والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن حقيقة النفاق في زمن الوحي | الحلقة الكاملة

أهلاً بحضراتكم وأسعد دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الدكتور علي جمعة في "والله أعلم". نقف من خلال هذه القراءة المتأنية لمنهجه الأصيل وهذه الرؤية الواضحة لاستشراف المستقبل، ونقف اليوم تحديداً عند معالجة هذا المرض الخطير ألا وهو النفاق. كيف نُخلي هذه القلوب من النفاق؟ كيف ظهر النفاق في زمن؟ الوحي وما معناه، وهل يُطلق على البعض أو على المنافقين في زمن الوحي وصف الصحابة. أسئلة كثيرة ومن ضمنها مَن أو ما صور المنافقين
اليوم في هذا الزمن الذي نعيشه. مولانا الإمام أهلاً بفضيلتكم، أهلاً ومرحباً بكم، مرحباً. ما معنى النفاق؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، في اللغة العربية من خصائصها ومميزاتها ولطائفها أن كل كلمة بدأت بالنون والحرف الثاني منها فاء فتكون بمعنى الخروج، فنقول "نفَس" يعني في الزفير خرج، وكذلك نقول "نفر"، يعني لا يوجد نفر أُعطي له هدية، "نفح" نقول "نفخ" يعني خرج من فمه. هنا نقول "نفق" يعني روحه خرجت، نعم. وعندما
قمنا بإنشاء الطريق فوقه كجسر وهو يخرج هكذا، لماذا سميناه نفقاً؟ لأنه سيخرج من الناحية الأخرى، دخل من هنا وخرج من هناك. فتصبح هناك سيارات تسير فوق وسيارات تسير تحت، فيكون نفقاً، نعم يكون نفقاً. فكل هذه الأشياء معناها الخروج. سبحان الله! لا توجد لغة هكذا في العالم حيث أن حرفين يدلان على شيء أو ثلاثة تكون متصلة، وهذا ما يسمونه الاشتقاق الأكبر، الذي هو مثل: "مَلَكَ" بمعنى القوة، و"لَكَمَ" بمعنى القوة، و"كَلَمَ" بمعنى القوة، و"مَلَكَهُ" بمعنى القوة، وهكذا. إنها لغة غريبة عجيبة، وربنا سبحانه وتعالى هو واضعها عند الراجح
ولغةٌ فيها عمقٌ لأنه فور أن يسمع الإنسان كلمة "منافق" من العرب الأقحاح، يفهم في داخله أنه خرج. نعم، خرج... ولكن خرج من ماذا؟ قد يكون خرج من الإيمان، وقد يكون خرج من الجماعة، وقد يكون خرج من الاعتبار، وقد يكون خرج من الجنة. وفكرة الخروج من الجنة شيءٌ سيئ. سيئة أول مردود كلمتها من النون والألف والقاف تقع على أذني العربي، فالعربي يستشعر في داخله هكذا أنه بحاجة إلى الخروج منها، فعلى الفور بمجرد أن يسمعها لا يُسَرّ
بها، فتكون هي في ذاتها عقوبة له، لأنه قد وُصِف بهذا الوصف، بهذا الوصف بالمنافق. فهذه اللغة كانوا يعيشونها، فمن هو أصبح هذا هو عمق اللغة. ما هو المنافق؟ من هو المنافق؟ إنه من أظهر الإسلام واستبطن غير الإسلام، كفر، استبطن الكفر. ومن هنا جاءت حكمة في القرآن أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار. فالمنافق هذا الذي أظهر الإسلام واستبطن الكفر أشد نكاية من المشرك الصريح لأن... المشرك الصريح يقول: يا إخواننا، أنا أكرهكم وأنتم تكرهونني، هذا واضح، وأنا يا إخواننا على غير ملتكم.
فهو رجلٌ احترم رأيه وأعلنه. ولذلك كثيرون جداً لا يفهمون معنى حرية الرأي، أي أن هذا النفاق ومرتبته في الإسلام ماذا تقول؟ اجعل رأيك حراً، حسناً أنا أريد أن أكفر، "فمن شاء فليؤمن كن رجلاً يحرر إرادته. هناك ما هو أبدع من ذلك وأعلى منه. نحن منذ ارتباطنا بالإسلام، أحياناً نجعل الدنيا مضطربة. ماذا يعني أننا منذ ارتباطنا بالإسلام جعلنا الدنيا مضطربة وقلبناها؟ إن اضطراب الدنيا يكمن في تحويل العبادة إلى مجرد عادة. واضطراب الدنيا أيضاً يكمن في تعقيد المصطلحات حتى تجمدت وابتعدت. عن مراميها ومعانيها
في الرغبة. حسناً، من هو هذا بالتحديد؟ الزمن، هو الذي فعل بنا هكذا. عدم العلم باللغة وعدم إحياء اللغة الذي كان يظهر كل حين في القرن العاشر، صنعوا شيئاً اسمه الحواشي من أجل إحياء اللغة. في القرن الثاني عشر قام العلماء الكبار لكي يحيوا اللغة، لماذا؟ لأنه ليس هناك أي نهضة ولا تطور ولا مشاركة في بناء الحضارة الإنسانية إلا بإدراك اللغة إدراكاً عميقاً، حسناً، لنأتِ في يوم ونفتح مدارس أجنبية ونتحدث الإنجليزية والفرنسية، ولكننا لا نُتقن الإنجليزية والفرنسية ولا نعرف العربية، فنصبح مثل الغراب الذي يمشي في الأرض لا يعرف كيف يتقدم ولا كيف يتأخر، فَرِحٌ بنفسِهِ كثيراً أنه يعرفُ ثلاثَ أو أربعَ كلماتٍ، ولو
أنكَ أخرجتَهُ من الكلماتِ الأربعِ أو الخمسِ التي يعرفها، سيَحتارُ ويتكلمُ فيما لا يعرفُ. سيحتارُ ويقولُ لكَ: "لم أدرسْها في المدرسةِ". حسناً، إذا كانَ الاهتمامُ باللغةِ سَيَقينا نوعاً كبيراً من أنواعِ التعاملِ مع هذهِ المعاني الرائقةِ. كلمة "منافق" كلمة تدل على مدى احترام الإسلام لحرية الرأي، لأنه أمرنا ألا نربي المنافقين، وألا ننتج بأعمالنا وأفعالنا وعلومنا ومناهجنا المنافقين. فكيف أكره الناس على الإسلام؟ أنا لو أكرهت الناس على الإسلام، ما أنا إلا منشئ بذلك منافقين، ولذلك سيأتي السؤال الذي تريد حضرتك طرحه الآن، ستقول لي ما
النفاق هذا سببه الخوف، سبب النفاق هو عدم القدرة والعجز. شخص وجد نفسه بين المسلمين ويريد مصالح وهو عاجز عن تحصيلها، يريد أن يتحايل ويدور، فيصبح منافقاً، من الخارج "هالله الله" ومن الداخل يعلم الله. فإذا كان منافقاً بهذه الكيفية، فإن سبب نفاقه هذا أنه عاجز عن المواجهة، وأن يعبر أنه يعبر عن رأيه بصراحة، ولذلك جاء ربنا وقال لنا هكذا: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". ولكن المدرية تكسر المحراث الحجري. المدرية، كما يقولون عندنا في البلد، هي أداة تشبه الفأس تكسر الأرض. الناس تستخدم نصل المحراث، والمدرية
تكسر المحاريث. يجب أن تكون واضحة فوق الأرض هكذا، فيقوم الفلاح الذي يقود المحرك يأتي عندها ويحني المحرك هكذا لأجل ماذا؟ ليتزوجها. فالمنافق وجوده في المجتمع مؤذٍ للغاية لأنه سيلبس الأمر على الناس. فماذا كان ينبغي عليه أن يفعل؟ والله إذا أسلم عن قناعة فليظهر إسلامه، وإذا لم يسلم فليظهر عدم إسلامه بحرية، لكن عندما آتي أنا وأقول له لا، هذا... لو أنك ترى أن الفهم العميق للغة سيجعلني أفهم معنى "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، وهو حديث صحيح، وما فيه من "قاتل من يقاتلكم"، "قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا
إن الله لا يحب المعتدين". يقول له: يا... عمِّ، والله لا تضعه الشمس في يميني، والله لا في يساري، على أن أترك هذا الأمر. لقد تركته لله ليدافع عن نفسي. يا أخي، صلى الله عليه وسلم، أُمرت أن أقاتل الناس ليس على إجبارهم، بل أُمرت أن أبلغ الدعوة. فإذا قاتلتموني قاتلتكم وبلغت. إذن من الذي بدأ بالقتال؟ هم الخندق وكل هذا كان في مكة أم كان في المدينة؟ هم جاؤوا علينا، لا نحن من ذهبنا إليهم. هم الذين جاؤوا وهم الذين هاجمونا، فنحن مُعتدى علينا ولسنا معتدين، نحن ندافع عن أنفسنا. وبعد ذلك أقول لكم: إذا جئتم لتقاتلوني سأقاتلكم، نعم. فلم تكن هناك هذه الفكرة العجيبة الغريبة. أنا المنافقين أنشأ المنافقين؟ كيف ذلك؟
هذا الدين كله من أوله لآخره عقيدة وشريعة وأخلاقاً يأبى إنشاء المنافقين، ولذلك فهو يأبى عدم حرية العقيدة، يأباها ويرفضها. "لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي"، "ما على الرسول إلا البلاغ"، "لست عليهم بمسيطر"، "إنك لا تهدي من أحببت". ولكن الله يهدي من يشاء، لكم دينكم ولي دين، وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلالة. أي حرية عجيبة هذه! وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلالة، ما معنى هذا؟ هذا أيضاً لم يصل إلى امتلاك الحقيقة، حتى امتلاك الحقيقة، يقول لهم: يا أخي أنا شأني وربي يا. أخي، أنا أعتقد اعتقاداً
جازماً مطابقاً - إن شاء الله - عن دليل وهو العلم، أن الخلاص في هذا. فأنت تريد ماذا فقط؟ هذا هو النفاق. جاء من الخوف، النفاق جاء من العجز. خوف من ماذا؟ من الهيئة الاجتماعية، لئلا امرأة تقول له: أنت ما زلت لم تؤمن بعد، له يا أخي، استحِ يا أخي، فقال: حسناً سأستحي. فهذا هو النفاق العقدي الذي يكون في القلب. هناك مظاهر يقوم بها المنافقون، ما هي هذه المظاهر؟ الشرع قال لك: لا تكذب. قيل: أيكذب المؤمن يا رسول الله؟ قال: لا. حُرّم عليك الكذب، المنافق يكذب، نعم، فيظهر ذلك على وجهك. يا مَن تمضغ اللبان، ما هو جالس يفعل
بفمه يمضغ هكذا، إذا كان واضحاً أنك تأكل لبانة في فمك أو تمضغها، فالرجل هذا يقول أنا مسلم ويكذب، فهذا النفاق نسميه نفاقاً عملياً، لأنه يُشبه المنافقين في عدم التزامهم بما شرع الله، إذا تحدث كذب، وإذا اؤتُمن خان. فيكون هذا الخائن الذي لا كلمة له، والذين هم مثل الدواعش. فالدواعش كلما قالوا عبارة تراجعوا عنها بسهولة، ظانين أن خيانة الأعداء - أي أعدائهم الذين هم أحباء الله، فأعداؤهم هؤلاء هم أحباؤه - واجبة أو شيء من هذا القبيل. كلا، فالخيانة حرام مع...
كلٌّ يقول الإمام أبو حنيفة وهو يقول بجواز العقود الفاسدة في ديار غير المسلمين، ولا يجوز سرقتهم ولا خيانتهم لأن الغدر حرام. هم أجازوا أن أضع أموالي بالربا وأن آخذ الربا هناك في تلك البلاد لأنهم هم الذين أجازوه، قانون يجيزه. يعني هم أجازوا أن يأكلوا الخنزير ولا. يشربون الخمر أو البلاوى الزرقاء، ففي كل العقود الفاسدة حلال في ديار غير المسلمين. واحذر أن تسرقه، واحذر أن تخونه، ولا تستطيع ذلك لأن الغدر حرام عند الله، وأنت لست غادراً. إذا تحدث كذب، وإذا ائتمن خان،
وإذا خاصم فجر، كما قال الإخوان هؤلاء: إذا خاصم فجر يكون منافقاً عملياً. هذا النفاق العملي: "وإذا خاصم فجر"، لأنه في رواية ثلاثة، وفي رواية أخرى أربعة، وفي رواية ثانية ثلاثة، وفي رواية ثانية أربعة. هل تنتبه؟ "إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر". "إذا خاصم فجر"، ثلاثة هنا وثلاثة هناك، وأحياناً في رواية جمعتهم. هذه صفات. عملية هي تشبه المنافق المخفي لكفره المعلن لإسلامه، مبنية على أي خيانة هذه؟ على العجز، مبنية على أي كذب هذا؟ على الخوف، مبني على أي شيء هذا؟
على الخصومة الفاجرة، على العجز. ليس لديه قدرة على العفو، ليس لديه قدرة على المسامحة، ليس لديه قدرة على تقويم الأمور بقيمها الحقيقية. هو كان سبب النفاق في القديم وسبب النفاق في الحديث هو سبب النفاق العملي وسبب النفاق العقدي الذي يُنسب إلى العقيدة الذي هو يستوجب النار خالداً فيها أبداً بل في الدرك الأسفل من النار يعني أسوأ من المشركين وعبدة الأوثان. لماذا؟ لأنه من الخارج رخام ومن الداخل سخام. لماذا؟ لأنه... يشوه صورة الإسلام والمسلمين عند الناس، وهذا دين للتبليغ ولإرشاد الناس، وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً. فإذا
كان هؤلاء الناس يشوهون الدعوة ويصدون عن سبيل الله بغير علم، فإنه سواء كان منافقاً عقدياً يضر المسلمين أو كان منافقاً عملياً يضر الإسلام، فكلاهما نشأ. عن الخوف وعن العجز وكلاهما مردود عليه، وكلاهما يصفه الله بأسوأ الصفات. مولانا الإمام يوضح لنا هذه القيمة التي نادى بها الإنسان أو تنادت بها الإنسانية، قيمة الحرية التي يقال عنها: حينما وهب الله الإنسان الحياة، وهب له الحرية في نفس الوقت ولنفس السبب. فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلا بحضراتكم مولانا الإمام، ربما يعجب البعض
أو يتساءل: في زمن النبوة، في زمن الوحي، كيف ظهر النفاق؟ كيف ظهر المنافقون؟ أو ظهر، يعني لماذا أيضاً؟ طيب، أنت سألت مجموعة من الأسئلة في بداية الحلقة، جزاك الله خيراً، وندخل السؤال الحالي هذا في بعض ما ورد في هذه الأسئلة يعني. كأنك أعطيتني الأسئلة مسبقاً ودعنا نقول الإجابة. فما حدث أن نبينا الكريم وهو في مكة - أريد أن أقص عليك قصة لطيفة، حكاية يجب أن نعرفها جميعاً - مكث حوالي أربعة عشر عاماً في مكة، ومكث حوالي عشرة وقليل... لا، أربعة عشر... لا، عشرة وقليل في المدينة. هذه الأربعة عشر آمن معه فيها تقريباً مائتا شخص فقط،
مائتا شخص فقط. في حجة الوداع وجدناهم مائة وأربعة عشر ألف صحابي رأوا سيدنا النبي بأعينهم هكذا. نحن لدينا أن الصحابي هو من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورآه في حياته، في حياة النبي، يعني ليس في حياته [فقط] رآه. في المنام أو غير ذلك بعده في حياتي فقالوا لا لأنه كان من الصحابة من هو ضرير فلم ير النبي قال حسناً نقول من رآه النبي صلى الله عليه وسلم في حياتي يكون الصحابي هو من رآه النبي صلى الله
عليه وسلم مؤمناً في حياته، حسناً مؤمنين. سيأتي لي بالإشكال، هل كان من الصحابة منافقون؟ نعم، كان منهم منافقون. هل هم مؤمنون باعتبار الظاهر؟ نعم، فقد أعلنوا إسلامهم. حسناً، هؤلاء الذين أعلنوا إسلامهم، عرفنا حقائق بعضهم؟ نعم، عرفنا حقائق بعضهم، وحقائق بعضهم الآخر لم نعرفها ولم تُنقل إلينا أسماؤهم. هؤلاء المائة وأربعة عشر ألفاً، كم منهم؟ واحدٌ نُقِلَتْ إلينا أسماؤهم، منهم تسعة آلاف وخمسمائة، خمسمائة من النساء وتسعة آلاف من الرجال، تسعة آلاف وخمسمائة واحد. لن نجد فيهم عبد الله بن أبي بن سلول. وعندما تكتب ابن سلول، انتبه أن
تكتبها بالألف، يعني عبد الله ابن، فمن غير ألف تصبح "بن"، لكن... هي ستقول له أنت ابن عبد الله بن أبي، وبعد ذلك ابن سلول، تضع فيها ألف إذن. قالوا: لماذا؟ قال: لأن سلول هي أمه، سلول هذا اسم أمه وليس اسم جده. عبد الله بن أبي بن سلول، السيدة سلول هذه هي التي كانت أم عبد الله وزوجة أبي أو شيء إذا نكتب فيها الآية، الألف يعلموننا ونحن صغار في الأزهر، نوعٌ تسقط فيه الألف الخاصة بابن سلول لأنها امرأة وليس أباه، على غير العادة أننا نقول "بين بين" إذا كان في وسط الكلام. لا، نحن نقول سيدنا عيسى بن مريم، صحيح سيدنا عيسى بن مريم، سيدنا محمد. بن عبد الله، نحذف
الألف، نحذف الألف، نعم. عيسى بن مريم نضع الألف، نعم. أنت منتبه، بين الحوت وذلك، وهكذا كانوا يقولون لنا في يونس بن متى. هذه أمه وليست أباه، نضع الألف ونضع الألف. كان يقول لنا هكذا: ابن علية، ابن علية. هذا، هذه علية، هذه أمه، ما هي أبوه، فإذا جاء الواحد وكان يُسمى بأمه لأي سبب كان، نضع هذه الألف لنفرق بينها وبين الجد والأب. هكذا، هذه نقطة في الآية في اللغة في الإملاء، في الإملاء. هل انتبهت؟ حسناً، الآن الصحابة الكرام، هؤلاء تسعة آلاف وخمسمائة إنسان. منهم كم واحد فيهم روى الأحاديث، نحن لدينا الآن مائة وأربعة عشر ألف إنسان معدودين عند
الله من الصحابة، منهم تسعة آلاف وخمس مائة نعرفهم بأسمائهم تواترت إلينا في كتبنا، والباقي - يعني حوالي مائة وأربعة ونصف، مائة وأربعة ونصف ألف - لا نعرفهم. تخيل إذن لكي... يقول لك أحدهم هكذا: حسناً، جاء العلماء وتتبعوا وقالوا: إليك أسماء التسعة آلاف وخمسمائة، كم واحد منهم روى الأحاديث؟ ألف وسبعمائة وأربعون شخصاً هم الذين رووا الأحاديث. ألف وأربعمائة وسبعون، ألف سبعمائة، ألف سبعمائة وأربعون في مسند الإمام أحمد الذي جمع الشرق والغرب، كم عدده؟ تسعمائة وتسعين صحابياً، تسعمائة وتسعين صحابياً، حسناً، البخاري الذي هو
الكتاب العظيم هذا فيه مائتان وأربعة وخمسون صحابياً مثلاً، يعني ومثلهم أو أكثر منهم قليلاً في صحيح مسلم، فانظر إلى الفرق: مائتان وأربعة وخمسون صحابياً هم الصحابة الذين وردت عنهم السنن وغيرها، وبقية التسعة آلاف وخمسمائة... أبداً، ألف وسبعمائة صحابي فذهبوا وبحثوا وعملوا ملفاً لكل صحابي: من هو، وما قصته، ما اسم أبيه، ما اسم أمه، كيف كان يلبس، كيف كان يأكل، إلى أين ذهب، من أين أتى، على يد من تعلم، ومن علَّم. من هذا الملف أخذنا عنهم السنن، ألف وسبعمائة وأربعون هؤلاء، نعم، ألف مائة وأربعين دولة لم نجد ولا واحداً فيهم منافقاً، الحمد لله، ولا واحد أراق الدماء. إذاً
ليس هناك صحابي راوٍ اتُّهم بالنفاق أبداً فليأتوا بأي واحد، لا يوجد أي واحد من الصحابة الرواة - وانتبه لهذا - لم يُتهم بالنفاق حتى صارت هذه قاعدة. يأتي واحد إذاً... عندما كنا نشرح هذه الأشياء المبهرة، يأتي أحدهم ويقول: "لا، أنا لا يعجبني هذا الأمر، لأنه سيجعلكم طيبين جداً، وأنا لا أريدكم أن تكونوا طيبين جداً". ماذا نفعل؟ فيأتي بشخص ويتهمه، وعندما تبحث في التاريخ تجد أن التهمة غير صحيحة وأنها غير موجودة كما فعلوا مع عمرو بن الحمقى الذين يروون
حديث جيش مصر ماذا وكيف يقولون لك: "يا أخي، قيل أنه قد اتهم بالنفاق". حسناً، قيل. هيا نبحث عن هذا القول. ما هذا الكلام الفاسد الأفسد من القائل نفسه! والمصادر المتاحة يا مولانا تتيح لفضيلتك أن تبحث وتنفي التهمة. نعم، الله منتبه، وقد فعلنا ذلك وانتهينا لكي نسكت ونخرس الألسنة، فإن الله (عز وجل) أعد ألفاً وسبعمائة وأربعين شخصاً ليس منهم من اتُهم بالنفاق إطلاقاً. ما دام غاوٍ لم يُتهم أصلاً بالنفاق، فأي شخص يقول غير ذلك يكون كاذباً أو يكون ذاهباً إلى مهملات التاريخ يبحث فيما لا يثبت، ويكذب. فما هناك أكاذيب مثل كذب الإنترنت الأكاذيب الإرهابية الموجودة
هي أكاذيب فوق أكاذيب. حسنًا، ألف وسبعمائة وأربعون، نحن نقول لكي نحفظ ألف وثمانمائة، لكنهم ألف وسبعمائة وأربعون بما يرضي الله هكذا، منهم من يروي حديثًا واحدًا، ومنهم من يروي حديثين فقط، يعني عاش حياته كلها من أجل أن يروي حديثًا واحدًا لكي يقول لك. السنة وتوثيقها وكذلك خمسة عشر واحد فقط. المكثرون علماء كبار: أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وجابر بن عبد الله الأنصاري. وهؤلاء الجماعة العبادلة: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير. عبد الله اسمهم العبادلة من كلمة. أين النفاق في الصحابة؟ نحن لا نعرفهم. نعرف واحداً مثل عبد الله
بن أُبي بن سلول، وكان ابنه من كبار المؤمنين. ابن عبد الله بن أُبي بن سلول، نعم، ابنه. فعندما كانوا عائدين هكذا، قال: "إذا وصلنا المدينة ليخرجنَّ الأعز منها الأذل"، وأشار إلى نفسه. على هذا النحو وُصف سيدنا المصطفى بهذا الوصف القبيح، لأن القبيح يصدر من القبيح. فابنه سمع ذلك فقال: "والله، هذا رجل يستحق القتل، لقد شتم سيدنا رسول الله في أُحد". فذهب إلى رسول الله وقال له: "يا رسول الله، إن أبي أخطأ، فإن كنت قاتله فاجعلني أنا أقتله" يعني. إذا كان هناك حكم قضائي سيصدر ضد
هذا الرجل بالقتل، فدعني أنا الذي أنفذ الحكم، لا أحد غيري ينفذه. انظر إلى العربي وشهامته، فإني أخشى أن يقتله مؤمن فاراً من قتل أبي، يسير على الأرض، فأقتله. سيقتل المنفذ للحكم، فأكون قد قتلت مؤمناً بكافر. الله يكرمك يا رسول الله، أريد. أقتله؟ ليس لدي مانع، لكن قل لي لماذا أفعل ذلك ويصبح دمنا مختلطاً هكذا. هل الولد قتل أباه لأن حكماً قضائياً صدر عليه؟ فالنبي عليه الصلاة والسلام طمأنه وقال له: "لا، لا يوجد شيء من ذلك". وأحضر عبد الله وقال له: "لماذا تقول هكذا يا عبد الله، ولماذا تقول هذا
أمام الناس يعني تقول هكذا للناس، لماذا تقول هكذا؟ قال له: ما قلت نفع طبعاً، ليس كاذباً، ليس خائناً، ليس منافقاً. ليس إذا خصم اضطرب. انظر موقفه في غزوة أحد، لقد سحب مجموعته وذهب ماشياً خيانةً، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: طيب، عبد الله بن أبي بن. سلول رأس المنافقين، وكان من الواضح أنه كان سيصبح الملك، فجاء النبي وأخذ منه المُلك في المدينة، هذه المدينة المنورة، فاعتبر أن هذه مسألة كبيرة نوعاً ما. وعندما حضرته الوفاة قال: "أرسلوا إلى محمد فخذوا منه بردته وكفنوني فيها"، أي أنه بالرغم من نفاقه كان
يحب النبي، وهذا أمر عجيب، وأعرف أن النجاة عنده فقط ولكنني غير قادر على نفسي صلى الله عليه وسلم، فذهبوا إلى النبي وقالوا له: "عبد الله يقول هكذا، خذوا البردة، ليس لدي مانع". أما عمر فلم تعجبه هذه المسألة، فصاح عمر بن الخطاب: "أتعطيه البردة؟ لماذا؟ ماذا فعل؟" اعترض قائلاً: "يا رسول الله" ولذلك... قالوا إن هناك في نواقض الإسلام لمحمد بن عبد الوهاب يقول لك هكذا مطلقاً هكذا والمعترض على رسول الله، لا، ليس المعترض. حسناً، ألم يعترض الصحابة في أُحُد؟ واعترضوا في الحديبية. وهو اعترض عند هذا. ما شأنك يا محمد بن عبد الوهاب؟ ما الذي تقوله؟ هذا ليس من اختصاصك، نعم. ولذلك مفتي تونس وضع نواقض للإيمان، أي الرد على نواقض الإيمان، هل تفهم؟ فهو يرى أن محمد
بن عبد الوهاب أخطأ في ماذا؟ في نسيان الشروط. يعني أنت الآن لديك اعتراض، لكن له شروط حتى يصبح هذا الاعتراض من النواقض، ولكن بدون هذه الشروط لا يصح ذلك يا سيدي الشيخ، هذه الشروط دائماً كما سنقول ونكرر ونوضح منهجنا فيها لأنها مصيبة كبيرة، وقد قلنا قبل ذلك كمن صلّى بلا وضوء ولا قبلة ولا ستر ولا طهارة ولا غير ذلك، لا يصح والله حتى لو أدى الصلاة كاملة وقال: "أنا قد صليت"، فلن تُقبل يا عزيزي لا عند الناس ولا عند لأنك قد افتقدت الشروط، يجب أن نعيد ونزيد فيها حتى تصبح محفوظة، وليدرك الشباب من أين يتخذ هذا. المحور يا مولانا
هو حجر الزاوية، كما تقول حجر الزاوية. عندما يأتي الشباب الإخوان ويقول لأحد هؤلاء الشباب: لابد أن تكون من الجماعة، يقول له: أين شروط الجماعة؟ نعم، يوقفه، وبذلك تعال معنا في الجهاد، فيقول له: حسناً، وأين شروط الجهاد؟ انتهى الأمر خلاص، ضاع ولن يستطيع أن يخدع الأولاد، ولن يستطيع أن يخدع الفئات النائمة، ولن يستطيع أن يخدع المتعاطفين. هؤلاء المتعاطفون ماذا يفعلون؟ يأخذون الظاهر ولا ينتبهون إلى أن هذا الظاهر بلا شروط. متى يدرك المتعاطفون معنى هذه الحقائق؟ الكبار عندما يتعلمون، عندما يسمعون، عندما يشرح الله صدورهم كما شرح صدور الكثيرين عندما عرفوا الحقائق. الله أراد لهم الضلالة هذه، وهي عبادة ما سألتَه، وسبحانه وتعالى له أن يفعل فيهم ما يشاء. لكننا نقول لهم، ها نحن
نعلمهم: يا جماعة، عندما يعرض عليكم أحد شيئاً ويقول لكم تعالوا نشكل تعال نقوم بالجهاد تعال نفعل كذا، اسأل نفسك واسأله واسأل الشريعة واسأل العلماء واسأل الكتب أين الشروط؟ ولا بد عليك أن تحقق الشروط. هذا هو المفتاح، إنه بسيط، لكن ما رأيك أنه سيرد على جبهة النصرة والبصرة والتنظيمات الأخرى التي لا أعرف ماهيتها، هذه العناوين المرسلة التي هي هكذا وكل كذبٌ ما هو أيضاً كذبٌ شعبة من شعب النفاق، ولا يزال من يفعل واحدةً منهن على شعبة من شعب النفاق حتى يدعها، واحدة من ثلاثة أو من الأربعة، من الأربعة حتى يدعها. فإذا نحن أمام وجوب الأمور، هؤلاء الصحابة، فالصحابة الكرام منهم من عرفناهم
تسعة آلاف وخمس مائة. ومنهم من روى وليس في الرواة منافق والحمد لله رب العالمين. أي شخص روى، فليس بالضرورة أن يكون منافقاً. وأما الأشخاص الآخرون المنافقون فنحن لا نعرفهم، وأمرهم إلى الله، إذ أننا لا نعرفهم أصلاً ولم نأخذ عنهم شيئاً أبداً، ولم نأخذ عنهم أي شيء، والحمد لله رب العالمين. ولذلك عندما فما الذي يسمي نفسه بالمثقفين؟ يا للعجب! أي مثقفين هؤلاء؟ من أين أتتك ثقافتك؟ ماذا يريد هؤلاء المثقفون؟ يقول لك: "إن الصحابة فيهم منافقون، فلا نريد أن نأخذ منهم السنة، لعلهم منافقون". لا يا أخي، اطمئن أن العلم إذا كان صحابياً فهو مع سيدنا. النبي يكون منافقاً؟ العلم يا مثقف، العلم أثبت
بالطريقة العلمية المرعية الشرعية أن لا أحد من الرواة منافق. إذاً كل ما بين أيدينا هذا قبل الأخذ، يبقى كيفية السنة: هل هو صحيح؟ هل هو مقبول؟ هل هو غير مقبول؟ والمتن لأنه دراية ورواية، المتن هل هو مخالف؟ هل هو... موافق في زيادة في نقصان في نص في وهكذا فإذا هذه شغل العلماء يا مثقف وأنت مثقف أنت قرأت عن الشيء ولم تقرأ فيه الشيء يأخذ المنتج النهائي ويقرأه لازم المثقف يلتزم بالعلم وإلا كان أضحوكة إذاً كيف كشف القرآن الكريم
المنافقين القرآن الكريم كشف حالة النفاق ولم يكشف أشخاص النفاق، الله [وصف] الحالة، حالة النفاق. يعني بيّن أن هناك حالة تكتنف الناس، فتكلم عما في القلوب وتكلم عما في الضمائر وفي النفوس وفي الخفاء، تكلم عنها فكشفها. لكن ما قال لنا من هم هؤلاء سترًا عليهم لأن
الله ستار حليم، ولمعنى آخر، ما الهدف؟ فتح باب التوبة لهم، لو ذكر أسماءهم لكان الأمر انتهى، وأصبحوا مثل أبي لهب، لكنه سترهم حتى لو أرادوا العودة سراً بينهم وبين الله، فلم يُعرف من هم، أتفهم كيف؟ فمراعاةً لهذه الحالة، ومراعاةً للتوبة التي أمرهم الله بها ودعاهم الإسلام إليها، فإنه لم يفتش عنهم ولم يُشهر أسماءهم. إنما تحدث عن حالة النفاق، عن حالة التدبير في الخفاء، عن حالة الإضمار في النفس، عن حالة ما في النفوس والقلوب والعقول من الداخل. وهذه الأشياء جعلت بعض
المنافقين يتوبون. كيف عرفها؟ أنا لم أتحدث عن نفسي. قد يكون وهو يُكلِّم المنافق أخاه، نعم. لا يهم، لكن هذا كنا وحدنا، كيف عَرَفَها؟ هل تدرك؟ عندما كنا نخوض ونلعب، حينما واجههم بها، وكان النبي عليه الصلاة والسلام دائماً بقدر الإمكان يواجه حتى يفتح لهم باب التوبة، فتاب من تاب وبقي على النفاق من بقي، والله هو الهادي مولانا. عندما نتأمل وحين نستفيد منها لفضيلتك. داعٍ لأن نعالج صور هذا النفاق في حياتنا، كيف نتمثل هذه الصور في هذه الحياة، من يمثل صور النفاق اليوم. لا يستطيع أحد أن يتهم أحداً بالنفاق
العقدي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم كشف بعض أسماء المنافقين لحذيفة على سبيل أنه أمين السر عنده. وهذا الكشف الذي كشفه له كلّفه بكتمانه، حيث كان عمر دائماً يسأله: "هل أنا منهم؟" فيقول له: "لا". فقال عمر: "بيني وبين الفتنة شيء؟" قال: "بينك وبين الفتنة باب". قال عمر: "أيُفتح الباب أم يُكسر؟" قال له: "بل يُكسر". فعرف عمر أنه مقتول. "بينك وبين الفتنة باب"، هل يُفتح يعني؟ سيموت أم سيُكسر؟ قالوا: لا، سيُكسر. كل هذا كان
حذيفة قد حفظه وكان يُظهره بعد حدوثه. لا، قبل ذلك كان مكلفاً بعدم إفشائه إلا بهذه الصورة الرمزية بينك وبينه: "بابٌ أيُفتح أم يُكسر؟" والذي سيُكسر. فلما مات عمر، عرفوا أن كلمة "يُكسر" تعني يموت أو يُقتل، ليس... يموت حُذف ألفه فكان حذيفة يعرف بعض الأسماء ثلاثة عشر شخصاً، خمسة عشر شخصاً، عشرين شخصاً. عندما توفي النبي عليه الصلاة والسلام وانتقل إلى الرفيق الأعلى، صلى عليه نحو عشرين ألف ممن كانوا بالمدينة. صلوا عليه أكثر من ست وثلاثين ساعة متواصلة. فالنبي صلى الله عليه وسلم سُجِّي في فراشه. ودخلوا فصلوا
عليه فرادى واحداً التماساً للبركة، فيدخل من هنا ويكبر الأربع تكبيرات ويُنهي صلاة الجنازة ويخرج من هنا، ثم يأتي الذي بعده، ثم يأتي الذي بعده، وهكذا عشرون ألف شخص في ستٍ وثلاثين ساعة عبر الليل والنهار، لم يناموا، يعني كل هذا الوقت واقفين في طابور باستمرار، انظر هذا فيه عشرون ألف شخص، هل رأيت طابوراً فيه عشرون ألف شخص؟ لم يحدث مثل هذا، لكنه كان في غاية النظام والدقة، صلوا عليه فرادى بكل هذا الأدب، بكل هذا الأدب والخشوع والخضوع لله. فسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام لا يجوز لأحد أن يتهم أحداً بالنفاق
العقدي بعده، أتفهم؟ بعده وسموا من يبطن خلاف ما يظهر فيبطن الكفر ويظهر الإسلام سموه زنديقا، فالزنديق هو المنافق في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. عندما يأتي شخص مثلاً يُظهر الإسلام ويصلي مع المسلمين وكل شيء كذلك، ثم يقول: "على فكرة يا جماعة، أنا لم أكن مسلماً، أنا خدعتكم"، فيقولون... حسناً أنت صديق، فنحن لسنا من نحكم أبداً بالزندقة، بل هو الذي يحكم على نفسه، هو الذي يقول، هو الذي يعترف. ويعترف ليس بأنني الآن كفرت أو ارتددت عن الإسلام أو فعلت شيئاً الآن، لا، بل أنني كنت أخدعكم. فهذا ما كان يسميه أهل الله والعلماء زنديقاً، فيقولون العبارة.
هذا الزنديق المنافق في عصر رسول الله هو الزنديق عندنا، فهذا حال النفاق. ولا يجوز الوصف بالنفاق إلا العملي، فإذا كذب يقول له: "يا أخي، هذه شعبة من شعب النفاق"، "يا أخي، لماذا تنافق؟" يعني النفاق العملي، نعم كذب خاصة ما فجره إذا فجر السلوك، هذه الأمور التي هي... الذنوب هذه مثل الفجور في الخصومة والكذب وإخلاف الوعد والخيانة، هذه الأشياء القذرة التي كانت أساساً عبارة عن ترجمة للنفاق العقدي، ولكن عندما قلدها العاملون أصبحت نفاقاً عملياً، وأصبح أحدهم على شعبة من شعب النفاق حتى يتركها، وأصبحنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر لكن لا نصفه بذلك
النفاق الذي يستوجب. الدرك الأسفل من النار، إذا كنا نلتمس حلولاً دائمة في هذا المنهج الأصيل. مولانا الإمام، كيف نواجه النفاق؟ ما هي مواجهة النفاق؟ بأمرين، بماذا؟ الأمر الأول هو مقاومة مثل هذه الآثام والذنوب بالقيم. إذاً، لا بد علينا من إشاعة قيمة الصدق، لا بد علينا من إشاعة قيمة الأمانة، لا بد من إشاعة قيمة العفو والتسامح والتعايش لا بد علينا من إشاعة قيم، وهكذا إشاعة القيم في الحياة، هذا هو الجزء العملي. أما الجزء العقدي فبالتعليم وبالثقافة السائدة، يجب علينا أن نعلم الناس عن دليل، ونعلم الناس حرية الرأي،
ونعلم الناس ألا يقعوا فيما هو أعظم من الخفاء في النفاق، فبالتعليم. وفي الثقافة السائدة أننا نستكبر كثيراً الكذب، ونستكبر كثيراً النفاق، ونستكبر كثيراً في أنفسنا، ونستعظم هذا الذنب استعظاماً. هذا الشعور الذي في الثقافة السائدة وهذه الطريقة في التعليم تُلقِّن النفاق العقدي. اسمح لي فضيلة مولانا أن أقرأ بعض مداخلات المشاهدين السابقة عبر الفيسبوك. الأستاذ عبد الله بكير يقول: خطورة النفاق واضحة جلية في سبب ظهور النبتة والخوارج، وسبحان الله، هم جسدوا معنى النفاق بكل ما تحمله الكلمة، حيث حدَّثوا فكذبوا ليل نهار، ووعدوا فأخلفوا، وخاصموا ففجروا. الأستاذ نصر السليمان يقول: النفاق أخطر أعداء
الدين، فالمشرك والملحد واضحان لنا، أما المنافق فيتلون كالحرباء، ولذلك فهو في الدرك الأسفل من النار. والله أعلى وأعلم. تحياتي لبرنامجكم ولشيخنا الجليل الأستاذ محمد عبد العليم. خطورته تكمن في إنتاج الخوارج ومن يقابلهم من الوجه الآخر من التطرف، فكلاهما ينظر إلى المصلحة الشخصية والمنافع الحسية فقط لا غير. الأساس خليل عدنان الجعفري، يُدخلونك في متاهات إن لم تبحث عن المحجة البيضاء، والنتيجة الدرك الأسفل من آخر الأساس جيد أو الأساس جيد سامٍ. النفاق في الدين من أكبر المصائب حيث يؤدي إلى استغلال الدين للمصلحة الشخصية، مما يؤدي إلى الفتن والإساءة للدين بأنه يحمل أفكاراً لا تنتسب إليه. كل يوم تعليق فضيلة مولانا، لا تعليق، يعني هذا كفاية، وقد وفوا وكفوا ووفوا. حسناً مولانا الإمام. ودائماً
عندما نتحدث ونقول كم يجب أن يكون الإنسان ترجمة عملية، هل هذا المعنى عندما نتحدث عن الحرية نتكلم على دعوة أو أن نترك النفاق تماماً هو أن نخرج من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، هذا هو المعنى الحقيقي للحرية، لحرية الإنسان. حرية الإنسان تبدأ بالحرية الشخصية أن يعبر مرادية فإذا تعود على هذا فآمن بالله أصبح ليس عبداً لأحد، نعم ولا لشهواته ولا لرغباته ولا لأحد من الناس، وليس لأحد من الخلق عليه منّة، إنما المنة كلها بيد الله. هذه معانٍ سامية، وهذا يجرنا إلى ما تكلمنا عليه في ختام الحلقة أمس، القلوب الضارعة هي ضارعة لله لا. ترى أن
الله وحده هو الحقيقة، هو الحق، هو الثابت. وبناءً على أن الله حق، فمقتضيات العقل ثابتة. يعني خمسة وخمسة تساوي عشرة بالأمس واليوم وغداً. لماذا؟ لأنه خلق السماوات والأرض بالحق. أتعلم لو كان خلقها بغير الحق، لكان خلقنا في عالم نجد فيه أن جمع الخمسة مع الأربعة يساوي يوم عشوائية نجدهم يظهرون أنه لا يصلح الأمر هكذا؛ أعطِ خمسة وأعطِ أربعة كيف أصبحوا ثمانية؟ توجد تداخلات تحدث وأمور كهذه، لكن الله لم يفعل بنا هكذا. لقد خلق الله السماوات والأرض بالحق، والحق ثابت، ولذلك أصبح العقل والنقل والتزكية التي هي الذوق أصبحت هي
المحيطة بهذا الدين. فالدين دائماً يأمرنا باستعمال العقل ويأمرنا باحترام النقل ويأمرنا بأن يعلو القلب على العقل والعقل على السلوك. فهذه هي خطتنا: العقل، النقل، الذوق. هذه هي خطتنا لكي نبتعد عن النفاق العقلي ونبتعد عن النفاق النقلي ونبتعد عن النفاق السلوكي ونبتعد عن النفاق الأخلاقي، إذ أن هناك نفاق في كل. طائفة من هذه الطوائف العقل والنقل والأخلاق أو الأذواق، فنحن نقول للناس يا جماعة الخير كونوا مؤمنين، والمؤمن معناه أنه غير منافق، وغير المنافق معناه أنه يركن ويعتمد
على العقل والنقل والذوق، وأنه صاحب إرادة حرة حررها الإسلام له في هذه الحياة، مولانا الإمام الرسول الدكتور علي جمعة رضي الله. عنك وشكر الله لكم الأزهر الشريف رضي الله عنكم
وشكراً