شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه. إلى اللقاء.