والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن علامات مولد الرسول صلى الله عليه وسلم | الحلقة الكاملة

والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن علامات مولد الرسول صلى الله عليه وسلم | الحلقة الكاملة - سيدنا محمد, والله أعلم
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قال: "إنما أنا رحمة مُهداة" وأوصانا وقال: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، رحمةً كان للعالمين. كل عام وأنتم بخير، صلوا عليه وسلموا تسليماً. أهلاً بكم وأسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الدكتور علي جمعة. وضوئية العلماء الكبار بالأزهر الشريف لنسأله عن تلك الإرهاصات والعلامات التي سبقت مولد سيدنا صلى الله عليه وسلم. كل عام وأنتم بخير يا صاحب الفضيلة، وأنتم بالصحة والسلامة. أهلاً
وسهلاً بكم مولانا. هذه العلامات التي اختص الله بها هذه اللحظات أو قبل مجيء سيدنا صلى الله عليه وسلم، لماذا كانت؟ وهل من السنة أن نتدارسها وأن نحكيها وأن نتعرف عليها أكثر وأكثر؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هذه العلامات وهذه القصص وما ورد في حياة النبي قبل البعثة اهتم به المسلمون اهتمام معرفة وليس اهتمام بناء، بمعنى أنهم لا يبنون عليه كثيراً الأحكام لأنه قبل البعثة لم يأتِ الوحي بعد، فمن الناحية الشرعية ما قبل البعثة تجده في كتب مثل دلائل النبوة لأبي نعيم، ودلائل النبوة للإمام البيهقي، وتجده في كتب مثل تاريخ
الطبري وهكذا كثيراً، لكن اهتم المسلمون بالسند المتصل وبالدقة المتناهية بعد البعثة كل الأحاديث التي تتعلق ما بعد الأربعين مما يمكن أن يُبنى عليه أحكام شرعية مرعية تصلح لدفع العباد والبلاد إلى سعادة الدارين الدنيا والآخرة، اهتم بها المسلمون. وهذا ملمح لمن يتكلمون في السنة المشرفة. انظروا الفرق في النقل بين ما كان يتعلق به وهو أشرف البشر وسخرة الكونين، وما بين ما نُقل تشريعاً إذاً. كان هناك أمر يتعلق بالتشريع فيما سبق عن الأربعين ينقل
بالسند نجد له سنداً ونجد له ضبطاً. إذا كان لا يتعلق بالأربعين ولا يتعلق بالشريعة فيما كان قبل الأربعين نجده موجوداً في الروايات، ولكن لأنه لا يُبنى عليه حكم، لا يُبنى عليه شرع، لا يؤثر في الفروج وفي الدماء وفي... الأعراض وفي الأموال وفي التقاضي بين الناس وفي العلاقات الدولية وغير ذلك إلى آخره، فهو من قبيل الأمر الذي طُلِبنا جميعاً به، وهو مدح سيدنا الرسول وتنزيه سيدنا الرسول وإدراك حقيقة هذا الرسول وتعظيم هذا الرسول في قلوبنا، وهو أمر على السعة ليس فيه تدقيق مثل ما هو موجود فيما عليه شرع ما بُنيت عليه الحقوق والواجبات
التي بها سير المجتمعات. لو رأينا في كتب السِّيَر والكتب الملاحم وكتب دلائل النبوة نجد مثل هذه الأخبار، نجد أنهم اهتموا أولاً بدراسة ما قبل البعثة النبوية. وأتذكر أن العلامة شبلي النعماني اهتم كثيراً برسم صورة العالم من غير المصادر الإسلامية، كيف. كان الرومان، وكيف كانت الصين، وكيف كان البربر في المغرب، وكيف كان الإنجليز في بلادهم، كيف كانت كل هذه الشعوب يا مولانا؟ كل هذه الشعوب... النبي صلى الله عليه وسلم شرّف الدنيا في
العشرين من إبريل المسمى في العشرين من نيسان، العشرين من نيسان سنة خمسمائة وسبعين. حسناً، في العشرون من نيسان سنة خمسمائة وسبعين، كيف كان شكل مصر؟ وكيف كان شكل روما؟ وكيف كان شكل لندن؟ وكيف كان شكل الصين وبكين واليابان؟ وكيف كان شكل الهند؟ وكيف كان شكل فارس وإيران؟ وهكذا، واستطاعوا أن يرصدوا هذه الحالة التي يسمونها أحياناً الحالة الاجتماعية للشعوب في تلك الفترة. هناك مؤرخون... من هذه الأمم أرَّخوا لتلك الفترات. نعم، هناك مؤرخون أرَّخوا للحبشة، وأرَّخوا لمصر، وأرَّخوا لروما، وبالطبع أرَّخوا لغرب أوروبا، وهناك مؤرخون في الصين أرَّخوا
لمملكة الصين وإمبراطورية الصين. فكل بلد فيها من المؤرخين من يؤرخ لها. وهو كان متمكناً من عدة لغات، ومنهم الشبل النعماني الهندي رحمه الله تعالى، فألَّف أي مثل من سُمي بن رامة كما هو واقع في وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فيتبين لك الحالة التي جاء فيها النبي صلى الله عليه وسلم. من الناحية الأولى الحيرة؛ فالناس كانت حائرة، ومن الناحية الثانية الظلم، ومن الناحية الثالثة الضلالة. أي كانت هناك جاهلية وجهل، فهناك أناس تسعة، وناس تعبد ثلاثة، وناس
تعبد وهم لا يعلمون. لا يوجد التوحيد الخالص الذي جاء به الأنبياء موسى وعيسى وآدم وغيرهم إلى آخره. بات باهتاً في الأمة. أناس يبيحون المحرمات، وأناس يبيحون الربا والزنا والفحش والفاحشة. يوجد ظلم اجتماعي كبير بين الأغنياء والفقراء، بين الرجل والمرأة، بين الحاكم والمحكومين، بين السوداء سوداء يعني مظلمة، ففهمنا يعني هذا الكلام وأمثاله. لماذا نحن نحب شوقي مثلاً أو نُعظّمه ونقول عنه أمير الشعراء؟ لأنه أنتج من الحِكَم لا شعراً من الشعر لا حكمة، لأنه حكيم. ماذا يعني حكيم؟ يعني مُطّلِع واسع الاطلاع، فهو يعرف هذه الحالة ويعرف أن سيدنا
النبي عندما جاء كان... الوقت هكذا، طبيعة الوقت هكذا، خمسمائة وسبعين من الميلاد يعني سيدنا المسيح مضى عليه أكثر من خمسة قرون وهو قد رُفع إلى السماء، فيأتي شوقي يقول: "وُلِدَ الهدى فالكائناتُ ضياءُ". انتبه إلى الكلمة، أي إن الظلمة أنارت. "وُلِدَ الهدى فالكائناتُ ضياءُ". الله! وأنت لستَ شوقياً، أي ماذا حدث لك في الضياء هذا أصل الدنيا مظلمة جداً، الدنيا مظلمة جداً، فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء، فكما يقول البوصيري عند مولده عن طيب أصله: "يا طيب مبتدأ
منه ومختتم". ترى أن هذا شيء فريد ووحيد يأتي في وسط تيار غير مناسب لدعوته هذه، ففي هذا العصر نجد هذا الكلام فيه نجدة. في الكتب بالتتبع سواء الإسلامية أو غير الإسلامية، لكن المسلمين رووه باعتبار التاريخ. هم ليس لديهم سند في التاريخ، فالتاريخ له طرقه ووسائله ومناهجه. لا مانع؛ هيا أيها المؤرخ، انظر إلى هذه المسألة التي تُبنى على مقارنات الروايات ومصادر الروايات، وما إذا كانت رسمية أو غير رسمية، وجادة الروايات إذا فيها أدلة منقوشة على الحجر وأدلة لا أعرف ماهيتها ومقارنتها وإلى
آخره. تعليل التاريخ كله هذا من وسائل معرفة الصحيح من السقيم في التاريخ، لا يوجد فيها سند يا مولانا، لا يوجد فيها سند. هذا السند خاص بالمسلم الجميل فقط، الذي هو خاص بالشريعة الإلهية، الذين هم الذين الناس الآن هيا نرمي البخاري، لا إله إلا الله، هيا نرمي حضارتنا، هيا نرمي كينونتنا وتراثنا، هيا نبني. سيرموننا في البحر، لماذا؟ لأن هناك كلمة لم أفهمها، لأن هناك عبارة لم أحببها، لأن هناك كلمة لا أعرف من أين أتت. أليس هذا ضد العقل وضد...؟ يا رجل! الله يحفظك، لم روحك واسأل، تواضع قليلاً لربنا، وفوق كل ذي علم عليم. لا يا أبي، هذا سند، والسند هذا علم. لا، الدين ليس علماً. نعم، ابتداءً من هنا تبدأ الضلالة.
ما دام الدين ليس علماً، فإذن ضاع الصواب مباشرة. ولذلك قلنا، قالوا هكذا: أنتم تتهمون من نحن. داعش يا سيدي، منهجك هو منهج داعش بالضبط، لكن القضية أنك تصف الإسلام بغير ما فيه. أنت تقول إن الإسلام عنيف، وأنا لا أريد ذلك لأنني رجل رقيق، وداعش تقول إن الإسلام عنيف، فسنذبح الناس ونفسد في الأرض. أنتما الاثنان تقولان شيئاً واحداً: أن الإسلام عنيف أو أن موقف الإسلام هكذا أنت تقول هكذا ولذلك تقول: إذا كنت لا أريد هذا الإسلام وهو يقول: أنا سأعامل المرأة هكذا، ما دام الإسلام هكذا. إنكم تقولون شيئاً واحداً، أنتم الاثنان وجهان لعملة واحدة، وأنتم الاثنان مخطئون. فسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام شرّف الدنيا وكانت
هناك علامات، هذه العلامات. مذكورة في كتب لا نبحث فيها بالسند كثيراً، والسند الخاص بها سيكون سنداً منقطعاً، أي سند ينتهي إلى شخص كان يعيش في فارس أو كان يعيش في بُصرى أو كان يعيش في أماكن أخرى. روايات ابن مكانه أو ابن بيئته الذي كان يعيش فيها، ابن المكان الذي شاهد هذا الشاهد أربعة عشر شرفة كبيرة في إيوان كسرى في قصر كسرى. تقع إيوان يعني قصر يا مولانا. قصر. نعم، إيوان كسرى، قصر كسرى. فعندما تقع أربعة عشر، هو من الذي رأى ذلك؟ الذين رأوا ذلك هم الحاضرون. هل تنتبه كيف؟ فيأتي أحدهم ويقول: لا، أنا لست هكذا في الأصل. ما لها السند. آه، إنني لا أفهم شيئاً. لقد أصبح هذا غير مفهوم بالنسبة لي.
سطعت قصور بصره وأضاءت هكذا. من الذي رآها؟ الذي كان لديه بصر. طيب، هل يترتب على هذا حكم؟ يعني هل هو حلال أم حرام؟ مؤاخذة؟ رضا الله أو عدمه؟ لا، يترتب عليه شيء. خلاص، علم التاريخ هو هكذا، أخذه وردَّه وما إلى ذلك، فيكون إذاً أن هذه العلامات كلها التي يذكرها أمثال البوصيري وأمثال شوقي وأمثال هؤلاء المطلعين على حقائق الأمور لدى طائفة واسعة من الناس - وانتبه - في ليلة الإسراء والمعراج في التاريخ فقط، بخلاف الروايات، فالروايات مسندة لكن التاريخ فيه أن... دهاقنة هذا المكان وكهنة هذا المكان
حراسة وحراس وجدوا الأبواب مغلقة في هذا اليوم الذي أُسري فيه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا إن هذا الكلام ذُكر في الكتب، فنحن وجدناه مصادفة هكذا. لماذا لم نهتم به؟ ولماذا نهتم به ونحن معنا الأسانيد التي تحتوي على الرواية التي تقوم عليها؟ الشريعة أما هذه الأشياء فهي من اللطائف والخفائف والأمور اللطيفة التي أباحت لنا الشريعة أن نعتقد فيها إجمالاً، وهو تعظيم شأن النبي وكفى. فالناس الآن لأنها لا تريد تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، هم أحرار، نقول لهم عيشوا حياتكم، لكن ظل المسلمون يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم يعني. أنت تُكفرنا؟ لا يا سيدي، أنا لا أُكفرك. أنت الذي عليك أن تنتبه لنفسك، لأنك تُفسِّق
وتُكفِّر أيضاً دون أن تشعر. هو يريد أن يحرم نفسه يا مولانا، يريد أن يحرم نفسه، يُغلق على نفسه الباب، يعني محروم ولذلك نقول له: أنت حر، هناك رزق يأتيك فتقول لا. أنت حر. خلاص الرزق سيذهب لغيرك، سيذهب لمن فتح قلبه وعقله وفهم الفرق بين التاريخ وما بين الشريعة والأسانيد. فهذه الروايات كلها التي موجودة في هذا لا يُبحث فيها كما قال مشايخنا عن الصحة والخطأ، الصحة والضعف، لأنها من علم آخر وهو علم التاريخ، وهو مذكور وله مقاييسه. ولا مناهج نقده ومناهج قبوله ومعيار قبوله إلى آخره فهذا سنجده في الأماكن التي أشرت لحضرتك عليها، نجده في سيرة
ابن إسحاق، نجده في سيرة ابن هشام، نجده في دلائل النبوة للبيهقي، نجده في دلائل النبوة لأبي نعيم، نجده في طبقات ابن سعد، نجده في أمثال هذه المواضع في المغازي للواقدي نجده هكذا يكون إذاً سنجد هذا الكلام صحيحاً منقولاً عن هؤلاء الناس. أتيت والناس فوضى لا تمر بهم إلا على صنم قد هام في صنوين. هل هذه الأماكن بالتحديد بفضيلة مولانا التي تذكرتها: إيوان كسرى، بحيرة ساوى، نار المجوس؟ هل كانت هذه المناطق تحديداً وهل حصلت بهذه العلامات؟ تمثل أزمة مع الإنسانية وجاءت هذه الإشارات لتقول إن الظلم سوف يزول وأن النور سوف ينتشر في هذا الكون. انتبه أنه في ديانات سابقة منها ديانة سيدنا موسى اليهودية وديانة سيدنا عيسى المسيحية كان لديهم تنبؤات وكان
لديهم كتب قديمة، وهذه الكتب ليست بالضرورة كتباً مقدسة حتى كتبهم هم. كانت كتبُهم مليئة بالعلامات ومليئة بالدلالات، فكان حسان بن ثابت مثلاً - سأحكي لك حكاية فضيلة - عندما وُلِدَ النبي عليه الصلاة والسلام، صلى الله عليه وسلم، وُلِدَ يوم الاثنين فجراً، وهذا اليوم من شهر ربيع، وعندما نحسبه بحسابات معينة يكون التاسع من ربيع وفق الجمهور الذي نتبعه. نحتفل باثني عشر ربيع ولا يحدث شيء ولا يوجد أي مشكلة، لم تختلف الأمور. كيف سأحتفل بالنبي كل يوم ولا يحدث شيء في هذا اليوم؟ حسان يقول: كنت واعياً ابن سبع
أو ثمانية، يعني كان عمره سبع سنوات أو ثمانية وهو واعٍ ويتذكر. أين سكن حسان في المدينة؟ صحيح، شاعر كنت واعياً ابن سبع أو ثمانية، وفي هذا اليوم سمعت يهودياً يصرخ: "وُلِدَ اليوم خاتم النبوة صلى الله عليه وسلم". انظر، انتبه جيداً، كيف أن يهودياً من يثرب خرج يصرخ! لماذا يفعل هؤلاء الناس ذلك؟ لأنه مكتوب في كتب الأنبياء. فبين موسى وعيسى أُرسِلَ له ثلاثة. مائة وخمس مائة ألف نبي، كنتَ تذهب من حرارة الحارة هكذا، فتجد كل حرف يا نبي. هؤلاء الأنبياء لهم علوم وموحى إليهم، وعلومهم صحيحة. سجلوا بعضها أو سجل عنهم أولادهم
بعضها. أتذكر قصة سلمان الفارسي وأنه تنقل بين الديانات بحثاً عن الخاتم، عن الحقيقة، عن الحقيقة، نعم، إلى أن وصل. إلى شخصٍ ما، وبعد ذلك أرشدوه إلى النبي، فقال له: "هذا زمن خروجه". أتذكر عندما أخذ أبو طالب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو صبي عمره اثنا عشر سنة إلى بحيرى الراهب؟ فما الذي جعل بحيرى يتحرك من مكانه إلى الشجرة التي كان يجلس تحتها أبو طالب؟ كان هنا في هذا المكان دير والدير موجود حتى الآن جالساً يراقب السماء ويراقب المياه ويراقب الغنم ويراقب كذا
يتتبع علامات النبي الخاتم. تخيل الآن حياته يبحث فيها عما سمعه من كتب الأنبياء التي كانت عند بني إسرائيل، فعندما وجد العلامة، ما هي العلامة؟ أن السحابة تظل هذا الصبي. حتى يصل إلى الشجرة وهو جالس ويرى السحابة، تحققت العلامة. وبعدما وصل إلى الشجرة، توقفت السحابة ساكنة، فهي ليست متحركة كما كان يحركها نسيم الهواء معه، فهي لا تسير مع المحتاج، لا تسير مع المحتاج. هذه العلامة مكتوبة عنده في كتبه، فذهب مسرعاً إلى أبيه أبي طالب وقال له. من هذا الولد الذي معك؟ فقال له: هذا ابني. قال له:
لكن هذا ينبغي أنه لا يكون أبوه هنا، وضيّق عليه في الكلام، فقال له: هو في الحقيقة ابن أخي، وأخي في مكة. فضيّق عليه في الكلام مرة أخرى وقال له: ما كان ينبغي لأبيه أن يكون حياً على الإطلاق. هكذا هذا عمره اثنا عشر سنة، فيكون أبوه قد مات منذ زمن، إنه مات وهو في بطن أمه. قال له: نعم، صحيح. قال له: أين أمه؟ قال له: موجودة هناك في بني النجار في المدينة. قال له: ما كان ينبغي لأمه أن تكون حية. فبدأ أبو طالب ماذا من مكان والثالثة أن يُسلم له، يعني يعرف أنه رجل صالح ورجل طيب، فذهب وقال له: "انظر، أمه متوفاة"، فقال له: "حسناً، وأنت عمه؟"، قال له: "نعم، أنا عمه"، فقال له: "إذن ارجع بسرعة لئلا يأخذه اليهود
قوم بُهت، ولو ذهبت إلى الشام سيأخذونه ويقتلونه، لأن العلامة ستظهر وهذا..." له شأن، اذهب الآن، بشروه وحماه. أتفهم كيف أن هذا نوع من أنواع الإرهاصات؟ كل هذه الإرهاصات كانت مكتوبة عندهم ووجدوها، أما نحن فلا نهتم بهذه المسألة اهتمام التشريع، وإنما نهتم بها اهتمام التعلم والفائدة وليس اهتمام البناء والتشريع. يوم يتيه على الزمان صباحه ومساؤه بمحمد، والضائق بك. بشَّر الله السماء فتزينت وتضوعت مسكاً بك
الغبراء، صلوا عليه وسلموا تسليماً. [فاصل ونعود] أهلاً بحضراتكم مولانا. البعض يرصد أيضاً بعض الإرهاصات والعلامات أن أبرهة حينما أراد أن يعتدي على الكعبة أرسل الله الطير الأبابيل وهذا نوع من العقاب. البعض يقول إن هذا يتعارض مع الرحمة التي هي من معنى من المعاني الحقيقية لبعثة سيدنا منذ الميلاد ومن قبل أن يولد، أن الناس غير راضية أن تفهم أن كمال الرحمة في كمال العدل، غير راضين أن يفهموا هكذا أن كمال الرحمة من كمال... يعني الآن أبرهة هذا رجل جاء ليعتدي على بيت الله الحرام ويعتدي على الآمنين ممن يسكن بجوار الله الحرام وليس هناك له أي شبهة ولا أي حجة، ولا هو يريد مُلكاً
في هذا المكان أو يدافع عن نفسه أو غير ذلك، إذاً فهو معتدٍ. هذا المعتدي من الرحمة وقمة الرحمة أن يُصد الناس. لا أعرف لماذا لا يفهمونها! إن في عقوبة المجرم رحمة، لماذا؟ لأننا بعقوبته نُنجي البشر، ونجاة البشر هي مقصدنا. ولذلك عبد المطلب عندما أُخذ منه مائتان من الإبل وما إلى آخره، فجاءه فوجد عليه مهابة فأجلسه بجواره وقال: "نعم، ماذا تريد؟" فقال له: "أريد المائتين من الإبل التي تخصني". قال له: "ألا تريد أن نذهب؟ ألا تريدني في بيتك الذي تقدسه؟"
وقال لي أنت كذا إلى آخره ما أنت لا تريد يعني أنا عندما دخلت كنت مهاباً عندي لكن الآن أنا يعني أنت لست جيداً في نظري فقال له انظر يا إبراهيم أقول لك شيئاً، الإبل إبلي وإن للبيت رباً يحميه، وأنت تظن يا إبراهيم أن هذا البيت ملكنا من الميراث سيدنا إسماعيل وسيدنا إبراهيم ميراث علينا، نحن خدام. خذ يا أخي البيت أمامك وافعل ما شئت. قمة التسليم والرضا، وقمة ما كان لا بد أن تتدخل السماء بأمرها على هذا المعتدي. وبعد ذلك تقول لي أنه عندما حمى ربنا سبحانه وتعالى بيته
وحمى أهله وحمى الناس من شر. ذلك العدوان أنه يحتوي على قسوة، لا بل يحتوي على رحمة. عندما تنظر إلى الناحية الأخرى، هذه هي المشكلة التي بيننا وبين الجارديان. يريدون أن نُسكن الإرهابيين في فندق خمس نجوم حتى تُراعى حقوق الإنسان، وكتبوا هكذا عن حادث العريش عندما قال الرئيس إننا سنستعمل القوة الغاشمة، قالت... لا القوة الغاشمة مع الإرهابيين الذين يسمونهم المسلحين، لا، إن القوة الغاشمة مع الإرهابيين هي عين الرحمة فهي قمة العدل. لماذا؟ لأن الإرهابيين لو
تركناهم سيقتلون الناس الذين في المساجد، سيقتلون المصلين الآمنين وقد قتلوا كما فعلوا، فإذاً عندما نقول إنهم سيقتلون، فهذا ليس استنتاجاً بل هو واقع ها هو ماذا نفعل بهم؟ لا شيء، لا بد من قتالهم وقتلهم، ولئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد. ماذا يعني قتل عاد؟ يعني حتى يفنوا إلى آخر واحد فيهم. نعم، حتى آخر واحد فيهم، استئصال شأفتهم كما يقولون في اللغة. فلما استؤصلت شأفتهم في سنة اثنين وثمانين لم يظهروا مرة أخرى. لمدة أربعة قرون متتالية، فلما ظهروا في المغرب ظهروا واختفوا فجأة حتى مائتي سنة مضت، ثم بدأوا يظهرون برؤوسهم، فسماهم العلماء النابتة وسموهم الخوارج وسموهم مسمومين إلى أن
وصلنا إلى هذه المهازل التي نعيش فيها. فأنا أريد فقط أن أُفهم الناس أن الإسلام ليس ديناً سهلاً (بلبانه) يعني ليس هذا من فيلم المراهقات، بل هو الإسلام القوي، والمؤمن القوي أحب عند الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير. فالإسلام أمرنا بالقوة، ولكنها القوة الواعية وليست القوة الطاغية، فهذه القوة هي عين الرحمة. مولانا الإمام يعني أيضاً نريد أن نرد على البعض عندما يثير الأمر وهو يقف عند بعض عند مقولة للسيدة آمنة، أم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي تقول: "إني لم أحمل حملاً أخف منه"، ومن المتفق عليه أنها لم تحمل بغيره من أبيه. نعم، هناك من قال أنها حملت في بطنها تحمله حملاً
أخف منه. ما المعنى؟ يعني عندما أحمل هذا الكوب، أليس هذا حملاً تحمل الشاة هكذا فيصبح حملُ الجنين الذي في بطنها أخف من هذا الألم، أخف مما حملت من الألم، من الألم، كل شيء موجود حملته في حياتها. إذا كانت تسلق قطعة لحم في إناءٍ هكذا، في قِدرٍ، حملته ثقيلاً، فهذا أخف مما حملت، أي حملت حملاً نساءً. لا، هذا لم يحملني شيئاً إطلاقاً، على يدي أو على كتفي أو على رأسي أو على أي موضعٍ يحمل فيه الإنسان، إلا وجدت هذا أخف منه، أخف حملاً منه، ولم أتألم كتألم النساء، لأنه حتى إذا ثقُل الحمل، فالمرأة تشعر بثقل
في الحمل وتكون تمشي محترسة على نفسها خوفاً. حتى لا تلد قبل الموعد، فهي لم تشعر بهذا الشعور، كانت خفيفة مثل الفراشة عليها السلام. فادي، الحكاية هكذا، والكلام عربي واضح جلي، وليس فيه شبهة ولا سؤال. نعم، هو اعتزل هذه التساؤلات، ولكن البعض يثير: هل هذا الحرمان يا مولانا الذي عاشوا فيه يجعلهم لا يرون المعنى، معنى الحقيقة؟ النور الذي يمنح الكائنات كسلاً وأكسل وكسل كلمات. في الأصل، الإسلام يمثل مشكلة في أذهان كثير من الملحدين لأنهم لا يعرفون من أين يأتونه أو كيف يتعاملون معه، فكل شيء لا بد أن نجد فيه شيئاً ما. المنهج، كما قلت لك سابقاً، هو منهج الشك وشك الحيرة، شك المنهج
وشك لا شك أن هذا المنهج يؤدي إلى الخير ويؤدي إلى الاتساع، لكن الذين يظهرون الآن في كل مكان، خاصة المتعالمين والمتظاهرين بأنهم مثقفون وأصحاب الروايات وما شابه ذلك، هؤلاء الذين هم مثل الديك الجركسي، يخرجون للتشكيك والحيرة. فعندما تقول له: "ربنا أمر بخمسة"، يقول لك: "حسناً، ربما تكون أربعة، ما الذي أعلمني أنه هكذا شك حيرة وليس شكاً منهجياً مبنياً على قواعد وعلم، وهكذا فأنا أريد من المشاهدين أن يحفظوا هذه الكلمات لأنها كلمات مفتاحية، وهي: ما الفرق بين شك المنهج وشك الحيرة. فعندما يسمعون هذه الأمور، يضعونها على شك الله، ويصنفونها فوراً ويفهمونها. أنت تدعو. هكذا إلى شك الحيرة يعني نعم فهمناك نعم فهي حملت
كيف إذاً حملت قبل ذلك وهذا واحد الذي هو حيران أفندي ما هذه الحيرة التي لديه أيضاً وأنه أغلق على نفسه غير راضٍ أن يفهم غير راضٍ أن يفهم ما يريد أن يفعل تناقض يسبب ماذا والله ما أنا أعرف هكذا سأمشي يميناً أم سأمشي شمالاً، والله لا أعرف أُصلي أم لا نُصلي، والله لا أعرف آتيك أم لا آتيك، والله لا أعرف. شك الحيرة، هذه الحيرة تؤدي بالإنسان إلى عدم الفكر المستقيم، ويظل هكذا إلى متى؟ إلى متى؟ ومتى ومتى؟ نقص يدفع إلى طريق هذا طوال عمر فيها أمثال هؤلاء الذين هم الحائرون أولئك الذين هم الشخصيات القلقة، الشخصيات القلقة هذه لا يُخشى منها لأنهم
ينتهون بموتهم، لا يتركون خلفهم مدرسة، لا توجد مدرسة اسمها مدرسة القلق، مدرسة الحيرة، مدرسة التيه، لا توجد مدرسة هكذا، توجد الشافعية، توجد المالكية، توجد الأشاعرة، لكن لا يوجد حائر سيدي عبد القلقان هذا، لا يوجد، لا يوجد، والله لا يوجد. فهو يأخذ فرصته، وبعد ذلك كحال كل إنسان يموت، وبعد موته لا أحد سيسمع عنه، ولا أحد سيقرأ له، ولا أحد سيبني عليه. لماذا؟ وهذه هي المشكلة الخطيرة التي تجعل إخواننا المثقفين يبكون منها. يا الله، نحن جالسون هنا منذ أواسط القرن التاسع عشر ولا توجد فائدة، نعم لأنكم لم تتخذوا
المنهج الصحيح للتغيير، لتغيير الوعي، لتغيير الثقافة، الذي هو ماذا؟ الذي هو العلم، وليس الشك والحيرة. أنتم تظنون أنكم عندما تهدمون هذا سيصنع حضارة، لا، الهدم يبقى على قدرك حتى تموت، فلا يجد مَن بعدك ما بُني. يا بني عليك أن تنتبه، ولذلك تجد أنه لا يوجد أحد يكمل؛ لأن القادم هذا يأتي بالكاد ليهدم فقط أو ما شابه ذلك إلى آخره. حتى لو استمروا يتعللون بأنهم يتبعون المنهج النقدي عند ديكارت والمنهج العقلي عند كانط، ويقولون: "أنا أشك إذاً أنا موجود"، فهم يعتبرون الشك هنا سبب يا مولانا، هذا هو المنهج، نعم هذا بالتأكيد هو المنهج، وهذا ما يخص الغزالي. والغزالي هو الذي علمنا في الاقتصاد وفي الاعتقاد، هو الذي علمنا. والغرب أخذ
منه في معيار المنطق. هو الذي علمنا في الأربعين وفي أصول الدين، هو الذي علمنا حتى في إحياء علوم الدين، هو الذي علمنا الغزالي وليس ديكارت. المسكين جاء في ألف وستمائة، لكن الغزالي هذا كان في ألف ومائة. فألف ومائة يعني قبل ألف وستمائة وقليلاً بخمسمائة سنة. الغزالي هو السابق، أتنتبه؟ فعندما جاء ألف ومائة، الذين قلدوا أو حاولوا أن يقلدوا من؟ الذين حاولوا أن يقلدوا توماس أكويناس الذي... هو قديس الكاثوليك الذي له الخلاصة اللاهوتية خمسة مجلدات، والذي عندما جمعت الكنيسة الكاثوليكية مواده طبعتها في ربما مائة وسبعين مجلداً. فتوماس أكويناس هذا يحاكي الغزالي، واطّلع عليه، أكيد أنه اطّلع عليه. هو طبعاً الغزالي
قبله، لأن توماس (عاش في) ألف ومائتين وخمسين، والغزالي (عاش في) ألف ومائة وبضعة، فيعني وخمسين سنة، فالمهم الحاصل أنه هذا شك منهجي وهو الذي ندعو إليه أولادنا ونعلمهم الشك المنهجي وكيف يفكرون، لكن الشك حيران باشا، هذا شك الحيرة، الهدم وما إلى ذلك. لا، يبقى فلا تخف، ليس هناك شيء اسمه مذهب القلق. هل ولد سيدنا صلى الله عليه وسلم ساجداً؟ وما الحكمة من ذلك؟ فاصل ونعود لنجيب على هذا التساؤل، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. يعني هل وُلِدَ سيدنا صلى الله عليه وسلم ساجداً؟ هذا ذكره الإمام البيهقي أيضاً
على هيئة أصحاب التواريخ في الدلائل، في دلائل النبوة للبيهقي، موجود هذا أنه وُلِدَ ساجداً واضعاً يديه على الأرض رافعاً. نَظَرُهُ إِلَى السَّمَاءِ وَهَكَذَا. وَهَذِهِ الرِّوَايَاتُ التَّارِيخِيَّةُ جَاءَتْ مِمَّنْ حَضَرَ السَّيِّدَةَ آمِنَةَ فِي وِلَادَتِهَا، وَكَانَ قَدْ حَضَرَ أَرْبَعٌ مِنَ النِّسْوَةِ حِينَئِذٍ. كَانَتْ مِنْهُنَّ ثُوَيْبَةُ، وَثُوَيْبَةُ هَذِهِ كَانَتْ جَارِيَةً عِنْدَ أَبِي لَهَبٍ، نَعَمْ، وَكَانَ عِنْدَهَا ابْنٌ أَنْجَبَتْهُ كَانَ اسْمُهُ مَسْرُوح، وَتَجِدُهُ فِي بَعْضِ الْمَرَاجِعِ يُسَمُّونَهُ مَمْزُوجًا، لَكِنَّهُ مَسْرُوحٌ عَلَى التَّحْقِيقِ. مِن هذا
اللبن الذي كان في صدرها أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم. فالمهم أنه كان حاضراً في الغرفة ومعه فاطمة بنت عبد الله، وفاطمة بنت عبد الله هذه من نساء قريش، وكانت حاضرة في الغرفة أم أيمن بركة الحبشية، وكان حاضراً في الغرفة لعلها... أيضاً أم عثمان بنت ابن مظعون وأنا لا أدري الآن إذا كانت هي فاطمة بعينها أم امرأة أخرى، لكنهم كانوا أربعة. عندما نزل النبي، فاطمة بنت عبد الله هذه تقول: "فرأيت نوراً قد ملأ الغرفة". هي تقول هكذا. الذي يشاهد الشاهد... يعني
من سنُحضر ليشهد وقت مولد النبي. صلى الله عليه وسلم إلا إذا كان حاضراً هذه اللحظة. نعم، فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور الله، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن علي. ألقت السماء النجوم كأنهم قريبون هكذا. هي شعرت بذلك وهي لا تعرف لأنه هذا نبي وليس أي شيء آخر. لا تعرف ما هو، فبعد أربعين سنة سيأتي الوحي وستأتي النبوة، لكن هذه أشياء كانت موجودة هكذا. أول من أرضعته كانت أمه، أرضعته السيدة آمنة، السيدة آمنة عليها السلام بنت وهب، ولم يكن لها أخوات، كانت وحيدة ليس لها أخ ولا أخت، ولذلك عندما يسألك أحد ويقول لك... من هم أخوال النبي؟ قل له ليس لديه خال بالمعنى المباشر أي أخو
أمه، لا يوجد. حسناً، من خالاته إذن؟ لا يوجد. كانت وحيدة مثل النبي عليه الصلاة والسلام. لم تكن وحيدة كما تقولون. بنو النجار دائماً هكذا، بنو النجار هم عائلتها، العائلة التي تنتمي إليها. الذين فيها يكونون أمه وأخواله وخالاته، ولكن ليس بالضرورة كما يقولون في بلدتنا "دخاله" أي من الضروري جداً، يعني أقارب الأم، يعني تماماً شقيق أمه وشقيق أبيه يكون العم اللازم. وما معنى "لازم"؟ أي لصيق، يعني قريب جداً. فلا، لم يكن لها أخ ولا أخت، كان له أعمام. كثيرة إحدى عشر عم لكن أباه ميت، فيكون له أيضاً من الذكور هنا بعد وفاة أبيه عشرة. أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم السيدة حليمة،
ثم آمنة أولاً، وبعد ذلك بدأت ثويبة ترضعه، فأصبح مسروح أخا النبي من الرضاعة. كما أرضعت ثويبة سيدنا حمزة، فأصبح حمزة عم النبي وأخاه من وأرضعت كذلك أبا سلمة الذي تزوج أم سلمة وهاجرا إلى الحبشة، ثم توفي هناك. وأرضعت أيضاً أبا سلمة، فكان أبو سلمة أخا النبي. وعندما قالت أم سلمة ما قالته بعد وفاة أبي سلمة، تزوجها النبي وأصبحت أماً من أمهات المؤمنين، نقول عليها السلام. طبعاً ثويبة هي التي أرضعت هكذا. رضع حمزة
في رواية ثانية تقول لا، إنما التي أرضعت حمزة هي امرأة من بني ساعدة. والحلبي يقول لا، ليست ثويبة. إذاً من هي يا سيدي الشيخ؟ الحلبي قال إنها امرأة من بني سعيدة، غير حليمة، غير حليمة، وأن هذه المرأة التي هي غير حليمة قد أرضعت النبي أيضاً. فالنبي أرضعته حليمة وامرأة صاحبتها لا نعرف ما اسمها، امرأة أخرى، امرأة أخرى. فيكون إذن حليمة والمرأة الأخرى وثويبة وآمنة، فيكنّ أربعة. يعني كل هذا توفر لرضاعة السيد عليه الصلاة والسلام، اللهم صل عليه وآله وسلم، لمدة العامين اللذين هما خاصان بالرضاعة. كانت مدة العامين هذه مشهورة لأنها مجرَّبة. ومُجرَّبة عند العرب، وكان الروم
يفعلون أقل، فبعد سنة أو نحو ذلك يبدؤون يُعطون للولد بعض الأغذية، مثلما يحدث اليوم، مثل أيامنا هذه. ولكن، كان العرب يستوفون السنتين، أربعة وعشرين شهراً، فهؤلاء الذين كانوا حاضرين، وهم الذين سيخبروننا بحكاية السجود، وهم الذين سيخبروننا بالأنوار. وهم هؤلاء الذين سيقولون لنا إن النجوم هم الشهود، شهود العيان. هم شهود العيان، فهذا وارد فعلاً عن فاطمة بنت عبد الله، ولكن بطريقة أهل التاريخ. طريقة أهل التاريخ هذه تختلف عن طريقة الإسناد وأصحاب الرواية والدراسة. أصحاب الرواية، نعم مولانا الإمام. لماذا كان سيدنا يُلقب بابن الذبيحين؟ هذه أيضاً هذه من قبيل التاريخ وليست من المسند، وابن الذبيحين
هذه كانت قصتها التي وردت أيضاً في التواريخ، أنه طبعاً الذبيح الأول هو سيدنا إسماعيل الذي حكى الله قصته في القرآن "فلما أسلم وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت" وبعد ذلك حتى فديناه. بذبحٍ عظيمٍ كان الذبيح الأول الذي سوف يُذبح بأمر الله كان سيدنا إسماعيل ونجاه الله سبحانه وتعالى. والثاني كان عبد الله أبو النبي، وكان عبد المطلب نذر ذبح ابنٍ من أبنائه للآلهة أو للأوثان والعياذ بالله تعالى، ومن أجل شيءٍ طلبه فلباه الله له، فهاجت
عليه قريش قائلين له: كيف؟ تقتل ابنك ونحن لم نسمع بهذه الطريقة، لا يمكن لأحد أن يذبح ابنه، لا أبداً، سأفديه. فذهبوا إلى الكاهن وقالوا له: كم يساوي هذا؟ بكم أفديه؟ فظل يزيد في السعر عشرة، فقال له: أنا مستعد لأن أدفع عشرة من الإبل، أهذا يكفي؟ لا، عشرين. وهكذا حتى وصلت إلى مائة، فسدد عبد الله من النذر الذي هو هذا، فسُمي بابن الذبيحين، لكن هذا الكلام منقول كإشاعة في مكة أيام النبي، أي أن هذه الإشاعة قديمة. أما بالأسانيد وما إلى ذلك، فلا يوجد. حسناً، لماذا كانت حادثة شق الصدر لسيدنا صلى الله عليه وسلم وهل كان؟ سيدنا محتاج لذلك، وقد وردت بالأسانيد. حسناً،
لنذهب إلى الأسانيد هنا. نعم، هذه وردت بالأسانيد لأنها لها علاقة بتهيئة النبي للنبوة صلى الله عليه وسلم. نعم، فقد شُقَّ الصدر وبعد ذلك أخذوا منه المضغة التي تخص إبليس كما ورد في الحديث. عندما أُخذت المضغة التي تخص إبليس، بعض الناس يظن... إنها نقطة سوداء يدخل منها إبليس وهذا خطأ، بل هي نقطة تمثل الرحمة التي كانت في رسول الله لجميع الكائنات، فحتى نصيب إبليس من الرحمة أُزيل. لو لم تُرفع لرَحِمَ النبي إبليس، وكان ذلك على مراد الله يا مولانا. هذا من ضمن ما أراد الله رحمته أن إبليس ذهب في فأراد أن يوافق مراد سيدنا النبي مراد الله، فرفع هذه المضغة التي هي مضغة الرحمة، يعني:
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" بعد شق الصدر. أما "إلا إبليس"، هل تنتبه؟ بعد شق الصدر ورفع المضغة، يبقى "إلا إبليس". من أين جاءت "إلا إبليس"؟ جاءت من هذا الحديث، ولذلك أسندنا الآن لأنه بشيء يتعلق بالعقيدة يتعلق بالتصور الكلي للنبوات يتعلق بكذا، والنبي شُقَّ صدره ثلاث مرات كما يقول ابن حجر العسقلاني: مرة في الصغر، ومرة عند الكعبة عند الوحي، ومرة ثالثة ليلة الإسراء والمعراج. لماذا تكرر شق الصدر؟ كل مرة يتم تهيئته لمرحلة جديدة، نعم، وحكاية الإسراء والمعراج هذه شيء لا... يطيقها الجسد البشري في ذاته، ولذلك هي معجزة، فلا بد أن يُحمى
هذا الجسد بطريقة معجزة أيضاً، فهو حُمي بطريقة معجزة. نعم مولانا الإمام، إلى أي مدى كان العالم، كانت العوالم محتاجة لميلاد سيدنا صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن بعثته بعد ذلك؟ العالم محتاج، العوالم كلها يا مولانا. العَوالِمُ كُلُّها مُحتاجةٌ إلى الرَّحمة، العَوالِمُ كُلُّها مُحتاجةٌ إلى النُّور، مُحتاجةٌ إلى الجَمال. العَوالِمُ كُلُّها مُحتاجةٌ إلى النِّظام لا الفَوضى، العَوالِمُ كُلُّها مُحتاجةٌ إلى الهُدوءِ النَّفسي. العَوالِمُ كُلُّها مُحتاجةٌ إلى الكَرَم. العَوالِمُ، كُلُّ العالَم، المَلأُ الأعلى حتى هو مُحتاجٌ إلى العَطاء، إلى الحُبّ، ليسَ البَشَرُ فَقَط، لا ليسَ البَشَرُ فَقَط. هذا حتى جبل أحد يحبنا ونحبه. إني
أعلم صخرة، حجراً في مكة كان يلقي علي السلام. فالكائنات والجمادات والحيوانات وما إلى آخره كلها تريد هذا العطاء، هذه الرحمة، هذا الجمال، هذه الأنوار. فالنبي صلى الله عليه وسلم أرسله ربه وهو قمة في هذه المعاني كلها لأنه كان هو. الإنسان الكامل عندما أرسله وشق صدره الشريف وأوحى إليه ودرَّجه في مضمار العبودية وأعلى شأنه في السماء وجعله إماماً للأنبياء وخاتماً للمرسلين، النبي صلى الله عليه وسلم، رُفعت من حوله الحجب التي على الإنسان المعتاد. قال تعالى: "قل إنما أنا بشر مثلكم"، صحيح في دورة دموية، في دورة تنفسية، في هضمية ولكن بالرغم من ذلك
إلا أنه متميز يوحى إليه، نعم، لا تقف عند قول "إنما أنا بشر مثلكم"، لا، هو ليس بشراً عادياً. كان يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه، كان يرى من خلفه، كان - صلى الله عليه وسلم - حتى وهو يدعو كان يقول: "اللهم اجعل أمامي نوراً وفوقي نوراً وعن يميني نوراً وعن يساري نوراً وتحتي نوراً واجعل عصبي نوراً واجعلني نوراً اللهم واجعلني نوراً، يعني هو نور، ظاهر وباطن، فالنبي صلى الله عليه وسلم كانت رُفعت من حوله الحجب، عندما تُرفع الحجب تُرفع الغفلات، فجاء الملكان وقالا: هذا رجل نامت عيناه ولم ينم قلبه، يقع على طوله فالنبي عليه الصلاة والسلام في حالة تجلٍّ وفي حالة انفتاح باب الحق سبحانه وتعالى
إلى آخر ما هنالك، وقال له: "يا مبارك، غَيْنُ أنوار لا غَيْنُ أغيار". يعني - أستغفر الله - إنه لا يُغان على قلبي، فأستغفر الله في اليوم مائة مرة لأن غَيْني غَيْنُ أنوار. الأنوار تسد باب الخلق وهو لازم أن يفتح باب الخلق لأنه مكلف بالنسبة ورحمة للعالمين، فيقول: "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله من فتح باب الحق دون الخلق"، فيُفتح باب الخلق مرة ثانية أو يكون موارباً قليلاً هكذا فيفتح على مصراعيه، فكان صلى الله عليه وسلم المثال الأتم لمراد الله خلقه في العبادة والعمارة والتزكية يعني وكأنه في حديثه "لولاه ما خلقتك يا آدم"، فأخذ الناس التي هي الحِكم الشائعة "لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك". هذا ليس حديثاً، ولكنه مأخوذ من حديث في المستدرك مع آدم عليه السلام. مولانا الإمام، هل
تسمح لي أن أقرأ بعض التعليقات من المشاهدين: لماذا صلى الله عليه وسلم بعلامات عند مولده. الأستاذ علي يقول إن الله تعالى اصطفاه من بين خلقه ليتمم الرسالة وينشر دين الإسلام، فطوبى لمن آمن به دون رؤيته. عليك الصلاة والسلام يا حبيبي يا محمد صلى الله عليه وسلم. السيدة حنان تقول لأنه آخر الأنبياء والرسل، الرحمة المهداة، النذير البشير. بكلام رب العالمين للبشر أجمعين، مولانا الإمام الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. كل عام وحضرتكم بخير، أعوام مليئة بالسعادة والسلام، أعوام
مليئة بالسعادة في رعاية الله وأمنه. سلام الله عليكم ورحمته