والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن فضل العشرة الاوائل من ذى الحجة | الحلقة الكاملة

أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وهذه حلقة جديدة من برنامج "والله أعلم" لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، وعضو كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنناقش معه كيف نتفيأ ظلال هذه الأيام من نفحات "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها"، وما فضل العشر الأوائل. من ذي الحجة مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم. اسمح لي ونحن في هذه الأيام المباركات، ومن يسعد بالزيارة ومن يسعد بالتمني وبالحلم وبالطاعة من بعيد، من هنا من مصر أو من أي مكان، ولم يذهب فضل العشر الأوائل من ذي الحجة. آية: بسم
الله الرحمن الرحيم، الحمد لله. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. يروي ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر". هذا هو الحديث الأصل في هذه القضية. وكان الله سبحانه وتعالى جعل لنا كما قال رسول الله: "إلا أن في أيام دهركم لنفحات، فتعرضوا لنفحات الله". ففي رمضان وفي العشر الأواخر منه ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر.
ومعنى هذا أنك لو صليت ركعتين في ليلة القدر، فكأنك صليت ركعتين لمدة ألف شهر. ولو دعوت الله... إنك عفو تحب العفو فاعف عني، فكأنك كررت هذا الدعاء يومياً لمدة ألف شهر. فلو ذكرته مائة مرة فكأنك قد ذكرته يومياً لمدة ألف شهر، ولو أنك تصدقت في هذه الليلة بالقليل أو الكثير فكأنك تصدقت يومياً بهذا المبلغ على مدار ثمانين سنة التي هي ألف شهر. كذا وثمانون شهراً تساوي ثمانين سنة تقريباً، أي أن ثمانين مقسومة على اثني عشر، يعني حوالي ألف. ألف مقسومة على اثني عشر شهراً، فألف شهر هؤلاء
يصبحون ألف شهر مقسومة على اثني عشر، أي ألف مقسومة على اثني عشر، سيكون الناتج مائة. على اثني عشر فيها الثمانية على الفور لأنه مائة وخمسة وعشرون تخرج ثُمناً بالضبط، لكن ألف على اثني عشر سيخرج ثمانية وزيادة. ما هذه الزيادة؟ إنها ستة وتسعون، فتبقى أربعة، فتكون أربعون على اثني عشر، أي فيها الثلاثة، فتصبح ثلاثة وثمانين سنة وثلث، أي بالضبط ثلاثة وثمانين سنة وثلث. كأنك فعلت هذا بعدما انتهت هذه النفحة. هناك نفحة أسبوعية وهي يوم الجمعة، وهناك نفحة في صلاتك وهي الصلاة الوسطى، وهناك نفحة في ذكرك وهو اسم الله الأعظم، وهناك نفحة وهي الأيام العشرة الأولى من
ذي الحجة، ففي أيامها تكون هناك ليلة وأيام. فعندما كان سيدنا النبي عليه الصلاة... والسلام يأتي ليرشدنا إلى هذا المكان، فقد أرشدنا إلى ليلة القدر، والذي أرشدنا إلى يوم الجمعة، وأرشدنا إلى العشر الأوائل من ذي الحجة، إذ ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة. وماذا تعني كلمة "العشرة"؟ يعني أنه دخل فيها العيد، مع أنها تسعة أيام سنصومها. آخرهم يوم عرفة الذي هو التاسع، لا، إنهم العشرة، دخلنا في العيد، فيكون العيد نفسه داخلاً في العشرة، فيكون العيد نفسه الأعمال الصالحة فيه ستكون خير أعمال السنة، نعم، لأنه يوجد فيه أضحية، والأضحية إما ثلثها أو
كلها لوجه الله، يمكن أن أجعلها كلها، لا مشكلة. مانع أن تكون وأنت تؤديها كلها لوجه الله وللفقراء والمستحقين، فتكون قد عملت عملاً صالحاً كبيراً، بمعنى أنك فعلت ذلك في يوم من خير أيام السنة الذي هو العاشر. ابن حجر العسقلاني رضي الله تعالى عنه وهو يشرح في البخاري يقول: ما هو السبب في امتياز هذه العشرة؟ عن بقية أيام السنة، فالسنة الهجرية تتكون من ثلاثمائة وثلاثة وخمسين يوماً أو أربعة وخمسين أو خمسة وخمسين يوماً طبقاً للشهور. فمرة كل ثماني سنوات تأتي بثلاثمائة وثلاثة وخمسين يوماً، وأربع مرات تأتي بخمسة
وخمسين يوماً، هل فهمت؟ ففي كل ثماني سنوات، كل ثماني سنوات تكون الثمانية هكذا يعني. مثمنة هكذا مثل أصابع الأكتاف الخاصة بالبيانو السينمائي الموسيقي الثمانية، فتجد ثمانية هكذا مرة منهم ثلاثة وخمسين وأربع مرات خمسة وخمسين وثلاث مرات أربعة وخمسين. هل انتبهت حضرتك كيف؟ فتكون ثمانية وتتكرر مرة ثانية، يعني كل ثماني سنوات عدد الأيام واحد لا تزيد ولا تنقص، لكنها مرتبة هكذا، حسناً. أنت الآن ثلاثمائة وثلاثة وخمسين يوماً أو أربعة وخمسين أو خمسة وخمسين، أيّ عجب في هذه الأيام العشرة؟ سؤال، سؤال، سؤال. هل تنتبه؟ فهو قال لك: كيف ولماذا هما أصل
الحكمة. أن تسأل لماذا، أي لماذا، تعني لماذا. فابن حجر يقول: أصل هذه الأيام جاء فيها معنى الحج، أو يعني... جاءَ فيها تركيزٌ للعبادات، ماذا يعني الحج؟ الحج يشمل كلَّ العبادات، يشمل شهادة أن لا إله إلا الله ورحمته ووصوله، يشمل الصلاة في صلاة الحج، يشمل الصيام في ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم، تلك عشرة كاملة، يشمل النفقة المالية لأنه من استطاع إليه سبيلاً، يشمل الحج. نفسه يشمل الذكر ويشمل الدعاء ويشمل قراءة القرآن، عبادة شاملة يا مولانا، ويشمل النذر ويشمل الذبح، يشمل كل دقيقة وكبيرة. طيب، والناس تلتف
حول المسجد الحرام متى؟ قال لك في هذه العشرة أيام، إذاً هذه العشرة أيام تتركز فيها أركان الإسلام كلها وعبادات الإسلام كلها، ومن أجل هذا فكان الجو. يتشبَّع بالعبادة في هذه الأيام فتكون خير أيام السنة منذ ذي الحجة، منذ ذي الحجة. هذا ابن حجر يقول هكذا لدرجة أن في حديث لطيف جداً أنه من أراد أن يضحي بالأضحية هذه بعد صلاة العيد، لابد أن ينتهي الإمام فأذهب أنا لنضحي، قال فإنه يتشبه بالحاج فلا يأخذ من ظفره ولا من شعره: لو أنا هنا وأنا هنا،
هم هناك في أمانة الله وعليهم هكذا، فبعض الناس ينتقد ويقول: لماذا؟ كيف يا أخي أنت ستضحي أم لا؟ سأضحي. هل تريد أن تأخذ ثواب الذين هناك أم لا تريد؟ بالطبع أريد. لم يقل لي إنه لا يريد. قلنا له: حسناً، احلق واعمل ويعمل هكذا. ولكن الذي يريد أن يفعله، نعم، أن يدع نفسه من هؤلاء العشرة. وفي الناس الواعية يأتي لك قبل الحج مباشرة، قبل المغرب الذي في آخر يوم من ذي القعدة. خلاص، غداً هو أول أيام الحج، ويأتي قاصاً أظافره وحالقاً وما إلى ذلك، ويجهز نفسه في زي الإحرام مثل زي الإحرام، فهو ذاهب لأنه هو... لن يقترب من هذا الأمر إلى هذا الحد ويمتثل فيأخذ أجر الحاج وأنت جالس في مكانك. فالقضية هكذا اختيارية، هل
أنت منتبه؟ أي أن هذه الأمور لا تعني أن الله سيغضب عليك إذا لم تفعلها. لا، أنت فقط تضيع على نفسك فرصة. ولكن إذا فعلتها، ماذا سيحدث؟ سر أن ربنا يمنحهم الله هذه الأيام العشرة. سرّ الجمعة هذا سرٌ، لكنه سرٌ مكشوف للعالم، فكل الناس يعرفونه. يعني ربنا يمنحنا أسراراً ونفحات، فيقول لنا إن في يوم الجمعة ساعة إجابة، وهذه الأيام العشرة هي أهم أيام السنة في العبادة. والليلة التي لا نعرفها والتي هي ليلة القدر، نقوم فيها جميعاً بالعبادة التي تعادل ثلاثة وثمانين عاماً. سنة وثلث، هذا الاسم يجعلك تتبع هذا الملتزم الذي أنت ذاهب إليه في مكة في الكعبة. يلتزم عنده الدعاء، الذي سيصلي في حِجر إسماعيل ركعتين هكذا. المقابل لله يكون صلى في جوف الكعبة، والله وهكذا يعطيني نفحات. هو بالدين
يكشف أسراراً. هذه الأسرار أقول له: نعم، هذا هو. هذا شيء جميل جداً، نفعل هكذا لا مانع، ولكن الذي يريد أن يناقش ويجادل ويفعل ويرفض ويتكبر فهذه قضية أخرى. لا مانع يا أستاذ وأنت صائم أن تضع عطوراً، لا مانع، لكن لو أنك لم تضع عطوراً أبداً فستصبح ذا رائحة كريهة، فإن النعمة لا تدوم، حسناً وكفى. حتى لو لن تدخل جهنم، فهذا لا يعني أنه لن يحدث لك شيء. شخص يقول لي: "لا، أنا بهذا أخرج من الإسلام". أقول له: "لماذا؟ لماذا؟ ابقَ يا أخي في الإسلام، وضع العطر وكل شيء وأنت صائم". قال: "أنا لا أستطيع إلا أن أنظف أسناني كل...". هي بعد الظهر، لا، خالفه فصل من... الصائم أحب عند الله من ريح المسك. قال: "ما هذا؟ أنا لا أعرف ما هذا". هو ماضٍ يا سيدي الكتكوت،
حاضر يا سيد الديك الجركسي. ماذا أفعل؟ لن تدخل جهنم يعني أنت في فرصة وتركت الفرصة، أو أنها ليست ملائمة لنفسيتك. يجب أن نفهم الدين هكذا لأن الناس تظن أنه... أي شيء يُقال سيكون بمثابة: إذا لم يفعله سيدخل النار. لا، ربنا كريم وربنا رحيم. لقد فرض الله الفرائض وجعل النوافل والمندوبات، وإذا تركتها لا يحدث شيء، ولكنك تزهد في الخير فقط. يعني هي فرصة وتتركها، أنت حر. هذه كلمة "الفرصة" التي يجب أن نتمسك بها يا مولانا. فالوقت عندما يمضي هكذا... الوقت الذي فيه نفحات، النفحة الخاصة به تذهب، نعم بالطبع، لأقف عند نقطة لكي أنتهي مثل الفرصة. هذا الوقت فيه نفحة، فلماذا أتركها تضيع علي؟ النفحة قد تكون في الزمان، نعم، وقد تكون في المكان، وقد تكون في
الأشخاص، وقد تكون في الأحوال. ها هي النفحة، فأنت الآن... في مكة يعني اعبد ربنا في مكان شريف، نعم مكان شريف. انتهز الفرصة وطُف، انتهز الفرصة واذكر، انتهز الفرصة وتُب، انتهز الفرصة وصمِّم على فعل الخيرات، انتهز الفرصة واعبد بشوق لأنها فرصة مكانية. كذلك ثلث الليل الأخير أو ليلة القدر أو ساعات يوم الجمعة، هذه نفحة زمنية، أو وجود الوالدين. هذه نفحة شخصية لأشخاص مهمين أو وجود رجل صالح في المنطقة أو في مكان ما إلى آخره، دعه يدعو له، أشركنا في دعائك يا أخي. هل تنتبه؟ كان يقول لعمر هكذا رضي الله عنه، سيدنا الذي يقول
له عمر: "أشركنا في صالح دعائك يا أخي". فأنا أريد أن أقول لحضرتك: الأحوال مثل المطر. يقول لك يُستجاب عنده الدعاء مثل زحف الجيوش، عندما يزحف إخواننا من أهل الجيش والشرطة على الإرهابيين، أثناء هذا الزحف لك فيها دعوة مستجابة. وكذلك عند الطائرة وهي صاعدة هكذا، لك دعوة مستجابة. حسناً، هذه أحوال وعلينا أن ننتهز هذه الأحوال، فالعشر الأوائل من ذي الحجة في الحقيقة جُعِلت كنفحة ربانية لأن فيها تركيز. كل العبادات كما هو موجود في الحج، والحج أشهر معلومات تبدأ من آخر ليلة في رمضان التي هي أول شوال وتنتهي بأيام التشريق. وكما يسعد الحجاج بالطواف والسعي والزيارة، ما
العمل أو ما الأعمال التي نسعد بها نحن هنا في هذا الزمن وفي هذا التوقيت؟ فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلا بحضراتكم مولانا الإمام، ونحن نتأمل هذا المشهد ونتأمل الحجاج وهم يسعون وهم يطوفون وهم سعداء، ونحن نسعد بأن نراهم، ونتمنى. ونحن، إذن ما هي الأعمال والطاعات التي يمكنني القيام بها في نفس التوقيت وأوازيهم فيها؟ نصح السؤال يعني عندنا أولاً صيام هذه الأيام، ويجوز للمرأة أو للرجل الذي عليه. قضاء من رمضان أن يصوم في هذه الأيام ما عليه من القضاء ويُحسب عند الله سبحانه وتعالى أجر صيام هذه الأيام المباركة من
فضل الله، كمن دخل المسجد فصلى الظهر فتُحسب له كأنها تحية مسجد أيضاً. إنما النية يقول مما عليه، أما من ليس عليه شيء فيصوم التسعة أيام لوجه الله قبل العيد. يحرم علينا أن نصومه. من واجبات العيد أن أخرج إلى المُصلَّى، وصلاة العيد دائماً تكون بعد ارتفاع الشمس بقدر رمح. عندما جاؤوا وحسبوا هذا الرمح كم درجة، وجدوا أنه تقريباً خمس درجات. خمس درجات في أربع دقائق، فكل درجة تتحرك الشمس فيها أربع دقائق تقريباً في المتوسط، أي عشرين دقيقة. دقيقةٌ بعد الشروق يعني أننا سنرى وقت الشروق ونضيف إليه عشرين دقيقة، فتكون قد دخلت صلاة العيد. ففي
يوم العيد نذهب صائمين. أما في عيد الفطر فنذهب مفطرين إعلاناً بطاعة الله أننا نفطر في هذا اليوم، بينما كنا صائمين. أما في يوم الأضحى فنذهب صائمين، نعم، لماذا؟ لكي نكون... نأكل من الأضحية عندما نذهب ونعود، نعم، فنذهب صائمين ونذهب من طريق ونأتي من طريق آخر. هل انتبهت؟ لكي تشهد هذه الطرق لنا يوم القيامة. لدينا في مسجدنا طريق هكذا وطريق هكذا وبينهما زرع هكذا، فعندما يذهب أحدنا إلى المسجد يذهب مرة من هنا، وعندما يعود يعود من هنا. قال. يعني كأن الجملة لكي لا ينسى السنة، لكي لا ينسى السنة، لكن السنة هي أن تذهب من طريق وترجع من طريق آخر، يعني تخرج من باب وتدخل من باب آخر لكي
تشهد لك الأرض. انظر إلى التفاعل مع الكون، إذ إن الأرض تشعر أنك ذهبت للصلاة وهكذا، ثم نكبر والتكبير. سيستمر هذا إلى ما بعد عصر يوم الثالث من التشريق الرابع من العيد عندنا في مصر. يقولون لك إن العيد الكبير كبير لأنه أربعة أيام يحرم فيها الصوم، يحرم أن أصوم في هذه الأيام ويجب أن أفطر، لا في اليوم الأول ولا الثاني ولا الثالث ولا الرابع، العيد ومعه ثلاثة أيام. أديل الخاصة بالعيد التي هي أيام التشريق، فالمهم الآن هو اليوم العاشر الذي هو يوم العيد، سأذهب وأكبر وأصلي وأستمع إلى الخطبة، على عكس الآية، على عكس الجمعة، وبعد ذلك أعود ثانية
وأتبع وآكل من ذبيحتنا وما إلى ذلك، ونعطي للفقراء ونحتفل، وبعد كل صلاة نكبر حتى متى؟ حتى آخر مرة وهي صلاة العصر. الآية عصر اليوم الرابع من أيام العيد، اليوم الثالث من أيام التشريق. حسناً، إذاً متى يبدأ؟ فيبدأ بعد ظهر يوم عرفة. هل انتبهت؟ يبدأ بعد ظهر يوم عرفة، بعد الظهر. لماذا يبدأ؟ لأن الناس على عرفات الآن هناك يستمعون للخطبة ويصلون الظهر ركعتين والعصر ركعتين ويجلسون يذكرون الله. ويسبحون حتى المغرب، وحالما يجتمعون هناك بعد الخطبة، نحن هنا نكبر التكبير. فإذاً هذه الأيام هي أيام صيام وأيام
صلاة، ولذلك في بعض المساجد يصلون جماعة صلاة التسابيح مثلاً في مثل هذه الأيام، كما فعلوها في العشرة الأواخر من رمضان. يصلون جماعة لماذا؟ لأن الفقهاء قالوا إن كل ما لم يُسن فيه الجماعة يجوز فيه الجماعة. فهل صلاة التسابيح هذه أمر النبي أننا نصليها جماعة؟ الإجابة: لا. إذن يجوز فيها الجماعة، ليس واجباً، بل يجوز. هل فهمت؟ فيجتمعون لكي يصلوا مع بعضهم صلاة التسابيح التي ذكرها النبي. أي صلِّها ولو في العمر مرة، صلِّها ولو في السنة مرة، صلِّها ولو... وهكذا. فينتهزون هذه الأيام الفضيلة ويفعلون ذلك. فالوظيفة الأولى الصيام، الوظيفة الثانية الذكر، الوظيفة الثالثة قراءة القرآن، الوظيفة
الرابعة أن يتبرأ من المعصية ويتوب إلى الله، والوظيفة الخامسة يقضي على الشحناء بينه وبين الأقارب، الوظيفة السادسة... أن يرد المظالم لو كانت مظالم أحد في أموال أو أرض أو ميراث أو غيرها، فيردها إليه. الوظيفة السابعة هي أن يصل رحمه إن كان ناسياً للرحم وانشغل بالدنيا وأمورها. فيقوم الناس في هذه الأيام الفضيلة بزيارة بعضهم البعض، وأن يتحدثوا مع بعضهم، فهذه من وظائف الخير التي... جُمِعت في هذه الأيام الفضيلة العشر وثوابها أعلى ثواب يعطيه الله سبحانه وتعالى أثناء السنة. ليس الأمر هكذا، فأحدهم يسأل قائلاً: "ما ثواب الصوم في هذه الأيام؟" انظر، سأخبرك شيئاً: ماذا يعني أعلى ثواب؟ يعني أنك
عندما تصوم خلال السنة، فإن ربنا يعطيك عندما تصوم سبعمائة ضعف. نعم. وأحياناً يعطيك خمسمائة فقط، وأحياناً يعطيك عشرة، قال لنا عشرة، قال لشيء عشرة، وإلى سبعمائة، إلى سبعين ألفاً. فيأتي في هذه الأيام ويعطيك أعلى رقم أعطاه لك. افترض أنك فعلت شيئاً جميلاً جداً، أي فيه رضا الله، فربنا أعطاك سبعين ألفاً، يأتي في هذا الصيام ليعطيك سبعين. ألف مرة هذه على درجة أعلى بكثير، حتى أقصى درجة. ماذا يعني "كالسوابق"؟ نعم، فهو يقول: "ما من أيام العمل الصالح فيهم أحب إلى الله". انتبه لكلمة "أحب إلى الله"، يعني هذا الكلام يقول لك: حسناً، ومن أين أتيت بهذا؟ إنه أحب إلى الله ربنا.
يحبه والله يحبه. هذه أيضاً يتحدث فيها كثير من الناس أن الله يحبه. هذا معناه أنها (ثيلي ثيلي) كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. فعندي شيء هكذا، وعندما أمسكته وجدته كرتوناً باللون الأصفر. ظننت أنه كيلوغرامان من الذهب أو... شيء لكنه كان مجرد كرتون. عندما جاء الذهب، وجد أن الذهب يزن كيلوغرامين فعلاً مثلهما تماماً. ثم جاء معدن آخر أثقل، فوزن نفس الشكل عشرة كيلوغرامات، ونفس الحجم والمساحة ويشغل نفس الحيز.
ما هذا؟ نعم، إنه ثقيل في الميزان، ثقيل في الميزان يعني عشرة كيلوغرامات. حسناً، لكن هذا واحد. نعم. هذا هنا واحد، الكرتون هذا واحد، والذهب واحد، والمعدن الثقيل واحد. البلاتين هذا موضوع آخر مثلاً. فهذا يقول لك عشرة، أتفهم؟ وهذا يقول لك اثنين كيلو، وهذا يقول لك هذا لا يساوي مليجرام. وهكذا الأعمال، أحب الأعمال إلى الله جهد المقل، يعني أنا معي مائة جنيه، نعم، ذهبت وتبرعت. منهم من يتبرع بنصف ثروته، فشخص يملك مليارًا ويذهب ليتبرع بعشرة آلاف جنيه فهذا لا يُعدّ شيئًا ولا يُحسب له شيء لأنه يملك مليارًا، لكنني أنا الذي ضحيت
بنصف ثروتي لأنني ذهبت لأقسمها بيني وبين الفقير، فهذا هو جهد المقيد، وهذا من أحب الأعمال إلى الله، وهي ثقيلة في الميزان. هذا الكلام من أحب الأعمال إلى الله في هذه الأيام العشرة، سيصبح حقيقة. هما ركعتان كما كنت طوال عمرك تصلي ركعتين، لكن في هذه الأيام في الميزان كم هي ثقيلة جداً في الميزان! صيام يوم لكنه في الميزان ثقيل. نأتي الآن في هذه العشرة إلى شيء آخر وهو يوم. يوم عرفة له وضع مختلف عن الأيام الثمانية التي قبله، فهو أشد الأيام السابقة. كيف ولماذا؟ لأنه بالطبع يوم عرفة هو ركن الحج وهو الحج الأكبر، والنبي كان يقول: "الحج عرفة"، ولأن في يوم عرفة تنزل الملائكة من السماء ويباهي الله بهم.
الحجيج! أليس هؤلاء هم الناس الذين هناك؟ ماذا نعرف يا مولانا؟ لا، إن كل الأرض هي الأرض. ما حجمها؟ إن الأرض ذرة صغيرة هكذا. يعني هي في الملأ الأعلى. نحن جميعنا معاً. الله منتبه، لكن هناك يعني كأنها في البؤرة، في المركز، أي في مركز الدائرة. في مركز الدائرة، ولكن نحن - يعني - ما مقدار رؤية الملائكة لنا جميعاً معاً هكذا؟ فنحن في هذه الأيام الفضيلة ينبغي أن نتمسك بكل هذه الخيرات ونعمل بها، وأن تكون لدينا همة تجاهها، وثوابها ثواب عظيم. مولانا الإمام يعلمنا، وعندما نتعلم لا بد أن نتخلق بهذه الآداب وبهذه الأوامر. وبهذه النواحي كيف نتحقق بها، هذا الذي سنعرفه بعد الفاصل. ابقوا معنا. أهلاً
بحضراتكم مولانا الإمام. هو الصوم، أنا أصوم وأنا هنا وأنا أشاهد هذا المشهد الذي أمامي في السعي والطواف. هناك يسعون ويطوفون ويقومون بأداء المناسك المفروضة عليهم فقط، نعم، لأن موضوع الصيام لا، بالنسبة لهم لا، الصيام لا. خاصةً يوم عرفة أيضاً ممنوع الصيام، ممنوع على الحاج الصيام، لأنه يعني انظر أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمع بين الظهر والعصر، وأجاز له تأخير المغرب حتى العشاء من أجل أن يعطي فرصة كبيرة للدعاء وللذكر وللقلوب الضارعة، لأن هذا هو أساس القضية، فأعطاه فرصة طويلة فيها، فهو يريد أن يتقوى. على هذا فإنه
ممنوعٌ على الحاج أن يصوم يوم عرفة، لكن في حالةٍ يمكن أن يصوم عندما يكون صيامه جزءاً من الأيام التسعة، وذلك عندما يكون عليه هدي ولا يستطيع تقديم الهدي. كما قال تعالى: "فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة". في هذه الحالة سيصوم بعضاً من... التسعة هؤلاء فيمكنه أن يصوم الخامس والسادس والسابع لأنهم داخل ذي الحجة وهم داخل فترة التهيؤ للحج، لأنه بعد ذلك سيُمنَع من صيام يوم عرفة ومن صيام العيد ومن صيام أيام التشريق، وبعد ذلك ينتهي الحج، فأين سيكون إذن في الحج؟ يعني في رحلة الحج، فإذا لم
يستطع هناك فإذا ما عاد إلى. الوطن كما يقول الشافعية فإنه يصوم الثلاثة سرداً أي متتابعة ثم يفصل بينها وبين السبعة بأربعة أيام التي هي مسافة المسافر، ثم بعد ذلك يقضي السبعة التي هي في وطنه. إذاً سيصوم عشرة أيام، سيصوم عشرة، لكنها ثلاثة وسبعة أي مقسمة هذه القسمة التي وردت، ومسألة الفصل بينهما. بأرباع هذه ما يعني ليس كثير من الناس يعرفونها لكن هذا مذهب الإمام الشافعي، معنى ذلك أن الحاج يمكنه أن يفاضل أو يختار من بين الهدي والصيام يا مولانا. لا، إذا استطاع الهدي مقدرة يعني هو الفقد، فقد الهدي إما فقد شرعي أو فقد حسي، فالفقد الحسي أن هو لا يجد. الشاة التي سيذبحها الفقير شرعاً هو أنه لا
يجد المال الذي سيدفعه، لكن الآن تيسرت وأصبحنا نعمل حساباتها. لكن من فقد الهدي حساً أو شرعاً فعليه الصيام، لكن ما لم، ما دام معه مال فيجب عليه الهدي. سيدنا الإمام، وبينما نقول هكذا، يجلس البعض هكذا يسأل نفسه بعض الأسئلة. التساؤلات: تُرى أيهما الأجمل، العشرة الأوائل من رمضان أم العشرة الأوائل من ذي الحجة؟ صيام الستة من شوال أم صيام أيام ذي الحجة أم كلها معاً؟ دعونا ننظر إليها من منظور متكامل كوحدة واحدة. كان أهل الله يقولون: فضل الليالي في رمضان وفضل الأيام في ذي الحجة، أي هناك فضل للنهار وفضل لليل. نعم، ففي الليل يكون رمضان أفضل، أتفهم ذلك، لكن في النهار تكون الحجة أفضل.
إذن، العشرة الأوائل من ذي الحجة أفضل من أيام الصباح التي في رمضان، والعشر الأيام الأخيرة من رمضان أفضل من ليالي ذي الحجة. ففرّقوا بين الليل وبين النهار وجعلوا الليل لرمضان، لأن رمضان له الليل، له. لأن القرآن متصل بالليل: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" وليالي العشر، هل انتبهت؟ وليالي العشر. وهنا أيضاً "إنا أنزلناه في ليلة القدر". الليل دائماً "قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً". هناك فرق، دائماً توجد علاقة بين القرآن
وبين الليل "ومن الليل فتهجد". به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً، وهكذا مولانا الإمام. حسناً، نحن الآن بينما نتعلم كل هذا التعليم ونرى مدى الجمال والروعة في هذه الأيام والنفحات، كيف تُخلق وكيف تتحقق، لكي أترجم كل ما أسمعه من فضيلتك الآن، وأبدأ بداية جديدة، وأجدد العهد، وأعمل كما يقولون. أشعر أنني بنيت مدخلاً لاستقبال هذه النفحات، أولها التوبة الصادقة. نعم، أريد الآن أن تجدد العهد مع الله سبحانه وتعالى، فتجلس هكذا وتتوب توبة صادقة. هذه التوبة الصادقة "وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون". التوبة الصادقة هي الأساس في كل هذا، والنبي عليه الصلاة والسلام أيضاً بشرنا وقال. العُمرةُ إلى العُمرةِ كفارةٌ لما بينهما،
والحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة. وكان يقول هكذا: من رمضان إلى رمضان كفارةٌ لما بينهم، ومن الجمعة إلى الجمعة كفارةٌ لما بينهم. وهذه هي فكرة النفحات التي تحدثنا عنها. أول شيء يجب علينا الاهتمام به هو التوبة، والقضية الثانية هي كثرة الذكر. كثرة الذكر لأن ربنا يقول: "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون". تمسك السبحة هكذا وتبدأ بـ "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله" إلى آخره. القضية الثالثة في برنامج العمل: كثرة الصلاة على سيدنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فكثرة الصلاة... عليه يعني تُفتح الأبواب. القضية الرابعة هي الصيام الذي تحدثنا عنه بالتفصيل
في برنامج العمل. ماذا أفعل حتى أنتهز الفرصة. في هذه القضية الخامسة هي كثرة الصلاة والمحافظة على السنن وأيضاً على الصلوات ذات المعنى مثل صلاة التسابيح ومثل قيام الليل ومثل صلاة الضحى ولو ركعتين أيضاً. الذي نقدر عليه نفعله حتى نداوم على صلاة الضحى هذه التي من يصلي اثنتي عشرة ركعة ضحى يُبنى له قصر في الجنة، فما بالك إذن في هذه الأيام العشر المباركات التي هي أحب الأعمال إلى الله في الحديث الذي رواه ابن عباس حيث قالوا أي أفضل شيء عند ربنا. هكذا هو حتى الجهاد يا رسول الله، قال:
حتى الجهاد. أتتصور إذاً أن العمل في هذه الأيام أحب إلى الله حتى من الجهاد! الجهاد هذا أنت تعرف ماذا يعني، الجهاد يعني أنك تجود بنفسك، بروحك، بروحك يعني في النهاية، ولكن قال له: حتى الجهاد، إلا رجل خرج بماله جميعه ونفسه. فذهب فلم يرجع من ذلك بشيء يعني استشهد، أي أنه خرج للجهاد نعم، لكنه لم يعد. لو عاد فهذا أفضل منه، لكن إذا لم يعد فهذه هي الشهادة، الشهادة التي تفوق كل عمل الحياة فادٍ. هذه لمحات ونفحات، نعم، لمحات النفحات، نعم، يعني رشحات. ورشفات
أخرى، رشفات طيبة. فهذا يعني شيئاً رائعاً جداً أن نعيش هذه المعاني، أن هذه الأعمال من الصوم، ومن الذكر، ومن القرآن، ومن الدعاء، ومن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، ومن الصيام، ومن الصلاة، ومن فعل الخيرات، ومن الصدقة، صدقة مهمة جداً في هذا المجال والأيام، ونقف. قف بجانب أصحاب الحاجات والأعذار يا مولانا. الذي يحتاج شيئاً، من فرَّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مؤمناً في الدنيا ستره الله يوم القيامة. لا بد أن تكون هذه المعاني حاضرة أمامنا لأن يوم القيامة هذا يوم حقيقي وليس يوماً خيالياً. نعم مولانا الإمام، دعني أذهب أيضاً إلى المشهد في عرفة وصعود الحجاج. دائماً ما يحدث أن البعض يصعد فوق
جبل الرحمة. ما حكم الصعود والدعاء فوق جبل الرحمة؟ النبي عليه الصلاة والسلام حذّرنا من هذا وقال: "وقفت هنا وكل عرفات موقف". نعم، فالذين يذهبون إلى جبل الرحمة معتقدين أنه لا يجوز. الحج إلا بذلك، نقول لهم: لا، أنتم مخطئون، نحن نريده فقط أن ترحل وأن تتحرك من وادي عرنة. وادي عرنة الذي هو المسجد، مسجد نمرة، مسجد إبراهيم، مسجد نمرة إبراهيم ليس من عرفات. يعني هي عرفات شكلها هكذا وفيها لسان هكذا داخل وفي الجانب الآخر خارج هكذا، فمسجد عرنة هنا في... المنطقة التي ليست من عرفة، لنتنبه، لنتنبه إذا جلس بعض الناس ووجدوا أن الناس كلها قد غادرت، فيقول: حسناً، هنا يوجد هواء وتكييف وشيء جميل، فلماذا لا نجلس هنا وأنا في عرفة، وأنا
في عرفة؟ هو في الحقيقة ليس في عرفة، بل هو خارج عرفة. أين عرفة؟ خارج المسجد، أي أول ما يخرج، يوجد في مسجد كهذا، فيكون في عرفة. يذهب إلى عرفة لأن المسجد يتسع - هل انتبهت؟ - فجزء منه، آخر جدار منه، يعني تتجاوزها هكذا وتخرج، تكون في عرفة. فانظر كيف، يعني هذا الجزء مهم، أن الناس لا تقع ولا تقف في غرنة ولا تجلس في... عرنة تماماً التي هي مسجد نمرة أو مسجد سيدنا إبراهيم كما يقولون عليه، ولكن تدخل في عرفة من الداخل وتنكس. وقف إذاً، وجلس وصلى ودعا وما إلى ذلك، حتى النائم سيُحسب له الحج. حسناً يا مولانا، أيضاً هكذا في إرشادة سريعة للحجاج في عرفة، ماذا يفعلون في هذا. اليوم هو يوم ذكر
ودعاء، نعم، فالذكر والدعاء وقراءة القرآن هي الأساس. ممنوع الصيام، وأيضاً لا توجد صلاة، لا توجد صلاة، ولكن هناك التجاء بالدعاء، ويدعو الله سبحانه وتعالى، ويدعو الله بما هو مكتوب في الكتب، بما هو وارد عن سيدنا، بما هو وارد عن الصالحين، بما هو وارد. عن قلبه يدعو من قلبه ويدعو كما علمنا ربنا "آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة"، أي لا ينسى نصيبه من الدنيا ويدعو بسعادة الدارين، وكذلك لا ينسى نصيبه من الآخرة، فيدعو للدنيا وللآخرة. وورد في الأثر أن موسى كان يدعو في ملح طعامه، ماذا يعني ذلك؟ في أيِّ شيءٍ أولاً دنيويٍ جداً
وبسيطٍ جداً، لكنه كان يدعو حتى في ملح طعامه وشَعَثِنا. يعني حتى في الأشياء البسيطة جداً، فأنا أدعو للبسيط وللجليل، وأدعو وأتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالتوبة وبالالتجاء وبالتخلي عن الحول وعن القوة، وهكذا. وتبقى وظيفة هذا اليوم هناك هي قراءة القرآن. والدعاء والذكر، طيب، أنا صليت الظهر والعصر جماعة خلف الإمام الذي يصلي أو في جماعة، طيب بعد العصر هذا إلى المغرب، هل يمكنني أن أصلي نوافل؟ لا، لا توجد صلاة في هذا الوقت، لا توجد صلاة، فقط يمكنك أن تذكر وتقرأ القرآن وما إلى آخره، لا توجد نوافل ولا صلاة. بعد العصر إلى الغروب أصلاً منهي عنها، هل
انتبهت؟ فلا توجد صلاة. حسناً يا مولانا، في هذه المساحة المتسعة، ولأن الناس كثيرة موجودة وجالسون، أحياناً من ينشد، ومن يبتهل، ومن يتضرع، وصاحب صوت جميل يقرأ لنا قرآناً، كل هذا مستحب أو يجوز في هذا اليوم؟ نعم بالطبع يجوز ولا بأس. من الاجتماع على الدعاء ولا بأس من الاجتماع على المديح ولا بأس من الاجتماع على الأسئلة. من الممكن جداً أن نسأل عن أحكام الحج وعما نفعل وعما سنفعل وهكذا حتى يكون الحج على بينة وحتى يطمئن الحاج إلى هذا. فجلسة العلم وجلسة الذكر وجلسة المديح وجلسة القرآن، كل هذا جائز. وارد وكل هذا طيب. كل هذا يُثاب عليه الحاج في هذا اليوم، وفي هذا اليوم ومن وظائف هذا اليوم هذا الاجتماع الطيب. مولانا، ربما دائماً
نُحمّل من يذهب إلى هناك ونقول له: أنت واقف على جبل عرفة، ادعُ لي. ما معنى الدعاء؟ ما أهمية هذا الدعاء وما ثواب من يدعو؟ لأخيه في هذا اليوم من يلتزم مع نفسه هكذا وكيف ندعو لكل الناس. أناس كثيرون يوصوننا: "ادعوا لنا". هناك النبي صلى الله عليه وسلم أكد لنا أن دعاء الرجل لأخيه بظهر الغيب مستجاب، فدعاء الرجل لأخيه بظهر الغيب مستجاب. أما أن كثيراً جداً من الناس يحملون الدعاء وكذا إلى آخره فالأمر في ذلك مرجعه إلى أنه لو تذكرته بخصوصه تدعو نعم، ولو لم تتذكر "اللهم كل من أوصاني بالدعاء إليك فاقضِ حاجته وفرج عنه واستجب دعاءه"، فأنت بذلك قد فعلت هكذا. إنها تُسمى الكلية،
نعم، هذه الكلية تشمل كل الأفراد الذين أوصوك بهذا، وكذلك في الوقت القصير الذي نقفه أمام. سيدنا صلى الله عليه وسلم في السلام عليه فتقول: "المسلمون يسلمون عليك يا رسول الله"، يعني هكذا هو بالجملة هكذا. نعم مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة دولة كبار العلماء بالأزهر الشريف، شكر الله لكم. وكل عام وفضيلتكم بخير، كل عام وأنتم بخير، كل سنة وحضراتكم طيبون. اللقاء