والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن مستقبل الوجود الإسلامي بالغرب | الحلقة الكاملة

والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يتحدث عن مستقبل الوجود الإسلامي بالغرب | الحلقة الكاملة - والله أعلم
أهلاً بحضراتكم في حلقة جديدة من برنامج والله أعلم، لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنواصل معه حقيقة هذه النظرة من الغرب للإسلام، وكيف وصل إلى هذه النظرة تاريخياً، ونقف عند هذه الموجات المتتالية والتي وجب علينا قراءة التاريخ لوضع أو منهجية للتعامل مع الحاضر وتصور المستقبل. مولانا الإمام أهلاً بفضيلتك. أهلاً وسهلاً بكم. ربما هناك أسئلة تطرح نفسها وفضيلتك فصّلت
لنا من الأسبوع الماضي هذه النظرة وهذه العلاقة. ما حال أو ما مستقبل الوجود الإسلامي في أوروبا أو في المجتمعات الغربية وقراءة للواقع الذي نعيشه لاسيما أن هناك مع... في مطلع تسعينات القرن الماضي ظهرت مصطلحات صراع الحضارات ونهاية التاريخ لسمويل هانتينجتون وفوكوياما وتكريس لمصطلح أصل الإسلاموفوبيا. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. وكما نشكو من أوروبا وغربها ومن الولايات المتحدة وشمالها وجنوبها، كما نشكو نحن المسلمين، فإن أهل كلها تشكو أيضاً أن هؤلاء الناس يعني لهم نظر الآن عن الكون والإنسان والحياة أساسها هو النسبية المطلقة، وهذه النسبية المطلقة أخذوها
من نيتشه وتعمقت في جامعاتهم وفي عقلهم الواعي واللاواعي، ولذلك تجدهم يميلون إلى ما يؤكد هذه النسبية مما يجعلهم يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم. عن الآخرة يوم غافلون، هذا شأن لا يُرضي المسيحية أيضاً ولا يُرضي المتدينين من اليهود أيضاً، فهي القضية أنه ليس المسلمون فقط هم الذين يعترضون على الغرب ويصارعون الغرب ويقفون موقف الانتقاد من هذه العقائد، بل أهل الأديان كلها بما فيهم حتى الهندوسية والزرادشتية والطاوية. عندما ذهبنا إلى اليابان كانت... الشكوى المرة من
اليابانيين والأمريكيين، أثق بمعنى الأخلاق الأمريكية، وأريد أن أقول لحضرتك أنها ليست فقط اعتراضات المسلمين على توجهات الغرب أو شيء من هذا القبيل أبداً. هذه حضارة تريد أن تقطع ما بين الإنسان وبين ربه، ولذلك فهي بينها وبين هذه العلاقة وتكرسها ما يصنع الحداثة أساساً. فهم الديانة اليهودية أصبح واضحاً لأنهم موجودون هناك منذ زمن بعيد، في غرب أوروبا منذ زمن طويل وفي أمريكا منذ أكثر من مائتي سنة. فقد تدربوا على كيفية التعامل بهدوء وإدارة الأزمات، إن كان يمكن اعتبار هذه من الأزمات. تدربوا
على ألا يصطدموا بأحد، فهم يلتفون حول المشكلة ولا يصطدمون منذ زمن قليل كان المسلمون غير موجودين في هذه المناطق إطلاقاً حتى عام ألف وتسعمائة وثلاثين. كان المسلمون ممنوعين من دخول هذه البلاد. في عام ألف وثمانمائة وثلاثين كانت محاكم التفتيش، وآخر محكمة للتفتيش مولانا. وقد ذكر السيد المشرف التواريخ المهمة، وهذه تعد نقطة فارقة في التاريخ. ألف وثمانمائة وثلاثين، لم يكن المسلمون يدخلون هناك، ولا كان يُسمح لهم بطباعة المصحف ولا بأي شيء آخر أبداً وهناك كلام كثير وطويل ومفصّل في هذا الجانب، ولكن اليهود لا، معهم منذ زمن. المسيحيون
هم الأصول لهؤلاء السكان بشكل عام، لكن المسيحية والكنيسة التي تتمثل في البابوات وعلماء المسيحية... ورجال الدين المسيحي لا يرضيهم هذا العبث الذي فيه الغرب، لا يرضونهم وهم ضدهم فعلاً مثلما كل العالم ضد هذه الشراسة في قطع العلاقة بين الإنسان وربه. فهذه هي القضية أساساً، ولكن لكي تكون المسألة واضحة، وضِّح حقيقة الوضع: أين، الإسلاموفوبيا من البيئة المحيطة؟ البيئة المحيطة ترفض الأديان. كلها وليس الإسلام فقط، وتؤمن بنيتشه، وبعد أن يأتوا يجدون شخصاً مثل فرويد يقول إنه من الممكن أن يكون الإنسان أصله قرد، قالوا: نعم، هذه جيدة، هذه جيدة جداً، داروين،
نعم. فداروين وهو يقول هذا الكلام، قاموا بالتمسك بها، يتمسكون بها لأنها تساند داروين قبل نيتشه بكثير، لكن يقومون ما هو الارتقاء الذي يأخذه به ويؤمنه به ويعيشون فيه تمثيلية وهمية هكذا عائشين في الوهم، ثم يأتي فرويد ويقول لهم: أبداً، إنها نفس الأمارة بالسوء. طبعاً هذه ليست ألفاظه وإنما ألفاظنا نحن. ونحن نقول: النفس الأمارة بالسوء هي التي إذا اتبعتها تكون مثالياً. قال: نعم، أنت رجل شجاع يا وأنت شجاع أيضاً وأنت جيد إلى هذه النقطة، نعم. فيأتي نيتشه ويقول: "على فكرة"، ويأتي أينشتاين ويقول: "على فكرة، هذا في الفيزياء نفسها نسبية، وفي أن الضوء وماهية الضوء وسرعة الضوء، هذا فيه أيضاً نسبية في الفيزياء". قالوا: "نعم، أنت
شجاع تماماً، تعال، أنت رجل كبير جداً". لدينا أنه طالما تؤيد أو تتجه نحو النسبية المطلقة، فهذه النسبية المطلقة تعود إلى نيتشه أفندي الذي توفي عام ألف وتسعمائة، ومات مجنوناً حقاً، حيث مكث اثني عشر سنة وهو مجنون يضرب الخيول وسائقي عربات الخيول ونحو ذلك في الشارع، وأصيب بالجنون واختل عقله، فتوفي في عام ألف وتسعمائة وثلاثة لم يكملهم لأنه أُصيب بالجنون في نهايتهم عام ألف وثمانمائة وثمانية وثمانين، وبعد ذلك عندما أُصيب بالجنون، كيف يرى الزمن لكي يصل إلى النسبية المطلقة؟ في عام ألف وتسعمائة وستين، دخل الغرب فيما يُسمى بالنسبية السلوكية. هذا المطلق موروث،
وهذا المطلق إلهي، وهذا المطلق كذا، لا، نحن... يريدون شيئاً ليس إلهياً وليس موروثاً، فبدأت تخرج جماعات الهيبز، يأكلون في الشارع، ويشربون في الشارع، ويمارسون علاقاتهم مع النساء في الشارع، ويلبسون بشكل غير مرتب، وهكذا. وانعكس ذلك في الفن وفي الأدب وفي الكتابات. وكلمة "بيتلز" لها طريقتان في التهجئة، أي استهجاءان على شكلين مختلفين. "بيتلز" معناها... الخنافس، نعم، وكلمة "بيتلز" تعني الضجيج. نعم، فهمت. سموا أنفسهم الضجيج، فلما وصلت إلينا هنا ترجمناها إلى الخنافس. فنُطلق على هؤلاء الشباب: يا فتى، لماذا أنت خنفس هكذا؟ "خنفس" تعني "بيتلز"، هذا
هو. فهي "بيتلز"، نعم. لكن، ماذا فعلوا هم؟ خرجوا عن إيقاع الخاص ببيتهوفن والخاص بشوبان موتسارت كان طفلاً صغيراً أخذ يؤلف ولكن جمالها أنها موزونة، إنها موزونة بالساكن والمتحرك، نعم، لكن بعد ذلك جاء الضجيج الذي لا تعرف له بداية من نهاية، فأصبح الضجيج في السلوكيات مع الهيبز، والضجيج في الفنون مع البيتلز، والضجيج في أن هذه السنة سميت بالثورة الجنسية العظمى. بدلاً من أن كانت قلة الأدب والدعارة وقلة الحياء والزنا تتم في الغرف المغلقة التي كانوا يسمونها الجنس الأزرق، أي البلو سيكس، لماذا كانت الأفلام معتمة وعليها عتمة زرقاء لأنها غير مصورة في استوديوهات،
انتقلت الآن إلى ماذا؟ إلى الاستوديوهات وأصبحت صناعة، وأصبح هناك صناعة للمجلات الجنسية وصناعة للأفلام الجنسية نجوم للجنس هذا وأصبح هناك أنواع كثيرة جداً يبحث فيها الإنسان عن شهوات قذرة: اتصال الإنسان بالحيوان، واتصال الإنسان في الشذوذ، واتصال الإنسان في المحارم. أمر لا حول ولا قوة إلا بالله. متى حدث هذا الأمر؟ الثورة الكبرى الخاصة بالجنس وانفجاره وفجوره كانت عام ألف وتسعمائة وستين، عندما تطرحها من تمضي ستون سنة في هذه القصة، تحمل هذا المخاض، حتى انتقلنا من فلسفة النظريات التي هي فلسفة في الكتب والعقول والمناهج إلى السلوكيات اليومية. في بعض
الأحيان، المسلم عندما لا يفهم هذا الكلام، أي ماذا يعني، ولماذا يفعله هكذا، فإن المسلمين أصبحوا يزيدون من... سنة ستين وزاد من زيادتهم عدم عودة الطلاب الدارسين في غرب أوروبا وأمريكا بعد نكسة سبعة وستين. أصدق فضيلتك، زادوا هناك يعني عددهم زاد في المجتمعات الغربية. زادوا هناك وبدأت هذه الزيادة إلى يومنا هذا. بعد ذلك أصبح وجود المسلمين يتعلق... ما نحن... لا يوجد... أصبح ربنا... أصبح وجود المسلمين يتعلق الأمر بالمصالح، فلو أخرجت المغاربة من فرنسا أو لو أخرجت العرب من أمريكا، سيحدث خلل اقتصادي عندهم، ولذلك
نحن في حاجة إلى أن يبقوا موجودين. إذًا ماذا نفعل؟ نصنع ما يُسمى بالذوبان، يريدون إذابتنا. هذا سؤال مهم جدًا: كيف تذوب أو كيف تُذاب هذه المجموعات أو هذه الجاليات الإسلامية؟ الموجودة في الغرب في هذا المجتمع دون أن تذوب هذه الهوية أو تنسحق هذه الهوية الإسلامية منهم. فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم. فضيلتك يا مولانا وأنت تؤصل لهذا المشهد وتتابع تجليات هذا المشهد للجاليات الإسلامية في الغرب، كيف تذوب هذه الجاليات، كيف يذوب هؤلاء المسلمون دون أن تنسحق. هويتهم هي يعني
نحن لدينا قضيتان: القضية الأولى هي الذوبان، والقضية الثانية الاندماج. معناه أن أعيش في المجتمع دون أن أصطدم به، أن أعيش فيه بمبادئي وقيمي دون أن أترك أحكام ديني ودون أن أترك هويتي، ونحن لا بأس عندنا بهذا المفهوم للاندماج، ولكنهم يريدون... الذوبان يعني أن تترك كل ثقافتك ودينك وعقلك وذاتك وتاريخك وراء ظهرك هناك في بلادك. وعلى فكرة ليس جميعهم يريدون ذلك، لكن هذا هو المذهب الذي يجب أن يدعون إليه. ففي المجمل هناك كلمتان: الكلمة الأولى الاندماج،
والكلمة الثانية الذوبان. هل انتبهت؟ فنحن ندعو إلى الاندماج ونرفض الذوبان. نعم نقول يا جماعة، لا، نحن لن نذوب، اتركونا لأن حرية الاعتقاد المكفولة لدى الجميع والتي هي تشكل النظام العام والآداب تتيح لي أن أتمسك بديني، أن أتمسك بكيفية الدفن، أن أتمسك بكيفية الأكل والشرب واللبس، أن أتمسك بكيفية العبادة، أن أتمسك بوجهة النظر الكلية عن الإنسان والكون والحياة، فإذا تدخلت سيادتك هذا فأنت قد تعديت ما يجب أن تقف عنده وحريتك تنتهي عند طرف أنفي كما كان يقول شكسبير، فأنا أريد الاندماج ولكن لا أريد الذوبان. العقلاء منهم يقولون ونحن كذلك نريد
أن تحافظ على هويتك، ولذلك في أمريكا رسمياً وأنت تُقسم القسم على أنك ستصبح أمريكياً يقولون لك ولا تنسى. ثقافة بلادك تريد أن تستفيد منك أيضاً، إنها مصالح وليست مبادئ أو شيء من هذا القبيل، لأن المبادئ غير موجودة في الغالب إلا للمصالح أيضاً. يعني أصبحت المسائل كلها مسائل مصالح. السؤال الذي يخصنا هو: حسناً، مع هذه الحالة، من أين جاءت الإسلاموفوبيا؟ وكيف ظهر القول بصدام الحضارات؟ وهكذا إلى الحضارات التي ذكرها قارن بين الحالة الغربية والحالة في الشرق، فعندما نذهب إلى الشرق نجدهم تماماً لا ينتبهون إلى هذه العملية، لا يعرفون نيتشه ولا النسبية ولا أن الكون كما
تراه ولا يريدون ذلك، فقال: "لا، هؤلاء لا فائدة منهم، هذه هي الأبجدية التي نحن..." نبني بها العصر الثاني. وماذا يعني العصر الثاني؟ يقولون إننا عندما أنكرنا الدين في العصر الأول، في النهضة الأولى، حدثت نهضة، فعندما ننكر الخمسة ستحدث النهضة الثانية. حسناً، ما هي الخمسة؟ إنكار الدولة، وإنكار الأسرة، وإنكار اللغة، وإنكار الثقافة بعد إنكار الدين. هذه خمسة. هم يريدون أن نزيل هذه القيود. هذه السلطة نريد إزالتها حتى نستطيع في النهاية أن نبدع، لأن الإبداع لا يأتي إلا من الحرية، والحرية معناها إزالة هؤلاء الخمسة. حرية الإبداع هذه سموها بعد ذلك "حرية الإبداع"، نعم،
وهذا ما يجري الآن في الإنترنت، وهذا ما يتعلمه أبناؤنا الشباب في الإنترنت، أنك انتبه. إنه حر، لكن طبعاً بصورة منفلتة، لأنه إذا كان حراً، فعليه أن يصرف على نفسه. هذا موجود هناك أيضاً، ولذلك تجد الشاب أول ما يبلغ الثامنة عشرة من عمره وتنتهي مرحلة الطفولة في القانون الأوروبي والمصري أيضاً، يذهب ليعمل كي يصرف على نفسه ويعيش، فإما أن يدخل في المخدرات وإما... يذهب إلى الجامعة ويتعلم هذا وذاك. فأنا أريد أن أقول لسيادتك أن الإسلاموفوبيا... لقد كتبت مرة مقالة منذ زمن بعيد، ربما في سنة خمسة أو شيء من هذا القبيل، عن قول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بناءً على ما يحدث بيننا وبين الغرب: "أترى القذاة
في عين أخيك..." عين أخيك وتدع جذع النخلة في عينك، فأنا قلت هكذا ولاقت هذه المقالة عندهم استحساناً أنني أقول: يا جماعة نحن مخطئون، في أنه تربى في وسطنا داعش، مخطئون في أننا سمحنا للإخوان المسلمين أن يكون لهم وجود، مخطئون في أننا كثيراً ما صححنا الصورة السيئة للإسلام التي أنشأها النابتون في عقول الناس، وفعلاً عندما تراخينا في أداء مهامنا في السبعينيات والثمانينيات، ولدينا مبرر قد يكون مقبولاً عند الله وقد لا يكون مقبولاً، فهذا هو كله جذع النخلة، لكن على فكرة أنت يا غربي في عين القذاة التي نتحدث فيها هنا.
ما هي القذاة إذن التي في... يرى الغربي القذى التي في عين الغربي أولاً، وهذا هو سبب الإسلاموفوبيا رقم واحد: مناهج التعليم. عندما قمنا بمعالجة مناهج التعليم ودراستها، وجدنا أكاذيب مؤكدة ومرتبة ضد الإسلام والمسلمين. لديهم هناك في التاريخ والجغرافيا والديانة والفلسفة أكاذيب، أي من ضمن هذه... الأكاذيب لكي نبدو هكذا أننا نعبد الكعبة مثلاً، يعني كل مسلم يعلم أننا لا نعبد الكعبة، نحن نصلي في اتجاه الكعبة لرب العالمين. فقامت محاولات في الغرب من أجل هذا الجزء الأول من القذاة
التي في عين أخي الأوروبي. أخي الأوروبي، مناهجك باطلة وهي التي تسبب الإسلاموفوبيا. وهي التي تسبب التعصب والنازية الجديدة والفاشية وكل هذا البلاء الذي تنكره وأنت لا تريده، وجعلت هناك عداءً ضد المسلمين اليوم، ليس ضد الإسلام فقط بل تحول إلى المسلمين في الغرب أيضاً. على سبيل المثال، جعلت إخواننا - والعياذ بالله تعالى - في داعش وما شابهها إلى آخره، يستغلون هذه من أجل أن يفسدوا في الأرض وأن يقتلوا الناس تحت دعاوى نحن نرفضها وهي غير مقبولة وغير مبررة، يعني ليس هذا تبريراً إطلاقاً لما يفعلونه، لكن الذي حدث هكذا يقول لي تعالى: ألست ترى ماذا يقولون عنا؟
إنهم يقولون عنا أننا عبّاد للكعبة يا أخي، وأننا نسجد للكعبة ونفعل. الكعبة ألا ترى زكريا بطرس هذا أو زكريا ترللي ماذا يقول عنا وهكذا كل هذا، كل هذا الكذب موجود في المناهج. فعندما قامت محاولات للقضاء على هذا في المناهج، من ضمنها محاولة للمفكر الإيراني - رحمه الله تعالى - عبد الجواد فلاتوري. عبد الجواد فلاتوري درس في إيران ثم سافر ألمانيا، وربما أيضاً تزوج ألمانية، وهو وزوجته قاموا بإعداد بحث متميز في تتبع المناهج الألمانية وما فيها من خلل وخطأ واضطراب ضد الإسلام والمسلمين. وكان
هناك في ميونيخ مؤتمر، وفي هذا المؤتمر أثار بعض هذه الأشياء، فقالوا له: "لماذا لا تعدّ بحثاً؟"، فأعدّ بحثاً من ثمانية مجلدات وربما تسعة. لكن ما أملكه في مكتبتي هو ثماني مجلدات. هذه المجلدات الثماني قام بإعدادها هو وفريقه، يتتبعون فيها الصور المشينة التي كُذِبت ويضعون مقابلها الصور الصحيحة. انظروا ماذا يقولون، إنهم يصححون في هذه المجلدات الثماني. مع الأسف، كثير جداً من العرب والمسلمين لا يعرفون عنها شيئاً. لم أفهم ما تقصد يا مع أهمية ما لم أترجمه لأنني كنت نائماً، لقد عمل ملخصاً باللغة العربية حول فكرة عبد الجواد رحمه الله، لأنه وُلد سنة
ستة وعشرين وتوفي سنة ستة وتسعين عن عمر يناهز سبعين عاماً. عبد الجواد رحمه الله بذل مجهوداً كبيراً جداً في هذا المقام، وأعدّ المجلدات الثمانية هذه وطبعها في كولون هذه جامعة أمريكية معتبرة من الجامعات الأولى أو من الصف الأول، وهي التي صرفت وهي التي طبعت. ربما لو المخرج سمح، سيظهر شكل يُحضر النسخة أو أحد هذه المجلدات، أحد هذه المجلدات، وظهر على الشاشة الآن. نعم، فها هو الذي طبعوه. بناءً على مجهودات عبد الجواد فلاتوري والأشخاص التابعين له، كان ينبغي على المسلمين بعد ذلك أن يتولوا هذا
الجهد الضخم ويستمروا فيه. كيف يستمرون؟ يستمرون بأن نتواصل مع المدارس ونقول لهم انتبهوا فأنتم تقولون كلاماً خاطئاً للأطفال. المدارس سترتعب حقاً، أي أن المدارس سترتعب أم لن يسألوا عنا؟ لماذا ارتعبت فعلاً ولكني أحتاج نَفَساً طويلاً يا أخي صاحب داعش. بدلاً من أن تفسد في الأرض وتشوه صورة الإسلام والمسلمين، نحن لدينا مصائب كثيرة، ولدينا عمل أربع وعشرين ساعة كل يوم لسنوات طويلة، وليتنا نكفي. كيف حصلت لنا تجربة في واشنطن؟ دعك من هذه التجربة التي تقول تعالوا يا اتصلنا بالمدارس وقلنا لهم من فضلكم أرسلوا إلينا
أساتذة التاريخ وأساتذة الجغرافيا وأساتذة الأدب وأساتذة الدراسات الشرقية لكي يحضروا بعض المحاضرات ويأخذوا بعض الكتب نقدمها لهم هدية من عندكم. أحضروا لنا من لديكم، وبالفعل جاؤوا وأخذوا الدار وقلنا لهم انظروا ماذا تقولون في الصفحة كذا وكذا إلى آخره، انظروا أفعل استجابت المدارس، وكان هذا الكلام في سنة اثنتين وتسعين وثلاثة وتسعين وأربعة وتسعين وخمسة وتسعين وستة وتسعين. كيف استجابت المدارس؟ تأتي وترسل إلى الناشر الذي ينشر الكتب المقررة وتقول له: غيّر هذه المعلومات لأنها تبين أنها معلومات خاطئة ومزيفة ولا تنفعنا. إذا رفض الناشر، فلن تأخذ المدرسة منه، وبذلك يخسر كل الناشرين
غيّروا وغيّروا، وبعد ما غيّروا استمرّت هذه التغييرات تتحسن كل سنة، وذلك في واشنطن دي سي في المدارس، وكنا أنشأنا نموذجاً من أجل أن ينتشر بناءً على مجهودات الدكتور تفلاتوري وزوجته، وبناءً على هذه المجهودات التدريبية في التريبل آي تي في واشنطن من أجل تصحيح صورة الإسلام والمسلمين. رقم واحد على المناهج وظل هكذا يا أستاذ حتى عام ألفين وواحد وجاءت مصيبة في الحادي عشر من سبتمبر وهدمت كل شيء بانهيار البرجين، بانهيار البرجين. سواء كان... انظر، الله يجازي شراً من قام بهذا وقضى على كل المجهودات، ثم بعد ذلك من سنة واحد حتى اليوم
لدينا ستة عشر نجلس ندور حول أنفسنا دون منهج، دون ترتيب، دون محاولة لأمور منظمة مثل هذه الدراسات أو مثل هذه المحاولات أو مثل هذا التفهيم الذي أتى بثماره. إذاً نستطيع أن نقول إن الإسلاموفوبيا من أسبابها مناهج التعليم، من أسبابها - إذا أردت اختصار الكلام - وكل شخص يريد حلقات متعددة. حقًا لأن لدي تساؤلات كثيرة، فالفتاوى الشاذة التي نقول إن الجماعات مثل داعش والجماعات المتطرفة والإخوان الإرهابية تساهم أكثر في تكوين هذه الصورة الذهنية السلبية من جذع النخلة الذي لدينا. نعم، لكن دعني أتحدث عن القذى الذي في عين أخي، وهذا مهم جدًا، القذى الذي في عين أخي منها. مناهج التعليم القذى التي في عين أخي، ومنها التشريعات القذى التي في عين أخي، ومنها الأدبيات،
وكل واحدة من هذه الأمور أستطيع أن أحكي لك عنها أشياء عجيبة غريبة. ونحن جالسون نعالج - يا عيني - في أنفسنا منع الإرهابية التي لا ترضى أن تسكت ولا ترضى أن تنضبط، مع وتخبط هذا الذي يحدث عندنا هذا ماذا؟ جذع النخلة، جذع النخلة الذي أودى بالمسلمين، ولذلك أنا أقول للشباب: احذر أن تذهب إلى الإلحاد كما أنك تحذر أن تذهب إلى هؤلاء الأوباش الوضيعين الداعشيين هذا والإرهابيين الإخوان وما إلى ذلك. لدينا عمل كثير ويجب علينا أن تكون لنا خطّ مولانا الإمام في أوروبا والغرب، تنتشر ما يُسمى بالمراكز الإسلامية. وكما هو مُشاهَد
ومعروف أنها لا تنتمي لمرجعية واحدة، فهناك تنافر وصراع بين هذه المراكز. إلى أي مدى أضرت هذه المراكز، وكيف كان يمكن استثمارها بشكل أكبر وأجمل، وبمردود حقيقي وواقعي هناك؟ أما أنها أضرت فهي لم تضر أبداً وليس لديهم أي شيء، بل هم يريدونها ويريدون أن يقولوا إن هذه إسلامات متعددة: إسلام شيعي، وإسلام سني، وإسلام وهابي، وإسلام أزهري، وإسلام صوفي، وإسلام قديم، وإسلام تقليدي، وإسلام معاصر وحديث. هذا من زمان جولدتسيهر كاتب. هذا وفي يعني هكذا فهم يعني لم تضر يعني هذه الفسيفساء لم تضر في شيء ولا غيره، إنما هم يحاولون استغلالها في
تفتيت المسلمين، يحاولون، نعم، لا مانع، لكن السؤال الآن الثاني، الجزء الثاني من السؤال، نعم أجيبك عنه وهو يقول ماذا خسر المسلمون بتفتتهم، نعم طبعاً بالرغم من أن... وجود هذه المراكز التي تُسمى مراكز إسلامية، نعم، هذه المراكز عندما اختلفت رؤاها واختلفت مذاهبها واختلفت خططها لم تستطع أن تتعامل مع الحكومات معاملة لصالح الإسلام والمسلمين. أقدم لحضرتك مثالًا: ابن عابدين عندنا في حاشيته في الفقه الحنفي يقول ماذا نفعل عندما نعيش في بلاد مثل أمريكا أو إنجلترا أو إلى آخره بلاد غير إسلامية، ماذا نفعل في يوم الجمعة؟ هل
نصلي جمعة أم لا نصلي؟ ماذا نفعل في المداخل؟ ماذا نفعل في الطعام لأن لدينا شروطاً في الطعام؟ فقال المسلمون: انظر ما فائدة هذه الأمور. أصبح المسلمون يذهبون ويتفاهمون مع الحكام والحكومة ويعملون بينهم وبين بعض. بروتوكول بموجبه نقيم، هذا كلام ابن عابدين في الحاشية، لكنه لم يقل بروتوكول. يعني هذا حسن النابتة يقول لك انظر كيف أنه لم يذكر بروتوكولًا، فيعقدون معهم معاهدة واتفاقًا على أننا نقيم الصلاة، وأننا ندفن موتانا بطريقة معينة، وأننا نأكل الطعام المعين، وأننا ندرس الدراسات. المعينة إن نحن وياخذوا هكذا هذا يجعلنا نقول عندما نتأمل في كلام ابن عبدين أن الأمر يحتاج إلى قضيتين نراعيهما في اتصالنا مع
الآخر وفي اتصالنا مع المسؤولين في الغرب الشرعية والمرجعية حاجتي فقط الشرعية والمرجعية شرعية معناها أنني أجلس مع الحكومة وأقول لهم انتبهوا، أنا أريد أن أكون شرعياً، لست أريد مخالفة قوانينكم. سيدي الشعراني عبد الوهاب ماذا يقول في كتبه؟ يقول لك إنك إذا نزلت بلاداً غير المسلمين فالتزم بقوانينهم، فإنها مما ألهمها الله إليهم لحسن المعاش والارتياش. يا سلام! يعني لا أتجاوز إشارة المرور لأن الإشارة صارت علامة لحمايتي. وتحمي الرجل الثاني الذي جاء، مسلمٌ أصبح أم غير مسلم، تلك قضية أخرى. هذه نظرات سابقة للعصور التي كانوا يعيشون فيها. هل الإسلام هكذا؟ ليس هو الإسلام. هو
ذلك الذي نوَّر الله قلبه بالإسلام، سيقول هاتين الكلمتين وهما هما في أي وقت وفي أي عصر يا مولانا، لا. يجب أن تذهب في أي وقت وفي أي عصر وتلتزم بقوانينهم، خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. احذر أن تخالف، فالمسألة ليست أنك تسير بشكل عشوائي. إذا أمسكوها طبلاً فلا تأخذني في الشوارع، ولا ينبغي أن يكون المسلم هو النموذج السيء. انظر كيف كان الشعراني عبد الوهاب، تسعمائة وخمسة الحقيقة أن القصة عندما ذهبت وجلست مع البارونة سيمون، وكانت البارونة سيمون وزيرة الدولة للشؤون الخارجية في بريطانيا، وقلت لها: "سيدتي، نحن نريد أن نعمل بروتوكولاً يمنح المسلمين هنا قضيتين: المشروعية والمرجعية، ونحن هنا في
الأزهر الشريف نستطيع أن نقوم بدور المرجعية للمسلمين". فقالت لي: "لكننا دولة علمانية". والدولة العلمانية لا علاقة لها بالدين، قلت لها: نعم، أنا لم أطلب منك أن تعطيني ديناً ولم أطلب منك أن تأخذي ديني أو أي شيء، لكن هذه الدولة العلمانية، أليس من أسسها أنها ترعى رعاياها؟ قالت لها: نعم بالطبع. قلت لها: حسناً، هذه خدمة لرعاياك، رعاياك المسلمون إنجليز أصليون، رعاياك أجل، إنجلترا رعاياكِ المسلمون هناك. كتاب ضخم للشعراء المسلمين الذين امتدحوا إنجلترا. فيبقى حضرتكِ وأنتِ تخدمينهم تقومين بالواجب السياسي الخاص بكِ. قالت لي: "هذا كلام معقول". قلت لها: "حسناً، هاتان
قضيتان: المشروعية والمرجعية". واتفقنا على هذا، وقالت لي: "اسمح لي أن نستشير الجهة المختصة والمعنية وكذلك اللورد كيري، المستشار القانوني لكانتر بيري قابلني بعدها بمدة بشهرين أو ثلاثة. قالوا لي: "اتصلوا بك"، فقلت له: "لا، ليس بعد". قال لي: "هذا خلاص، وافقوا". اللورد كيري كان جالساً معنا في هذا الاجتماع، وأنا أقول لهم: "تعالوا نتفق، تعالوا نعيش مع بعضنا بشكل جيد، تعال، كل كلمة سواء". مثلاً: "نعم". فالمهم يا أخي. بعد شهر من كلام اللورد كيري وقعت أحداث لندن في سبعة سنة سبعة، وهذا شيء مخزٍ للغاية، حيث ضربوا الحافلة وضربوا محطة المترو.
هذا ما جنيناه من الإرهاب الذي يهدم كل ما نبنيه خلال سنوات طويلة. انظر إلى الفرق بين هذا الإرهاب المدمر وبين أن تُدرج في القوانين الإنجليزية. كيفية المعاملة القاسية مع طائفة من المواطنين بعد إقرار الاندماج لا الذوبان، وبعد تحقيق مرادي من العمارة وتحقيق مرادي من الإسلام كما أمرني الله سبحانه وتعالى. انظر إلى ما يحدث فينا، ليس فقط الدم الذي يُهدر ولا الصورة التي تُشوَّه، بل إننا أيضاً نضيع على أنفسنا مصالح كثيرة جداً. وهذا جزء من جذع النخلة الذي في أعيننا، إذ إن هذا الأمر دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم. هذا هو ديننا، هذا هو إسلامنا، هذا هو نبينا، هؤلاء هم العلماء
والثقات الذين نأخذ منهم هذا الفهم الحقيقي للإسلام. فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام بعد استعراض. هذه المجهودات القيمة والمهمة جداً في وقتها، وكان من المفترض أن يكون هناك تتابع وتوالٍ لهذه المجهودات. هناك دوران لا بد أن نقف عندهما مع فضيلتك: دور المسلم المقيم في الغرب، ودورنا نحن اليوم في إعادة الصورة الذهنية الحقيقية للإسلام لدى الغرب. يعني ما بين هذا الدور وذاك، كيف؟ سأشرح لحضرتك بعض المواقف للمسلمين المقيمين في الغرب سواء كانوا من أصل البلاد أو كانوا الذين تحدثنا عنهم قبل قليل، وهو الكتاب الذي يتحدث عن الشعراء الإنجليز الأصليين الذين ألّفوا القصائد في
مدح بريطانيا وفي الدفاع عنها وغير ذلك إلى آخره، جمعه عبد الحكيم وينتر. أستاذ الدراسات التاريخية التركية في جامعة كيمبريدج هو وينتر، يعني أنه أصلاً إنجليزي، لكنه فكّر في هذا: كيف أكون إنجليزياً ومسلماً في نفس الوقت؟ وهو هناك في كيمبريدج مرجع، وهو رجل مسلم، ويعيش في تعايش وفي دراسة وعلم بالنسبة له هناك بشكل كبير، ولكنه أيضاً يؤدي شيئاً يخدم الإسلام في منتهى الجمال وفي مستهل الحلاوة، هناك
شخص آخر هو أنس الشيخ علي، رجل عراقي. أنس الشيخ علي سافر وأصبح أستاذاً للأدب الإنجليزي في أوكسفورد، وهذا شيء جميل وجيد. أن يصبح المرء أستاذاً للأدب الإنجليزي هو أمر جيد، يتبع شيئاً يلقي ظلال العناصر التي نقول عنها إسلاموفوبيا، من أين قلنا المناهج التعليمية وقلنا من التشريعات المنحرفة عن المسلمين. لا، هذا أصبح في الأدبيات. نعم، هذا الإنجاز الثالث. المهم ما هي أدبيات الإنجاز الثالث في الأدبيات؟ ماذا فعل؟ تتبع منذ سنة ألف وتسع مائة أربعة وسبعين فقط الروايات التي تُطبع في بريطانيا ضد الإسلام والمسلمين مباشرة، يعني يُذكر الإسلام ويُشتم حتى... أربعة
وتسعين عاماً أنتجوا ألفاً وسبعين رواية، وكان لديه ملفات هكذا، يُصوِّر لك الصفحة الأولى من كل رواية، تلو الأخرى، يعني نوبل، يعني رواية، ويقول لك هي موجودة حتى لا تسألني أين هي، مَن الناشر، من أي عام، لا، كلها موجودة هنا، وقد أجرى بحثه ليتحدث. هناك ما يُقال بأن هذه مُعارضة للنبي محمد وضد القرآن وضد الشريعة وضد كذا وكذا وضد المسلمين وضد المسلمين في النهاية وضد حضارة الإسلام وتاريخ الإسلام وشريعة الإسلام. وبالتفاصيل يعني بعد ذلك من عام أربعة وتسعين، وبعد عشرين سنة أخرى أصبحنا في عام
ألفين وأربعة عشر، وأصبحت الروايات الصادرة آلاف وست مائة من أربعة وسبعين لأربعة، أشعر يعني أربعين سنة، في الأربعين سنة هذه صدرت ثلاثة آلاف وست مائة رواية تشتم الإسلام والمسلمين، كلها روايات، كلها روايات، هذا هو شرطه هكذا، هو لا يتحدث إلا في الروايات، أين هذا أو ماذا يعني، ما حجمه هذا لو عرفت أنه في بريطانيا تُنشر كل سنة ثلاثمائة وخمسة وسبعون ألف مطبوعة، ألف كتاب، ثلاثمائة وخمسة وسبعون ألف كتاب جديد. هل تعلم أن هذا لا شيء؟ هل تنتبه كيف؟ لكن تكون في النهاية صورة تصنع الإسلاموفوبيا، صورة مقيتة للإسلام والمسلمين.
الجهل، الوثنية، يصورون المسلمين هكذا، الإسراف، الجنون، هل تنتبه؟ وبما أننا نتعامل مع هذا الصنف من البشر، كما يقول نابليون في مذكراته: "كنت أقتل ثلاثة كل يوم لأنه لا يصلح معهم إلا هذا"، فهؤلاء الناس لديهم صور. الرابع لدينا، قلنا: دارس المناهج، ودرسنا القانون، وقلنا الأدبيات. الرابع هو الإعلام، عندما يأتي هذا الإعلام هو... وهذا يُجيب على سؤالك: ماذا يفعل الذي هناك وماذا يفعل الذي هنا، وما إلى ذلك. عندما يأتي الإعلام، يذهب ليُحضر أبا حمزة المصري الإرهابي
لكي يقول: هذا هو الإسلام. حسناً، لماذا لا تُحضر جمال بدوي؟ تركتَ جمال بدوي وأمسكتَ بأبي حمزة المصري. جمال بدوي كان يعني... مؤرخ هو جمال بدوي كان مستشار الملك أو الأمير تشارلز، المهم أريد أن أقول لك أن هناك أناساً فعلاً يفعلون أشياءً خاطئة ضد الإسلام والمسلمين، كل هذه الأشياء أنا أسميها القذاة التي في عين أخي، فالمصيبة السوداء تكمن في الجذع الذي في عيني أنا، والذي أنا ساكت عنه وغير راضٍ أقوم بهذه العمليات كلها، حسنًا، هل هناك أحد سمع عن الثلاثة آلاف وست مئة؟ هل ذهب أحد حتى كتب بحثًا عنها باللغة العربية عن هذه الروايات وهذه المطبوعات؟ أتعرف رواية منهم وهي خاصة بسلمان رشدي؟ انظر
إلى رواية "آيات شيطانية"، "آيات شيطانية" هذه واحدة فقط. من ثلاثة آلاف وست مائة لأنهم صنعوا فيلماً يسيء إلى سيدنا موسى، فاليهود سكتوا لأنهم يعرفون الأمر، وانتهى الفيلم ولم يسمع عنه أحد. ثم صنعوا فيلماً يسيء إلى سيدنا عيسى، فسكت المسيحيون. ثم أرادوا صناعة فيلم يسيء إلى سيدنا محمد، فقيل لهم: لا، إلى هذا الحد وستعملون بلا اختبار. فأحضروا هذه الآيات الشيطانية ليصنعوا بها بالونات اختبار، فهاجت الدنيا ووقف المسلمون ضد هذا تماماً، فألغي الفيلم. بعد ذلك ظهرت محاولات في هولندا ومحاولات في هوليوود يحاولون نفس الحكاية، يريدون شتم النبي، وكذلك في الدنمارك والرسوم في صحيفة الدنمارك. كل هذه بالونات اختبار إلى أن ظهر الفيلم.
فعلاً ولكن لا أحد شعر به ولا أحد فعله، وهذا يُعلي من قدر النبي مصطفى صلى الله عليه وسلم، لأنه يصبح مظلوماً والظلم ظلمات يوم القيامة. هذه هي الحكاية، صلى الله عليه وسلم. اسمح لي فضيلة مولانا أن أستعرض بعض تفاعلات السادة المشاهدين مع السؤال على فيسبوك: ما سبب استهداف الأستاذ معتز يقول إن الإرهاب الذي تقوم به داعش يجعل الناس في أوروبا يظنون أن كل المسلمين إرهابيون. نعم، هذا جزء من جذع النخلة. الأستاذ محمد حمدي يقول إن تصوير الإعلام لهم بأن المسلمين هم داعش والجماعات الإرهابية، وتقصير أيضاً من جانبنا في توصيل الإسلام، هو جزء من الجذع. الأستاذ النظام الاجتماعي الذي يتوافق مع كل حياة وواقع، وإذا انتشر هذا الإسلام سيهدد بالتأكيد مصالح الكثير من الأعداء. هذا جزء من
القذى، أصبح هذا القذى يعلمنا. ولن ننكر تصرفات الإسلاميين الذين ترجموا دينهم خطأً أمام الشعوب الغربية بدلاً من إظهار أفضل وأحسن الصور. هؤلاء هم رجال الجزع، أصبح هذا هو يقول الأستاذ أحمد: "في نظري أنا شخصياً أن أي مسلم لا يستطيع أن يتعايش مع الثقافات الغربية لأن المسلمين هم الأكثر إيماناً وبالتالي الأكثر تمسكاً بالعقيدة وبالتالي الأكثر تطبيقاً لأحكام الخالق عز وجل ومقاومة لملذات الحياة وشهواتها وما لا يريده الغرب، لأنهم يقدسون متع الحياة في المقام الأول قبل كل هذا يدور حول الذوبان والاندماج مولانا في دقيقة أو دقيقتين ما تبقى في البرنامج يعني. والموضوع ذو أهمية، وخطته لغدٍ لا بد وأن نعيها جيدًا حتى نستطيع أن نؤيد هذه الصورة الحقيقية للإسلام كمفهوم هكذا من كل الجهات، ويصبح عملًا فرديًا
ومؤسسيًا. الشرعية والمرجعية لا بد أن الأزهر يعلو برأسي يا جماعة، أنا هنا مرجع وها هو، وكل العالم موافق عليه حتى الشيعة موافقون على الأزهر. فالأزهر يرفع يده لهؤلاء الناس ويقول: لا، أنا هنا المرجع، عندما تريدون شيئاً أو تسألون عن شيء، اسألوني هنا. والمشروعية هي أن يعيش المسلم في مكانه من غير مخالفة. لقد رأينا أناساً في ألمانيا أموال غير المسلمين، هذا الكلام مصيبة، هذا الكلام خطأ فقهًا ودينًا وواقعًا. فيجب علينا أن نبذل السعي في هذين الأمرين: المشروعية والمرجعية. ستجد أن
العالم وصل إلى مرحلة التعايش والسلام. يؤكد فضيلة مولانا على المعرفة وأن نقرأ وأن نعرف وأن نتعلم، لأن من يعرف يملك. نشكر فضيلة مولانا. دكتور علي جمعة وضوء كبار العلماء ذوي الآثار الشريفة، شكر الله لكم يا مولانا، شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه، إلى اللقاء،